هل اخطأ بولس الرسول في اقتباسه وقال يجلد كل ابن يقبله بدل من كاب بابن يسر به ؟ عبرانيين 12: 5-6 و امثال 3: 11-12

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

اقتبس بولس خطأ في رسالته الي العبرانيين 12: 

12: 5 و قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا ابني لا تحتقر تاديب الرب و لا تخر اذا وبخك 

12: 6 لان الذي يحبه الرب يؤدبه و يجلد كل ابن يقبله 

فقال تعبيرين تخر في عدد 5 و تعبير يجلد في عدد 6 ولكن بالرجوع الي سفر الامثال 3 نجد التعبيرين مختلفين 

3: 11 يا ابني لا تحتقر تاديب الرب و لا تكره توبيخه 

3: 12 لان الذي يحبه الرب يؤدبه و كاب بابن يسر به 

فايهما الصحيح وايهما الخطأ 

 

الرد

 

باختصار في البداية بولس الرسول في هذا العددين من عبرانيين 12 يقتبس من امثال 3 ولكن من نص السبعينية اليوناني وليس النص العبري. و السبعينية وهي تتطابق مع النص العبري مع اختلاف بسيط لان السبعينية دائما تميل للشرح 

فبولس لم يحرف ولم يغير شيئ علي الاطلاق هنا ولكن النص العبري بدراسته وايضا نص السبعينية سنجد انه لا يوجد تناقض  

 

وقبل ان ندرس الاقتباس لغويا فقط توضيح 

المشكله ان المشكك يعتقد ان الاقتباس هو فقط اقتباس حرفي اي لفظي فقط لان هذه هي خلفيته ولكن لايعرف ان الاقتباسات انواع

انواع الاقتباسات 

1 اقتباسات نصية 

هو الذي يقتبس النص كما هو لفظيا فيلتزم بالنص والمعني معنا 

ولكن في هذا الاقتباس يجب مراعاة الفرق بين اللغات بمعني لو اقتباس للعهد الجديد من النص العبري الماسوريتك قد يكون هناك اختلافات بسيطة جدا في اللفظ للفرق اللغوي بين اللغه العبرية واليونانية ولكن لو يقتبس الكاتب للعهد الجديد من السبعينية فلا يوجد هناك فرق لغوي لانها نفس اللغة اليونانية الكوينية 

الفروق اللغويه في الترجمه من لغه الي اخري بمعني ان السبعينية هي ترجمه يونانية للنص العبري فلابد ان يوجد فروق بسيطه جدا بين اللغتين 

وايضا اقتباسات العهد الجديد هو يترجم فيها الكاتب النص العبري الي اليوناني فلا بد من وجود فروق بسيطه بسبب الترجمه بين اللغتين 

ولكن السبعينية هي يونانية مثل العهد الجديد لهذا يجب ان لا يكون هناك فرق بينهم لو ان الكاتب ينقل من السبعينية وليس يترجم العبري

 

2 اقتباسات ضمنية 

هو الذي ياخذ المضمون بدون الالتزام باللفظ 

وهو سهل دراسته في اللغة الواحده مثل المقارنه بين النص اليوناني في العهد الجديد والعهد القديم وهو قد يقدم العهد الجديد مترادفات اي الفاظ مختلفه تقدم نفس المعني ولكن يحتاج تركيز لمعرفة هل هو اقتباس نصي ام ضمني لو بين لغتين مثل اليوناني للعهد الجديد من العبري للعهد القديم لفروق اللغه 

 وايضا في هذا الاقتباس يحتاج تركيز لو كان هناك اختلاف بين النص العبري والسبعينية فهل هو ضمني من السبعينية ام  هل هو ضمني من العبري 

 

3 اقتباسات بسيطة 

والاقتباس البسيط هو الاقتباس من شاهد واحد فقط ويكون واضح انه ياخذ مقطع من سفر في العهد القديم فقط بطريقه واضحه

 

4 اقتباسات مركبه

الاقتباس المركب هو الذي يستخدم فيه المستشهد باكثر من عدد واكثر من مقطع ويضعهم في تركيب لغوي مناسب ويوضح المعني وبخاصه النبوات بطريقه رائعه 

فيستخدم عددين مختلفين من سفر في العهد القديم او سفرين مختلفين او اكثر ليقدم المعني المترابط الذي كان متفرق بين عدة اسفار او نبوات 

وهذا الاسلوب كان متعود عليه اليهود وبخاصه في القراءات الهيكليه وتوزيع المزامير وهو لازال اسلوب متبع في الكنيسه الارثوزكسيه وشرحته سابقا في ملف العمي للبصر لوقا 4

مع ملاحظة ان القراءات الهيكلية المركب منها يكون من مقاطع طويله اما الاقتباسات المركبه فتكون من مقاطع قصيره  

 

5  اقتباسات جزئيه 

جزئي اي يقتبس مقطع قصير الذي يريده فقط من منتصف العدد وهو قد يصل من القصر الي ان يكون كلمة واحده طويله من نوعية الكلمات المركبه او كلمتين يوضحوا معني مهم او اكثر 

وفي هذا اليوع يجب ان يكون واضحح انه اقتباس 

ونجده كثيرا في الرسائل التي معروف انها ستقراء في زمن التلاميذ والرسل ويمكن للقارئ في هذا الزمان ان يرجع لمصدر الاقتباس ويقراؤه كامل, فهو لفت نظر من كاتب الرساله الي تحقيق ما قيل في العهد القديم 

 

6 واقتباسات كليه

اي يقتبس مقطع كامل سواء عدد او اكثر  وقد يصل الي خمس اعداد في بعض الاقتباسات وهو يقصد به ان ينقل الفكره الكامله وغالبا يستخدم في التاكيد علي تحقيق نبوة كامله بكل محتوياتها ونجده كثيرا في مناقشات السيد المسيح وتلاميذه التي تتم مع اليهود فلهذا لا يكتفي باقتباس جزئي ولكن اقتباس كلي ليؤكد تحقيق المكتوب في العهد القديم بالكامل 

 

وبالاضافه الي الستة انواع التي مضت هناك انواع مشتركه بمعني اقتباس لفظي مركب او ضمني كلي وغيره 

وايضا انواع معقده مثل ان يكون مركب من جزء لفظي وجزء ضمني وهكذا

 

بالاضافه الي نوع الاقتباس ايضا فئة الاقتباس لان في يبد البشيرين النص العبري للعهد القديم والسبعينية التفسيرية ايضا فاحيانا يكون اقتباسهم من العبري واحيانا اخري من السبعينية 

 

وملخص فئات الاقتباسات 

فئة 1 

هي ان النص العبري يتفق مع السبعينية ويتفق مع العهد الجديد لفظا 

وساضع تحتها تقسيمه اخري وهي 

 لو هناك اتفاق في العبري والسبعينية مع وجود اختلاف بسيط جدا مع العهد الجديد لا يوثر علي المعني 

 

فئة 

هي النص العهد الجديد تقرب الي العبري اكثر من السبعينية 

وساقسمها بنسب

  لو الاختلاف في حرف او كلمة او تصريف بدون اختلاف في المعني بين العهد الجديد والعبري 

2 ب لو الاختلاف في كلمة او مقطع او تصريف مع اختلاف في المعني 

 

فئة 3 

هي النص العهد الجديد يقترب من السبعينية اكثر من العبري 

وساقسمها الي 

 لو الاختلاف في كلمه بدون اختلاف المعني 

 لو الاختلاف في كلمة او اكثر مع اختلاف في المعني 

 

فئة 4 

هي النص العبري يتفق مع السبعينية والعهد الجديد يختلف عنهما في مقطع او كلمة مهمة او ترتيب مؤثر او عدة ضمائر او اختصار 

وساقسم تحتها فئة اخري وهي 

 لو هناك اختلاف بسيط بين العبري والسبعينية في كلمه ولكن لايوجد اختلاف في المعني ولكن اختلافهم مع العهد الجديد اكثر من كلمة او الترتيب 

 

فئة 

وهو العبري يختلف قليلا عن السبعينية والاثنين يختلفوا قليلا عن العهد الجديد ولكن نفس المعني  

 

فئة 6

لو العبري يتطابق مع السبعينية تقريبا ولكن العهد الجديد ياخذ المضمون وليس الحرف ( ويشترط وضوح انه اقتباس )

وساقسم اسفله 

 لو العبري يختلف قليلا عن السبعينية والعهد الجديد يقدم مضمون العبري

 لو العبري يختلف قليلا عن السبعينية والعهد الجديد يقدم مضمون السبعينية 

 

وندرس الاقتباس معا لغويا

 

امثال 3: 11-12

Pro 3:11  يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تكره توبيخه 

Pro 3:12  لأن الذي يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يسر به.

Pro 3:11  מוסרH4148 the chastening  יהוהH3068 of the LORD;  בניH1121 My son,  אלH408 not  תמאסH3988 despise  ואלH408 neither  תקץH6973 be weary  בתוכחתו׃H8433 of his correction:

Pro 3:12  כיH3588 For  אתH853  אשׁרH834 whom  יאהבH157 loveth  יהוהH3068 the LORD  יוכיחH3198 he correcteth;  וכאבH1 even as a father  אתH853  בןH1121 the son  ירצה׃H7521 he delighteth.

ملحوظة : كلمة تكره ( قوتس )

H6973

קוּץ

qûts

BDB Definition:

1) to be grieved, loathe, abhor, feel a loathing or abhorrence or sickening dread

1a) (Qal)

1a1) to feel a loathing at, abhor

1a2) to feel a sickening dread

1b) (Hiphil)

1b1) to cause sickening dread

1b2) to cause loathing

Part of Speech: verb

A Related Word by BDB/Strong’s Number: a primitive root [identical with H6972 through the idea of severing oneself from (compare H6962)]

Same Word by TWOT Number: 2002 

فهي تحمل معني يشعر بضعف او يخر وايضا يكره فلو ترجمت تكره او تخر الاثنين صحيح 

 

الكلمة الثانية يسر هي فعلا تعني يسر ولكن السبعينية فسرتها كمعني ان الاب يسر بالابن الذي يحتمل التاديب حتي لو وصل الي الجلد 

 

Pro 3:11  My son, despise not the chastening of the LORD; neither be weary of his correction: 

Pro 3:12  For whom the LORD loveth he correcteth; even as a father the son in whom he delighteth.

Pro 3:11  Υἱέμὴ ὀλιγώρει παιδείας κυρίου μηδὲ ἐκλύου ὑπ᾿ αὐτοῦ ἐλεγχόμενος· 

Pro 3:12  ὃν γὰρ ἀγαπᾷ κύριος παιδεύειμαστιγοῖ δὲ πάντα υἱὸν ὃν παραδέχεται.

Pro 3:11  My son, despise not the chastening of the Lord; nor faint when thou art rebuked of him: 

Pro 3:12  for whom the Lord loves, he rebukesand scourges every son whom he receives.

عبرانيين 12: 5-6 

Heb 12:5  وقد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين: «يا ابني لا تحتقر تأديب الرب، ولا تخر إذا وبخك. 

Heb 12:6  لأن الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله».

Heb 12:5  και And 2532 CONJ  εκλελησθε ye have forgotten 1585 V-RPI-2P  της the 3588 T-GSF  παρακλησεως exhortation 3874 N-GSF  ητις which 3748 R-NSF  υμιν unto you 5213 P-2DP  ως as 5613 ADV  υιοις unto children 5207 N-DPM  διαλεγεται speaketh 1256 V-PNI-3S  υιε son 5207 N-VSM  μου My 3450 P-1GS  μη not 3361 PRT-N  ολιγωρει despise 3643 V-PAM-2S  παιδειας thou the chastening 3809 N-GSF  κυριου of the Lord 2962 N-GSM  μηδε nor 3366 CONJ  εκλυου faint 1590 V-PPM-2S  υπ of 5259 PREP  αυτου him 846 P-GSM  ελεγχομενος when thou art rebuked, 1651 V-PPP-NSM   

Heb 12:6  ον whom 3739 R-ASM  γαρ For 1063 CONJ  αγαπα loveth 25 V-PAI-3S  κυριος the Lord 2962 N-NSM  παιδευει he chasteneth 3811 V-PAI-3S  μαστιγοι scourgeth 3146 V-PAI-3S  δε and 1161 CONJ  παντα every 3956 A-ASM  υιον son 5207 N-ASM  ον whom 3739 R-ASM  παραδεχεται he receiveth. 3858 V-PNI-3S

Heb 12:5  And ye have forgotten the exhortation which speaketh unto you as unto children, My son, despise not thou the chastening of the Lord, nor faint when thou art rebuked of him: 

Heb 12:6  For whom the Lord loveth he chasteneth, and scourgeth every son whom he receiveth.

العبري كتب تعبير قوتس التي تحمل معني يخر ولكن التصريف اليوناني في السبعينية اقرب الي العهد الجديد  

و يسر هي فعلا تعني يسر لفظيا ولكن السبعينية فسرتها كمعني ان الاب يسر بالابن الذي يحتمل التاديب حتي لو وصل الي الجلد والعهد الجديد اتبع السبعينية لفظيا وليس العبري 

فهو فئة 3

وكما شرحت سابقا في ملف قانونية رسالة العبرانيين ان بولس الرسول هو يهودي يعرف العهد القديم العبري وايضا السبعينية وهذا يتضح من اسلوب اقتباسه من العهد القديم فهو يقتبس من الاثنين حسب احتياج المعني 

رسالة معلمنا بولس الرسول الي العبرانيين 

اجمالي اقتباسات العبرانيين

57

فئة 1

37

فئة 2

5

فئة 3

4

فئة 4

6

فئة 5

1

فئة 6

4

 

[Warning: Linked object ignored]

 

ولهذا اخطأ المشكك عندما قارن النص العربي للامثال بالنص العربي للعهد الجديد فقط بدون فهم اي خلفية عن انواع الاقتباسات ولا الفرق بين النص العبري والسبعيني ومعني ان النص السبعيني تفسيري . ونصب نفسه حكما بدون خبره ولا معرفة ولكن بمقارنة الترجمات القديمه يتضح انه لا يوجد اي تغيير ولا تحريف 

 

واخيرا المعني الروحي 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

كثيرًا ما علق آباء الكنيسة على هذه العبارة الرسولية نقتطف منها:

v مغبوط هو الإنسان الذي يؤدَب في هذه الحياة، فإن الرب لا يعاقب عن الشيء مرتين (نا ١ : ٩ – الترجمة السبعينية)[161].

القديس چيروم

v عندما يوبخ الله، وإنما لكي يصلح، ويصلح لكي يحفظنا (له)[162].

القديس كبريانوس

v لا ترجع النفس إلى الله إلاَّ إذا انتزعت عن العالم، وليس شيء ينتزعها عنه بحق إلاَّ التعب والألم حين تكون النفس ملتحمة بملذات العالم التافهة الضارة والمهلكة.

v فتحول بسبب هذه التأديبات عن ضعفنا، إذ يليق بالإنسان أن يدرك أنه يتألم بسبب الخطية. ليته يرجع إلى نفسه ويقول: "أنا قلت في قلبي: ارحمني يا رب، اشفي نفسي فإني أخطأت إليك" (مز ٤١ : ٤). بالضيق يا رب دربني، إذ تجلد كل ابن تقبله، ما عدا الابن الوحيد الذي وحده بلا خطية ... أما أنا فأقول لك: "يارب أخطأت"[163].

القديس أغسطينوس

v الأب لا يهذب ابنه لو لم يحبه، والمعلم الصالح لا يصلح من شأن تلميذه ما لم ير فيه علامات نوال الوعد. عندما يرفع الطبيب عنايته عن مريض، يكون هذا علامة يأسه من شفائه.

v أيهما أفضل أن ندخل معركة (التأديب) إلى حين ونحمل أوتاد الحسكة (أسياخ من الخوازيق)، وتكون معنا أسلحة، ونرهق من حمل التروس الثقيلة لكي نفرح بعد ذلك خلال الغلبة أم نبقى عبيدًا إلى الأبد، لأننا لم نقدر أن نحتمل ساعة واحدة[164].

القديس چيروم

v لاتستطيع القول بأن إنسانًا بارًا يعيش بلا ضيق، حتى وإن لم يظهر عليه الضيق ... إذ يلزم بالضرورة لكل بار أن يجتاز الطريق. هذا هو إعلان المسيح، أن الطريق الواسع العريض يؤدي إلى الهلاك، أما الضيق الكرب فيؤدي إلى الحياة (مت ٧ : ١٣ – ١٤).

v هل لأنك تعاني من أتعاب كثير تظن أن الله تركك، وأنه يبغضك؟! إن كنت لا تتألم يكون بحق قد تركك، لأنه إن كان الله يؤدب كل ابن يقبله، فمن لا يسقط تحت التأديب يكون ابنًا ... ماذا نقول؟ ألا يسقط الأشرار تحت الضيق؟ حقًا يسقطون ... هم ينالون عقاب شرهم ولا يؤدبون كأبناء[165].

القديس يوحنا الذهبي الفم

 

والمجد لله دائما