«  الرجوع   طباعة  »

كيف يطحن موسى عجل ذهبي ويذريه على وجه المياه؟ خروج 32: 20

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

 يقول سفر الخروج 32: 20 " ثم اخذ العجل الذي صنعوا و احرقه بالنار و طحنه حتى صار ناعما و ذراه على وجه الماء و سقى بني اسرائيل" وهذا العجل مصنوع من ذهب فكيف يطحن موسى عجل من ذهب؟

والذهب معدن ثقيل فكيف يطفو على وجه المياه لكي يسقيه للشعب؟ 

 

الرد

 

الرد باختصار في البداية هو ان موسي بالفعل صهر هذا العجل اولا وبعد هذا تمكن من سحقه حتى اصبح ما يشبه الذهب القشرة وبهذا يحول الي اجزاء صغيرة ويتعلق على سطح المياه ويستطيع ان يسقيه للشعب. 

 

ولكن ندرس الامر بقليل من التفصيل 

بالفعل الذهب معدل ثقيل ودرجة انصهاره مرتفعة تصل الي 1064 درجة مئوية وهو قابل للطرق بسهولة ولكن الذهب لو اختلط بالتراب يسمى تبر 

والذهب المختلط بالتراب هو شكله صخري 

http://www.alsahwa-yemen.net/arabic/news_imgs/12011/002/5A3_20130506-1.jpg

الكثير عندما يسمع عن العجل الذهبي سيتخيل كتلة ضخمة من الذهب على شكل عجل

http://ninepointsmagazine.org/wp-content/uploads/2013/03/goldencalf.jpg

ولكن من يعود الي القصة من بدايتها يدرك أن الكتاب المقدس يتكلم عن شيء مختلف قليلا 

سفر الخروج 32

32: 1 و لما راى الشعب ان موسى ابطا في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون و قالوا له قم اصنع لنا الهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه 

32: 2 فقال لهم هرون انزعوا اقراط الذهب التي في اذان نسائكم و بنيكم و بناتكم و اتوني بها 

32: 3 فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في اذانهم و اتوا بها الى هرون 

هارون اخذ منهم اقراط ذهب ولكن هذا لا يكون ذهب نقي في شكل سبائك ولكنه يكون ذهب مشكل صغير او يكون احيانا مختلط ببعض الاحجار وايضا نتكلم عن كمية قليلة وليس نتكلم عن كم ضخم يصنع عجل في حجم العجل الحقيقي بل اصغر منه بكثير

32: 4 فاخذ ذلك من ايديهم و صوره بالازميل و صنعه عجلا مسبوكا فقالوا هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر 

كلمة مسبوك

H4541

מסּכה

massêkâh

mas-say-kaw'

From H5258; properly a pouring over, that is, fusion of metal (especially a cast image); by implication a libation, that is, league; concretely a coverlet (as if poured out): - covering, molten (image), vail.

مسكوب على لحام المعادن .... يغطي يسيل 

وبالفعل الكلمة تستخدم اكثر بمعنى تغطية ويتضح جدا في 

سفر إشعياء 30: 22

 

وَتُنَجِّسُونَ صَفَائِحَ تَمَاثِيلِ فِضَّتِكُمُ الْمَنْحُوتَةِ، وَغِشَاءَ تِمْثَالِ ذَهَبِكُمُ الْمَسْبُوكِتَطْرَحُهَا مِثْلَ فِرْصَةِ حَائِضٍ. تَقُولُ لَهَا: «اخْرُجِي».

 

 انها تعني تمثال يصور من خشب وحجر ويغشي اي يغطى بالفضة والذهب 

واتت من فعل نساك اي سكب اي غطى بسائل 

الامر المهم يقول انه صوره بالازميل وبخاصة قبل ان يقول مسبوك. فهذا يعطينا احتمالين 

الاول ان يكون بالازميل شكل عجل من الخشب او من صخور سهلة التشكيل لانه لكي يشكل عجل من ذهب هذا سيستغرق وقت طويل وهذا غير متاح هنا

الثاني ان يكون استخدم الازميل في ضغط وتشكيل الاقراط الذهبية كي تكون عجل صغير ولكنه سيكون متفكك

يكمل قائلا صنعه عجل مسبوك وهذا بناء على الاحتمالين السابقين يكون 

اما الذهب الذي سبك بمعنى انه صهر ذهب وجعله سائل وغطى به العجل فاصبح ذهبيا فهو من خشب ومطلي بسبك الذهب فاصبح عجل مسبوك

او يكون صهر ذهب ليلحم بعض الاقراط المشكلة معا 

فهذين الاحتمالين الذين وضعتهما امام حضراتكم بصراحة اني مقتنع بالاحتمال الاول لانه اسهل واسرع فنحن نتكلم عن وقت قصير جدا لا يمكن لهارون ان يصنع عجل ذهبي سبيكة كاملة ضخمة لا لصنع قالب ولا لصهر الذهب بهذا الحجم ولا للتشكيل هذا يستغرق اسابيع وقد شهور. وايضا كمية الذهب من الاقراط هي كافية لصنع قشرة ذهبية مسبوكة فوق التمثال الخشبي او الحجري وليس ككتلة كاملة من ذهب نقي.

ويكمل قائلا 

32: 20 ثم اخذ العجل الذي صنعوا و احرقه بالنار و طحنه حتى صار ناعما و ذراه على وجه الماء و سقى بني اسرائيل 

العجل الذي صنعوه وهذا في رائ ضعفي اي الذي شكل بالازميل وهذا يوضح انه ليس ذهب سبيكة ولكن قشرة ذهبية 

التعبير التالي وهو يؤكد اكثر ما يقول وهو تعبير احرقه= فالذهب كان يقول صهره او اساله ولكن احرقه اي انه شيء يحرق وليس ذهب فقط وهذا يعني انه من خشب او انواع من الصخور تحرق وتتفتت مثل حجارة البيوت. 

وطحنه = وهذا عن بقايا المواد التي صنع منها العجل وطلي بالذهب فهو عندما يحرق تمثال حجري او خشبي مسبوك عليه ذهب هذا يجعل الذهب القليل يختلط بالتراب والرماد وهذا سهل جدا طحنه الي تراب ناعم جدا (حتى صار ناعما) يشبه الدقيق او التراب الناعم وهذا يذريه على وجه المياه وبعضه يعلق على وجه المياه وبعضه يترسب ويستطيع ان يسقيه للشعب. 

 

ولكن لو كان تفسيري خطأ فايضا لو كان العجل مصنوع كله من ذهب وتم حرقة بنار مرتفعة الحرارة مثل التي تستخدم لصنع السيوف فهي ستخلط الذهب المنصهر بالتراب وصهره بالتراب يجعله الذهب يختلط بالتراب وتنخفض درجة انصهاره ويمكن طحنه وتحويله لما يشبه الصخور الصغيرة. وتجعله في شكل صخور متفتتة وهذه سهل جدا طحنها وتفتيتها. 

والذهب ايضا يمكن طرقة الي ان يصبح في شكل رقائق يسمى بورق الذهب 

هذه تتفتت بسهولة ويمكن ان يطرح ترابها على سطح المياه.

 

اذكر عدة ملحوظات. 

اولا موسى هو عاش في مصر 40 سنة في قصر فرعون ويرى مشغولاتهم الذهبية والدهان بالذهب والذهب القشرة ويعرف جيدا كيف يصهر الذهب

الملحوظة الثانية ان عجل ابيس لم يكن كله يصنع من ذهب في مصر ولكن كان يصنع من خشب او من حجارة ويغشي بالذهب بل دائما يوضع مثلث ابيض في راسه والشمس بين قرنيه 

 

وهي ان الكتاب لم يقول على العجل الذي صنعه هارون ولا مرة العجل الذهبي لا هنا ولا في 

سفر التثنية 9: 16

 

«فَنَظَرْتُ وَإِذَا أَنْتُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَصَنَعْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَزُغْتُمْ سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا الرَّبُّ.

 

سفر التثنية 9

9: 21 و اما خطيتكم العجل الذي صنعتموه فاخذته و احرقته بالنار و رضضته و طحنته جيدا حتى نعم كالغبار ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل

ملحوظة هنا يقول ان موسى طرح الغبار في النهر المنحدر من الجبل الذي عليه صخرة حوريب وهذا يجعل الذهب المختلط بالتراب علي شكل بدرة يحمل في تيار المياه وهذا عندما يجمع جزء منه موسي في انية الشرب التي تكون لمجموعة من الخيام ويسقيه للشعب هذا يكون واقعي.

 

سفر المزامير 106: 19

 

صَنَعُوا عِجْلاً فِي حُورِيبَ، وَسَجَدُوا لِتِمْثَال مَسْبُوكٍ،

 

ولكن عندما تكلم عن تمثالي يربعام وصفهما بانهما عجلي ذهب وليس مسبوكين اي مغطيين بالذهب

سفر الملوك الأول 12: 28

 

فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ وَعَمِلَ عِجْلَيْ ذَهَبٍ، وَقَالَ لَهُمْ: «كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّذِينَ أَصْعَدُوكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

 

الملحوظة الثالثة هي ان عندما يتكلم عن شيء يصنع من ذهب فقط يقول ذهبا نقيا 

سفر الخروج 25: 17

 

«وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ،

 

سفر الخروج 25: 29

 

وَتَصْنَعُ صِحَافَهَا وَصُحُونَهَا وَكَأْسَاتِهَا وَجَامَاتِهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِهَا. مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ تَصْنَعُهَا.

 

سفر الخروج 25: 31

 

«وَتَصْنَعُ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّعَمَلَ الْخِرَاطَةِ تُصْنَعُ الْمَنَارَةُ، قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا. تَكُونُ كَأْسَاتُهَا وَعُجَرُهَا وَأَزْهَارُهَا مِنْهَا.

 

والحقيقة بحثت في اقوال المفسرين ولم اجد ما اقول بسهولة ولكن اخيرا وجدت في تفسير جاميسون برون من احتمالاته هو ما اقول وهو ان العجل من خشب منقوش بالازميل سكب عليه الذهب المنصهر فاصبح عجل مسبوك ولكن سهل حرقه

Jamieson-Fausset-Brown Bible Commentary
4. fashioned it with a graving tool, after he had made it a molten calf—The words are transposed, and the rendering should be, "he framed with a graving tool the image to be made, and having poured the liquid gold into the mould, he made it a molten calf." It is not said whether it was of life size, whether it was of solid gold or merely a wooden frame covered with plates of gold.

 

وايضا 

THE PENTATEUCH PART II: EXODUS
Lesson 16: Exodus chapters 31:1-33:18

The Sabbath Obligation and The Sin of the Golden Calf

The Golden Calf is not described as a solid gold image and since it will be destroyed by burning and pulverizing (Ex 32:20) it was probably made of a wooden sub-structure covered with gold plate.

Exodus 32:20b: He seized the calf they had made and burned it, grinding it into powder which he scattered on the water, and made the Israelites drink it.

The idol was apparently made of wood and covered with gold. The metal was ground into a powder and the wood burned to ash.

 

واخيرا معنى روحي 

من تفسير ابوتل انطونيوس فكري وابونا تادرس يعقوب 

هم شربوا نتيجة خطيتهم وهكذا كل خاطئ يحمل ثمار خطيته. وما صنعه موسى أظهر للشعب تفاهة هذا الإله الذي صنعوه.

يقول الكتاب: "ثم أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعمًا وذراه على وجه الماء وسقى بني إسرائيل" [20].

لماذا تصرف موسى هكذا؟

لقد أحرق العجل بالنار وسحقه وذراه على الماء لكي يشرب الشعب من هذا الماء الممتزج بالمسحوق علامة على أن كل إنسان يلتزم بأن يشرب ثمار خطاياه، وذلك كما أمرت الشريعة أن تشرب المرأة المشتبه في أمرها أنها حملت من رجل غير رجلها وليس من شاهد عليها أن تشرب ماء اللعنة المرّ، فإن كانت برئية تلد ولا يصيبها ضرر، وإن كانت قد تنجست يورم بطنها ويسقط فخذها وتصير لعنة وسط شعبها (عد 5: 11-28).

ويعلق القديس أغسطينوس على تصرف موسى النبي في العجل قائلًا: [رأس العجل هو سر عظيم، إذ هو رأس لجسد أناس أشرار يتشبهون بالعجل في أكلهم العشب، إذ يطلبون الأمور الأرضية كل يوم، لأن كل جسد كالعشب (إش 40: 6) [412]].

ألقاه (موسى) في النار حتى يزول شكله، ثم سحقه جزءًا جزءًا حتى يباد قليلًا قليلًا، وألقاه في الماء وقدمه للشعب لكي يشرب. ماذا يعني هذا إلاَّ أن المتعبدين للشيطان قد صاروا جسدًا متمثلًا به؟! وذلك كما أن الذين يعترفون بالمسيح يصيرون جسد المسيح، فيقال لهم: أنتم جسد المسيح وأعضاؤه" (1 كو 2: 27) [413].

يرى القديس أغسطينوس أن الشعب شرب هذا التمثال بسحقه وتذريته على الماء فاستهلكه، إشارة إلى إبادة جسد الشيطان بواسطة الإسرائليين، إذ يخرج منهم الرسل الذي يكرزون بين الأمم فيفقدون الشيطان أعضاءه[414].

 

والمجد لله دائما