«  الرجوع   طباعة  »

هل نبوة القادم من ادوم بثياب حمر هي نبوة عن رسول الاسلام ؟ اشعياء 63: 1-6

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

تنبأ إشعياء قائلا :

      من ذا الآتى من آدوم بثياب حمر من بصرة. هذا البهى بملابسه المتعظم بكثرة قوته .. ما بال لبساك محمر وثيابك كدائس المعصرة. قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن معى أحد فدستهم بغضبى ووطئتهم بغيظى فرش عصيرهم على ثيابى فلطخت كل ملابسى ( إشعياء 63 : 1 - 6  ).

    هذه نبوة عن نبى محارب يفتح أدوم وبصرة وليست عن المسيح ولكن عن محمد رسول الله.

 

 

الرد

 

اتعجب مما يقوله المشككين اللاهثين في بحثهم عن اي نبوة لنبيهم حتى لو بالكذب وهنا مثال علي ذلك

ولكن باختصار هذه النبوه عن عمل الله نفسه لان الله هو الفادي وهو المخلص وهو الديان وهو لايعمل معه احد وهو المتسلط علي الشعوب وهو من له التسبيح وهو خالق الشعوب وهو الذي قاد موسي والشعب وهو الرب يهوه. فلو ادعي احدهم ان هذه النبوة علي احدهم فهو يؤله مدعي النبوة هذا 

وهذا ما يشهد به الاعداد 

سفر اشعياء 63

هذا السفر هو نبوة عن عمل المسيح في انقاذ شعبه من الاعداء اولا في المجيئ الاول وانقاذهم من الشيطان وجنود الشر الروحية وهي سنة مفدي وايضا عن الاعداء الذين سيجتمعون ضد شعبه في المجيئ الثاني  

63: 1 من ذا الاتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص

الاتي في هذا العدد هو متعاظم من كثرة قوته وهو العظيم وهو المتكلم بالبر اي ان كل كلامه بر مطلق وهو ذاته الخلاص 

فصفة الموصوف في هذا العدد لايصلح ان يكون علي بشر ويجمع كل هذه الصفات 

ولو كان علي رسول الاسلام هل وصف بانه متكلم بالبر العظيم للخلاص ؟ بالطبع لا 

هل رسول الاسلام اتي من ادوم ؟ هل بدأ خدمته في ادوم ؟ بالطبع لا 

ولكن هذا الوصف ينطبق علي الرب 

الاتي هذا هو المسيح واتي من ادوم لان ادوم رمز الارضي وهو يمثل الشيطان وقوات الشر الروحية فهي عداوة تقليدية بين أدوم (عيسو) وبين يعقوب أي شعب الله، هي عداوة من البطن، كما بين الشيطان والبشر. وهناك حروب دائمة بين يعقوب وعيسو، دامت في أولادهم. وكانت هزيمة داود لأدوم (2صم 8 : 13، 14) رمزًا لهزيمة المسيح لإبليس. وخطايا أدوم هي الكبرياء (عو 3) والبغضة (حز 35: 5) والحسد (حز 35: 11) والظلم لشعب الله (يؤ 3: 19) وهذه الخطايا هي خطايا قوات الشر الروحية من الشياطين الذين يبغضون شعب الله، وهم كأسد زائر يجول يلتمس من يبتلعه 

وهو ذكر سابقا ان ادوم وبصره الذي يعاقبهم هو الرب نفسه 

سفر إشعياء 34: 6

 

لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلأَ دَمًا، اطَّلَى بِشَحْمٍ، بِدَمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ، بِشَحْمِ كُلَى كِبَاشٍ. لأَنَّ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةً فِي بُصْرَةَ وَذَبْحًا عَظِيمًا فِي أَرْضِ أَدُومَ.

اذا لايصلح ان يتجراء احد ويقول ان الكلام عن نبي. بل اليهود انفسهم وضحوا ان هذا الكلام هو عن المسيا عندما يخلص شعبه من اعداؤهم 

63: 2 ما بال لباسك محمر و ثيابك كدائس المعصرة

كان أهل الشرق يجمعون العنب ويطرحونه في معصرة عظيمة ثم يخلع الشبان ثيابهم ونعولهم ويلبسون ثيابًا بيض ويدخلون إلى أرض المعصرة حفاة الأقدام فيدوسون العنب فتتلطخ ثيابهم بدم العنب الأحمر وكان ذلك وقت بهجة عارمة وكان موسم فرح عند العبرانيين، وكان الشباب يخرجون من المعاصر وثيابهم ملطخة وحمراء. فعصر العند ينتج فرح وهو اشارة للسيد المسيح الذي يدوس الشيطان  

فالملطخ من المعصره يكون من عصيره وللمسيح هو دمه  

مع ملاحظة ان كلمة المعصره هي بالكلداني جثسيماني فما علاقة رسول الاسلام بجثسيماني ؟ 

63: 3 قد دست المعصرة وحدي و من الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي و وطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي

هل رسول الاسلام حارب الشعوب وحده ؟ او اي حرب لوحده ؟ بالطبع لا فهو كان يعتمد علي الصحابه وهو يختفي مستترا خلف الدروع ؟

ولكن عن المسيح 

وفي هذا العدد ربط رائع بين دوس المعصره ودوس الاعداء . فالمسيح داس المعصره وانتج صبغته القانية وهي التي بها داس اعداؤه بغضبه وهو جنود الشر الروحية وسحق راس الحية

وهو داس المعصره اي هو بيت المعصره وهذا هو جثسيماني وهو بالفعل لوحده خاض الصلب والموت وسحق راس الحية 

63: 4 لان يوم النقمة في قلبي و سنة مفديي قد اتت

هل رسول الاسلام هو الذي له النقمة ؟ هذا تاليه له لان النقمة للرب فقط

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19

 

لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ.

فهذا لا ينطبق علي رسول الاسلام ولكن علي الرب فقط  

هذا العدد اكد اشعياء النبي انه عن الرب 

سفر اشعياء 62

1 رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.
2 لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ.

وهنا يوضح المسيح في مجيؤه الاول هو نقمة وفداء نقمة للشيطان وفداء لابناء الله

فهو الفادي وهو ايضا الديان     

63: 5 فنظرت و لم يكن معين و تحيرت اذ لم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي و غيظي عضدني 

وهذا وصف دقيق لما سيحدث في المعصره ان كل من حوله سيهرب ولا يعضه احد بل غيرته ومحبته لشعبه سيجعله هو الذي يكمل الطريق لينتقم ويخلص شعبه بذراعه فقط

وهذا العدد ذكره اشعياء سابقا مؤكدا انه عن الرب

سفر اشعياء 59

59: 15 و صار الصدق معدوما و الحائد عن الشر يسلب فراى الرب و ساء في عينيه انه ليس عدل 

59: 16 فراى انه ليس انسان و تحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه و بره هو عضده 

59: 17 فلبس البر كدرع و خوذة الخلاص على راسه و لبس ثياب الانتقام كلباس و اكتسى بالغيرة كرداء 

59: 18 حسب الاعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا و اعداءه عقابا جزاء يجازي الجزائر 

59: 19 فيخافون من المغرب اسم الرب و من مشرق الشمس مجده عندما ياتي العدو كنهر فنفخة الرب تدفعه 

59: 20 و ياتي الفادي الى صهيون و الى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب 

اذا الذي نظر وخلص بذراعه وهو الذي نزل للعقاب هو يهوه نفسه فكيف يقول احدهم ان هذا علي شخص مدعي النبوة ؟ هذا كارثة 

والذراع المخلص هو ذراع الرب

سفر الخروج 6: 6

 

لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّوَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ،

 

واعداد كثيره تقدم نفس الفكر واقدم احدهم فقط

سفر إشعياء 53: 1

 

مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟

اذا كل هذا يؤكد ان المتكلم عنه في العدد هو الرب يهوه وليس انسان عادي

63: 6 فدست شعوبا بغضبي و اسكرتهم بغيظي و اجريت على الارض عصيرهم

وكل هذا عن المفرد الذي بقي لوحده ولم يعينه احد. واتسائل كيف ينطبق هذا علي رسول الاسلام ؟ ولكن هو ينطبق علي الله الديان فقط 

وتاكيد ان الكلام عن الرب هو الاعداد التالية  

63: 7 احسانات الرب اذكر تسابيح الرب حسب كل ما كافانا به الرب و الخير العظيم لبيت اسرائيل الذي كافاهم به حسب مراحمه و حسب كثرة احساناته

اذا الذي يفعل هذا هو الرب يهوه وانه ياتي من اسرائيل و الذين ينقذهم في اواخر الايام هو بيت اسرائيل   

63: 8 و قد قال حقا انهم شعبي بنون لا يخونون فصار لهم مخلصا 

63: 9 في كل ضيقهم تضايق و ملاك حضرته خلصهم بمحبته و رافته هو فكهم و رفعهم و حملهم كل الايام القديمة 

كل هذا الكلام عن الرب وهو الذي قاد شعبه اسرائيل . فكيف يدعي احدهم انه عن نبي 

63: 10 و لكنهم تمردوا و احزنوا روح قدسه فتحول لهم عدوا و هو حاربهم

وهذا العدد يشرح معني فتحيرت: الله لا يتحير ولكن المعنى أنه :- كان الوضع قبل الصليب وضعًا ميئوسًا منه، وهلاك البشر محتوم وعدو الخير كان كأنه قد إنتصر. بل بعد أن قدم المسيح الفداء كان المنتظر أن يهتم كل إنسان بخلاصه ويتجه بقلبه للمسيح ولكن ما يدفع إلى الحيرة (وهذه بلغة البشر) أن الإنسان لم يفعل ما هو منتظر منه. ويوضح ان الرب سيترك شعبه مؤقتا وسيترك بيتهم خرابا لفتره حتي يعود في اواخر الايام ويرجعهم الي حظيرته مره اخري  

63: 11 ثم ذكر الايام القديمة موسى و شعبه اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه

وايضا كيف يدعي احد ان هذا عن رسول الاسلام رغم ان رسول الاسلام كان يقيم مذابح لليهود جماعية  

63: 12 الذي سير ليمين موسى ذراع مجده الذي شق المياه قدامهم ليصنع لنفسه اسما ابديا 

63: 13 الذي سيرهم في اللجج كفرس في البرية فلم يعثروا 

فاي من هذا ينطبق علي رسول الاسلام ؟ 

الم اقل انهم يتكلمون عن ما لا يفهمون وينتهي بهم الامر انهم يؤلهون رسولهم 

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

فمن جهة شخصه يقول: "أنا المتكلم بالبر العظيم الخلاص[1]. كثيرون يتكلمون بالبر ويجيدون الحديث عنه، حتى بعض القادة الدينيين في ذلك الحين كانوا قادرين على التعليم بخصوص البر. أما المخلص- ربنا يسوع - فهو الوحيد القادر أن يتحدث بالبر "العظيم الخلاص"، أي البر العملي الذي يهب خلاصًا من الأعداء وتمتعًا بالأبدية. هو وحده البار الذي لم يعرف خطية (2 كو 5: 21)، حمل خطايانا في جسده ليكفر عنها بدمه المبذول، مقدمًا لنا بره برًا لنا. إنه فريد في بره، فمن جانب: هو وحده الذي بلا عيب مطلقًا، ومن الجانب الآخر قادر أن يبرر الآخرين. أنه البار الذي يُسر الآب به، يحملنا فيه لنحسب نحن أيضًا موضع سروره. 

يتكلم السيد المسيح عن برّ لا بفمه فقط وإنما بكل كيانه وحياته التي بذلها بإرادته المقدسة خلال حبه الإلهي لأجل تبريرنا، ليُصلح من حال طبيعتنا الفاسدة ويهبها شركة الطبيعة الإلهية (2 بط 1: 4). 

من جهة الموقع رآه قادمًا من "آدوم" التي تعني "ترابًا" أو "دمًا". وكأن الرب جاء إلى حيث سقطنا، إلى آدوم، حيث عدنا إلى ترابنا لكي يحول ترابنا إلى سماء. لقد قيل لنا "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تك 3: 19)، الآن إذ نزل مخلصنا السماوي إلى أرضنا لنتحد معه نسمع الصوت الإلهي: "لأنك سماء وإلى سماء تعود". هذا هو برّ المسيح الذي يرفعنا كما من المزبلة ليُقيمنا في سمواته. 

من جانب آخر فإننا إذ صرنا "أدوم" (= دم) محبين للقتال أو مبغضين للغير، فإن مسيحنا جاء إلى أرض المعركة ليغتصبنا من عدو الخير المحب لسفك الدماء لكي يتسع قلبنا بالحب والبذل!

من جهة عمله يقول: "قد دستُ المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد" [3]. دخل المعركة - معركة الصليب - وحده، وكما قال لتلاميذه: "وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي" (يو 16: 32). 

لباسه محمر وثيابه كدائس المعصرة [2]، إذ ألبسوه ثوبًا قرمزيًا (مز 15: 17) ليسخروا به. كما تُشير إلى أن جسده كله قد أفاض دمًا من الجراحات الواهبة الشفاء (إش 53: 5). هذا البذل هو سرّ جمال فائق يدركه من اختبر الصليب كقوة الله للخلاص، لهذا قيل 

"البهي بملابسه[1]. 

* صنع تدبيرًا رائعًا للجسد المتألم، فقد تزين بالآلام وتمجد باللاهوت، فإنه ليس أكثر من ذلك عذوبة وجمالًا. 

القديس غريغوريوس النزينزي[661]

ما فعله إنما بوحي حبه العظيم وغيرته نحو عروسه إذ أراد أن يُحررها من العدو إبليس ويهبها التمتع بسنة اليوبيل الدائمة أو التحرر غير المنقطع [4]. 

 

والمجد لله دائما