لماذا منع الروح القدس بولي من التبشير في اسيا ؟ اعمال 1: 8 واعمال 16: 6 -7 و  اعمال 19

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

قال المسيح في اعمال 1: 8 لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض 

 ولكن الروح القدس منع بولس وسيلا ان يبشرا في اسيا في اعمال 16: 6 و بعدما اجتازوا في فريجية و كورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا 7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بيثينية فلم يدعهم الروح 

 

الرد

 

هذا المنع لم يكن الا مؤقتا فقط لينشر البشاره في مكان اخر اعده روح الرب ولكن فيما بعد بولس الرسول بشر في اسيا فالله بالفعل حقق كلمته ولكن الله يختار الوقت المناسب لتحقيقها 

فنقراء الاعداد معا 

سفر أعمال الرسل 16

16: 4 و اذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل و المشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها

يكمل هذا الاصحاح رحلة بولس الرسول الثانية ويخبر ما حدث فيها وخريطة التبشير 

والقضايا التي حكم بها الرسل يقصدون احكام وقرارات مجمع اورشليم فبلا شك أن المنازعة التي حدثت في أنطاكية في هذا الشأن بسببها انعقد مجمع أورشليم قد انتشرت أيضًا بين كنائس في مدن بعيدة، وسببت قلاقل كثيرة. فقد جاء انعقاد المجمع في وقتٍ مناسبٍ لعلاج مشكلة التهود التي يمكن أن تهز إيمان الكثيرين من الامميين، إذ كانت الكنيسة تضم كثيرين كل يوم من الأمم. 

16: 5 فكانت الكنائس تتشدد في الايمان و تزداد في العدد كل يوم

فصلت قرارت مجمع أورشليم إلى حدٍ كبير في الخلافات التي حدثت بين المسيحيين الذين من أصل يهودي وأولئك الذين من أصل أممي. عوض ضياع الوقت والطاقة في النزاعات اهتم الكثيرون بالعمل الإيجابي لكسب كل نفس للتمتع بخلاص الله، فتشددت الكنائس في الإيمان، وانضم كثيرون إليها.

 16: 6 و بعدما اجتازوا في فريجية و كورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا

 فريجية: كانت أكبر ولاية في آسيا الصغرى في الشمال وبسيدية وليسيا في الجنوب، وغلاطية وكبدوكية في الشرق، وليديه وميسيا في الغرب.

كورة غلاطية: شرق فريجية، 

فكان بولس الرسول يريد ان يتوجه الي اسيا 

C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop\1.bmp

ولكن منعه الروح القدس لان كان في خطة الله أن تدخل الكرازة بقوة إلى أوربا، لذلك عندما اجتاز الرسول بولس وسيلا في هذه الرحلة بعض ولايات في آسيا التي كان قد غرس الرسول بذار الكلمة فيها، وكان يود أن يسقيها، كان الروح القدس يحثه على عدم الكلام ليسرع فيخرج منها. ولعله كان في دهشة لعمل الروح الذي كان دومًا يحثه على الخدمة، ولم يكشف له الروح الخطة الإلهية إلا في ترواس حين رأى رجلاً مكدونيًا يدعوه للعبور إلى أوربا لخدمتهم.

 

16: 7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بيثينية فلم يدعهم الروح

وتكرر الامر في ميسا لكي يكملوا الي اوربا ولهذا في عدد 9 سيشرح مقاصد الله  

16: 8 فمروا على ميسيا و انحدروا الى ترواس

فبدل من ان يتجهوا الي الشرق انحدروا الي الجنوب الغربي 

 

 

 

16: 9 و ظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه و يقول اعبر الى مكدونية و اعنا

وهنا يتضح لماذا منعهم الروح فهو يريدهم أن يتوجهوا إلى مقدونيا.وهنا نرى غالباً ملاك في صورة رجل مكدونى كما قال العلامه اوريجانوس. أعنا ضد الشيطان والوثنيين والجهل والخطية. وكان ظهور رجل يطلب معونة حتى لا يهلك من المؤكد أنه سيحرك قلب بولس ويذهب. الروح القدس سمح بوجود موانع في طريقهم الأول ثم يقنعهم بهذه الرؤيا فهو لا يحرك أدوات صماء، بل يقنعهم. كان منعهم من الذهاب إلى بيثينة يستلزم تدخل الروح القدس مباشرة، حتى لا يتشككوا كيف يمكن الامتناع عن الذهاب إلى موضع معين للكرازة. أكد لهم الروح خطته الإلهية بمنعهم دون تقديم مسببات. أما هنا فإن الرؤيا نفسها هي من عمل الروح القدس نفسه، أما ظهور رجل مكدوني، فلكي يلهب قلب الرسول بولس بالحب الأخوي. فإنه يوجد لنا إخوة كثيرون يصرخون طالبين نجدتنا، بممارسة العمل الإلهي. 

16: 10 فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم 

يشير فيها القديس لوقا إلى نفسه أنه في صحبة الرسول بولس، وأنه شريك معه كما مع سيلا في الكرازة. فإذا رأى الرسول الرؤيا انطلق الكل ساعين بغير تأخير الى تحقيق دعوة الله للعمل في مكدونية. لقد أظهر جميعهم استعدادهم الدائم للعمل حسب توجيه الله بكل مسرة، وبغير تردد أو نقاش أو وضع حسابات بشرية للرحلة إلى هناك. إذ تسلم القديس بولس دعوة إلهية للانطلاق إلى مكدونية لم يتأخر بعد في الكنائس التي في آسيا أو غيرها، بل في طاعة كاملة صار يسعى مع زملائه للتنفيذ السريع.

 

فبهذا تاكدنا ان المنع لم يكن يخالف وعد الله بل تاكيدا له بان يرسلهم الي منطقه لم يذهب اليها احد من قبل  

ملحوظه مهمة في رحلة بولس الرسول التبشيرية الاولي هو توجه الي قرب هذه المناطق 

 

ولكن اوربا ومنطقة مكدونيه هي كانت منطقه بعيده لم يقتربوا اليها 

ولهذا كان المنع ان يذهبوا الي مناطق اقتربوا منها سابقا لكي يذهبوا الي مناطق ابعد لم يقترب منها احد سابقا فيتحقق وعد الرب بان تنتشر الكلمه الي انحاء بعيده 

 

ولكن ايضا بولس الرسول فيما بعد ذلك بقليل بشر ايضا في اسيا في بقية المناطق التي لم يصل اليها من قبل 

سفر اعمال الرسل 19

19: 10 و كان ذلك مدة سنتين حتى سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين في اسيا من يهود و يونانيين 

19: 11 و كان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة 

 

19: 22 فارسل الى مكدونية اثنين من الذين كانوا يخدمونه تيموثاوس و ارسطوس و لبث هو زمانا في اسيا 

 

19: 26 و انتم تنظرون و تسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال و ازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست الهة 

 

سفر اعمال الرسل 20

20: 16 لان بولس عزم ان يتجاوز افسس في البحر لئلا يعرض له ان يصرف وقتا في اسيا لانه كان يسرع حتى اذا امكنه يكون في اورشليم في يوم الخمسين 

20: 17 و من ميليتس ارسل الى افسس و استدعى قسوس الكنيسة 

20: 18 فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان 

 

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 16

16: 19 تسلم عليكم كنائس اسيا يسلم عليكم في الرب كثيرا اكيلا و بريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما 

 

اذا هو بشر في اسيا ايضا وفقط الروح القدس منعه ان يتوسع في اسيا مؤقتا في رحلته الثانية بعد ان بشر مقدار كافي كبداية في رحلته الاولي حتي يصل الي مناطق ابعد في اوربا وهي مكدونية ثم يعود ويغطي بقية مناطق اسيا في رحلته الثالثه 

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

  عندما قال بولس: "إنّني مرارّا كثيرة قصدت أن آتي إليكم" (رو1: 13) يظهر الحب الذي له من نحو أهل روما، وعندما أضاف: "ومُنعت حتى الآن"، مع أنّه بالحقيقة يمكن الظن أن اللَّه هو الذي منعه، لكنّه يظهر بهذا أن عمل اللَّه هو أن يلزم أين يذهب الرسل وأين يجب ألاّ يذهبوا. إنّه بتدبير معيّن يحدّد بعضًا للكرازة بكلمة اللَّه وآخرون لا. إذ يقول بولس نفسه في موضع آخر: "فلمّا حاولنا أن نذهب إلى بيثينيّة لم يدعنا روح المسيح" (راجع أع 16: 7)... لقد اشتهى الذهاب ولم يكف عن الصلاة، لعلّه يحمل ثمارًا منهم كما من آخرين من الأمم[695].

العلامة أوريجينوس

  إذ يحثه على الكرازة أظهر له حلمًا لتحقيق هذا، أما لكي يمنعه عن الكرازة فما كان يمكنه أن يحتمل هذا لهذا أعلن له الروح القدس لتنفيذ ذلك[697].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     كان يوجد ملاك راعٍ في مكدونية احتاج إلى عون الرب. لهذا ظهر لبولس في أحلامه كرجل مكدوني وقال: "أعبر إلى مكدونية وأعنّا". لماذا أتحدّث عن بولس حيث أن الملاك قال هذا لا لبولس بل ليسوع الذي في (قلب) بولس؟ هكذا يحتاج الرعاة إلى حضرة المسيح[698].

العلامة أوريجينوس

    كان لدى بولس المادة ليفتخر بالرؤى (2 كو 12: 1)، وبالأمور التي شاهدها (أع 16: 10؛ 18: 9)، وبالعجائب والآيات (رو 15: 19؛ 2 كو 12:12)، وبالأتعاب التي احتملها من أجل المسيح، وبالكنائس التي بناها بطموحه أن ينشئ كنيسة حيثما لا يُعرف المسيح، كل هذه مادة لافتخاره... ومع ذلك فإن الافتخار حتى بمثل هذه الأمور ليست بدون خطر. لهذا فإن الآب الصالح الذي وهبه هذه الرؤى والأمور التي رآها سلّمه كهبة أن يضايقه ملاك الشيطان حتى لا يفتخر[699].

العلامة أوريجينوس

 

والمجد لله دائما