«  الرجوع   طباعة  »

هل جميع الذين يعيشون بالتقوى في المسيح يضطهدون ؟ 2 تي 3: 12 و امثال 16: 7 و مرقس 10: 30

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول بولس ان جميع ( اي الكل بدون استثناء ) من يعيشون بالتقوي في المسيح يضطهدون وهذا في 2تيموثاوس 3: 12 " و جميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون " ولكن ليس كل مسيحي في العالم مضطهد وايضا يخالف ذلك ما قيل في الامثال 16: 7 " اذا ارضت الرب طرق انسان جعل اعداءه ايضا يسالمونه "  

 

الرد

 

الحقيقة كلام معلمنا بولس الرسول دقيق جدا ولا يعارض ما جاء في سفر الامثال ولكن يجب ان نفهم ان كل شيئ نسبي فالاضطهاد ليس جلد وضرب وقتل فقط ولكن اضطهاد الشيطان لابناء الله انواع كثيره ساشرحها لاحقا وايضا هي فترات عمرية وليس طول الوقت فقد يسالمه اعداؤه في وقت قليل ولكن الشيطان لن يتركه ينعم بالسلام العالمي طويلا 

والامر الاخر هذا لا ينطبق علي كل مسيحي ولكن ينطبق فقط علي المسيحيين الحقيقيين الذين يعيشون بالتقوى في المسيح يسوع وهؤلاء عددهم قليل لان يوجد كثيرين مسيحيين اسميين ولكن العدد لا يتكلم عليهم لان الشيطان لا يهتم بهم

وفي البداية ما هو معني كلمة اضطهاد ؟

الاضطهاد في القانون الدولي هو التمييز بين شخص واخر او مجموعة واخري لاسباب دينية أو عرقية أو جنسية أو غيره مما ينتج عنه الاضطهاد  

والاضطهاد درجات 

التعصب 

التعصب من العصبية وهي ارتباط الشخص بفكر أو جماعة والجد في نصرتها والانغلاق على مبادئها . ويطلق على الشخص ب المتعصب Fanatical.وهذا التعصب قد يكون تعصبا دينيا أو مذهبيا أو سياسيا أو طائفيا أو عنصريا وهو سلوك خطير قد ينحدر نحو الاسوء ثم يؤدي إلى التطرف و الهلاك والخراب بسبب التشدد وعدم الانفتاح وعدم التسامح أيا كان نوع التعصب ومهما كان شكله أو مصدرة . ولعل اخطر أشكال التعصب هو التعصب القومي و التعصب الديني حيث تمارسهما بعض الجماعات أو الأنظمة الدكتاتورية أو تحرض عليهما أو تشجعهما خلافا للقوانين وللالتزامات الدولية وللديانات السماوية و القيم الإنسانية النبيلة القائمة على المحبة والتسامح والاعتراف بحقوق الإنسان واحترام التعددية القومية والتعددية السياسية والتعددية المذهبية والتعددية الدينية . ولا يمكن أن نتصور وجود مجتمع أنساني مستقر و آمن ويعيش الناس في ظله بأمان و بسلام مع وجود التعصب الذي يرفض الحق الثابت والموجود ويصادر الفكر الأخر أو القومية الأخرى أو يحظر حرية العبادة أو لا يعترف بوجود الطرف الأخر

التمييز 

التمييز هو سلوك يتمثل في أن تكون الخيارات بين الأفراد أو المجموعات مستندة إلي صفات معينة خاصة بهم مثل اللون أو الدين أو العنصر وليس علي أساس المساواة في الحقوق والواجبات وهو بالتالي تمييز يؤدي إلي تباين في السلوك وتفرقة في المعاملة بين الأفراد والمجموعات.

العنف

هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون الأذى جسدياً أو نفسياً فالسخرية والاستهزاء من الفرد، فرض الآراء بالقوة، إسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.

ولهذا 

تعريف الأمم المتحدة للاضطهاد فهو انتهاك أي من حقوق الأفراد أو الجماعات أو الأقليات الواردة في مواثيقها وإعلاناتها واتفاقيتها وقراراتها  

معني كلمة يضطهد يوناني

G1377

διώκω

diōkō

Thayer Definition:

1) to make to run or flee, put to flight, drive away

2) to run swiftly in order to catch a person or thing, to run after

2a) to press on: figuratively of one who in a race runs swiftly to reach the goal

2b) to pursue (in a hostile manner)

3) in any way whatever to harass, trouble, molest one

3a) to persecute

3b) to be mistreated, suffer persecution on account of something

4) without the idea of hostility, to run after, follow after: someone

5) metaphorically, to pursue

5a) to seek after eagerly, earnestly endeavour to acquire

Part of Speech: verb

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: a prolonged (and causative) form of a primary verb dio (to flee; compare the base of G1169 and G1249)

Citing in TDNT: 2:229, 177

يجعل شخص يجري او يفر ويطرد, 

يجري بسرعة للقبض علي شخص او يجري خلف شخص, ليضغط عليه بطريقة عدائية

مضايقة او ورطة او اعتداء , اضطهاد, معاملة سيئة, اضطهاد بسبب شيئ , عداء,.....

فالكلمة باختصار تعني مضايقة باي نوع وهنا مضايقة بسبب ايماننا المسيحي 

ومن هو الذي يضطهد المسيحيين ؟ 

الاضطهاد في المسيحية ليس من اشخاص ولكن من عدو الخير الشيطان 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 12

 

فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2

 

الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،

 

سفر أعمال الرسل 26: 18

 

لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ.

 

الشيطان هو مضطهدنا وهو يحاول يهاجمنا بوسائل متنوعه واضطهادات مختلفة احدها استخدام اتباع الشيطان في مضايقتنا ولكن هذا ليس النوع الوحيد من الاضطهاد

 

وندرس معا الاعداد بشيئ من التفصيل 

رسالة بولس الرسول الثانية الي تيموثاوس 3

في هذا الاصحاح يتكلم معلمنا بولس الرسول مع تيموثاوس عن رسالة الراعي واتعابه وليس عن اتعاب الرعية ولهذا الكلام هنا هو خاص وليس عام علي كل مسيحي  

3: 11 و اضطهاداتي و الامي مثل ما اصابني في انطاكية و ايقونية و لسترة اية اضطهادات احتملت و من الجميع انقذني الرب

هنا معلمنا بولس الرسول يقول لتيموثاوس انه تبع معلمه بولس الرسول في اتعابه فيقصد ان يقبل الاتعاب كما قبل بولس اتعاب خدمة البشارة باسم المسيح   

3: 12 و جميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون

فبالفعل كل من يبشر باسم المسيح يلاقي اتعاب من عدو الخير واعوانه فكل من يبشر بالكلمة او يبشر بالوعظ او يبشر بسلوك حياته او يبشر بخدمت مرضي او خدمت مسجونين او خدمة فقراء او غيرها من الخدمات الكثيره كل هؤلاء الشيطان يهيج عليهم ويرسل لهم اتعاب ليعطل الخدمة 

فليس كل مسيحي يضطهد علانا وليس حتي كل مسيحي حقيقي يضطهد علانا وليس كل مسيحي حقيقي يعمل في التبشير يضطهد في كل وقت ولكن بالفعل جميع المسيحيين الذين يعيشون بالتقوي في المسيح يسوع يضطهدون بانواع مختلفة وفي اوقات مختلفة بعضها ظاهر وبعضها مستتر 

فالاضطهادات التي يواجهها المسيحيين من عدو الخير انواع مثل 

اضطهاد من الاعداء

 اضطهاد من الاسرة

اضطهاد في العمل

اضطهاد في الامور المدنية 

اضطهاد في الدخل وظروف المعيشة

اضطهاد في حرية الصلاة والعبادة وعلانيتها

 اضطهاد في السماح بالتبشير

 اضطهاد من ارواح شريرة عن طريق 

           اضطهاد من ضربة مرض

           اضطهاد باخبار محزنه باستمرار 

           اضطهاد من قيود وربطات الشيطان

والانسان المسيحي الحقيقي الذي له علاقه مع الله ويعيش في التقوي في المسيح يسوع هو يضطهد ولكن كل حسب نوع الاضطهاد ومنها اضطهادات وقتيه ومنها اضطهادات طويلة الامد ولكن معلمنا بولس الرسول قال شيئ مهم في عدد 11 وهو ( و من الجميع انقذني الرب ) فبجانب هذه الالام ايضا يعطي الرب مخرج منها ويعطي سلام معها  

رسالة بولس الرسول الثانية الي كورنثوس 1

3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ،
4 الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.
5 لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا.
6 فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ.
7 فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا.

 

إنجيل يوحنا 14: 27

 

«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْسَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.

بالفعل نحن كمسيحيين من بداية الكنيسة نضطهد من عدو الخير باساليب مختلفة كثيره ولكن ايضا مقابل هذه الاضطهادات المسيح يعطينا دائما تعزيات اكثر 

سفر أعمال الرسل 9: 31

 

وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.

 

فالاضطهادات متنوعه ولكن ايضا التعزيات كثيرة  

فالتعزيات الكثيرة التي يتكلم عنها معلمنا بولس الرسول في 2كو 1 هي متنوعة ايضا 

فمثلا من ضمن التعزيات هي ان يلمس الرب قلب انسان معاند ومضطهد المسيحيين فيصير هو بعد الاضطهاد مسيحي ومن اوضح الامثلة علي ذلك بولس الرسول نفسه فهو كان عدو للكنيسة ولكن ارضت الرب طرق مؤمنين الكنيسة الاولي فجعل عدوهم شاول يسالمهم ويصير بولس ويصبح رسول للمسيح 

وايضا انيانوس والي انصنا الذي اضطهد عدد كسير من المسيحيين ولكن ايمان الكنيسة في مصر ارضي الرب فجعل عدوهم يسالمهم واصبح انيانوس مؤمن بل انتهي امره انه قبل الاستشهاد علي اسم المسيح 

ولهذا الشاهد الثاني 

سفر الامثال 16

16: 7 اذا ارضت الرب طرق انسان جعل اعداءه ايضا يسالمونه 

مع ملاحظة ان هذا الشاهد له معني اخر مهم لا يتعارض مع اضطهادات المسيحيين وهو إذا كان إنسان بار حقاً يعجز أعداؤه أن يجدوا علة عليه، بل الله قادر أن يحول أعداؤه إلى أصدقاء له يحبونه ويسالمونه إذ يشعرون ببركة الرب معه (مثال لذلك اسحق مع أبيمالك تك28:26) فقلوب البشر في يد الله (أم1:21) والله يصنع هذا لو أرضيناه. ومن يجد الكل هائجاً ضده فليفحص نفسه (عيسو مع يعقوب مثال لهذا، فحين أخطأ يعقوب وخدع عيسو هاج ضده عيسو وحينما عاد يعقوب لله بالتوبة وجدنا عيسو يقابله بمحبة.

فهذا العدد لا يعني ان لا يكون هناك اضطهاد ولكن من الممكن ان بعد الاضطخاد لو استمرينا بامانه في سلوكنا كمسيحيين حقيقيين فالرب يقدر ان يحول بعض اعداءنا الي مسالمين عندما يتيقظ ضميرهم ويرون اننا نرد علي شرهم بخير . وقد نكسبهم الي الايمان وهذا يسبب تعزيات وسط الاضطهادات. وهذا ايضا لا يعني انتهاء الاضطهادات باشكال متنوعة وايضا استمرار الاضطهادات لايلغي رجاؤنا ان من المضطهدين من سياتي الي المسيح او علي الاقل يسالموننا بعد الاضطهاد 

وعدد مهم شرحه لنا رب المجد في بشارة مرقس

إنجيل مرقس 10

29 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً، لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ،
30 إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هذَا الزَّمَانِ، بُيُوتًا وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَدًا وَحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.
 

فحياتنا في المسيح هو اضطهاد وما نخسر من اضطهاد بسبب اسم المسيح الذي دعي علينا نأخذ تعويض مائة ضعف في هذا الزمان والدهر الاتي وايضا ننال بركة الاضطهاد 

لان الاضطهاد هذا له بركات كثيره وبخاصه في ملكوت السموات 

سفر أعمال الرسل 5: 41

 

وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 29

 

لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ.

 

وفي النهاية اكرر الاضطهاد ليس فقط ضرب وقتل ولكن هو انواع كثيرة وايضا لايعني الاضطهاد ان يكون مستمر بل ممكن علي فترات وكل مسيحي حقيقي في المسيح يضطهد وايضا ينال بركات لاجل الاضطهاد ومن هذه البركات التعزيات ومنها تعزيات تحول بعض الاعداء الي مسالمين بل الي اخوة في جسد المسيح 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهدون" [١٢]. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا يمكن لإنسان يسلك في حياة الفضيلة ألاَّ يتعرض لحزنٍ أو تعبٍ أو تجربةٍ، إذ كيف يهرب منها من يسلك الطريق الكرب الضيق، ومن يسمع أنه في العالم يكون له ضيق (يو ١٦: ٣٣)؟ إن كان أيوب قال في زمانه أن حياة الإنسان تجربة (أي ٧: ١) كم بالأكثر يعاني من هم في هذه الأيام؟[59].] كما يتحدث على لسان الرسول، قائلاً:[لا تجعل أمرًا كهذا يقلقك إن كان (المعلمون الفاسدون) في وسع وأنت في تجارب، فإن هذا أمر طبيعي. ففي المثال الخاص بي تتعلم أنه يستحيل على إنسان ما وهو في صراعه ضد الشرير لا يتعرض للضيق (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لا يقدر أحد أن يكون في معركة ويسلك في ترفٍ، ولا أن يصارع وهو ينعم بالملذات. ليت أي مجاهد (روحي) لا يطلب الحياة السهلة المفرحة! الحياة الحاضرة إنما تمثل حالة صراع وحرب وضيق وكرب وتجارب وهي مسرح للصراعات (الروحية). الآن ليس وقت للراحة، بل هو وقت تعب وجهاد[60].] وفي تعبيراختباري يقول القديس أغسطينوس:[إن أردت ألاَّ تكون لك متاعب، فأنت لم تبدأ بعد أن تكون مسيحيًا... إن كنت لا تعاني مناضطهاد (ضيق) لأجل المسيح، فاحذر لئلا تكون لم تبدأ بعد أن تعيش بالتقوى في المسيح[61].]

 

والمجد لله دائما