«  الرجوع   طباعة  »

كيف يقول بولس الرسول ان سلطان الموت هو لابليس ؟ عبرانيين 2: 14

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في عبرانيين 2 :14 » ا14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ «

فهل سلطان الموت لله أم لإبليس؟.

 

الرد

 

الله هو الذي له سلطان علي كل شيئ وحتي علي الموت والقيامة ولكن الحقيقة المشكك لم يفهم المعني المقصود من العدد لانه لا يعرف معاني الموت. ففي الكتاب المقدس اكثر من معني للموت 

وللتوضيح اكثر اشرح باختصار انواع الموت 

 

1 الموت الذي يصيب الجسد 

سفر التكوين 6: 17

 

فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 11

 

لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ.

 

2 والموت فساد الجسد

سفر أيوب 18: 13

 

يَأْكُلُ أَعْضَاءَ جَسَدِهِيَأْكُلُ أَعْضَاءَهُ بِكْرُ الْمَوْتِ.

وهذا الله لا يزرعه في الجسد لان الله لا يزرع فساد ولكن الانسان بخطيته اي بسلطانه يفسد 

 

3 وموت اهتمامات الجسد ( اي الشهوات )

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 6

 

لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.

 

 4 وموت النفس في جهنم  

انجيل متي 10

10: 28 و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم 

 

رسالة يعقوب 5

5: 20 فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه يخلص نفسا من الموت و يستر كثرة من الخطايا 

 

5 وموت ابدي بالانفصال عن الله ( حتي قبل موت الجسد )

سفر حزقيال 25: 15

 

« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدْ عَمِلُوا بِالانْتِقَامِ، وَانْتَقَمُوا نَقْمَةً بِالإِهَانَةِ إِلَى الْمَوْتِ لِلْخَرَابِ مِنْ عَدَاوَةٍ أَبَدِيَّةٍ،

 

سفر التكوين 2: 17

 

وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».

 

6 وموت الروح بالخطيه 

رسالة بولس الرسول الي افسس 2

2: 1 و انتم اذ كنتم امواتا بالذنوب و الخطايا 

 

إنجيل لوقا 15: 32

 

وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ».

 

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 6

6: 23 لان اجرة الخطية هي موت و اما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا 

فالمسيح ابطل الموت بموته بمعني العداوة والانفصال عن الله لانه تمم المصالحة 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 11

 

وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.

 

فالذي يتكلم عنه معلمنا بولس الرسول هو موت الخطية الله يترك لنا فيه حرية الاختيار ولا يجبر احد وفقد دوره ارشاد ولكن من يختار بارادته ان يعبد الخطية ويسلم نفسه للشيطان يصبح للشيطان سلطان عليه ولكن المسيح دفع ثم الخطية لمن يقبل باختياره وازال موت الخطية والعداوة مع الله 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 2

2: 14 فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس

هنا يتكلم معلمنا بولس الرسول عن كيف تتم المسيح المصالحة بعد انفصال الانسان عن الله وموته بالخطية فهو بدأ بأن شاركنا في اللحم والدم. والسبب في أنه أخذ جسدنا حتى يمكن له أن يموت بالجسد عن الخطية ومن داخل الموت يتعامل مع الموت ويدوسه. أخذ الذى لنا وأعطانا الذي له أخذ الجسد منا وحمل خطايانا ليعطينا بره. أخذ موتنا ليعطينا حياته اي اخذ حكم الخطية وهو الموت ليعطينا حياة. ونلاحظ أن إبليس إنهزم بنفس سلاحه أي الموت لان ابليس عندما يغوي انسان ان يسقط في الخطية فالانسان يموت بسبب الخطية اي ينفصل عن الله. إن سلطان إبليس يتضح في الخطية وعاقبة الخطية هي الموت ولكن بموت المسيح قد حررنا من الموت كعقاب على الخطية أي حررنا من سلطان إبليس لان ابليس يميت روحياً كل الذين يتبعون أكاذيبه وضلالاته ويصدقونه فهم بهذا يسقطون في سلطانه بارادتهم فيصبح له سلطان عليهم ان يميتهم روحيا لانهم تركوا الله واتبعوا الشيطان بارادتهم. 

المسيح قاتل الشيطان بالسلاح الذى قاتلنا به وغلبه، فهو لم يحاربه بعزة عظمته بل بضعف طبيعتنا وبموته بالجسد. فالجسد كان متحداً بلاهوته الحي الذي لا يموت. وظل متحداً به حتى في موته بالجسد، إذ إنفصلت الروح عن الجسد، ولكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن جسده في القبر ولا عن روحه التي ذهبت للجحيم تنقذ الأبرار. وظل هذا الإتحاد بين الناسوت واللاهوت بسبب بر المسيح بالجسد فهو كان بلا خطية.  فالشيطان يصبح له سلطان علي كل من يخضع له فيمتيه روحيا اما المسيح فجاء الشيطان ليقبض روحه ولكن لان المسيح بدون خطية فلم يكن للشيطان سلطان عليه فالمسيح هو الذي قبض علي ابليس وقيده.

2: 15 و يعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية 

يعتقنا لان كلنا كنا اموات بالخطايا 

رسالة بولس الرسول الي أهل أفسس 2

1 وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،
2 الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،

3 الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا،

4 اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا،
5 وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ 
­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 13

 

وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا،

 

هناك من يعيش فى عبودية خوفاً من الموت وهناك من يرتعب من المرض خوفاً من الموت وهناك من يترك إيمانه خوفاً من الموت فيستعبده إبليس وهناك من يخطئ ويحلف زوراً ويغير ذمته خوفاً من الموت. هي عبودية للشيطان خوفاً من الموت في صوره المختلفة ومنها العبودية للقلق أو للإضطراب أو للمال أو للشيطان مباشرة.

والمسيح حررنا بأن أنهى سلطان الموت، والآن من لا يخاف الموت يصير خارج دائرة طغيان إبليس. ومن لا يخاف أحداً يصير أكثر حرية من الجميع.

ولاحظ أن بولس الرسول يكلم هنا العبرانيين الذين من خوفهم من اليهود يفكرون في الإرتداد.

 

لكن معلمنا بولس الرسول في نفس الرسالة يؤكد ان سلطان الموت في يد الله 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 9

9: 27 و كما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة 

 

ووضح الكتاب بعهديه ان حياة وموت الانسان في يد الله 

سفر صموئيل الأول 2: 6

 

الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ.

 

سفر إشعياء 11: 4

 

بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ.

 

سفر التثنية 32: 39  

انظروا الآن.انا انا هو وليس اله معي.انا أميت وأحيي سحقت واني اشفي وليس من يدي مخلّص.

 

2ملوك 5: 7  

فلما قرأ ملك اسرائيل الكتاب مزّق ثيابه وقال هل انا الله لكي أميت واحيي حتى ان هذا يرسل اليّ ان اشفي رجلا من برصه.فاعلموا وانظروا انه انما يتعرض لي

 

سفر ايوب 5: 18  

لانه هو يجرح ويعصب.يسحق ويداه تشفيان.

 

سفر المزامير 68: 20  

الله لنا اله خلاص وعند الرب السيد للموت مخارج.

 

سفر هوشع 6: 1  هلم نرجع الى الرب لانه هو افترس فيشفينا.ضرب فيجبرنا.

هو 6: 2  يحيينا بعد يومين.في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا امامه.

 

والعهد الجديد بالطبع وعلي سبيل المثال 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 18

 

وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.

 

انجيل يوحنا 11: 25  

قال لها يسوع انا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا.

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

 

إذن إتضاع المسيح عن الملائكة هو طريق تمتعنا بملكوته الإلهي، وهو طريق خلاصنا خلال أخوة السيد المسيح لنا وأبوته أيضًا، أخيرًا فإن هذا الإتضاع كان الباب للدخول إلى الموت لكي يبيد سلطان الموت أي إبليس محررًا إيانا. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هنا يشير إلى ما هو عجيب، فقد انهزم إبليس بذات الأمر الذي به هزمنا، بالسلاح القوي ضد العالم أي الموت، ضربه به المسيح. بهذا ظهرت عظمة الغالب! أتريد أن ترى أي صلاح عظيم جلبه الموت؟ يقول الرسول: "وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ[ع ١٥]. لماذا ترتجفون لماذا تخافون من صار كلا شيء؟! لم يعد بعد (إبليس أو الموت) مرعبًا، إنما صار تحت الأقدام، محتقرًا تمامًا[51]].

هذا هو غاية التجسد الإلهي، يحمل جسدنا لكي بموته يميت موتنا، واهبًا إيانا قوة الخلاص والقيامة الأبدية. يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [صار إنسانًا في جسد خلاصنا، لكي يكون لديه ما يقدمه عنا خلاصًا لجميعنًا[52]].

يعلق القديس امبروسيوس على العبارة الرسولية التي بين أيدينا قائلاً: [من هو هذا الذي يريدنا أن نشاركه في لحمه ودمه؟ إنه بالتأكيد ابن الله! كيف صار شريكًا لنا إلاَّ باللحم، وكيف كسر قيود الموت إلاَّ بموته الجسدي؟ فإن إحتمال المسيح للموت أمات الموت[53]].

لقد كنا جميعًا تحت العبودية، ليس منا من له سلطان أن يدوس على الموت ولا أن يتحرر من أسر إبليس، لذا جاء القادر وحده أن يدخل إلى طريق الموت ويقوم فيقيمنا معه متحررين من العبودية. حطم حكم الموت علينا ومزقه، وأفسد سلطان إبليس علينا، واهبًا إيانا حرية القيامة المجيدة كحياة نعيشها كل يوم حتى نلتقي معه في يوم القيامة الأخير.

يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [ليتنا لا ننسى ما قد سلمه بولس ... أي قيامة الرب! إنه يقول عنه أنه أباد الذي له سلطان الموت أي إبليس، وأقامنا معه. حل رباطات الموت، ووهبنا البركة عوض اللعنة، منحنا الفرح عوض الحزن، وقدم لنا العيد عوض النوح، أعطانا فرح عيد القيامة المقدس، العيد الدائم في قلوبنا لنفرح به على الدوام[54]]. كما يقول في موضع آخر: [وضع نهاية للناموس (الحكم) الذي كان ضدنا وذلك بذبيحة جسده، واهبما إيانا بداية جديدة للحياة على راجاء القيامة التي منحها لنا[55]]. كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لقد أظهر أيضًا أنه ليس فقط أبطل الموت وإنما صار إبليس بهدا كلا شيء، هذا الذي كان في حرب بلا هوادة ضدنا. فمن لا يخاف الموت يصير خارج دائرة طغيان إبليس ... من لا يخاف أحدًا ولا يرتعب يكون فوق الكل، أكثر حرية من الجميع. لا يبالي بحياته (الزمنية) فبالأولى لا يهاب شيئًا. متى وجد إبليس نفسًا كهذه لا يقدر أن يقيم فيها عملاً من أعماله ... هكذا، فإنه ينزع طغيان الموت عنا تكون لنا النصرة على قوة إبليس[56]].

 

والمجد لله دائما