«  الرجوع   طباعة  »

الرد علي هل المسيح يشجع علي الاخصاء ؟ متي 19: 12

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

هل أراد عيسى حقاً إفناء البشرية ؟
فلماذا قال إذاً ؟ (( لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ.)) متى 19عدد 12

وأين حق النساء في الزواج والإستمتاع بأزواجهن ؟ ألم يعلم إلهكم بعلمه الأزلى أن الساقطات سوف يستخدمن مثل هذا القول من أجل تبرير السحاق ؟

ولم يكن هو نفسه أو أحد الأنبياء مخصياً أو حتى أحد الحواريين، فمن المعروف أن بعض الحواريين كان متزوجاً مثل بطرس وبولس، بل ويندد سفر التثنية بمن يفعل ذلك قائلاً: (( لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.)) تثنية 23 عدد 1

 

الرد

 

بالحقيقة المشكك يتكلم خطأ عن الخصيان ولهذا قال الكتاب 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 6

 

الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.

فكلام المسيح في هذا الجزء هو عن التفرغ للخدمة والتكريس وكل واحد حسب استطاعته

 

ولشرح اكثر اقسم الرد الي 

لغوي

امثلة 

سياق الكلام 

المعني الروحي

 

اولا لغويا 

معني كلمة خصي

قاموس سترونج 

G2135

εὐνοῦχος

eunouchos

yoo-noo'-khos

From εὐνή eunē (a bed) and G2192; a castrated person (such being employed in Oriental bed chambers); by extension an impotent or unmarried man; by implication a chamberlain (state officer): - eunuch.

من كلمة ايخو التي تعني يمسك وتعني خصي اي شخص مقطوع وايضا تعني عقيم او  غير متزوج 

 

قاموس ثايور 

G2135

εὐνοῦχος

eunouchos

Thayer Definition:

1) a bed keeper, bed guard, superintendent of the bedchamber, chamberlain

1a) in the palace of oriental monarchs who support numerous wives the superintendent of the women’s apartment or harem, an office held by eunuchs

1b) an emasculated man, a eunuch

1b1) eunuchs in oriental courts held by other offices of greater, held by the Ethiopian eunuch mentioned in Act_8:27-39.

1c) one naturally incapacitated

1c1) for marriage

1c2) begetting children

1d) one who voluntarily abstains from marriage

Part of Speech: noun masculine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from eune (a bed) and G2192

Citing in TDNT: 2:765, 277

حارس المخدع وحارس الفراش والمشرف علي غرف النوم . وهو في قصر الملوك الشرقيين يشرف علي زوجاتهم الكثيرات فهذا المنصب يشغله خصي. رجل عاجز او مخصي. مسؤال عن المحاكم الشرقية مثل الخصي الاثيوبي في اعمال 8 ( اي هذا اسم وظيفه وليس خصي بالمعني الجسدي )

مصاب بعجز طبيعي عن الزواج او عن الانجاب. الشخص الذي يمتنع طواعية عن الزواج

وايضا نفس المعني في قاموس كلمات الكتاب المقدس

G2135

 

εὐνοῦχος

eunoúchos; gen. eunoúchou, from eunḗ (n.f.), a bed, and échō (G2192), to have, keep. It indicates that one is alone in bed. A keeper of the bed or bed chamber, a chamberlain, one who has been emasculated, such persons being employed as the keepers of oriental harems or dwellings of females. A eunuch (Mat_19:12), those impotent from birth and those who live like eunuchs in voluntary abstinence (Sept.: Est_2:14-15Isa_56:3-4). By implication, a minister of court (Act_8:27Act_8:34Act_8:36Act_8:38-39). Eunuchs often rose to stations of great power and trust in eastern courts so that the term apparently came to be applied to any high officer of court even though not emasculated (see Sept.: Gen_37:36Gen_39:1).

ويقدم نفس المعني بشيئ من التفصيل ويوضح اكثر انها تعني ان يمسك او يبقي بدون زواج ....

وهي اتت من كلمة 

G2192

ἔχω

echō

ekh'-o

A primary verb (including an alternate form σχέω scheō skheh'-o used in certain tenses only); to hold (used in very various applications, literally or figuratively, direct or remote; such as possessionabilitycontiguityrelation or condition): - be (able, X hold, possessed with), accompany, + begin to amend, can (+ -not), X conceive, count, diseased, do, + eat, + enjoy, + fear, following, have, hold, keep, + lack, + go to law, lie, + must needs, + of necessity, + need, next, + recover, + reign, + rest, return, X sick, take for, + tremble, + uncircumcised, use.

وتعني يمسك 

اذا اي شخص يمسك نفسه عن الزواج لفظيا يسمي خصي رغم انه سليم جنسيا

واي شخص يمسك اعمال مهمة للملك يسمي خصي حتي لو كان سليم ايضا 

 

امثلة 

فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرطة كان متزوج وبالطبع قصته مع يوسف مشهوره 

سفر التكوين 39: 1

 

وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ، رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ.

 

وايضا تاكيد انه اسم وظيفة 

سفر التكوين 40: 2

 

فَسَخَطَ فِرْعَوْنُ عَلَى خَصِيَّيْهِ: رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَئِيسِ الْخَبَّازِينَ،

 

سفر صموئيل الأول 8: 15

 

وَيُعَشِّرُ زُرُوعَكُمْ وَكُرُومَكُمْ، وَيُعْطِي لِخِصْيَانِهِ وَعَبِيدِهِ.

 

سفر الملوك الثاني 20: 18

 

وَيُؤْخَذُ مِنْ بَنِيكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْكَ، الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، فَيَكُونُونَ خِصْيَانًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ».

 

فكما تاكدنا ان كلمة خصي لا يدل علي المعني القطع الجسدي فقط ولكن تطلق ايضا علي كل من يمتنع عن النساء او لا ينجب وكل من يخصص لوظيفة معينة 

 

ثالثا سياق الكلام 

انجيل متي 19

سياق الكلام اصلا في هذا الاصحاح عن رفض الطلاق ( لا طلاق الا لعلة الزنى ) فكيف يدعي المشكك ان المسيح يريد أفناء البشرية ؟ لو كان يريد افناء البشرية لكان سمح بالطلاق لاي سبب ولكن منع ان المطلقين ان يتزوجوا ثانية . ولكن منعه للطلاق هذا ضد المبدا الذي ادعاه المشكك.

فالله من البداية قال 

سفر التكوين 1: 28

 

وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

 

سفر التكوين 9: 1

 

وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ«أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ.

فهو ضد فناء البشرية ولو كان يريد ان يفني البشرية لفعل هذا في لحظة ولما احتاج ان يتكلم عن التكريس 

واول جزء في الاصحاح يتكلم عن الملكوت والحياة الزوجية 

19: 3 و جاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امراته لكل سبب 

19: 4 فاجاب و قال لهم اما قراتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا و انثى 

19: 5 و قال من اجل هذا يترك الرجل اباه و امه و يلتصق بامراته و يكون الاثنان جسدا واحدا 

19: 6 اذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان 

19: 7 قالوا له فلماذا اوصى موسى ان يعطى كتاب طلاق فتطلق 

19: 8 قال لهم ان موسى من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا 

19: 9 و اقول لكم ان من طلق امراته الا بسبب الزنى و تزوج باخرى يزني و الذي يتزوج بمطلقة يزني

19: 10 قال له تلاميذه ان كان هكذا امر الرجل مع المراة فلا يوافق ان يتزوج

 المسيح قدم مفهوم الزواج وانه رباط مقدس ووضح ان الطلاق لعلة الزني فقط. ولكن التلاميذ رأوا في منع السيد للطلاق تقييدًا لحرية الرجل، فقالوا إذًا الأسهل أن يعيش الإنسان بلا زواج حتى لا تضايقه امرأة لا يستطيع أن يطلقها كل حياته. 

 

19: 11 فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين اعطي لهم

 المسيح يتكلم عن البشر الذين لا يستطيعون ان يقبلوا كلامه لانهم لا يقبلون نعمته ومعونته فالاو ليس كل انسان يقبل كلام المسيح ويرفض ان يطلق زوجته مهما حدث ويتحمل وايضا ليس كل إنسان يستطيع مقاومة الغريزة الطبيعية التي فيه ويتبتل، بل من يُعطى معونة إلهية فيصبح أعلى من الطبيعة. هؤلاء أعطى لهم معونة ونعمة للسمو فوق الطبيعة سواء يتحملون الزواج كرباط مقدس بدون طلاق او بدون زواج ضد الطبيعة والشهوة.

19: 12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات من استطاع ان يقبل فليقبل 

وهنا يتكلم المسيح عن ثلاث انواع 

خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم : وهم خصيان بسبب عيب خَلْقي. وهؤلاء لا يقال عنهم بتوليون. 

و يوجد خصيان خصاهم الناس : وهم كما كانوا يفعلون مع العبيد ليخدموا في بيوت النساء 

و يوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات : بالمعنى الحرفي كما فعل العلامة أوريجانوس، فالكنيسة تحرم هذا، ولكن المعنى هو التبتل حبا في ربنا وخدمة اسمه وانجيله وقضاء حياته في الصلاة عن العالم، ويفرح مثل هذا بالمسيح ولا يريد أن يعطله الزواج عن علاقته بالمسيح (1كو 32:7-34) فيمتنع مثل هذا عن الزواج مكرسًا كل حياته وعواطفه لله. أما من يهرب من الزواج بسبب مسئولياته فلا يقال عنه هذا الكلام. فهناك فرق بين البتولية ( من امتنع عن الزواج حبًا في المسيح ) وبين العزوبية ( الهروب من مسئوليات الزواج ). ولكن لماذا ذكر السيد المسيح هذا الآن؟ هناك كثيرين تعرضوا لمشاكل في حياتهم الزوجية وحدث انفصال بين الزوجين بسبب هذا. فيأتون مسرعين للكنيسة طالبين الزواج ثانية بينما الطرف الآخر مازال على قيد الحياة. ويقول هؤلاء كيف أعيش بدون حقي الطبيعي في الزواج. والرب يجيب بأنه من الأفضل أن تحيا هكذا بدون حقك من أن تكسر القانون الإلهي وهذا معنى خصوا أنفسهم هنا. 

فمن كل هذا كيف يفهم المشكك ان المسيح يطالب الناس بالفعل الحرفي ؟ فسياق الكلام اصلا عن رفض الطلاق او من يتبتل ولا علاقه له بالامور الحرفية 

فتلاميذ المسيح كان بعضهم متزوج مثل بطرس وبعضهم بتول مثل يوحنا والنوعيتين كرسوا حياتهم لخدمة انجيل المسيح سواء البتوليين او من اصطحب زوجته في البشارة

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 5

 

أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟

من استطاع ان يقبل فليقبل : فقط هو يقول من استطاع ان يتبتل ( يترك نفسه خصي اي لا يتزوج ولا ينجب ) فليقبل هذا وهو يفعل احسن ومن تزوج ايضا حسنا يفعل ايضا

ولكن علي الاثنين ان يحاربوا الشهوات والخطية سواء المتزوج يحارب ما هو خارج العلاقة الزوجية المقدسة 

 رسالة بطرس الرسول الاولي 2

2: 11 ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء و نزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس

او البتول يحارب الشهوة ان عزم ان يكرس حياته لله 

والمسيح ايضا في حادثة التجلي ظهر معه موسي وايليا , وموسي كان متزوج وانجب وايضا قضي حياته لخدمة الله وايليا كان بتول وقضي حياته في خدمة الله

فالمعني الاساسي هو ان الانسان لا يحب شيئ اكثر من الله فهو يقول في نفس الاصحاح 

انجيل متي 19

19: 27 فاجاب بطرس حينئذ و قال له ها نحن قد تركنا كل شيء و تبعناك فماذا يكون لنا 

19: 28 فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر 

19: 29 و كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية 

19: 30 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين 

 

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

ليست البتوليّة الحقّة هروبًا من الزواج بسبب صعوبة الحياة الزوجيّة، لكنها دخول في الحياة الملكوتيّة الأبديّة. إن كان طريق الزواج المسيحي يبدو صعبًا، فإن الحياة البتوليّة الحقيقية هي هبة ليست للجميع، إذ يقول: "ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أُعطيَ لهم" [11].

ليست كل بتوليّة حسب الجسد هي بتوليّة حقَّة، فقد ميّز السيِّد بين ثلاثة أنواع من البتوليّة:

أولًا: يوجد خصيان وُلدوا هكذا من بطون أمّهاتهم، يقصد بهم غير القادرين على الحياة الزوجيّة بسبب مرض جسدي. هؤلاء تُحسب بتوليّتهم - إن صح التعبير - ليست إلا عجزًا عن الزواج، يحمل الجانب السلبي، فلا تُقدّم شيئًا كبتوليّة.

ثانيًا: يوجد خصيان خصاهم الناس، هؤلاء غالبًا ما كانوا نوعًا من العبيد اِئْتمنهم السادة على ممتلكاتهم، فخصُوهم لخدمة الرجال والنساء معًا في بيوت سادتهم. فيُحرم هؤلاء الخصيان من حياتهم الزوجيّة لأجل خدمة سادتهم! هذه صورة مرّة للحياة البتوليّة - إن صح التعبير - التي لا تُقدَّم عن عجز كالفئة السابقة وإنما يتقبّلونها إرضاءً للناس. إنهم يحملون صورة التقوى والعفّة لا من أجل الملكوت، وإنما من أجل كرامةٍ زمنيّةٍ ومجدٍ باطلٍ، وهذه أخطر صورة للحياة المسيحيّة الشكليّة.

ثالثًا: يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، وهذه فئة روحيّة رائعة تضم في الحقيقة جميع المؤمنين العاملين بالحب لله بكونهم بتوليّين روحيّين، عذارى ينتظرون العريس، وعلى وجه الخصوص جماعة البتوليّين روحًا وجسدًا من أجل الرب.

البتوليّون من أجل الملكوت السماوي هم الذين تقدّموا لصليب ربّنا يسوع المسيح، لا ليُحرموا من الحياة الزوجيّة عن عجز ولا من أجل الناس، وإنما اشتياقًا للتكريس الكامل روحًا وجسدًا للعريس الأبدي. هؤلاء يناجيهم السيِّد، قائلًا: "أختي العروس جنّة مُغْلقة، عين مُقْفلة، ينبوع مختوم(نش 4: 12). أنها ليست عاجزة ولا مقفرة، إنّما هي جنّة تكتظ بكل أنواع الأشجار وعين ماء وينبوع لا ينضب، لكنها لا تترك هذا كلّه لآخر غير عريسها. إنها بتول لا تعاني حرمانًا، كما لا تُسلّم ذاتها إلا لمن قدّم حياته لها.

هذا ويلاحظ أن الحياة البتوليّة ليست إلزاميّة إذ يختم السيِّد حديثه هكذا: "من استطاع أن يقبل فليقبل" [12]. يقول القديس جيروم: [لا يوجد إلزام ترتبط به، فإن أردت أن تنال المكافأة إنّما يكون ذلك بكامل حريتك[704].] ويقول القديس أمبروسيوس: [أن ما يعلنه السيِّد هنا ليس بوصيّة ملزِمة لكنها مشورة يقبلها الراغبون في درجات الكمال[705].]

يحذّرنا القديس كبريانوس لئلا نعتمد على بتوليّة الجسد وحدها حتى وإن كانت من أجل الرب، إنّما يلزم الجهاد في بتوليّة النفس خلال التمتّع بالحياة الكنسيّة المقدّمة. لقد خشَىَ َعلى البتوليّين من الكبرياء خلال بتوليّتهم الجسديّة، إذ يقول: [ليت الذين صاروا خصيانًا من أجل ملكوت السماوات مرّة يُرضون الله في كل شيء، ولا يضادّون كهنة الله ولا رب الكنيسة خلال عثرة شرّهم[706].]

 

والمجد لله دائما