«  الرجوع   طباعة  »

 هل قام يهود مصر بالترجمه السبعينية ؟

 

Holy_bible_1

 

بمعونة الرب ساعرض شبهة يحاول فيها مشكك ان يقلل من قيمة الترجمة السبعينية 

وكما ذكرت سابقا مرارا وتكرارا الترجمه السبعينية هي ترجمه هامة جدا تصل اهميتها الي اقتباس العهد الجديد منها ولكن هي في النهاية تبقى ترجمه للاصل العبري.

وهي ترجمه تفسيرية ايضا وقد قدمت دليل علي ذلك لغوي وايضا من كلام القديس ارينيؤس 

واعرض بداية كلام هذا المشكك 

 

في البداية كما ذكرت في موضوعات سابقة التعليقات النقدية الهامشية الموجوده في الترجمه السبعينية هي لم يقم بها الاباء اليسوعيين الذين قاموا بالترجمة في 1897 م ولكن اضيفت لاحقا . وايضا كما وضحت هي تعليقات نقدية راديكالية مرفوض قدر كبير منها لانها تقدم فكر لايسنده الكثير من المخطوطات ولا اقوال الاباء بل عادة تبحث عن الرائي الشاذ الفردي المرفوض وتقدمه علي انه الاصل او تقدم معلومه صحيه ولكن تضعها في صورة مرفوضه وسنري مثال علي ذلك 

 

اولا ارستس عندما كتب في اواخر القرن الثاني قبل الميلاد اي معاصر للسبعينية وهو اتي بعد ترجمتها باقل من ثلاثة اجيال اي الامر معروف جيدا . فهل هو يعرف اكثر ام الحداثى الذين جاؤا بعد كتابة السبعينية 2200 سنه ؟

ثانيا كيف تكون تمت 150 م وهو يكتب عنها في هذا الزمن انها تمت قبل ذلك بقرن 

ولكت الذي لا يفهمه المشكك ان بعض الاسفار الحديثة مثل سفر المكابيين الثاني مثلا هو الذي كتب في هذا الزمان وترجم الي اليوناني واضيف الي السبعينية بمعني نحن لا نتكلم ان السبعيني تمت بين 250 و 150 ولكن السبعينية تمت لكل الاسفار المعروفة فعلا في زمن بطليموس ولكن الاسفار التي كتبت بعد ذلك مثل مكابيين الثاني بالطبع هي اضيفت الي السبعينية لاحقا لانها وقت الترجمه السبعينية لم تكن موجوده 

ولكن امر اخر المشكك يقول ان هذا الكلام نقلا من تعليق اليسوعية في المقدمة 

 

وها هي ترجمة الاباء اليسوعيين 

وهي المطبوعة في دار الشروق 

وصورة الصفحة 42 كاملة 

ولم اجد فيها ما قاله . بل لم اجده في المقدمه كلها ولكن وجدت فيها الاتي

ويكمل قائلا امر مهم فيما بعد عن الالهام 

فالاسطوره هو كلامهم عن الالهام في رائي الكاتب في المقدمة اليسوعية وبالطبع اتفق معه انه لا وحي للمترجم ولكن بالفعل الله قادر علي صنع معجزات وان يرشد شخص الي الصواب حتي في التعبير فيكون دقيق وليس معصوم 

لان المشكك يريد ان يوحي الينا ان الاسطوره هي الاسم والتاريخ ولكن الحقيقه الاسطورة هي في موضوع الوحي المقدس للسبعينية وليس في اسمها وتاريخها الصحيح 

ولكن الذي اهتم بهد ان المشكك في اثناء استشهاده باليسوعية جعلنا نقدم عدة ادلة يهودية علي اصالة اسم البعينية واصالة تاريخها واهميتها عند اليهود وهما شهادة ارستس وشهادة فيلو الفليسوف اليهودي وشهادة تقريبا كل اليهود الذين في الشتات الناطقين باليونانية . كل هؤلاء شهدوا للسبعينية قبل ان يرفضها لاحقا مجمع ترنت اليهودي وهذا شرحته بالتفصيل في ملف خلفية مجمع ترنت اليهودي واخطاؤه . فلهذا عندما يكمل المشكك قائلا 

 

الحقيقه هذا كلام غير دقيق وحتي المشكك لم يعطي امثله لهذه التعبيرات التي يقول عليها والذي ثبت عكس كلامه ان اللغه اليونانية للسبعينية مصبوغه بتعبيرات ارامية وتعبيرات عبرية وليست فرعونية وقد قدمت سابقا في ملف اسم يهوه نطقا وكتابة صورة كيفية كتابة اسم يهوه في السبعينية القديمة بالطريقه العبرية القديمة التي لا يعرفها يهود مصر ولا يعرفها الا اليهود المتخصصين في العبري القديم قبل تطوره 

وهذا مثال من امثله كثيره جدا في السبعينية تؤكد ان الذين قاموا به هم الشيوخ اليهود من فلسطين

واقدم ايضا ليسف فقط شكل كتابة بل الفاظ لان كان هناك مصطلحات كثيرة عبرية خاصة بالمفاهيم الدينية والعبادة في اللغة العبرية والثقافة الدينية العبرية لا مثيل لها في اليونانية وإضطر المترجم لأن يترجم بالمعنى وليس حرفيًا ليفهم القارئ هذه المصطلحات.

‌أ- الغطاء فوق تابوت العهد هو ليس غطاء عادي لصندوق عادي بل هو يمثل عرش الله، فالله جالس على الكاروبيم. والدم، دم الكفارة مرشوش على الغطاء، والله يرى الدم ويغفر ويرحم. لذلك قام المترجم بتغيير كلمة الغطاء وأسماه "كرسي الرحمة". وهذا بإرشاد إلهي.

‌ب- "بذبيحة وتقدمة لم يُسَّرْ. أذنيّ فتحت. محرقة وذبيحة خطية لم تطلب. حينئذ قُلتُ هنذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عني. أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت" (مز6:40-8) إقتبسها بولس الرسول من اليونانية السبعينية فجاءت هكذا:-

لذلك عند دخوله إلى العالم يقول "ذبيحة وقربانًا لم تُردْ، ولكن هيأت لي جسدًا. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسَّر. ثم قُلتُ هأنذا أجئ. في درج الكتاب مكتوب عني. لأفعل مشيئتك يا الله"

أذنيَّ فتحت ترجمها المترجم في السبعينية هيأت لي جسدًا. فما المعنى. أذنيّ فتحت هي عادة عبرانية (خر2:21-6). ومعناها أن العبد يرفض الحرية التي يعطيها له سيده، ويستمر عبدًا بإرادته الحرة إذ هو يحب سيده. وبولس فهم أن هذه تشير للمسيح الذي بإرادته الحرة صار عبدًا، أخلى ذاته آخذًا صورة عبد (في7:2،8). ولكن الترجمة هنا قالت هيأت لي جسدًا وبهذا صارت نبوة عن تجسد المسيح كما فهمها بولس الرسول. فمن أين أتى المترجم بهذا المعنى أن لم يكن مسوقًا من الروح القدس كما كان كتاب النسخة العبرية مسوقين من الروح القدس (2بط21:1+ 2تي16:3)

‌ج- "قولوا بين الأمم الرب قد ملك" (مز10:96) هكذا ترجمها مترجم السبعينية "الرب قد ملك على خشبة" (الأجبية مزمور 95 صلاة الساعة التاسعة) فمن أين أتى المترجم بهذه النبوة عن الصليب. 

 

والامر الثاني ان السبعينية مرت بمراحل تنقيح ايضا من القرن الثالث قبل الميلاد حتي القرن الرابع الميلادي فالذي يعود الي مخطوطات السبعينية القديمة يتاكد من ان لغتها يهودية واضحه وفكر يهودي في الاسلوب التفكيري اما من يراجع النسخ الحديثه منها مثل السينائية او الاسكندرية يري ان بعض التغيرات البسيطة في التعبيرات وليس في المعني مما يناسب تطور اليوناني بعد الميلاد 

فلهذا من يحكم علي السبعينية من النسخ الحديثة هذا خطأ 

اما عن دائرة المعارف فنذكر ما قالته لان المشكك اقتطع اشياء

تحت باب الترجمة السبعينية للعهد القديم 

الترجمة السبعينية للعهد القديم 

 

( 1 ) ــ تاريخها : هي ترجمة العهد القديم إلى اللغة اليونانية، مع بعض الكتب الأخرى التي نقل البعض منها عن العبرية كسائر أسفار العهد القديم، والبعض الآخر كتب أصلاً في اليونانية. وسميت هذه الترجمة بالسبعينية بناء على التقليد المتواتر بأنه قد قام بها سبعون ( أو بالحري أثنان وسبعون ) شيخاً يهودياً في مدينة الإسكندرية في أيام الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس ( 285 ــ 247 ق. م ). 

كانت الإسكندرية مقراً لعدد ضخم من يهود الشتات حيث استقر عدد كبير منهم في مصر منذ أيام أرميا النبي، بل ربما من أيام غزو " شيشق " لفلسطين في القرن العاشر قبل الميلاد. وعندما أسس الاسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية التي سميت باسمه، في 331 ق. م. تجمعت غالبية هذا الشتات في المدينة الجديدة واحتلوا كل الجزء الشرقي من الميناء الكبير، ونمت قوتهم بنمو المدينة التي أصبحت من أعظم المراكز الحضارية والمواني البحرية في حوض البحر المتوسط. أصبحت عاصمة عالمية غنية، ومراكز للآداب اليونانية والمعارف والعلوم، حيث وجد كبار العلماء غايتهم في " المتحف " الشهير. وبالإيجاز أصبحت الإسكندرية مركزاً خصباً لامتزاج الثقافات التي مهدت الطريق لعالم العهد الجديد، ففي ذلك العالم امتزج الشرق بالغرب ووضعت أسس الحضارة الحديثة. 

في هذا الجو الذي امتزجت فيه الثقافات الدينية والفكرية، أصبح اليهود الهيليبيون ظاهرة حضارية، ففي الإسكندرية وجد يهود الشتات مع زهوهم بميراثهم العبري، وإحساسهم بدورهم في الحضارة، وقد تجردوا من قيود القومية الضيقة والانعزالية، وجدوا أنفسهم أمام تحد كبير من آداب اليونان وفلسفتها. وكان يهود الإسكندرية يتحدثون باليونانية فقد كان هذا شرطاً للمواطنة، وكانت معرفة اليونانية مطلباً أساسياً للتجارة والأعمال والحياة الاجتماعية. كان يهود الإسكندرية، كما كان يهود طرسوس، يتنازعهم عالمان مختلفان من الثقافة، ومن هنا نبتت الحاجة الماسة إلى ترجمة الأسفار العبرية إلى لغتهم الثانية. 

كانت اللغة العبرية قد أصبحت وسيلة ضعيفة للاتصال عند يهود الإسكندرية، تكاد تقتصر على بعض المجامع، بالإضافة إلى رغبتهم في الإشادة بحكمتهم وتاريخهم. وكان لابد أن تحاك الأساطير حول نشأة عمل له مثل هذه الأهمية، فثمة خطاب يسمى خطاب " اريستياس إلى ميلوكراتس " دارت حوله كتابات كثيرة. وقد نشر هذا الخطاب لأول مرة باللاتينية في 1471م، ثم باليونانية بعد ذلك بتسع سنوات. وليس هنا مجال نقد هذه الوثيقة. يقول الكاتب انه أحد كبار رجال بلاط بطليموس فيلادلفوس وانه رجل يوناني مولع بتاريخ اليهود، وقد كتب عن رحلة قام بها مؤخرا إلى أورشليم لمقصد معين. 

ويقول ديمتريوس فاليريوس أمين مكتبة الإسكندرية الشهيرة، أن اريستياس اقترح على الملك أن يضيف إلى المكتبة ترجمة " القوانين اليهودية ". ولما كان بطليموس رجلاً مثقفاً، فقد وافق على الاقتراح وأرسل سفارة إلى أورشليم برسالة إلى اليعازر رئيس الكهنة طالباً منه إرسال ستة شيوخ من كل سبط من الأسباط الأثني عشر إلى الإسكندرية للقيام بالترجمة التي اقترحها اريستياس. وقد وصل الأثنان والسبعون شيخا ( ويذكر الخطاب أسماءهم ) في الوقت المعين ومعهم نسخة من الناموس مكتوبة بحروف من ذهب على رقوق من الجلد. وأقام لهم الملك مأدبة امتحن فيها هؤلاء الزائرين اليهود بمسائل صعبة، ولما اطمأن إلى علمهم، رتب لهم خلوة رائعة في جزيرة فاروس، وكان ديمتريوس أمين المكتبة ــ كما جاء في خطاب اريستياس ــ " يحفزهم على إتمام الترجمة حيث أن الملك قد رودهم بكل ما يلزمهم. فعكفوا على العمل، وقارنوا النتائج لكي تتفق فيما بينها، وكل ما اتفقوا عليه، كانوا ينسخونة تحت إشراف ديمتريوس.. وبهذه الطريقة تمت الترجمة في اثنين وسبعين يوماً، وكانت هي المدة المعينة لهم من قبل ". 

وقد فرح الفريق اليهودي بهذا العمل وطلبوا أن يعطوا نسخة منه، ونطقوا باللعنة على كل من يجرؤ على الحذف منها أو الإضافة إليها. كما فرح بها الملك أيضاً. وإذ حظيت بهذه البركة المزدوجة وضعت في المكتبة. وقد أورد فيلو الفيلسوف الإسكندري اليهودي هذه الرواية ، كما ذكرها بعده يوسيفوس المؤرخ اليهودي. وتؤكد شهادة يوسيفوس أن خطاب اريستياس كان متداولاً في فلسطين في أواخر القرن الأول. أما رواية فيلو فيبدو انه بناها على تقليد إسكندري مستقل عن وثيقة اريستياس، وهو يذكر أيضاً احتفالاً سنوياً كان يقام لهذه المناسبة على جزيرة فاروس، مما يدل على انه كان يتم بناء على تقليد معروف وليس بناء على خطاب اريستياس. ولعل ما سجله يهودي إسكندري آخر هو ارستوبولس، يرجع بهذا التقليد إلى منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، أي قبل مرور قرن على الزمن الذي تنسب إليه الرواية. 

وهذه الرواية عن اصل الترجمة السبعينية في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، مع خلوها من التفاصيل المعجزية الزائفة، وكنتيجة مباشرة لسياسة ملكية، ليست مما لا يصدق، فقد كان المجتمع الإسكندري مجتمعا مولعاً بالآداب والفلسفة، وقد نبتت فيه فكرة إنشاء المكتبات، ولذلك فان خطاب اريستياس ليس فيه ما يجافي الحقيقة. وكما يقول " هـ. ب. سويت " Swete)) في كتابه : " العهد القديم في اليونانية )، كان الملك شغوفا بالكتب، وله ذهن مسكوني ( فقد رحب ببعثة بوذية ) ـ كما كان مولعا بالتاريخ ( وقد كتب مانيتون الكاهن المصري تاريخ مصر الفرعوني في عهده )، كما كان سياسياً محنكاً أراد أن يرضي جزءاً كبيراً له نشاطه بين شعبه المتحضر. فلب الرواية هو أن الملك ــ مع رغبته في الثقافة ــ أراد استرضاء اليهود الذين قابلوا هذا العمل بابتهاج عظيم، كما أن اللغة اليونانية كانت القوة الموحدة في تلك البيئة المختلطة. وقد ورث البطالمة عن الاسكندر نفسه نزعته العالمية التي ساعدت على تحطيم الحواجز بين الشعوب. ومن الجانب الآخر فان يونانية الترجمة السبعينية تبدو مصبوغة بالصبغة المصرية اكثر منها بالفلسطينية، وان كان هذا أمراً يحوطه الشك، إلا انه يقلل من مصداقية ما جاء بالرواية عن مجيء الشيوخ من أورشليم، وهكذا يهز الثقة في الرواية ككل. 

وان كان خطاب اريستياس يشير بشكل خاص إلى الأسفار الخمسة ــ وهو ما يتمسك به أصحاب الرأي ( الذي لم يعد مقبولاً اليوم ) من أن بعض أسفار العهد القديم قد كتبت بعد ذلك العصر ــ ولكن لا يوجد اليوم ناقد معقول يعتقد أن أسفار العهد القديم كلها لم تكن متاحة لأولئك المترجمين في عصر بطليموس فيلادلفوس. ومن الطبيعي إلا نتوقع وجود الدليل القاطع على وجود كل أسفار العهد القديم في الترجمة اليونانية، لأننا نعلم أن السبعينية لم يكن لها تأثير كبير على الآداب اليونانية، ولكن ثمة بعض الدلائل المذهلة على أن " الناموس والأنبياء وسائر الأسفار " في العهد القديم، كانت متداولة في 132 ق.م. عندما نشر سفر يشوع بن سيراح. 

أما منذ القرن الأول الميلادي، فالأدلة كثيرة، ففيلو ( من 30 ق.م. ــ 45 م ) يقتبس من معظم أسفار العهد القديم من السبعينية، كما أن بالعهد الجديد اقتباسات من كل أسفار العهد القديم تقريباً. ويقول فيلو أن يهود مصر استقبلوا الترجمة بنفس الاحترام الذي يولونه للأصل العبري، والأرجح أن هذا ينطبق على كل العالم الهيليني، مع احتمال استثناء فلسطين حيث كان يقيم اليهود المحافظون المتزمتون. 

صدرت أول طبعة من الترجمة السبعينية في بداية القرن السادس عشر ــ بعد اختراع الطباعة ــ وانه لمما يبعث على الارتياح أن يصل إلينا بعد كل هذا الزمن الطويل، نص يوناني موثوق بصحته، حيث أن الفولجاتا اللاتينية التي قام بها جيروم سرعان ما أصبحت هي نسخة الكتاب المقدس المقبولة في الكنيسة الرومانية، فكان ذلك ضربة شديدة للترجمات اليونانية، ففي العالم المسيحي الغربي أصبحت السيادة للغة اللاتينية، وانزوت اليونانية، حتى أصبحت معرفة اللغتين اليونانية والعبرية شيئاً نادراً في العصور الوسطى. ولكن عندما بزغت أنوار النهضة وظهرت مخطوطات عديدة ثمينة كانت مكنوزة في مكتبات الأديرة، بدأت أنظار العلماء تتجه إلى الكتاب المقدس في كتابات أباء الكنيسة الأوائل. 

ــ تقييم السبعينية : ليست الترجمة السبعينية على مستوى واحد في كل الأسفار، ومن السهل أدراك أنها من عمل مترجمين عديدين. فترجمة الأسفار الخمسة الأولى ترجمة جيدة بوجه عام. أما الأسفار التاريخية ففيها الكثير من عدم الدقة والالتزام بالنصوص وبخاصة في الملوك الثاني. كما لا تظهر روعة الشعر العبري في الترجمة السبعينية، لا لنقص في الدقة فحسب، بل وأيضاً لمحاولة الترجمة الحرفية. كل ذلك يدل على أن من قاموا بالترجمة لم يكونوا متمكنين من ناصية العبرية، أو أنهم لم يراعوا الدقة، أو لم يبذلوا الجهد الكافي في تحري المعاني. وهكذا لا تسير الترجمة في سائر الأسفار على وتيرة واحدة، ففيها الكثير من الأخطاء الناتجة عن التهاون أو الملل أو الجهل. ولكنها مع ذلك تعتبر أثرا رائعا من النواحي التاريخية والاجتماعية والدينية، كما أنها تحتفظ لنا بمعاني كلمات عبرية لم تعد تستخدم الآن. 

ــ السبعينية في العهد الجديد : رغم أن الترجمة السبعينية لا تعتبر عملاً له مكانته بين الآداب اليونانية، إلا أنها علامة بارزة في التاريخ. لقد كان لها أبلغ الأثر في استمرارية العبادة في المجامع اليهودية مما يساعد على تماسك اليهود واكتسابهم الدخلاء من الأمم. لقد كانت السبعينية هي الكتاب المقدس للذين هم في الشتات، وهكذا أصبخت هي الكتاب المقدس للكنيسة، الكتاب الذي حمله اليهود الهيلينيون لكل العالم. ويتضح هذا من دراسة الاقتباسات من العهد القديم المذكورة فهي العهد الجديد، فهناك ستة وأربعون اقتباساً من العهد القديم في الأناجيل الثلاثة الأولى، منها 18 اقتباسا ينفرد بها متى، وثلاثة كل من لوقا ومرقس. كما يذكر يوحنا اثني عشر اقتباساً لا يوجد منها إلا ثلاثة في الأناجيل الثلاثة الأولى. وفي سفر الأعمال ثلاثة وعشرون اقتباسا جاء اغلبها في وسط الأحاديث. ويذكر الرسول بولس ثمانية وسبعين اقتباسا، منها واحد وسبعون اقتباسا في رسائله إلى رومية وكورنثوس وغلاطية. وفي الرسالة إلى العبرانيين ثمانية وعشرون اقتباسا منها واحد وعشرون لا توجد في غيرها من أسفارالعهد الجديد. أما سفر الرؤيا وان كان لا يوجد به اقتباسات مباشرة من العهد القديم، إلا أن لغة العهد القديم تبدو واضحة في ثناياه. 

ومعظم ومعظم هذه الاقتباسات تتفق حرفياً مع السبعينية كما هي بين أيدينا الأن، وبخاصة في إنجيل لوقا وسفر الأعمال والرسالة إلى العبرانيين ويوحنا الرسول، ولكن في بعضها الآخر( كما في أنجيل متى ) يبدو أن الكاتب نقل عن العبرية مباشرة أو عن ترجمة أرامية أو غيرها من الترجمات اليونانية أو عن نسخة منقحة من السبعينية، أو انه مزج بين عبارتين من العهد القديم وصاغهما بإرشاد الروح القدس صياغة جديدة. 

وعلى وعلى العموم، كان للسبعينية أثر عميق في كلمات وعبارات العهد الجديد، بل يبدو أن هناك كلمات بذاتها قد هيأتها السبعينية لتستخدم في العهد الجديد. 

ــ الترجمات اليونانية الأخرى للعهد القديم في بداية العصر المسيحي : عندما أصبحت الترجمة السبعينية عنصراً من عناصر الجدل بين المسيحيين واليهود، وظهرت بعض الاختلافات بين الترجمة السبعينية والنصوص العبرية التي كانت متداولة بين اليهود، كان لابد من محاولة تزويد اليهود المتكلمين باليونانية بترجمة دقيقة، وهكذا ظهرت أسماء علماء ارتبطت بترجمات معينة. فظهرت في أثناء القرن الثاني المسيحي ثلاث ترجمات يونانية أخرى كاملة للعهد القديم، وهى : 

(أ) ــ ترجمة أكيلا : ويقال انه كان يهوديا أو دخيلاً يهودياً بنطي الجنس ( كما كان سميه " أكيلا " صديق الرسول بولس ). والأرجح انه قام بهذه الترجمة في 126 م. ويقال إن الدافع له للقيام بهذه الترجمة هو مقاومة ما كان للسبعينية من نفوذ، وبخاصة في استخدام المسيحيين لها في حوارهم مع اليهود وكان همه الأول هو إعادة ترجمة الفصول التي كان يستشهد بها المسيحيون من العهد القديم، ويطبقونها على الرب يسوع. وكان يغلب على ترجمه طابع الترجمة الحرفية دون مراعاة لقواعد اللغة أو لنقل المعنى واضحاً. ولا شك في أن تمسك أكيلا بالترجمة الحرفية يجعل ترجمته مرجعاً هاماً في تحقيق النصوص، ولكن لم يصلنا ــ للأسف ــ منها سوى شذرات متفرقة. 

(ب) ــ ترجمة سيماخوس : وقد ظهرت أيضاً في القرن الثاني بعد ترجمة أكيلا، ويقال إنه كان هرطوقياً من الإبونيين، ويبدوا أن ترجمته كانت يونانية فصيحة، ولكن لم يصلنا منها أيضاً سوى شذرات متفرقة. 

(ج) ــ ترجمة ثيودوتيون : وقد ظهرت أيضاً في القرن الثاني، وكان كسيماخوس هرطوقياً من الإبونيين، وكانت ترجمته مبنية ــ في اغلب أجزائها ــ على السبعينية، ولم تكن ترجمة حرفية مثل ترجمة أكيلا، وفي نفس الوقت لم يكن متحررا مثل سيماخوس، وكانت معرفته بالعبرية محدودة، ولم يكن في مقدوره القيام بالترجمة بدون وجود السبعينية. 

وهكذا قبل أن ينصرم القرن الثاني، كانت هناك ثلاث ترجمات يونانية أخرى للعهد القديم بالإضافة إلى الترجمة السبعينية، وكان لذلك أثره في انتشار أسطورة العهد القديم وتيسير فهم معانيها. 

(د) ــ اوريجانوس : في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي، ظهر العلامة السكندري العظيم اوريجانوس، ورأى ما في السبعينية من قصور. فاراد أن يضع أماكن أنصاف المسيحيين الأصول العبرية مع الترجمات اليونانية المختلفة ليتيح لهم الفهم السليم للنصوص، فأصدر كتابه العظيم " الهكسابلا " أي " السداسية " لان كل صفحة كانت تشتمل على ستة أعمال متوازية، كل منها يحتوى على نص من النصوص بالترتيب الآتي : النص العبري، النص العبري بحروف يونانية، ترجمة أكيلا، ترجمة سيماخوس، الترجمة السبعينية ( وقد أجرى عليها بعض التنقيح والكثير من الملحوظات )، ثم ترجمة ثيودوتيون. ويبدو انه رتبها بحسب تقييمه لها : وللأسف لم يصل إلينا هذا العمل الضخم، ولكن وصلنا منه جزء صغير اكتشف في نهاية القرن التاسع عشر في المكتبة الامبروزية في ميلان، وجزء آخرفي " جنيزة " القاهرة. 

كما قام بمحاولة تنقيح السبعينية في القرن الرابع ــ أي بعد عصر اوريجانوس ــ الشهيد لوسيان أحد شيوخ كنيسة إنطاكية، ثم هسيكيوس الأسقف المصري، وقد انتشر استعمالهما في الكنائس الشرقية. 

ولقد كانت السبعينية هي الأساس لكثير من الترجمات الشرقية القديمة للعهد القديم، إلا أن السريانية قد نقلت عن العبرية مباشرة.. 

وهنا راينا ان المشكك اقتطع جمله واحده وهو من وجه اخر اما الوجه الاول الذي قدمته دائرة المعارف الكتابيه عن السبعينية وقدمته بادله كثيره اهملها المشكك واظهر فقط الوجه الاخر 

اما عن اقتباسه من قاموس الكتاب المقدس

هذا الكلام غير دقيق وقد شرحت تفصيلا في ملف 

تتمة سفر استير هل هو سفر قانوني ؟

وايضا ملف

سفر استير

وقدمت ادله ان تتمت استير هي جزء لا يتجزا من سفر استير وهي كتبت في نفس الوقت بالعبري وكلهم ترجموا معا في نفس الوقت الي السبعينية 

وايضا بعد السبعينيه كان ما يزال السفر بالتتمة في النص العبري لان ترجمة الفلجاتا للقديس جيروم من العبري الي اللاتيني تحتوي علي هذه التتمه

ويكمل قائلا 

اولا تعبير كهنة اورشليم هو تعبير خطأ لان الكهنة هم من سبط لاوي فقط وهم لا يتركون ليسوا مسؤلين عن الترجمه وبخاصه ان الترجمه السبعينية قام بها ستة من كل سبط فهم 72 شيخ من الاسباط الاثني عشر 

ثانيا بناء فكرة ان كهنة اورشليم لم يقوموا بالترجمه لانهم متزمتين هذا ايضا خطأ لان الكاتب يبدوا عليه بوضوح انه لايعرف تقسيمات اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد ولا يعرف الفرق بين كل مجموعه واخري ولكن فقط الفت نظره ان اليهود الهيلنيين كانوا منتشرين جدا في اليهودية في هذا القرن 

ثالثا اليهود في اليهودية هم لايحتاجوا السبعينية لانهم ناطقين بالعبري فالسبعينية احتياجها الي يهود الشتات الناطقين باليوناني 

رابعا فيلو نفسه كما عرضت سابقا من دائرة المعارف الكتابة في الجزء الذي استشهد به المشكك اكد ان الذين قاموا بالترجمه السبعينية هم الشيوخ الذين استدعاهم بطليموس من اورشليم فهو يقول  

وقد أورد فيلو الفيلسوف الإسكندري اليهودي هذه الرواية ، كما ذكرها بعده يوسيفوس المؤرخ اليهودي. وتؤكد شهادة يوسيفوس أن خطاب اريستياس كان متداولاً في فلسطين في أواخر القرن الأول. أما رواية فيلو فيبدو انه بناها على تقليد إسكندري مستقل عن وثيقة اريستياس،

وايضا يقول

أما منذ القرن الأول الميلادي، فالأدلة كثيرة، ففيلو ( من 30 ق.م. ــ 45 م ) يقتبس من معظم أسفار العهد القديم من السبعينية، كما أن بالعهد الجديد اقتباسات من كل أسفار العهد القديم تقريباً. ويقول فيلو أن يهود مصر استقبلوا الترجمة بنفس الاحترام الذي يولونه للأصل العبري، والأرجح أن هذا ينطبق على كل العالم الهيليني، 

اذا ما يقوله المشكك هو اقتباس يبني عليه فكر غير دقيق

ويجب ان نلاحظ ان سبب رفض اليهود للسبعينية ليس لاي اسبب الا بسبب انتشار المسيحية باليوناني فاليهود تبرؤا من ترجمتهم التي كانت عزيزع عليهم فقط ليقاوموا انتشار المسيحية 

وهذا شرحته تفصيلا في

خلفية تاريخية عن مجمع جامنيا اليهودي وقانونية اسفار العهد القديم

فكل هذا يؤكد ان من قاموا بالترجمه السبعينية هم شيوخ اورشليم كما اورد التقليد الصحيح الينا

وساكمل في ملفات اخري بعض ادعائات المشكك علي السبعينية 

 

والمجد لله دائما