«  الرجوع   طباعة  »

لماذا لم يشفي بولس الرسول ابفرودتس العامل معه ؟ فيلبي 2: 25-27 واعمال 14 و 16 و 19 و 20 و 28 و 2تي 4: 20

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يدعي النصارى ان بولس كان يشفي المرضي في أعمال 19: " 11 و كان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة 12  حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض و تخرج الارواح الشريرة منهم " 

 فإن كان هذا صحيح فكيف لم يستطع أن يشفي مساعده أبفروديتس في فيلبي 2: " 27 فانه مرض قريبا من الموت لكن الله رحمه"  

 

الرد

 

باختصار اولا ما هو الدليل ان معلمنا بولس الرسول لم يستخدمه الرب في شفاء ابفرودتس ؟ 

هل يوجد عدد يقول انه حاول ولم يستجب له الرب ولم يشفي ابفرودتس ؟ 

أذا هي شبهة لا اصل لها كالعادة 

ولكن لندرس الامر ببعض التفصيل اقسم الرد الي اجزاء  

في البداية موقف بولس الرسول في اثناء مرض ابفرودتس 

بولس الرسول كان مسجون في رومية في بيت سمحوا له ان يستاجره ولا يغادره تحت حراسة عسكري وان يستقبل فيه بعض الزوار ولكن في حدود قليله 

سفر اعمال الرسل 28

28: 16 و لما اتينا الى رومية سلم قائد المئة الاسرى الى رئيس المعسكر و اما بولس فاذن له ان يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه

 

28: 30 و اقام بولس سنتين كاملتين في بيت استاجره لنفسه و كان يقبل جميع الذين يدخلون اليه 

فهو لم يكن يقدر ان يغادر المنزل الذي هو محبوس فيه 

رسالة بولس الرسول الي أهل فيلبي 1

 1: 7 كما يحق لي ان افتكر هذا من جهة جميعكم لاني حافظكم في قلبي في وثقي و في المحاماة عن الانجيل و تثبيته انتم الذين جميعكم شركائي في النعمة 

 

1: 13 حتى ان وثقي صارت ظاهرة في المسيح في كل دار الولاية و في باقي الاماكن اجمع 

1: 14 و اكثر الاخوة و هم واثقون في الرب بوثقي يجترئون اكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف 

1: 15 اما قوم فعن حسد و خصام يكرزون بالمسيح و اما قوم فعن مسرة 

1: 16 فهؤلاء عن تحزب ينادون بالمسيح لا عن اخلاص ظانين انهم يضيفون الى وثقي ضيقا 

1: 17 و اولئك عن محبة عالمين اني موضوع لحماية الانجيل

وابفرودتس الرسول وهو في طريقه الي بولس الرسول غالبا مرض مرض شديد قارب للموت

رسالة بولس الرسول الي أهل فيلبي 2 

 2: 26 اذ كان مشتاقا الى جميعكم و مغموما لانكم سمعتم انه كان مريضا

 2: 27 فانه مرض قريبا من الموت لكن الله رحمه و ليس اياه وحده بل اياي ايضا لئلا يكون لي حزن على حزن

وهذا العدد لا يعطي تفصيل نوع مرضه ولا كيف اصيب به وسرعة انتشار المرض واعاقة ابفرودتس عن الحركة كل الذي نفهمه ان الحاله كانت خطيره اذ قارب علي الموت وهو في حاله مثل هذه لا يستطيع ان يتحرك بسهوله ويذهب الي بولس الرسول بالطبع  

مع ملاحظة ان المسافه بين رومية وبين فيلبي هي سفر اسبوعين في هذا الوقت فهو يحتاج ان يذهب الي اليونان ثم يبحر خلال بحر أدرياتيكي ولهذا الاخبار وصلت بسرعه الي فيلبي بان ابفرودتس مريض جدا  

فالعائق ان بولس الرسول لا يستطيع ان يذهب اليه لانه مقيد في المنزل في اقامة جبرية وابفرودتس مريض جدا قارب علي الموت لا يستطيع ان ينهض ويذهب الي بولس الرسول فغالبا يكون انتظر الي ان اتي بعض الخدام حملوه الي بولس الرسول فصلي لاجله وشفاه 

واعلم ان البعض سيعترض ويقول ما هو الدليل ان بولس الرسول فعل معه معجزة شفاء ؟

رغم ان العدد لا يصرح بذلك ولكن نعلم جيدا صفة التواضع في معلمنا بولس الرسول فهو لن يعلن بانه شفاه ولكن نفهم ذلك ضمنيا من صيغة الكلام 

 2: 27 فانه مرض قريبا من الموت لكن الله رحمه و ليس اياه وحده بل اياي ايضا لئلا يكون لي حزن على حزن 

فالله رحم ابفرودتس ورحم بولس ايضا والمعني ان الرب رحم بولس واستجاب لصلاته لاجل شفاء ابفرودتس الذي قارب علي الموت 

فهي في الحقيقه معجزه اخري تضاف الي معجزات معلمنا بولس الرسول التي صنعها الله علي يديه 

 

شيئ اخر غاية في الاهمية 

معجزات بولس الرسول مثل شفاء المرضي واقامت الموتي واخراج الشياطين هو لم يتكلم عنها ولا مره في رسائله من تواضعه ولكن الذي كتب عنها بالتفصيل هو معلمنا لوقا البشير والمؤرخ العظيم وحتي نجد كلام بولس الرسول من تواضعه في اعمال الرسل 20: 10 عن اقامة الميت انه قال بعد ان اقامه ان روحه فيه ولم يقل لقد احييته  

فنجد ان كل المعجزات التي صنعها بولس الرسول كتبت في سفر اعمال الرسل وايضا اشار اليها ضمنيا بطرس الرسول في رسالته 2بط 3 

سفر اعمال الرسل 

14: 8 و كان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه و لم يمش قط 

14: 9 هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه و اذ راى ان له ايمانا ليشفى 

14: 10 قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب و صار يمشي 

14: 11 فالجموع لما راوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين ان الالهة تشبهوا بالناس و نزلوا الينا 

 

16: 16 و حدث بينما كنا ذاهبين الى الصلاة ان جارية بها روح عرافة استقبلتنا و كانت تكسب مواليها مكسبا كثيرا بعرافتها 

16: 17 هذه اتبعت بولس و ايانا و صرخت قائلة هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص 

16: 18 و كانت تفعل هذا اياما كثيرة فضجر بولس و التفت الى الروح و قال انا امرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها فخرج في تلك الساعة 

 

19: 11 و كان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة 

19: 12 حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض و تخرج الارواح الشريرة منهم 

 

20: 7 و في اول الاسبوع اذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا خاطبهم بولس و هو مزمع ان يمضي في الغد و اطال الكلام الى نصف الليل 

20: 8 و كانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها 

20: 9 و كان شاب اسمه افتيخوس جالسا في الطاقة متثقلا بنوم عميق و اذ كان بولس يخاطب خطابا طويلا غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة الى اسفل و حمل ميتا 

20: 10 فنزل بولس و وقع عليه و اعتنقه قائلا لا تضطربوا لان نفسه فيه 

20: 11 ثم صعد و كسر خبزا و اكل و تكلم كثيرا الى الفجر و هكذا خرج 

20: 12 و اتوا بالفتى حيا و تعزوا تعزية ليست بقليلة 

 

28: 7 و كان في ما حول ذلك الموضع ضياع لمقدم الجزيرة الذي اسمه بوبليوس فهذا قبلنا و اضافنا بملاطفة ثلاثة ايام 

28: 8 فحدث ان ابا بوبليوس كان مضطجعا معترى بحمى و سحج فدخل اليه بولس و صلى و وضع يديه عليه فشفاه 

28: 9 فلما صار هذا كان الباقون الذين بهم امراض في الجزيرة ياتون و يشفون 

وغيرها الكثير 

خريطة بالاماكن من موقع سانت تكلا 

ولم يتكلم في رسائله ولا مره عن موهبة شفاء الامراض ولا موهبة اقامة موتي من تواضعه بل تكلم فقط عن مرضه الشخصي  

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12

8 مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي.
9 فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.

 

وسافترض ان بالفعل معلمنا بولس الرسول لم يستطيع ان يشفي أبفرودتس. فشفاء المريض بمعجزة لا يتم إلاّ لو كان لحساب مجد الله وإيمان الناس. والله يستخدم الشفاء بمعجزة في بعض الأحيان، ويستخدم المرض، وكلاهما الشفاء والمرض أدوات في يد الله لشفاء النفس ولإعداد الإنسان للسماء. المرض كان عقوبة للخطية فلم يكن هناك أمراض قبل سقوط آدم ولكن كما نقول فى القداس الغريغورى " حولت لي العقوبة خلاصاً" فالله حَوَّلَ المرض فصار وسيلة للخلاص فكما يقول معلمنا بطرس أن من تألم في الجسد كف عن الخطية، (1بط1:4). بل أن الألم صار طريق الكمال (عب10:2). أما معجزات الشفاء فالله يستخدمها لمن تساعده على نمو إيمانه أو لمن لا يريد الله موته الآن ويريد أن يعطيه الله حياة أخرى. الله هو صانع الإنسان وهو الذى يعرف ضعفاته وما الذي يصلحها ليدخل إلى السماء. والله لا يجبره احد فكما قال الرب يسوع المسيح عن ايليا صانع المعجزات واليشع ايضا  

انجيل لوقا 4

 25 وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا،
26 وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ، إِلَى صَرْفَةِ صَيْدَاءَ.
27 وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ».

 وايضا بنفس المقياس كثيرون ماتوا في زمن بولس الرسول ولكن الله اقام افتيخوس فقط علي يد بولس وهذا فقط لتمجيد الله  

فليس من الشرط ان بولس الرسول يشفي كل المرضي في كل مكان ليكون عنده موهبة الشفاء 

وايضا 

رسالة بولس الرسول الثانية الي تيموثاوس 4

4: 20 اراستس بقي في كورنثوس و اما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا 

ليس من الشرط ان بولس الرسول يشفي كل المرضي في كل مكان ليكون عنده موهبة الشفاء

1. حتي لا يسعي المؤمنون ليعرفوا المسيح بسبب مطالب مادية كالشفاء.

2. شفاؤه لن يفيد روحياً ولن يكون له فائدة لحساب مجد الله.

3. حتي لا يدخل بولس في كبرياء إذا شفي كل إنسان وعلي المؤمنين أن يحتملوا المرض شاكرين (في 2: 27) + (1تي 5: 23) إذاً هو أيضا لم يستطع شفاء تيموثاوس نفسه ولا ابفرودتس.

 

والمجد لله دائما