لماذا قسى الله علي حنانيا وسفيرة ؟ اعمال 5



Holy_bible_1



الشبهة



لماذا روح الرب قتل من ابقي لنفسه شيئ من املاكه مثل حنانيا في اعمال 5: 5 اليس هذا قسوة؟



الرد



في البداية مقدمة صغيرة:

دائما ما يقال لماذا قسوة عقاب البعض مثل حنانيا وسفيرة وغيرهم رغم ان خطيتهم ليست أصعب مما يفعله كثير من الناس في الماضي وهذه الأيام امام اعيننا ولا يعاقب منهم أحد هذا العقاب القاسي؟ اليس هذا قسوة من الرب عليهم؟

فكم شخص خالف وصية للرب ولم تلعن الأرض بسببه ولم يفقد سلطانه وكم شخص سرق شيء بسيط ولكنه لم يعاقب بإعلان الرب وكم شخص زنى او خالف السبت أو الأحد ولم يعاقب وكم شخص مسيحي كذب على الله ولم يميته الروح القدس مباشرة؟

الامر هو ان من يقول هذا هو ينظر فقط للمصير الأرضي ولا ينظر للمصير الابدي

وهذا شرحته كثيرافموت شخص بطريقة بشعة أرضية مثل حريق او فيضان او زلزال او كارثة أرضية أو مجاعة او حرب او إرهاب أو مرض صعب أو فجأة كسكتة قلبية أو غيره سواء بإعلان من الرب او دون اعلان سواء كان يظهر امامنا انه خاطئ او لا هذا لا يعني انه هلك ابديا بل هو فقط انتقل من العالم المؤقت الفاني بأي طريقة كانت وسيقف أمام الديان العادل الرب يسوع المسيح وسيأخذ نصيبه الذي يستحقه بعدل

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 10

لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.

فلا ننظر للنهاية الأرضية كارثية او في شيبة تبدوا بسلام فهي لا شيء مهم مقارنة بالمصير الابدي أي طريقة الانتقال لا تساوي شيء مقارنة بالمصير الابدي. وحتى لو مات انسان في سريره بسكتة قلبية او بكارثة أو غيره ولم يعرف انه سيموت مباشرة أي لم يكن له فرصة كافية للتوبة او لو مات بعد الأم كثيرة وكان يعرف انه يموت وكان عنده فرصة للتوبة فهذا يعرفه الرب جيدا. المهم هو المصير الابدي والرب يعرف ان كان عنده فرصة للتوبة أم لا فالرب يعرف كل شيء وما فعل وما كان حتى سيفعل لو ترك له وقت قصير أو طويل.

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 13

"وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا."

فهو يحكم بعدل على كل شخص

بل كثيرين من الذين عوقبوا في الأرض من الأشرار بعقاب سهل او لم يعاقبوا أصلا أي عقاب علني قبل موتهم قد يكون مصيرهم الابدي أصعب من اخرين عوقبوا بشدة ارضيا من الأشرار

مثال

إنجيل مرقس 6: 11

وَكُلُّ مَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ لَكُمْ، فَاخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ وَانْفُضُوا التُّرَابَ الَّذِي تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ».

انجيل متى 11

20 حِينَئِذٍ ابْتَدَأَ يُوَبِّخُ الْمُدُنَ الَّتِي صُنِعَتْ فِيهَا أَكْثَرُ قُوَّاتِهِ لأَنَّهَا لَمْ تَتُبْ:
21 «وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا! لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي صُورَ وَصَيْدَاءَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكُمَا، لَتَابَتَا قَدِيمًا فِي الْمُسُوحِ وَالرَّمَادِ.
22 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا.
23 وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ! سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. لأَنَّهُ لَوْ صُنِعَتْ فِي سَدُومَ الْقُوَّاتُ الْمَصْنُوعَةُ فِيكِ لَبَقِيَتْ إِلَى الْيَوْمِ.
24 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرْضَ سَدُومَ تَكُونُ لَهَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكِ».

والعكس بالعكس فكثير من الذين عوقبوا عقاب يبدوا في الظاهر صعب جدا وميتات صعبة هم قد يكون لهم موقف أكثر احتمال في يوم الدين من كثيرين من الخطاة الذين يموتون بسلام

بل حتى القديسين يجازوا في الأرض للتنقية والفوز بمكافئة

سفر الأمثال 11: 31

هُوَذَا الصِّدِّيقُ يُجَازَى فِي الأَرْضِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الشِّرِّيرُ وَالْخَاطِئُ!

بل حتى في بعض الأحوال لو كان العقاب هو الموت مباشرة قد يكون هذا لكي تخلص الروح في يوم الرب

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 5

أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.

فكل ما اريده من هذه النقطة الاولى هي ان المصير الأرضي لا يعني المصير الابدي وأيضا موته فجأة بدون فرصة للتوبة او بتوقع كل هذا يعرفه الرب الديان جيدا. بل ليس بالشرط لو الانسان مات ميتة صعبة معناه انه مصيره الابدي صعب قد يكون عقاب وقد يكون مكافئة وأيضا ليس معنى ان انسان يموت ميتة مريحة انه مصيره الابدي راحة قد يكون عقاب وقد يكون مكافئة بل العقاب درجات والمكافئة درجات. المهم اثناء حياة هذا الانسان ما كان موقفه من التوبة؟

والرب يسوع المسيح شرح هذا بنفسه

انجيل لوقا 13

1 وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ.
2 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟
3 كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.
4 أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟
5 كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ».

اتي الى نقطة ثانية مهمة

في علم تفسير الكتاب المقدس امر يسمى قانون ذكر اول شيء Law of first mention

وهي قاعدة في علم التفسير للكتاب المقدس مهمة وتتكلم عن اول معنى وأول مرة تذكر كلمة او وصية أو اول موقف سواء عقاب او تطبيق وصية او أول موقف في حدث هو يكون له أهمية خاصة جدا لأنه يضع أساس ويوضح شيء مهم ويكون مثل وعبرة.

وبتطبيقه على الذي يفعل اول خطية يعاقب بشدة أكثر من البقية الذين يشبهوا موقفه أو أشر منه رغم انهم كلهم سينالون بعدل دينونة متساوية امام كرسي المسيح فلماذا هو ارضيا كان هناك اعلان عن عقابه؟ هو من اجل الرسالة وتوضيح الخطوة ووضع أساس ومثال وعبرة. وهذا لا يعني انه أشر من الاخرين ولا يعني كما وضحت ان مصيره الابدي أسوأ من الاخرين ولكن فقط لتوضيح صعوبة وخطورة الخطية ووضع أساس استحقاق العقاب سواء نفذ ارضيا ام لا. فهو يضع قاعدة واضحة أن الرب يكره الخطية جدا وتوضيح الاستحقاق. واي خطية او مخالفة وصية أجرتها موت

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 23

لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

فهو بموقفه العلني وضح صعوبة الخطية لمن يفكر ان يصنع الخطية فيجب ان يعتبر من موقفه أي يصبح عبرة. وهذا قاله الكتاب

سفر التثنية 13: 11

فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.

سفر التثنية 17:

12 وَالرَّجُلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ، فَلاَ يَسْمَعُ لِلْكَاهِنِ الْوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَوْ لِلْقَاضِي، يُقْتَلُ ذلِكَ الرَّجُلُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
13 فَيَسْمَعُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَخَافُونَ وَلاَ يَطْغَوْنَ بَعْدُ.

سفر التثنية 19: 20

وَيَسْمَعُ الْبَاقُونَ فَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذلِكَ الأَمْرِ الْخَبِيثِ فِي وَسَطِكَ.

أي في موقف الأول فقط يصبح العقاب الأرضي قوي ومعلن فقط ليصبح عبرة. بل في أحيان كثيرة بعد الموقف الأول والعقاب الأول قد لا ينفذ العقاب في حالات كثيرة فكما وضحت سابقا بعض الوصايا الناموسية لشعب إسرائيل كانت لإظهار الخطية وليس بالشرط التطبيق ولهذا لم نجدها تطبق بعد هذا في العهد القديم ولا الجديد اصلا

ولا يقول أحد ما ذنبه هذا الأول لأنه ما ذنب الذي مات في حادثة سيارة او مات متألم بميتة بشعة في كارثة طبيعية أو في حرب او سكتة قلبية أو عقاب سمح به الرب؟

فمثلا في موقف حنانيا وسفيرة لو كانوا ماتوا في حادث بدون اعلان وهم في طريقهم لبطرس او بسكتة قلبية او غيره لما قال أحد انه قسوة رغم انه نفس الموقف ونفس سرعة الانتقال بعد ارتكاب نفس الخطية. لكن فقط لأنه أعلن لأنه الاول.

أم اخر ليس فقط العبرة بل أيضا تلويث الصورة للمرة الأولى. فالخطية الأولى هي تشبه اول بقعة حبر سوداء في رداء ابيض جديد تحزن صاحب الرداء جدا لأنه فقد نقاؤه وفقط يوضح تأثيرها السيء. أما ثاني وثالث وعاشر بقعة بعدها ليس لها التأثير الأول.

فادم عقابه كان قوي بطرده من المكانة التي أعطاها له الرب بل وفقد سلطانه أيضا رغم ان كثيرين اعطاهم الرب عطايا كثيرة وخالفوا وصية الرب ولم يطردهم من نعمه وعطاياه أرضيا ولم يفقدوا لو كان لهم سلطان ارضي.

ولكن موقف ادم هو الأول خاص فهو اول من أخطأ بفعلة سوداء في عالم أبيض نقي بدون خطية بعد. وعقابه كان عبرة أي توضيح لخطورة الخطية أول مرة واستحقاق كل من يفعل خطية ويخالف الرب العقاب مثل ادم ولكن الرب يسامح الكل فقط وضح في موقف ادم كره الرب للخطية. وأكرر هذا لا يعني ان مصير ادم الطرد الابدي بل موقفه قد يكون أفضل من كثير من البشر في الأبدية.

أيضا كم شخص أخطأ بالقتل ولم يعاقب علنيا مثل قايين باللعن.

سفر التكوين 4

4 :11 فالان ملعون انت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك

4 :12 متى عملت الارض لا تعود تعطيك قوتها تائها وهاربا تكون في الارض

رغم ان عقاب قايين الابدي لن يكون اسؤأ منهم ولكن عقابه الأرضي هذا كان قوي لأنه اول من قتل انسان أي أول من سفك دم على الأرض

وأيضا حاليا البعض يفعلوا مثل شعوب ما قبل الطوفان وأيضا مثل شعب سدوم وعمورة ولا يعاقبوا علنا مثلهم. ولكن هؤلاء عوقبوا بشدة لأنهم اول من يفعل هذا ويخترعون هذه الخطية أولا قبل الطوفان فهم اول من فعلها وبعد تجديد العالم بالطوفان وعودته نقي فشعب سدوم وعمورة اول من فعلوا هذه الخطية في عالم جديد نقي بعد تجديده بالطوفان. اما عن مصيرهم الابدي فكما قال المسيح حالهم سيكون أكثر احتمال من شعوب أخرى فعلت أسوأ ولكن لم تعاقب مثلهم عقاب ارضي قوي معلن. وأيضا عماليق لأنه اول من اعتدى على شعب الله المختار حديثا.

وأيضا في لعن كنعان لأنه اول من يفعل هذه الخطية رغم ان كثيرين فعلوا مثله وأكثر ولم يكون هناك لعن علني لهم مثله ولكنه اول من فعل خطية دنسة مثل هذه بعد الطوفان وتجديد الأرض وهذا لا يعني انه أسوأ منهم في المصير الابدي بل قد يكون أفضل من كثيرين فعلوا مثله واشر

الشعوب الكنعانية فعلت شرور مثل شعوب كثيرة وكثير من هذه الشعوب الاخرى لم يطردها الرب من ارضها مثلهم. ولكن هؤلاء اول من دنسوا ارض الموعد الذي دعي اسم الرب عليها وأول من حاول يستولي على ارض شعب إسرائيل أرض العزل ويفعل فيها الشر

بل شعب إسرائيل أنفسهم في موضوع العجل الذهبي الذين عوقبوا بشدة وقتل منهم الكثير هؤلاء ليسوا أخر من يعبد العجل الذهبي بل بعض من شعب إسرائيل عبدوه في زمن يربعام ولكن عقابهم الشديد كان لأنهم اول مرة يخطئ شعب إسرائيل الذي أصبح شعب الله المختار كثوب جديد أبيض نقي وبداية تأسيس شعب الله الذي كان نقي فهؤلاء صنعوا بقعة سوداء للمرة الأولى لوثوا بها الثوب الأبيض الجديد

وشرحت هذا الامر في

لماذا عاقب الرب شعب إسرائيل هذا العقاب الصعب على العجل الذهبي

وقصة عخان بن كرمي التي شرحتها في

كيف يقتل اولاد عخان بخطية ابيهم رغم ان سفر التثنية يقول: لايقتل الاولاد عن الاباء؟

ورغم ان كثيرين سرقوا مثله ولم يعاقبوا هذا العقاب القوي العلني فهو اول من أخطأ في وقت امتلاك الأرض بعد أن عبروا نهر الأردن الذي من رموز المعمودية ودخول كنعان السماوية فهذا التصرف كان الأول من نوعه بعد دخولهم أرض كنعان. فأراد الله من البداية أن يعطيهم درسًا يبرز فيه بشاعة الخطية مؤكدًا استحقاق عقابها. فصار عخان درسا لشعب إسرائيل وللكنيسة كلها عبر الأجيال، وصار مثال وعبرة لكل من يخطئ رغم ان كثيرين جدا سرقوا بعده ولم يعاقب أحد منهم مثله رغم ان مصيره الابدي قد يكون مثلهم أفضل من بعض منهم

وأيضا ما حدث مع الحطاّب الذي كان يجمع الحطب يوم السبت فكان أول كاسر للسبت المقدس حديثا والوصية الجديدة مثل الثوب الابيض الجديد، وقد جاء حكم الرب عليه، لأنه اول من دنس السبت. ففهمنا بهذا مبدا الاول.

ما حدث مع حنانيا بعد أن فهمنا هذا

سفر اعمال الرسل 5

5: 1 و رجل اسمه حنانيا و امراته سفيرة باع ملكا

هذه القصه تمثل خيانة لله ولشعبه في بداية تاسيس كنيسة او شعب الله التي ممكن ان تخرب هذا التأسيس مثل افساد الثوب الجديد، مثل خطية عخان بن كرمي أي لوثوا الثوب الجديد. هلك حنانيا الكذاب لأن الكنيسة كانت معرضة لأن تفقد إنتصاراتها ومجدها بسبب خطية حنانيا وسفيرة لو مرت بدون عبرة ولأصبح كل شخص سهل عليه الكذب على روح الله. الكنيسة الآن تبدأ عهداً جديداً مع الله كما كانت إسرائيل تبدأ مع يشوع عهداً جديداً في أرضها الجديدة. وليستمر عمل الله مع شعبه لابد من توضيح عزل الخطية، وهذا ما أراد الله أن يظهره هنا فهو فقط توضيح وإعلان ومثال وعبرة. يموت عاخان وتستمر إسرائيل، ويموت حنانيا وتستمر الكنيسة. إذاً كان توضيح استمرار الكنيسة سليمة مرهون بحفظ وصايا المسيح والمعنى أن من يخالف وصية المسيح يهلك ولكن الكنيسة تستمر. والقصة تشير لأن نوال الفداء وغفران الخطية بدم المسيح ليس معناه الإستهتار. كان هذا لابد وأن يحدث في بداية المسيحية حتى لا يظن أحد أن غفران الخطايا بالدم معناه الفوضى والإستهتار ومهما فعل فخطاياه ستعبر فالله قدوس لا يقبل الخطية حتى بعد الفداء. إذاً ما حدث كان لبنيان الكنيسة وكما كان بطرس حازماً هنا كان بولس حازماً مع خاطئ كورنثوس. وهكذا فعل الله في بداية اليهودية، ليخاف الجميع ولا يعودوا يعملوا خطايا وتنتشر القداسة ولا يفهم أحد أن العلاقة مع الله تعنى الفوضى والإستهتار وعدم مهابة الوصية. رغم انه كم شخص مسيحي كذب على الروح القدس بعد حنانيا وسفيره ولم يعاقب منهم أحد مثلهم ولكن لأنهم فقط اول من يفعلوا هذا فيصبحوا عبرة.

5: 2 واختلس من الثمن وامراته لها خبر ذلك واتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل

ونلاحظ أنه لم يكن هناك إجبار لأحد أن يبيع ممتلكاته، فكل واحد حر. إذاً خطية حنانيا وسفيرة ليسا أنهما حجبا جزء من المال فخطيتهم هي الغش والكذب علي الله وحب التظاهر والشك في عمل الروح القدس انه لا يراقب الكل، وأنهما ظنا أنهما قادران على إخفاء شيء عن الله. وكانا سيأخذان من الصندوق المشترك كأنهما لا يملكان شيئاً وهما يمتلكان ما أخفياه.

وتعبير اختلس في اليوناني انوسفيساكو ومعناه سلب بالفعل يقابل ما حدث مع عاخان. وُجد حنانيا ومعه زوجته سفيره يكذبان على الروح القدس، ويختلسان من ثمن الحقل الذي كان في وسعهما إن أرادا ألا يقدما ثمنه. فهي خطايا مركبة. وما سببها؟ يكشف هذا معلمنا بطرس فيقول

5: 3 فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملا الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل

لم يقل له: "قد جربك الشيطان" أو "أوحى إليك بالشر"، إنما يقول: "قد ملأ قلبك"، مما يشير إلى أن حنانيا قد فتح القلب لعدو الخير ولأفكاره مرة ومرات، وتركه يدخل حتى في النهاية ملك الشيطان وملأ قلبه تماما، ولم يعد للروح القدس موضع فيه. وفي هذا توضيح انه كان عنده بدل الفرصة مرات ولكنه لم يتوب حتى في النهاية انتهى بان قلبه أصبح مملوء ومملوك للشيطان تماما. فهذه ليست خطية سقطة او سهوة أو شيء مؤقت بل تدرج زمني طويل حتى الامتلاء من الشيطان والهلاك.

نلاحظ هنا الصراع ليس بين بطرس وحنانيا ولكن بين روح الله القدوس الذي يملاء قلب بطرس وبين الشيطان الذي يملا قلب حنانيا. فالروح القدس يريد ان يحمي الكنيسة المولوده حديثا والشيطان يريد ان يفسد هذا المولود الجديد. بل اول مره يظهر لقب كنيسة في هذا الاصحاح

فهنا بطرس الرسول يوضح ان هذا عمل الشيطان من خلال حنانيا وهنا الشيطان ملأ قلبي حنانيا وسفيرة بالغش والخداع والرياء والكذب على الكنيسة لإفسادها وبالتالي الكذب على الروح القدس الذي ينشئ الكنيسة الجديدة أي الشيطان يريد ان يتسلل للكنيسة من الداخل. والشيطان هو أبو الكذاب (يو 8). أيضا حنانيا بحث عن مديح الناس والشهرة والإكرام والتعظيم من الناس لا من الله. هما بحثا عن مجدهما الذاتى لا عن مجد الله. وهما أرادا الكرامة من الناس بالغش في التصرف. هما أرادا أن يربحا الأرض عن السماء، بل هو يطالب الكنيسة بدفع قيمة ما يوازى ثمن أرضه أدبياً بينما هو مختلس من ثمن الأرض في جيبه. هنا محبة المال وليس الله. هنا حنانيا سمح للشيطان أن يملأ قلبه بينما هو قد إمتلأ سابقاً من الروح القدس. ومعنى هذا أنه سمح للشيطان أن يملأ قلبه أي أنه إنحاز للشيطان ضد الروح القدس أي هو اختار تدريجيا الامتلاء بالشيطان وليس الروح القدس. ومن يفسد هيكل ابن الله يفسده الله (1كو 16:3،17).

الله هنا يريد بموت حنانيا وسفيرة أن يفهم كل إنسان أن الحياة مع المسيح ليست استهتاراً وحرية خارج الوصايا بل حرية مع تطبيق الوصايا فإمّا الثبات في المسيح أو الموت وأيضا يوضح ان الانسان الذي بدلا من روح الله يختار الشيطان فانه يهلك.

هنا الله أظهر أنه إله النعمة الذي يغفر ويطهر بدمه ولكنه هو إله البر والقدوس الذي لا يحتمل الخطية وان يستبدل شخص روح الله بالشيطان. الله بنعمته يغفر لمن بتوبته يستحق الغفران ولكنه لا يغفر بل يعاقب المستهتر والمستبيح (عب 28:10-31).

وأكرر ان موت حنانيا ليس معناه انه أشر انسان ولكن قد يترك الرب بعض السراق والزناه فتره اما حنانيا فهو كمثال اول من حاول ان يخدع الروح القدس في الكنيسة الاولي وبعد ان استبدل الروح القدس في قلبه أي هيكل الله بالشيطان.

5: 4 اليس وهو باق كان يبقى لك ولما بيع الم يكن في سلطانك فما بالك وضعت في قلبك هذا الامر انت لم تكذب على الناس بل على الله

حنانيا كان ممكن ان يعلن انه احتفظ بجزء ولا يوجد اي اشكال في هذا الامر ولكنه فضل ان يكذب على الروح القدس فعقابه ليس على الاحتفاظ بجزء بل الكذب وايضا كلام بطرس الرسول يؤكد ان مبدأ بيع الممتلكات كان مبدأ شخصي لمن يريد وليس عن اوامر او اجبار او حتى وصيه ولكن حرية ارادة كامله

توقّع حنانيا أن يسمع مديحًا من الرسل ومن المجتمعين حولهم، رغم ان الذي في داخله الشيطان، لكنه فوجئ باتهامٍ موجه ضده، ونرى ألوهية الروح القدس، فالروح القدس هو الله، وبالتالى فالكذب على الروح القدس هو كذب على الله.

كان يمكن للقديس بطرس أن يتحدث معه على انفراد، ويسأله أن يعترف هو وزوجته بما ارتكباه من كذب، وأن يحزم حنانيا وسفيرة الأمر بتوبتهما بغض النظر إن كانا يأخذا هذا المال ثانية أو يقدما كل المبلغ أو يعترفا أمام الجميع أنه ليس بكامل الثمن، لكن الروح القدس يعلم أن قلبيهما امتلأ شرًا والشيطان، ولعل هذا الحدث جاء لملء كأس شر عاشا فيه زمانًا يعلمه الروح القدس حتى ملاء الشيطان قلبهما، وقد يكون لان الروح القدس يعلم انه استهلك زمان توبته ولم تعد هناك فرصة للتوبة وروح الله يعلم انه حتي لو ترك له فرصه للتوبه لن يتوب لان قلبه مملوء بالشيطان فقط وهو باختياره اختار الشيطان.

5: 5 فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع و مات و صار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك

أولا لم يقول بطرس ولا الروح القدس لحنانيا إنك تموت الان ولكن حنانيا عندما سمع هذا وقع ميتا أي سمح له ان يموت في الحال عبره لمن يخون الروح القدس عن قصد وعمد واصرار ورفض للتوبة أي ليصبح عبرة. وأيضا هو بروح النبوة أخبر زوجته انها أيضا ستموت في الحال. ولكن يرى البعض أن صدور هذا الحكم الذي يبدو لنا أنه سريع كان بسبب مركز حنانيا فهو مثل يهوذا، إذ يرى د. لايتفوت Lightfoot أنه كان من المائة والعشرين الذين حضروا يوم الخمسين، وكان له دور فعّال للشهادة، لكن قلبه لم يكن مستقيمًا، ولا تجاوب مع الروح القدس. هنا تظهر خطورة القائد في الكنيسة، متى نال موهبة الخدمة بالروح القدس، لكنه لم يسلك بروح الله وبدا يخضع للشيطان حتى في النهاية استسلم تماما للشيطان مثل يهوذا.

حينما يخطيء الإنسان، أيا كانت خطيته، فإن أبواب الرجاء مفتوحة أمامه، يقوده إليها الروح القدس بالتوبة. أما من يكذب على الروح القدس في تصميم وتنفيذ عملي، ويرفض السماع للروح القدس الذي يبكت على خطية، فلا تجد التوبة لها موضعًا فيه بعد ان يكون ملا الشيطان قلبه. خطية الكذب تفسد الإنسان، وتنقله من البنوة لله إلى البنوة لإبليس الكذاب وأب الكذابين (يو ٨: ٤٤)

فالعهد الجديد يكلمنا عن الايمان العامل برجاء المحبة في مخافة الله فبالطبع نحب الرب ونعمل لاجله ولكن لا ننسي مخافة الله فهو أصبح فقط عبرة في ان نهاب الرب. وبالفعل الاصحاح يؤكد انهما أصبحوا عبرة فيقول العدد نصا " وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك" أي الجميع اخذوا عبرة من ذلك من اول مرة تحدث هذه الخطية واستحقاق العقاب للخطية.

ولكن كما قلت لا نعرف مصيره الابدي بدقة وهل حالته ستكون أكثر احتمالا من اخرين كيف، ولا نعرف عن ان ترك له فرصة هل كان سيتوب ام لا. فكل هذا يعرفه الروح القدس. ولكن هو أصبح مثال للخطية الأولى في الكنيسة الجديدة.

فهو ليس قسوة فهو مثل أي انسان ممكن يموت في لحظة من حادثة او كارثة او سكتة قلبية فكم شخص يموت يوميا فجأة؟ ولكن فقط وضح به الروح القدس استحقاق الخطية بمبدأ الخطية الأولى.

فمن يتمسك بهذا المثال ويدعي انها قسوة هو لا يفهم ما يقوله الكتاب المقدس الذي وضح ان الذين فعلوا خطايا مشابه بعدهم لم يعاقبوا أصلا ولكن حنانيا وسفيرة لأنهم اول من يفعل هذا

فكما قلت الخطية الأولى هي تشبه اول بقعة سوداء في رداء ابيض تحزن صاحب الرداء جدا لأنه فقد نقاؤه. فحنانيا وسفيرا كانوا اول من يلقي بقعة سوداء ويلوثوا جماعة جديدة يدعى عليها اسم الرب أي اسرة الرب الجديدة

هؤلاء فقط وضح بهم الرب انه يكره الخطية جدا ولكن مصيرهم الابدي سيكون بعدل جدا ولن يكون أسوأ من اخرين.



واخيرا بعض المعاني الروحية

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

v    "الشيطان" ومعناه "مخاصم"؛ وفي العبرية معناه "يجول ذهابًا وإيابًا". يقول عنه الرسول بطرس: "يجول ملتمسًا من يبتلعه". (1 بط 5: 8) ولما سأله الله من أين أتى أجاب: "من الجولان في الأرض ومن التمشي فيها". (أي 1: 7)

v     ينبغي أنتعرفوا بأننا نصير أجسادًا لهم (الشياطين) حينما تقبل نفوسنا أفكارهم المظلمة الشريرة، وعندما يصيرون هم ظاهرين بواسطة جسدنا الذي نسكن فيه[242].

v     تعمل الشياطين خفية، ونحن نجعلهم ظاهرين بواسطة أعمالنا[243].

القديس أنبا أنطونيوس الكبير

لما كان عدو الخير لا يهدأ من الجولان في الأرض ليحطم النفوس، فإن الله في محبته يبحث عن هذه النفوس حتى لا تهلك، إذ "أعين الرب الجائلة في الأرض كلها" (زك 4: 10)، وجاء رب المجد "يجول يصنع خيرًا". (أع 10: 38)

v     خطط إبليس لا أن يسحبنا من البركات التي لدينا، إنما يحاول أن يسحبنا إلى جرف صخري أكثر اندفاعًا. لكن الله في محبته لم يفشل في الاهتمام بالبشرية.

لقد أظهر لإبليس كيف أنه غبي في محاولاته. لقد أظهر للإنسان عظم العناية التي يظهرها الله له، فإنه بالموت وهب الإنسان الحياة الأبدية. لقد سحب إبليس الإنسان من الفردوس، قاده الله إلى السماء. فإن النفع أكثر بكثير من الخسارة[244].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    لم يوبخ القديس بطرس حنانيا لأنه لم يقدم المبلغ كله، إنما وبخه على الغش والكذب. لقد قدم جزءً من الثمن على أنه ثمن الحقل كله، وبهذا يتمكن من أن يأخذ من الصندوق العام ما هو لمعيشته هو وأسرته، فأراد أن يقتني المال مع المديح وينهب مما لا حق له فيه.

لعل حنانيا وسفيرة ظنا أنهما أحكم من كل الموجودين لأنهما يقدمان نصيبًا مما لديهما ويحجزا ما تبقى خفية خشية الأيام الصعبة أو الاحتياج. لم يثقا في كلمة الله ووعده وعنايته بهما، فانقسم قلب كل منهما بين خدمة الله والاهتمام بالزمنيات.

خطيتهما أنهما ظنا بأنهما قادران أن يخدعا الرسل وكل الكنيسة بأنهما تقيان، قدما كل ما عندهما، ولم يعلما أنهما إنما وجها هذا العمل ضد الروح القدس قائد الكنيسة الذي لا تُخفى عنه القلوب.

بعدما تمتع حنانيا بالروح القدس فتح باب قلبه للشيطان حتى يملأه ويملك عليه، فانحاز للشيطان ضد الروح القدس.

v     يوجد فرق بين الأنبياء القدامى والأنبياء الحديثين هكذا: تنبأ القدامى عن خلاص إسرائيل، ودعوة الأمم، وتجسّد المسيح، بينما يتنبّأ الأنبياء المحدثون عن أمور معيّنة أو شعب معيّن كما تنبّأ بطرس عن حنانيا كمثالٍ[245].

v     هل غضب بطرس، طالبًا موت حنانيا وسفيرة؟ قطعًا لا، إنما أراد الله ألا يهلك الآخرون باقتدائهم بهما[246].

v     لقد هلك لأنه خدع، وكان يمكنه ألا يقدم شيئًا بالمرة دون ممارسة الخداع. لكنه إذ دخل بالخداع إلى العمل لم ينتفع بحريته بل دفع ثمن خداعه[247].

القديس أمبروسيوس

لم تكن خطية حنانيا في احتفاظه بجزء من المبلغ، بل في كذبه وريائه حيث أراد أن يظهر كمن كرس حياته وممتلكاته بالكامل لله، بينما يحتفظ في قلبه بمحبة المال وملكية عدو الخير عليه. إنها خطية التكريس الصوري المزيف، إذ كذب على الله فاحص القلوب.

v     كان حنانيا فقيرًا عندما باع أرضه وقدم المال للرسل، إذ لم يكن قادرًا أن يفي بالدين بل شغل نفسه بالأكثر (بالمال). وكانت الأرملة غنية، هذه التي قدمت فلسين في الخزانة، التي قال عنها المسيح: "هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع" (لو21: 3). فإن الله لا يطلب مالاً بل إيمانًا[248].

القديس أمبروسيوس

v     يجب على كل أحدٍ أن يعطى اهتمامًا عظيمًا لئلا يسلبه "الكذب"، لأن الكذاب لا يتحد مع اللّه.

الكذاب غريب عن اللّه. ويقول الكتاب المقدس بأن الكذاب هو من الشيطان إذ هو "كذاب وأبو الكذاب" (يو 44:8).

هكذا ُدعي الشيطان أبو الكذاب، أما الحق فهو اللّه، إذ يقول بنفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14).

أما ترون إذن كيف أننا نصير غرباء عن اللّه بالكذب وبمن نتحد (عن طريقه)؟! لذلك إن أردنا بحق أن نخلص، يلزمنا أن نحب الحق بكل قوتنا وكل غيرتنا، ونحرس أنفسنا من كل كذب، حتى لا يفصلنا عن الحق والحياة.

الأب دوروثيؤس

v     وعد حنانيا الله أن يعطيه كل أمواله مترجيًا أن ينال مجدًا من الناس. لكن بحجزه جزءٍ من ثمن بيعه لممتلكاته لم يجنِ سوى غضب الله، من خلال كذبه على بطرس الرسول، ولم يكن في قلبه مكان للتوبة[249].

القديس باسيليوس الكبير

لم تشغل قلوب الرسل كميات الأموال التي تقدم عند أرجلهم، لكن ما كان يشغلهم الحب الذي في قلوب المؤمنين. لهذا فبروح القوة أراد الرسول أن ينتزع قناع الرياء الذي ارتداه حنانيا ليخفي محبة العالم التي سيطرت على قلبه. لم يشغله المال، بل النفوس لئلا تهلك حتى ولو قدمت أموالاً كثيرة للخدمة الكنسية في أية صورة من صورها.

v    جاءت كلمة "اختلس" هنا في اليونانية ذاتها التي ترجمت "خان" بالنسبة لعخان بن كرمي (يش 7: 1).

v     من يبيع ممتلكاته لأنه يحتقرها ويطلب جحد العالم يمكنه ألا تكون رغبته في بيعها كما لو كانت أمرًا عزيزًا لديه. لتعتبر ما تنفقه على ثوب عرسك كمن يقتني مالاً.

يوجد قول قديم أن البخيل يفقد بقدر ما يحتفظ به من مال كأنه لا يملكه.

المؤمن يملك عالم الغنى كله، وغير المؤمن ليس لديه فلس واحد.

لنحيا دومًا كمن لا يملك شيئًا، ونحن نملك كل شيء (2 كو 6: 10).

القوت والكسوة هما ثروة المسيحي (1 تي 6: 8).

إن كانت ممتلكاتك في سلطانك بعها، وإن لم تكن فأطردها[250].

القديس جيروم



والمجد لله دائما