مقارنة بين عبور البحر الاحمر وعبور الأردن

 

Holy_bible_1

 

بالطبع نعرف ان البحر الاحمر انشق من الوسط ومياهه كانت من الجانبين وهي مياه مالحة والشعب يتحرك بسرعة ووراؤه الاعداء يطاردونهم  

http://2.bp.blogspot.com/_NHbIPevxJaY/TKFAFNUizrI/AAAAAAAADHU/vzLjUbVtSSI/s1600/1715121_f520.jpg

اما عبور نهر الاردن فهو توقف المياه من بعد علي جنب واحد وهي مياه عذبه والشعب يعبر براحته بدون اعداء والمياه المنحدرة من اعلي تقف عاليا علي الجانب الايمن اما النازلة الي البحر البحر الميت المالح فتنحدر فيه ويجف موضعها. فتكون المياه حلوة من جانب واحد ونحو المنبع وليس كسورين من الجانبين كما في عبور البحر الأحمر. هذا الأمر لم يتحقق مصادفة لكن حمل رمزًا للعهد الجديد ندركه خلال تقديم مقارنة بين العبورين في شيء من الاختصار، مع توضيح الجوانب الرمزية في كل تفاصيل العبور الجديد:

 

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/46/Israel_Enters_the_Promised_Land.jpg

 

العبورين في الواقع يمثلان جانبين متكاملين لسرّ المعمودية، فالأول يشير إلى خلع الإنسان العتيق، والثاني يشير إلى التمتع بعطية الإنسان الجديد، وهما عملان في حقيقتهما عمل واحد متكامل، فلا تمتع بالإنسان الجديد ما لم يُخلع القديم ولا يمكن خلع القديم ما لم نلبس الجديد. لهذا وإن كنا نقارن بين العبورين إنما في الحقيقة هما عبور واحد ممتد فيه يخلع طالب العماد الإنسان العتيق الذي أعلنه الناموس (موسى) وفضحه مظهرًا ثمره أي الموت الأبدي، ويلبس الإنسان الجديد الذي تقدمه النعمة الإلهية بيشوعنا الحق، كقول الإنجيلي: "لأن الناموس بموسى أُعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو 1: 17). الأول يمثل الصليب مع المسيح والثاني يمثل القيامة معه، لهذا تحقق الأول بضرب البحر بالعصا (الصليب) أما الثاني فبوقوف الكهنة حاملي التابوت (القيامة)!

 

1.    فاول رمز هو في عبور البحر الاحمر هو المعمودية وكانت مياه البحر الأحمر مالحة وبعدها جاء الشعب إلى البرية حيث كانوا في بعض الأحيان لهم حياة مقدسة وفي بعض الأحيان يخطئون وهذا إشارة لأننا بعد المعمودية نعيش حياتنا على الأرض نحاول أن نكون قديسين ولكن في بعض الأحيان تكون لنا سقطاتنا وخطايانا. ونهر الأردن مياهه حلوة لتشير إلى عمل الروح القدس. والآن فهمنا أن عبور نهر الأردن يشير للموت، إذاً ما قبل الموت أو ما قبل القيامة العامة نجد الروح القدس ينسكب على كل البشر المؤمنين سواء الأشرار أو الأبرار ومثال هذا نهر الأردن قبل إنشقاقه فهو يغذي كنعان ويذهب جزء منه للبحر الميت. أما بعد القيامة فيتوقف عمل الروح القدس مع الأشرار حتي الارشاد (ماء الأردن لا يذهب للبحر الميت) ولكنه يعمل فقط مع الأبرار في أورشليم السماوية (رؤ1:22). ولا يعود ينسكب على الأموات الذين أصابهم الموت الثاني بل ينسكب فقط على من حصلوا على القيامة الثانية. 

2.    في نهر الاردن توقف المياه عند ادام : ونلاحظ أن العبور يشير للحياة الجديدة بعد المعمودية أو القيامة بجسد ممجد بعد ذلك وهذا بجسد بعيد جداً عن الجسد الحالي الترابي (أدام تشير للتراب الأحمر) وكلمة أدام مأخوذ منها اسم آدم، الجسد الترابي الأول.

3.     العبور مع موسى كان في مياه مالحة رمز للناموس وحياة الجهاد الذي يدخل بنا إلى المرارة الاضطهاد والتجارب أما العبور مع يشوع رمز المسيح فكان في مياه حلوة رمز الي الوصول الي السموات.

4.     العبور مع موسى كان في اضطراب فالعدو من خلف والمياه من الجانبين أما الثاني ففي سلام. فيسوع هو الطريق فيه نستريح ولا نخاف العدو ولا تقدر المياه المالحة أن تقترب منا فالاول يشير الي من يقوم مع المسيح ينال محاربات من عدو الخير اما الاخير فنصره فقط.

5.     في العبور الأول خرجوا للبرية بألامها وإن كان الله لم يتركهم ولكن في العبور الثاني كان الدخول إلى أرض كنعان رمز للسماء.

6.     في العبور الأول كان الكل صامتاً وفي العبور الثاني حمل الكهنة الأبواق علامة الغلبة والنصرة والترانيم السماوية.

7.     تحقق العبور عندما استقرت بطون أقدام الكهنة حاملى تابوت الرب في مياه الأردن إشارة لأن المسيح بالموت داس الموت سحق السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم للشيطان تحت قدميه. فعبورنا إنما هو ثمرة سحقه لقوى الظلمة.

8.     توقيت عبور الأردن في الفيضان مع شدة تياراته وعمقه وإتساع النهر المضاعف يشير لقوة الموت الذي إنتصر عليه المسيح.

9.     العبور الأول قد يشير لخلع الإنسان العتيق بالمعمودية والثاني يشير إلى التمتع بعطية الإنسان الجديد، الجسد النوراني.

 10.   خلال موسى أو الناموس انشقت البشرية إلى يهود وأمم، أما في المسيح يسوع فنلنا بالمعمودية روح الوحدة، ليس فقط بيننا وبين السماء، وإنما بين بعضنا البعض. حيث تجمعت الكنيسة من كل الأمم وكل الشعوب وكل الألسنة، وصار الكل أعضاء في الجسد الواحد.

 11.   طريق الناموس ضيق لا يمكن أن يعبر فيه إلاَّ شعب واحد، وتحصره المياه كسورين عن اليمين واليسار، أما طريق يشوع الجديد فمتسع تتجمع المياه من جانب واحد، يمكن أن يعبر فيه كل العالم، منفتح للجميع بلا تمايز عنصري 

12.  العبور تحت قيادة موسى يدخل بنا إلى طريق بين سورين من الماء المالح، أما تحت قيادة يشوع فالمياه عذبة والطريق متسع. الأول يعبّر عن الناموس الذي يدخل بنا إلى المرارة ويجعلنا كمن هم محصورين وفي خطر، أما الثاني فيعبّر عن نعمة ربنا يسوع العذبة والغنية، التي تعطي للنفس فرحًا أثناء عبورنا هذا العالم فيه نستريح ولا نخاف العدو، ولا تقدر المياه المالحة أن تقترب إلينا.

13.   لو كان الذين يتعمدون جميعهم يحتفظون بعذوبة الروح الإلهي الذي نالوه، ولا يعود واحد منهم إلى مرارة الخطية، ما كان بالتأكيد قد كتب أن جزءًا من النهر يُقذف في هوة البحر المالح. لهذا فإن هذه الكلمات كما يبدو ليّ تشير إلى وجود اختلاف بين المعمدين... فإنه يوجد من ينال المعمودية المقدسة ويرجع فيُسلم نفسه لاهتمامات العالم وميول الشهوات، فيشرب من كأس الشهوة المالح مرة أخرى. لقد رُمز عن هؤلاء بالجزء من الماء الذي يتدفق إلى البحر ويفنى في المياه المالحة. أما الجزء الذي يظل متوفقًا، ويحتفظ بعذوبته، فيمكن أن يشير إلى الذين في غير تراجع يحفظون العطية التي نالوها من الله. وطبيعي هؤلاء الذين خلصوا يمكن أن يُرمز لهم بجزء واحد، لأنه أيضًا لا يوجد سوى "خبز الله (الواحد) هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (يو 6: 33)، كما يوجد "إيمان واحد ومعمودية واحدة وروح واحد" (أف 4: 4-6) ( العلامة اوريجانوس) 

14.   في العبور الأول ينتظر الشعب برية قاحلة يسيرون فيها أربعون عامًا، وأن كان الله لم يتركهم وسط البرية بل كان يرعاهم بنفسه ويهتم بكل احتياجاتهم الروحية والجسدية والأدبية، أما في العبور الثاني فيرى المؤمن أرض كنعان ليست بعيدة عنه وأورشليم قريبة إليه جدًا. ففي المسيح يسوع ربنا نرى أورشليم العليا واضحة بالإيمان ومواعيده السماوية ليست ببعيدة، إنما ننعم بعربونها. والعجيب أنه في العبور الثاني تبقى المياه عند المنبع متوقفة في الأعالي. وكأنها تُشير إلى ارتفاع النفس المؤمنة إلى فوق لتحيا في السمويات ولا تنحدر إلى مياه البحر الميت.

15.   في العبور الأول لم يحمل الشعب ذكرى للعبور، أما في العبور الجديد فحملوا معهم إثنى عشر حجرًا إشارة إلى الكنيسة المقدسة التي وجدت في أعماق الأردن. أي انطلقت سريًا خلال المعمودية.

16. عبور البحر الاحمر كان بدون انتظار اما عبور نهر الاردن فكان قبله ثلاثة ايام انتظار فهو يشير الي الفتره الاولي وهي الجهاد اما الثاني يشير الي انتظار قيامة رب المجد ثلاث ايام وبعدها عبرنا من الموت الي الحياة.

 17. عبور البحر الاحمر كان يسبقه الختان وهذا عهد الدم في العهد القديم والختان الجسدي. اما عبرو نهر الاردن فكان الختان بعده وهذا هو رمز لختان القلب بالروح القدس في العهد الجديد بعد المعمودية وليس قبلها .

18. عبور البحر الاحمر كان بعد الضربات العشر وهذا ايضا العهد القديم اما عبور نهر الارد كان قبل ضربات الشعوب الخاطئة وهذا دينونة الخطاة.

19. في عبور البحر الاحمر بدا نزول المن ودليل ان الله يرعي شعبه في البرية اما في عبور نهر الاردن فتوقف المن لانه لاحاجه له لاننا مننا الحقيقي هو الرب يسوع المسيح.

20. الله ظهر لموسي قبل عبور البحر الاحمر ليبدأ جهاده اما الله ظهر ليشوع بعد عبور البحر نهر الاردن ليبدأ حياة النعمة. 

 

والمجد لله دائما

 

تفسير ابونا تادرس يعقوب 

تفسير ابونا انطونيوس فكري

وبعض الاضافات من ضعفي