«  الرجوع   طباعة  »

هل ناموس الرب كامل ام ضعيف غير نافع ؟ عبرانيين 7: 18 وعبرانيين 8: 7 ومزمور 19: 7

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في العبرانيين 7 :18 » 18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا «.. 

وجاء فيها في 8 :7 » 7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. «

وهذا يتناقض مع ما جاء في مزمور 19 :7 » 7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. «

 

 

الرد 

 

الحقيقة ان معلمنا بولس الرسول لا يتكلم عن ناموس الوصايا ولكن هو يتكلم عن ناموس الذبائح الحيوانية والكهنوت اللاوي فناموس الرب بالفعل كامل ولكن الذبائح الحيوانية هي المعيوبة وضعيفة فهي رمز فقط للتضحية وان الخطية تغفر بسفك الدم ولكن هي ضعيفة ومعيوبة لان الحيوان اقل من الانسان فالحيوان لا يكفي دمه لفداء الانسان بل الانسان يحتاج لانسان كامل بلا عيب لكي يفديه 

ولتاكيد ذلك يجب ان نفهم جيدا معني ناموس لنفهم المقصود من الاعداد

ونري في هذا معاني واضحه جميله 

عبري 

هي توراه

قاموس سترونج

H8451

תּרה    תּורה

tôrâh  tôrâh

to-raw', to-raw'

From H3384; a precept or statute, especially the Decalogue or Pentateuch: - law.

وهي اتت من كلمة يارى تعني ينساب او يعلم وتوراه تعني قانون  

 

قاموس برون 

H8451

תּרה  /  תּורה

tôrâh

BDB Definition:

1) law, direction, instruction

1a) instruction, direction (human or divine)

1a1) body of prophetic teaching

1a2) instruction in Messianic age

1a3) body of priestly direction or instruction

1a4) body of legal directives

1b) law

1b1) law of the burnt offering

1b2) of special law, codes of law

1c) custom, manner

1d) the Deuteronomic or Mosaic Law

قانون واتجاه وارشاد وتعاليم وناموس موسي اي اسفاره 

اذا الناموس هو كاتبة موسي وتعاليمه وتشريعه وايضا التقديمات والذبائح وايضا التقاليد 

 

يوناني 

نوموس

قاموس سترونج

G3551

νόμος

nomos

nom'-os

From a primary word νέμω nemō (to parcel out, especially food or grazing to animals); law (through the idea of prescriptive usage), generally (regulation), specifically (of Moses [including the volume]; also of the Gospel), or figuratively (a principle): - law.

قانون وتشريع 

 

قاموس ثيور

G3551

νόμος

nomos

Thayer Definition:

1) anything established, anything received by usage, a custom, a law, a command

1a) of any law whatsoever

1a1) a law or rule producing a state approved of God

1a1a) by the observance of which is approved of God

1a2) a precept or injunction

1a3) the rule of action prescribed by reason

1b) of the Mosaic law, and referring, acc. to the context. either to the volume of the law or to its contents

1c) the Christian religion: the law demanding faith, the moral instruction given by Christ, especially the precept concerning love

1d) the name of the more important part (the Pentateuch), is put for the entire collection of the sacred books of the OT

Part of Speech: noun masculine

تحمل عدة معاني ولكن الغالب هو قانون بالمعني المفهوم 

وهي في الانجليزي 

Law

وفي اللاتيني 

Legem

وفي الارامي ناموسا

ܢܡܘܣܐ

 

 ومن قاموس الكتاب المقدس 

(1) الناموس الطبيعي:

يطلق على مبادئ في قلوب البشر متى لم يكن عندهم الناموس الخارجي المعروف (رو 2: 14).  أي الناموس الطبيعي المكتوب على الضمير، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإرادة الله المعلنة " لكل خلائقه ". لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس (ناموس موسى) متي فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس، هم ناموس لأنفسهم، الذين يظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 14 و 15).

 

(2) الناموس الخطية | ناموس الذهن:

ناموس الخطية، أى الطبيعة العتيقة الساقطة في الإنسان (رو 7: 14 - 34)، أي ناموس الذهن الذي يسبي الانسان الى الخطيئة ويحارب الناموس الخارجي المعروف (رو 7: 23).

 

(3) ناموس موسى:

وهو الشريعة التي وضعها موسى، بوحي من الله، في الحقول المدنية والاجتماعية والادبية والطقسية (مت 5: 17 و يو 1: 17 و رو 10: 1-18 و اف 2: 15). وسميت شريعة موسى ناموساً لان فيها صفات الناموس، أي انها تكون مجموعة قوانين للسلوك تضعها سلطة عليا منفذة وتشرف على تطبيقها ومعاقبة من يخرج عنها. ولما كان من الطبيعي أن تنشأ بعض العادات والتقاليد ضمن المجتمع الواحد وتقوى مع الايام حتى تصبح من تراث ذلك المجتمع المقدس ويصبح تطبيقها امراً ضرورياً والخروج عنها امراً مخالفاً لمصالح المجتمع. وضمن ناموس موسى الكثير من العادات التي كانت معروفة من قبل موسى، والتي اعطاها موسى الصيغة الرسمية، وجعلها من ضمن القانون، ومن ضمن الشريعة والناموس، مثل قصاص القاتل (تك 9: 6) والزانية (تك 38: 24) وزواج الاخ من ارملة اخيه (تك 38: 8) والتمييز بين الحيوانات الطاهرة والنجسة (تك 8: 20) وحفظ السبت يوماً للرب (تك 2: 3).

وقد جاء الناموس من الله على يد موسى. ومع ان لفظة الناموس، لوحدها، تعني في بعض الأحيان العهد القديم كله (يو 12: 34 و 1 كو 14: 21) فانها ترمز الى ناموس موسى في معظم الأحيان (يش 1: 8 و نح 8: 2 و 3 و 14). وهي ليست شريعة موسى الا بالاسم، لأنها من عند الله، ومن وضع الله. انما سلمت الى البشر عن طريق موسى في سيناء (خر 20: 19-22 و يش 24: 26 ومت 15: 4 و يو 1: 17 و 2 كو 3: 3).  وقد كتبت في كتاب (يش 1: 7 و 8). وحوت الشريعة الموجودة في الخروج واللاويين والعدد والتثنية (قابل مر 12: 26 مع خر 3: 6 و مر 7: 22 و 23 مع لا 12: 2 و 3 ومت 8: 4 مع لا 14: 3 ومت 19: 8 و 22: 24: 1 و 25: 5).

وفي الحقل الادبي تختصر شريعة موسى في الوصايا العشر، وهي الوصايا التي انزلها الله على موسى في جبل سيناء في لوحين من حجر (خر ص 20 و 24: 12 و 31: 18 و 32: 15 و 16). وقد كسر موسى اللوحين لما غضب على الشعب لانه خالف الوصايا ثم اعاد نحتها من جديد (خر 32: 19 و 34: 4 و 28). وقد حافظ اليهود على اللوحين ووضعوهما في تابوت العهد في قد س الأقداس (خر 40: 20 و عب 9: 4). وفي هذه الوصايا استمر تلخيص الخلق النثالي الذي يجب ان يتمثل به البشر على مختلف العصور وفي مختلف الاماكن.

اما الناموس الموسوي في الحقل الطقسي فهو مجموعة الشعائر التي دعا موسى الى اتباعها في التقرب الى الله في علاقات البشر مع الله. وقد وضعت هذه الشعائر في سيناء ايضاً. وتليث على اسماع الشعب كله ، لانها كانت للشعب كله. وقصد منها تنظيم العبادات والذبائح والتقدمات والمواسم والاعياد والصلوات والصيام والتطير. وكانت هذه الشعائر الطقسية عرضة للتعديل، حسب تطورات الحياة. ومموسى نفسه وضع بعض تعديلاتها، بعد ثمان وثلاثين عاماً من وضعها، امام الجيل الجديد من الخارجين من مصر. وهذا فرق اساسي بين الجانب الطقسي من الناموس وبين الجانب الادبي. فالوصايا العشر ثابتة لا تتبدل لانها صالحة لكل زمان ومكان. اما الطقوس فمعرضة للظروف الى حد بعد. ذلك ان مجيء المسيح الغى العشائر، لان العشائر لم توضع الا اشارة لمجيئه (رو 6: 14 و 15 و 7: 4 و 6 و غل 3: 13 و 24 و 25 و 5: 18). لقد وضع يسوع عهداً جديداً بدل الناموس الموسوي غير الحالي من العيب (عب 8: 7 و 8). ولذلك اوقف الرسل فرض الناموس على المؤمنين من الامم (اع 15: 23-29).

وفي ميدان المدني او الاجتماعي للناموس فقد افرز بنو إسرائيل عن جميع الشعوب المجاورة لهم. وكان يقوم على ان الله هو الملك، والشعب هو شعبه المختار والرعية له. وعلى هذا الاساس حسبت الاراضي ملكاً ليهوه (لا 25: 23) واعتبر الشعب نزيلاً عنده، وعليه ان يدفع العشور ثمن اقامته (لا 27: 30 و تث 26: 1-10). بل ان الشعب نفسه حسب ملكاً ليهوه. لذلك اعتبرت ابكارهم وبهائمهم للرب، وعليهم ان يعدوها (خر 30: 11و 16) وان يعتقلوا عبيدهم، اذ كان عبيدهم من اليهود، لانهم يكونون بذلك ملك الله ايضاً. وكان العتق يتم في سنة اليوبيل (لا 25: 39-46). 

 

(4) ناموس العهد القديم:

تستخدم أحياناً كلمة ناموس - في العهد الجديد - للدلالة على كل أسفار العهد القديم (يو 1: 24، يو 12: 34، 15: 25، 1 كو 14: 34).

 

(5) ناموس النعمة:

أو ناموس المسيح (1 كو 9:21)، أو ناموس البر (رو 9: 31)، أو " الناموس الكامل ناموس الحرية" (يع 1: 25، 2: 12) وهو يشمل تعاليم ووصايا النعمة الموجهة الآن لأولاد الله المفديين. ويجب أن نعي تماماً أن المؤمن الآن ليس تحت الناموس بل تحت النعمة (رو 6: 15)، فقد منحته النعمة كل ما يلزم لخلاصه (يو 1: 16 و17، 19: 30، رو 5: 1 و 2، 8: 1 و2، كو 2: 9 - 15). وليس معنى هذا أن المؤمن أصبح بلا ناموس (1 كو 9: 2 و21)، بل معناه أن المؤمن المفدي بالنعمة، عليه واجب، بل بالحري امتياز عدم إتيان أي شيء لا يرضي الرب، بل أصبح من امتيازه ومسرته أن يعمل كل ما يرضيه على أساس إبداء اعترافه التلقائي بفضل الله عليه، بمنحه الحياة الأبدية في نعمته الغنية (أف 1: 6 و7 ، 2: 4 و5).

 

وندرس العددين معا  

سفر المزامير 19

19: 1 السماوات تحدث بمجد الله و الفلك يخبر بعمل يديه 

19: 2 يوم الى يوم يذيع كلاما و ليل الى ليل يبدي علما 

19: 3 لا قول و لا كلام لا يسمع صوتهم 

19: 4 في كل الارض خرج منطقهم و الى اقصى المسكونة كلماتهم جعل للشمس مسكنا فيها 

19: 5 و هي مثل العروس الخارج من حجلته يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق 

19: 6 من اقصى السماوات خروجها و مدارها الى اقاصيها و لا شيء يختفي من حرها

وهنا نري ان داود في المزمور يسبح اعمال الله وخلقت يديه من فلك والارض والشمس وغيرها من اعمال يد الرب الرائعة 

وطبعا هذه الاوصاف قراءها داود في سفر التكوين فيقول  

19: 7 ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيما

وهنا ناموس لا تعني الوصايا العشره ولكن تعاليم الرب الجميله وتعازيه لان الكلمه توراه العبريه ( ناموس ) كما شرحت سابقا تعني كل اسفار موسي والحقيقه ان من اول التكوين والكلمات معزيه جدا ومشجعه توضح قوة الرب وعمله فداود يتمتع بروعة وصف الرب للسموات والخليقه 

وهنا يتكلم عن الكتاب المقدس وشهادة الرب فيه 

ثانيا حتي هو لو تكلم عن الناموس اي القانون والوصايا العشره فايضا هو لم يقل انها تخلص ولكن يقول انه يرد النفس وبالفعل حتي لو انسان خاطئ فعندما يقراء ناموس الرب يرجع الي نفسه يبدأ حياة التوبة فبالفعل ناموس الرب يرد النفس 

ولكن لتاكيد انه يتكلم عن اسفار موسي وليس الوصايا العدد التالي يؤكد ذلك  

19: 8 وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب امر الرب طاهر ينير العينين 

 

اذا فالناموس هو اسفار موسي التي بدايتها يتكلم عن الفلك والوصايا وصفت بانها مستقيمة وبالفعل وصايا الرب مستقيمة 

هذا بالاضافه الي الناحيه النبوية ولكن هذه ساعود اليها فيما بعد 

 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 7

في هذا الاصحاح يتكلم معلمنا بولس الرسول عن كهنوت المسيح ويقارنه بكهنوت لاوي ويوضح ان كهنوت المسيح اعلي بكثير من مرتبت لاوي فهو جاء علي مرتبت كهنوت ملكي صادق ولهذا ذبائح كهنوت سبط لاوي هي اقل بكثير من ذبيحة الخبز والخمر التي علي رتبة ملكي صادق 

7: 14 فانه واضح ان ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلم عنه موسى شيئا من جهة الكهنوت

فالمسيح ربنا والهنا هو بالجسد هو ملك وكاهن ولكن كهنوته ليس علي مستوي لاوي فهو جاء من سبط يهوذا 

7: 15 و ذلك اكثر وضوحا ايضا ان كان على شبه ملكي صادق يقوم كاهن اخر

وهنا يوضح ان كهنوته علي رتبة ملكي صادق الذي شرحها سابقا انها مرتبه اعظم من مرتبة كهنوت لاوي  

7: 16 قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية بل بحسب قوة حياة لا تزول

فكهنوت المسيح وتقدماته هي اعظم من ذبائح كهنوت لاوي فلهذا كهنوت المسيح ليس بحسب ناموس الذي كان يتعلق بتطهيرات جسدية وأمور خارجية بل قد صار كاهناً بقوة الآب وقوته التي هي قوة حياة لا تنحل بواسطة الموت بل تظل أبدية. فالمسيح ذبيحته هي ذبيحة حية لا تزول اعلي بكثير عن من قدمت عنهم وليست مثل الذبائح الحيوانية التي هي مؤقته واقل من مكانة مقدمها  

7: 17 لانه يشهد انك كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق 

7: 18 فانه يصير ابطال الوصية السابقة من اجل ضعفها و عدم نفعها

وحسب ما قدمت فالكلام عن وصية الذبائح الحيوانية وهذه بالفعل ضعيفة وابطلت بمجيئ الذبيح الحقيقي وهو المسيح 

فالذبائح الحيوانية عجزت عن ان تتمم المصالحة ولكنها رمزت للذبيح الحقيقي وعندما جاء المسيح تمت المصالحة فبطل الذبائح الحيوانية لانه لايوجد احتياج اليها وبخاصه ان المرموز اليه تم فبطل الرمز واكتمل بتحقيقه 

 والوصية التي أبطلت هي طقوس الكهنوت وذبائح الكهنوت اللاوي الحيوانية. والكهنوت ووصاياه أبطلا لضعفهم وعجزهم عن تبرير الإنسان وعن تتميم المصالحة.

7: 19 اذ الناموس لم يكمل شيئا و لكن يصير ادخال رجاء افضل به نقترب الى الله

فبعد ان ابطلت الذبائح و بعد أن أبطل الكهنوت وناموسه يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله. وكيف يهب الناموس للضمير المتألم بسبب الخطية راحة. ولكن في مقابل الموت الذي يفرضه الناموس على الخاطئ نجد رجاء حى للإقتراب لله في العهد الجديد لاننا في العهد الجديد تصالحنا مع الله.

 

ومعلمنا بولس الرسول يؤكد نفس المعني في الشاهد الاخر  

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 8

8: 3 لان كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين و ذبائح فمن ثم يلزم ان يكون لهذا ايضا شيء يقدمه

ومره ثانية يؤكد معلمنا بولس الرسول انه يتكلم ناموس الذبائح وليس ناموس الوصايا. ويوضح انه كما كان يقدم الكهنوت اللاوي ذبائح كان يجب ان المسيح يقدم شيئ ولكن كهنوت لاوي ناقص فقدم ذبائح حيوانية ناقص ولكن كهنوت المسيح كامل فقدم ذبيحة كامله وهي جسده 

8: 4 فانه لو كان على الارض لما كان كاهنا اذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس 

8: 5 الذين يخدمون شبه السماويات و ظلها كما اوحي الى موسى و هو مزمع ان يصنع المسكن لانه قال انظر ان تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل

موسي اسس الكهنوت اللاوي و هؤلاء الكهنة يخدمون ما هو فى موضع الرمز أو الظل لما هو أصلى وحقيقى فى السماويات. على نحو ما أوحى لموسى عندما طلب منه أن يصنع مسكن الشهادة إذ طلب الله من موسى أن يصنع كل شئ وفقاً للمثال الذى أظهر له على الجبل. فما رآه موسى كان رمزاً للحقيقة السماوية، كان كلغز وكان كمن ينظر فى مرآة. ما رآه موسى كانت الكنيسة جسد المسيح وصنع الخيمة مثالاً له ورمزاً.

 

8: 6 و لكنه الان قد حصل على خدمة افضل بمقدار ما هو وسيط ايضا لعهد اعظم قد تثبت على مواعيد افضل

ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل = سبق فى آية 4 أن قال أن المسيح لو كان على الأرض ما كان كاهناً والآن نسمع أنه حصل على خدمة أفضل وكهنوت أفضل من الكهنوت الأرضى. هو رئيس كهنة سماوى وهيكله سماوى. وهذا الهيكل السماوى هو كنيسة العهد الجديد (فى3: 20). وعبادتنا أيضاً هى سماوية. والمسيح وسيط العهد الجديد أفضل من موسى وسيط العهد القديم (وسيط بين الله والناس).

فالكلام هنا واضح انه عن خدمة الوساطة ( وسيط ) اي المصالحة لان الذبائح الحيوانية لا تصلح كوسيط مصالح لانها اقل مكانة من الانسان  

8: 7 فانه لو كان ذلك الاول بلا عيب لما طلب موضع لثان 

هنا الكلام كما وضحت عن المصالحة التي لا تصلح بالذبائح الحيوانية التي يقدمها الكهنوت اللاوي فهي ذبائح معيوبة لانها اقل من مقدمها ولهذا يتطلب المصالحة موضع اخر وذبيحة اخري وعهد اخر بمعني لو حصل بالعهد الأول مغفرة الخطايا ونوال القداسة والحياة الأبدية، لما وُجد لزوم للعهد الثاني. ولكن لم تحصل من العهد الأول هذه البركات، فكان من الضروري وجود عهد النعمة.

لهذا العدد لا يتكلم عن ان ناموس موسي والوصايا وبخاصه الوصايا العشر بانها معيوبة علي الاطلاق ولكن العدد يتكلم عن الذبائح الحيوانية فهي بالفعل معيوبة بمقارنتها بذبيحة العهد الجديد  

8: 8 لانه يقول لهم لائما هوذا ايام تاتي يقول الرب حين اكمل مع بيت اسرائيل و مع بيت يهوذا عهدا جديدا 

فهنا يشرح معلمنا ان هذا ليس كلامه ولكن كلام العهد القديم ايضا ويشرح النبوة التي كتبها أرميا النبى (أر 31 : 31 – 34). وكان وقتها إسرائيل فى خصام مع يهوذا وكان إسرائيل فى السبى ويهوذا قريب من السبى. والمعنى أن العهد الجديد فيه سيصالح الله الجميع كما وسيتصالح الجميع مع بعضهم كما يتصالح إسرائيل مع يهوذا. عهداً جديداً = غاية الكتاب المقدس أن يدخل الله فى عهد مع الإنسان:

  1. فحينما سقط آدم أعطاه الله وعداً فقط أن نسل المرأة يسحق رأس الحية.

  2. عهد بواسطة علامة طبيعية = وكان هذا لنوح والعلامة كانت قوس قزح.

  3. عهد بعلامة فى الجسد = وكان هذا مع إبراهيم والعلامة كانت الختان.

  4. عهد الدم = وكان هذا مع موسى من خلال الذبائح. وكان ذلك على جبل سيناء بعد أن أخرجهم الله من أرض العبودية ليدخل يهم إلى أرض العهد. وبعد كل هذا عبدوا العجل وخانوا العهد وعبدوا آلهة وثنية. ثم ظهر الأنبياء وأشتهى الأنبياء بل رأوا من بعد عهداً جديداً تنبأوا عنه (أر 31 : 31 – 34 ).

  5. العهد الجديد =وهذا لم يسجل على ألواح بل على قلوبنا. يمس حياتنا الداخلية حيث ملكوت الله فينا. والله نفسه يكون معلمنا. يتقدم المسيح ليس كخارج عنا بل هو دخل إلى حياتنا ليغير طبيعتنا ويجددها بالروح القدس فنحن مخلوقين فيه قائمين فيه لا سلطان للخطية علينا.

فبهذا نتاكد ان معلمنا بولس الرسول لم يقول ان وصايا الرب التي ابلغها لموسي فهي بالفعل وصايا رائعة وكاملة ولكن الذبائح الحيوانية هي المعيوبة والناقصة وكانت فقط رمز  

ولكن اخيرا نقطه واضحه في سفر المزامير 19

هو بالنبوه يتكلم عن ناموس الكمال ناموس المسيح الذي يرد النفس فناموس الرب تدرج من كشف الخطايا الظاهره الي كشف خطايا القلب ومن يقبل الرب يخطع لناموس الرب الذي ينقي قلبه ويعده لقبول شهادات الرب الصادقه اي وعوده بالخلاص ومن يري بالنبوه وعد الرب بالخلاص بالطبع يفرح قلبه وتتهلل روحه 

فهذا المزمور بطريقه ضمنيه يحمل نبوات رائعه فيتكلم عن المسيح هو شمس البر وهو العريسوصارت الكنيسة هي السموات الحقيقية يسكنها المخلص السماوي، فهي تشترك في التسابيح مع السمائيين ولها حياة سمائية. وكل من سكن المسيح فيه صار سماءً تحدث بمجد الله ويوم إلى يوم.. وليل إلى ليل أي دائماً يظهر الله ينابيع محبته تجاه كنيسته ويعطيها علماً ومعرفة فينطقون شهادة لله سواء بكلماتهم أو بحياتهم التي قدسها الله وحولهم أنواراً للعالم.

واليوم يشير للنهار حيث العمل والخدمة، والليل يشير للمساء حيث التأمل والله يظهر لنا ذاته خلالهما، نراه يعمل معنا ونراه يظهر نفسه لنا في تأملاتنا. ليس أقوال ولا كلام فالكنيسة تشهد لله بحياتها أكثر من كلماتها. والرسل بلغ منطقهم وكرازتهم إلى كل العالم وآمن العالم بالمسيح. وظهر نور المسيح للعالم كله وتمتع العالم بحب الله من أقصى الأرض لأقصاها. ولأن المسيح خطبنا عروساً له قيل في المزمور عن الشمس كعريس خارج من خدره. ومسيحنا هو الشمس التي ترسل حرارتها فتذيب الثلوج التي صنعتها خطايانا ويرسل نوره يبدد الظلمة. ولاحظ قوله يبتهج فالمسيح ابتهج بعروسه، وباتحادنا بعريسنا نحمل روح البهجة

 

والمجد لله دائما