«  الرجوع   طباعة  »

الرد على تضارب من كان يعمد المسيح أم تلاميذه ولماذا, يوحنا 3:22 و يوحنا 4: 2

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يسأل البعض عن الآية التي قالها القديس يوحنا في إنجيله:
(و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد)( يو3: 22) بينما نجد القديس يوحنا يقول في الإصحاح التالي ( يو4: 1- 2):

1فَلَمَّا عَلِمَ الرَّبُّ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا،2 مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تَلاَمِيذُهُ،( يوحنا4: 1- 2)

فهل كان يسوع يعمد الناس بنفسه أم لم يكن يعمد ؟
وإذا لم يكن يعمد، فلماذا لم يُعمد الناس بنفسه حين تجسد على الأرض؟

وفي كلا الحالتين ...اذا كان يعمد او تلاميذه, المعمودية دي كانت ايه؟ يعني اكيد ماكانش فيها حلول روح قدس و لا تغيير للطبيعة القديمة كما نعرف عن المعمودية لان المسيح لم يكن قد صلب و قام وصعد وارسل البارقليط بعد...اذن هل كانت مثل معمودية يوحنا؟

 

الرد 

 

الرد باختصار في البداية أن الذي كان يعمد هم تلاميذ المسيح ولكن نسبة المعمدية للمسيح لانها كانت باسم المسيح وليست ليوحنا المعمدان. ولكن الامر له ابعاد مهمة لهذا سندرس الموضوع بيئيا وروحيا أيضا. 

الاعداد

أنجيل يوحنا 3

3: 22 و بعد هذا جاء يسوع و تلاميذه الى ارض اليهودية و مكث معهم هناك و كان يعمد 

3: 23 و كان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة و كانوا ياتون و يعتمدون

 

انجيل يوحنا 4

4: 1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير و يعمد تلاميذ اكثر من يوحنا 

4: 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه 

4: 3 ترك اليهودية و مضى ايضا الى الجليل 

 

بيئيا 

المعمودية اليهودية هي في حالات محددة 

اولا معمودية الكهنة 

الكاهن الذي هو من نسل هارون من سبط لاوي عندما يصل لسن الثلاثين كان يتعمد قبل أن يرتدي ملابس الكهنوت وهذا بدأ من هارون. 

سفر الخروج 29: 4

 

«وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ.

ولاننا ملوك وكهنة بالمعنى العام وليس الخاص (يوجد كهنوت عام وكهنوت خاص)

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 6

 

وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.

والمؤمنين يتعمدوا لانهم كهنة الله

المعمودية الثانية هى معمودية المراة اليهودية يوم زفافها 

في الزواج اليهودي تذهب العروس الي المعمودية التي تسمى ميكفا وشروطها ان تكون مياه نبع من الأرض وتتعمد وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدا حياه جديدة مع عريسها. مثل العروس الكنيسة لابد ان تتعمد من الينبوع والحياة القديمة انتهت وتبدا حياة جديده مع عريسها المسيح.

والمعمودية الثالثة معمودية الامميين 

الامميين اي الغرباء كانوا يتعمدوا لكي يتهودوا ويقبلوا في شعب الرب 

وهو ايضا يرمز للعهد الجديد بالمعمودية ننال التبني ونصبح ابناء الرب. 

والذي يقوم بهذه المعمودية هم الكهنة فقط ولهذا عندما كان يوحنا المعمدان يعمد شكل مجمع السنهدريم لجنة تحقيق لانهم 

وجدوا أفواجًا من البشر بالآلاف تذهب للمعمدان، تعترف وتتوب عن خطاياهم وتعتمد، وسمعوا أنه يوبخ بعنف، وبالذات كان اهتمام السنهدريم بأنه وبخ الفريسيين وهم أئمة الأمة علمًا وتعليمًا، والصدوقيين وهم طبقة الكهنوت شكلوا لجنة من الكهنة واللاويين لتقصي الحقائق ودراسة الأمر رسميًا. وهم أرسلوا كهنة ولاويين لأن يوحنا يقوم بعمل طقسي فيه تعميد واعتراف بالخطايا، وأعمال التطهير هي عمل الكهنة واللاويين، ويوحنا كان كاهنًا فهو ابن كاهن ولكن طريقة يوحنا في التعميد في الأردن كانت جديدة عليهم. فهم كانوا يعمدون الأمم الداخلين لليهودية لكن كون يوحنا يعمد يهودًا بل وفريسيين (المعتبرين أنقياء وبلا لوم) فهذا كان غريبًا وغير مقبول.

فسؤالهم عن سلطانه في المعمودية لان القادم يجب ان يعمد اليهود سواء ايليا قبل المسيح او النبي الاخر قبل المسيح او المسيح نفسه فهؤلاء الثلاثه لهم حق معمودية اليهود ليدخلوا في ملك المسيح ملك الملوك 

من نبوات اشعياء وملاخي  فهموا ان هناك نبي سياتي قبل المسيا ويساعد في تهيئة مملكة المسيا وهذا فهموه من 

سفر اشعياء 40

40: 3 صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لالهنا 

40: 4 كل وطاء يرتفع و كل جبل و اكمة ينخفض و يصير المعوج مستقيما و العراقيب سهلا 

 

وايضا من 

سفر ملاخي 3

3: 1 هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي و ياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه و ملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود 

وايضا 

4: 5 هانذا ارسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف 

4: 6 فيرد قلب الاباء على الابناء و قلب الابناء على ابائهم لئلا اتي و اضرب الارض بلعن

اما اي شخص اخر لا يحق له ان يعمد ولكنه لو كان كاهن له الحق ان يعمد الامم فقط وليس اليهود

وتاكيد هذا من اقوال الربوات ان ايليا عندما ياتي قبل المسيح والنبي الاخر الذي سيقوم من الاموات قبل المسيح سوف يميزوا الانجاس ويطهروهم (بالمعمودية) 

Elias comes to distinguish the unclean and purify them 

ولهذا يسوع المسيح قانونيا ومن الشريعة اليهودية يحق له المعمودية لكي يعمد يهود وامميين لانه هو المسايا المنتظر ولك لان الفريسيين يرفضون الاعتراف به أن يسوع الناصري هو المسيح فهذا كان سيعطيهم حجة أن يحاكموه بتهمة أنه مدعي نبوة ويصل الحكم للاعدام بالرجم. 

ولهذا المسيح لم يعطيهم هذه الفرصة لكي يحاكموه ولكنه اعطى السلطان لتلاميذه لانه المسايا ليعمدوا. وهذا يشرح لنا لماذا قال يوحنا الحبيب أنه عندما سمع الفريسيين انصرف يسوع

أنجيل يوحنا 4

4: 1 فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يصير و يعمد تلاميذ اكثر من يوحنا 

4: 2 مع ان يسوع نفسه لم يكن يعمد بل تلاميذه 

فبعد الإثارة التي فعلها تلاميذ يوحنا، والمشاكل التي توقع المسيح حدوثها من الفريسيين، انسحب من اليهودية إلى الجليل منعًا للمصادمات معهم قبل الوقت. وتلاميذ يوحنا أشاعوا أن المسيح يعمد، لذلك يركز يوحنا على أن المسيح لم يكن يعمد فهؤلاء كاذبين يريدون إثارة الفريسيين ضد المسيح. لقد ظن الفريسيون أنهم يستريحون من يوحنا بسجنه والخلاص منه، فوجدوا يسوع المسيح قد اجتذب أعدادًا أكبر، فامتلأوا حسدًا.

فبيئيا فهما لماذا شرح يوحنا الحبيب ان المسيح يعمد لانه يوضح أن هذه المعمودية بسلطان المسايا ولكنه ايضا وضح لماذا لم يكن المسيح يعمد بل تلاميذه لاجل الفريسيين الاشرار. 

 

روحيا.

المعمودية هي معمودية الماء والروح القدس والروح القدس سيحل على الؤمنين بداية من يوم الخمسين ولكن معمودية الماء المسيح يعدها فهو قدس الماء عندما تعمد هو اولا على يد يوحنا المعمدات وقت الظهور الالهي. فالمعمودية التي قدسها المسيح وكان يدرب تلاميذه على كيفية صنعها لم تكتسب فاعليتها الكاملة الا بعد حلول الروح القدس. 

ايضا يوحنا الحبيب يوضح أن المسيح عمد فعلا بمعنى أن المعمودية هذه بسلطانه وبسلطان اسمه 

إنجيل متى 18: 5

 

وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي.

وهو الذي كان يغسل قلوب هؤلاء البشر بالحقيقة.

ولكن أيضا المسيح لم يعمد ماديا أو كفعل مادي فلم يكن هو الذي يغطس في الماء. 

وهذا ليشرح لنا الكتاب أن كنا لا نتعمد الان بيد يسوع المسيح نفسه ولكن نعتمد على اسم المسيح فهذا روحيا بالفعل المسيح الذي يعمدنا بيده الروحية يمكن أن يقول أحد أن المسيح يعمد بالحقيقة بالروح لا بالجسد. وايضا يعلمنا أن سر المعمودية هو سر روحي هام تسلمناه من يده شخصيا حتى لو كانت اليد التي تعمد هي يد كاهن بشري ولكن هي يد المسيح الروحية.

والسبب الاخر هو أن هذه المعمودية هي معمودية الماء فقط وليس الروح القدس ولهذا المسيح لم يكن يعمد لكي لا يكون يعمد معمودية ناقصه فهي كانت تدريب وليست معمودية كاملة لعدم حلول الروح القدس بعد ولان المسيح لم يكن صلب ودفع الثمن بعد ولم يتمم المصالحة بعد. 

وايضا لم يكن المسيح يعمد بنفسه لكي لا يفتخر الذين يتعمدون علي يده على الاخرين فيظنوا أن لهم سلطان اعلى لانهم تعمدوا علي يده ولهذا عندما يعمد تلاميذه فالكل متساويين في كل زمان ومكان فلهذا اهتم السيد المسيح أن يكرز ويجتذب الناس إلى الإيمان به، ثم يسلمهم لتلاميذه للعماد. وكما قلت السيد المسيح لم يقم بالعماد بنفسه لكي لا يفتخر هؤلاء المعمدون على غيرهم بأنهم نالوا العماد من يد المسيح مباشرة. وقد اهتم بعض الرسل كبولس الرسول بالكرازة تاركًا العماد لغيره 

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل كورنثوس 1

1: 12 فانا اعني هذا ان كل واحد منكم يقول انا لبولس و انا لابلوس و انا لصفا و انا للمسيح 

1: 13 هل انقسم المسيح العل بولس صلب لاجلكم ام باسم بولس اعتمدتم 

1: 14 اشكر الله اني لم اعمد احدا منكم الا كريسبس و غايس 

1: 15 حتى لا يقول احد اني عمدت باسمي 

1: 16 و عمدت ايضا بيت استفانوس عدا ذلك لست اعلم هل عمدت احدا اخر 

1: 17 لان المسيح لم يرسلني لاعمد بل لابشر لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح 

 

ليس استخفافًا بسرّ العماد، وإنما لأن ممارسته أسهل من جذب النفوس بالكلمة. هذا وكل عماد مسيحي باسم الثالوث القدوس لا يتممه الكاهن من ذاته، بل هو من عمل المسيح نفسه، الذي يرسل روحه القدوس ليهب المُعمد روح التبني. قوة العماد لا تتوقف على صلاح خادم السرّ، لأن السيد المسيح وحده خادم السرّ الخفي.

 

والمجد لله دائما