هل كلام بولس الرسول عن اننا نتغير أولا يناقض كلام الرب يسوع في مثال الزارع انه يجمع الزوان أولا؟ متى 13 و متى 24 و 1 كورنثوس 15: 51-52 و 1تسالونيكي 4: 16-18

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

في مثال الرب يسوع في متى 13: 30 يقول بوضوح " اجمعوا اولا الزوان و احزموه حزما ليحرق " والزوان هو رمز للاشرار فنفهم ان الاشرار ينزعون اولا ولكن بولس الرسول في كورنثوس الاولي 15: 51-52 يتكلم عن الاموات الابرار يقوموا اولا والاحياء الابرار يتغيروا اولا وهذا تناقض 

 

الرد

 

الرد باختصار في البداية هو ان معلمنا بولس الرسول لم يقل ولا مرة ان الابرار يسبقون الاشرار في الحصاد ولكن معلمنا بولس الرسول يتكلم عن الابرار فقط في المرات التي تكلم فيها. امر اخر  وهو جمع الزوان وطرحه على الارض اما جمع الحنطة فهو بوضعه في المخازن ثم بعد هذا حرق الزوان بعد هذا في نفس الوقت الذي يذهب فيه الابرار الي الملكوت. 

وندرس معا الامر بشيء من التفصيل.

ما يقوله الرب يسوع في مثال الحنطة والزوان

انجيل متى 13

13: 24 قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات انسانا زرع زرعا جيدا في حقله 

13: 25 و فيما الناس نيام جاء عدوه و زرع زوانا في وسط الحنطة و مضى 

13: 26 فلما طلع النبات و صنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان ايضا 

13: 27 فجاء عبيد رب البيت و قالوا له يا سيد اليس زرعا جيدا زرعت في حقلك فمن اين له زوان 

13: 28 فقال لهم انسان عدو فعل هذا فقال له العبيد اتريد ان نذهب و نجمعه 

13: 29 فقال لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان و انتم تجمعونه 

13: 30 دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد و في وقت الحصاد اقول للحصادين اجمعوا اولا الزوان و احزموه حزما ليحرق و اما الحنطة فاجمعوها الى مخزني 

نلاحظ ان السيد ارسل عبيده لجمع الزوان ويشكلونه في حزم يتركونه على الارض اعدادا حرقه اما الحنطة فهم يجمعونهم و يضعوهم في المخازن ثم بعد هذا حرق الزوان بعد هذا بالطبع بعد تامين الحنطة التي توضع في الملكوت. 

فعندما نقراء كلام معلمنا بولس الرسول لاحقا ونعرف انه يتكلم عن المؤمنين اولا فهو ليس خطأ

ويكمل الرب شارحا

13: 36 حينئذ صرف يسوع الجموع و جاء الى البيت فتقدم اليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل 

13: 37 فاجاب و قال لهم الزارع الزرع الجيد هو ابن الانسان 

13: 38 و الحقل هو العالم و الزرع الجيد هو بنو الملكوت و الزوان هو بنو الشرير 

13: 39 و العدو الذي زرعه هو ابليس و الحصاد هو انقضاء العالم و الحصادون هم الملائكة 

13: 40 فكما يجمع الزوان و يحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم 

13: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الاثم 

13: 42 و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان 

13: 43 حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم من له اذنان للسمع فليسمع 

ونلاحظ انه حصاد يجمع فيه الاشرار والابرار والاشرار الي النار والابرار الي الملكوت

وايضا نفهم من يوحنا المعمدان نفس الامر

انجيل متى 3

3: 12 الذي رفشه في يده و سينقي بيدره و يجمع قمحه الى المخزن و اما التبن فيحرقه بنار لا تطفا

فبعد الحصاد وحصد الزوان يجمع الحنطة في المخازن و يحرق الزوان في النار الابدية 

ومعلمنا بولس الرسول تكلم عن الابرار فقط

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل كورنثوس 15

51 هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ،
52 فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.
53 لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ.
54 وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ».

فمعلمنا بولس الرسول يتكلم عن الابرار ان الموات يقوموا وبعد هذا الاحياء يتغيروا وياخذوا جسد عدم الفساد وهذا الذي في اثناؤه الاشرار يدانوا. فالبوق الاخير الذي يكون فيه حصاد الاشرار الاحياء ويقوم الاموات اشرار وابرار والاحياء من الابرار بعد هذا يتغيروا ويذهب الكل الي كرسي المسيح الابرار عن اليمين والاشرار عن اليسار

انجيل متى 25

31 «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.
32 وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ،
33 فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.
34 ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.

41 «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،

46 فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».

وايضا معلمنا بولس الرسول مرة ثانية يتكلم فقط عن الابرار

رسالة بولس الرسول الاولي الي أهل تسالونيكي 4

4: 14 لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه 

4: 15 فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين 

4: 16 لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء و الاموات في المسيح سيقومون اولا 

4: 17 ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء و هكذا نكون كل حين مع الرب 

فايضا كلامه عن الابرار ولكن اثناء قيامة الابرار وتغير الاحياء ايضا يقوم الاشرار ويحصد الاحياء منهم والابرار يستقبلون المسيح انتظارا لبداية العرس بينما الاشرار ينتظرون بداية حريق النار 

ولهذا اكرر لا يوجد تناقض فمعلمنا بولس الرسول تكلم عن الابرار فقط اما الرب يسوع فيوضح ان الحصاد يبدا بالاشرار ولكن الملكوت والحريق يبدا معا.

وهذا ما شرحه سفر الرؤيا بتفصيل اكثر بعد دينونة بابل 

سفر الرؤيا 19

19: 11 ثم رايت السماء مفتوحة و اذا فرس ابيض و الجالس عليه يدعى امينا و صادقا و بالعدل يحكم و يحارب 

19: 12 و عيناه كلهيب نار و على راسه تيجان كثيرة و له اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو 

19: 13 و هو متسربل بثوب مغموس بدم و يدعى اسمه كلمة الله 

19: 14 و الاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض و نقيا 

19: 15 و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء 

19: 16 و له على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب 

19: 17 و رايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم 

19: 18 لكي تاكلي لحوم ملوك و لحوم قواد و لحوم اقوياء و لحوم خيل و الجالسين عليها و لحوم الكل حرا و عبدا صغيرا و كبيرا 

19: 19 و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده 

19: 20 فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت 

19: 21 و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم 

فهذا يوضح ان المسيح في مجيؤه ياتي معه القديسين الملائكة وايضا الذين انتقللوا وهؤلاء الذين تكلم عنهم معلمنا بولس الرسول انهم الاول وهم الاموات يقوموا وياتوا مع المسيح ويبدا حصاد الاشرار

ويكرر نفس الامر 

سفر الرؤيا 20

20: 10 و ابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و سيعذبون نهارا و ليلا الى ابد الابدين 

20: 11 ثم رايت عرشا عظيما ابيض و الجالس عليه الذي من وجهه هربت الارض و السماء و لم يوجد لهما موضع 

20: 12 و رايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله و انفتحت اسفار و انفتح سفر اخر هو سفر الحياة و دين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم 

20: 13 و سلم البحر الاموات الذي فيه و سلم الموت و الهاوية الاموات الذين فيهما و دينوا كل واحد بحسب اعماله 

20: 14 و طرح الموت و الهاوية في بحيرة النار هذا هو الموت الثاني 

20: 15 و كل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار 

وبعد هذا يتكلم عن وصف السماء الجديدة والارض الجديدة.

فاكرر اخيرا ان الترتيب الذي تكلم عنه معلمنا بولس الرسول لا يخالف ما قاله الرب يسوع المسيح ولكن الرب يسوع المسيح شرح الصورة بطريقة اجمالية عن الاشرار والابرار وان البداية هي بداية عقاب الاشرار واثنائها يقوم الاموات وبعد هذا يجازى الكل ابرار واشرار بينما معلمنا بولس الرسول ركز فقط على الابرار فقط وترتيب قيامة الاموات وتغير الاحياء 

 

والمجد لله دائما