«  الرجوع   طباعة  »

كيف يصف الكتاب المقدس ان الشيطان هيج الله وما ذنب ايوب ؟ ايوب 2: 3 و ايوب 1

 

الشبهة 

 

سفر أيوب الإصحاح الأول و الثاني و خاصة هذه الفقرة

2: 3 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي أيوب لأنه ليس مثله في الأرض رجل كامل و مستقيم يتقي الله و يحيد عن الشر و إلى الآن و هو متمسك بكماله و قد هيجتني عليه لابتلعه بلا سبب

لقد جعل الكتاب المقدس الشيطان يوسوس للرب و يثيره و يهيجه و يوعز له بعض الأفعال و المشكلة أن الرب يكتشف ذلك و ينساق له , و هذا في حق الرب فكيف بحق البشر ؟!

 

الرد

 

في البداية معني كلمة هيجتني في العبري  ותסיתני

H5496

סוּת

sûth

sooth

Perhaps denominative from H7898; properly to prick, that is, (figuratively) stimulate; by implication to seduce: - entice, move, persuade, provoke, remove, set on, stir up, take away.

تعني وخذ ( مجازيا ) تحفيز اغواء نقل اقناع ازالة تعيين علي اتخذ بعيدا 

 

قاموس برون 

H5496

סוּת

sûth

BDB Definition:

1) to incite, allure, instigate, entice

1a) (Hiphil)

1a1) to incite (to a request)

1a2) to allure, lure

1a3) to instigate (bad sense)

Part of Speech: verb

A Related Word by BDB/Strong’s Number: perhaps denominative from H7898

تحريض علي , تحريض علي ارتكاب, اغراء تحريض ...

قاموس كلمات الكتاب 

It is also used of getting a person to concede or agree to something in a neutral or positive sense (Jos_15:18Jdg_1:14Job_36:16).

تستخدم ايضا بمعني حصول شخص علي تنازل او موافقة علي شيئ من ناحية ايجابية او محايدة 

فاستخدمت فعلا بمعني حول في 2 اخبار 18: 31 وبمعني يطلب من  

فادق معني للكلمة هو في هذه الجملة ( طلبت ان تحصل مني علي موافقة ضده ) 

فلغويا الكلمة لا يوجد فيها اي اسائة وبخاصة انها مجازية وتؤكد ان الشيطان طلب موافقه من الله ان يجرب ايوب 

وما يؤكد هذا المعني هو ما جاء في الاصحاح الاول 

1: 6 و كان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب و جاء الشيطان ايضا في وسطهم 

1: 7 فقال الرب للشيطان من اين جئت فاجاب الشيطان الرب و قال من الجولان في الارض و من التمشي فيها 

1: 8 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب لانه ليس مثله في الارض رجل كامل و مستقيم يتقي الله و يحيد عن الشر 

1: 9 فاجاب الشيطان الرب و قال هل مجانا يتقي ايوب الله 

1: 10 اليس انك سيجت حوله و حول بيته و حول كل ما له من كل ناحية باركت اعمال يديه فانتشرت مواشيه في الارض 

1: 11 و لكن ابسط يدك الان و مس كل ما له فانه في وجهك يجدف عليك 

1: 12 فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له في يدك و انما اليه لا تمد يدك ثم خرج الشيطان من امام وجه الرب 

فالرب لم يفعل شيئ ضد ايوب ولكن هو سمح للشيطان ان يجربه بل الرب يعرف قبل ان يتكلم الشيطان بانه يريد ان يجرب ايوب.

 

ثانيا الله لا يجرب بالشرور 

مكتوب في الانجيل في 

رسالة معلمنا يعقوب 

1: 12 طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه 

1: 13 لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور و هو لا يجرب احدا 

1: 14 و لكن كل واحد يجرب اذا انجذب و انخدع من شهوته 

1: 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية و الخطية اذا كملت تنتج موتا 

 

 

والشيطان هو المجرب وهذا اسمه 

 

إنجيل متى 4: 3

 

فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا».


 رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 3: 5

 

مِنْ أَجْلِ هذَا إِذْ لَمْ أَحْتَمِلْ أَيْضًا، أَرْسَلْتُ لِكَيْ أَعْرِفَ إِيمَانَكُمْ، لَعَلَّ الْمُجَرِّبَ يَكُونُ قَدْ جَرَّبَكُمْ، فَيَصِيرَ تَعَبُنَا بَاطِلاً.

 

فنفهم من هذا ان الشيطان هو الذي جرب ايوب ولكن كل شئ يتم بسماح من الله لان لايوجد شئ في السماء او علي الارض يتم بدون السماح من الله فهو 

 

سفر إشعياء 45: 7

 

مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ

 

فبغياب النور يكون ظلمه وبغياب سلام الرب يكون شر فقبل ان يجرب المجرب احد لابد ان يكون اولا بسماح من الله كما حدث في قصه ادم وحواء وقصة ايوب وتجارب كثيره لتكون عبره ودرس لابناؤه 

ففي قصة ايوب يدل ان الشيطان لا يستطيع ان يفعل شيئ بدون سماح الله ولكن ارادة الله حتي لو سمح للشيطان ان يجرب ان يحولها للخير 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

 

فخطة الشيطان دائما هدفه الشر لانه شرير ودائما يشتكي علي ابناء الرب 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 10

 

وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.

 

فهذا ما يفعله الشيطان ويريد ان يوقع الكل في الخطيه وهدفه انه بضربة ايوب ليدمره

ولكن الله هدفه ان يجعل ايوب متضع ويعطينا درس روحي مهم مثلما فعل تماما مع ايوب 

فالامر بالحقيقه كان هناك خطيه بدات تتسلل لقلب ايوب وساتي الي هذه النقطه لا حقا في جزء ما ذنب ايوب

 

الاعداد تقول 

سفر ايوب 2

2: 1 و كان ذات يوم انه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب و جاء الشيطان ايضا في وسطهم ليمثل امام الرب 

2: 2 فقال الرب للشيطان من اين جئت فاجاب الشيطان الرب و قال من الجولان في الارض و من التمشي فيها 

2: 3 فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي ايوب لانه ليس مثله في الارض رجل كامل و مستقيم يتقي الله و يحيد عن الشر و الى الان و هو متمسك بكماله و قد هيجتني عليه لابتلعه بلا سبب 

وسؤال هل الرب محصور في مكان وياتي الي الملائكه ؟  

بالطبع لا  لان الموقف المذكور هنا ليس موقف حرفي ولكن موقف رمزي كما ان ابونا انطونيوس  يشرح هنا ان الكاتب الملهم بالروح القدس يري منظراً سماوياً وأحاديث دارت بين الله والشيطان في وجود الملائكة. ومثل هذا المنظر لم يراه إنسان ولا يمكن أن يتخيله إنسان، فالسماء فيها ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان. ولكن هذا المنظر التصويري أن الملائكة تجتمع في حضرة الله يتلقون أوامرهم منه ثم يأتون ليقدموا تقريراً عما فعلوه، ويأتي الشيطان المشتكي وسطهم ليشتكي على البشر هو تصوير بلغة البشر على قدر ما نفهم فالقصة حقيقية ولكن لانها اعلي من تصورنا يذكرها لنا بطريقة مجازية لنفهمها علي قدر احتمالنا، وهكذا نجد بولس الرسول يعيد رسم نفس المنظر في رو 33:8، 34 وهناك بعض الملاحظات على هذه الآية:-

1.       كان الشيطان طليقاً قبل مجئ السيد المسيح، ولما تجسد الرب متأنساً... ربط إبليس وقيده رؤ 1:20-3. وتقييده معناه أنه لا يستطيع أن يجرب الناس على هواه بل هو الآن مثل كلب مربوط بسلسلة فلا يستطيع أن يعض إلا من يدنو منه، هو قد يعوي نابحاً، ويرهب مفزعاً الناس لكنه لا يقدر أن يعض إلا من يقترب إليه. 

2. لقد تحدى إبليس الله وصار عدواً له، بل وصار كل إنسان يتقى الله عدواً لإبليس، يحارب عبادته وخضوعه لله. 

3.       كان الشيطان في بادئ خلقته كاروباً مظللاً منبسطاً يحيط بالعرش الإلهي. لقبه الوحي الإلهي زهرة بنت الصبح قبل معصيته. وزهرة بنت الصبح هو كوكب منير يظهر في الصباح وهو ألمع الأجرام السماوية ويسمى فينوس وباللاتينية لوسيفر ولقد سقط الشيطان من هذه الرتبة اللامعة بعد أن كان ممتلئاً من الحكمة فدخله الغرور وبدلاً أن يمجد الله افتخر بنفسه. وبسقوطه تحول من كاروب للمجد إلى شيطان هالك.  وكلمة شيطان من شطن إيل ومعناها خصم أو مقاوم أو ضد الله. وسمي باليونانية ذيافلوس ومعناها مشتكي زوراً أو ثالب ونقلت بالعربية إبليس وهو المفترى ظلماً. ومن أسمائه أيضاً التنين أو الحية القديمة لقوته ودهائه في الحرب وهو يشتكي على البشر دائماً، يكتشف نقاط ضعفهم ويغريهم بالوقوع وإن وقعوا يشتكي عليهم، بل هو أيضاً يشتكي الله في أسماعنا بأن الله قاسى لا يحب الإنسان ومع أي تجربة يقع فيها الإنسان يأتي إبليس ليشتكي الله في اذاننا فإن صدق الإنسان شكوى إبليس وردد معه "لماذا لا يحبني الله ويوقعني في هذا الألم" هنا يذهب الشيطان ليشتكي الإنسان لله بأنه جدف وهذا ما حاوله إبليس مع أيوب. 

4.       نرى في التصوير السابق أن الله هو ضابط الكل والشيطان ليس مطلق الحرية في التصرف بل إن حياتنا يتم تدبير أمورها في السماء... فلماذا نخاف؟ بل لماذا نتساءل عن مصدر أي ألم يقع علينا هل هو من الله أو هل هو من إبليس. وعلينا أن نردد مع أيوب أألشر من الرب لا نقبل؟ فالله هو ضابط الكل وكل ما يحدث هو بسماح منه وتحت سيطرته، بل أن الله في أول مرة سمح لإبليس أن يجرب ايوب في كل شيء ولكن لا يمس جلده وجسمه. وفي المرة الثانية سمح بهذا على أن لا يمس حياته أي لا يموت. فنفهم أن سلطان إبليس محدود وفي حدود ما يسمح به الله. وما يسمح به الله هو لخير الإنسان فالله يحب الإنسان رو 28:8. 

5.       هذا المنظر السماوي:- الله وحوله ملائكته والشيطان في وسطهم يتكرر في الكنيسة على الأرض فكلما يكون هناك تجمع لأولاد الله يدخل إبليس في وسطهم ليزرع الشك والكراهية بينهم. فلنحذر.... فالشيطان جرب المسيح نفسه. 

6.       قبل أن يحدثنا الكتاب عن كيف فاجأت الآلام أيوب، وحلت به في هذا العالم المنظور، حدثنا عن كيف تم تدبير الأمور في السماء في عالم الأرواح، لأن الشيطان الذي كانت بينه وبين أيوب عداوة شديدة بسبب تقواه التمس الإذن ليعذبه من الله فإن كان الله هو الذي يسمح فنحن إذن في يدي الله فلماذ الخوف. 

7.       إعترض البعض كيف يكون للشيطان القدرة أن يصل إلى حيث العظمة الإلهية ومقر الملائكة الأطهار؟‍‍ والرد أن الله ليس محصوراً في مكان (راجع أر 24:23، أش 1:66 +1مل 27:8 + أش 15:57 + مز 1:139-12) فالله موجود في كل مكان ومثول الملائكة والشيطان أمام الله هو تنازل العزة الإلهية وتجليها أمام خليقته سواء البارة أو الأثيمة لكي يكشف مقاصده. ولكن يجب أن نفهم أن هناك فرق فالملائكة تعاين مجد الله وتفرح وتبتهج وتسبح أما إبليس فيرى عدل الله وحكمه ضده فيقشعر ويزداد هيجاناً على أولاد الله، إبليس إذا جاء وسط الملائكة لا يرى مجد الله بل يرى وجه الله الغاضب الذي يدينه. 

 

ولهذا الشيطان يتقدم ويقف كمشتكي امام الله مجازيا وليس بطريقه حرفيه 

وسفر ايوب ليس هو الوحيد الذي صور هذا ولكن ايضا  

سفر زكريا 3

3: 1 و اراني يهوشع الكاهن العظيم قائما قدام ملاك الرب و الشيطان قائم عن يمينه ليقاومه 

3: 2 فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان لينتهرك الرب الذي اختار اورشليم افليس هذه شعلة منتشلة من النار 

وايضا 

سفر الملوك الأول 22:

19 وَقَالَ: «فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.
20 فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هذَا هكَذَا، وَقَالَ ذَاكَ هكَذَا.

21 ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟

22 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا.

23 وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ».

وكلها صور رمزيه وليس صور حقيقية 

وايضا ما جاء في سفر الرؤيا 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 9

 

فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.

فالتعبير هنا مجازي ليصف الامر بما نفهمه . فقصة ايوب حقيقية وحدثت بالفعل ولكن التعبيرات التي بها مجازية للتوضيح ولا يجب ان تاخذ حرفيا

 

والان اتي الي النقطة الهامة وهي ما ذنب ايوب 

الله لا يجرب بالشرور وكنه لا يجبر الانسان علي فعل الخير ولكنه يسمح للانسان بان يختار بين الخير والشر 

سفر التثنية 30: 15

 

«اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ،

والانسان الذي يختار الخير يقف معه الله ويعضده ويسنده ويجعله ينتصر علي اعداؤه ولكن ان اختار الانسان الشر يسمح الله للشيطان بان يجرب هذا الانسان ويغربل رجاله فالله يخلص بكشف الخطيه

وما هي خطية ايوب ؟ 

ايوب بدات تتسرب في قلبه خطية وبسبب التجربة تكشف حتي اعلنها الله له وتاب عنها 

فايوب خطيته هي البر الذاتي فهو كان بار في عين نفسه وهذه الخطية التي لم يعرفها اي احد في البداية ولا الشيطان ولا حتي ايوب نفسه الا الله فقط لان الله هو فاحص القلوب والكلي 

سفر إرميا 17: 10

 

أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23

 

وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.

فالذي يعرف خطية البر الذاتي وراها تظهر في ايوب هو الله اما الشيطان الذي اراد ان يجرب ايوب اعتقادا انه يتبع الرب لاجل عطاياه 

فقال السفر 

32: 1 فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة ايوب لكونه بارا في عيني نفسه 

32: 2 فحمي غضب اليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام على ايوب حمي غضبه لانه حسب نفسه ابر من الله 

بل هو اعترف دون ان يدرك عندما قال 

سفر ايوب 30

30: 1 و اما الان فقد ضحك علي اصاغري اياما الذين كنت استنكف من ان اجعل ابائهم مع كلاب غنمي 

فهو بالفعل كان عنده بر ذاتي وهو يعتقد انه ابر من الكل بل ابر من الله 

سفر أيوب 27: 5

 

حَاشَا لِي أَنْ أُبَرِّرَكُمْ! حَتَّى أُسْلِمَ الرُّوحَ لاَ أَعْزِلُ كَمَالِي عَنِّي.

 

سفر أيوب 31: 6

 

لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ، فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.

 

سفر أيوب 27: 6

 

تَمَسَّكْتُ بِبِرِّي وَلاَ أَرْخِيهِقَلْبِي لاَ يُعَيِّرُ يَوْمًا مِنْ أَيَّامِي.

فهو وصل في اعتقاده في بره الذاتي انه اعتبر ان الله هو الذي نزع حقه 

سفر أيوب 27: 2

 

«حَيٌّ هُوَ اللهُ الَّذِي نَزَعَ حَقِّي، وَالْقَدِيرُ الَّذِي أَمَرَّ نَفْسِي،

بل هو يريد احد يحضر الله الي المحاكمة ليظهر نفسه بار امام الرب

سفر ايوب 9

19 إِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ قُوَّةِ الْقَوِيِّ، يَقُولُ: هأَنَذَا. وَإِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ الْقَضَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُحَاكِمُنِي؟
20 إِنْ تَبَرَّرْتُ يَحْكُمُ عَلَيَّ فَمِي، وَإِنْ كُنْتُ كَامِلاً يَسْتَذْنِبُنِي.
21 «كَامِلٌ أَنَا. لاَ أُبَالِي بِنَفْسِي. رَذَلْتُ حَيَاتِي.

32 لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَانًا مِثْلِي فَأُجَاوِبَهُ، فَنَأْتِي جَمِيعًا إِلَى الْمُحَاكَمَةِ.
33 لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا.
34 لِيَرْفَعْ عَنِّي عَصَاهُ وَلاَ يَبْغَتْنِي رُعْبُهُ.

 

ولهذا بعد ان كشف الرب خطية ايوب بدا يعاتبه 

سفر ايوب 38

38: 1 فاجاب الرب ايوب من العاصفة و قال 

38: 2 من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة 

38: 3 اشدد الان حقويك كرجل فاني اسالك فتعلمني 

 

سفر ايوب 40

40: 3 فاجاب ايوب الرب و قال 

40: 4 ها انا حقير فماذا اجاوبك وضعت يدي على فمي 

40: 5 مرة تكلمت فلا اجيب و مرتين فلا ازيد 

40: 6 فاجاب الرب ايوب من العاصفة فقال 

40: 7 الان شد حقويك كرجل اسالك فتعلمني 

40: 8 لعلك تناقض حكمي تستذنبني لكي تتبرر انت 

 

سفر ايوب 42

42: 1 فاجاب ايوب الرب فقال 

42: 2 قد علمت انك تستطيع كل شيء و لا يعسر عليك امر 

42: 3 فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة و لكني قد نطقت بما لم افهم بعجائب فوقي لم اعرفها 

42: 4 اسمع الان و انا اتكلم اسالك فتعلمني 

42: 5 بسمع الاذن قد سمعت عنك و الان راتك عيني 

42: 6 لذلك ارفض و اندم في التراب و الرماد 

 

وأراد الله بهذه التجربة أن ينقيه وينجيه. فالله سمح أن يذله وترك الشيطان يجربه وذلك لمنفعته. الشيطان كان يريد إسقاطه أما الله فكان يقصد إصلاح عيوب أيوب الناشئة عن البر الذاتي لينال مكافئة اكبر في الابدية. فالشيطان يشتكي ليل نهار فاكيد هو اشتكي علي ايوب كثيرا ولكن الرب اختار هذا الوقت ان يسمح للشيطان بتجربة ايوب لينقي ايوب 

والرب الطيب حول هذه التجربة للخير فليس فقط 1 انه نقاه من خطية البر الذاتي بل ايضا

2 جعله مثال للصبر والاحتمال والبر عبر الاجيال 

3 عوضه ببركات ارضيه ايضا كثيره

سفر ايوب 42 

42: 10 و رد الرب سبي ايوب لما صلى لاجل اصحابه و زاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفا 

4 اكرمه علي اصحابه واظهر من خلال ايوب ايضا اخطائهم 

سفر ايوب 42

42: 7 و كان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك و على كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب 

42: 8 و الان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب 

42: 9 فذهب اليفاز التيماني و بلدد الشوحي و صوفر النعماتي و فعلوا كما قال الرب لهم و رفع الرب وجه ايوب 

5 اعطاه ايضا كرامه في عين اخوته واعطوه هدايا كثيرة 

سفر ايوب 42

42: 11 فجاء اليه كل اخوته و كل اخواته و كل معارفه من قبل و اكلوا معه خبزا في بيته و رثوا له و عزوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه و اعطاه كل منهم قسيطة واحدة و كل واحد قرطا من ذهب 

42: 12 و بارك الرب اخرة ايوب اكثر من اولاه و كان له اربعة عشر الفا من الغنم و ستة الاف من الابل و الف فدان من البقر و الف اتان 

42: 13 و كان له سبعة بنين و ثلاث بنات 

42: 14 و سمى اسم الاولى يميمة و اسم الثانية قصيعة و اسم الثالثة قرن هفوك 

42: 15 و لم توجد نساء جميلات كبنات ايوب في كل الارض و اعطاهن ابوهن ميراثا بين اخوتهن 

42: 16 و عاش ايوب بعد هذا مئة و اربعين سنة و راى بنيه و بني بنيه الى اربعة اجيال 

42: 17 ثم مات ايوب شيخا و شبعان الايام 

 

فالرب رغم انه في الظاهر سمح بالشر ولكن هو في الحقيقه اراد الخير لايوب بحكمته كما وعد وقال 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

 

والمجد لله دائما