«  الرجوع   طباعة  »

الجزء الثاني من الرد علي لماذا لم يتعرف التلاميذ علي المسيح بعد القيامة . يوحنا 21: 12

 

Holy_bible_1

 

الشبهة  

 

اذا كان المسيح قام بجسده الحقيقي ولم يتغير شكله لاخر فكيف لم يتعرف عليه تلاميذه عند بحيرة طبرية ؟ 

 

الرد 

 

شرحت سابقا في ملف 

هل ظهور واختفاء المسيح بعد القيامه ينكر انه قام بجسده الحقيقي 

ان المسيح قام بنفس جسده ونفس هياته بما فيها ايضا من اثار المسامير وطعنة الحربه ولكن هذا الجسد الذي دفع ثمن الخطية وتمم الفداء قام كجسد ممجد له سلطان علي الماده ولا يستطيع احد ان يراه الا بشروط هي الإيمان والمحبة والقداسة والرجاء وهذا ليكون للشخص بصيرة روحية يراه بها، وما يساعد علي وجود هذه البصيرة التناول من جسد الرب ودمه كما حدث مع كل تلاميذه و تلميذي عمواس، وهذه البصيرة تعطي أن نعرفه لا كشخص عادى، بل كإله، كما صرخ توما "ربي والهي"فالمسيح قام بجسد ممجد لا يستطيع أحد من البشر أن يعاينه ويتطلع إليه.ولكن في هذه الفترة لم يظهر مجد المسيح، لم يظهر هذا المجد ولكن لم يكن كل إنسان قادراً أن يرى المسيح وذلك بسبب خطايا البشر.كان هناك شروط ليرى أحد المسيح.ما عاد أحد يستطيع أن يراه إلاّ بالقدر الذي يسمح به هو.فالخطية جعلت إمكانياتنا الجسدية ضعيفة.وهذا ما نفهمه من قول الله "لا يراني الإنسان ويعيش" (خر20:33)فهو يعد القيامه بعد ان دفع ثمن الخطيه لايستطيع كل البشر ان يروه ولكن هو يظهر لمن يعطي لهم ان يتحملوا ظهوره.

ومن هذا نفهم انه هو نفس الجسد الحقيقي ولكنه بسلطانه علي الماده قادر علي ان يكون اكثر قوه فلا توجد عليه اثار تعب او ضعف او ارهاق فلا يدركه من يعرفه من اول لحظه 

وايضا كما قلت هو يسمح لمن يراه ويعطيهم البصيره ان يتحملوا ان يروه وهو يعطي هذه العطيه بدرجات حسب مشيئته وحسب ايمان الشخص الذي هو امامه ولهذا بطرس عرفه مباشره ومريم المجدليه ومريم الاخري في ظهوره الثاني لها عرفوه مباشره والتلاميذ في العلية الاحد مساء عرفوه مباشره وبعدها في الجليل وفي اورشليم قبيل صعوده والخمسمائة اخ ويعقوب كل هؤلاء عرفوه مباشره 

وبدراستنا لسياق الكلام سنتعرف علي ان المسيح كان يكلمهم عن بعد

انجيل يوحنا 21

21: 1 بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية ظهر هكذا

وكما ذكرت سابقا المسيح كان له سلطان ان يظهر نفسه لمن يريد ويختفي عن من يريد لانه قام بجسد له سلطان علي المادة لانه بالموت داس الموت وجاء الفعل "ظهر estigenoumenis" الذي تُرجم في العربية "أظهر" يعني صار ظاهرًا، أو "أعلن عن نفسه". وكأن الموضع الطبيعي للسيد المسيح بعد قيامته هو في العالم الآخر، وأن هذه الظهورات هي إعلان عن نفسه لتلاميذه وغيرهم ليتأكدوا من قيامته. يكشف هذا الفعل عن حالة ربنا يسوع السامية حيث لا يعود الالتقاء به في هذا العالم. فهو الذي يجعل ذاته حاضرًا فيه حين يشاء. وهو الذي يصير إذ ذاك منظورًا حسب ظروف الزمان والمكان. لم يأتِ إلى هذا الشاطئ ماشيًا كمن انطلق من موضع إلى آخر، بل وقف على الشاطئ فجأة وظهر للتلاميذ هكذا.

 

21: 2 كان سمعان بطرس و توما الذي يقال له التوام و نثنائيل الذي من قانا الجليل و ابنا زبدي و اثنان اخران من تلاميذه مع بعضهم 

21: 3 قال لهم سمعان بطرس انا اذهب لاتصيد قالوا له نذهب نحن ايضا معك فخرجوا و دخلوا السفينة للوقت و في تلك الليلة لم يمسكوا شيئا

هم يجاهدوا طول الليل محاولة لاصتياد شيئ وعند وقت الفجر كان انهكهم التعب واصبح تركيزهم اقل بكثير  

21: 4 و لما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ و لكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع

كلمة الصباح هنا هي فجرا 

G4405

πρωΐ́α

prōia

pro-ee'-ah

Feminine of a derivative of G4404 as noun; day dawn: - early, morning.

ما قبل نور الصباح فجر اليوم وباكر

اي الوقت الذي ظهر في المسيح كان النور ضعيف جدا لايكفي للرؤية الجيدة  

وهنا ندرك الموقف فالمسيح هو علي الشاطئ من علي بعد اما التلاميذ فهم في داخل بحر الجليل علي المركب وبالطبع لايمكنهم رؤية الواقف علي الشاطئ من هذا البعد بوضوح فلهذا لم يتعرفوا عليه 

 

21: 5 فقال لهم يسوع يا غلمان العل عندكم اداما اجابوه لا

ظهر لهم في أحد أيام العمل وهم منهمكون في عملهم: صيد السمك. جاءت إجابتهم لهم بالنفي "لا"، للتعبير عما عانوه من مرارة، إذ قضوا الليل كله بلا صيد. لم يريدوا الحديث عن هذه الليلة في شيء من التفصيل، إذ يصعب على الشخص أن يتحدث عن فشله.

فحتي هذه اللحظة هم لم يتعرفوا عليه لعدة اسباب  اولا بعد المسافة فهم في داخل البحر وهو علي الشاطئ علي بعد كبير 

والسبب الثاني انهم منهمكون في العمل ولم يركزوا مع هذا الشخص الواقف بعيدا  

والسبب الثالث انه يتعامل معهم كشخص غريب فيقول لهم يا غلمان ولم يذكر احدهم بالاسم 

والسبب الرابع انه الصباح باكر جدا اي الاضائة ضعيف 

والسبب الخامس انهم كانوا قد سهروا طول الليل محاولة لاصتياد سمك ولم ينجحوا فهم اهلكهم التعب 

والسبب السادس ايضا وهو انهم بعد هذا المجهود والسهر غالبا بدؤا يريدوا ان يناموا بعد هذا السهر 

سابعا هم لايريدوا ان يتكلموا مع شخص غريب عن فشلهم في اصتياد السمك ولم يكن في حسبانهم انه هو الرب نفسه

ثامنا الرب ظهر لهم بملابس مختلفه وكما يصور لنا بعض الفنانين انه كان يغطي راسه فلا يظهر وجهه جيدا

تاسعا قد يكون هناك ضباب ولو خفيف يغطي البحر في هذا الوقت المبكر من الصباح وهذا امر معتاد في المناطق المجاوره للمياه وجوها يميل الي البروده الي حد ما في الصباح  

 

21: 6 فقال لهم القوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا فالقوا و لم يعودوا يقدرون ان يجذبوها من كثرة السمك 

يبدو أنه حسب خبرتهم كصيادي سمك كان يلزمهم إلقاء الشبكة في الجانب الأيسر من السفينة في ذلك الموضع من البحيرة. مع عدم معرفتهم لمن قدم لهم المشورة أطاعوا الأمر بروح التواضع والاجتهاد وطول الأناة دون مناقشة، وبغير اعتداد بخبرتهم الطويلة في الصيد، ولعل رقة حديث السيد ولهجته ألزمتهم بالطاعة والخضوع.

 

21: 7 فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب فلما سمع سمعان بطرس انه الرب اتزر بثوبه لانه كان عريانا و القى نفسه في البحر

هنا يظهر عامل الخبره في الموضوع فيوحنا الحبيب الذي كان يراقب ويلاحظ كل تصرفات رب المجد ادرك مباشره انه هو الرب 

ونلاحظ انه لم يعلق ويقول انه بهيئة اخري او بوجه اخر ولكن عرفه بهئته هذه رغم بعد المسافه والظروف التي قلتها سابقا  

21: 8 و اما التلاميذ الاخرون فجاءوا بالسفينة لانهم لم يكونوا بعيدين عن الارض الا نحو مئتي ذراع و هم يجرون شبكة السمك

المسافة بين التلاميذ والشاطئ كانت مئة متر وهي وسط الضباب  

21: 9 فلما خرجوا الى الارض نظروا جمرا موضوعا و سمكا موضوعا عليه و خبزا

تعبير نظروا هو يقال غالبا لبعد المسافة ايضا فالمسيح لم يكن علي الشاطئ مباشرة ولكن ابعد من الشاطئ بقليل 

الامر الثاني كون انهم لم يروا النار وهم في القارب هذا يدل ان بالفعل الرؤية لم تكن واضحه بل غالبا كان هناك ضباب خفيف يقلل من الرؤيا لدرجة انهم لم يروا الجمر الا لما اقتربوا . ومن هذا نتاكد سبب عدم تميزهم لوجه الرب يسوع ايضا  

21: 10 قال لهم يسوع قدموا من السمك الذي امسكتم الان

المسيح لم يزال يكلمهم عن بعد وهم لايزالوا مشغولين بكثرة السمك والشباك لكي لا يفقدوا هذا الصيد الثمين  

21: 11 فصعد سمعان بطرس و جذب الشبكة الى الارض ممتلئة سمكا كبيرا مئة و ثلاثا و خمسين و مع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة 

21: 12 قال لهم يسوع هلموا تغدوا و لم يجسر احد من التلاميذ ان يساله من انت اذ كانوا يعلمون انه الرب

ايضا اضيف علي العوامل السابقه عامل عاشر وهو رهبة الموقف بعد هذه المعجزة القوية وايضا ظهور الرب لهم فهم كانوا في خجل حتي ان ينظروا اليه 

وايضا تعبير لم يجسر احد ان يساله هذا يؤكد انهم عرفوه من وجهه جيدا بمعني 

لو سالت وقلت لماذا لم يجسروا ان يسالوه من انت ؟ الاجابه لانهم علموا انه الرب . وكيف علموا ؟ الاجابه عن طريق الرؤيا 

امر اخر مهم جدا وهو كلمة علموا 

هي في اليوناني ايدو التي تعني رائ وتاكد بالرؤية 

G1492

εἴδω

eidō

i'-do

A primary verb; used only in certain past tenses, the others being borrowed from the equivalent, G3700 and G3708; properly to see (literally or figuratively); by implication (in the perfect only) to know: - be aware, behold, X can (+ not tell), consider, (have) known (-ledge), look (on), perceive, see, be sure, tell, understand, wist, wot. Compare G3700.

رائي وعلم وتاكد بالرؤية 

وهذه الكلمة استخدمت اكثر من 300 مره في العهد الجديد بمعني رؤية بصرية  

الحقيقه الاعداد تؤكد انه ظهر بنفس صورته وهيئته 

21: 13 ثم جاء يسوع و اخذ الخبز و اعطاهم و كذلك السمك

تعبير ثم جاء يؤكد ان الرب لم يكن يقف مقابلهم بل كان بعيد عنهم بمسافه ورغم كل الظروف التي قدمتها تجعلهم لا يميزوا وجهه بسهوله وهو علي مسافه منهم الا انهم لم يساله احد لانهم كانوا رؤه وعلموا انه الرب  

21: 14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الاموات 

21: 15 فبعدما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس يا سمعان بن يونا اتحبني اكثر من هؤلاء قال نعم يا رب انت تعلم اني احبك قال له ارع خرافي 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

ونلاحظ أن المسيح في بداية دعوته للتلاميذ قابلهم في سفينتين (لو1:5-11) وهناك مقارنة

(لو1:5-11)

(يو1:21-11)

1) رأى سفينتين (اليهود والأمم)

2) لم يذكر أي جانب القوا إليه الشباك (الكل مدعو)

3) صارت الشباك تتخرق (الحرب ضد الكنيسة)

4) لم يذكر عدد السمك (الداخلين للإيمان كثيرين)

5) صغار السمك هربوا من الشباك التي تمزقت

6) قبل القيامة، أي لم تعمل قوة القيامة فيمن هرب

1) سفينة واحدة (جعل الاثنين واحدًا)

2) القوا الشباك للجانب الأيمن (قليلون يخلصون)

3) لم تتمزق الشبكة (الله يحفظ رعيته)

4) عدد السمك 153 (هم القطيع الصغير)

5) الباقين في الشباك هم كبار السمك (نضج إيمانهم)

6) بعد القيامة، فالقيامة هي سر نضوج إيمان من لم يهرب، القيامة من موت الخطية.

وصغار السمك هم ضعاف الإيمان الذين هربوا نتيجة الحروب ضد الكنيسة، ونتيجة صراع وتشكيك وهرطقات ضعاف الإيمان، هؤلاء الذين يتسببون في تمزيق الشبكة أي الكنيسة. 

153سمكة = هو رقم رمزي يشير للكنيسة، أبناء الله المؤمنين

153 = 3 + 50 + 100

رقم 3 = يشير لمن آمن بالله (الثالوث) وقام مع المسيح (3رقم القيامة). القيامة من موت الخطية هنا.

رقم50 = يشير لأن من قام مع المسيح يعطيه الله أن يتحرر ويحل عليه الروح القدس و50 في العهد القديم هي سنة اليوبيل أي الحرية ويوم الخمسين في العهد الجديد هو يوم حلول الروح القدس. 

رقم100= هم قطيع المسيح الذي لا يهلك منه أحد (100خروف،100درهم) فالمسيح يبحث حتى عن الخروف الضال لكي يرده فلا يهلك. 

وفي اليونانية كالقبطية كل حرف يناظر رقم (كذلك في العبرية) وبحساب أرقام الحروف

أبناء الله بالعبرية بنى إلوهيم رقمها 153

أبناء الله باليونانية رقمها 3213=153×7×3

كلمة سمك باليونانية رقمها 1224=153×8

كلمة شبكة باليونانية رقمها 1224=153×8

 

والمجد لله دائما