التسليم والتقليد

 

Holy_bible_1

 

في البداية هذا الملف ليس ادانة لاحد او مهاجمة اي فكر ولكن فقط توضيح معني التسليم والتقليد ومفهومه الكتابي  

البعض عندما يسمع كلمة التقليد يرفض النقاش مباشرة ويعتبر ان الكلام ضد الكتاب المقدس ولكن من قال ان التقليد ضد الكتاب المقدس. ليس كل التقليد خطأ ومرفوض ولا يحكم علي كل التقليد بما قاله المسيح علي تقليد الشيوخ اليهود الخطأ. فكثير من التقليد لا يتفق فقط مع روح المسيحية بل هو الذي حافظ علي الايمان المسيحي السليم عبر القرون وبالطبع يتفق مع الكتاب المقدس بل حافظ علي الكتاب ويشرحه ويوضحه . 

واحيانا البعض يرفض التقليد وبخاصه عندما يدور نقاش فيه خلاف عن امر طقسي او طائفي والسبب يكون ان الفيصل في شرح النص الكتابي هو ما يشرحه التقليد الابائي فيلجأ البعض من اصحاب فكر حديث او نقدي او عقلاني فقط الي رفض التقليد لانه يشهد لصحة الرائ التقليدي ويرفض الرائ النقدي. ويكون الحجة ان هناك اخطاء دخلت في التقليد ولكن حتي مع هذه الفرضيه فايهما اقبل هل الرائ الحديث الذي لا يوجد في التقليد ولا قال به الاباء الاوائل وليس له دليل قديم يؤكده ام اقبل الرائ التقليدي المؤيد بمفهوم الاباء والتقليد ؟ 

واتفق ان بعض التقليد به اشياء بسيطة غير دقيقة والوحيد المعصوم هو الرب يسوع المسيح وايضا الكتاب الوحيد المكتوب بالوحي الالهي المعصوم من الخطأ هو الكتاب المقدس . وكتابات الاباء ليست معصومة . ولكن السؤال ايهما اقرب للصحة الرائ النقدي الحديث الرافض للتقليد ام الرائ التقليدي للاباء الذين تسلموها من التلاميذ والرسل انفسهم في التعاليم الشفوية بالاضافة الي الانجيل وكتبوا فهمهم وسلموه ايضا حسب وصية الكتاب من القرن الاول وما بعده جيل بعد جيل ؟

وايضا هل عمل الروح القدس الهام جدا وهو الاعلان اي شرح الوحي المكتوب واعلانه للاباء والخدام والشراح وكل الشعب عبر الاجيال هل توقف وترك المسيحيين كلهم يضلوا من القرن الخامس وما بعده حتي تيقظ مره واحده ( بعد غياب اكثر من عشر قرون ) من القرن السادس عشر وبد يشرح للنقديين اخيرا فيقولوا معاني اخري غير التي فهمها التقليديين لمدة خمس عشر قرن وامنوا بها وعاشوها ؟ 

واكرر مره اخري انا اتكلم بصوره عامه ولا ادعي عصمة للتقليد وايضا التقليد ياخذ بدراسة ومقارنة بروح الكتاب لنتاكد من صحته ويخضع للفحص لنتاكد انه صحيح وايضا ناخذ الرائ الذي اتفق عليه الاباء وليس رائ احد الاباء مخالف لباقي الاباء . وايضا التقليد الاقدم هو الاقرب للتعليم الرسولي. ولكن الذي اريد ان اوضحه ان دقة شرح الكتاب من التقليد الاقرب لزمن المسيح وتلاميذه وكتاب الوحي افضل في ايماني من شرح الكتاب الحديث النقدي الذي يخالف التقليد لتلاميذ الرسل  

بعد هذه المقدمة 

معني التسليم والتقليد

التسليم هم باختصار ان الجيل يسلم للجيل الذي بعده التعاليم 

والتقليد هو ان الجيل الحالي يستلم من الجيل الاقدم منه ويقلدوا تعاليمهم  

فالتقليد هو كل تعليم ( سواء شروحات للكتاب المقدس و الايمان المسيحي او طقوس او صلوات او تاملات ) 

 فالتقليد هو كل تعليم وصل الينا عن طريق التسليم الرسولى والابائي أي انه التعليم الشفهي او المكتوب ولكن غير المكتوب في الكتاب المقدس.  

وكلمة التقليد في الكتاب المقدس هي بارادوسيس

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 15

 

فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا.

 

(IGNT+) αραG686 SO   ουνG3767 THEN,   αδελφοιG80 BRETHERN,   στηκετεG4739 [G5720] STAND FIRM,   καιG2532 AND   κρατειτεG2902 [G5720] HOLD FAST   ταςG3588 THE   παραδοσειςG3862 TRADITIONS   αςG3739 WHICH   εδιδαχθητεG1321 [G5681] YE WERE TAUGHT,   ειτεG1535 WHETHER   διαG1223 BY   λογουG3056 WORD   ειτεG1535 OR   διG1223 BY   επιστοληςG1992 ημωνG2257 OUR EPISTLE.  

قاموس سترونج

G3862

παράδοσις

paradosis

par-ad'-os-is

From G3860transmission, that is, (concretely) a precept; specifically the Jewish traditionary law: - ordinance, tradition.

انتقال , ومبدا وبخاصه تقليد الشريعة اليهودية والتعود والتقليد 

 

قاموس ثيور

G3862

παράδοσις

paradosis

Thayer Definition:

1) giving up, giving over

1a) the act of giving up

1b) the surrender of cities

2) a giving over which is done by word of mouth or in writing, i.e. tradition by instruction, narrative, precept, etc.

2a) objectively, that which is delivered, the substance of a teaching

2b) of the body of precepts, especially ritual, which in the opinion of the later Jews were orally delivered by Moses and orally transmitted in unbroken succession to subsequent generations, which precepts, both illustrating and expanding the written law, as they did were to be obeyed with equal reverence

Part of Speech: noun feminine

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G3860

تسليم , يقدم للذي بعده, عملية التسليم, استسلام المدن, تسليم الذي بعده الذي يتم عن طريق كلمة الفم او الكتابة بمعني تقليد بتوجيه او السرد , بموضوعية عن الذي تم تسليمه ومواضيع التعليم , جسم التعليم وبخاصة الطقوس الذي هو اراء اليهود في وقت لاحق الذي كان شفويا تم تسليمه بواسطة موسي وشفويا انتقل علي التوالي بدون انقطاع الي الاجيال اللاحقة .....

 

وايضا قاموس دراسة الكلمة 

G3862

 

παράδοσις

parádosis; gen. paradóseōs, fem. noun from paradídōmi (G3860), to deliver in teaching. A tradition, doctrine or injunction delivered or communicated from one to another, whether divine (1Co_11:22Th_2:152Th_3:6) or human (Mat_15:2-3Mat_15:6Gal_1:14Col_2:8). In Mar_7:3Mar_7:5, the expression "the tradition of the elders" occurs. The Pharisees delivered to the people by tradition their ancestors' many injunctions which were not written in the Law of Moses. For this reason the sect of the Sadducees rejected them, saying that what was written should be esteemed obligatory, but that which came from oral tradition need not be observed. Thus, Josephus explains the expression "the traditions of the elders" or of the Pharisees. The words of the elders were considered more desirable than the words of the prophets.

Syn.: dógma (G1378), ordinance, decree; diatagḗ (G1296), ordinance, disposition; éthos (G1484), custom.

 

فمن هذا نفهم ان معلمنا بولس الرسول يوصي بان نتمسك التقليد الشفوي او المكتوب  

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 15

 

فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 2

 

فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 3: 6

 

ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا.

 

وكلمة التسليم باريلابيتي

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 9

 

وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.

 

قاموس سترونج 

G3880

παραλαμβάνω

paralambanō

par-al-am-ban'-o

From G3844 and G2983; to receive near, that is, associate with oneself (in any familiar or intimate act or relation); by analogy to assume an office; figuratively to learn: - receive, take (unto, with).

يستقبل مقربة , بمشاركة الشخص, مجازي يتعلم يتسلم ياخذ.

 

وهذا ايضا ما علمنا الكتاب 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 17

 

فَشُكْراً للهِ، أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيدًا لِلْخَطِيَّةِ، وَلكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 2

 

فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 23

 

لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا


رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 3

 

فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ،


رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 9

 

وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.


 
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2: 13

 

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ.


رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 1

 

فَمِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَسْأَلُكُمْ وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وَتُرْضُوا اللهَ، تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ.

 

فالتقليد والتسليم او استلام التقليد هو وصية كتابية

وهو واضح انه من قبل كتابة العهد القديم وايضا من قبل كتابة العهد الجديد 

وهنا اتسائل 

هل الرب يسوع المسيح رفض كل التقليد المسلم من قبل الميلاد ؟

الاجابة لا الرب يسوع المسيح رفض بعض اخطاء اليهود في التقليد ولم يرفضه كله فهو قال 

انجيل متي 23

1 حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ
2 قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ،

3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.

حتي التقليد اليهودي القديم في زمن المسيح ليس كله خطا فيوجد الكثير منه صحيح ولهذا شهد له العهد القديم واستشهد به الرب يسوع وتلاميذه  

التقليد قبل العهد القديم والادلة من الكتاب المقدس عليه

يبدا تسليم التقليد بداية من ابينا ادم والدليل علي ذلك هو 

نجد هابيل قدم قربان 

سفر التكوين 4

 4: 4 و قدم هابيل ايضا من ابكار غنمه و من سمانها فنظر الرب الى هابيل و قربانه 

هابيل قدم القربان وهو 

ذبيحة حيوانية

من الحيوانات الطاهرة وهي الغنم 

من الابكار 

من الغنم الصحيحة فهي اسمانها

وكل هذا ينطبق عليه شروط الذبائح التي كتبت بعد ذلك بكثير في سفر اللاويين 

فالسؤال هو . من اين عرف هابيل فكرة القربان وهو ذبيحة دموية ؟ ومن اين عرف الشروط التي تنطبق علي هذه الذبيحة اي حيوان طاهر ومن الابكار وبلا عيب ؟

الاجابة الوحيدة ان هابيل تسلم ذلك بالتقليد الشفوي من ابيه ادم وادم تسلمها من الله قبل ان يكتب موسي الشريعة للذبائح والمحرقان بزمن طويل جدا 

 

وايضا نتابع نفس الامر ونجد ان نوح يعرف الفرق بين الحيوانات الطاهرة والغير طاهرة 

 سفر التكوين 7: 2

 

مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى.

والله لم يحتاج ان يشرح لنوح ما هي الحيوانات الطاهرة وما هي الحيوانات الغيرة طاهره وهي التي جاءت بالطبعد فيما بعد ذلك بقرون طويلة في شريعة موسي في لاويين 11 

وايضا السؤال من اين عرف نوح انواع الحيوانات ؟ 

الاجابه غالبا عرفها من التسليم من ادم الي شيث حتي وصل التسليم الي نوح فلما قال له الله خذ من الحيوانات الطاهره كان يعرف هو بالتسليم من التقليد ما هي هذه الحيوانات الطاهرة 

 

وايضا في امر نوح يوجد حدث اخر قام به دون ان يطلب منه الرب وهو تقديم محرقة علي مذبح 

سفر التكوين 8: 20

 

وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ،

فهو يعرف المذبح رغم انه لم تكن هناك وصية مكتوبة بعد بمواصفات المذبح 

وايضا يعرف ان المحرقات تقدم من البهائم الطائرة والطيور الطاهرة 

ويعرف ان من التقدمات يوجد نوع ويسمي المحرقات 

وايضا نفس السؤال من اين عرف كل هذا ؟ والاجابة بالطبع من التسليم والتقليد الشفوي من جيل الي جيل 

وابراهيم استلم شريعة الختان من الله وانتشره في شعب اسرائيل بالتقليد والتسليم ولم تكتب الا في زمن موسى

 

وايضا الذبائح التي قدمها ابراهيم علي المذابح التي اقامها 

سفر التكوين 12: 8

 

ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.

فهو تسلم من اباؤه بنفس الطريقة التي فعلها نوح وهو ايضا تسلم من اباؤه هذا التقليد 

وايضا ابراهيم فعل امر مهم جدا مع ملكي صادق 

سفر التكوين 14

14: 18 و ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا و خمرا و كان كاهنا لله العلي 

14: 19 و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الارض 

14: 20 و مبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك فاعطاه عشرا من كل شيء 

فايضا من اين عرف ابراهيم الكهنوت المقبول وقبل بركة من ملكي صادق 

وايضا من اين تعلم تقديم العشور وهذا اعترافا بالكهنوت ايضا ؟ كل هذا لم يكن كتب بعد ولكن الاباء البطاركة في هذا الجيل كانوا يعرفوه جيدا من التقليد الذي يسلم من جيل الي جيل 

 

وايضا اسحاق 

سفر التكوين 26: 25

 

فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ، وَحَفَرَ هُنَاكَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ بِئْرًا.

 

وايضا يعقوب 

سفر التكوين 33: 20

 

وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَاهُ «إِيلَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ».

هذا يؤكد استمرار التقليد وتسليمه من جيل الي جيل 

فادم سلم اولاده ما تعللمه من الرب واولاده استمروا يسلموا التقليد جيل بعد جيل الي نوح ومن نوح ايضا سلم اولاده التقليد جيل بعد جيل حتي وصل الي يعقوب 

وايضا يعقوب يعرف شريعة العشور فيقول 

سفر التكوين 28: 22

 

وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».

وهذا ايضا بالتقليد الذي تسلمه من ابيه الذي تسلمه من جده ابراهيم. لانه لم يكن هناك شريعة مكتوبه ولا اي سفر من اسفار موسي كتب بعد.

ايضا يعقوب يقيم حجر ويصب زيت 

سفر التكوين 28: 18

 

وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ.

 

سفر التكوين 35: 14

 

فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ، عَمُودًا مِنْ حَجَرٍ، وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبًا، وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتًا.

وهذا اسلوب تدشين . فايضا من اين عرف يعقوب هذا الا من التقليد الذي تم تسليمه جيل بعد جيل ويحفظوه ويعرفوه.

 

وبعد هذا نجد ان موسى ايضا يوصي بالحفاظ علي التقليد ايضا بجانب الاسفار فيقول 

سفر الخروج 13

13: 14 و يكون متى سالك ابنك غدا قائلا ما هذا تقول له بيد قوية اخرجنا الرب من مصر من بيت العبودية 

13: 15 و كان لما تقسى فرعون عن اطلاقنا ان الرب قتل كل بكر في ارض مصر من بكر الناس الى بكر البهائم لذلك انا اذبح للرب الذكور من كل فاتح رحم و افدي كل بكر من اولادي 

13: 16 فيكون علامة على يدك و عصابة بين عينيك لانه بيد قوية اخرجنا الرب من مصر 

وايضا قال 

سفر التثنية 4

4: 9 انما احترز و احفظ نفسك جدا لئلا تنسى الامور التي ابصرت عيناك و لئلا تزول من قلبك كل ايام حياتك و علمها اولادك و اولاد اولادك 

وطبعا كلام الكتاب لا يسقط 

 

وبالنسبة للعهد الجديد ايضا اكد صحة التقليد الصحيح واهميته والتاكيد عليه . فرغم ان المسيح كما قدمت دان تقليد الشيوخ الخطا الا انه اكد علي استمرار التقليد الصحيح

فالتقليد الصحيح هو تعاليمه الصحيحه التي نقلها تلاميذه وايضا التقليد هو تعاليم تلاميذه الشفوية وايضا التقليد هو تطبيقات تلاميذ الرب في امور مختلفة مثل الصيام والصلاة والتناول وغيرها. 

وايضا كتاب اسفار العهد الجديد اكدوا علي اهمية التقليد 

فمثلا معلمنا بولس الرسول ينقل من التقليد ويقول 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 8

 

وَكَمَا قَاوَمَ يَنِّيسُ وَيَمْبِرِيسُ مُوسَى، كَذلِكَ هؤُلاَءِ أَيْضًا يُقَاوِمُونَ الْحَقَّ. أُنَاسٌ فَاسِدَةٌ أَذْهَانُهُمْ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ مَرْفُوضُونَ.

وهذا جاء في التقليد فقط وليس في العهد القديم 

وايضا ينقل من التقليد عن موسي ويقول 

رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 12

12: 21 و كان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى انا مرتعب و مرتعد

وهذه العبارة المنسوبة إلي موسى النبي لم ترد في سفر الخروج ولا في سفر التثنية. والمصدر الوحيد لبولس الرسول هوعن طريق التقليد

 

وايضا معلمنا يهوذا ينقل من التقليد الصحيح 

رسالة يهوذا 1

9 وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».

 

14 وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ،
15 لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ».
16 هؤُلاَءِ هُمْ مُدَمْدِمُونَ مُتَشَكُّونَ، سَالِكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ، وَفَمُهُمْ يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ، يُحَابُونَ بِالْوُجُوهِ مِنْ أَجْلِ الْمَنْفَعَةِ.

 

وايضا معلمنا بطرس الرسول في وصف ضلالة بلعام التي لم تاتي بتفصيل في العهد القديم في سفر العدد 22 ولكن جائت في التقليد 

رسالة بطرس الرسول الثانية 2

15 قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ.
16 وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ.

وايضا كررها معلمنا يهوذا 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 14

 

وَلكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ قَلِيلٌ: أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِي كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَأَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا.

 

اما عن تقليد العهد الجديد وتعاليم المسيح 

فبالطبع نعرف انه لم يكن هناك انجيل مكتوب لمدة من 17 الي 27 سنه من صعود السيد المسيح وخلال هذه الفترة كان فقط التقليد الشفوي لتعاليم السيد المسيح تسلم من منطقة لمنطقة ومن الرسل الي المؤمنين الجدد وايضا من المؤمنين الجدد الي من يؤمن علي يديهم 

وحتي بعد كتابة اول انجيل وهو انجيل متي البشير فبقية لم ينتشر بهذه السرعه فبقيت مناطق كثيرة تبشر فقط بالتقليد الشفوي 

بل وحتي سنة 90 ميلادية لم تكن كل اسفار العهد الجديد كتبت فمن وصلهم رسالة من الرسل كان يتعمدون في بقية الامور الروحية علي التقليد الشفوي الذي تسلموه

ايضا يوجد شعوب كثيرة لم تتكلم اليونانية وولا تستطيع ان تستخدم الانجيل الذي كتب باليوناني فاعتمدت فقط علي التقليد حتي تم ترجمة الانجيل الي لغاتهم في منتصف القرن الثاني وحتي القرن الخامس.  

وهذا ما شرحه القديس ارينيؤس تلميذ القديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا تلميذ الرب فاجاب تساؤل 

لو لم توجد أسفار مقدسة ماذا كان يحدث؟، إلى أى شخص نلتجئ؟ "أما كنا نلجأ إلى الكنائس الأكثر قدمًا، التى عاش فيها الرسل، ونأخذ عنها ما هو ثابت وأكيد..؟! أي بديل لذلك؟ لو أن الرسل أنفسهم لم يتركوا لنا أي كتابات، أما كنا ملتزمين أن نعتمد على تعاليم التقليد التي قدموها لأولئك الذين عهدوا إليهم بالكنائس؟

  St. Irenaeus: Adv. Haer 3:4:1. J.F. Bethume – Baker: An Introduction to the Early History

 of Christian Doctrine, London 1920,p 55- 56.

بل اول انجيل بشره به المسيح وتلاميذه هو الانجيل الشفوي 

جيل مرقس 1: 15

 

وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».

 

وايضا 

إنجيل مرقس 16: 15

 

وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا.

 

سفر أعمال الرسل 15: 7

 

فَبَعْدَ مَا حَصَلَتْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ قَدِيمَةٍ اخْتَارَ اللهُ بَيْنَنَا أَنَّهُ بِفَمِي يَسْمَعُ الأُمَمُ كَلِمَةَ الإِنْجِيلِ وَيُؤْمِنُونَ.

 

بل وبولس الرسول يذكر اقوال للرب يسوع قاله ومعروفة ولم تكتب في الاناجيل 

سفر أعمال الرسل 20: 35

 

فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ».

وهذا لا نجده في الاناجيل الاربعة ويظهر أن مجموعة من أقوال المسيح الكثيرة كانت متداولة في ذلك الحين ولم تكتب كلها في الاناجيل نقل هنا معلمنا بولس الرسول احدها وذكر لنا الاباء البعض الاخر منها في اقوالهم.

 

فالانجيل لم يذكر كل معجزات المسيح ولا كل ما فعل ولا كل ما قاله. وهذا ما يقوله يوحنا الحبيب

انجيل يوحنا 20

20: 30 و ايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب 

20: 31 و اما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه 

 

انجيل يوحنا 21

21: 25 و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين 

 

وهذا لا يعني ان الانجيل ناقص فهو كافي 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16

 

كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،

ولكن من يريد اكثر ويشتاق اكثر يوجد التقليد الذي نقله الاباء والكنيسة جيل بعد جيل. وايضا الانجيل رغم انه كافي ولكن من يريد ان يفهم شرح الانجيل يرجع للتقليد ليعرف كيف فهمه الاباء وكيف شرحوه. وهذا ليس تقليلا من الكتاب المقدس والكتاب فيه كثيرا ما يشرح نفسه بنفسه ولكن لو هناك امر فكري واختلف عليه مجموعتين فما هو الفيصل في توضيح اي رائ صحيح بدون التقليد ؟ اليس دليل وجود افكار غريبه كثيره تفسيرية لبعض نصوص الكتاب المقدس توضح ان قاعدة ان الكتاب كافي لتفسير نفسه بنفسه لا تنطبق علي كل ايات الكتاب ؟

وايضا رغم ان الانجيل كافي ولكن ليس فيه كيفية تنفيذ الاسرار والطقوس سواء الافخارستيا او غيره وما كانوا يقولوا فيها من صلوات.  

بل التقليد نفسه له دور خطير جدا وهو تاكيد ان الانجيل وصل الينا سليم بدون تحريف وبدون التقليد نفقد شهادة خارجية قوية علي صحة الانجيل وسلامته من التحريف.

بل التقليد هو الذي اكد لنا قانونية الاسفار وتاكدنا انها موحي بها فبدون التقليد ما هو الدليل علي ان اسفار العهد الجديد هي قانونية ؟ ولهذا حتي النقديين الذين يدرسون النقد النصي وايضا قانونية الاسفار لا يمكنهم ان يستغنوا عن التقليد فهم بعد ان رفضوه قرون رجعوا واحتاجوا اليه ودرسوه.

ايضا التقليد هو الذي نقل الينا الهرطقات الخطأ والرد عليها وتفنيد اخطاء الهراطقة فبدون التقليد قد يسقط البعض في نفس الهرطقات 

وايضا بالتقليد نعرف قرارات المجامع وقوانين الايمان التي اتفق عليها كل المسيحيين في هذا الزمان وبدون التقليد بالطبع لن نعرف هذا.

وايضا تاريخ الكنيسة بدون التقليد والتسليم كيف نعرفه ؟ فهل برفض التقليد نرفض تاريخ المسيحية بالكامل بل نرفض تحقيق نبوات تكلم عنها الكتاب المقدس مثل السبع كنائس التي في سفر الرؤيا. بل هذا رفض للدم البريئ الكثير الذي سفك حفاظا علي الايمان المسيحي.

بل والفن المسيحي القديم بداية من رمز السمكة باليوناني بدون التقليد نخسر هذا التراث المهم

 

واضرب امثلة قليلة 

الرب يسوع تكلم ان بعد صعوده سيصوم تلاميذه 

إنجيل متى 9: 15

 

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.

ولكن لانجد اي شيئ عن نظام الصيام وترتيبه في الانجيل والانجيل يتكلم عن اهيمته وروح الصيام والخشوع والتوبة في الصيام ولكن ترتيبه لا نجد فيه شيئ 

هذا تجده في التقليد وبخاصه من تعاليم التلاميذ الاثني عشر الدياديكي الذي كتب ما بين 90 الي 100 م وكان شفوي قبلها ( خمسه وثمانين قانون لترتيب الكنيسة نقلا عن ترتيبات التلاميذ انفسهم الشفوية ) وهو الذي يكلمنا عن صيام الاربع والجمعه وصيام الاربعين المقدسه 

وايضا في موضوع الصلوات فكيف نعرف ما هي صلاة يعقوب اسقف اورشليم الا من خلال التقليد الذي حافظ علي لتروجيته ؟ وايضا كيف نعرفة صلاة مرقس مبشر مصر الا بالتقليد الذي حافظ علي لتروجيته ؟

 

ورسل كثيرين من رسل الرب يسوع المسيح لم يكتبوا رسائل فاين تعاليمهم ؟ 

وان لم يكن في الانجيل فاين هو ؟

وايضا الاساقفه الذين رسموهم علي الكنائس والشمامسة فاين امورهم التنظيمية للكنائس التي اشرفوا عليها وخدموها ؟ 

هل نعقل أن رسل المسيح، بكل ما أودعه الرب فيهم من علم، تركوا الكنيسة بلا نظم، ولا قوانين تدبر شئونها. يقينًا إنهم فعلوا ذلك ولكنهم لم يكتبوا في رسائلهم:

هل ضاعت ولم يحميها الروح القدس ؟

بالطبع لا فهي التي وصلتنا في التقليد الذي تم تسليمه من جيل الي جيل بل الكنائس مارستها وحافظت عليها وابقتها كما هي. وظلت موجوده بالممارسة.

وبالنسبة للممارسة فيقول معلمنا يوحنا الحبيب

رسالة يوحنا الرسول الثانية 1: 12

 

إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَق وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً.


رسالة يوحنا الرسول الثالثة 1: 14

 

وَلكِنَّنِي أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ عَنْ قَرِيبٍ فَنَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ.

فهو يفضل ان يتكلم في بقية الامور شفاهة وان يشرحها بالممارسة التعاليم التي يقصدها

مع ملاحظة ان هذا يشهد ان التعاليم الشفهية والتقليد لم يتوقف مع بداية كتابة الانجيل ولكن مستمر مع استمرارية كتابة وانتشار الانجيل ومكمل له 

 

وايضا 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 34

 

إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِي الْبَيْتِ، كَيْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ فَعِنْدَمَا أَجِيءُ أُرَتِّبُهَا.

وهنا معلمنا بولس الرسول يتكلم عن تنظيم الافخارستيا 

وبالطبع الروح القدس ارشده الي ذلك ان يشرحه بطريقة عمليه وينتقل بالتقليد و التسليم. وايضا روح الله القدوس يعرف ان الكنيسة التي يقودها الروح ستظل تطبق هذه التعاليم وتمارسها من جيل الي جيل.

وهذا يتكرر فيقول لتيطس 

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 5

 

مِنْ أَجْلِ هذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخًا كَمَا أَوْصَيْتُكَ.

فتيطس استلم من الرب ومن بولس ايضا وسلم الكنيسة  

 

والان قد يقول احد كيف نفرق بين التقليد الصحيح والخطأ ؟

هناك عدة شروط تنطبق علي القتليد الصحيح وهم 

اولا يكون مؤيد بالكتاب المقدس ولا يتعارض معه بوضوح ويكون يتفق مع عمل الروح القدس 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 1

 

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.

واي تقليد يخالف الكتاب المقدس بوضوح هو مرفوض 

ثانيا يكون مؤيد بشهود كثيرين 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 2

 

وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا.

ولهذا نقبل التفسيرات او التنظيمات التي اتفق عليها الاباء الاوائل واستمرت حتي الان ولا نقبل الاراء الشاذه سواء ظهرت متفرده في اي قرن او تظهر هذه الايام وغير مؤيده بتفسير وشرح الاباء. بل رفض التقليد المتفق علي مفهوم واحد للكتاب المقدس هو الذي جعل كثيرين هذه الايام كل منهم يفسر الكتاب حسب رايه الشخصي وحسب هواه ويلوي نصوص ليجعلها تتفق مع فكره.

ثالثا يكون غير متعارض مع التقاليد الكنيسة الاخري الواضحة 

رابعا يكون مقبولا من الكنائس وبخاصة الكنيسة الاولي 

خامسا لا يخالف قرارات المجامع المسكونية وبخاصة قبل انقسام الكنيسة

فالتقليد الصحيح هو ليس شيئ اخر مختلف عن الكتاب المقدس وليس اثنين بل هوشيئ واحد بالروح  بمعني ان الكتاب المقدس والتقليد هو الكتاب وشرحه والكتاب وتطبيقه والكتاب وكيف نحياه. هذا هو التقليد بالتسليم والكتاب المقدس. فالتقليد يثبت ان الكتاب المقدس لم يكن فقط كتاب يقراء بل كتاب يعاش عبر الاجيال كلها.

والكتاب المقدس هو الوحي المكتوب من التقليد الصحيح.

واقول للبعض الذي ينتقي فمثلا يقبل شهادة الاباء لقانونية الاسفار ولكن يرفض تفسيرهم للكتاب اليس هذا كيل بمكيالين ؟  

 وان كنت تقبل شهادتهم كشهادة صادقة لنصوص الكتاب وقانونية اسفاره اليس بنفس المقياس يجب ان تقبل تفسيرهم للكتاب لان هذا بصدق كان معني ايات الكتاب في الكنيسة الاولي وتفسيرها ؟

 

نقطه اخري مهمة وهو ان البعض يعترض علي كيفية الحفظ 

اولا الرب وصي بالحفظ 

إنجيل متى 28: 20

 

وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.

 

إنجيل لوقا 11: 28

 

أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».

 

إنجيل يوحنا 8: 51

 

اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ».

 

إنجيل يوحنا 14: 15

 

«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ،

 

إنجيل يوحنا 14: 21

 

اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».

 

إنجيل يوحنا 14: 23

 

أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً.

 

إنجيل يوحنا 14: 24

 

اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.


إنجيل يوحنا 15: 10

 

إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.


إنجيل يوحنا 15: 20

 

اُذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ.


إنجيل يوحنا 17: 6

 

«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ.

 

فهل جاء جيل لم يحفظ كلام الرب وتعاليمه ؟

وايضا بالطبع الرسل والتلاميذ وصوا تلاميذهم والشعب بحفظ ما تسلموه 

سفر أعمال الرسل 16: 4

 

وَإِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي الْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ الْقَضَايَا الَّتِي حَكَمَ بِهَا الرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَحْفَظُوهَا.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 2

 

فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 14

 

أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،


رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 20

 

يَا تِيمُوثَاوُسُ، احْفَظِ الْوَدِيعَةَ، مُعْرِضًا عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاسْمِ،

 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 3

 

وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ.


رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 4

 

مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ.


رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 5

 

وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ:


رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 22

 

وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ.


رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 24

 

وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا.


رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 2

 

بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ.


رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 3

 

فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً،

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 3

 

طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 26

 

وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ،


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 8

 

أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي.


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 10

 

لأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ.


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 17

 

فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.


سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 14: 12

 

هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 7

 

«هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. طُوبَى لِمَنْ يَحْفَظُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ».

 

فلهذا اهتم المسيحيين من اول من التلاميذ وتلاميذهم وجيل بعد جيل بحفظ وصايا الرب وتعاليمه وتطبيقها سواء ما هو مكتوب في الانجيل او ما هو مشروح في التقليد الصحيح 

 

الامر الاخر الفرق بين الزمن الحاضر وزمن الاباء القدام هو سرعة الاحداث فنحن نعيش في عالم مليئ بالاخبار وهو بالفعل مذعج يجعل قوة استيعابنا اقل من الكثرة وهذا في اخر خمسين ستين سنة بسبب ثورة الاتصالات ولكن لم يكن هذكا قديما فهو في ايامهم لم تكن الاحداث بهذه السرعة التي في ايامنا فلهذا التسليم من الشيوخ والقسس والشمامسة والاساقفة والمعلمين لا يشوش بامور كثيرة وايضا التسليم من الاب الي ابناؤه هو سهل لانهم لا يجدون مواضيع اخري فيكون كل كلامهم تقريبا عن التسليم وقله عن الامور الاخري ولهذا فهم يتذكرون التقليد بشده  

 

التقليد ليس جمود ورجعية ولكن اصالة وتمسك بالصحيح وتسليم الوديعة بامانة. وشهادة علي استمرار عمل روح الله القدوس في كل جيل والذي يحافظ ان حياة المؤمنين في كل جيل علي مدار العصور هي حياة المسيح ولا نحتاج تجديد في حياة المسيح. 

 

واخيرا التقليد عند اباء الكنيسة الاوائل 

من كتاب التقليد والارثوزكسية للقمص تادرس يعقوب 

التقليد عند بابياس

 

 بعد انتقال الرسل والتلاميذ الذين كانوا شهود عيان لأحداث السيد المسيح الخلاصية، أهتم أباء الكنيسة مثل بابياس وإيريناؤس واكلمندس الإسكندري بحفظ التقليد الشفهى أو "تقليد الشيوخ" "الأباء Presbyters" الذين قرروا أنه يرجع إلى عصر الرسل.

 

 لقد عرفنا ببابياس أسقف هيرابوليس بفريجيا "حوالي عام300م" خلال كتابات إيريناؤس ويوسابيوس. وتعتبر شهادة إيريناؤس أهم من يوسابيوس، لأنه ينتمى إلى نفس شهادة الحلقة التى ينتمى لها بابياس، ولو أنه جاء متأخرًا عنه قليلاً1.

 

 قرر القديس إيريناؤس أن ببابياس الذى كان سامعًا للقديس يوحنا ورفيقًا للقديس بوليكربس، وضع خمس كتب2. وقد مدح إيريناؤس هذا العمل جدًا، إذ رأى فيها تلاقي بابياس مع العصر الرسولي3. وقد بقى هذا العمل "الكتب" حتى القرن الرابع عشر ما لم يكن بعد ذلك، إلا أنه للأسف لا يوجد منه أي نسخة حاليًا4.

 

 وقد حفظ لنا يوسابيوس مقدمة لكتاب بابياس عنوانه "شرح أقوال الرب"5. فى هذه المقدمة قرر بابياس - قبيل منتصف القرن الثاني- أن يجمع الذكريات الحية للذين تعرفوا على الرسل شخصيًا، إذ يقول: "لا أتردد أن أضيف إلى تفسيرى كل الأمور المسلمة من الشيوخ"Presbyters"، فإنى أعرفهم جيدًا وأتذكرهم حسنًا، وأثق فى الحق الذى لهم...فمتى جاء واحد من الذين استمعوا إلى الشيوخ، أسأله عن أقوالهم بكل تدقيق-ماذا قال أندراوس أو بطرس؟ أو ماذا قال فيلبس أو توما، أو يعقوب أو يوحنا أو متى أو أى تلميذ من تلاميذ الرب...؟

 فإني أظن أن ما أستقيه من الكتب لم يكن نافعًا لى مثل المنطوقات النابعة عن الصوت الحي والذى يبقى حيًا".

 + + +

 

التقليد الكنسي عند القديس إيريناؤس

 

 أظهر القديس إيريناؤس  فى النصف الأخير من القرن الثاني  أهمية التقليد الشفوى، وذلك كما يظهر من عباراته التى أستخدمها وهو يذكر صديقه فلورانس بأيامهما الأولى مع القديس بوليكربس فى سميرنا6، إذ قال:

 

 "إنى أتذكر أحداث تلك الأيام بوضوح أكثر من تلك الأحداث القريبة، لأن الأمور التى نتعلمها فى الطفولة تنمو مع النفس وتصير واحدًا معها. فإنى أستطيع أن أصف حتى المكان الذى جلس فيه بوليكربس ونطق فيه مقاله، وأصف مجيئه وخروجه، وطريقة حياته وملامحه الشخصية، والمقالات التى وعظ بها الشعب، وكيفية مفاوضاته مع يوحنا "الإنجيلى" وغيره ممن عاينوا الرب، وتلاوته الكلام الذى سمعه من أفواههم عن الرب وأعماله العظيمة وتعاليمه، كيف أن بوليكربس تقبل "Paralambano" هذه الأمور عن شهود عيان لكلمة الحياة، ووضع تقريرًا عن كل شئ فى تطابق مع الكتاب المقدس. لقد أصغيت لهذا الأمور بشغف بواسطة مراحم الله التى وهبت لى، وكتبت عنها ملاحظات، لا على ورق بردى بل فى داخل قلبى. وبنعمة الله أتأمل فيها بحق على الدوام7".

 

التقليد وتفسير الكتاب المقدس

 فى القرن الثاني أساء الغنوسيون فهمهم للكتاب المقدس لخدمة أغراضهم الخاصة، مستخدمين بعض عباراته منعزلة عن الفهم الكلى للكتاب وتقليد الكنيسة. هذا بجانب ادعائهم استلام تقليد خفي من الرسل8، يدعون أنهم يفهمونه أفضل من الأساقفة أو حتى الرسل9!! وقد قام آباء للكنيسة أولون يواجهون الغنوسيين ويفندون آراءهم، من بينهم القديس ايرنياؤس، والذى لقب "أب التقليد الكنسي".

 

يمكننا أن نوجز فكره فى "التقليد" فى النقاط التالية:

 

بقى التقليد المنحدر إلينا من الرسل محفوظًا خلال تتابع الشيوخ "الكلمة اليونانية Presbyters تعنى كهنة ويقصد بها الأساقفة" فى الكنيسة بغير انقطاع10.

يحفظ التقليد فى الكنيسة بواسطة الروح القدس الذى يجدد شباب الكنيسة11.

التقليد الرسولي ليس بالأمر السري، بل يستطيع أن يتعرف عليه كل الراغبين فى قبول الحق. إنه معلن فى كل كنيسة من العالم كله12.

أساء الهراطقة تفسير الكتاب المقدس إذ تمسكوا بعبارات عزلوها عن الكتاب وأعادوا ترتيبها بما يناسب أفكارهم الخاصة13، متجاهلين وحدة الكتاب المقدس. لقد استخدموا نصوص الكتاب لكنهم لم يقرأوها خلال الكنيسة ولا بحسب تقليد الرسل.لهذا فإن الفهم الحقيقى للكتاب يوجد داخل الكنيسة حيث يحفظ التقليد المقدس وتعاليم الرسل. "غرست الكنيسة كفردوس فى هذا العالم، كما يقول الروح القدس: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً "تك16:2" أى تأكل من جميع كتب الرب المقدسة، لكن لا تأكل بذهن متكبر ولا تلمس أى فكر هرطوقى مضاد. لقد أعترف هؤلاء "الهراطقة" أن لديهم معرفة الخير والشر، وارتفعوا بأذهانهم الشريرة فوق الله صانعهم14".

 

أقواله عن التقليد

 

كما سبق أن أوضحت، الكنيسة وقد تقبلت هذه الكرازة وهذا الإيمان، بالرغم من انتشارها فى العالم كله إلا أنها كمن تقطن فى بيت واحد، تحافظ على هذه الأمور بكل عناية ...

ومع تباين لغات العالم، لكن معنى التقليد واحد فى كل موضع. فالكنائس التى قامت فى ألمانيا لا تؤمن ولا تسلم أمرًا مغايرًا، ولا الكنائس التى فى أسبانيا أو بلاد الغال أو التى فى الشرق أو في مصر أو فى ليبيا أو تلك التى قامت فى مركز العالم15.

 

إذ نشير "للهراطقة" عن التقليد المنحدر إلينا من الرسل والمحفوظ خلال تتابع الشيوخ "Presbyters أى رجال الكهنوت" فى الكنائس نقول انهم يقاومون التقليد مدعين أنهم أكثر حكمة من الأساقفة "الشيوخ" بل ومن الرسل أنفسهم، وأنهم قد وجدوا الحق الأصيل، "ويؤكدون" أن الرسل قد خلطوا الأمور الخاصة بالشريعة بأقوال المخلص...من هذا يظهر أنهم لم يتفقوا لا مع الكتاب المقدس ولا مع التقليد.

أن مثل هؤلاء المقاومين، يا صديقي العزيز، ينبغي أن نقاومهم لأنهم مثل الحيات الملساء يحاولن أن يفلتوا دائمًا من كل جانب. يليق بنا إذن أن نحاصرهم من كل ناحية لعلنا إذ نقطع عليهم كل راحة نستطيع أن نجتذبهم إلى الحق مرة أخرى.

 

أنه فى قدرة الجميع، فى كل كنيسة، أن يرى الراغبون فى رؤية الحق وأن يتأملوا بوضوح تقليد الرسل معلنًا فى العالم كله...

لو كان الرسل قد عرفوا أسرارًا خفية وكان عليهم أن يعلموها للكاملين فى الخفاء بعيدًا عن الآخرين، لسلموها بوجه خاص للذين استأمنوهم على الكنائس ذاتها. فأنهم كانوا يرغبون فى خلفاءهم الذين يحتلون مركزهم فى رعاية البشر، أن يكونوا هم أيضًا كاملين وبلا لوم فى كل شئ، لأن سيرتهم الحسنه يكون لها نفع عظيم "للكنيسة"، أما الفشل فى ذلك الأمر فيسبب خسارة عظمى.

 

بهذا الترتيب وخلال التتابع "منذ الرسل"، وصل إلينا التقليد الكنسي من الرسل وأيضًا الكرازة بالحق. وهذا هو برهان قوى أنه يوجد إيمان واحد محيى، حفظ فى الكنيسة منذ الرسل إلى يومنا هذا، وسلم بالحق.

 

إذ لدينا مثل هذه البراهين، لا نطلب الحق من الآخرين "الخارجين عن الكنيسة" إذ يسهل الحصول عليه من الكنيسة. لأنه فى الكنيسة أستودع الرسل وديعتهم كما يصنع الرجل الغنى "مودعًا أمواله" فى مصرف، إذ سلموها كل ما يتعلق بالحق. بهذا فأنه يستطيع كل إنسان يريد أن يشرب مياه الحياة "رؤ17:22". أنها مدخل الحياة! وكل الآخرين هم سراق ولصوص. لهذا يلزمنا أن نجتنبهم، وأن نسعى بكل غيرة واجتهاد فى التمسك بما يخص الكنيسة، متمسكين بتقليد الحق. فانه ماذا يكون الموقف لو ثار نزاع فيما يخص أمرًا هامًا يقوم بيننا؟ أما نلجأ إلى أكثر الكنائس قدمًا، التى أودع فيها الرسل حديثهم الدائم، ونتعلم منها ما هو أكيد وواضح في ذلك الأمر؟! فإنه ماذا لو أن الرسل لم يتركوا لنا كتبًا مكتوبة؟ أما كان يلزمنا أن نتبع "قانون التقليد" الذى سلموه إلى الذى استأمنوهم على رعاية الكنائس؟!

 إلى أى شئ يلتجئ كثير من البرابرة "الذين لم يترجم الكتاب المقدس إلى لغتهم حتى ذلك 

 الحين" الذين يؤمنون بالسيد المسيح، وقد كتب الخلاص فى قلوبهم بالروح وليس على ورق

 وبحبر، حافظين التقليد القديم بكل حرص.

 

ما دام التقليد المنحدر إلينا من الرسل موجودًا في الكنيسة وهو دائمًا بيننا، فلنرجع إلى البرهان الكتابى الذى أقامه الرسل، الذين كتبوا الإنجيل، وسجلوا فيه التعليم الخاص بالله، مشيرين إلى ربنا يسوع المسيح على أنه الحق "يو6:14" وليس فيه كذب.

 

لقد وهبت عطية الله هذه "أى الأيمان بالمسيح الذى تقبلناه خلال التقليد" للكنيسة، وكأنها النسمة التى أعطيت للإنسان الأول، لكي يتمتع الأعضاء جميعهم بالحياة بقبولهم هذه العطية وينالوا "وسائط الشركة مع المسيح" التى هى: الروح القدس، الغيرة لنوال عدم الفساد، وسائط الثبوت فى الإيمان، السلم المرتفع نحو الله. فقد قيل إن الله أقام فى الكنيسة رسلاً وأنبياء ومعلمين "1كو28:12". وقدم كل الوسائط الأخرى التى من خلالها يعمل الروح. أما الذين ليست لهم شركة فى الكنيسة ولا هم منتمين إليها فيحرمون أنفسهم من الحياة بآرائهم المضادة وسلوكهم المشين. لأنه حيث توجد الكنيسة، وكل نوع من النعمة، أما الروح فهو الحق16.

 

 

التقليد عند ترتليان

 

 لم تختلف اتجاهات العلامة ترتليان عن تلك التى للقديس إيرنياؤس فى أمور جوهرية. ويمكننا أن نلخص اتجاهه فى النقاط التالية:

 

1- أكد العلامة ترتليان عدم وجود أى تقليد خفى، إذ يقول "ليس من المعقول أن الرسل قد جهلوا كل مجال رسالتهم التى كان عليهم أن يعلنوها، أو فشلوا فى تعريف الناس كل قانون إيمانهم17...

 

2- وجد العلامة ترتليان أن أضمن اختبار لأصالة التعليم هو أن الكنائس قد تأسست بواسطة الرسل واستمرت مرتبطة بهم بالتتابع18، وهو في هذا يتلاقى مع القديس إيرنياؤس.

 يقول العلامة ترتليان: "لنا شركة مع الكنائس الرسولية، لأن تعليمنا لا يختلف فى شئ عن تعاليمهم. وهذه هى شهادتنا للحق19.

 كما يقول أيضًا: "هذا هو موجز براهيننا حين نشمر عن أذرعتنا أمام الهراطقة، وذلك من أجل الإيمان الوارد فى الإنجيل. إننا نعتمد على الزمن، فإن الأحكام التى جاءت مؤخرًا تحت علامة الزيف، وأن سلطان الكنائس يعتمد على استلام تقليد الرسل، فإن الحق جاء سابقًا للزيف، ونتج عنه استقامة نبعت عن أولئك الذين تسلمناه منهم20".

 

3- يقرر العلامة ترتليان أن التقليد الشفوى أو "قانون الإيمان Regula Fidei" هو مفتاح التفسير الصحيح للكتاب المقدس فقد كان الهراطقة قادرون الكتاب يظهر حسب أهوائهم، إذ يجهلون قانون الإيمان Rule of Faith21.

 

4- أشار العلامة ترتليان إلى تقليد العبادة العملية، وهى الأمور التى صارت عادة فى الكنيسة خلال أجيال طويلة.

 إنه يقول: "متى لم يرد فى الكتاب المقدس عبارة تشير إلى أمر ما "عادة قديمة متبعة"، فإن هذه العادة تستمد قوتها بالتأكيد خلال استقرار ممارستها، والتى بدورها تكون قد انحدرت عن التقليد دون شك. إذ كيف يمارس شئ بشكل منتظم ما لم يكن قد أستلم أولاً "خلال التقليد"؟

 قد تقول :يلزمنا الرجوع إلى سلطان مكتوب "الكتب المقدسة" حتى إن التجأنا إلى التقليد.

 

 نحن نسأل عما إذا كان لا يمكن استخدام التقليد ما لم يكن مدعمًا بالكتاب. من الواضح نستطيع القول بأنه ليس لنا أن نقبل تقليدًا شفهيًا لو إننا لا نمارس بالفعل أمورًا أخرى تستند على حكم العادة المستقرة دون أن تعتمد على نص كتابى بل على التقليد وحده. "يعطى العلامة أمثلة شفهية قائلاً: 

 "لكننا نوضح الأمر مبتدئين بالعماد، فإنه قبيل الدخول فى المياه نعترف فى جدية فى حضرة الجماعة وتحت يد الرئيس الخادم أننا نجحد الشيطان وكبرياءه وملائكته. بعد ذلك نغطس ثلاث مرات، وبذا يصير تعهدنا أكثر مما نص عليه الرب فى الإنجيل "مت19:24". وعندما نخرج من المياه نتذوق أولاً مزيجًا من اللبن والعسل ونمتنع عن الاستحمام اليومى الأسبوع كله "هذا التقليد كان متبعًا فى الأزمنة السالفة".

 كذا بخصوص سر الافخارستيا، فإننا نقبله فى وسط الجماعة قبل الفجر من يد الرؤساء وحدهم مع أن الرب أمرنا أن نتناوله عند الغذاء...

 ونوزع تقدمات عن الأموات فى الاحتفالات السنوية لموتهم وكأنها احتفالات بميلادهم.

 

 ونعتبر الصوم والسجود أثناء العبادة فى يوم الرب غير قانوني على أن هذا الامتياز يسرى أيضًا من عيد الفصح إلى يوم الخمسين.

 

 ونحن نتألم جدًا إذا سقط شئ من الخمر أو الخبز على الأرض "أثناء التناول" ... 

 وفى كل حركة أو تصرف، فى دخولنا أو خروجنا، عندما نرتدى ملابسنا أو أحذيتنا، عندما نستحم، وعندما نجلس على المائدة، عندما نشعل المصابيح، وعندما نستلقى على الفراش أو عندما نجلس، وفى كل تصرفات حياتنا اليومية نرشم علامة الصليب على جباهنا.

 فإن طلبت أوامر كتابية لهذه الممارسات وما شاكلها فلا تجد شيئًا. إنما التقليد هو مصدرها، والممارسة تثبتها، والإيمان يرعاها. أما كون التقليد والممارسة والإيمان يسندهما العقل، فهذا الأمر تستطيع أن تدركه بنفسك أو تتعلمه من آخر يعرفه...

 هذه الأمثلة تحمل بوضوح وبكفاية أنه يمكن الدفاع حتى عن التقليد غير المكتوب على ممارسته، فإن استقرار ممارسته زمانًا مستمرًا تثبته...22 .

 

التقليد عند أباء آخرين

 

القديس اكلمندس الإسكندرى

 

 يعلق القديس يوسابيوس قائلاً: " فى الكتاب الأول من الـStromaties يظهر لنا اكلمندس أنه كان قريبًا من تقليد الرسل...كما يعد أن يسجل التقليد التى سمعها من رجال الكهنوت "Presbyters" القدامى23".

 

 يرى القديس اكلمندس أن الغنوسى الحقيقى "المسيحى الأمثل" إذ يتربى على الكتب المقدسة ويتمسك فى تعاليمه بالأرثوذكسية الرسولية الكنسية، فإنه يعيش بحق فى توافق مع الإنجيل ويستنبط البراهين التى يطلبها من الشريعة والأنبياء...لأن حياة الغنوسى _فى رأيى_ هى اتفاق أفعاله وكلماته مع تقليد ربنا24".

 كما يقرر أيضًا أن من يعتزل التقليد الكنسي إنما يحرم نفسه من أن يكون رجل الله25، وأن الغنوسية "المعرفة" إنما تنحدر إلى قليلين "منا" منحدره من الرسل خلال خلفائهم ومسلمة إلينا غير مكتوبة26". 

 

أوريجانوس

 التقليد أو قانون الإيمان Canon of Faithعند أوريجانوس هو جسد المعتقدات السائدة التى قبلها المسيحيون.

 يقرر العلامة أوريجين أن التقليد الكنسي قد أنحدر إلينا من الرسل خلال تتابع بغير انقطاع، ولا يزال التقليد باقيًا إلى اليوم فى الكنائس!27".

 وفى تفسيره للكتاب المقدس يشير العلامة إلى التقليد وإلى كتابات الشيوخ "أو الكهنةpresbyters ويقصد بهم آباء الكنيسة". نذكر على سبيل المثال أنه فى تفسير مثل السامرى الصالح كتب "قال أحد الشيوخ "الآباء، أو الكهنة" أن الإنسان النازل إلى أريحا هو آدم، وأورشليم هى الفردوس، وأريحا هى العالم، واللصوص هم القوات الشريرة والسامرى هو السيد المسيح28". ويعلق جان دانيلو بأن هذا التفسير ورد فعلاً في إيريناؤس29، لكنه من المستبعد أنه مثل أوريجانوس يدعو إيريناؤس "أحد الشيوخ" لهذا فإن الإثنين قد أخذا من مصدر واحد لابد وأن يكون التقليد30.

 هذا ويعتقد أوريجين أن الفهم الصحيح للكتاب المقدس يوجد فى الكنيسة وحدها، إذ يقول: "التلميذ الحقيقى ليسوع هو ذلك الذى يدخل المنزل أى يدخل الكنيسة فإن من يدخل الكنيسة يفكر ذات فكر الكنيسة ويحيا كحياته، بهذا يتفهم الكلمة. إنه ينبغى أن نتقبل مفتاح الكتاب المقدس من التقليد الكنسى كما من الرب نفسه31".

 

القديس كبريانوس

 

يؤكد القديس كبريانوس أنه لا خلاص خارج الكنيسة، سواء للهراطقة أو للمنشقين. "فلا يقدر أحد أن يأخذ الله أبًا له ما لم يأخذ الكنيسة أمًا له32". لهذا فإن التفسير السليم للكتاب المقدس والتعاليم الأرثوذكسية توجد فقط داخل الكنيسة الحقيقية. تقليد الكنيسة الحقيقية هو الحارس للإيمان المسيحى.

 

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

 

 وجد اتجاه متزايد فى اقرن الرابع للإلتجاء للآباء الأرثوذكس السابقين، بكونهم مؤتمنين على تقاليد الكنيسة ومفسرين لها.

 

 جاء فى كتابات القديس غريغوريوس أسقف نيصص:

 "يكفينا للبرهنه على عبارتنا ذلك التقليد المنحدر إلينا من الآباء، بكونه الميراث الذى تناقلناه بالتتابع منذ الرسل خلال القديسين الذين تبعوهم33".

 

القديس باسيليوس الكبير

 

 1- يشير القديس باسيليوس إلى مقتطفات كثيرة نقلها عن كتابات للآباء، بكونها شهادة للإيمان الأرثوذكسى.

 

 2- يتحدث أيضًا عن التقليد الشفهى "اجرافوس" كحافظ للتفسير السليم للكتاب المقدس، الأمر الذى يحاول الهراطقة تحطيمه. إذ يقول: "الإيمان هو موضوع الهجوم. فإن الهدف الوحيد لكل جماعة المقاومين، أعداء "التعليم السليم، 1تى10:1هو تحطيم أساس إيمان المسيح بهدمهم التقليد الكنسي حتى النهاية وإزالته كلية...يطلبون البرهان الكتابي محتقرين تقليد الآباء غير المكتوب كأنه أمر ليس بذى قيمة34".

 3- يشير القديس باسيليوس إلى التقليد كمرشد فى الأسرار والطقوس، قائلاً: "من جهة التعاليم والممارسات المحفوظة فى الكنيسة والمقبولة بصفة عامة أو موصى بها علانية، فقد جاء بعضها عن تعليم كتابى بينما تسلمنا الآخر " فى سر" 1كو7:2خلال تقليد الرسل وكلاهما يحمل ذات القوة.

 

 هذا ليس من يعترض عليه، ليس ولا واحد، لو تطلع الإنسان باعتدال إلى كل نظم الكنيسة...فإنه أن حاولنا أن نحتقر من مثل هذه الممارسات لعدم وجود سند كتابى لها، حاسبين إياها قليلة الأهمية، فإننا بذلك نسئ بغير قصد إلى الإنجيل فى أمور حيوية، ونجعل من معتقداتنا العامة مجرد ألفاظ ليس إلا.

 لنبدأ على سبيل المثال بمثال شائع: من الذى علمنا كتابة أن نرشم علامة الصليب من هؤلاء الذين يثقون فى اسم ربنا يسوع المسيح؟

 أى مكتوب علمنا أن نتجه للشرق عند الصلاة؟

 من من القديسين ترك لنا كتابة كلمات التقديس أثناء خدمة الافخارستيا على الخبز وكأس البركة؟ فإننا كما هو معروف – لا نقف عند الكلمات التى سجلها الرسل أو الإنجيل، بل نضيف إليها كلمات غاية فى الأهمية أثناء الخدمة، فى البداية والختام، هذه أخذناها عن تعليم غير مكتوب.

 علاوة على هذا، إننا نبارك مياه المعمودية وزيت الميرون كما نبارك الموعوظين الذين يتعمدون، فهل لدينا سلطان كتابى لفعل هذا؟ أليس مرجعنا فى هذا هو التقليد الصامت السرى؟ بلى، أى كلمة مكتوبة تعلمنا المسحة بالزيت35؟ ومن أين جاءت عادة العماد "التغطيس" ثلاث مرات36؟ وهكذا بالنسبة لبقية الطقوس الخاصة بالعماد فأى نص فى الكتاب فيه جحد الشيطان وملائكته؟ ألم نستلم هذا عن تعليم غير مكتوب خفى، التقليد الذى حفظه آباؤنا فى صمت؟.

 

 جميعنا يتطلع إلى الشرق عند الصلاة، لكن قليلين منا يعرفون إننا بذلك نطلب مدينتنا القديمة "عب14:11"، "الفردوس" الذى غرسه الله فى عدن فى الشرق "تك8:3".

 وفى أول الأسبوع نصلى ونحن قيام، لكن ليس جميعنا يعرف السبب، فإنه فى يوم القيامة "فى اليونانية كلمة قيامة تعنى الوقوف أو القيام ثانية" نتذكر النعمة التى وهبت لنا ونحن واقفون فى الصلاة، ليس فقط لأننا قمنا مع المسيح وعلينا أن نطلب ما هو فوق "كو1:3" ولكن لأن هذا اليوم يبدو لنا بمعنى ما صورة للحياة العتيدة..

 يعوزنى الوقت إن حاولت إحصاء أسرار الكنيسة غير المكتوبة37...".

 

القديس يوحنا ذهبي الفم

 

 بعد قوله بأن الرسل لم يسلموا كل شئ بواسطة الرسائل، بل سلموا أمورًا كثيرة غير مكتوبة، أضاف القديس يوحنا الذهبى الفم "هذا وذاك واجبا التكريم لهذا فلنتطلع إلى تقليد الكنيسة كأمر مكرم. أنه تقليد، هذا يكفى!38".

 

القديس ابيفانيوس أسقف سلاميس

 

 أشار القديس ابيفانيوس إلى أن الكنيسة وحدها وليس الهراطقة، قد تسلمت التقليد، وحفظته وسلمته.

 يقول أيضًا "يلزمنا أن نستخدم التقليد، لأنه لا نستطيع أن نستخلص كل شئ من الكتاب المقدس، إذ لما الرسل بعض الأمور كتابة والأخرى خلال التقليدات39.

 

القديس أغسطينوس

 

 فى علاجه لموضوع بطلان معمودية الدوناتست الهراطقة كتب "إنى أعتقد أن هذا الأمر "أى بطلان معموديتهم" قد جاءنا منحدرًا من عند الرسل، وذلك مثل كثير من الأمور التى لم ترد إلينا فى رسائلهم ولا فى المجامع الأولى، لكن إذا مارستها الكنيسة جميعها أعتقد أن هذه الأمور مسلمة إليها من الرسل وليس من آخرين غيرهم40.

 

 

 إذ كتب القديس كيرلس الإسكندرى إلى الرهبان المصريين مدافعًا عن تلقيب العذارء الطوباوية "والدة الإله"، أشار إليهم41 أن يقتفوا آثار الأباء القديسين، ماداموا هم الذين حفظوا الإيمان الذي تسلموه من الرسل وعلموا به المسيحيين لتكون معتقداتهم صادقة.

 مرة أخرى كان القديس كيرلس الإسكندرى مستعدًا أن يؤكد42 أن التعليم الحقيقي للثالوث القدوس قد شرح خلال "حكمة الآباء القديسين".

 وفى نضاله ضد نسطور التجأ43 القديس كيرلس إلى "الكنيسة المنتشرة في العالم والآباء المكرمين أنفسهم"، معلنًا أن الروح القدس قد تكلم فيهم.

 ولكي يؤكد وضعه في الإيمان الخاص بالسيد المسيح، أعد مقتطفات قيمة آبائية، استخدمها فى كتاباته الدفاعية44، وقدمها لمجمع أفسس45.

 لقد قرر القديس كيرلس: إنني محب للتعليم الصحيح، مقتفيًا آثار خطوات آبائي الروحية46.

 

 يتحدث ثيؤدورت الأنطاكي47 عن الإيمان الأرثوذكسى أنه أنتقل إلينا، ليس فقط بواسطة الرسل والأنبياء، بل وأيضًا بواسطة أولئك الذين قاموا بتفسير كتابتهم: اغناطيوس ويوستاثيوس وباسيليوس وغريغوريوس ويوحنا وغيرهم من الذين أناروا العالم، وأيضًا بواسطة الآباء القديسين الذين اجتمعوا قبلاً في نيقية. وأضاف ثيؤدورت بأن الذى ينحرف عن تعاليمهم يحسب عدوًا للحق. وفى موضع آخر48 أوضح أن الروح القدس قد أوحى للآباء أن يوضحوا الجوانب الغامضة فى الكتاب المقدس.

 

لما كانت تعاليم الكنيسة الباقية إلى اليوم والمستلمة بالتتابع منذ الرسل لا تزال محفوظة، لهذا فهى وحدها التى نقبلها بكونها الحق الذى لا يغاير التقليد الرسولي الكنسي فى كل شئ.

العلامة أوريجين

إن كانت المشكلة تفوق عقلنا، فإنه يليق بنا أن نحفظ التقليد الذى تسلمناه بالتتابع من الآباء ثابتًا بغير توقف.

القديس غريغوريس أسقف نيصص49

 

 وإننا أيضًا نذكر وصية القديس أثانسيوس الرسولي50 أن نحفظ "تقليد الكنيسة الجامعة الأصيل، وتعاليمها وإيمانها الذى تسلمته من الرب وأعلنه الرسل وحفظه الآباء".

 

والمجد لله دائما

 

1  Jean Danielou: A History of the Early Christian Doctrine, vol 1- The Theology of Jewish Christianity, London1964, p46.

2  Irenaeuse: Adv. Haer 5:33:4. 

3  Jean Danielou: The Theology of Jewish Christianity, p46.

4  F.F. Bruce, p108. 

5  Eusebius: H.E. 3:39:3 – 4. PG 20:297 Ante – Nicene Frs, vol 1, p151-155.

6  F.F. Bruce, p111. 

7  Eusebius: H.E. 5:20:4 –7.

8  Irenaeus: Adv. Haer 3:3:1

9  G.L. Prestige: Father and Heretics, London 1958, p16.

10  Irenaeus: Against heresies 3:2:2, 3:3:1, 3:4:1.

11  Ibid 3:24:1.

12  Ibid 3:3:1.

13  Ibid 1:8:1.

14  Ibid 5:20:2.

15  Probably referring to the in Palestine(ante Nicene frs, vol1, p 331).

16  Irenarus: Against Heresles 1:10:2;3:2,2:3, 3L:3:1; 3:3:3; 3:4:1, 2; 3:5:1;3:24:1. Ante-Nnicene F.thers, vol 1. j. Stevenson: A new Eusebius, London, 1974,p 115 – 117.

17  Tertullian: on prescription against heresies, 27 (see 22).

18  J. Kelly, p 40.

19  Tertullian: De praescriptione 21.

20  Tertullian: Against Marcion 4:5.

21  CF. De praescrip. 9, De Resurr.21, Adv. Prax. 26.

22  Tertullian the Chaplet or De Corona 3,4. Ante – Nicene Frs. Vol 3,94,95. 

23  Eusebius: H.E 6:13:8,9.

24  Clement. Alex: Strom 7:16.

25  Ibid

26  Ibid 6:7:61.

27  Origen: De Principus: Praef. 2.

28  Origen: Hom. Luc. 34.

29  J. Danielou: “Le Bon Samaritan” in Mel Robert, Paris – Tournai 1957, p457-465. 

30  J. Danielou: The Theology of Jewish Christianity, p 49.

31  Yves Congar: Tradition and the Life of the Church, London 1964 – p 83.

32  St. Cyprian: Epistle 74:11, Unity of the Church 6.

33  St. Gregory of Nyssa: Contra Eunomuim 4 PG 45: 653. 

34  St. Basil: O the Spirit, ch. 10 (25).

35  For the unction of catechumens (cf. Apost. Const. 7:22), of the baptized (Tert. De Bapt.7), of the confirmed or oil of Chrism (Tert: De Bapt. 8) and of the sick (James 5:14).

36  For trine immersion an early authority is Tertullian: Praxeam 26, Greg Nyss.: De Bapti.

37  St. Basil: On the Spirit, ch 27 (66, 67).

38  St. John Chrysostem. In 2 Thess., hom 4:4, PG 62:488.

39  St. Epiphanius: Adv. Hear.61:6. PG 41:1048, Ancoratus 63.

40  St. Augustine: Contr. Bapt. Don’t. 2:7. PL 43:133.

41  Y. Kelly p 48,49.

42  Ad Monach. PG 77:12,13.

43  In Joh. Ev. 4:11 PG 74:216.

44 1 Adv. Nect. 4.2.

45  De recta Fide ad rign; apol c. Orient PG 76: 1212f, 316f. 

46  E. Schwartz: Acta Conciliorum oecumenicorum 1:1, 7, 89 f.

47  Quasten: Patrology, Vol 3, p136.

48  Epistle 89.

49  Epistle 151. PG 83:1440 (Kelly, p 49).

50  Quasten , vol, 3, p 285.