فرضية المصدر الازائي السينوبيتي تاريخها والرد عليها

 

Holy_bible_1

 

اعتقد الكثير سمع عن تعبير الاناجيل الازائية، منهم البعض بدا يستخدمها في وصف الثلاثة بشاير لمتي البشير ومرقس البشير ولوقا البشير بمعني فقط متشابهين بدون ان يدرك معني هذه التعبير وابعاده وما يدور حوله من نقاش عند النقديين والغير مسيحيين. والقلة يفهم المعني الحقيقي. فهنا اشرح هذه الفرضية وتاريخها وخطأها. 

في البداية اقول انها فرضية وليست حتى نظرية لان الفرق بين الفرضية والنظرية ان النظرية هي تفسير لملاحظات ولها بعض الادلة والتطبيقات اما الفرضية فهو مجرد تخمين مبني على ملاحظات لا دليل قوي عليه.  في البداية ما هي المصدر الازائي المتعلق بالمشكلة السينوبتية وما هي هذه المشكلة. 

كلمة سينوبتية Synoptic هي من الكلمة اليوناني سينوبتيكوس  συνοπτικός

وتعني متكاملة ومتشابهة او متوازية. وحتى هذا المعنى لا يوجد اشكالية فالأناجيل وبخاصة الثلاثة الأوائل بالفعل فيها تشابهات وتكاملات لأنها تكمل بعضها بعضا بطريقة رائعة من الوحي الإلهي وأيضا تتكلم عن نفس الامر وهو حياة والام وصلب وموت وقيامة وصعود الرب يسوع المسيح.

ولكن النقديين في العصر الحديث بناء على التشابهات انشأوا علم جديد سموه 

Source Criticism او نقد المصدر ومنها نشأ تعبير الاناجيل الثلاثة الإزائية أي المتوازية او المتشابهة وهذه فرضية ليس لها اصل من الصحة بل هي مرفوضة من التقليديين تماما لأنها ضد معنى الوحي الكتابي. وهي تعني باختصار المصدر الذي نقل منه الثلاث اناجيل ولهذا هم متشابهين. 

بل بعد هذا خرج علم حديث اخر اسمه نقد التنقيح Redaction Criticism وهو الذي يبحث فى دراسة التغييرات التي قام بها كل من متى ولوقا في نقلهما عن مرقس أو عن المصدر

لدراسة المشكلة السينوبتية. 

ارجوا الرجوع الي ملف 

الوحي. نظريات الوحي المختلفة. مفهوم الوحي من الفكر المسيحي.

وباختصار الوحي المسيحي كلي اي الكتاب كله موحي به من الله تفاعلي اي الله والانسان فالله اوحي بكلامه وايضا احتفظ الانسان بشخصيتهم وفكرهم وفلسفتهم وبيئتهم وعلمهم واختباراتهم ومشاعرهم وظروفهم ولم يلغيها الله ولهذا نري تعبيرات الراعي مثل داوود ( عصاك وعكازك ومرعي خضر وجداول المياه والسموات وغيرها من التعبيرات ) وامثال الملك الحكيم مثل سليمان ( مغنيين وحظايا الملوك والذهب الموشي وقصور وعاج )وكلمات الذي تربي بحكمة مصر مثل موسي (قوره ورجاء وحكمه )وكلمات صيادي السمك مثل التلاميذ ( سمكا كبيرا 153 وصيادي الناس ) والفيلسوف مثل بولس الرسول ( منطق وفلسفه وحياه )

فالوحي الكتابي هو تأثير إلهي مباشر من الله الي الانسان فيقدم الحق الكتابي بدون اخطاء والروح القدس اعطي لكتاب الوحي لا الافكار فقط ولكن ساقهم وقادهم بحكمته الاهية في انشاء التعبيرات التي كتبوها خالية من الخطأ وعبروا بدقه عن الافكار بدون درجات وعصم الفاظهم عن الخطأ ولم يفقدهم شخصيتهم بل ظهور شخصيتهم يمثل العنصر البشري وحفظ تعبيراتهم من اي خطا يمثل العنصر الالهي  

والدليل الكتابي انه مكتوب 

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 21

 

لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16

 

كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،

 

سفر صموئيل الثاني 23: 2

 

رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي.

 

سفر إرميا 1: 9

 

وَمَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ.

 

سفر حزقيال 3: 4

 

فَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، اذْهَبِ امْضِ إِلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَكَلِّمْهُمْ بِكَلاَمِي.

 

إنجيل متى 24: 35

 

اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 4

 

وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ،

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 13

 

الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2: 13

 

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ

وتأكد دقة هذا الوحي بالنبوات وتحقيقها بدقة شديدة يؤكد أن الوحي المسيحي ليس بعض الكلمات البشرية او الهام او غيره. 

ولكن بعض المدارس النقدية الغربية لا تنظر للكتاب المقدس بهذه الطريقة بل تعتبر لها الحق في نقد كل شيء فنقدوا نقد أعلى وادني أي المحتوى وأيضا اللفظ لأنهم يدرسوا العهد الجديد فقط كوثيقة أدبية من وجهة نظرة تاريخية فقط. فالناقد الأدبي لا يدرس العهد الجديد بإفراض أنه مُوحى به من الله حتى ولو كان بعضهم مسيحي إنما يدرسه كمجموعة من الوثائق الأدبية التاريخية المجردة التي كتبها بشر فقط. فمن ضمن ما قالوا موضوع المصدر الإزائي

هذا التعبير وهذه الفرضية لم يكن لها اي وجود على الاطلاق قبل منتصف القرن الثامن عشر لا في الشرق ولا في الغرب. وبدا يظهر في الغرب في منتصف القرن الثامن عشر مع بداية المدرسة النقدية الغربية وبدا يصل في الشرق حديثا في هذه السنين الاخيرة وللأسف بدا البعض من الشرقيين يأخذوه ويؤمنوا به لأنهم مخدوعين بكلمة علماء النقد النصي فيأخذون كلامهم دون تدقيق بسبب تعبير أنهم علماء، والبعض يكرر بعض التعبيرات دون فهم خلفيتها. 

واول من استخدم هذا التعبير هو باحث النقد النصي جريسباخ في منتصف القرن الثامن عشر الذي تكلم عن تشابه وتكامل الاناجيل الثلاثة واستخدم هذا التعبير على الاناجيل المتشابهة او الازائية.

وبدا من هذا الوقت تظهر بعض الفرضيات التي تحاول تفسير هذا التشابه باي فرضيه غريبة فيقبلوا اي فرضية شاذة الا ما نؤمن به من بداية الكنيسة الاولي وهو ان مصدر التشابه هو الوحي الالهي بالروح القدس. (وبالطبع بعض المهاجمين بشراسة للكتاب المقدس في الشرق من مسلمين وغيرهم ضخموا هذا الموضوع).

ففي محاولاتهم لتفسير التشابه وموضوع المصدر افترضوا فرضيات مثل: 

هل رجعت الاناجيل الثلاثة الي مصدر بدائي واحد اخذت منه واختفى؟ 

ام اخذت من أكثر من مصدر؟ 

ام اعتمدت الاناجيل علي بعضها بعضا؟ 

ام اخذت من المصدر البدائي مع الاناجيل الأخرى؟

وبعضهم يقول انها مشكلة لم نجد لها حل بعد ونأمل أن نصل لحل لها قريبا (اخترعوا مشكلة لعدم قبولهم معنى الوحي والان يتعبوا أنفسهم بحثا عن الحل)

وندرس بعض فرضياتهم ولأنه لا يوجد أدلة على فرضياتهم فستكون الأدلة هي مجموعة من التساؤلات

المصدر كيو 

اول فرضية هي ان المبشرين الثلاثة اخذوا من مصدر اولي واحد مكتوب وهذا المصدر لقبوه بالألماني بالمصدر كويل Quelle واخذوا اول حرف من هذه الكلمة وأصبح يطلق عليه المصدر كيو Q هذا المصدر لا يوجد اي دليل عليه الا فرضياتهم التي ليس لها أصل وبعض التحليلات التي يقدموها

وقالوا انه العامل المشترك بمعني متي البشير ومرقس البشير ولوقا البشير الثلاثة كان عندهم نسخة من المصدر كيو ونقلوا منه واضافوا عليه من نفسهم. 

وبعضهم قال انه أقرب الي انجيل مرقس لذالك بعضهم سماه ما قبل مرقس اي

Proto Mark

وبعضهم وضع سلسلة من الافتراضات من خياله مثل انه الاصل كتب بالعبري ثم ترجم هذا الاصل العبري الي يوناني مع بعض التعديلات ثم ظهرت نسخة اخري العبري منها مع بعض التعديلات والاضافات الأخرى واستخدمها متي البشير واستخدم لوقا البشير انجيل متي مع النسخة اليوناني المعدلة وهكذا.

والبعض ينادي بانه يمكن تجميع هذا المصدر من الثلاثة اناجيل بل بدا بعضهم من المتحررين ان يبدا يكتب هذا المصدر كما لو كان أصبح امر واقع مسلم به رغم انه فرضية من الخيال (معي نص هذا المصدر). فقط لان من تكلم عن هذا الخيال يلقبوهم بعلماء النقد النصي.

ولكن نعود بهم الي ارض الواقع ونتساءل.

اين هو هذا المصدر؟ 

واين هي مخطوطاته؟ اليس عدم وجوده يشير الي احتمالية قوية وهي عدم وجوده؟

ولو الإجابة على هذه الأسئلة بالصمت أذا هذا المصدر المزعوم هو فقط فرضية خيالية.

عندنا ما يقرب من 25000 مخطوطة للكتاب المقدس فلماذا لا يوجد له مخطوطة واحدة وسط كل هذا؟

وجود مخطوطات تعود للقرن الاول لها، او بفترة قصير جدا مثل البردية 52 و64 و46 التي تظهر اهتمام المسيحيين في القرن الأول بالأناجيل وقدسيتها وقانونيتها ونسخها ونشرها والتبشير بها. فهل اهتموا بالذين نقلوا من المصدر مثل متى ومرقس ولوقا ويتركون المصدر نفسه؟ 

هذا يثبت ان هذا المصدر هو فرضية وهمية.

ايضا الترجمات القديمة جدا التي من منتصف القرن الثاني مثل اللاتينية القديمة وبعض السريانية لماذا ترجمت الاناجيل وبقية اسفار العهد الجديد بكل دقة ووضعتها معا بترتيب وبقدسية عالية ولم تهتم بالمصدر كيو؟ 

الا لو كان هذا المصدر لا وجود له اصلا 

ولماذا ينقل كتبة الوحي مثل متي ومرقس ولوقا من مصدر كيو عن حياة الرب يسوع ان كانوا هم شهود عيان وهم سمعوا اقوال المسيح بنفسهم وراؤا بعيونهم احداث حياته؟ 

ألا يعني هذا عدم وجوده!

واين قال كتبة الوحي انهم اخذوا من انجيل اخر اسمه كيو أقدم منهم؟ 

هل كانوا غير أمناء لدرجة انهم لا يشيروا لهذا المصدر الذي نقلوا منه رغم انهم أشاروا عندما اقتبسوا من العهد القديم؟ فمتى أشار الي اشعياء فقط 6 مرات عندما يقتبس منه وأشار الي ارميا 3 مرات عندما يقتبس منه. فلماذا خالف أسلوبه ولم يكتب اسم المصدر كيو عندما ينقل منه؟

هذا يؤكد أنه لم يوجد مصدر ينقلوا منه.

بل بقية كتبة الوحي في العهد الجديد شهدوا لبعضهم فلماذا لم يشير اي منهم الي هذا الانجيل؟

والكنيسة من بدايتها تستخدم الاناجيل في الصلوات والقراءات الكنسية وقسمتها الي اجزاء قراءة بأسماء المبشرين ووضحت قدسيتها، وكانت من البداءة جزء من اللتروجيات فلماذا قسمت الاربع اناجيل ومعنا مخطوطاتها بكم ضخم جدا لكتب القراءة الكنسية وتركت هذا المصدر كيو واستخدمت فقط الاربع اناجيل الذين نقلوا منه؟ 

هذا يعني انه لم يكن موجود في أي كنيسة على الاطلاق ويعني أنه لا وجود له.

ولماذا ينقل الثلاث مبشرين متى ومرقس ولوقا من مصدر رغم ان كل منهم في منطقة جغرافية مختلفة وقت كتابة اناجيلهم أي انه منتشر ولكن هم فقط الذين يعرفون عنه وينقلون منه والكنائس لا تعرف عنه شيء؟

ولماذا الاباء لم يتكلم اي منهم عبر الاجيال من تلاميذ التلاميذ من القرن الاول ومن بعدهم عن هذا الانجيل رغم انهم ذكروا الاربع اناجيل من القرن الاول الميلادي واقتبسوا منها بدقة وذكروها بالاسم؟ 

لماذا في كل القوائم لقانونية الاسفار من منتصف القرن الثاني وما بعده ذكرت اسماء الاسفار القانونية بأسماء كتابها وتوضيح قانونيتها وأنها مكتوبة بالوحي الالهي ولكن لا يوجد قائمه واحده من هذا الكم الضخم من القوائم اشارت الي هذا المصدر؟

بل قبل هذا القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الذي وقف ضد ماركيون في محاولته حذف اعداد من انجيل لوقا ودافع بكل قوة عن كل كلمة من انجيل لوقا ورفض حذفها مؤكدا قدسيتها ورفض حذف كلمة من الوحي المقدس، لماذا لم يهتم بمصدر كيو ولم يتكلم عنه؟  

ولا يقول لي أحدهم ان هذا الاصل او هذه المصادر اختفت فهي حجة غير مقبولة لان الكنيسة الاولي تكلمت عن الاناجيل الغير قانونية وذكرتها واسمها ونصوصها وردت على فكرها الخطأ بل عندنا مخطوطات للأناجيل الغير قانونية. فلماذا يهتموا بالكلام عن الاناجيل الغير قانونية وشرح فكرها الخطأ ولا يتكلموا عن المصدر كيو الذي هو مصدر الاناجيل الثلاثة؟

بل امر مهم جدا وهو واحد مثل العلامة تيتان تلميذ يستينوس الشهيد تلميذ التلاميذ بذل مجهود ضخم في كتابة كتاب الدياتسرون اي من خلال الاربعة تقريبا سنة 160 م فهو قام بتقسيم الأناجيل الأربعة، وإعادة تجميعها في كتاب واحد بطريقة متوازية دعاه الدياطسرون ومعناه الرباعي أو اتفاق الأجزاء الأربعة (ويُطلَق عليه الإنجيل الرباعي، أو المصنوع من أربع) فلماذا يبذل هذا المجهود لو كان عنده المصدر كيو الواحد؟

وبعده العلامة اوريجانواس بكتاباته الضخمة وتجمعاته المختلفة في الهكسبلا وغيره، لماذا لم يستخدم هذا المصدر بل كل المجهودات التي قام بها في الاربع اناجيل فقط؟ 

والعلامة ترتليان يتكلم عن قدسية الاربع اناجيل وعن وجود النسخ الاصلية في زمنه للأربع اناجيل المكتوبة بإرشاد الروحي القدس وموجودة هذه النسخ الاصلية في كنائسهم

Age iam, qui uoles curiositatem melius exercere  in negotio salutis tuae, percurre ecclesias apostolicas  apud quas ipsae adhuc cathedrae apostolorum suis locis praesident, apud quas ipsae authenticae litterae eorum recitantur sonantes uocem et repraesentantes faciem uniuscuiusque .

“Come now, you who would indulge a better curiosity, if you would apply it to the business of your salvation, run over [to] the apostolic churches, in which the very thrones of the apostles are still pre-eminent in their places, in which their own authentic writings are read, uttering the voice and representing the face of each of them severally”

Schaff  Philip, Ante-Nicene Fathers, Vol. 3 Latin Christianity: Its Founder, Tertullian p .260

تعالى الآن، انت يا من ستنغمس في فضول أفضل، إذا طبقته لعمل خلاصك. أركض الى الكنائس الرسولية، حيث عروش الرسل مازالوا شاهقين في أماكنهم، والتي تُقرأ فيها كتابتهم الأصلية، حيث يروج الصوت ويُمثل وجه كل منهم بمفرده.

لماذا تكلم عن الاناجيل الأربعة الاصلية وكتابها تلاميذ المسيح ولم يتكلم عن المصد كيو الذي نقل منه المبشرين؟

 

فكل هذه الادلة تؤكد عدم وجود هذا المصدر الخيالي ورغم هذا هم يتكلم النقديون والغير مسيحيين عن هذا المصدر كما لو كان حقيقة للأسف لأنهم فقط لا يقبلوا كل ما هو تقليدي ويعتبروا الكتاب المقدس هو فقط وثيقة تاريخية.

 

فرضية الاقتباس من بعض.

الفرضية الثانية هي ان المبشرين اعتمدوا على بعضهم واقتبسوا من بعض وأشهر هذه الفرضيات

 الاولي: ان متي البشير ولوقا البشير اعتموا على انجيل مرقس البشير لأنه الأقصر. اي انهم اثناء كتابتهم لأناجيلهم كان عندهم نسخه مكتوبة من انجيل مرقس البشير واخذوا منه نصوص بالكلمة واضافوا عليها اقوال اخري. ورغم ان هذه الفرضية حتى لو جدلا كانت صحيحة فلا يوجد فيها إشكالية فبطرس الرسول كان يعرف رسائل بولس الرسول ويهوذا الرسول كان يعرف رسائل بطرس الرسول وهكذا، ولكن هي ايضا غير صحيحة. لان بشارة متى البشير غالبا أقدم من مرقس البشير فكيف ينقل متى البشير من بشارة مرقس قبل ان يكتبها مرقس البشير اصلا! 

الثانية: البعض اعتمادا على اقوال الاباء ومنهم القديس أوغسطينوس ان متي البشير كتب بشارته اولا فقالوا ان مرقس البشير اعتمد على انجيل متي ثم جاء لوقا البشير واعتمد على انجيل متي وايضا انجيل مرقس. وأيضا رغم لو قبلناها جدلا لا يوجد بها إشكالية ولكن ما هو الدليل على هذا وهم في مناطق مختلفة؟

ولكن جرسباخ كان يري ان لوقا البشير كتب انجيله قبل مرقس البشير ولهذا فهو قال ان لوقا البشير اعتمد على انجيل متي البشير ثم مرقس البشير اعتمد على انجيل متي وانجيل لوقا. ولكن أيضا واعتمد أحدهم على ان متي البشير كتب لوجيا الرب اي اقوال الرب وهذا اعتمادا على مقولة للقديس بابياس ان متي البشير وضع اقوال الرب باللغة العبرية.

ولكن بعضهم نظرا للتشابه بين انجيل متي وانجيل لوقا في اشياء غير موجودة في انجيل مرقس قالوا ان لوقا هو المصدر ونقل منه متى البشير ثم مرقس البشير.

 ولكن أيضا لماذا مرقس البشير يكتب باختصار شديد وهو ينقل من متى البشير ومرقس البشير الذين يكتبون بتفصيل عنه؟

رغم ان كلها فرضيات لا دليل عليها وكل من هذه الفرضيات حتى لو جدلا كانت صحيحة فلا يوجد فيها إشكالية، ولكن هي ايضا غير صحيحة لمن يدرس الفاظ كل انجيل يوناني.

 

فرضية الاقتباس مع المصدر كيو 

البعض بالفرضية الثالثة يفسر بان التشابه بين انجيل متي وانجيل لوقا بإنجيل مرقس والتشابه بين انجيل متي وانجيل لوقا في الاشياء الغير موجودة بإنجيل مرقس ان متي البشير ولوقا البشير استعانوا بإنجيل مرقس مع المصدر كيو كمصدر اخر مع انجيل مرقس فهما اقتبسوا من انجيل مرقس مع المصدر Q. وبالطبع هذا غير دقيق لان مصدر كيو كما وضحت هو فرضية لشيء وهمي ليس له أصل وايضا متى البشير كتب بشارته قبل مرقس البشير.

وهؤلاء يكتبوا مصدر مختلف عن مرقس فيكتبوا فيه ما لم يأتي في مرقس أي عكس السابقين.

والبعض الان ينادي بانه يقدر ان يحصل من انجيل لوقا علي المصدر كيو لأنه بمقارنة افتراضية ما اخذه متي البشير من انجيل مرقس وما اخذه لوقا البشير من انجيل مرقس ان انجيل لوقا يحتفظ بنص أقرب لإنجيل مرقس بناء عليه يكون لوقا أكثر اقتراب الي نص المصدر المجهول كيو.

 

فرضية المصادر المتعددة  

الفرضية الرابعة ان هناك مصادر متعددة منفردة بمعني ان متي البشير اخذ من انجيل مرقس في المتشابه مع انجيل مرقس ومن مصدر كيو في المتشابه مع انجيل لوقا ومن مصدر ثالث رمزوا له بحرف ( م ) اخذ منه متي البشير فقط لم يعرفه لوقا البشير, ولوقا البشير اخذ من مرقس البشير في المتشابه مع انجيل مرقس ومن مصدر كيو في المتشابه مع انجيل متي ومن مصدر ثالث رمزوا له برمز ( ل ) نقل منه لوقا البشير فقط لم يعرفه متى البشير اما مرقس البشير فهو نقل من المصدر كيو فقط او مصدر كيو مع مصدر اخر مجهول ايضا. والرد عليهم في المصادر المتعددة بنفس طريقة الرد على مصدر كيو فهم لا يوجد اي دليل على وجودهم فهذه فرضية عن مصادر وهمية لا أصل لها.

 

كل هذه الفرضيات مرفوضة ولا يوجد اي دليل عليها وارجوا الرجوع الي ملف 

قانونية انجيل متي وكاتب الانجيل

قانونية انجيل مرقس وكاتب الانجيل

قانونية انجيل لوقا وكاتب الانجيل

فبالفعل يوجد تشبه في الاحداث والسبب هو انهم يقدمون قصة حياة شخص واحد وهو حياة والام وصلب وقيامة الربي يسوع المسيح فلابد ان يكونوا متشابهين. 

وايضا الاربعة لهم مصدر واحد وهو الروح القدس 

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 21

 

لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16

 

كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،

كل كاتب أشبه بقلم في يدّ الروح القدس، لكنّه قلم ماهر، لا يكتب إلا ما يمليه الروح دون أن يفقده شخصيّته وإمكانيّاته ومهارته وبيئته

ولكن اريد أن أوضح حقيقة مهمة 

من يدرس اي جزء من الثلاثة اناجيل سواء احداث او معجزات او امثال او صلوات او غيرها ويقارن الكلمات بالحرف وبخاصة في اليوناني سيجد الكلمات مختلفة ان كانت تعطي نفس المعني مما يؤكد ان الكتب الثلاثة هم شهود عيان سجل كل منهم بأسلوبه وبألفاظه ما رأى وسمع بنفسه ولكن لم ينقل أحدهم من الاخر ولم ينقلوا من مصدر واحد لأنهم لو نقلوا من بعض او لو نقلوا من مصدر واحد لتطابقت الالفاظ. فكل هذه الفرضيات نبعت عن عدم ايمان وعدم اعتراف انهم كتبة الوحي بإرشاد الروح القدس وانهم شهود عيان. 

ففكرة ان انجيلي نقل من اخر كما قلت هذه المشكلة التي لم تعشها الكنيسة الشرقية بوجه عام، وإنما شغلت أذهان دارسي الكتاب المقدّس في الغرب منذ منتصف القرن الثامن عشر، خاصة مع بدء القرن العشرين

ولهذا لن يجد اي مشكك أحد من الاباء المعاصرين او التاليين لكتبة الاناجيل يقول هذا الكلام على الاطلاق ولكن فقط نقاد القرن التاسع عشر والعشرين الذين قسم كبير منهم غير مسيحيين اصلا وقسم اخر نقاد مسيحيين راديكاليين ودراستهم للأناجيل دراسة تجريديه على أنه وثيقة فقط وتفترض كل شيء وتقفز لأغرب الاحتمالات والآراء الشاذة

فكما قال ابونا تادرس يعقوب. 

الفارق بين الفكر الشرقي والفكر الغربي في دارسة الكتاب المقدّس، فالشرق بوجه عام خاصة الكنيسة الأرثوذكسيّة يميل إلى الاتّجاه الآبائي الأول، وهو الانشغال بكلمة الله أو الوحي الإلهي بكونه قبول للسيّد المسيح نفسه شخصيًا حيًا نعيش به وفيه ومعه متّجهين بفكرنا نحو الميراث الأبدي، ممتصّة أذهاننا بالملكوت السماوي الداخلي أكثر من الدراسات النقديّة النظريّة. أمّا الغرب فقد صبّ جل اهتمامه خاصة في القرنين التاسع عشر والعشرين نحو الدراسات النقديّة والأبحاث العلميّة في الكتاب المقدّس، الأمر الذي يمكننا أن ننتفع به كثيرًا حتى في بنياننا الروحي وفهمنا لكلمة الله إن قبلناها روحيًا.

 

المهم أن الغريب في هذا الامر انهم يدرسون كلمات وحروف الكتاب المقدس بطريقة تجريدية غريبة همها النقد فقط ومبدأ كل شيء خطأ حتى يثبت صحته ومن يقف امامهم من التقليديين ليقدم اصالة كل كلمة من الكتاب المقدس ردا عليهم واثبات أن كل كلمة صحيحة ومكتوبة بوحي الروحي القدس يكون الرد هو ان التقليديين حرفيين والحرف يقتل. ان نحن التقليديين نقبل الكتاب المقدس ونركز على الروح ولكن عندما نرد على المهاجمين في اصالة كلمات المقدس ووحيه نتهم بالحرفية. هذا قلب الحقائق فهم مهتمين بمهاجمة الحرف ونقده وعندما ندافع نصبح نحن حرفيين. 

فيدعوا أن مرقس نقل من مصدر بعض الالفاظ وعندما نرد كتقليديين ان هذه الالفاظ هي الفاظ مرقس بإرشاد الروح القدس ونقدم ادلة قوية يكون الرد اننا حرفيين ونتمسك بالحرف لهذا نصر أن ندافع عن انها الفاظ مرقس. هذا مبدأ مغلوط.

فأكرر أن الاناجيل الثلاثة لم تنقل من مصدر ولا من مصادر ولكن كتبت بإرشاد الروح القدس ومن عنده دليل من المخطوطات او غيره فليقدمه. ولكن لن اكتفي بهذا بل في التالي ادلة أكثر

 

والمجد لله دائما