«  الرجوع   طباعة  »

الرد على هل هناك خطأ توقيت في قصة ابيمالك وإبراهيم. تكوين 20

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

تكوين 20 وقصة إبراهيم وابيمالك فيها إشكالية في التوقيت فالرب قبلها وعد إبراهيم ان بعد سنة ستكون مع سارة ابن إذا القصة حدثة في خلال اول ثلاث شهور من هذه السنة لكي بعدها تحبل سارة وتستمر تسع شهور حتى تلد 

كيف في أقل من ثلاث شهور يعرف ان امرأة ابيمالك وجواريه لا يلدن فهذا يستلزم سنين؟

وهذه ليست الإشكالية الوحيدة بل الإشكالية الأخرى هي ان قصة لوط وبناته وحملهن وانجابهن حدث في خلال هذه السنة فكيف يقبل هذا؟

الرد

 

الموضوع ببساطة ان قصة لوط حدثت اثناء قصة إبراهيم ولكن الكتاب ذكر قصة لوط كامل التي بدأت مع حريق سدوم وعمورة وأكملها لنهايتها ثم بدا قصة إبراهيم التي بدأت بعد حريق سدوم وعمورة بأيام غالبا وسارة متوازية مع بداية قصة بنات لوط. وغالبا أن اغلاق الرحم كان بمرض من الامراض التي تمنع العلاقة الزوجية تماما وأيضا ابيمالك نفسه واضح ان العدد يقول فشفى الله ابيمالك فهو أيضا أصيب بشيء يمنعه من التناسل.

وندرس الموضوع باختصار 

بالفعل عند ظهور الرب لإبراهيم وعده ان سارة بعد سنة ستنجب. فرقم السنة صحيح

سفر التكوين 17

17: 19 فقال الله بل سارة امراتك تلد لك ابنا و تدعو اسمه اسحق و اقيم عهدي معه عهدا ابديا لنسله من بعده 

17: 20 و اما اسماعيل فقد سمعت لك فيه ها انا اباركه و اثمره و اكثره كثيرا جدا اثني عشر رئيسا يلد و اجعله امة كبيرة 

17: 21 و لكن عهدي اقيمه مع اسحق الذي تلده لك سارة في هذا الوقت في السنة الاتية 

فابراهيم وعده الله وهو 99 سنة 

سفر التكوين 17: 24

 

وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ،

 

وانجب إسحاق وعمره 100 سنة

سفر التكوين 21: 5

 

وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.

 

والرب حدد أن سارة ستدل نحو زمن الحياة 

سفر التكوين 18

18: 10 فقال اني ارجع اليك نحو زمان الحياة و يكون لسارة امراتك ابن و كانت سارة سامعة في باب الخيمة و هو وراءه

 

ومن هنا تبدأ السنة 

وواضح ان إبراهيم انتقل الى الجنوب بعد هذه البشارة بعدة أيام لان بعد هذه البشارة بيوم انقلبت سدوم وعمورة فالملاكين غادرا إبراهيم ظهرا وذهبا الي لوط مساء وفي اليوم الثاني صباحا اخرجا لوط من سدوم وعمورة وأمطر عليها الرب وهذه غالبا كانت سبب اضطرار إبراهيم أن ينتقل من المنطقة بسبب الكبريت والنار ومن هذا الوقت تبدأ قصة إبراهيم وابيمالك التي جاءت في الاصحاح 20 

أما قصة لوط وبناته في الاصحاح 19 فهي لم تحدث كلها قبل قصة ابيمالك ولكنها بدأت مع حريق سدوم وعمورة ولكن الاصحاح اسرد بقية قصة لوط وبناته حتى اكتمالها ففي نهاية الاصحاح 19 يقول ان مؤاب ابن بكر لوط أصبح ابوا الموابيين وبني عمى أصبح ابوا شعب بني عمون. فهل يتخيل أحد ان إبراهيم لم يفعل شيء قرنين أو اكثر من الزمان ولم ينجب إسحاق حتى انجبت بنات لوط وكبروا أبنائهم وأنجبوا وأصبحوا شعب ضخم؟ هذا طبعا غير صحيح لان إبراهيم يكون مات من زمن قبل ان يصبح مؤاب وعمون شعبين

سفر التكوين 19

19: 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما 

19: 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مواب وهو ابو الموابيين الى اليوم 

19: 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي وهو ابو بني عمون الى اليوم 

فكما قلت قصة لوط وبناته هو قصة بدأت منذ احراق سدوم وعمورة والاصحاح أكمل القصة ولكن خلال ذلك حدثت قصة إبراهيم وابيمالك ثم إنجاب إسحاق ثم كبر إسحاق وهكذا 

 

ثم من الاصحاح 20 يذكر قصة إبراهيم وابيمالك التي حدثت بعد عدة أيام من حريق سدوم وأيضا مع بداية قصة لوط وبناته.

سفر التكوين 20

20: 1 و انتقل ابراهيم من هناك الى ارض الجنوب و سكن بين قادش و شور و تغرب في جرار 

فهمنا أن هذا بعد حريق سدوم وعمورة وبسبب قوة الحريق وتغير البيئة مؤقتا بسبب الكبريت والدخان الكثيف رحل إبراهيم الي الجنوب لجو انقى قليلا.

20: 2 و قال ابراهيم عن سارة امراته هي اختي فارسل ابيمالك ملك جرار و اخذ سارة 

لماذا يدين الله أبيمالك بينما إبراهيم هو الذي كذب؟ هناك سببان محتملان : (1) لقد كان أبيمالك يميل إلى عقد تحالف سياسي مع إبراهيم، وظن أن ضم سارة إلى حريمه، يقوي مركز أبيمالك في هذا التحالف. (2) أخبر الله أبيمالك أنه لن يعاقبه إذا عمل ما هو صواب، فقد منحه الله فرصة ليحول دون تحالف لا مبرر له، وعلاقة جنسية أثيمة.

20: 3 فجاء الله الى ابيمالك في حلم الليل و قال له ها انت ميت من اجل المراة التي اخذتها فانها متزوجة ببعل 

غالبا هذا الحلم حدث بعد أن اخذ ابيمالك سارة بعدة أسابيع الي شهرين. وهي فترة كافية ان يقترب ابيمالك الي سارة ولكنه لم يفعل فيقول العدد

20: 4 و لكن لم يكن ابيمالك قد اقترب اليها فقال يا سيد اامة بارة تقتل 

20: 5 الم يقل هو لي انها اختي و هي ايضا نفسها قالت هو اخي بسلامة قلبي و نقاوة يدي فعلت هذا 

20: 6 فقال له الله في الحلم انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا و انا ايضا امسكتك عن ان تخطئ الي لذلك لم ادعك تمسها 

هنا تعبير امسكتك هو تعبير رقيق عن أن الرب منع أي علاقة والمنع سنفهمه لاحقا ولكن هو عبارة عن مرض أصاب ابيمالك جعله لا يستطيع ان يقترب من أي امراة. وهذا المرض كان رغم انه الم وضرر في الظاهر ولكنه في الحقيقة كان حماية لابيمالك من ان يخطئ فيعاقب.

20: 7 فالان رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي لاجلك فتحيا و ان كنت لست تردها فاعلم انك موتا تموت انت و كل من لك 

20: 8 فبكر ابيمالك في الغد و دعا جميع عبيده و تكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم فخاف الرجال جدا 

20: 9 ثم دعا ابيمالك ابراهيم و قال له ماذا فعلت بنا و بماذا اخطات اليك حتى جلبت علي و على مملكتي خطية عظيمة اعمالا لا تعمل عملت بي 

20: 10 و قال ابيمالك لابراهيم ماذا رايت حتى عملت هذا الشيء 

20: 11 فقال ابراهيم اني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البتة فيقتلونني لاجل امراتي 

20: 12 و بالحقيقة ايضا هي اختي ابنة ابي غير انها ليست ابنة امي فصارت لي زوجة 

20: 13 و حدث لما اتاهني الله من بيت ابي اني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين الي في كل مكان ناتي اليه قولي عني هو اخي 

20: 14 فاخذ ابيمالك غنما و بقرا و عبيدا و اماء و اعطاها لابراهيم و رد اليه سارة امراته 

20: 15 و قال ابيمالك هوذا ارضي قدامك اسكن في ما حسن في عينيك 

20: 16 و قال لسارة اني قد اعطيت اخاك الفا من الفضة ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك و عند كل واحد فانصفت 

20: 17 فصلى ابراهيم الى الله فشفى الله ابيمالك و امراته و جواريه فولدن 

هنا العدد يوضح ان الرب شفي كل من ابيمالك ونساؤه 

اذا ابيمالك نفسه قد أصيب بمرض ما يمنعه ان يقترب الي أي امراه وبالطبع يعرف انه بهذا لن ينجب حتى لو كان مدة هذا المرض شهر 

وأيضا شفاء امراته وجواريه يؤكد انهم أصيبوا بمرض يمنعهم من الانجاب وهذا المرض يجعلهم يعرفوا انهم لن يحملوا من بداية الإصابة به فلا يحتاجوا شهور او سنين ليكتشفوا انهم لا يحملوا بل من البداية يعرفوا ذلك بسبب المرض الذي أصيبوا به بداية من وقت الإصابة.  

20: 18 لان الرب كان قد اغلق كل رحم لبيت ابيمالك بسبب سارة امراة ابراهيم 

وغالبا أن اغلاق الرحم كان بمرض مثل أكياس دهنية او اورام او نزيف او التهابات شديدة او غيره فهو مرض من الامراض التي تمنع العلاقة الزوجية تماما وبالطبع معروف انهم بهذا لن يحملوا. 

وبالطبع عندما صلى لهم إبراهيم واستجاب الرب وشفاهم مباشرة فالمرض مثل التهاب او غيره تم شفاؤه مباشرة وابيمالك أيضا تم شفاؤه مباشرة ويستطيع ان يقيم علاقة مع امراته وجواريه ويحملوا طبيعي وعلامة تأكدهم من هذا انهم كلهم شفوا معا مباشرة بدون تدرج فلهذا صدقوا وبالفعل بعدها حملوا وولدوا.

فهو مرض غالبا تم اصابتهم به بسرعة ومنعهم من أي علاقة زوجية مباشرة لمدة أكثر من شهرين.

وهذا المرض يشبه المرض الذي ابتلى به فرعون وبيته بسبب سارة.

ولهذا امر ابيمالك لم يستغرق أكثر من شهر ونصف شهرين. فإبراهيم خرج من جوار بلوطات ممرا وذهب الي قادش وحدثت هذه الحادثة في اقل من شهرين غالبا ثم استرد سارة زوجته وعاد مرة ثانية الي منطقته وبعدها حبلت سارة بعد هذا بشهر وهو بعد من وعد الرب بثلاث شهور وانجبت بعد وعد الرب بسنة كما قال الرب بدقة

سفر التكوين 21

21: 1 و افتقد الرب سارة كما قال و فعل الرب لسارة كما تكلم 

21: 2 فحبلت سارة و ولدت لابراهيم ابنا في شيخوخته في الوقت الذي تكلم الله عنه 

21: 3 و دعا ابراهيم اسم ابنه المولود له الذي ولدته له سارة اسحق 

21: 4 و ختن ابراهيم اسحق ابنه و هو ابن ثمانية ايام كما امره الله 

21: 5 و كان ابراهيم ابن مئة سنة حين ولد له اسحق ابنه 

 

ولهذا تحديد ميعاد تحقيق النبوة في سنة تم وكان دقيق جدا ولا يناقض قصة لوط ولا يناقض قصة ابيمالك وانهم يعرفوا انهم لا ينجبون. 

 

والمجد لله دائما