الجزء الثاني من امكانية هلاك المؤمن وبعض الردود 1 يوحنا 2: 19 و افسس 2: 5

 

Holy_bible_1

 

الرد علي الغسل بالدم 

بالفعل من قبل فداء المسيح هذا يخلص لو ثبت في المسيح  ويحتاج ان يغسل ثيابه ويبيضها في دم الخروف 

ومن يستخدم مثال خروف الفصح الذي جاء في خروج 12 بان من كان داخل الابواب المطلية بدم الخروف خلص بدون اعمال ومهما كانت حالته الحقيقه هو لا ياخذ الرمز كاملا فبالفعل ونحن لا ننكر أن الخلاص قد تم بدم المسيح وحده، وإن كفارة دم المسيح غير المحدودة كافية لبعث الاطمئنان في النفس. ولكن ثقتنا بدم المسيح وبالفعل دم المسيح يطهرنا من كل خطية ، ليس معناها أن نحيا في الخطيئة، أو أن نقصر فى أي عمل صالح، مدعين بأن خلاصنا يتوقف على الدم وليس على برنا وطهارتنا. 

وفى مثال خروف الفصح والأبواب المرشوشة بالدم نرى ملاحظة هامة جدًا توضح الموقف توضيحًا الموقف توضيحا سليمًا من ناحية الرمز. ذلك أن خروف الفصح كان يؤكل على فطير (خر 12: 8) وكان لابد من نزع كل خميرة في المحلة لمدة سبعة ايام.

وهكذا قال الكتاب (سبعة أيام تأكل فطيرًا، وفي اليوم السابع عيد للرب، فطير يؤكل السبعة أيام، ولا يرى عندك مختمر، ولا يرى عندك خميرة في جميع تخومك) (خر 13: 6، 7).

وقد شدد الرب تشديدًا كبيرًا على عزل الخمير من البيوت، مع توقيع عقوبة القطع على كل من يأكل مختمرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فقال (سبعة أيام تأكلون فطيرًا. اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم. فان كل من أكل خميرًا من اليوم الأول في اليوم السابع، تقطع تلك النفس من إسرائيل) (خر 12: 15).

وعاد فشدد على هذه النقطة مرة أخرى فقال (تأكلون فطيرًا.. سبعة أيام لا يوجد خمير في بيوتكم. فان كل من أكل مختمرًا، تقطع تلك النفس من جماعة إسرائيل، الغريب مع مولود الأرض. لا تأكلوا شيئًا مختمرًا. في جميع مساكنكم تأكلون فطيرًا) (خر 12: 18 – 20) 

فما هى الحكمة في كل ذا؟ وإلى أي شيء ترمز؟ إن أي باحث في الكتاب المقدس يرى جيدًا أن الخمير يرمز إلى الشر والخطيئة، وأن الفطير يرمز إلى البر والطهارة.

وقد أوضح بولس الرسول هذا الأمر وضوحًا كاملًا حينما قال (إذن نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضًا قد ذبح لأجلنا. إذن لنعيد ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الاخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8).

وهكذا تتضح أمامنا الصورة: الباب من الخارج مرشوش بالدم، ومن الداخل قد نزع الخمير، والكل يأكل فطيرًا. إن دم المسيح لا يمكن أن يكون تصريحًا لنا بأكل الخمير والشخص الذي يفلت بواسطة الدم من سيف المهلك، يمكن مع هذا الخلاص الأول أن تقطع نفسه من الجماعة إذا أكل خميرًا. وهكذا يفقد خلاص الدم عن طريق أكله من الخبز المختمر.

كم من أناس خلصوا من الخطيئة الأصلية بدم المسيح، ونجوا من سيف المهلك. ثم بعد ذلك فقدوا هذا الخلاص، وقطعوا من جسم الكنيسة، لأنهم أكلوا مختمرًا، أولئك (الذين نهايتهم الهلاك، الذين الههم في بطنهم، ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات) (فى 3: 19) 

هل بعد هذا تجرؤ أن تقول اننى أنام مطمئنًا داخل الأبواب المرشوشة بالدم، مهما كانت سيرتى؟! أقول لك: كلا، إن كان يوجد خمير داخل أبوابك، فلا يمكن أن تنام مطمئنًا (إن كل من يأكل مختمرًا، تقطع تلك النفس من شعبها).

لذلك نقوا منكم الخميرة العتيقة. وعيدوا بفطير الاخلاص والحق. إن سبعة أيام الفطير ترمز إلى العمر كله الذي ينبغى أن يكون طاهرًا. لأن السبعة عدد يرمز إلى الكمال. وطالما تعيش أيها الأخ داخل الأبواب المرشوشة بالدم، احترس طول حياتك أن تعزل الخمير عن بيتك، لأن الحكم واضح.

 

وايضا الرد علي  لكنهم لم يكونوا منا 

رسالة يوحنا الرسول الاولي 2

في هذا الجزء سيتكلم معلمنا يوحنا عن رفض البدع والمبدعين لانهم اصبحوا لا يمثلوا جسد المسيح الحقيقي بل يعثروا اولاد الله 

2: 18 ايها الاولاد هي الساعة الاخيرة و كما سمعتم ان ضد المسيح ياتي قد صار الان اضداد للمسيح كثيرون من هنا نعلم انها الساعة الاخيرة

المقصود من الساعه الاخيره هي المرحلة الاخيره من صراع الشيطان مع اولاد الله وخليقته فالاولي كانت مع بداية الخليقة والثانية كانت مرحلة الناموس والثالثة مرحلة الملوك والانبياء والرابعه والاخيره هي بعد الفداء وهي الساعه التي يتكلم عنها يوحنا الحبيب التي في نهايتها يستعلن ابن الهلاك . وبالفعل بدا ظهور مبدعين من الكنيسة الاولي ومع اقتراب أيام النهاية وحتى مجىء المسيح الثاني سيظهر أضداد للمسيح يشككون في العقيدة الصحيحة وهم مخادعين، كذابين، مقاومين للمسيح وكنيسته، يثيرون بدع مهلكة. وهذا راجع لإزدياد محاولات الشيطان لتحطيم الكنيسة. ضد المسيح هو لقب عام قد يطلق على كل من يقاوم الإيمان بالمسيح آخذًا شكل المسيح ولكن في كذب، أي سيدعى أنه المسيح، رافضًا الإيمان بالمسيح الحقيقي. 

2: 19 منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكن ليظهروا انهم ليسوا جميعهم منا

ملحوظة في هذا العدد لا يتكلم عن كل الهالكين ولكن تركيزه علي الهراطقة لان الانسان الهرطوقي يتميز بقلب متكبر فهو لا ينتمي للكنيسة وحتي لو ولد في الكنيسة ولكنهم اضاد للمسيح 

ثانيا العدد لا يقول انه لايمكن ان يهلك مؤمن فهو لايتكلم عن هذا ولكن يتكلم عن المنشقين  

منا خرجوا اي انهم ولدوا في الكنيسة وبالفعلا حسبوا مؤمنين ولكنهم لم يكونوا منا لان طبيعة قلبه ليست ارض جيده بل ارض ردئية مثل الطريق او الاماكن المحجرة او المزروع بين الشوك 

انجيل متي 13

18 «فَاسْمَعُوا أَنْتُمْ مَثَلَ الزَّارِعِ:
19 كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ، فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ. هذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ.
20 وَالْمَزْرُوعُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَحَالاً يَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ،
21 وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ فِي ذَاتِهِ، بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فَإِذَا حَدَثَ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ فَحَالاً يَعْثُرُ.
22 وَالْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ.
23 وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ».

فهم لم يستطعوا ان ينقوا قلوبهم وجاء وقت لم يحتملوا فيه أن يستمروا في الكنيسة، فخرجوا ساعين وراء شهوات قلوبهم وكبرياءهم، هؤلاء الهراطقة قال عنهم القديس أغسطينوس أنهم كانوا كالدمل في الجسد، ولن يتعافى الجسد إلا إذا خرج هذا الدمل منه. هم إعتمدوا وكان لهم شركة في الكنيسة ولكنهم كانوا كيهوذا، لأجل شهواتهم الخاصة إنشقوا على الكنيسة. أما الذين خرجوا من الكنيسة لفترة وعادوا تائبين فهم منا أي من جسد الكنيسة. 

مثال لهؤلاء المنحرفين ديماس ترك بولس إذ أحب العالم الحاضر. هذا كان موجودًا لفترة مع بولس لكن كان حب العالم يملأ قلبه. 

كانوا منا = معمدين وعائشين في الكنيسة. 

لم يكونوا منا = كانوا في خداع قلبهم في مكان آخر.

واتوقف هنا قليلا . هل معنا انهم لم يكونوا منا يعجل ان المؤمن لا يهلك ؟

الحقيقه بالنسب للكنيسة هم مؤمنين وهلكوا ولكن الوحيد الذي يعرف انهم ليسوا اعضاء حقيقيين في جسد الكنيسه هو فاحص القلوب والكلي وهو الله الديان لان الله سبق فعرف كل واحد والي ماذا سينتهي مصيره بعلمه المسبق ومن سبق فعرفهم انهن انقياء سبق فاختارهم ومن سبق فعرف انهم سينشقوا هؤلاء لم يجبرهم بل تركهم لاختيارهم فهم كانوا مؤمنين مؤقتا ولكن ليسوا بمختارين لعلمه المسبق . فنحن لا نستطيع ان نقول انه لا يوجد مؤمن لا يهلك فقد قدمت امثله كثيره وادلة كتابية كثيرة علي امكانية هلاك المؤمن لو لم يلاحظ طرقه. اما عن هؤلاء الذين هم كانوا من الكنيسه فهم منا خرجوا اي مؤمنين في وقت من الاوقات ولكنهم لم يكونوا منا لانهم لم يتنقي قلبهم من الصخور او ظهر فيه شوك كثير قتل الكلمة  

2: 20 و اما انتم فلكم مسحة من القدوس و تعلمون كل شيء

يقصد الروح القدس الذي يحل في المؤمنين بمسحة الميرون. والروح القدس يعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله السيد المسيح (يو26:14). فهو نور ينير لنا فنرفض أي هرطقة، وهو يعلمنا حقيقة التجسد فلا نتشكك. ويعطينا أن نحب المسيح، فحتى لو خرجنا عن محبته يحركنا الروح بالتوبة فنتوب ونرجع. وبهذا نثبت في المسيح ونرفض كل بدعة غريبة عن الكنيسة. أما الهراطقة فلأن لهم شهواتهم الخاصة وإرادتهم المختلفة عن إرادة الله، فهم أحزنوا الروح وأطفأوه لعنادهم ومقاومتهم لصوت الروح وذلك بسبب كبريائهم، فما عادوا يسمعون صوته.

ولو كان كل من امن خلص مباشرة واستحالة ان يهلك فما لزوم الوصية إذن، إن كان مصير الإنسان محتمًا أطاع الوصية أو لم يطعها! ثم ألا يتعارض مبدأ الاختيار هذا مع إرادة الإنسان الحرة؟

وما جدوى الشيطان أيضًا في اختبار إرادة الإنسان؟

ما جدوى تعبه في إغراء المختارين وهم خالصون لا محالة مهما كانت إغراءته؟ وما جدوى تعبه في إسقاط غير المختارين،، وهم هالكون حتى إن لم يحاربهم. 

وما لزوم الكرازة والتبشير والرعاية والتعليم، إن كان ذلك سوف لا يغير شيئًا مما كتب على الإنسان من اختبار أو رذل؟

إن فكرة الاختيار هذه توقع في بلبة، وتتنافى مع عدل الله، كما تتعارض أيضًا مع إرادة الإنسان الحرة

 

الرد علي بالنعمة انتم مخلصون 

رسالة بولس الرسول الي أهل افسس 2

2: 5 و نحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح بالنعمة انتم مخلصون

هذا بالفعل ما نؤمن به فنحن كلنا نلنا بداية الخلاص ليس عن اعمال او عن استحقاق بل فقط بعطية من الله ثمينة جدا ورغم هذا هو قدمها لنا عطية مجانية وهو فيض نعمته ف النعمة هي عطية مجانية، فالله من محبته أعطانا الخلاص والحياة مجانًا، فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أي دون أي استحقاق منا أي مجانًا. وهكذا حل الروح القدس علينا مجانًا، فمن كان يستحق هذا، وأى عمل نعمله به نستحق أن يحل علينا الروح القدس. كان كل ما أخذناه ليس في مقابل أعمال صالحة عملناها، ولكن أعطى الله ما أعطاه لنا من محبته. ولو كان الله قد أعطى ما أعطاه في مقابل أعمال صالحة فما هي الأعمال الصالحة التي عملها الأمم حتى يعطيهم الله الخلاص. ولكن: بعد أن ندخل الإيمان يجب أن نعمل أعمالًا صالحة حتى تستمر النعمة منسكبة علينا، أمَا من يحيا في استهتار فهو غير مستحق للنعمة.

هنا يجب أن نفرق بين إستعمالين لكلمة النعمة:

1) فداء المسيح وإرساله للروح القدس كان نعمة مجانية ليس في مقابل أعمال.

2) تغيير طبيعتي من طبيعة الإنسان العتيق الفاسد إلى الإنسان الجديد هذا يكون بعمل النعمة، وهذه النعمة تستوجب أن نجاهد لأجلها.

ولكن من يهمل فهو اهمل خلاص هذا مقداره 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 3

 

فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،

فكل من قبل المسيح اتحد معه وذلك كقول الرسول "كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته" (رو3:6-5) إذًا بالمعمودية نتحد بالمسيح. ولكن هل كل من قبل المسيح واتحد مع المسيح ونال عربون الخلاص هل يظل متحدًا بالمسيح مهما فعل ؟ قطعًا لا وإلا ما كان السيد المسيح يوصينا "اثبتوا فىّ وأنا فيكم". فما يفصلنا عن المسيح هو الخطية كقول الرسول "أية خلطة للبر والإثم، وأية شركة للنور مع الظلمة، وأى اتفاق للمسيح مع بليعال" (2كو15،14:6).  وهل لو أخطأ المؤمن تنتهي علاقته مع المسيح؟ قطعًا لا، فكما يقول الرسول: " دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية.. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو7:1-9). فالمقصود أن يحيا المؤمن بسلوك جديد يتناسب مع الحياة الجديدة التي نالها في المسيح يسوع (رو4:6). "وإن أخطأ فالتوبة والاعتراف يمحوان خطيته"، أي على المؤمن أن يحيا حياة التوبة وأن يجاهد عمره كله. ولكن من يرفض التوبة ويعيش حياة استهتار او تيرك طريق الخلاص فهذا باختياره رفض ان يكون متحدا بالمسيح فالمسيح لن يجبره . ولكن هل جهاده هو يخلصه بعد ان قبل النعمة ؟ اكرر مره ثانيه لا جهاده واعماله لا تخلصه فالذي خلصه فقط نعمة الله المجانية فالاعمال هو تثبت في النعمة التي تخلص والاعمال هو ثمر الحياة الجديدة التي نلتها من المسيح ولكن ان لم اجاهد فانا اعلن رفضي لنعمة الله وان عشت حياة الخطية وعدم التوبة فانا لايحق لي اختلط بالنور لاني احببت الظلمة  

اذا بالفعل النعمة فقط تخلصنا هذا ان ثبتنا في المسيح باعمالنا التي لا تخلصنا ولكن تثبتنا في نعمة المسيح وتجعلنا مثمرين في المسيح 

2: 6 و اقامنا معه و اجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع

فاعمالنا لم تقيمنا ولكن الذي اقامنا هو المسيح بعد أن أكمل العقوبة عنا. والمسيح هو الذي قام بالجسد وجلس في السماء. وكعربون لهذا القيام والجلوس نقوم نحن الآن من موت الخطية ونتذوق عربون الحياة السماوية، هذه هي قيامة النفس وتتم بالإيمان بالسيد المسيح وخضوع إرادتنا لإرادة الله. ونلاحظ أن هناك قيامتان. الأولى: قيامة من موت الخطية (يو25:5). والقيامة الثانية: هي القيامة من الأموات (يو29،28:5). ومن يقوم القيامة الأولى يكون له نصيب في القيامة الثانية، لأن من يقوم من موت الخطية هو في نظر الله حى، صار يحيا بحياة المسيح الذي اتحد به في المعمودية "المسيح يحيا فىّ" (غل20:2). وهذا سر الخلاص، "أننا نخلص بحياته" (رو10:5). فبالمعمودية نحصل على حياة المسيح لكنها تظل مستترة فينا (كو3:3). تظهر حين نموت وندفن ثم نقوم بجسد ممجد، مثل بذرة حية حين تدفن في التراب تُخرج شجرة حية، أمَا من يرتد فيكون بذرة أكلها السوس إذا دفنت لا تُخرج شجرة. والخاطئ يكون ميتًا، أما لو قدم توبة يعود للحياة (الابن الضال لو32:15) بمعني ان الذي يعمل اعمال الشر بدل من اعمال الخير هو يرفض قيامته مع المسيح ويريد ان يعود لموته الاول فهو باختياره بعد ان كان مؤمنا اختار الموت عن الحياه مع المسيح لان الحياه مع المسيح ليس بكلام بل فعل واثبات فما نحصل عليه الآن هو عربون ما سنحصل عليه في السماء، فهناك الفرح والمجد الكاملين والمسيح كان باكورة وكان سابق، ونحن سنلحقه بعد القيامة. هو دخل السماء وجلس عن يمين الآب بجسدنا، وهذا معنى أنه ذهب ليعد لنا مكانًا (يو3،2:14). لقد صار لنا ممثل بالجسد في السماء، ولكن هذه الآية لا تعنى أننا في السماء الآن. ولكن حتى نقوم مع المسيح ونجلس في السماويات يلزمنا أن نموت معهُ، أي نحسب أنفسنا أمواتًا، ونقدم أنفسنا ذبائح حية "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ" (غل20:2). وجلوسنا في السماويات تم التعبير عنه بجلوسنا في عرشه (رؤ21:3). وأجلسنا جاءت بصورة الفعل الماضي، كما كان يفعل الأنبياء حين يتكلمون بصيغة الماضي عن أشياء ستحدث في المستقبل، وذلك كتأكيد، أي أن ما يقولونه محقق كأنه حدث. فكلام الله لا يسقط أبدًا ان قبلنا وثبتنا فيه. 

2: 7 ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع 

حين نحصل على الجسد المُمجد في السماء سيظهر لنا مدى رحمة الله ومحبته ونعمته تجاه الكنيسة، حين يشركنا معه في مجده الإلهي الفائق. ولكن كل هذا المجد لن يحصل عليه إلاّ من كان ثابتًا في المسيح الآن فى المسيح يسوع. فلا قيامة ولا صعود للسماء ولا مجد إن لم نكن في المسيح يسوع. وهذا الجسد النوراني هو عطية من نعمته الفائقة 

2: 8 لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان و ذلك ليس منكم هو عطية الله

ومره ثانيه بالفعل النعمة ليست عن استحقاق ولكن عطية مجانية من الله لا تقدر بثمن ولهذا ننالها بالايمان لو امنا ان الله فدانا وخلصنا ودفع ثمن خطايانا بدمه  

2: 9 ليس من اعمال كي لا يفتخر احد

 كل من يفتخر بأعماله أو بحياته الجديدة ينسى أن الله هو الذي قدم كل شيء هوالذى صنع الفداء دون أن نستحق، وهو الذي أرسل لنا الروح القدس المعين. وهو الذي يعطينا الإرادة الصالحة. اذًا الفداء وارسال الروح القدس، هذا ما يسمي النعمة التي نلناها دون جهاد أو اعمال.أخذناها مجانًا ودون استحقاق. لكن نحن يجب أن نجاهد أي نغصب أنفسنا علي عمل البر،كما قال السيد المسيح ان ملكوت السموات يغصب ( مت 11: 12 ) ولكننا لانتغير إلى الخليقة الجديدة بأعمالنا فقط بل النعمة تساندنا، وهي التي تغيرنا لنصير طبيعة جديدة. فالأعمال ليست هي التي تخلصنا بل النعمة التي تغير طبيعتنا فنصير خليقة جديدة.اذًا هناك نعمة حصلنا عليها دون استحقاق، لكن حتى يبدأ عمل النعمة في تغيير طبيعتنا علينا ان نجاهد. وهذا ما قاله الاباء ان النعمة هي عطية مجانية ولكنها لا تعطي الا لمن يستحقها. والرسول هنا لم يقل "بالنعمة انتم مخلصون...ليس من اعمال" وسكت. لكنه ينبه ان لا نفتخر ان عملنا فنسقط في الكبرياء ونهلك، وهذا ما سقط فيه اليهود. الرسول هنا يشبه قول السيد "فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك (الافتخار بالعمل والبر الذي صنعت) ما تفعل يمينك (البر الذي صنعته)" (مت3:6). بالإيمان: حتى الإيمان هو هبة من الله، وكل دورنا أننا إمَا نقبله أو نرفضه. والإيمان هو المدخل، فكل ما نحصل عليه من نعمة، الوسيلة الوحيدة لحصولنا عليه هو الإيمان، والإيمان هو الثقة في شخص المسيح والثبات فيه. وهناك ايمان ميت (يع 2 ) هو ان أقول انا اؤمن بالمسيح ولا اعمل. وهناك ايمان حي ان اغصب نفسي علي العمل الصالح فاجد النعمة تساندني، والتغصب هو تعليم المسيح (مت 11: 12). وهذا التغصب هو ما نسميه جهاد. ومن يغصب نفسه سيكتشف ان الوصية ليست صعبة. فالمسيح يحمل معي وهذا ما نسميه عمل النعمة، وهذا معني قول المسيح " احملوا نيري فهو هين وحملي خفيف". 

ليس من أعمال: ولاحظ أنه يقول "كيلا يفتخر أحد" ولم يقل كيلا يعمل أحد. فلابد أن نعمل ونجاهد، ولكن دون ان نفتخر وإلاّ سقطنا في الكبرياء. علينا أن ننسب كل عمل صالح لله فهو مصدر كل عمل صالح (يع17:1). ولكن لابد أن نعمل فالنعمة لا تنسكب على إنسان متكاسل لا يريد أن يعمل. ولاحظ الرسول بولس نفسه حين يقول "لا أنا بل نعمة الله التي معى، فهذا لأنه قال قبلها" أنا تعبت أكثر منهم جميعهم" (1كو 10:15). فالنعمة تطلب ما هو من جانبنا، فالمسيح لم يحوّل الماء إلى خمر إلا بعد أن جاهد الناس في ملء الأجران. وأطعم الجموع ليس من فراغ بل من خمس خبزات وسمكتين كانت هي كل ما مع الشعب. وفي مثال الوزنات عاقب السيد صاحب الوزنة الواحدة لأنه لم يعمل ولم يتاجر ويربح. 

أي الخلاص ليس منا بل هو عطية ونعمة من الله. لأنكم بالنعمة مخلصون: مخلصون وردت في صيغة الماضي الذي مازال مستمرًا، فالمسيح بدأ خلاصنا في الماضي، كما أنه مازال يخلصنا في الحاضر. هو يخلصنا يومًا فيومًا وسيتمم خلاصنا في المستقبل.

الخلاصة: الخلاص هو عطية من الله مجانية، والأعمال التي يتكلم عنها هي أعمال ما قبل الإيمان، سواء كانت أعمال ناموسية أو أعمال بر ذاتى. أما بعد الإيمان فيجب أن نعمل أعمال صالحة لنستحق انسكاب النعمة علينا واعمال الخلاص لا تخلصنا ولكن تثبتنا في النعمه اكثر. ولاحظ قول الرسول بولس "نحن عاملان مع الله" (1كو 9:3).

2: 10 لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها 

وهنا فالرسول يؤكد أهمية الأعمال الصالحة. فالتعليم بأن الإيمان فقط يخلص، قد يدفع للكسل ثم الفساد الخلقى ثم الإباحية، حقًا في المسيح يسوع أي من هو في المسيح يسوع، تكون طبيعته الجديدة قادرة أن تعمل أعمالًا صالحة. ولكن كيف نكون في المسيح يسوع، ذلك بأن نغصب أنفسنا على فعل الخير 

(مت12:11). فملكوت السموات يغصب، لذلك علينا أن نجاهد. بل أن الله قبل أن يخلقنا أعدَّ لنا الأعمال الصالحة التي يجب أن نعملها والتي خلقنا حتى نتممها. فلنصلى دائمًا "ما العمل الذي تريدنى أن اخدمك به يا رب" ولأحرص على أن أقدم خدمات دائمًا، وأن تكون أعمالى لمجد اسم الله، ولأغصب نفسي على فعل الخير دائمًا. وطالما نحن في المسيح فنحن نعمل الأعمال به (فى13:2) + (يو5:15). والأعمال الصالحة هي مثل خدمة الإنجيل وخدمة المحتاجين والشهادة للمسيح وهي المحبة الباذلة وترك محبة العالم بل أن نُصْلَبْ للعالم. ومن يغصب نفسه ويجاهد يعطيه الله طبيعة جديدة يستطيع بها أن يتمم هذه الأعمال بالمسيح الذي فيه، وبدون تغصب، بل سيجد فرحًا في عمله هذا [فما يبدأ بالتغصب (جهاد) ينتهي بالفرح (نعمة)]. وفي النهاية نجلس في السماويات معه.

 

واكتفي بهذا القدر واتمني ان اكون تمكنت من توضيح فكري باختصار بان الرب الذي يعلم المؤمن وكيف سيكون تصرفه ونهايته وانه سيكمل طريق الخلاص اختاره  واما المؤمن الذي قرر في نصف الطريق ان يرجع عن طريق الرب او يحيد عنه ورفض التوبه واطفا الروح القدس فهذا من البداية يعرفه الرب بعلمه المسبق فهو مؤمن اعطاه الرب بداية طريق الخلاص والعربون مجانا ولكن هو الذي اختار الرفض فيما بعد فهذا المؤمن يهلك

 

وفي النهاية اضع من تفسير ابونا انطونيوس فكري 

طريق الخلاص

C:\Users\Holy\Desktop\2.png

 

والمجد لله دائما