«  الرجوع   طباعة  »

كيف يعجب ابيمالك ملك جرار بسارة وهي عمرها 89 سنة؟ تكوين 20

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

الرب وعد أبراهيم بان ينجب اسحاق وهو عمره 99 سنة وسارة عمرها 89 سنة وبالفعل انجبوا بعد سنة من هذا الوعد فابراهيم انجب اسحاق وعمره 100 سنة وسارة عمرها 90 سنة 

التكوين 17: 17 فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟». 

وفي اثناء هذه السنة ذهبوا الي جرار فأرسل ابيمالك ملك جرار وأخذ سارة. فكيف ابيمالك يعجب بسارة وهي سيدة عمرها 89 سنة عجوز متقدمة العمر جدا بل قد انقطع ان يكون لها عادة النساء

التكوين 18: 11 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ، وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ

 

الاجابة 

 

في البداية الامر هو معجزة فسارة التي انقطع ان يكون لها عادة النساء 

سفر التكوين 18: 11

 

وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ، وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.

انجبت ولد وهذا شبه مستحيل طبيا ولكن لا يوجد شيء مستحيل عند الله فالذي جدد مستودعها جدد شبابها وشباب ابراهيم ايضا 

سفر المزامير 103: 5

 

الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ.

مع ملاحظة ليجدد الرب مستوده سارة يحتاج ايضا ان يعطيها هرمونوات لتحمل وتلد مثل هرمون الاستروجين والبروجستيرون وغيرهم وهو حاليا رغم مقدرة الطب الضعيفة امام مقدرة الله ولكن حتى في الطب يستطيعوا ان يقللوا من معالم شيخوخة امرأه بالهرمونات وهو ما نسميه hormone replacement therapy فالله الذي جعل مستودع سارة العجوز يعود يرجع شباب بنفس الهرمونات جلد وبشرة سارة العجوز تعود وترجع في نضارة الشباب

فما فعله الله هو معجزة ولكن الطب حاليا رغم انه لا يستطيع ان يعمل مثل الله ولكنه يستطيع ان يفعل شيء مشابه فما حدث مع سارة هي معجزة فوق العقل ولكنها ليست ضد العقل وفوق العلم ولكنها ليست ضد العلم. 

أمر مهم في وعود الرب وهي العلامات فالرب كثيرا عندما يعطي نبوة بوعد مهم دائما يعطي علامة معها وتكون العلامة تحدث سريعا تاكيد النبوة والوعد المتاخر. 

فاعتقد أن وعد الرب باسحاق ارتبط بعلامة وهي ان يتضح على ابراهيم وصارة انها يستطيعان ان ينجبا اسحاق بنضارة وجه وتجديد الشباب وهذا ايضا معجزة من عند الرب.

 

بيئيا

ورغم تاكيدي على معجزة الرب ولكن ايضا بيئيا لا يوجد فيها اشكالية فابراهيم خرج من حاران وعمره 75 سنة وسارة التي هي اصغر منه بعشر سنين عمرها 65 سنة بمقياسانا هي عجوز ولكن بمقياس ايامهم هي ليست عجوز. 

ابراهيم انجب اسماعيل بعد خروجه من ارض مصر بقليل وعمره 86 سنة وسارة عمرها 76 سنة اي تقريبا. وفي منتصف هذه الاحداث ابراهيم نزل الي مصر  وقت المجاعة اي تقريبا في بداية الثمانينيات من عمره وسارة في بداية السبعينيات من عمرها التي هي بحكمنا عجوز جدا تقترب من القبر ولكن بمقياس الاعمار في وقت ابراهيم هي في منتصف عمرها وتكون لاتزال محتفظة بنضارتها. ويصفها الكتاب بانها حسنة المنظر في هذا العمر كامر طبيعي

سفر التكوين 12

12: 10 و حدث جوع في الارض فانحدر ابرام الى مصر ليتغرب هناك لان الجوع في الارض كان شديدا 

12: 11 و حدث لما قرب ان يدخل مصر انه قال لساراي امراته اني قد علمت انك امراة حسنة المنظر 

12: 12 فيكون اذا راك المصريون انهم يقولون هذه امراته فيقتلونني و يستبقونك 

12: 13 قولي انك اختي ليكون لي خير بسببك و تحيا نفسي من اجلك 

12: 14 فحدث لما دخل ابرام الى مصر ان المصريين راوا المراة انها حسنة جدا 

12: 15 و راها رؤساء فرعون و مدحوها لدى فرعون فاخذت المراة الى بيت فرعون 

12: 16 فصنع الى ابرام خيرا بسببها و صار له غنم و بقر و حمير و عبيد و اماء و اتن و جمال 

12: 17 فضرب الرب فرعون و بيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امراة ابرام 

12: 18 فدعا فرعون ابرام و قال ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني انها امراتك 

12: 19 لماذا قلت هي اختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي و الان هوذا امراتك خذها و اذهب 

12: 20 فاوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه و امراته و كل ما كان له 

فالكتاب يصفها وهي في بداية السبعين من عمرها بانها أمراة حسنة المنظر هذا مخالف للان ولكنه طبيعي في هذا الزمان الذي لاتزال الاعمار بالمئات فابوا ابراهيم تارح عاش 205 سنة وانجب ابراهيم وعمره 130 سنة تقريبا. 

السيدة التي تعيش حاليا سبعين سنة تبدأ تظهر عليها علامات الشيخوخة في بداية الخمسينات وما بعده بسبب كم الملوثات التي نتعرض اليها الكثيرة وتكون في الثلاثينيات والاربعينيات محتفظة بحيويتها وجمالها اي قبل موتها بأقل من ثلاثين سنة لاتزال جميلة فالشيخوخة هي تدريجية ولكنها تحتاج كمتوسط 25 سنة تحدث فيها تدهور الشيخوخة وتقل انقسام الخلايا تدريجيا وهو الذي يظهر التجاعيد وغيرها من علامات الشيخوخة.

في هذا الزمان السيدة التي تعيش 130 الي 140 سنة  هذا ايضا يعني تبدأ تظهر عليها علامات الشيخوخة ما بعد سنة 90 سنة اذا وهي في سن 89 سنة لم تظهر عليها علامات الشيخوخة بما يناسب هذا الزمان فابراهيم عاش 175 سنة وانجب في سن 140 وما بعده فهو انجب ست اولاد من قطوره وابو ابراهيم عاش 205 سنة واسحاق ابنهم تزوج على سن 40 

بل موسى حفيد حفيدهم تزوج بعد 40 سنة وبدا خدمته وقيادة الشعب وهو تعدي 80 سنة وكان وقتها رجل قوي وعندما مات وسنه 120 سنة كان محتفظا بنضارته 

سفر التثنية 34: 7

 

وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ.

لهذا كون سارة لاتزال جميلة في سنة 89 سنة هذا غريب جدا على زماننا ولكن في زمن ابراهيم هذا شيء شبه طبيعي ولهذا يجب أن نحكم بالفكر البيئي في زمانه وليس بمقايسنا. 

الامر الثاني البيئي وهو علاقة الملوك في هذا الزمان وهو المصاهرة من الاغنياء والعظماء بغض النظر عن السن الي حد ما فقط ليزيد من مؤيدوه.  فابيمالك كان يميل إلى عقد تحالف سياسي مع إبراهيم الغني جدا الذي جاء الي جرار بمواشي واغنام ضخمة وكمية من الغلمان يخدمون ابراهيم ما يساوي جيش صغير انتصر به على خمس ملوك سابقا، وظن أن ضم سارة اخت ابراهيم إلى حريمه، يقوي مركز أبيمالك في هذا التحالف ويجعل ابراهيم حليفه. فلهذا هو لم يهتم ان كانت سارة بدات تظهر عليها بعض معالم الشيخوخة مع انها محتفظة بالكثير من جماله حتى مع تقدم سنها لان الذي يهمه هو التحالف وليس امراه جميله فابيمالك عنده عنده زوجة وبالاضافة اليها عنده من النساء الكثير. والاصحاح يؤكد ذلك اكثر من مرة

سفر التكوين 20

20: 1 و انتقل ابراهيم من هناك الى ارض الجنوب و سكن بين قادش و شور و تغرب في جرار 

20: 2 و قال ابراهيم عن سارة امراته هي اختي فارسل ابيمالك ملك جرار و اخذ سارة 

20: 3 فجاء الله الى ابيمالك في حلم الليل و قال له ها انت ميت من اجل المراة التي اخذتها فانها متزوجة ببعل 

20: 4 و لكن لم يكن ابيمالك قد اقترب اليها فقال يا سيد اامة بارة تقتل 

20: 5 الم يقل هو لي انها اختي و هي ايضا نفسها قالت هو اخي بسلامة قلبي و نقاوة يدي فعلت هذا 

20: 6 فقال له الله في الحلم انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا و انا ايضا امسكتك عن ان تخطئ الي لذلك لم ادعك تمسها 

20: 7 فالان رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي لاجلك فتحيا و ان كنت لست تردها فاعلم انك موتا تموت انت و كل من لك 

20: 8 فبكر ابيمالك في الغد و دعا جميع عبيده و تكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم فخاف الرجال جدا 

20: 9 ثم دعا ابيمالك ابراهيم و قال له ماذا فعلت بنا و بماذا اخطات اليك حتى جلبت علي و على مملكتي خطية عظيمة اعمالا لا تعمل عملت بي 

20: 10 و قال ابيمالك لابراهيم ماذا رايت حتى عملت هذا الشيء 

20: 11 فقال ابراهيم اني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البتة فيقتلونني لاجل امراتي 

20: 12 و بالحقيقة ايضا هي اختي ابنة ابي غير انها ليست ابنة امي فصارت لي زوجة 

20: 13 و حدث لما اتاهني الله من بيت ابي اني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين الي في كل مكان ناتي اليه قولي عني هو اخي 

20: 14 فاخذ ابيمالك غنما و بقرا و عبيدا و اماء و اعطاها لابراهيم و رد اليه سارة امراته 

20: 15 و قال ابيمالك هوذا ارضي قدامك اسكن في ما حسن في عينيك 

20: 16 و قال لسارة اني قد اعطيت اخاك الفا من الفضة ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك و عند كل واحد فانصفت 

20: 17 فصلى ابراهيم الى الله فشفى الله ابيمالك و امراته و جواريه فولدن 

20: 18 لان الرب كان قد اغلق كل رحم لبيت ابيمالك بسبب سارة امراة ابراهيم 

وهذا ايضا يفسر لماذا ابيمالك لم يسرع الي الزواج بسارة هذا بالاضافة الي أن الله منعه بالمرض الذي اصابه واصاب نساؤه. 

وايضا هذا يفسر لماذا اسرع ابيمالك بان يرجع سارة الي ابراهيم لانه لم ياخذها لشهوه بل لسبب سياسي. وايضا هذا يفسر لماذا قال له الرب " علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا " فهو اخذها لغرض سياسي جيد وتحالف سلمي وليس شهوة شريرة. 

ولكن اكرر في النهاية مرة ثانية هذا الامر هو معجزة من عند الرب فمن يقبل فليقبل ومن يرفض فليرفض.

 

والمجد لله دائما