هل أفتيخوس سقط ميتا ام لم يمت وكانت نفسه فيه ؟ اعمال 20: 9-10 وملوك الاول 17 وملوك الثاني 4

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في أعمال 20 :9 أن أَفْتِيخُوسَ سقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل، وحُمل ميتاً. ولكن جاء في آية 10 أن بولس قال عنه إن نفسه فيه » 9وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا فِي الطَّاقَةِ مُتَثَقِّلاً بِنَوْمٍ عَمِيق. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَابًا طَوِيلاً، غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ، وَحُمِلَ مَيِّتًا10فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلاً:«لاَ تَضْطَرِبُوا! لأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ!». 11ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزًا وَأَكَلَ وَتَكَلَّمَ كَثِيرًا إِلَى الْفَجْرِ. وَهكَذَا خَرَجَ. 12وَأَتَوْا بِالْفَتَى حَيًّا، وَتَعَزَّوْا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ. «.

 

الرد

 

الحقيقه هذه الشبهة بسيطة جدا وباختصار بالفعل أفتيخوس مات في عدد 9 ولكن بولس الرسول فعل كما فعل ايليا النبي واليشع النبي بانه وقع عليه واعتنقه فعادة نفس الشاب الي الحياه مره اخري فطمنهم قائلا ان نفسه فيه ولم يقل اني اقمته من الموت تواضعا منه بالطبع 

 

ولتاكيد هذا ندرس ببعض من التفصيل 

سفر اعمال الرسل 20

20: 8 و كانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها

هم كانوا مجتمعين في عليه مرتفعة وسنعرف انها في الطابق الثالث كما يذكر العدد التالي  

20: 9 و كان شاب اسمه افتيخوس جالسا في الطاقة متثقلا بنوم عميق و اذ كان بولس يخاطب خطابا طويلا غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة الى اسفل و حمل ميتا

الطاقه هي شباك مرتفع في القاعه ليدخل منه ضوء الشمس في النهار. فهو كان جالس فيها وعندما غلبه النعاس سقط من هذا الارتفاع ومات بسبب السقوط من مكان مرتفع .

والبعض يعتب عليه أنه كان جالسًا في الطاقة، فلو أنه كان جالسًا أرضًا لما سقط، وكان قد بقي في أمان. لكن ربما كان له عذره في هذا فقد ازدحمت العلية بالحاضرين، ولم يكن يوجد موضع له ان يجلس أرضًا. أما تثقله بالنوم العميق فلا يعني عدم مبالاته بما يقوله الرسول، لكنه تثقل بضعف الطبيعة البشرية، فكان يقاوم فغفل في لحظات في نوم عميق.

 وملحوظه ان موته محقق لان لوقا الطبيب هو الذي كتب ذلك وهو طبيب يعرف ان يحكم جيدا ويتحقق من موته  

20: 10 فنزل بولس و وقع عليه و اعتنقه قائلا لا تضطربوا لان نفسه فيه

فنزل بولس الرسول الي المكان الذي فيه الشاب منطرح علي الارض ميتا من سقوطه 

ووقع عليه اي تمدد علي جسده واحتضنه كما فعل ايليا واليشع وهي علامه امام الرب انه يحن بشده عليه ورغبه حارة في اعادته للحياة وبالتاكيد بدا يصلي للرب بقوه للرب لكي يستجيب له 

وبعد هذا طمنهم قائلا لاتضطربوا ان الان نفسه فيه بمعني انه بدأ يتنفس لان كلمة بسوخي اليوناني تعني تنفس 

(G-NT-TR (Steph)+)  καταβας went down 2597 V-2AAP-NSM  δε And 1161 CONJ  ο  3588 T-NSM  παυλος Paul 3972 N-NSM  επεπεσεν and fell on 1968 V-2AAI-3S  αυτω him 846 P-DSM  και and 2532 CONJ  συμπεριλαβων embracing 4843 V-2AAP-NSM  ειπεν said 2036 V-2AAI-3S  μη  3361 PRT-N  θορυβεισθε Trouble not yourselves 2350 V-PPM-2P  η  3588 T-NSF  γαρ for 1063 CONJ  ψυχη life 5590 N-NSF  αυτου his 846 P-GSM  εν in 1722 PREP  αυτω him. 846 P-DSM  εστιν is 2076 V-PXI-3S   

فيقول لهم بعد ان انتهي من صلاته انه الان بدا يتنفس وروحه فيه  

20: 11 ثم صعد و كسر خبزا و اكل و تكلم كثيرا الى الفجر و هكذا خرج

و صعد بولس إلى العلية، وقدم له طعامًا، وليس الإفخارستيا، ثم عاد الرسل ليكمل أحاديثه، ربما تحول الموقف من مجموعة عظات يقدمها الرسل إلى حوارٍ مشترك. بلا شك أن إقامة الشاب قد خلقت جوًا أعظم من الود، وفرصة لأحاديث وأسئلة حول الحياة الإيمانية الحية.

وفي هذا الوقت كان اسرة الشاب غالبا تعالج بعض الجراح التي نتجت بسبب السقوط فبولس الرسول اقامه من الموت ولكن بالطبع السقوط من مكان مرتفع ترك بعض الاصابات عليه  

20: 12 و اتوا بالفتى حيا و تعزوا تعزية ليست بقليلة 

وتعبير اتوا اي انه قرب الفجر اتوا به غالبا يسندوه فقد يكون لم يستعيد كل قواه بعد او بعض الاصابات المتبقية من السقطه  

ولكن قيامته من الاموات بصلاة بولس الرسول اعطت تعزيه  قويه وثبتت ايمان كثيرين وبدؤا يهنؤون الشاب علي اقامته من الموت 

 

واذكر موقفي ايليا لاقامة ابن الارمله واليشع لاقامة ابن المراه الشومنية الذي يشابه تماما ما فعله بولس الرسول لاقامة الشاب من الموت  

سفر الملوك الاول 17

19 فَقَالَ لَهَا: «أَعْطِينِي ابْنَكِ». وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيمًا بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ،
20 وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَأَيْضًا إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟»

21 فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهِي، لِتَرْجعْ نَفْسُ هذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ».

22 فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ.

23 فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لأُمِّهِ، وَقَالَ إِيلِيَّا: «انْظُرِي، ابْنُكِ حَيٌّ»

24 فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: «هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ».

 

سفر الملوك الثاني 4

32 وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ.
33 فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ.

34 ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ.

35 ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ.

36 فَدَعَا جِيحْزِي وَقَالَ: «اُدْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ» فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ».
37 فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ.
 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

افتيخوس، معناها "سعيد الحظ". يلومه بعض الدارسين أنه كان جالسًا في الطاقة، فلو أنه كان جالسًا أرضًا لما سقط، وكان قد بقي في أمان. لكن ربما كان له عذره في هذا فقد ازدحمت العلية بالحاضرين، ولم يكن يوجد موضع له ان يجلس أرضًا. أما تثقله بالنوم العميق فلا يعني عدم مبالاته بما يقوله الرسول، لكنه تثقل بضعف الطبيعة البشرية، فكان يقاوم فغفل في لحظات في نوم عميق.

لعل عدو الخير أراد أن يسبب اضطرابًا بسقوط هذا الشاب ميتًا، لكن الله بعنايته الفائقة حول الأمر لمجده وبنيان الكنيسة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

 "فنزل بولس ووقع عليه،

واعتنقه قائلاً: 

لا تضطربوا لأن نفسه فيه". [10]

 "وقع عليه"، ربما تمدد عليه كما فعل أليشع مع ابن الشونمية (2 مل 4: 33- 35)، وهي علامة حنو شديد ورغبة حارة في إعادته للحياة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

 

والمجد لله دائما