«  الرجوع   طباعة  »

متي غير الرب اسم يعقوب هل عند مخاضة يابقوق ام في بيت ايل ؟ سفر التكوين 32: 28 و تكوين 35: 10

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

نجد في تكوين 32: 28 " فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت " وهذا حدث عندما كان قرب مخاضة يابوق كما ذكر في عدد 22 ولكن في تكوين 35 : 10 " و قال له الله اسمك يعقوب لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل فدعا اسمه اسرائيل " وهذا في بيت ايل. اليس هذا تناقض ؟ 

 

الرد

 

الحقيقة لا يوجد اي تناقض في هذا الموقف فلم يقل الكتاب المقدس ان الرب ظهر له مره واحده فقط في مخاضة يابوق ثم جاء وناقض ذلك وقال ان الرب ظهر له مره واحد فقط في بيت ايل . فالكتاب لم يقول ان هذا حدث مرة واحدة ثم ذكرها مرتين لتعتبر تناقض. فما المشكلة ان يكون الرب ظهر ليعقوب مرتين مره عند المخاضة وقال له هذا الامر عن اسمه الجديد بمعناه الجديد الرائع ثم مره ثانية ظهر له في بيت ايل واكد له هذا الامر مرة ثانية 

فالرب وعد ابراهيم سبع مرات فما المشكلة ان يكون الرب كرر الامر ليعقوب مرتين  

والحقيقة في هذا الامر تفسيرين ساذكرهم ثم اعود واوضح لماذا ارجح احدهم 

الرائ الاول وهو ما قدمته هنا وهو ان الرب ظهر ليعقوب مرتين مرة التي تمت فيها المصارعة الروحية 

اولا التي في رحلة يعقوب وهو هارب من لابان وعائد الي ارض ابيه ولكن علم ان عيسو خرج للقاؤه ومعه 400 رجل فخاف يعقوب جدا وضاق به الامر  

سفر التكوين 32

32: 22 ثم قام في تلك الليلة و اخذ امراتيه و جاريتيه و اولاده الاحد عشر و عبر مخاضة يبوق 

32: 23 اخذهم و اجازهم الوادي و اجاز ما كان له 

32: 24 فبقي يعقوب وحده و صارعه انسان حتى طلوع الفجر 

32: 25 و لما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه 

32: 26 و قال اطلقني لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني 

32: 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب 

32: 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت 

32: 29 و سال يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك 

32: 30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه و نجيت نفسي 

32: 31 و اشرقت له الشمس اذ عبر فنوئيل و هو يخمع على فخذه 

وهذا المكان علي الخريطة 

 

http://bibleatlas.org/region/peniel.jpg

 

 اما الظهور الثاني المتعلق بهذا الامر فهو الذي كان في بيت ايل 

سفر التكوين 35

35: 5 ثم رحلوا و كان خوف الله على المدن التي حولهم فلم يسعوا وراء بني يعقوب 

35: 6 فاتى يعقوب الى لوز التي في ارض كنعان و هي بيت ايل هو و جميع القوم الذين معه 

35: 7 و بنى هناك مذبحا و دعا المكان ايل بيت ايل لانه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه اخيه 

35: 8 و ماتت دبورة مرضعة رفقة و دفنت تحت بيت ايل تحت البلوطة فدعا اسمها الون باكوت 

35: 9 و ظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدان ارام و باركه 

35: 10 و قال له الله اسمك يعقوب لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل فدعا اسمه اسرائيل 

35: 11 و قال له الله انا الله القدير اثمر و اكثر امة و جماعة امم تكون منك و ملوك سيخرجون من صلبك 

35: 12 و الارض التي اعطيت ابراهيم و اسحق لك اعطيها و لنسلك من بعدك اعطي الارض 

35: 13 ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه 

35: 14 فنصب يعقوب عمودا في المكان الذي فيه تكلم معه عمودا من حجر و سكب عليه سكيبا و صب عليه زيتا 

35: 15 و دعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت ايل 

35: 16 ثم رحلوا من بيت ايل و لما كان مسافة من الارض بعد حتى ياتوا الى افراتة ولدت راحيل و تعسرت ولادتها 

وخريطة هذا المكان 

http://bibleatlas.org/region/bethel.jpg

 

فظهور الرب هنا هو تجديد للوعد بالبركة المرموز لها في الاسم وهو اسرائيل اي امير الله وهو الاسم الذي اصبح يطلق علي الشعب 

ارجوا الرجوع الي ملف 

لماذا اطلق اسم يعقوب بعد ان قال له الرب لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل

وفي هذا الشرح لا يوجد اي اشكالية فكما قلت الرب كرر وعوده لتاكيدها لابراهيم واسحاق فما المشكلة ان يكون كرر الوعد ليعقوب مع تغيير الاسم 

 

اما الرائ الثاني وهو بالحقيقة الذي اميل اليه 

وهو انه الحدث تم مرة واحده وهو الذي في تكوين 32 والذي يتكلم عنه سفر التكوين 35 هو ملخص رحلته واسترجاع لاحداثها ويذكر فيها ظهور الرب  

وندرس سياق الكلام لنتاكد من هذا  

سفر التكوين 35

35: 5 ثم رحلوا و كان خوف الله على المدن التي حولهم فلم يسعوا وراء بني يعقوب 

35: 6 فاتى يعقوب الى لوز التي في ارض كنعان و هي بيت ايل هو و جميع القوم الذين معه 

35: 7 و بنى هناك مذبحا و دعا المكان ايل بيت ايل لانه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه اخيه

وهنا مع كلامه عن رحلة يعقوب في ارض كنعان يبدا يتكلم بالماضي عن احداث بداية رحلته الي ارض بين النهرين وظهور الله له في رحلة الهروب من عيسو عندما رائ رؤية السلم 

اذا بداية من هذا العدد هو يتكلم عن بداية رحلة يعقوب الي لابان 

35: 8 و ماتت دبورة مرضعة رفقة و دفنت تحت بيت ايل تحت البلوطة فدعا اسمها الون باكوت

وايضا اثناء رحلة يعقوب وقضاؤه 20 سنة عند لابان ماتت دبورة 

والحقيقة العدد العبري يقول 

 

(IHOT+)  ותמתH4191 died,  דברהH1683 But Deborah  מינקתH3243 nurse  רבקהH7259 Rebekah's  ותקברH6912 and she was buried  מתחתH8478 beneath  לבית  אלH1008 Bethel  תחתH8478 under  האלוןH437 an oak:  ויקראH7121 of it was called  שׁמוH8034 and the name  אלון  בכות׃H439 Allon-bachuth.

 

(JPS)  And Deborah Rebekah's nurse died, and she was buried below Beth-el under the oak; and the name of it was called Allon- bacuth.

ويتكبر اي دفنت مبنية للمجهول 

دفنت وليس دفنها التي فهمنا منها البعض ان هذا حدث بعد رجوع يعقوب. فدفنت اي دفنها اسحاق ومن معه وهذا في اثناء رحلة يعقوب وسموا بلوطة ممرا باسم الون باكوت وهذا قبل ان ياتي يعقوب ويغير الاسم الي بيت ايل 

ويكمل رحلة يعقوب التي يسترجعها هذا الاصحاح بتلخيص  

35: 9 و ظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدان ارام و باركه

هنا العدد يقول ان الظهور حين جاء من فدان ارام اي وهو في رحلت الرجوع 

فهذا يشير بوضوح الي ان الكلام عن رحلة الرجوع الان ونفهم انه يتكلم عن ظهور الله عند مخاضة يابوق وحادثة الصراع وليس ظهور ثاني لله 

ومن هذا نتاكد ان العدد التالي الذي يتكلم عن تغيير الاسم  

35: 10 و قال له الله اسمك يعقوب لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل فدعا اسمه اسرائيل

هو حادثة واحدة وليس اثنين . فهذا العدد هو ذكر للماضي الذي جاء في 

سفر التكوين 32

32: 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب 

32: 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت 

فدعا اسمه اسرائيل هو بالماضي وهذا ايضا يشير ويؤكد ان الكلام عن احداث بالماضي فقط يذكر ملخصها هنا 

وسبب التكرار ذكر الحادثة هو ان يوضح ان الذي ظهر هو الله وايضا يؤكد شيئ اخر وهو نص البركة التي لم يذكرها في تكوين 32  

35: 11 و قال له الله انا الله القدير اثمر و اكثر امة و جماعة امم تكون منك و ملوك سيخرجون من صلبك 

35: 12 و الارض التي اعطيت ابراهيم و اسحق لك اعطيها و لنسلك من بعدك اعطي الارض

فتاكيد ان البركة هي الاثمار وان المبارك ياتي من نسله الذي يكون مبارك وهم الذين يرثون الارض التي وعد الرب بها ابراهيم واسحاق 

35: 13 ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه 

35: 14 فنصب يعقوب عمودا في المكان الذي فيه تكلم معه عمودا من حجر و سكب عليه سكيبا و صب عليه زيتا

في هذا العدد ينتقل السياق الي اول ظهور له وهو الرؤيا ةالسلم الذي اقام فيه حجر 

سفر التكوين 28

12 وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا.
13 وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.
14 وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ.
15 وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ».
16 فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!».

17 وَخَافَ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ».
18 وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ.
19 وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ.
20 وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ،
21 وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا،
22 وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».

فهذا يخبرنا بانه نفذ وعده الذي وعد به عندما عاد بسلامة الي بيت ايل  

35: 15 و دعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت ايل 

 

فهذا وضح انه لا يوجد تناقض ولكن ظهور واحد ذكر مرتين مره في سياقها ومرة في ملخص رحلة يعقوب فلهذا ايضا لا يوجد تناقض بهذه الطريقة 

واخيرا 

قدم يعقوب عمودًا حجريًا وسكيبًا من الخمر والزيت. وسكب الزيت هو للتدشين أو التكريس أي أن هذا المكان صار مخصصًا لله وسكب الخمر هو اعتراف الشخص لله علي إحساناته وعلامة تضحية. والله يتنازل الذي لا تسعه السماء والأرض ويقبل أن يسكن في مكان يعطيه له الإنسان كعلامة علي حلوله وسط شعبه. وهناك للعمود الحجري رمز أخر فهو إشارة للمسيح حجر الزاوية الذي أعلن سكيب الخمر أي تقدمة الفرح وزيت المسحة الذي هو حلول الروح القدس علي الكنيسة في بيت إيل، أي الكنيسة المقدسة، نلتقي بالله القدير "إلشداي" لا بكونه القادر على كل شيء فحسب بل يهبنا فيه القدرة، فنعيش به أقوياء وقادرين، نترنم مع الرسول بولس، قائلين: "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني" نلتقي بالله القدير واهب القوة الروحية ليجعل فينا كل شيء جديدًا، ونحمل اسمًا جديدًا، فلا ندعى بعد "يعقوب" بل "إسرائيل". نثمر ونكثر كوعده فتنطلق مواهبنا وطاقاتنا وكل أحاسيسنا بالروح القدس تحمل ثمر الروح المتزايد، ونصير في عيني الله أمة بل جماعة أمم إذ تتحول حياتنا إلى طاقات روحية بلا حصر. ويخرج من صلبنا ملوك، فيكون لنا العقل لملك له سلطان على كل فكر، وتكون النفس كملكة تدبر كل أمور الجسد وأحاسيسه بدقة وسلطان، لا يفلت منها إحساس، ولا تتسلل من ورائها نظرة غير مقبولة الخ... وأخيرًا يهبنا نحن ونسلنا الأرض التي أعطاها لأبينا إبراهيم وأبينا إسحق، إي يكون لنا الجسد (الأرض) المقدس كميراث يفرح قلبنا وليس كمقاوم لعمل روح الله. 

 

والمجد لله دائما