«  الرجوع   طباعة  »

انجيل يهوذا الابكريفي فكرة مختصرة عنه والرد على بعض الشبهات وايضا نصه ومخطوطاته

 

Holy_bible_1

 

اولا فكرة مختصرة عن الغنوسية 

الغنوسية هي من الكلمة اليوناني γνῶσις جنوسيس التي تعني المعرفة 

تعود جذور الغنوسية الي ما قبل الميلاد بعدة قرون وهي ديانة شرقية المصدر وهذا ما شرحه كل من Gieseler and Neander 

THE CATHOLIC ENCYCLOPEDIAGnosticism

وبحث العالم M. Friedländer ان جذورها قبل المسيحية فوجد ان تعبير منيم اليهودي Minnim الذي يعني مؤمن ولكن تعبير antinomian هو وصف للغنوسيين الذين تعرف عليهم اليهود قبل الميلاد وهذا في كتابات الربوات اليهود قبل الميلاد

ولكن البعض اختلف عن مكان بدايتها فبينما قال F. Ch. Bauer (1831) and Lassen (1858) انها تعود الي الهند ولكن Lipsius (1860) اشار الي ان جزورها تعود الي سورية وفينيقية. وهي نشات بسبب تاثير بعض الفلسفات والاساطير اليونانية كما شرح كل من Joel (1880), Weingarten (1881), Koffmane (1881), Anrich (1894), and Wobbermin (1896)

وقد وجد كلمة غنوسي  gnothiفي معبد ديلفيtemple Delphi (323 ق م) موضحا انها ايضا كانت لها جذور الي حد ما في اليونان 

وهذه الفلسفة والديانة انتشرت في الاسكندرية فقد وضح جول Joel ان لها جذور في فكر افلاطون (428 ق م الي 348 ق م) 

THE CATHOLIC ENCYCLOPEDIA, Gnosticism

International Standard Bible Encyclopedia: E-J p490

وايضا هي اخذت من البوذية بعض العناصر من القرن الثالث ق م 

Pagels, Elaine (1979, repr. 1989). The Gnostic Gospels, p. xxi.

The Eastern Buddhist Society paper (1981) 

فواضح انها مرت بعدت مراحل من التطور والتغيير مثلها مثل الكثير من الديانات والفلسفات اليونانية. ولما ظهرت المسيحية ولانهم محبين للمعرفة بدؤا يدرسوا المسيحية وياخذوا منها بعض الافكار التي تتفق مع فلسفاتهم واعجبهم جدا شخص المسيح واصبحت هذه الشيع والفلسفات تخلط ما بين الغنوسية القديمة بتنوعها وبين بعض الافكار المسيحية في مزيج تبلور في الفكر الغنوسي والكتابات الغنوسية في مصر في القرن الثاني وما بعده. ولكنها كما يقول لاتوريت لم تكن ملتزمة بالزي المسيحي فقط انما انتشرت بالوان مختلفة في منطقة البحر المتوسط اتاخذ من الاساطير الاغريقية والثنائية الافلاطونية والمفاهيم السريانية والثنائية الفارسية والديانات السرية والديانات المصرية وتحاول ان توفق بينهم.

فهي كانت تاخذ من المسيحية بعض الافكار وتربط ما بين فلسفاتهم والمسيح 

Kenneth Scott Latourette: A History of Christianity, N Y, Harper & Ro, 1953, p. 123

يحاول بعض النقديين في اخر 25 سنة وبخاصة بعد انتشار مخطوطات نجع حمادي ادعاء انها هي بعد المسيحيية فقط ليعتبروها هرطقة مسيحية ولكن جذورها قبل المسيحية ظاهرة ومثبته بابحاث علماء كثيرين. ويحاول البعض يحيها وهي ما يسمى بحركة العصر الجديدة New Age Movement بحركة إحياء الغنوسية.

والمسيحية من بدايتها رفضة اي محاولة تسلل من هذه الفلسفات الي الفكر المسيحي فقاومها الرسل انفسهم ففي العصر الرسولي، قبل ظهور حركة الغنوسية كمدرسةٍ أو كمدارسٍ، أو كفرقٍ منشقّة، عالج الرسل التعاليم الخاطئة التي حملت الأفكار الغنوسية. ظهر ذلك في الصراع بين سيمون الساحر وبطرس الرسول (أع 8: 18-25)، وبين باريشوع وبولس الرسول (أع 13: 6). وايضا معلمنا بولس الرسول الذي يرد عليهم كثيرا في رسالته الي غلاطية وايضا كما يقول لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح" (1 تى 5:2). فلا يوجد عدة ايونات بل طريق واحد للخلاص وهو المسيح وهو الله وهو ايضا الوسيط. ويمكننا إدراك هذا من رسائل الرسولين بولس ويوحنا ضد الذين ينكرون حقيقة تجسد المسيح، وقيامة الجسد، ويهاجمون الأخلاقيات المسيحية، ويتطلعون إلى الزواج كنجاسة. وقاوم يوحنا الرسول الفكر الغنوسي بصراحة في رسائله، إذ قال

رسالة يوحنا الرسول الأولي 4

1 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ.
2 بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ،
3 وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ.

 

رسالة يوحنا الرسول الثانية 1: 7

 

لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فِي الْجَسَدِهذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ.

 

كما هاجمهم القديس أغناطيوس أسقف أنطاكية تلميذ بطرس الرسول والقديس ارينيؤس في كتاباته ضد الهرطقات 

ولاجل قوة دفاع الاباء استمر الفكر المسيحي نقي من هذه الافكار الخاطئة فيقول هيجيسبوس Hegesippus الي نهاية العصر الرسولي استمرت الكنيسة عذراء طاهرة والذين سعوا لتغيير النظام السليم للكرازة كانوا يعملون في الظلام في الخفاء. وكانت لهذه المحاولات ايضا فائدتها للمسيحيية فقد اهتمت الكنائس من البداية لتحافظ على الايمان الرسولي السليم بان تصيغ معتقداتها وتضع لتروجياتها وصلواتها في صيغ واضحة محددة لكي لا يتسلل هذه الافكار الغنوسية اليها. 

 

فكر الغنوسيين 

هي مجموعة من الفلسفات الباطنية المعقدة ومجموعة من الحركات الدينية المتداخلة كثير منها لا علاقة له على الاطلاق بالمسيحية ولكن بعضها اخذ منحنى جديد عندما بدا ياخذ من المسيحية. فهي ليست ديانة او عقيدة اتي بها رجل ادعى النبوة وضع فكر محدد الاركان ولكنها خليط من افكار فلسفية شرقية عديدة اشترك اصحابها رغم اختلاف مبادئهم في شيء واحد اساسي وهو حب المعرفة وعندما اختلط الفكر الهيليني الفلسفي اليوناني مع الثقافات الشرقية مثل مصر وبابل وفارس والهند بعد فتوحات الاسكندر الاكبر وتوسع الامبراطورية اليونانية بدات صراعات بين الفلسفات اليونانية والافكار الشرقية والديانات المختلفة وبخاصة انها جذبت الكثيرين من ديانتهم وجعلتهم مهتمين بعالم ما فوق الطبيعة او الميتافيزيقيا وانصاف الالهة وعلاقة الانسان بالالهة ولكنها ايضا تاثرت بفكر الديانات هذه عن وجود الهين اله للخير واله للشر والصراع بينهما وعلاقتهما بالخير وبالشر الذي يصيب الانسان. فبالتدريج خلط اصحاب هذا الفكر بين الفلسفة الافلاطونية والاغريقية والهليسينية والفكر المصري القديم مع بعض التقاليد الهندية والبابلية والفارسية وبخاصة اجزاء من الزرادشتية والتي تعتمد على الثنائية اي الخير والشر النور والظلمة

 Adv. Lucif. 23. 

The Creeds p. 34

واصبحت هي فلسفة البحث عن الاله الغير مدرك الذي انبعث منه الايونات وهي عبادة عدة الهة منها الاله الاكبر الغير مدرك واسمى من ان يتعامل مع المادة فلا يعرفه مخلوق مادي وهو روح فقط مطلق واخذ عدة اسماء مثل الملئ او البليروما πληρωμα وايضا اسم العمق وهو بيثوس Βυθος وهو مصدر انبثاقات القوي الروحية التي تدرجت في الانبثاقات الي انبثاقات الارواح فهو خرجت من الانبثاقات التي تسمى انبعاثات الايونات αιωνος 

البعض يقول عنها عددها غير محدود من الانبثاقات والبعض يحدها في 365 انبعاث وكل ايون انبثق هو ايضا انبثق منه 365 ايون اخر وكل ايون اخر منهم انبثق منه 365 ايون وهكذا مالا نهاية. هذه الانبثاقات مختلفة في المرتبات فمنها الاعلي ومنها الاقل حسب قربها للبليروما 

A Comprehensive Study of Heretical Beliefs Spaning 2000 Years History

ومن هذه الانبثاقات الحكمة او الصوفيا التي تعتبر راقية ولكن كان بعضهم مثل الغنوسي فالنتينوس Valentinus يعتبرها من اكثر الايونات سوء وسقوط. هذا حسب ما جاء في كتابات القديس اكليمندوس الاسكندري والعلامة اوريجانوس. 

ومن الصوفيا انبثق ايون اخر وهو الديميورج Demiurge او نصف خالق وهو خلق العالم المادي والاجساد ولكنه لم يعرف يخلق الارواح فقام بخلق الاجساد فقط وحبس الارواح التي هي انبثاقات وانبعاثات كشرارة الهية في الاجساد وبهذا تحول في فكرهم الي اله الشر وله خدامه الذين يسمون ارخونات Archons او حكام

The Gnostic World View , A Brief Summary of Gnosticism

الخالق للعالم المادي الساقط الشرير وهو متعجرف، غالبًا ما يُدعي الديميرج Demiurge أي "الصانع"، هذا الذي خطأ يظن في نفسه إله وحيد. هذه الفرق الغنوسية أو شبه الغنوسية تحط منه وتسخر به، لأنه صانع للأمور المادية وهي تتحد معه، ولأنه لا يعرف الأب الطاهر للعالم الحقيقي غير المادي،. واعتبر فالنتينوس أن اله كتاب العبرانيين (العهد القديم) هذا الخالق الشرير خلق العالم المنظور، وهو مادة شريرة، لأننا نحن الأرواح النقية ارتبطنا بأجسام جسدانية. المسيح هو أيون له جسم ليسوع البشري، جاء ليحررنا من سجن المادية.

وبعضهم لم يتكلم عن انبعاثات كثيرة ولكن تكلم عن الهين متساويين وهو ما يسمى بالثنائية Dualism إله الخير ، الذي خلق كل الكائنات الروحية السمائية ، وإله الشر الذي خلق العالم وكل الأشياء الماديةوربطوا بين إله الشر وإله العهد القديم . وقالوا أن المعركة بين الخير والشر هي معركة بين مملكة النور ضد مملكة الظلمة وقال بعضهم إله الخير خلق الروح وقد وضعها إله الشر في مستوى أدني في سجن الجسد المادي الشرير . وهكذا فأن هدف البشرية هو الهروب من سجن الجسد المادي الشرير والعودة إلى أو التوحد مع إله الخير.

وايضا هذا تطور اكثر غالبا في القرن الثالث وبدا الامر ليس فقط صراع بين الالهين بل ايضا صراع بين الارخونات المتعددة وهي التي صنعت البشر.

فلهذا الانسان حسب هذه الفلسفات عنصرين الاول هو العنصر الالهي او الروح الذي هو في اصله انبثاق وشرارة الهية ابدي لا يموت والثاني هو الجسد المحبس الشرير الفاني وأن البشر يصارعون من أجل التحرر من سجن الجسد فالعالم المادي في نظرهم شرير يلزم أن يهرب منه الإنسان وذلك خلال المعرفة السرية لله الحقيقي.يتطلعون إلى العالم وإلى الجسد بكونهما السجن الذي فيه النفس حبيسة، يلزمها خلال المعرفة أن تتحرر منه وهم ينظرون ليس للاجساد فقط بانها شر ولكن الي العالم المادي كله شر في ذاته والشر لم يدخل الي العالم حسب فكرهم بل الشر اصلي في العالم. 

اتفقوا معًا على رفض انتساب مصدر المادة إلى الله العلي أو إله الصلاح. نشأت أنظمتهم على الفصل أو التناقض بين خالق الكون المادي Demiurge أو "الإله الخالق" وبين الكائن الإلهي الأعلى (الأسمى) غير المدرك. 

 وايضا يؤمنوا بالتناسخ Reincarnation اي ان الروح ممكن تعود بعد الموت وتنحبس في جسد اخر لو لم تتحرر بالمعرفة بالموت الاول ولهذا يحبوا المعرفة (غنوسي) واستمرت تبحث عن اسرار العالم العلوي وباستمرار افكارهم سرية بطريقة صوفية والاله يسلم الي احد اتباعه اسرار ولا يقولها لغيره لانها اسرار. ويؤمنوا بان البشير يجهلون طبيعتهم الاصلية والشرارة الالهية التي محبوسة في الجسد وطريقها الوحيد للتحرر هو بالمعرفة اي الغنوسية ولكن ان لم تصل الي مستوى المعرفة حتى لو مات الانسان تعود الشرارة الالهية مرة ثانية وتنحبس في جسد اخر. فالخلاص ليس من الخطية ولكن الخلاص هو من الجهل بالمعرفة فحسب تفسير افلاطون لكلمة غنوسي هو ان يعود الانسان الي الرؤيا الداخلية وتدريجيا يمكنه ان يصل الي الاستنتاج السليم ويتخلص من الحواس والاهواء ويعرف اسرار المنطق الذي يقوده ليعرف الكائن الاسمى

وعندما بدؤا يقتبسوا بعض الافكار من المسيحية اعتبروا المسيح وهو اللوجوس وهو المخلص ليس بصلبه وليس بالفداء ولكن بتعليمه وكشفه للأسرار ومفهوم الخلاص. فالخلاص، من وجهة نظرهم، يتم فقط من خلال المعرفة. وقالوا أن المسيح قد كشف المعرفة الضرورية للخلاص سرا لبعض من تلاميذه كل منهم على حدى ولذا فقد نادوا بوجود مجموعة من التعاليم السرية الخاصة جداً والتي زعموا أن المسيح قد كشفها وعلمها لتلاميذه. وفي بحثهم عن هذه التعاليم السرية التي تركها اللوغس المسيح لتلاميذه لينالوا الخلاص بالمعرفة زعموا وجود مجموعة من التعاليم السرية التي كتبوها في كتب ونسبوها لرسل المسيح وتلاميذه ومن هنا انتشر الكتب الغنوسية السرية التي نسبوها الي تلاميذ المسيح ورسله.

Robert Jonse Heresies & Schisms In Early Church

وبعضهم نسب لقادتهم مثل فالنتينوس الذي اخذ اجزاء من انجيل يوحنا البشير ورد عليه القديس ارينيؤس

Irenaeus Against Heresies b 3. 11

ولان الانبثاقات مختلفة المكانة فايضا يؤمنوا بان هناك مستويات روحية مختلفة للبشر فهناك بشر اقرب للمعرفة من اخرين ولهؤلاء ينكشف الاسرار اسرع من اخرين. والبعض قسمها الي ثلاث مرتبات 

الروحيون Pneumatics أو الكاملون أو المستنيرون أو العارفون بالله. هؤلاء الذين لهم نفوس مستنيرة. ففي تكوين البعض دخلت بذرة أو شرارة من الكيان الروحي الإلهي، وبواسطة المعرفة "gnosis" أصبح من الممكن خلاص هذه العنصر الروحي من شره، أي من الجو المادي، مع التأكد من عودته مرة أخرى إلى موضعه لمكانته في الكائن الإلهي. تم تحرير هذه الفئة بواسطة المعرفة من براثن الجهل وشريعة إله الظلمة (مثلما ينادي البعض بانه إله اليهود) معطي الناموس والخوف من الدينونة الآتية لأنها غير موجودة. يتمتع الكاملون بمعرفة سرية خاصة خلال إعلانات. مثال ذلك ما ورد في رؤيا بطرس

الجسدانيون أو الماديون "hylics" ، وهم عبيد المادة، مربوطون بالأرضيات وهؤلاء لا يخلصون بالمعرفة وهم يظلوا يحلوا في جسد اخر بعد موت الجسد الاول.

النفسانيون. يضيف بعض الغنوسيين طبقة النفسانيين "psychic"، في نظرهم طبقة متوسطة. كان لقادة المدارس الغنوسية الغربية أمثال Valentinianism وProlemaeus وHoracleon في روما نظرة أفضل نحو عامة الشعب الكنسي والذين دعوهم نفسانيين Physic، لأن لهم نفس ولكن ليس الروح فيمكنهم فقط أن يبلغوا العالم المتوسط للخالق. فلهذا في فكر بعضهم ان ليس كل البشر في داخلهم الشرارة الالهية انما العقلاء اصحاب المعرفة وهم قليلين 

وكانت المعلومات المتوفرة عنهم قبل اكتشاف مكتبة نجع حمادي تعتمد على الكتابات ضد الغنوسية مثل كتابات القديسين إيريناؤس أسقف ليون (حوالي 130-200م) والقديس هيبوليتس (حوالي 170-236م) والعلامة ترتليان (حوالي 160 إلى ما بعد 220م)، والقديسين أبيفانيوس أسقف سلاميس (حوالي 310-403) وإكليمنضس السكندري. غير أنه بهذا الاكتشاف دخلت دراسة الغنوسية مرحلة جديدة، إذ قدّم لنا غنى من المستندات الأصيلة للغنوسيين، والتي صارت موضع دراسة جادة في العالم. الآن بعد اكتشاف مكتبة نجع حمادي الغنوسية وبعض المخطوطات صارت معرفتنا لهم من خلال مخطوطاتهم. 

فهي كانت تعاليم سرية وظهر هذا اكثر بدراسة هذه الكتب. 

ولكن اكرر مرة ثانية هم لم يكن لهم فكر واحد فهم مجموعات فلسفية كثيرة.

فبعضهم نادى بان المسيح لم يكن له جسد اصلا مثل الدوسيتية Docetism المشتقة من كلمة دوكيو التي تعني يظهر. بل هو نزل من عالم الارواح الي الارض في جسد خيالي هلامي فجسده لم يكن لحم وعظم لأنه لم يكن من الممكن، من وجهة نظرهم، أن يتخذ جسدا من المادة التي هي شر في نظرهموقالوا أنه لم يكن يجوع أو يعطش أو ينام، ولم يكن في حاجة للأكل أو الشرب وغيره وأنه كان يأكل ويشرب وينام متظاهرا بذلك تحت هيئة بشرية غير حقيقية. وشبهوا جسده بالنور أو شعاع الشمس كما شرح القديس ارينيؤس 

Irenaeus Ag. Her. 1:24,2.  

فهؤلاء يرفضوا ناسوت المسيح وبالنسبة لهم المسيح لاهوت فقط وعندما كان يسير المسيح لم يكن يترك اثر على الارض ولكن له القدرة أن يتظاهر فممكن يلمسوه ويجدوا ان جسده طري له ملمس وممكن مرة ثانية يعبروا ايدهم فتعبر كما لو تعبر في شعاع نور. وعندما صلب المسيح لم يصلب في الحقيقة لانه ليس جسد حقيقي ولكن شبه لهم انه يصلب. ودفن في القبر ولكنه خرج ككائن من نور لأنه هو نور وروح محض. وعندما خرج من القبر ككائن من نور كانت قدماه على الأرض ورأسه تخترق السماء

وايضا تنوعت الافكار عن جسده الغير حقيقي فكما قلت البعض قال بان جسده نور وهولامي ولكن اخرين قالوا بان جسده كان جسد نفسي Psychic عقلي وليس جسد مادي. بينما قال البعض منهم بان جسده نجمي Sidereal اي من طبيعة النجوم المضيئة او طبيعية اثيرية. وبعضهم قال انه جسد فعلي ولكنه لم يولد مثل البشر فهو لم يولد من امراة

وايضا كلهم رفضوا الصلب ولكن تنوعت افكارهم عن كيفية تخلصه من الصلب فكما قلت سابقا بعضهم قالوا بانه شبه لهم بانه يصلب وكان الصلب غير حقيقي لانه ليس له جسد حقيقي وبدا لهم وكأنه يتألم وظهر في الجلجثة كمجرد رؤيا . وقد أشار إليهم القديس أغناطيوس الإنطاكي (35 - 107) تلميذ القديس بطرس الرسول وحذر المؤمنين من أفكارهم الوثنية قائلا : " إذا كان يسوع المسيح - كما زعم الملحدون الذين بلا إله - لم يتألم إلا في الظاهر ، وهم أنفسهم ليسو سوى خيالات (بلا وجود حقيقي) فلماذا أنا مكبل بالحديد "، " وهو إنما أحتمل الآلام لأجلنا لكي ننال الخلاص ، تألم حقا وقام حقا ، وآلامه لم تكن خيالا ، كما أدعى بعض غير المؤمنيين ، الذين ليسوا سوى خيالات "، " لو أن ربنا صنع ما صنعه في الخيال لا غير لكانت قيودي أيضا خيالا ". ومن الذين نادوا بهاذا فالنتينوس في منتصف القرن الثاني الميلادي. 

وبعض انواع الغنوسيين قالوا أن المسيح لم يولد من العذراء ولم يعرف ميلادا ولا نموا ولا حتى مظهر هذه الأحداث إنما ظهر بطريقة فجائية وفي هيئة بشرية احتفظ بها بحسب الظاهر إلى موته على الصليب ان المسيح هرب من الصلب وحل محله اخر قبل الصلب مباشرة وهذا مثل كلام ماركيون الذي نادي بوجود إلهين ، الإله العظيم السامي أو الإله المحب ، وهذا الإله كان غير معروف من العالم ومخفيا عن عينيه لأنه لا صلة له بالعالم وليس هو الخالق له . أما الإله الثاني فأقل من الأول درجة وهو إله عادل ولكن سريع الغضب ومنتقم يحارب ويسفك دم أعدائه بلا رحمة ولا شفقة ، وهو الذي خلق العالم واختار منه شعبا هو شعب إسرائيل ليكون شاهدا له وأعطى له الناموسويقول ان الله السامي ارسل المسيح ليقضي على الدميورج ورغم ان اللوغوس اقوى من الديميورج لكنه لم يقبض عليه والمسيح رفع سالبا بعد ان القى شبهه على اخر. واول من نادي بالقاء الشبه على اخر هو باسيليدس الذي تصور وجود صراع بين الإلهة العديدة والذين كان أحدهم يسوع المسيح . وقد نقل عنه القديس أريناؤس قوله : " وصنع الملائكة الذين يحتلون السماء السفلى المرئية لنا كل شئ في العالم ، وجعلوا لأنفسهم اختصاصات للأرض والأمم التي عليها ، ولما أراد رئيس هؤلاء ، إله اليهود كما يعتقدون ، أن يخضع الأمم الأخرى لشعبه اليهود ، واعترضه وقاومه كل الرؤساء الآخرين بسبب العدواة التي كانت بين أمته وكل الأمم ، ولما أدرك الآب غير المولود والذي لا اسم له انهم سيدمرون أرسل بكره العقل (وهو الذي يدعى المسيح) ليخلص من يُؤمن به ، من قوة هؤلاء الذين صنعوا العالم . فظهر على الأرض كإنسان لأمم هذه القوات وصنع معجزات . وهو لم يمت بل اجبر سمعان القيرواني على حمل صليبه والقي شبهه عليه واعتقدوا انه يسوع فصلب بخطأ وجهل . واتخذ هو شكل سمعان القيرواني ووقف جانباً يضحك عليهم . ولأنه قوة غير مادي وعقل الآب غير المولود فقد غير هيئته كما أراد وهكذا صعد إلى الذي أرسله".

ولكن اخرين امنوا بأن اللوغوس الاله حل على المسيح وقت العماد وفارقه وقت الصلب فالذي صلب هو الكيان المادي فقط فيسوع هو بشر طبيعي فقط حل عليه الكلمة من الاله السامي وقت العماد نادى بالآب غير المعروف وصنع معجزات . ثم رحل المسيح (الإله) أخيرا من يسوع قبل الصلب ويسوع فقط تألم وقام ثانية ، بينما ظل المسيح (الإله) غير قابل للألم لأنه كان كائنا روحيا. ومن هؤلاء كيرنثوس الذي قال عنه القديس ارينيؤس متعلما بحكمة المصريين.

وبعضهم مثل عقيدة ساتورنينوس Saturnius يؤمن بان الغير مدرك والمسيح وومعهم سبع ملائكة خلقوا العالم والمقابل الشيطان والارواح الشريرة خلقوا الاجساد وهناك نوعين من سلاسلات البشر سلالة بشرية بها ارواح الحياة الخيرة وسلالة بها الارواح الشريرة. وقال بان المسيح كان بلا ميلاد وبلا جسد وبدون شكل وكان مرئيا افتراضا : وقال سترنيوس أن " الآب غير المعروف من الكل " خلق الملائكة ورؤساء الملائكة ، الذين كانوا من سلالات شريرة وخيرة ، وخلق الرياسات والقوات ، ثم قام سبعة من رؤساء الملائكة بخلق الكون والبشرية أيضا . وقال أن إله اليهود هو أحد رؤساء الملائكة السبعة ، هؤلاء الذين خلقوا الكون ، وكان معاديا للآب ، وقد جاء المسيح الاله المخلص ليدمر إله اليهود هذا ويحارب الأرواح التي تؤيده ويقهرها ويخرجها من اجساد اليهود والمسيح لم يكن انسان ولكن بدا وكانه انسان.

وبعضهم مثل كردون Kerdonos نادي بان اله اليهود يختلف عن اله الوثنيين وحدث نزاع بينهم كثير لان كل منهم يريد السيطرة على العالم وإذ اشتد النزاع أرسل الغير مدرك كلمته الذي هو المسيح. فخطط اله اليهود واله الوثنيين مكيدة له ليتخلصوا منه ولما أدرك المسيح المكيدة طار إلى السماء دون أن يراه أحد، وصُلب إنسان آخر. وخيل للناس أنه المسيح.

وبعضهم يؤمن بالزوجيات بمعنى الله صورة مركبة من اب وام وابن واحيانا بنات ولكن يتميزوا عن الكثير من الوثنيين فهم لا يتكلموا عن التناسل المادي ولا يعنون الجنس بمعناه العام بل يظهر تكون الأم اللاهوتية جزءً من زوجين أصليين couple original. لقد اشتكي القديس إيريناؤس من فالنتنيوس الذي تحدث عن الله كمن يضم جزئين، جزء هو الله الذي لا يُدرك، العمق، الأب البدائي، ومن الجانب الآخر النعمة، السكون، الرحم أم الجميع. هذه النعمة والسكون هما الجانب النسائي المكمل في الله، رحمها تقبل بذرة المصدر غبر المُدرك لكي تلد انبثاقات للكائن الإلهي. 

وايضا هذا يختلف عن الفكر اليهودي والمسيحي الذين لا ينظرون لله ان به جانب نسائي فيرفض وجود جنس في الله . الكتاب المقدس لا يحقر من شأن المرأة، لأن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثي على صورته ( تك 1: 27). بينما نجد في الفكر الغنوسي تحقير لشان المراة فهي اقل من الرجال ولا تصل الي مستوى المعرفة ان لم تصير رجل مثل انجيل توما. وايضا عندهم الجنس شر لانه ينتج عنه جنين جديد تحبس فيه الروح. 

ولكن بعضهم قال بعلاقة الالهة مع البشر والتناسل فمثلا جماعة الفايتس قالوا ان يسوع ولد بعمل الاله يادابوس مع عذراء وكان يسوع اطهر وابر من كل البشر ثم اتحد المسيح الاله مع الحكمة وحلوا على يسوع الانسان فبدا يصنع معجزات ويشفي ويعلن الآب غير المعروف ويعلن نفسه صراحة انه ابن الإنسان الأول (الإله الغير مدرك). فغضبت القوات و(الإله يادابوس) والد يسوع لهذه الأعمال وعملوا على تحطيمه ، وعندما اقتيد لهذا الغرض (الصلب) يقولون أن المسيح نفسه مع الحكمة رحلا منه إلى حيث الأيون غير الفاسد بينما صلب يسوع . ولكن المسيح لم ينسى يسوعه فانزل عليه قوة من فوق فأقامته ثانية في الجسد وعندما رأي تلاميذه انه قام ، لم يدركوا ، ولا حتى يسوع نفسه ، من الذي أقامه ثانية من الموت . والخطأ الذي وقع فيه التلاميذ انهم تصوروا انه قام في جسد مادي.

وايضا هناك مجموعة اخري تسمى القاينيين Cainites وهؤلاء كانوا ينظروا الي اي انسان قاتل بانه مخلص لانه حرر روح من الجسد واول من فعل ذلك هو قايين لانه حرر روح هابيل من محبسه في جسده. وهؤلاء في نظرهم أن اللوغوس الاله حبس في جسد المسيح ويهوذا حرر اللوغوس بانه اسلم المسيح ليصلب ويموت ويتحرر اللوغوس من محبسه فهم في نظرهم يهوذا مثله مثل قايين وغيره من القتلة هو بطل فهو ليس خائن ولكن هو التلميذ المخلص الذي ائتمنه المسيح على اسراره واعتمد عليه لكي يسلمه للصلب لكي يصلب المسيح ويتحرر من محبس الجسد. 

وردا على هذا الفكر قام القديس ارينيؤس سنة 180 م تقريبا بشرح افكارهم وتفنيدها والرد عليها في كتابه ضد الهرطقات 

Against Heresies 1.31.1

وانجيل يهوذا وهو موضوع هذا الملف هو ينتمي الي هذه الطائفة من القاينيين

كان القاينيون بصفة عامة، مثل معظم الفرق الغنوسية، يؤمنون بانبثاق عدد ضخم من الآلهة أو الأيونات من الإله السامي غير المدرك، وكانوا يؤمنون بأن المسيح منبثق من هذا الإله السامي، الآب، وقد جاء من العالم الروحي، من الآب غير المدرك، ليخلص البشرية وبصفة خاصة الذين يصفهم الكتاب المقدس بأنهم خطاة، مثل قايين بن آدم الذي قتل أخاه هابيل ونمرود " الذي ابتدأ يكون جبارا في الأرض " (تك10:8)، وقورح الذي تمرد ضد موسى النبي (عدد16)، ثم يهوذا الذي أسلم المسيح لليهود والرومان!! وكانت هذه الجماعة تكّرم هؤلاء الأشخاص كأبطال في الإيمان لأنهم كانوا ضد يهوه إله العهد القديم، الذي قالوا عنه أنه ليس هو الإله الحقيقي الذي يجب عبادته، وآمنوا أنه إله أقل وجاهل لهذا العالم الذي يجب الهروب منه والذي وصفوه بالشر وطابقوه مع الديميورج خالق المادة الشرير وسكالاس الخالق الشرير أيضًا وزعموا أنه هؤلاء الأشخاص عرفوا الحق وفهموا الأسرار الضرورية للخلاص لأنهم كانوا يبحثون عن المعرفةوفي نفس الوقت أدانوا قديسي العهد القديم مثل نوح وموسى النبي وإبراهيم أبي الآباء..الخ لأنهم أتباع يهوه إله العهد القديم

وكان أول من ذكر هذه الفرقة وعقائدها، من آباء الكنيسة الأولى، وكتب  عن تأليفهم لإنجيل يهوذا، هو القديس إيريناؤس أسقف ليون بالغال (فرنسا حالياسنة 180 م.، وهذا الرجل كان تلميذًا للقديس بوليكاربوس الذي كان بدوره تلميذا للقديس يوحنا تلميذ المسيح، فقال

  " يقول الذين يدعون قاينيين أن قايين كان من العالم السامي للقوة المطلقة ويعترفون أن عيسو وقورح وأهل سدوم وأمثال هؤلاء الأشخاص  مختصين  بأنفسهم. ويضيفون في هذه الرواية أن الخالق (إله العهد القديم – يهوه) كان يكرههم بشدة ومع ذلك لم يتعرض أحد منهم لضرر لأن صوفيا (الحكمة) كان من عادتها اختطاف الذين يخصونها منهم لذاتها. ويعلنون أن يهوذا الإسخريوطي الخائن كان يعرف هذه الأشياء، فقد كان وحده الذي يعرف الحق كما لم يعرفه أحد. فقد أُكمل سر الخيانة بواسطته، كل الأشياء، سواء السمائية أو الأرضية وضعت في الحيرة. ولكي ينشروا فكرهم لفقوا تاريخا مزيفًا أسموه إنجيل يهوذا".

ويوضح هذا إنجيل يهوذا المنحول نفسه فكر هؤلاء بصورة واضحة وجلية، فيتكلم عن إله سامي غير محدود وغير مدرك ولا يمكن أن يدركه أحد إلا نفسه هذا الإله انبثقت منه العوالم والمخلوقات الروحية وقد جاء المسيح منه أو من قبله

ومن نفس المنطلق الفكري لهم قدسوا ما فعله يهوذا وقالوا أن ما فعله يهوذا فعله لأجل خلاص البشرية بموت المسيح على الصليب. ولذا اعتبروا أن يهوذا لا يستحق اللعنة بل يستحق الشكر والتقدير لما فعله لأجل البشرية. وقال بعضهم كما نقل عنهم العلامة ترتليان (145-220 م.) في نهاية القرن الثاني الميلادي في كتابه ضد كل الهرطقات:

" وعلاوة على ذلك فقد خرجت هرطقة أخرى تدعى القاينيين لأنهم يقدسون قايين لأنه (في فكرهم) حبل به بفضيلة فعالة عملت فيه. لأن هابيل (كما يزعمون) وًلد بعد أن حبل به بفضيلة أقل وبسبب ذلك كان أقل. وهؤلاء الذين يقولون بهذه القول يدافعون عن يهوذا الخائن، ويقولون لنا أنه مقبول وعظيم بسبب ما تميز به عن البشرية، ويعتقد بعضهم بتقديم صلاة شكر ليهوذا في رواياتهم هذه. ويقولون أن يهوذا لاحظ أن يسوع أراد أن يتراجع عن الحق، فخانه لكي لا يكون هناك أي إمكانية لهدم الحق. ويجادل آخرون ضدهم قائلين: أن قوات هذا العالم كانت غير راضية عن آلام المسيح لئلا يتم بموته الخلاص المعد للبشرية تشاور (يهوذا) لأجل خلاص البشرية وخان المسيح حتى لا يكون هناك أي إمكانية على الإطلاق لإعاقة الخلاص الذي كان قد أُعيق بواسطة القوات التي كانت تعارض آلام المسيح، وحتى لا يكون  هناك إمكانية للتراجع عن خلاص البشرية".

  أي أن خيانة يهوذا، من وجهة نظرهم، كان لها تفسيران؛ الأول هو أن يهوذا بخيانته للمسيح منع يسوع من التراجع عن الصلب والفداء وتحمل الآلام، فسلمه حتى لا يعطيه فرصة لهذا التراجع والتفسير الثاني هو خيانته كانت لمنع إي إعاقة خلاص البشرية من قوات هذه العالم وفي كلتا الحالتين فقد كانت خيانته من وجهة نظر الفريقين لأجل خلاص البشرية. وهم لا يختلفون مع الكنيسة المسيحية من جهة صلب المسيح وموته وقيامته، وأن هذا غير ظاهر بشكل مباشر في إنجيل يهوذا المنحول، ولكنهم كانوا  يختلفون من جهة النظرة إلى يهوذا الذي أرادوا أن يحولوا ما فعله من خيانة   إلى بطولة، فبينما يقول الإنجيل الموحى به أن المسيح حذره وقال له " أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (مت26 :24؛مر14: 21) ، قالوا، كما نقل عنهم أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص في القرن الرابع، أنه:

  " عمل عملًا جيدًا من أجل خلاصنا " (ضد الهراطقة 38). 

 

فكر هذه الكتب تختلف تماما عن فكر المسيحيين التي تؤمن بالخلاص بفداء المسيح ولكن هؤلاء امنوا بالخلاص عن المعرفة والكتاب المقدس تكلم عن شخصية يهوذا ووضحها في عدد من الاعداد

متى 16 عدد

مرقس 7

لوقا 7

يوحنا 20

اعمال الرسل 6

اجمالي 56 عدد

ويقولون أن كل نفس تستجيب وتكسب معرفة تتحرر من الجسد, أو أنها تهرب وتعود إلى الحق أو تصبح متجسدة في جسد آخر؛ خاص " عقاب أبدى " محفوظ للمرتدين عن الفرقة. وكان الغنوسيون يرفضون بصورة مطلقة نقدهم لأنهم كانوا يؤمنون أنهم، وهم وحدهم دون بقية الخلق، الذين لديهم المعرفة الحقيقية التي كشفها لهم الصوفيا والمسيح لأنهم، هم وحدهم، الذين كانوا مؤهلين لذلك. ولينشروا افكارهم بداية من منتصف القرن الثاني بدؤا في كتابة كتب تعبر عن فكرهم الخليط ما بين افكارهم وعقائدهم القديمة وما اقتبسوه من المسيحية كان عندهم نوعان من المعرفة: النوع الأول يشمل عقائد وطقوساً عامة لكل الناس، أما النوع الثاني فكان يشمل عقائد وطقوساً غامضة عويصة لا يفهمها إلا فئة متمَّيزة خاصة، ولذلك بقيت " مخفية " عن العامة. وهذه الكتابات ليعطوها الصبغة المسيحية اطلقوا عليها بداية من النصف الثاني من القرن الثاني اسماء بعض من تلاميذ المسيح والتي كانت ترى أنها مكتوبة ومقصورة على فئة معينة من الناس ووصفتها بالسرية. فقد ساعدت الغنوسية بمذاهبها المتعددة وتعاليمها السرية التي وضعتها للخاصة على حركة تأليف مثل هذه الكتب. وقد كشف آباء الكنيسة كذب ادعاءاتهم وخرافاتهم وهرطقاتهم وأكاذيبهم وفكرهم الوثني وحتى هذا الانجيل عرفه الاباء في نهاية القرن الثاني الميلادي بعد كتابته بقليل ورد على اجزاء منه الاباء

كما أن المسيحية ليس فيها شيء من هذا القبيل، فلا يوجد فيها شيء للعامة وشيء آخر  للخاصة المتميزة، فالإنجيل - منذ أيامه الأولى - يكّرز به للفقراء والجهلاء والأغنياء والحكماء، كما أن الكتب المقدسة كانت تقرأ في الكنائس على مسامع الجميع ولا يوجد فيها شيء مخفي.

أما هذه الكتب الأبوكريفية فقد رفضتها الكنيسة لعدة اسباب: 

(1) أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكُتَّاب ممن عاشوا بعد عهد الرسل بحوالي 100 سنة، فقد كتب أقدمها حوالي سنة 150م، وكتبت جميعها فيما بين 150 و450م. 

(2) لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونياً إلا إذا كان قد تم تسليمه من الرسل أنفسهم، وكانت قد قبلته كل الكنائس من الرسل وليس من غيرهم. وهذه الكتب الأبوكريفية كتبت، في معظمها، بعد انتقال الرسل من العالم بحوالي مئة سنة، ولم يستشهد بها الاباء الاوائل رغم انهم استشهدوا بكل اسفار الكتاب المقدس ولكن بعضهم من اباء القرن الثالث وضح انها كتب مرفوضة 

(3) لا يمكن ان يعتبر كتابا قانونيا لو لم يطابق فكر الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد فكل سفر من اسفار الكتاب المقدس يتماشى مع روح الكتاب 

(4) لا يمكن ان يعتبر كتابا قانونيا وهو مليء بالاساطير والخرافات الغير مقبولة 

(5) لا يمكن ان يعتبر كتابا قانونيا وهو مليء بالاخطاء الجغرافية والتاريخية

ومن هنا أطلق عليها " أبوكريفا "، أي المزيفة لأنها نبعت أساساً من قلب المذاهب الهرطوقية مثل الغنوسيين، وكان هؤلاء متمسكين بها ومعترفين أنها خرجت من دوائرهم، لذا لم تحظ قط بالقبول لدى كل الكنائس، في الشرق أو الغرب. فيقول أوريجانوس (توفي 253م) ، إنه يجب أن نفرق بين الكتب المسماة " أبوكريفا "، فالبعض منها يجب رفضه كلية لأنه يحوي تعاليم تناقض تعليم الكتاب، أي أنه منذ نهاية القرن الثاني، أصبحت كلمة " أبوكريفا " تطلق على ما هو زائف ومكتوب خارج دائرة الرسل والكنيسة، بل وكتب في دوائر الهراطقة، وكان معروفا لهم أن هذه الكتب قد نسبت لأناس  لم يكتبوها. 

 و القديس إيريناؤس (توفي 202م) يرفض أن يكون للكتابات السرية أي اعتبار، ويضع كلمة أبوكريفا (α̉πόκρυφοσapocrypha) بجوار كلمة (nothos - όθος) مزيفة. وكان يعتبر، وكذلك جيروم فيما بعد، أن كلمتي " قانونية " و " أبوكريفا "على طرفي نقيض. ويستخدم العلامة ترتليانوس كلمة (α̉πόκρυφοσapocrypha) وكلمة (falsa - مزيف) كمترادفين. وكانت كلمة أبوكريفا تعني عنده الأسفار غير القانونية، المزيفة. 

قال القديس إيريناؤس (120-202م): " أن الهراطقة الماركونيين أصدروا عددا لا يحصى من الكتابات الأبوكريفية المزورة والتي زيفوها بأنفسهم ليذهلوا عقول الحمقى ". 

  وقال يوسابيوس القيصري (264-240م): " أنها معروفه عند معظم الكتاب الكنسيين، وانه في مقدورنا أن نميز بين هذه الكتب القانونية وتلك التي يصدرها الهراطقة بأسماء الرسل مثل إنجيل بطرس وانجيل متى (المنحول) وغيرها، أو مثل أعمال أندراوس، ويوحنا، وغيرهما من الرسل، فلم يحسب أي واحد من كتاب الكنيسة أنها تستحق الإشارة إليها في كتاباتهم. وفى الحقيقة أن أسلوبها يختلف اختلافا بينا عن أسلوب الرسل، كما أن أفكارها ومفاهيمها بعيدة جدا عن الأفكار القويمة الصحيحة، وهذا دليل على أنها من صنع خيال الهراطقة، ومن ثم وجب ألا تحسب بين الكتابات المزيفة فحسب، بل يجب أن ترفض كلية باعتبارها سخيفة ونجسة ". 

  وقال فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من ق 9 " أن لغتها خالية تماما من النعمة التي تتميز بها الأناجيل وكتابات الرسل، وغاصة بالحماقات والمتناقضات ". ثم يختم بقوله أنها تحوي " عشرات الآلاف من الأشياء الصبيانية التي لا تصدق، السقيمة الخيال، الكاذبة، الحمقاء، المتضاربة، الخالية من التقوى والورع، ولا يجافى الحقيقة من ينعتها بأنها نبع وأم الهرطقات ".  

استغل بعض هؤلاء شغف البعض عندما يسمعوا عن هناك كتابات سرية وايضا بحث البعض عن اسرار في حياة المسيح مثل الطفولة وغيرها ونشروا لهم كتابات ادعوا انها عن طفولة المسيح او حياته الخاصة مع تطعيمها بافكار غنوسية

وكان هناك عامل أخطر وأقوى وهو ظهور الأفكار الهرطوقية ومحاولة إيجاد صيغ ونصوص توازي الأسفار القانونية وتدافع عن هذه الأفكار والعقائد الهرطوقية. فانطلقت هذه الهرطقات خاصة الغنوسية، تأخذ آيات الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة، وتصيغها بحسب أفكارها ومعتقداتها، مثل إنجيل فيليب وإنجيل بطرس وإنجيل مريم المجدلية، والتي انطلقت من نصوص الإنجيل القانوني وراحت تصيغها بحسب فكرها وعقيدتها.

 أهم خصائص وصفات هذه الكتب:

(أ) خرافية: تمتلئ هذه الكتب بالأفكار الخرافية والخيالية فتنسب للمسيح والرسل أعمالا خيالية لا مبرر لها كسجود التنانين والأسود والنمور والثيران والحمير للطفل يسوع وجعل بطرس سمكة مشوية تعوم وكلب يعظ بصوت آدمي بليغ وطفل عمره سبعة شهور يتكلم كرجل وكطرد يوحنا للبق من أحد البيوت بمعجزة وسقوط معبد أرطاميس الضخم في أفسس بصلاة يوحنا، وقصة مهر يتكلم وشاب وتنين يرغبان في فتاة فيقتل التنين الشاب ثم يمتص التنين السم، بناء على أمر توما، ويموت ويحيا الشاب ونرى الطفل يسوع، طفلاً مشاكساً متقلباً المزاج ذا طبيعة تدميرية يؤذى معلميه ويتسبب في موت رفقائه بصورة إعجازية لا مبرر لها، تمزج قدرة الله بنزوات طفل مشاكس وتنسب، هذه الكتب، للمسيح ظهورات عديدة بأشكال متنوعة كطفل أو فتى أو رجل عجوز وفى أغلب الأحيان في صورة أحد الرسل كما تنسب للرسل أعمال خارقة، بدون داع، مثل فتك الصواعق بأعدائهم ورعب الفجار من قوات الطبيعة المخيفة كالزلازل والرياح والنيران وغير ذلك من الأفكار الأسطورية الخرافية المتأثرة بالفكر الإغريقي الهيلينسيتى والتي تشبع فضول البسطاء والعامة الذين اعتادوا سماع مثلها في دياناتهم الوثنية السابقة قبل اعتناقهم المسيحية. وتكون دائما المعجزات هو استعراض قوة وليست للبنيان بل كثيرا ما تنافي الاخلاق.

(ب) الزهد الجنسي والامتناع عن الزواج: تركز هذه الكتب، خاصة الأعمال، على الزهد الجنسي والامتناع عن الزواج باعتبار الزواج شيء دنس لان بسبب تحبس روح في جسد وذلك كرد فعل للإباحية الجنسية التي كانت سائدة في الديانات الوثنية وتصور هذه الكتب كفاح الرسل من أجل طهارة الحياة الزوجية وإقناع الزوجات بالامتناع عن معاشرة أزواجهن جنسيا، وتذكر أعمال أندراوس الابكريفي أن المسيح ظهر لعريسين، في هيئة توما، وربحهما لحياة الامتناع عن الجنس، وكأن عدم الزواج هو الشرط الأسمى لدخول السماء، جاء في انجيل المصريين، انه عندما سألت سالومي الرب: " إلى متى يسود الموت؟ " قال لها الرب " إلى أن تكفوا أنتن النساء عن ولادة الأطفال لأني جئت لأقضي على وظيفة المرأة ".             

(ج) التعاليم الهرطوقية: تمتلىء هذه الكتب بالأفكار الهرطوقية الأبيونية والغنوسية. يقول إنجيل الأبيونيين أن الروح القدس حل على المسيح في شكل حمامة ودخل فيه، ويقول إنجيل العبرانيين أن مريم أم المسيح هي الملاك ميخائيل " عندما أراد المسيح أن ينزل على الأرض، استدعى الآب الصالح قوة قديرة من السماء كانت تدعى الملاك ميخائيل، وعهد له من ذلك الوقت بالعناية بالمسيح وجاءت القوة إلى العالم ودعيت مريم وكان المسيح في رحمها سبعة أشهر ". كما يقول إنجيل العبرانيين أيضا، أن الروح القدس أم المسيح. قال أوريجانوس في تفسيره لإنجيل يوحنا: " إذا كان هناك من يقبل الإنجيل بحسب العبرانيين حيث المخلص نفسه يقول: أمي الروح القدس أخذتني بواسطة شعرة من شعري وحملتني إلى جبل تابور ". 

  وتصور الأبوكريفا الغنوسية الرب يسوع المسيح كواحد من سلسلة الآلهة المولودين من

البليروما (ملء اللاهوت) وأنه عقل الآب غير المولود، كما تصور المسيح الإله وقد حل على يسوع الإنسان، أو المسيح والحكمة وقد حلا على يسوع، وتصور بعضها الآب والابن، أو الآب والابن والروح القدس كأقنوم واحد وشخص واحد، كإنجيل المصريين اليوناني. أما غالبية الأعمال  عدا أعمال بولس  وبصفة خاصة أعمال يوحنا، فتصور الرب يسوع بصورة دوسيتية، خيالية، فهو بلا ميلاد بلا جسد وبدون شكل ويُرى افتراضا وعندما كان يسير لم يكن يترك أثرا لقدميه وعندما كان يوحنا يحاول الإمساك به كانت يد يوحنا تخترق جسده بلا أي مقاومة إذ لم يكن له جسد حقيقي وكانت طبيعة جسده متغيرة عند الملمس فمرة يكون جامدا وتارة لينا وأخرى خاليا تماما كما أن آلامه وصلبه وموته كانت مجرد مظاهر وهمية فبينما كان معلقا على الصليب والجموع محتشدة حوله كان هو نفسه في نفس الوقت يتقابل مع يوحنا على جبل الزيتون لقد كان مجرد شبح وحياته على الأرض لم تكنٍ إلا خيالا وكان يظهر بأشكال متعددة ويغير شكله كيفما يشاء ووقتما يشاء

(د) أي تركز فقط على المسيح ككائن روحاني وتتكلم عنه كلاهوت فقط: وأنه ظهر فجأة على الأرض بدون أي تفصيلات تخص الميلاد أو التجسد وغيره؛ وأنه  كان يظهر في أشكال متنوعة وليس في شكل واحد وأنه فقط كما يقول إنجيل فيلبس: " يسوع أخذهم كلهم خلسة، لأنه لم يظهر لهم كما هو بالحقيقة، لكن بالأحرى بالطريقة التي بها يقدرون أن يروه. لقد اظهر ذاته لهم جميعا: اظهر ذاته كعظيم للعظيم. كصغير للصغير. اظهر ذاته كملاك للملائكة، وللبشر كانسان. بسبب هذا خبئت كلمته ذاتها عن كل احد. البعض بالفعل رأوه، معتقدين أنهم رأوا ذاتهم، لكن عندما ظهر لتلاميذه على الجبل في مجد، لم يكن صغيرا. لقد أصبح عظيما لكنه جعل تلاميذه عظماء، حتى يكونوا قادرين أن يروه في عظمته ". ويقول كتابهم يوحنا السري أو الأبوكريفي المنحول " وانفتحت السماء وكل الخليقة التي تحت السماء ظهرت واهتز العالم، وكنت خائفاً، ونظرت ورأيت في النور شاب وقف إلى جواري، وبينما نظرت إليه صار مثل رجل عجوز،. ثم غير مظهره (ثانية) وأصبح مثل خادم، ولم يكن هناك تعدد أمامي ولكن كان هناك مظهر ذو أشكال متعددة في النور والأشكال ظهرت خلال كل منها

(ر) التعاليم السرية: وتزعم هذه الكتب أن المسيح أعطى تلاميذه تعاليم سرية خاصة بهم وحدهم يتعلمها ويعرفها فقط الخاصة من الناس، بل وقد أعطاها بشكل سري وخاص لواحد أو بعض تلاميذه، وعلى سبيل المثال يقول إنجيل توما: " هذه الأقوال  السرية التي تكلم بها يسوع الحي " وهذا ما يقوله أيضاً إنجيل مريم المجدلية: " قال بطرس لمريم, أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي  امرأة أخرى. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها, ولم نسمعها من قبل. أجابت مريم وقالت, ما هو مخفي عنكم سأطالب به من أجلكم. وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا, رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم  في رؤيا, فرد قائلا لي، مباركة أنت لأنك لم ترتعشي لرؤيتي. لأنه حيث  يكون العقل يكون الكنز ". ويقول إنجيل يهوذا: " الرواية السرية للإعلان الذي تكلم به يسوع في حديث مع يهوذا الإسخريوطي خلال ثلاثة  أيام من الأسبوع قبل أن يحتفل بالفصح "!! ويقول أن المسيح قال ليهوذا أيضاً: " تعال بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك ". 

  وهذا عكس تعليم المسيح الحقيقي الذي قاله لتلاميذه: " الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور. والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح " (مت10 :27)، " لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الأذن في المخادع ينادى به على السطوح " (لو12 :3). وقال لرئيس الكهنة عندما سأله عن تعليمه: " أنا كلمت العالم علانية

أنا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا " (يو18 :20و21). لم يكن للمسيح أي تعليم سري، بل كان علانية لجميع الناس في كل العالم والأمم، وليس لفئة خاصة " الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون " (1تي2 :3و4).

(س) تنادي بفكر خليط بين المسيحية والديانات والفلسفات الوثنية وبتعدد الالهة: فتقول بوجود (1) إله سامي غير مدرك ولا معروف وإله اقل هو الذي خلق العالم المادي أسموه بالديميورج وقال بعضها أنه يهوه إله اليهود، وذلك إلى جانب  العديد من الآلهة الأخرى والملائكة التي تقوم بعمل الخلق. (2) الروح خيرة، وقالوا أنها شرارة إلهية داخل الإنسان، والمادة شر. (3) أن روح  الإنسان مسجونة في الجسد المادي الشرير وستخرج من هذا السجن عند الموت. (4) لا يوجد قيامة للجسد الذي يفنى عند خروج الروح منه ولا يعود. فيقول إنجيل يهوذا الأبوكريفي المنحول بنفس الفكر عن الروح: " قال يهوذا ليسوع: " وهل تموت الروح الإنسانية؟ ". قال يسوع: " لهذا  السبب أمر الله ميخائيل أن يعطي البشر أرواحاً كإعارة, ليقدموا خدمة، ولكن الواحد العظيم أمر جبرائيل أن يمنح أرواحاً للجيل العظيم دون حاكم عليها - هذا هو الروح والنفس ". وأيضاً " الروح [التي] بداخلك تسكن في هذا [الجسد] بين أجيال  الملائكة ولكن الله سبب المعرفة لتعطى لآدم وأولئك الذين معه,حتى لا يحكم عليهم ملوك الفوضى والعالم السفلي ".

  وهذا عكس الكتاب المقدس الذي ينادي بإله واحد " الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي. ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شيء. إذ هو يعطي الجميع حياة ونفسا وكل شيء. وصنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم " (أع17 :24-26). هذا الإله الواحد خلق كل شيء بكلمته " لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به " (1كو8 :6)، " الله خالق الجميع بيسوع المسيح " (أف3 :9)، كلمته وصورة جوهره؛ " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء 

عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " (يو1 :1-4)، " الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خلق  الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم  الكل " (كو1 :15-17).

(ص) تنادي بأن الخلاص بالمعرفة وليس بكفارة دم المسيح؛ معرفة الإنسان للإله السامي غير المدرك  ومعرفة الإنسان لنفسه كروح خيرة، شرارة إلهية، مسجونة في جسد مادي شرير، يقول إنجيل الحقيقية: " الذي لديه المعرفة يعرف من أين أتي وإلى أين يذهب ". ويصور كتاب تعليم سلافينوس المسيح كالمعلم الذي يعلم الخلاص بالاستنارة المعرفية: " الذهن هو المرشد، ولكن العقل هو المعلم، فهما سيخرجانك من الدمار والأخطار أضيء عقلك 000 النور هو المصباح داخلك ". ويقول إنجيل يهوذا: أن المسيح كشف لتلاميذه الكثير من المعرفة: " دعُا تلاميذه الأنثى عشر. وبدأ الحديث معهم عن أسرار ما وراء العالم وما سيحدث في النهاية "، ولكنه كشفها أكثر ليهوذا لأنه، كما يزعم هذا الكتاب المزيف كان هو الأقدر منهم على ذلك، وقال له: " [تعال]: حتى  أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط "

  وهذا تعليم صوفي فلسفي معقد يتنافى مع تعليم المسيح البسيط الذي كان يقدمه بأمثال بسيطة: " هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال. وبدون مثل لم يكن يكلمهم " (مت20 :28)، " كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه " (لو4 :22). 

(ط) وتصور المسيح كمعلم غنوسي جاء فقط ليعلم تعاليم غنوسية صوفية سرية يقول إنجيل توما (قول 13): " قال يسوع لتلاميذه: قارنوا لي. وقولوا  لي من أشبه. قال له سمعان بطرس. أنت كملاك صالح. قال له متى أنت كرجل حكيم متفهم. قال له توما: سيدي, لن أجهد فمي لأقول لك من تشبه. قال يسوع, أنا لست سيدك, لأنك سكرت، أنت سكرت من الينبوع  الفوار الذي أرقته. وأخذه, وذهب به جانبا, وقال له ثلاث كلمات. وعندما رجع توما إلى أصحابه, سألوه ماذا قال لك يسوع؟ قال توما لهم: لو أخبرتكم

بواحدة من كلماته التي قالها لي, فستحملون حجارة وترمونني بها. وستخرج نار من الحجارة وتحرقكم ". ويقول في إنجيل يهوذا: " فقالوا: " يا معلم, أنت ابن إلهنا ". قال لهم يسوع: " كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس من بينكم جيل من الناس سيعرفني وعندما سمع تلاميذه ذلك بدءوا يغضبون ويحنقون وبدءوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: " لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم و هو من دفعكم إلى  الغضب [داخل] نفوسكم ". أنه يتكلم عن مسيح غامض جاء من عالم أسطوري غير مدرك!!

  وهذا لا يتفق لا مع مسيح الإنجيل الموحى به بالروح القدس الذي يقول؛ " تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. تعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم " (مت11 :28و29). ولا مع مسيح التاريخ، الذي ولد وعاش ومات وقام. ولا وجود لمثله لا في كتب آباء الكنيسة ولا في أي كتب غير هذه الكتب الغنوسية الهرطوقية. 

(ع) كما لا يمكن أن تسمى كتب الغنوسية الستة المسماة بالأناجيل بهذا الاسم؛ لأنها لا تحمل أي سمات للإنجيل. فهي لا تحوي شيئاً لا عن ميلاد المسيح أو لمحات من حياته ولا أعماله ولا موته أو قيامته، وأن كانت تلمح لها باعتبار أن ذلك موجود في الأناجيل القانونية التي أعترف بها هؤلاء الهراطقة أيضاً، سواء جزئياً أو كلياً، باعتبارها أناجيل العامة وأن كتبهم هي أناجيل الخاصة، كما يقول القديس إيريناؤس: " الأرض التي تقف عليها هذه  الأناجيل أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها ". 

  ولذا لم يقتبس منها أحد من آباء الكنيسة في القرون الأولى وما بعدها على الإطلاق، بل رفضوها لأنهم كانوا يعرفون جيدا مصدرها ومن أنتجها من الهراطقة، كما قال القديس إيريناؤس (170م) " أن الهراطقة الماركونيين أصدروا عددا لا يحصى من الكتابات الأبوكريفية والمزورة والتي زيفوها بأنفسهم ليذهلوا عقول الحمقى. وقال عن تلفيق جماعة القاينيين لإنجيل يهوذا: " ولذا فقد لفقوا تاريخا مزيفاً أسموه إنجيل يهوذا ". وقال العلامة أوريجانوس (185 – 253م)؛ " الكنيسة لديها أربعة أناجيل والهراطقة لديهم الكثير جداً ".

 

تأكدنا انهم ليس قانوني 

منذ القرن الاول الميلادي ويستشهد اباء الكنيسة فقط بالاسفار القانونية ويقتبسوا منها مؤكدين علي قانونيتها من القرن الاول واستمر حتى بداية القرن الثاني ولكن بعد محاولة ماركيون الهرطوقي سنة 140 ميلادية وهي تعتبر اول محاولة للتغيير في الانجيل بحذف بعض الاسفار بدا الاباء ليس فقط يقتبسوا من الاسفار القانونية فقط بل بدؤا يقدمون بعد هذا قوائم رسمية تحتوي علي الاسفار القانونية فقط لكي لا ينخدع احد بمحاولات الهراطقة. اولهم العلامة تيتان الذي اكد ان اربع اناجيل فقط منذ سنة 160 م ثم بعده القديس ارينيؤس اسقف ليون في نهاية القرن الثاني والذي تكلم ان الاناجيل القانونية اربعة فقط 

it is fitting that the church should have four pillars ... the four Gospels (Against Heresies, 3.11.8),

ثم القائمة موراتورية وغيرها

لستة القوائم 

وهي مخطوطات تكتب قائمه بالاسفار القانونية 

اول قائمة هي موراتوري وترجع الي سنة 170 م والجزء الاول مفقود ولكن تبدا من مقولة والانجيل الثالث تبعا للوقا الذي كان طبيبا معروفا....

وبعد ذلك انجيل يوحنا واحد من التلاميذ الذي كان الاساقفة يحثونه علي الكتابة فقال صوموا معي ثلاث ايام والذي سيعلن له علي حده فيعلن للاخرين ففي نفس الليلة اعلن لاندراوس ان يقوم يوحنا بكتابة التي يعرفها بشخصه وليقراها الاخرون كلهم 

 

قائمة اوريجانوس 185 الي 254 يقول 

من بين الاناجيل الاربعه الوحيده الغير قابله للجدل في كنيسة الله الارضيه تعلمنا بالتقليد ان الانجيل الاول كتب بحسب متي الذي كان يوما ما جابيا للضرائب ثم اصبح رسولا ليسوع المسيح الذي نشره من اجل اليهود الذين جاؤا ليؤمنوا مؤلفا اياه باللغه العبريه ......... وبعدهم الانجيل بحسب يوحنا 

 

قائمة قوانين الرسل 

في القانون رقم 85 يقول 

الاسفار التالية مكرمه ومقدسه سواء لرجال الدين او العلمانيين وهي للعهد الجديد اربعة اناجيل متي ومرقس لوقا يوحنا 

 

قائمة يوسابيوس القيصري 265 الي 340 م

الاناجيل الاربعة المقدسة  ووضع انجيل متي في الاول ثم مرقس فلوقا فيوحنا

 

قائمة كلارومينتس ( مختلف علي تاريخها من القرن الثالث الي الخامس او السادس ) تقول  

الاربعة اناجيل 

متى 2600 سطر مرقس .....لوقا.......يوحنا 2000 سطر

 

قائمة كيرلس الاورشليمي 350 م يقول

العهد الجديد اربعة اناجيل 

 

قائمة تشلتنهام 360 م تقول 

الاناجيل الاربعه 

متى 2700 سطر مرقس.... لوقا ....يوحنا 1800 سطر 

 

 قائمة مجمع لاوديكية 363 م تقول في القانون 60 

اربعة اناجيل بحسب متي مرقس لوقا يوحنا 

 

قائمة اثاناسيوس الرسولي 367 م يقول

اسفار العهد الجديد وهي اربعة اناجيل بحسب متي مرقس لوقا يوحنا 

 

قائمة غريعوريوس النيزنزي 329 الي 389 م ويقول

اربع اناجيل متى كتب للعبرانيين .......يوحنا المبشر العظيم كتب للكل ماشيا في السموات 

 

قائمة امفيلوكيوس 394 م 
تم تسليم اربعة اناجيل متي ثم مرقس ولوقا ثالثا ويوحنا رابعا ولكنه اولا في سمو التعاليم هذا الذي اقول عنه بالحقيقة ابن الرعد صارخا بعظمة بكلمة الله 

 

قائمة القديس جيروم 394 م 

في رسالته الي بولس اسقف نولا 

العهد الجديد باختصار هو متي مرقس لوقا يوحنا الفريق الرباعي للرب الملائكة الحقيقيين 

 

قائمة اغسطينوس 397 م 

العهد الجديد يحتوي علي : اربعه اناجيل بحسب متي بحسب مرقس بحسب لوقا بحسب يوحنا 

 

 قائمة مجمع قرطاج الذي انعقد علي عدة مراحل بداية من 397 م الي 419 

قانون 24 يقول

 الاسفار الالهية المقدسه اربعة اناجيل 

 

روفينيوس 400 م 

في العهد الجديد اربعة اناجيل متي ومرقس لوقا يوحنا

 

اينوسينت اسقف روما  405 م 

العهد الجديد اربعة اناجيل

ثم بعد ذلك الكثير جدا

لايوجد قائمة واحدة من قوائم الاباء من القرن الثاني وما بعده يحتوي علي هذا الكتاب كاحد الاناجيل بل كلهم اكدوا ان الاناجيل القانونية اربعة

 

ملحوظه هامه 

بدات تنظم الكنيسه قراءات من مقاطع الاربع اناجيل من بدايات الكنيسه من الاربع اناجيل القانونية وهم متي ومرقس ولوقا ويوحنا 

وكانت اول محاوله لتقسيم الاربع اناجيل القانونية في سنة 220 م بواسطة امنيوس من الاسكندرية و هو قسم الاناجيل بدل من انجيل كامل من اول الي اخره بدون فواصل ليقسم الي مقاطع قصيره ومنهم متي البشير وهذا يشهد علي قانونية هذا الانجيل من قبل هذا الزمان واعتراف كل الكنائس به

 

ثالثا الاباء

شهد ايضا الاباء في القرن الثاني الميلادي عن الاربع اناجيل متي ومرقس ولوقا ويوحنا مثل

تكلمت سابقا عن القديس بابياس ( 60 – 130 ) تلميذ القديس يوحنا وزميل القديس بوليكاربوس 

متي وضع "أقوال يسوع" ( لوجيا ) باللغة العبريّة ( او باللسان العبري )، استخدمها المبشرون

وهو يذكر متي بالاسم  وايضا يذكر اسماء الاربعة اناجيل

يوستينوس الشهيد (100 - 165م): من نابلس بفلسطين وقد كرس حياته للدفاع عن المسيحية وكان من أول المدافعين عنها وقد بقى لنا مما كتبه دفاعان عن المسيحية كان قد وجههما إلى الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس (138 - 161م) والسانتوس الروماني، وحوار مع شخص يدعى تريفو اليهودي. وقد شهد فيهما للأناجيل الأربعة وأشار إليها أكثر من سبع عشرة مره بعبارات مثل: " لأن الرسل سلموا لنا في المذكرات التي دونوها والتي تسمى أناجيل ويقتبس فقط من الاربع اناجيل 

القديس ارينيئوس من بداية القرن الثاني ( 120 الي 202 م ) الذي هو تلميذ القديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا فيقول في

 لم يكن ممكنًا أن تكون الأناجيل أكثر أو أقل ممّا هي عليه في العدد. فإنه إذ يوجد أربعة أركان للعالم الذي نعيش فيه وأربعة رياح رئيسيّة، وقد انتشرت المسيحيّة في العالم كله، ولما كان الإنجيل هو عمود الكنيسة وقاعدته (1تي3: 15) وروح الحياة، بهذا كان من اللائق أن يوجد للكنيسة أربعة أعمدة فتتنسّم عدم الفساد من كل ناحية، وتنعش البشريّة أيضًا. خلال هذه الحقيقة واضح أن الكلمة خالق الكل والجالس على الشاروبيم، وضابط الجميع إذ أعلن عن نفسه للبشر قدّم لنا الإنجيل تحت أربعة أشكال إذ كان مرتبطًا بروح واحد. وكما يقول داود متوسّلاً إلى حضرته "أيها الجالس على الشاروبيم اِشرق" (مز80: 1)، إذ للشاروبيم أيضًا أربعة وجوه لها شكل التدبير الخاص بابن الله. 

يقول الكتاب "إن المخلوقات الأربعة الحيّة:-

الأول مثل الأسد" (رؤ4: 7) فيرمز لعمله الفعّال وسموّه وسلطانه الملوكي. 

والثاني مثل الثور يُشير إلى تدبيره الذبيحي والكهنوتي.

والثالث له شبه وجه إنسان شهادة لوصف مجيئه كإنسان. 

والرابع مثل نسر طائر يُشير إلى عطيّة الروح الذي يرفرف بجناحيّه على الكنيسة.

يوستينوس الشهيد (100-165م):

آمن بالمسيحية وكرس حياته للدفاع عنها، فى بداية القرن الثانى، وقد بقى لنا من كتاباته دفاعين عن المسيحية وجهها للإمبراطور الرومانى أنطونيوس بيوس (138-161م) والسانتوس الرومانى، وحوار مع تريفوا اليهودى. وقد شهد فيهم للإنجيل ومنهم انجيل متي البشير وأقتبس منه وأستشهد به أكثر من 59 مره، 

تاتيان السورى (110- 172م):

كان تلميذاً ليوستينوس الشهيد، ولكنه انحرف بعد ذلك. هذا الرجل جمع قبل ان يخطئ فكريا فيما بين (160- 170م) الأناجيل الأربعة فى كتاب واحد أسماه "دياتسرون" أى الرباعى ويعتبر هذا الكتاب ذو قيمة عالية وثمينة لشهادته للإنجيل بأوجهه الأربعة، كما كانت تنظر إليه الكنيسة الأولى.

وايضا العلامه اوريجانوس علق علي وجود اربع اناجيل متي ومرقس ولوقا ويوحنا بقوله 

كما أن كل وتر من أوتار القيثارة يعطي صوتًا معينًا خاصًا به يبدو مختلفًا عن الآخر، فيظن الإنسان غير الموسيقي والجاهل لأصول الانسجام الموسيقي أن الأوتار غير منسجمة معًا لأنها تعطي أصوات مختلفة، هكذا الذين ليس لهم دراية في سماع انسجام الله في الكتب المقدّسة يظنون أن العهد القديم غير متّفق مع الجديد أو الأنبياء مع الشريعة أو الأناجيل مع بعضها البعض أو مع بقيّة الرسل. أما المتعلّم موسيقى الله كرجل حكيم في القول والفعل يُحسب داود الآخر، إذ بمهارة تفسيره يجلب أنغام موسيقى الله متعلمًا من هذا في الوقت المناسب أن يضرب على الأوتار، تارة على أوتار الناموس وأخرى على أوتار الأناجيل منسجمة مع الأولى، فأوتار الأنبياء. وعندما تتطلّب الحكمة يضرب على الأوتار الرسوليّة المنسجمة مع النبويّة كما في الأناجيل. فالكتاب المقدّس هو آلة الله الواحدة الكاملة والمنسجمة معًا، تعطي خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبين في التعليم، هذه القيثارة التي تبطل عمل كل روح شرّير وتقاومه كما حدث مع داود الموسيقار في تهدئة الروح الشرّير الذي كان يتعب شاول (1 صم 16: 14)

العلاّمة ترتليان ( 145 – 220 ) سنة 180 م له مقوله هامة جدا عن الاربع اناجيل 

تعالى الآن، انت يا من ستنغمس فى فضول أفضل، اذا طبقته لعمل خلاصك. أركض الى الكنائس الرسولية، حيث عروش الرسل مازالوا شاهقين فى أماكنهم، و التى تُقرأ فيها كتابتهم الأصلية، حيث يروج الصوت و يُمثل وجه كل منهم بمفرده

وايضا ان الإنجيلي متّى في عرضه لملاقاة السيّد مع تلاميذه داخل السفينة وسط الرياح الثائرة صورة حيّة للكنيسة التي تستمد سلامها من السيّد المسيح الساكن فيها والمتجلّي داخلها بالرغم ممّا يثيره الشيطان من اضطرابات ومضايقات. أخيرًا فإن الإنجيلي يختم السفر بكلمات السيّد لتلاميذه أن يتلمذوا جميع الأمم ويعمّدوهم ويعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به (28: 19، 20) مؤكدًا معيّته معهم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (28: 20)، وكأن الكنيسة ممتدة من حيث المكان لتشمل الأمم ومن حيث الزمان إلى مجيئه الأخير لتعيش معه وجهًا لوجه!

إكليمندس الأسكندرى (150-215م) :

مدير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وتلميذ العلامة بنتينوس ومعلم كل من العلامة أوريجانوس وهيبوليتوس، 

ويقول عن تدوين الأناجيل الأربعة كما ينقل عن يوسابيوس القيصرى :

"وفى نفس الكتاب أيضاً يقدم إكليمندس تقليد الآباء الأولين عن ترتيب الأناجيل على الوجه التالى : فيقول ان الإنجيلين المتضمنين نسب المسيح كتبا أولاً

هيبوليتوس (170-235م) :

كاهن بروما اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من 1300 مرة وأشار إلى قراءتها فى الاجتماعات العبادية العامة كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله. ومنها وبكثرة الاربع اناجيل

رسالة برنابا حيث يقتبس من إنجيل متى (22: 14) قائلاً : "مكتوب" . 

كان إنجيل متى مصدراً رئيسياً استقى منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن حياة الرب يسوع وأقواله رغم أنه لم يذكر هذا الإنجيل بالاسم. ونجد أن الأصل الرسولى لإنجيل متى، ثابت فى كتابات يوستينوس لأنه جزء من "ذكريات الرسل" المسماة "بالأناجيل" والتى كانت تقرأ أسبوعياً فى اجتماعات المسيحيين. 

يوسايبوس القيصري 264 الي 340 م يخبرنا ايضاً أن متى بعدما كرز بين مواطنيه من اليهود، ذهب إلى أمم أخرى، بعد أن ترك لليهود إنجيلاً مكتوباً بلغتهم كبديل لخدمته الشفهية، ويؤكد إيريناوس وأوريجانوس شهادة بايياس بأن متى هو كاتب الإنجيل الأول، ويمكن اعتبار أن هذه الشهادة كانت هى العقيدة الراسخة فى القرن الثاني ، وأن الإنجيل كتب اصلاً بالعبرية.

القديس أثناسيوس الرسولى (296-373م) :

بابا الإسكندرية العشرون والمسمى بالرسولى لدفاعه البطولى عن جوهر الإيمان المسيحى ومواجهته لكل خصوم عقيدة مساواة الأبن للآب فى الجوهر. وترجع أهمية قانونه للأسفار المقدسة الموحى بها لأنه يمثل جميع كنائس العالم فى ذلك الوقت، إذ كان معترفاً به من جميع الكنائس التى كانت قد وصلت إلى مرحلة من اليقين الكامل والمطلق بقانونية كل أسفار العهد الجديد كما هى بين أيدينا. وهى كالآتى :

"الأناجيل الأربعة التى بحسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا

واثناء وبعد مجمع نقيقيه كم ضخم من الاباء ذكروا الاربع اناجيل وقانونيتهم  واستشهدوا بهم

 

انجيل يهوذا

 اكتشف هذا الكتاب او هذه المخطوطة المكونة من غلاف بداخله ورق البردي والمكتوب باللغة القبطية بجانب قرية في المنيا صعيد مصر سنة 1978م في احد الكهوف ولكن مكتشفه لم يعرف اللغة المكتوب بها فباعه الي رجل من القاهرة فباعة الي تاجر اثار في القاهرة الذي ايضا لم يدرك ماهيته فوضعه في مخزنه. ثم يقال أنه سرق من هناك بواسطة احد الخبراء السوسريين الذي ادرك قيمتها واخذها الي سويسرا واختفي ثم عادت ثانية الي القاهرة بواسطة تاجر الاثار الذي ادرك قيمتها ولكن كل هذا اتلف اجزاء كثيرة منها. وفشل في بيعها فوضعها في احد الخزائن البنكية في نيويورك في العام ١٩٨٣ ظهر مرة ثانية حيث قام بدراسة هذه المخطوطة أحد الدارسين الأقباط و يدعى ستفان ايميل Stephen Emmel و هو نائب لخريج سابق من جامعة كليرمونت, Claremont Graduate University ويدعى جايمس روبنسون James Robinson الشهير من خلال أعماله بمخطوطات نجع الحمادي Nag Hammadi المشابهة لها. تمكّن ايميل من التعرّف الى أربعة صفحات منها، تَذكُر أحداًها، ولاكثر من مرة، حديث يهوذا مع الرب يسوع، وخَلُص ايميل الى القول أن هذه المخطوطة هي أصلية ( أي ليست مزوّرة) و انها على الارجح تعود الى القرن الرابع ميلادي. وتلا ذلك إختبارات عديدة أتت لتؤكد على صحة هذه الفرضية وهو التاريخ المحدد لها. حيث تعرضت الى تلف كبير في أجزائها. بعد هذا قام تاجر آخر بوضعها في ثلاجة ذات حرارة منخفضة جداً، لانه اعتقد خطأ أن الحرارة المنخفضة تحافظ على المخطوطة من الرطوبة. لكن، ولسوء الحظ، دفعت هذه المخطوطة مجددا ثمناً كبيراً إثر تعرضها للبرودة ، وتحوّلت أوراق البردي الى اللون البني الغامق وأصبحت هشّة.

ولحسن الحظ حصلت مؤسسة في سويسرا على هذه المخطوطة ويطلق عليها اسم ماسيناس Maecenas Foundation وبمساعدة National Geographic Society واشترك في هذا باحثة سوسرية اسمها فريدا نوسبرجر وكانت احد أهم المتعاملين مع مهرب الآثار المصري طارق السويسيتمت معالجة الاضرار التي لحقت بها فأُعيد جمع البعض من أجزائها الى ما كانت عليه. وأقول البعض لأن عددا غير محدد من الصفحات كان قد فُقد (ربما أكثر من ٤٠)، وما يقارب ال ٨٥ % فقط من إنجيل يهوذا الذائع الصيت قد أعيد جمعه.

بعد هذا قامت National Geographic Society بالطلب من مجموعة من الخبراء لاجراء بعض الإختبارات، ومن ضمنها تحاليل للحبر المستخدم و الكاربون ١٤ وأشكال متعددة من التصوير للتأكد من أصالة هذه المخطوطة. حدد الاختبار المبني على الكاربون ١٤ زمن كتابة هذه المخطوطة في الفترة ما بين ٢٢٠–٣٤٠ م. لكن يُجمع حاليا معظم أعضاء فريق الباحثين ان زمن الكتابة يعود الى ما بين ٣٠٠–٣٢٠م بعلم الخطوط.

في العام ٢٠٠٥ شكّلت هذه الجمعية فريق من الدارسين، الى جانب بعض الاخصائيين بالكتابات القبطية مثل رودولف كاسر Rodolphe Kasser وغريغور وارست, Gregor Wurst وغيرهم، للقيام بترجمة إنجيل يهوذا. ومن بين هذه الشخصيات التي أضيفت أيضاً، بارت إيرمن Bart Ehrman وستيفن أيمل Stephen Emmel و كريغ إيفانز Craig Evans ومارفن ماير Marvin Meyer (الذي ساعد في إعادة جمع قطع المخطوطة) وأيلان باجلز Elaine Pagels ودونالد سينيور٢ Donald Senior . ان كل هؤلاء الاخصائيين والإستشاريين، باستثناء رودولف كاسر Rodolphe Kasser الذي منعه المرض من الحضور، كانوا حاضرين عند اصدار هذه الترجمة وقدم كل واحد منهم كلمته الخاصة.

في يوم الخمسي 6 ابريل 2006 قامت جمعية علمية تعرف بـالجمعية العالمية للجغرافيا (National Geographic Society) بعقد مؤتمر صحفي في مركزها الرئيسي في واشنطن و أعلنت لما يقارب ١٢٠ وسيلة إعلام، عن إعادة إكتشاف إنجيل يهوذا وترميم أجزائه و ترجمته. إحتل هذا الحدث العناوين الرئيسية لأهم الصحف حول العالم، و أصبح محور النقاش في برامج تلفيزيونية متنوعة في تلك الأمسية و أمسيات أخرى متتالية. كما بثت القناة الفضائية التابعة لهذه الجمعية مساء يوم الأحد في ٩ابريل ٢٠٠٦ برنامجاً خاصاً بهذا الموضوع مدته ساعتين تقريبا، وأُعيد بثه لاحقا مراراً عديدة.

وكالعادة هرول العديد من الكتاب العرب وغيرهم من الكارهين للمسيحية والكتاب المقدس في الكثير من الصحف، المصرية والعربية والاجنبية، يهتفون ويهللون لهذا الكشف الذي تصوروا وزعموا أنه  سيدمر المسيحية ويقلبها رأسًا على عقب وراحوا يمدحون الكتاب وما جاء فيه دون قراءة نصه ومعرفة محتواه وتحليله جيدا ومعرفة خلفيته

وبعضهم قال ان النص الاصلي لانجيل يسوع ظهر. وبعض الجرائد تمادت في وصف الانجيل وفي وصف يهوذا بانه بار والصديق الاقرب للمسيح فقالة جريدة BBC يهوذا: خائن للمسيح أم صديقه الأقرب؟ يهوذا لم يكن خائنا وإنما صديق مقرب ليسوع المسيح، وعندما أسلمه للرومان لم يكن يفعل ذلك إلا استجابة لرغبة صديقه الحميم. قد يكون هذا النبأ بمثابة الصدمة لبعض المتدينين حيث تقر معظم الروايات  الدينية التي وردت في العهد الجديد غير ذلك، وتصور أناجيل متى ومرقص ولوقا ويوحنا يهوذا الإسخريوطي وهو أحد الحواريين من تلاميذ المسيح على أنه شخص به مس من الشيطان، أسلم يسوع للرومان لقاء حفنة من النقود ثم انتحر. لكن المؤتمر الحاشد الذي دعت إليه الجمعية الوطنية الجغرافية في واشنطن يوم الخميس، تعرض بالشك للكثير من هذه المفاهيم. فقد كٌشف النقاب خلال المؤتمر عن إنجيل جديد هو " إنجيل يهوذا " الذي يبين أن يهوذا كان من أقرب المقربين ليسوع وربما كان أقربهم إليه وأنه لهذا السبب طلب منه يسوع أن يخلصه من عبء الجسد ليتحد في طبيعته الإلهية فقط".

بل وبدات بعض الجهات الغير مسيحية في جهات العالم وبعض كتابها يقولوا ان هذا سيغير وجهة النظر عن المسيحية باكملها 

قامت جمعية National Geographic باصدار ترجمةٍ باللغة الانكليزية لإنجيل يهوذا، باخراج ملفت للنظر، وقد عمل عليها رودولف كاسر Rodolphe Kasserو مارفن ماير Marvin Meyer وغريغور وارست Gregor Wurst.

هذا الكتاب المنحول فنرى فيه مسيح أخر لا صلة له بالمسيح يسوع،  مسيح التاريخ والمسيحية، وإله أخر غير الله الذي نؤمن به، وإنجيل أخر يتميز بالصوفية والسرية والغموض لا يفهمه إلا من يدعون المعرفة الإلهية. فمسيح هذا الإنجيل المنحول كائن خيالي لا وجود له في الواقع يظهر ويختفي ولا يعلم أحد إلى أين يذهب ولا متى يأتي، لا ميلاد له ولا هيئة محددة بل يظهر في أشكال متنوعة وغالبًا ما كان يظهر لتلاميذه كطفل, أما تلاميذ المسيح ورسله، عدا يهوذا، فيقول لنا أنهم لم يعبدوا الإله الحقيقي بل عبدوا إلهًا أخرًا أقل وشرير، ويهوذا وحده هو الذي كان يعرف الإله الحقيقي. ولذا كشف له يسوع أسرار الملكوت، وحده. 

 

محتويات إنجيل يهوذا:

بالطبع تعبير انجيل ليس بدقيق للمفهوم المسيحي لان انجيل يعني بشرة مفرحة او الخبر السار ولكن هذا الكتاب لا يقدم أي بشرة سارة لانه لا يتكلم عن تتميم الخلاص بل يظهر ان حتى تلاميذ المسيح فيما عدا يهوذا خدعوا وكانوا ضالين يعبوا الاله الشرير للعهد القديم لاهذا لا يصح ان يطلق عليه انجيل

المهم يبدأ كتاب يهوذا بالكلمات التالية:" الكلام (اللوجوس) السرّي لإعلان الرب يسوع الذي تكلّم به في حديثه مع يهوذا الإسخريوطي" (صفحة:٣٣، سطر: ١–٣). ثم ينتهي الكتاب بالكلمات التالية:" إنجيل يهوذا"(صفحة:٥٨، سطر: ٢٨–٢٩) مع ملاحظة لا يوجد كلمة كاتا التي تعني بحسب مثلما موجودة في بقية الاناجيل فهو يقول انجيل يهوذا وبقية الاناجيل بحسب المبشرين هي خطأ. إن هذه الاسطر تثير الدهشة بحد ذاتها، ولكن ما هو مذكور بينها من امور أخرى هو الذي أدى الى نشوء هذا الجدل الكبير حول الكتاب.

يصف تلاميذ المسيح، عدا يهوذا، بأنهم يعبدون إله أخر أقل من الإله  غير المدرك الذي جاء منه أو الذي أرسل المسيح، وأنهم لم يعرفوا الإله  الحقيقي غير المدرك الذي لم يعرفه إلا يهوذا فقط!!

  " فأجاب وقال لهم: "أنا لا اضحك منكم, < فأنتم > لا تفعلون ذلك لأنكم تريدون, ولكن لأنه بذلك سُيمجد إلهكم".

فقالوا: "يا معلم, أنت [000] ابن إلهنا". 

قال لهم يسوع: "كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس بينكم جيل من الناس سيعرفني".

  وعندما سمع تلاميذه ذلك بدأوا يغضبون ويحنقون وبدأوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: "لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم وهو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم. فليأت أي واحد منكم [قوى بما يكفي] بين الكائنات البشرية، ليخرج الإنسان الكامل ويقف أمام وجهي".

  فقالوا جميعا: "نحن نملك القوة".

  لكن أرواحهم لم تجرؤ على الوقوف [أمامه] فيما عدا يهوذا الإسخريوطي, الذي كان قادرًا على الوقوف أمامه, لكنه لم يقدر أن ينظر إليه في عينيه فأدار وجه بعيدا.

  [وقال] له يهوذا: "أنا اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم الخالد لباربيلو Barbelo وأنا لست مستحقًا بان انطق باسم ذلك الذي أرسلك".

  كما وصف التلاميذ، عدا يهوذا، بالجهل وعدم المعرفة وتضليل من  يسيرون خلفهم:

  " قال لهم يسوع: "هؤلاء الذين رأيتموهم يتسلمون التقدمات عند المذبح - هؤلاء هم انتم. هذا هو الإله الذي تخدمونه. انظروا لقد قبل الله تقدماتكم من أيدي كاهن " - هذا هو خادم الخطية, لكن الرب, رب الكون، هو الذي يوصي: "في اليوم الأخير سيعيشون في العار".

  كما يقول أنهم لم يفهموا تعليم المسيح ولا إنجيله الحقيقي ولم يكن لديهم المعرفة الحقيقية التي كانت عند يهوذا الذي يزعم أنه وحده الذي عرف حقيقية الإله الحقيقي ومن ثم فقد كشف له المسيح، وحده، أسرار الملكوت:

  " ولمعرفته أن يهوذا كان يتأمل في شيء ما كان مرتفعًا، قال له يسوع: "تعالَ بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك "

  وهذا عكس ما جاء في الإنجيل الموحى به بالروح القدس وبقية العهد الجديد، فقد كشف الرب يسوع المسيح لتلاميذه كل ما يحتاجونه للكرازة بالإنجيل في العالم أجمع، كما كشف لهم أسرار ملكوت السموات: "فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات " (مت13 :11)، وشرح لهم كل ما سبق أن تنبأ به عنه أنبياء العهد القديم: "وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم. وانتم شهود لذلك" (لو24 :44-48). وبعد قيامته يقول الكتاب: "الذين أراهم أيضا نفسه حيّا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله " (أع1 :3). وأعدهم ليكونوا له شهودا: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون انتم أيضا لأنكم معي من الابتداء " (يو14 :26و27)، " وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى أقصى الأرض " (أع1 :8).

وهنا يستخدم كاتب هذا الكتاب الأبوكريفي اسم الإله باربيلو Barbelo  الذي يمثل في الفكر الغنوسي الانبثاق الأول من الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وغير المرئي في روايات الخلق، خاصة الخاصة بجماعة السيزيان Sethians (الشيثيين) وهي الفرقة التالية بعد القاينيين الذي يرى العلماء أن كاتب هذا الكتاب الأبوكريفي متأثر بأفكارها. هذا الباربيلو يوصف بالإله المخنث أو المزدوج الجنس والإنسان الأول، ويوصف في كتاب يوحنا الأبوكريفي الغنوسي بقوله: "هذا هو الفكر الأول، صورته، صارت رحم كل شيء، لأنها هي التي تسبقهم جميعًا، الأم – الأب، الرجل الأول (أنثروبوس - الإنسان)، الروح القدس، المذكر الثلاثي، القوي الثلاثي، ذو الاسم الثلاثي المخنث، والأيون الأبدي بين غير المرئيين، والأول الذي أتي". كما يوصف بالأم.

  وهذا الفكر الوثني لا مثيل له في المسيحية ولا يتفق مع عقيدة الله الواحد. 

بل يرجع للفكر الوثني الذي يؤمن بتعدد الآلهة

ومثل معظم الأساطير الغنوسية الوثنية تكلم هذا الكتاب الأبوكريفي المنحول عن الروح العظيم الغير المرئي الذي انبثق منه كل وجود، وعن الإله الموجود الذاتي، وعن الأيونات: "قال يسوع: "[تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط، لأنه يوجد عالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده جيل من الملائكة قط [ الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي". الذي لم تره عين ملاك قط. ولم يدركه فكر قلب قط. ولم يدع بأي اسم قط". وتحدث عن إله أخر هو المولود الذاتي " الروح الإلهي المنير المولود الذاتي "، خالق المنيرين الأربعة والأيونات المنيرة وبقية الأيونات!! والأيونات ومفردها أيون وتعني في اليونانية " فترة الوجود " أو " الحياة " ويعني في أساطير الخلق عند معظم الجماعات الغنوسية، كما هنا في إنجيل يهوذا، انبثاق من الإله غير المدرك أو من المولود الذاتي،  وتمثل هذه الأيونات سلسلة لا تحصى من الانبثاقات المختلفة التي انبثقت من الإله غير المدرك أو الروح العظيم أو الأيون الكامل أو بيثوس Bythos، العمق، والبرو أرشي، أي الموجود قبل البدء.

  وهذا يختلف عن الفكر المسيحي وكل من يؤمن بإله واحد، فنحن هنا أمام عدد من الآلهة والأيونات الروحية لا حصر لها وتختلف عن فكر الكتاب  المقدس والذي يقول " الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك " (تث6 :4و5).

كما يصور هذا الكتاب الأبوكريفي آدم أو آداماس كمخلوق ليس من الله بل عن طريق الإله سكالاس وملائكته الذين خلقوا البشرية والعالم " من  السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو " نبرو -  Nebro" الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون " يالدابوث -  Yaldabaoth" وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس (Skalas)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة – وأيضًا سكالاس (Skalas) - ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكًا في السموات, وكل واحد منهم تسلم نصيبًا في السموات". وعن سكالاس الشرير الخالق، يقول: "وبعدها قال سكالاس (Skalas) لملائكته: لنخلق كائنًا بشريًا على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي "  Zoe- الحياة". ويعني اسم " سكالاس " الأحمق وهو اسم غنوسي كما يقول العالم الألماني كالوس سكلنج Klaus Schilling  " والشيطان مدعو أيضًا Saclas (أحمق) مصطلح يوجد غالبًا في الأدب الغنوسي للديميورج (الصانع)، إله العهد القديم". وهذا بالطبع عكس الكتاب الذي يقول أن الله خلق الكون بكلمته.

وبرغم أن هذا الكتاب المنحول أتفق مع الأناجيل القانونية الأربعة على حقيقة تسليم يهوذا سيده لليهود مقابل المال، كقوله " فأجابهم يهوذا كما  أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم "، وصلبه وموته بالجسد المادي فدية عن البشرية، إلا أنه يختلف عنها في حقيقة جوهرية هي أن الأناجيل 

القانونية ترى فيما عمله يهوذا، برغم علم الرب السابق به، خيانة، وهذا الكتاب المنحول يرى في ذلك قمة التضحية فقد قام بهذا العمل بناء على تكليف المخلص له وقبله برغم العار الذي سيلحق به!! وهذا لا يتفق مع شخص المسيح وسموه فقد كان عمله الفدائي بموته على الصليب وقيامته محتومًا ولم يكن في حاجة لشخص يسلمه لليهود ليسلموه بدورهم للرومان، فقد حاولوا قتله أكثر من مرة برجمه أو بإلقائه من على الجبل ومع ذلك لم يستطيعا أن يمسوه، وكان في إمكانه أن يترك نفسه أو يسلم نفسه لهم دون الحاجة إلى يهوذا أو غيره كما عبر هو نفسه قائلًا: "أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " (مت26 :24). 

كما لا يمكن أن تسمى كتب الغنوسية الستة المسماة بالأناجيل بهذا الاسم لأنها لا تحمل أي سمات للإنجيل. فهي لا تحوي شيئًا لا عن ميلاد المسيح  أو لمحات من حياته ولا أعماله ولا موته أو قيامته، وأن كانت تلمح لها باعتبار أن ذلك موجود في الأناجيل القانونية التي أعترف بها هؤلاء الهراطقة أيضًا، سواء جزئيًا أو كليًا، باعتبارها أناجيل العامة وأن كتبهم هي أناجيل الخاصة، كما يقول القديس إيريناؤس: "الأرض التي تقف عليها هذه  الأناجيل أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها ". 

  ولذا لم يقتبس منها أحد من آباء الكنيسة في القرون الأولى وما بعدها على الإطلاق، بل رفضوها لأنهم كانوا يعرفون جيدا مصدرها ومن أنتجها من الهراطقة، كما قال القديس إيريناؤس (170 م.) "أن الهراطقة الماركونيين أصدروا عددا لا يحصى من الكتابات الأبوكريفية والمزورة والتي زيفوها بأنفسهم ليذهلوا عقول الحمقى. وقال عن تلفيق جماعة القاينيين لإنجيل يهوذا: "ولذا فقد لفقوا تاريخا مزيفًا أسموه إنجيل يهوذا". وقال العلامة أوريجانوس (185-253 م.)؛ " الكنيسة لديها أربعة أناجيل والهراطقة لديهم الكثير جدًا".

 

فبحسب ما ورد فيها نجد أن التلميذ الأفضل والأعظم عند الرب يسوع هو يهوذا الإسخريوطي. فهو وحده القادر ان يتلقّى تعاليم وإعلانات الرب العميقة وبقية التلاميذ خطأ. كما ان الرب يسوع يسخر من صلوات التلاميذ الآخرين وذبائحهم. فهم لا يقدرون على استيعاب حقيقة من هو يسوع، ومن هو الذي ارسله، ومن أين أتى. لكن بالمقابل نجد ان يهوذا يدرك بنفسه وقادر على المثول امام الرب يسوع (صفحة:٣٥، سطر:٨–٩). " أنا أعلم يقينا من أنت ومن أين أتيت. أنت من دنيا الخلود من Barbelo وأنا لست مستحقاً أن ألفظ اسم الشخص الذي أرسلك" (صفحة ٣٥، سطر:١٥–٢١).

وفي خلاصة هذا التعليم الخاص الذي تلقاه يهوذا و دُعي من خلاله للدخول الى السحابة ( لكي تتحول فيها هيئته؟) ، تلفّظ يسوع بأحد تعاليمه المذهلة قائلا ليهوذا:" سوف تتفوق عليهم جميعا، لأنك سوف تكون انت الذبيحة التي تمثلني" (صفحة:٥٦، سطر: ١٨–٢٠)، أي أنه، بينما يصرف التلاميذ الآخرون وقتهم سدىً في عبادة خطأ (تقديم ذبائح حيوانية بحسب الشريعة اليهودية كما ينبغي)، سيقوم يهوذا بتقديم الذبيحة التي لها القيمة الحقيقية، الذبيحة التي سينتج عنها عمل الخلاص و الفداء: سوف يضحّي بجسد يسوع لكي يسمح للمسيح أن يتمم مهمته. وبهذا المعنى يصبح يهوذا فعلا الأعظم بين التلاميذ الآخرين.

ويصور لنا شيث الابن الثالث لآدم كتجسد أول للمسيح، ويصوره ككائن إلهي تجسد في شكل وصورة الكائن البشري كما يقول لنا أن آدم وحواء كان لهما وجودًا سابقًا في عالم اللاهوت قبل أن يخلقا كبشر

وهكذا، تنتهي القصة مع تسليم يسوع لأيدي الكهنة:" وتذمّر الكهنة لأنه (يسوع) ذهب الى غرفة الزائرين لكي يصلي. لكن بعض الكتبة كانوا هناك يراقبون بانتباه شديد حتى يتمكنوا من القبض عليه بينما يصلي، لأنهم كانوا يخافون من الناس اذ كان يسوع عند جميعهم نبيّ. فاقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذاً تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع المسيح. فأجابهم يهوذا تماما كما أرادوا، وحصل منهم على بعض المال وسلمهم إياه (يسوع) "(صفحة:٥٨، سطر ٩–٢٦). والأمر الملاحظ هو عدم وجود أي ذكر لمحاكمة ما أو تنفيذ حكم بالإعدام أو قيامة من الأموات. لقد قدم لنا إنجيل يهوذا تماما ما أراد أن يقدمه ألا وهو طاعة يهوذا، وكيف أن هذه الطاعة ساعدت ودعمت الرب يسوع لكي يكمل مهمته الخلاصة. لقد تحوّل يهوذا من شخص شرير الى بطل، ومن شخص خائن الى قديس. ويحول خيانة يهوذا للمسيح من خيانة تلميذ لمعلمه إلى سر الخيانة المقدس الذي تم بناء على طلب المسيح نفسه من يهوذا ليخونه ويسلمه لليهود حتى يصلب ويقدم الفداء للبشرية بموت جسده على الصليب

 

المغزى من إنجيل يهوذا

كتب إيريناوس (١٨٠م)، أحد آباء الكنيسة، منددا بجماعة أطلق عليها، هو وآخرون، اسم "القايينيين" Cainites لأنهم، كما يبدو، كانوا يجعلون من الشخصيات الشريرة المذكورة في الكتاب المقدس أبطالا، من قايين مثلا الذي قتل أخاه هابيل، الى يهوذا الذي أسلم الرب يسوع لأعدائه.

ومما ورد في كتابات ايريناوس:

يعمد البعض مجددا الى القول ان قايين استمد كيانه من قوة عليا، ويسلّمون بحقيقة أن عيسو وقورح والسدوميين وكل من يشابههم، هم أنسباء. وبناء عليه، يضيفون أن جميع هؤلاء تعرضوا لهجمات من الخالق الشرير الديميورج لكن أحداً منهم لم يصب بأيّ أذى. لقد كانت الحكمة Sophia معتادة دائما على أخذ كل ما هو لها بالقوة منهم. ويقولون أيضاً أن يهوذا الخائن كان يعلم حقيقة كل هذه الأمور كما لم يعرفها أحد آخر، وأنه بمفرده أكمل لغز الخيانة، ومن خلاله أصبحت كل الأمور، الأرضية والسمائية، بحالة من الارتباك. إنهم يسجلون أحداثاً خيالية من هذا النوع ويسمونها "إنجيل يهوذا" (في مواجهة الهرطقات Against Heresies 1.31.1 )

بكلمات أخرى، ان هؤلاء المدعوين القايينيين Cainites يشابهون أشرار العهد القديم الى حد كبير. وهذا يعود الى كونهم يؤمنون أن إله هذا العالم، وبتناقض تام مع إله النور الذي في الأعالي، هو إله الشر. و بناء عليه فان كل شخص مكروه من اله هذا العالم ويسعى هذا الأخير تدميره – مثل قايين أو عيسو أو شعب سدوم – لا بد و أنه شخص صالح و يقف الى جانب اله النور. و إنجيل يهوذا يتبنى هذه النظرة بشكل واضح.

ان إنجيل يهوذا يساهم جداً في بلورة مفهومنا لمسيحية القرن الثاني، وخاصة فيما يختص بمسألة التعدّديّة. نجد فيه ما يمكن أن يكون صورة مبكرة عن الغنوسية الشيثية Sethian Gnosticism ، شكل من أشكال الفلسفة الغنوسية التي تجد لها جذورا في الفكر اليهودي السلبي المتشائم الذي نجم عن الحروب المفجعة التي تعرض لها اليهود بين الأعوام ٦٦–٧٠م و ١١٥–١١٧م. وهذا يوضح انه بعد هذا.

No Longer Jews: The Search for Gnostic Origins (Peabody, MA: Hendrickson, 2004

ان احتمال تزويدنا بالمعلومات الصحيحة والمجردة التي تكمل النواحي الناقصة لمعرفتنا بشخصية يهوذا، من خلال إنجيل يهوذا، هو بعيد كل البعد عن الواقع. فمن دون شك يعمد بعض الكتاب المعروفين الى كتابة قصصا وهمية ويطلقون عليها اسم "القصة الحقيقية"، لكنها لن تتعدى كونها قصصا وهمية فقط لا غير. فحتى جيمس روبنسون James Robinson نفسه، الذي لا يعتبر مؤمناً، يستبعد إنجيل يهوذا ويعتبره دون قيمة تذكر من ناحية تقديم المعلومات التي تساعد على فهم شخصية يهوذا التاريخية. انه على الارجح صائب في نظرته هذه. وأيضا بارت ايرمان Bart Ehrman أيضا الملحد يشرح فيها حالة المخطوطة وعلاقة إنجيل يهوذا بالكتابات المسيحية في القرون الأولى، بالاضافة الى عدد من النصوص الأخرى الغنوسية. ويوضح أن فكره غنوسي ليس مسيحي. في مقال قد يتساءل الإنسان اذاً ما كان إنجيل يهوذا فعلا مسيحياً.

وقد صرّح الأب دونالد سينيور Donald Senior وهو كاهن كاثوليكي، أنه يعتقد أن إنجيل يهوذا لن يكون له التأثير الكبير على اللاهوت المسيحي أو على فهمنا الصحيح للإنجيل. ومجددا يمكننا القول إنه صائب في رأيه هذا.

أمر اخر مهم في إنجيل يهوذا هو قول الرب يسوع ليهوذا الاسخريوطي المدوّن في إنجيل يوحنا:" مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ" (يو١٣׃٢٧). لكن التلاميذ الآخرون لم يفهموا ما قصده الرب يسوع. وهذا يوضح أن هذا الانجيل كتب بعد انجيل روحنا بفترة.

ان الأمر الملفت للانتباه هو وجود حادثتين على الاقل أخرتين يرتب فيهما الرب يسوع مع بعض التلاميذ ترتيبات خاصة لم يطلع الباقين عليها. أحداًهما كانت حادثة ارسال التلميذين للإتيان بالحمار الذي دخل عليه الى أورشليم (مرقس ١١) والثانية ترتيب العلية من أجل عشاء الفصح (مرقس ١٤). وربما يحق للمفسرين والمؤرخين أن يتساءلوا ما اذاً كانت الحادثة المذكورة في إنجيل يوحنا ١٣ والتي سبق وأشرنا اليها، هي الحادثة الثالثة من سلسلة أحداًث قام فيها الرب بترتيبات خاصة مع بعض التلاميذ دون علم الآخرين بها. فكما ظن التلاميذ، كان يمكن أن يكون المسيح قد أرسل يهوذا لكي يتمم أمراً ما، ربما يتعلق بتأمين سلامة يسوع تلك الليلة. فلو كان هذا صحيحاًَ، فان ظهور يهوذا برفقة الرجال المسلحين الذين اعتقلوا يسوع تلك الليلة وساقوه الى الكهنة، ينفي هذا التكهن ويؤكد لنا ان ما قام به يهوذا تلك الليلة كان خيانة الرب وليس أمراً آخر.

الامور الواردة في إنجيل يهوذا مستفيضة ومنحازة نوعا ما، غير تاريخية وتوسُّع خيالي. ويوضح انه كان يوجد نوع خاص من التفاهم بين الرب يسوع ويهوذا، وقد قام هذا الاخير بتسليم يسوع لأعدائه، لكن لا يعتبروا كل ذلك نوعا من الخيانة؛ فقد كانت هذه رغبة الرب يسوع. وهكذا وُجد إنجيل يهوذا.

 

اهميته 

رغم انه كتاب غنوسي ابكريفي يقدم افكار كثيره منها غنوسية واسطورية ولكن هذا الكتاب له اهيمة مثله مثل بقية الكتب الغنوسية والهرطوقية لانه يقدم لنا فكر تاريخي عن ما يعرفه غير المسيحيين في القرون الاولي عن الايمان المسيحي مثل 

1 يشهد عن شخصية يسوع التاريخي وانه ليس شخصية خيالية اخترعها بعض الاشخاص سموا نفسهم مسيحيين بل بالحقيقة كان هناك شخص حقيقي يفعل معجزات ويقول امور سامية وهذا يرد عن المشككين الجدد الذين وصلت بهم الجرأه انهم يشككوا في ان المسيح شخص حقيقي

2 الرب يسوع حتى لو قدمته هذه الاناجيل خطا ولم توضح بصورة جيدة لاهوته ليس مثل الاسفار القانونية ولكن وضحت انه حتى في مفهوم الهراطقة والغنوسيين هو احد الالهة وهو عقل الاب

3 يشهد علي قانونية اسفار العهد الجديد وبخاصة الاناجيل الاربعة لانه ينقل منهم نصا لان المسيحيين في القرن الاول وما بعده يعرفون الاربع اناجيل جيدا (وهذا واحد من الادلة الكثيرة التي تهدم كذب بعض المشككين في ان قانونية الاناجيل كانت بعد مجمع نيقية)

4 يشهد هو وبقية الكتابات الابكريفية عن حقيقة تلاميذ المسيح واتباعه وانهم اشخاص حقيقيين وليس اشخاص وهميين ليس لهم وجود

5 يفهم منه بعض الامور التاريخية بعد ان نستخلصها من الفكر الاسطوري ويفهم منه بعض جوانب الحياة المسيحية من مصادر خارج الكتاب المقدس 

 

ان الكتابات المعاصرة لأسفار العهد الجديد، والأخرى التي تلتها أيضاً، تقدم أحيانا مساعدات مهمة في معالجة موضوع تفسير العهد الجديد. ان إنجيل يهوذا لا يزودنا برواية حقيقية عما قام به فعلا يهوذا في فترة ما من التاريخ أو ما قد علّمه الرب يسوع فعلا لتلاميذه في فترة من الزمن، لكنها تحتوي على تقاليد مهمة للفترة الي كتبت فيها من القرن الثاني حتى ولو كانت الأحداًث مبالغ فيها ومحوّرة-وتساعد المفسّرين والمؤرخين في عملهم، بينما نحاول ان نفهم بصورة أوضح هذا التلميذ الذي يلفّه الغموض.

 

متى كتب هذا الكتاب 

علماء المخطوطات والكتابات القديمة وضحوا بدقة ان هذه المخطوطة تعود الي سنة 320 م باللغة القبطي طبعا ولكنه يعكس كتابات غنوسية تعود الي منتصف القرن الثاني وأن نصه الأول كتب فيما بين 130 و170م، أي حوالي سنة 150م، بعد موت يهوذا بأكثر من 120 سنة وبعد انتقال آخر التلاميذ بأكثر من 60 سنة، وهذا بناء على بعض التعبيرات اللفظية وأيضا بناء على تاريخ الفكر. ولكن لم تكن هذه المرحلة النهاية فهو مر بتغيرات حتى وصل الي النص المطول لان واضح من كلام القديس ارينيؤس عنه ان نصه كان أقصر من ذلك. والفكر الذي نعرفه الان نقلا عن هذه المخطوطة من القرن الرابع الميلادي ولكن هذا الامر غير مؤكد فلا توجد له إلا مخطوطة واحدة على عكس الأناجيل القانونية التي يوجد منها آلاف المخطوطات، سواء الجزئية أو الكاملة. 

و بالعودة الى المخطوطة التي أُخذ منها نص إنجيل يهوذا، نجد ان هذا الأخير ورد على الصفحات ٣٣–٥٨ من مخطوطة Codex Tchacos ، كما يوجد أيضاً ثلاثة كراريس أخرى (أو كتاباتتحتوي على: - نسخة عن رسالة بطرس الى فيليبس في الصفحات ١–٩، والتي يطابق نصها النص الموجود في الكرّاس الثاني لمخطوطة نجع الحمادي Nag Hammadi الثامنةونسخة أيضاً عن سفر يعقوب في الصفحات ١٠–٣٢ تشابه تقريبا ما ورد في الكراس الثالث من مخطوطات نجع الحمادي Nag Hammadi الخامسة تحت عنوان رؤيا يعقوب الأولى . وأما الصفحات ٥٩–٦٦ فتضم عملا من دون عنوان تظهر فيه صورة "الغريب أو المختلفAllogenes . و هذا الكراس، الذي هو عبارة عن أجزاء متعددة، لا تظهر له أية صلة مع الكراس الثالث لمخطوطة نجع الحمادي Nag Hammadi التاسعة التي تقع تحت عنوان "الغريب أو المختلفAllogenes . وأخيرا ، ظهر في الآونة الأخيرة قطعة من صفحة لهذه المخطوطة لا تمت لمجموع هذه الكراريس الأربعة بأية صلة، و يوجد عليها رقم الصفحة ١٠٨. فاذاً كانت هذه هي الحال يمكننا اذاً اعتبار ان ٤٢ صفحة من مخطوطة Codex Tchacos تعتبر صفحات ضائعة.

وفي كل الأحوال فمن المستحيل، كما يجمع العلماء، أن يكون يهوذا هو كاتبه أو أي أحد له صلة به على الإطلاق!! إنما هو نتاج فكر جماعة من جماعات الغنوسية التي انتشرت فيما بين القرن الثاني الميلادي والقرن الخامس واندثرت بعد ذلك بسبب فكرها وعقائدها وصعوبة فهمها

 

كاتبه 

من المستحيل أن يكون كاتبه هو يهوذا الإسخريوطي لانه عندما خان المسيح شنق نفسه وشهد الإباء مثل بابياس ويستينوس عن هذا بالإضافة الي انجيل متى واعمال الرسل فهو لم يكتب شيء فيهوذا كما يقول هذا الكتاب المنحول نفسه مات مكللًا بالعار وملعونًا من التلاميذ الذين كانوا يعتقدون بخيانته للمسيح وأيضا من الكتاب نفسه لذلك، حيث يقول: "ولكنك ستحزن كثيرًا، لأن آخر سيحل محلك "، وهنا تلميح لاختيار متياس الرسول عوضا عنه بعد موته (أع1 :26)، ويقول أيضًا: "ستكون أنت الثالث عشر, وستكون ملعونًا من الأجيال الأخرى "، إشارة إلى كونه الخائن الذي باع المسيح وموته، وأنه لن يعيش ليدافع عن نفسه. بل وجاء فيما نشر من مقتطفات مستقلة: "في الحقيقة فالإنسان الذي يحملني، هل هو أنت يا يهوذا؟ ستضحي. الآن الكل. ازددت وجسدك الأرضي مات واحترق نجمك ويكون قلبك"وأيضا ليس أي أحد له صلة بيهوذا وأن الإنجيل المنسوب له هو إنجيل سري ورواية سرية خاصة به وحده، ومن المفترض أنه لم يكشف عنه لأحد، فهو كتب بعد هذا الجيل ب 120 سنة، فهو شخص ينتمي الي بعض فرق الغنوسيين القاينيين كما أن ما جاء به من أفكار وخرافات لم يكن لها أي وجود في وسط التلاميذ الذين كانوا، جميعهم من خلفية يهودية لا تؤمن بهذه الأفكار الوثنية، أو في وسط آباء الكنيسة، ولم تظهر إلا بعد ظهور الفرق الغنوسية التي كتبته.

 

نص كتاب يهوذا

 

THE GOSPEL OF JUDAS

إنجيل يهوذا

Translated by

الترجمَة : 

Rodolphe Kasser, Marvin Meyer, and Gregor Wurst,

رودولف كاسر، مارفن مير، وجريجور ورست،

in collaboration with François Gaudard

بالتعاونِ مَع فرانسوا جادارد

From The Gospel of Judas

مِنْ إنجيلِ يهوذا

Edited by Rodolphe Kasser, Marvin Meyer, and Gregor Wurst

التحرير: رودولف كاسر، مارفن مير، وجريجور ورست

Published in book form complete with commentary by The National Geographic Society.

تم نشره في شكل كتاب والتعليق عليه بواسطة الجمعية الوطنية للجغرافيا (ناشيونال جيوغرافيك سوسيتي)

 

 

Copyright (c) 2006 by The National Geographic Society.

حقوق الطبع (2006) لجمعية ناشيونال جيوغرافيك

All rights reserved. No part of this translation may be reproduced or transmitted in any form or by any means, electronic or mechanical, including photocopying, without permission in writing from the National Geographic Society.

جميع الحقوق محفوظة. يمنع إعادة نشر أي جزء من هذه الترجمة أو بثها بأي شكل أو في أي قالب الكتروني أو ميكانيكي شاملاً النسخ إلا بتصريح مكتوب من جمعية الجغرافيا الوطنية (ناشيونال جيوغرافيك سوسيتي)

INTRODUCTION: INCIPIT

المقدمة:

The secret account of the revelation that Jesus spoke in conversation with Judas Iscariot

وقائع اللقاء السري للإيحاءِ الذي تَكلّمَ فيه يسوع في محادثةِ مَع يهوذا الاسخريوطي

during a week three days before he celebrated Passover.

لمدة إسبوع وذلك قبل ثلاثة أيام من الإحتفلَ بعيدِ الفصح.

 

 

THE EARTHLY MINISTRY OF JESUS

الإرسالية الدنيوية ليسوع:

When Jesus appeared on earth, he performed miracles and great wonders for the salvation of humanity

عندما ظَهرَ يسوع على الأرضِ، أدّى معجزاتَ وعجائبَ عظيمةَ لخلاص الإنسانيةِ

And since some [walked] in the way of righteousness while others walked

وحيث أن البعضِ (ساروا) في الطريقِ المستقيمِ بينما آخرين مَشوا

in their transgressions, the twelve disciples were called.

في الآثام، و التلاميذ الإثنا عشرَ دُعِوا.

He began to speak with them about the mysteries beyond the world and what would take place at the end.

بَدأَ بالكَلام مَعهم حول أسرار ما وراء العالمِ وماذا يمكن أن يحل في النهايةِ.

Often he did not appear to his disciples as himself, but he was found among them as a child.

في أغلب الأحيان هو لَمْ يَظْهرْ إلى تلاميذه كنفسه، لَكنَّه وُجِدَ بينهم كطفل.

 

 

SCENE 1: Jesus dialogues with his disciples: The prayer of thanksgiving or the eucharist

المشهد 1: حوارات يسوع مَع تلاميذه: صلاة شكر أَو القربان المقدسِ

One day he was with his disciples in Judea, and he found them gathered together and seated in pious observance.

في أحد الأيام كَانَ مَع تلاميذه في  جوديا اليهودية، ووَجدَهم مجتمعين معاً  وجالسين في تأملٍ خاشع.

When he [approached] his disciples, [34] gathered together

وعندما اقترب من تلاميذه، [34] جمعهم معاً

and seated and offering a prayer of thanksgiving over the bread, [he] laughed.

وجلسَ وفي أثناء أداء صلاة شكر على الخبزِ، ضَحِك.

The disciples said to [him], “Master, why are you laughing at [our] prayer of thanksgiving? We have done what is right.”

قالَ له التلاميذ, “ سيد، ما الذي تَسْخرُ مِنْه في صلاتنا للشكر؟ فقد فعلنا ما هو صواب. ”

He answered and said to them, “I am not laughing at you. <You> are not doing this because of your own will but because it is through this that your god [will be] praised.”

فأجابَ وقالَ لهم , “ أنا لا أَسْخرُ مِنْكم. (أنتم) لا تفعلون هذا من أنفسكم وبإرادتكم بل لأنه من خلال هذا الفعل سوف يكون ربكم ممجداً. ”

They said, “Master, you are […] the son of our god.”

قالوا , “ سيد، أنت […] إبن إلهِنا. ”

Jesus said to them, “How do you know me? Truly [I] say to you, no generation of the people that are among you will know me.”

قالَ لهم يسوع , “ كَيفَ تَعْرفوُنني؟ الحق أقول لكم، لا جيلَ من الناس الذين بينكم سَيَعْرفونَني. ”

 

 

THE DISCIPLES BECOME ANGRY

التلاميذ أصبحوا غاضبينَ

When his disciples heard this, they started getting angry and infuriated and began blaspheming against him in their hearts.

عندما سمع تلاميذه  ذلك، بَدأوا يغضبون و يغتاظون ويكُفْرون به في قلوبِهم.

When Jesus observed their lack of [understanding, he said] to them, “Why has this agitation led you to anger? Your god who is within you and […] [35] have provoked you to anger [within] your souls. [Let] any one of you who is [strong enough] among human beings bring out the perfect human and stand before my face.”

عندما لاحظَ يسوع افتقارهم للفهم قال لهم , “ لماذا قادكم ذلك الهياج للغضب ؟ سيدكَم الذي بداخلكم و […] [35] أستفزكم للغضب [داخل] أرواحكمَ. [دعوا] أي واحد منكم [من يملك القوة الكافية] من البشر فليُخْرِجْ المثالية الإنسانية وليَقِفْ أمام وجهَي

They all said, “We have the strength.”

فقالوا جميعاً, “ لدينا القوّةُ. ”

But their spirits did not dare to stand before [him], except for Judas Iscariot. He was able to stand before him, but he could not look him in the eyes, and he turned his face away.

لكن أرواحَهم لَمْ تجرؤ على الوقوف أمامه، ماعدا يهوذا الاسخريوطي. كَانَ قادراً على الوَقوْف أمامه، لَكنَّه لم يَستطعُ أَنْ ينظر في عينيه، فأدار وجهَه بعيداً.

Judas [said] to him, “I know who you are and where you have come from. You are from the immortal realm of Barbelo. And I am not worthy to utter the name of the one who has sent you.”

 [قالَ] له يهوذا , “ أَعْرفُ مَنْ أنت ومن أين جئت. أنت مِنْ العالمِ البشريِ لباربيلو. ولَستُ جديراً للتفوه باسمِ الواحد الذي أرسلَك. ”

 

 

JESUS SPEAKS TO JUDAS PRIVATELY

يَتكلّمُ يسوع مع يهوذا بشكل خاص

 

 

Knowing that Judas was reflecting upon something that was exalted, Jesus said to him,

ولمعرفة يسوع بأن يهوذا كَانَ يَعْكسُ شّيئاً كان مرفوعا، فقد قالَ له،

“Step away from the others and I shall tell you the mysteries of the kingdom. It is possible for you to reach it, but you will grieve a great deal. [36] For someone else will replace you, in order that the twelve [disciples] may again come to completion with their god.”

“  اخط بعيداً عن الآخرين وأنا سَأُخبرُك أسرار الملكوتِ. من الممكن أن تصل إليه، إلاّ أنّك ستحزّن حزناً عظيما [36] لأن شخصاً آخر سيحلّْ محلك، وذلك من أجل أن يتمكن [التلاميذ] الإثناعشرَ  من التكامل مع إلههم ثانيةً

Judas said to him, “When will you tell me these things, and [when] will the great day of light dawn for the generation?”

قال له يهوذا, “ متى سَتُخبرُني بهذه الأشياءِ، و [متى] سينبثق نور فجر اليومِ العظيمِ للجيلِ؟ ”

But when he said this, Jesus left him.

لكن عندما قالَ هذا، تَركَه يسوع.

 

 

SCENE 2: Jesus appears to the disciples again

مشهد 2: يَظْهرُ السيد المسيح إلى التلاميذ ثانيةً

The next morning, after this happened, Jesus [appeared] to his disciples again.

في الصباح التالي، بعد هذا الحَادِثِ، [ظَهِر] يسوع للتلاميذ ثانيةً.

They said to him, “Master, where did you go and what did you do when you left us?”

قالوا له , “ سيد، أين ذْهبُت وماذا فعلتَ عندما تركتنا؟ ”

Jesus said to them, “I went to another great and holy generation.”

قالَ لهم يسوع , “ ذهبتُ إلى جيلِ آخر عظيمِ ومقدّسِ. ”

His disciples said to him, “Lord, what is the great generation that is superior to us and holier than us, that is not now in these realms?”

قال له تلاميذه, “ يا سيد، ما الجيلُ العظيمُ الذي هو أرفع منا و أقدس منّا، والذي لا يوجد الآن في هذه العوالمِ؟ ”

When Jesus heard this, he laughed and said to them, “Why are you thinking in your hearts about the strong and holy generation? [37] Truly [I] say to you, no one born [of] this aeon will see that [generation], and no host of angels of the stars will rule over that generation, and no person of mortal birth can associate with it, because that generation does not come from […] which has become […]. The generation of people among [you] is from the generation of humanity […] power, which [… the] other powers […] by [which] you rule.”

عندما سَمعَ يسوع هذا، ضَحكَ وقالَ لهم , “ ما الذي تَعتقدونُه في قلوبكم عن الجيلِ العظيم والمقدّسِ؟ [37] الحق أقول لكم لا يوجد أحد ولد في هذا الزمن سَيَرى ذلك الجيل ولا مجموعة من ملائكةَ النجومِ سَتَحْكمُ على ذلك الجيل، ولا شخص من ذوي الولادةِ والفناء يُمْكِنُ أَنْ يَرتبطَ به، لأن ذلك الجيلِ لا يَجيءُ مِنْ […] الذي أَصْبَحَ […]. جيل الناسِ [بينكم] هو مِنْ جيلِ الإنسانيةِ […] قوَّة، الذي [ال … ] السلطات الأخرى […] مِن قِبل [التي] تَحْكمُون بها. ”,

When [his] disciples heard this, they each were troubled in spirit. They could not say a word.

عندما سمع تلاميذه هذا، انزعجت روح كل منهم. ولم يَستطيعوا أَنْ يَتفوهوا بكلمة

Another day Jesus came up to [them]. They said to [him], “Master, we have seen you in a [vision], for we have had great [dreams …] night […].”[He said], “Why have [you … when] <you> have gone into hiding?” [38]

في يوم آخر ظهر يسوع لهم، فقالوا له , “ سيد، لقد رَأينَاك في [رؤيا] ، فقد كان لدينا [أحلام …] عظيمةُ  ليل […]. ” [قالَ] , “ لماذا [أنتم …  عندما] <أنت> إختفيتم؟ ” [38]

 

 

THE DISCIPLES SEE THE TEMPLE AND DISCUSS IT

التلاميذ يرون المعبدَ ويُناقشُونه

They [said, “We have seen] a great [house with a large] altar [in it, and] twelve men—they are the priests, we would say—and a name; and a crowd of people is waiting at that altar, [until] the priests [… and receive] the offerings. [But] we kept waiting.”

قالوا رأينا معبداً عظيماً به مذبح كبير و اثنا عشرَ رجلاً —  نحن نَقُولُ هم الكهنةَ، —  واسم؛ وحشد من الناس يَنتظرونَ عند المذبحِ، [حتى] الكهنة […  ويَستلمُون] القرابين. [لكن] بقينا في الإنتِظار. ”

[Jesus said], “What are [the priests] like?”

[قالَ يسوع] , “ كيف هو شكل [الكهنة] ؟ ”

They [said, “Some …] two weeks; [some] sacrifice their own children, others their wives, in praise [and] humility with each other; some sleep with men; some are involved in [slaughter]; some commit a multitude of sins and deeds of lawlessness. And the men who stand [before] the altar invoke your [name], [39] and in all the deeds of their deficiency, the sacrifices are brought to completion […].”After they said this, they were quiet, for they were troubled.

[قالوا , “ البعض …] إسبوعان؛ [البعض] يَضحّونَ بأطفالِهم قرابين، وآخرون يضحون بزوجاتهم، في ثناء [و] تواضع مَع بعضهم البعض؛ البعض يضطجعون مَع الرجالِ؛ البعض منشغلون في [الذبح] ؛ البعض يَرتكبونَ آثاماً متعددة وأعمالِ فوضى. والرجال الذين يَقِفُون [أمام] المذبح يَتضرّعُون [باسمكَ] ، [39] وفي جميع أعمالِ نقصهم، تَجْلبُ الذبائح من أجل الإكمالِ […]. ” بَعْدَ أَنْ قالوا هذا، بقوا هادئين، لأنهم اضطربوا.

 

 

JESUS OFFERS AN ALLEGORICAL INTERPRETATION OF THE VISION OF THE TEMPLE

يسوع يَعْرضُ تفسيراً مجازياً لرؤيا المعبدِ

Jesus said to them, “Why are you troubled? Truly I say to you, all the priests who stand before that altar invoke my name. Again I say to you, my name has been written on this […] of the generations of the stars through the human generations. [And they] have planted trees without fruit, in my name, in a shameful manner.”

قالَ لهم يسوع , “ لماذا أنتم مضطربون؟ الحق أقول لكم، كُلّ الكهنة الذين يَقِفونَ قَبْلَ ذلك المذبحِ يذكرون اسمَي. ثانيةً أَقُولُ لكم، إن اسمي قد كتب على هذا […] من أجيالِ النجومِ خلال الأجيالِ الإنسانيةِ. [وهم] قد زرعوا  الأشجار غير المثمرة باسمِي، وبطريقةٍ مخزية. ”

Jesus said to them, “Those you have seen receiving the offerings at the altar—that is who you are. That is the god you serve, and you are those twelve men you have seen. The cattle you have seen brought for sacrifice are the many people you lead astray [40] before that altar. […]

قالَ لهم يسوع , “ أولئك الذين شاهدتموهم يستلمون القرابين في المذبحِ —  هم أنتم. ذلك الإلهُ الذي تعبدونه، وأنتم أولئك الرجالِ الإثنا عشرَ الذين رَأيتَم. الماشية التي رَأيتَموها جَلبتْ للتضحيةِ هم العديد مِنْ الناسِ الذين تقودونهم للُضلالُ [40] أمام  ذلك المذبحِ. […]

will stand and make use of my name in this way, and generations of the pious will remain loyal to him. After hi another man will stand there from [the fornicators], and another [will] stand there from the slayers of children, and another from those who sleep with men, and those who abstain, and the rest of the people of pollution and lawlessness and error, and those who say, ‘We are like angels’; they are the stars that bring everything to its conclusion. For to the human generations it has been said, 

سَيُقفُ ويَستغلُ اسمِي بهذه الطريقة، وأجيال ورعة سَتبْقى مخلصة له. بعد هذا رجل آخر سَيَقِفُ هناك مِنْ [الزناة] ، وآخر [سَيَقِف] هناك مِنْ قَتَلَةِ الأطفالِ، وآخر مِنْ أولئك الذين يَضطجعون مَع الرجالِ، وأولئك الذين يَمتنعونَ ، والبقيّة من الناسِ الملوثين والفوضويين والخطأة، وأولئك الذين يَقُولونَ، ' نحن كالملائكةِ ' ؛ هم النجومَ التي تجلبْ كُلّ شيءَ إلى خاتمتِه. قيل هذا لأجيالِ الإنسانيةِ ،

‘Look, God has received your sacrifice from the hands of a priest’—that is, a minister of error. But it is the Lord, the Lord of the universe, who commands, ‘On the last day they will be put to shame.’” [41]

أنظروا، تقبل الله تضحيتكَم مِنْ أيدي كاهن ' —  ذلك، رسول إثم. و لَكنَّه الربُ، رب الكونِ، الذي يَحكم، ' وفي اليوم الأخير هم سَيَكُونونَ مخزيين. ' ” [41]

Jesus said [to them], “Stop sac[rificing …] which you have […] over the altar, since they are over your stars and your angels and have already come to their conclusion there.

قالَ [لهم] يسوع, “ أوقفوا التضحية …] التي لْديَكَم […] على المذبحِ، لأنهم فوق نجومِكَم وملائكتِكَم وقد وصلوا إلى خاتمتهم هناك.

So let them be [ensnared] before you, and let them go [—about 15 lines missing—]

لذا دعوهم يَكُونونَ [مُتوَرَّطين] أمامكم، ودعوهم يَذْهبونَ [— حوالي 15 سطر مفقود —]

generations […]. A baker cannot feed all creation [42] under [heaven]. And […] to them […] and […] to us and […].

الأجيال […]. أي خباز لا يَستطيعُ إطعام كُلّ الخَلْق [42] تحت [سماء]. و[…] إليهم […] و[…] إلينا و[…].

Jesus said to them, “Stop struggling with me. Each of you has his own star, and every[body—about 17 lines missing—] [43] in […] who has come [… spring] for the tree […] of this aeon […] for a time […] but he has come to water God’s paradise, and the [generation] that will last, because [he] will not defile the [walk of life of] that generation, but […] for all eternity.”

قالَ لهم يسوع, “ توقفوا عن التجاذب مَعي. كُلّ منكم له نجمُه الخاصُ، وكُلّ شخص[ — حوالي 17 سطر مفقود —] [43] في […] التي جاءتْ […  ربيع] للشجرةِ […] هذا الدهرِ […] لفترة من الوقت […] لَكنَّه جاءَ لسِقيا جنةِ الله، و [الجيل] الذي سَيَدُومُ، لأن [هو] سوف لَنْ يُدنّسَ [مشوارحياةِ] ذلك الجيل، لكن […] للخلود كله. ”

 

 

JUDAS ASKS JESUS ABOUT THAT GENERATION AND HUMAN GENERATIONS

يَسْألُ يهوذا السيد المسيح حول ذلك الجيلِ والأجيالِ البشرية

Judas said to [him, “Rabb]i, what kind of fruit does this generation produce?” 

قالَ له يهوذا , ---، أَيّ أنواع الفاكهةِ يُنتجُ ذلك الجيلُ ؟ ”

Jesus said, “The souls of every human generation will die. 

 قالَ يسوع , “ أرواح كُلّ الأجيال البشرية سَتَمُوتُ.

When these people, however, have completed the time of the kingdom and the spirit leaves them, their bodies will die but their souls will be alive, and they will be taken up.”

عندما يكمل هؤلاء الناسِ وقتَ الملكوتِ وتفارقهم الروحِ، ستموت أجسادهم لكن أرواحَهم سَتَكُونُ حيّة، وسَيُبعثون. ”

Judas said, “And what will the rest of the human generations do?”

قال يهوذا  , “ وماذا ستفعل بقيّة الأجيالِ البشرية؟ ”

Jesus said, “It is impossible [44] to sow seed on [rock] and harvest its fruit. [This] is also the way […] the [defiled] generation […] and corruptible Sophia […] the hand that has created mortal people, so that their souls go up to the eternal realms above. [Truly] I say to you, […] angel […] power will be able to see that […] these to whom […] holy generations […].”

 قالَ يسوع , “ مستحيلُ [44] بَذْر البذرةِ على [صخرة] وَحْصدُ ثمرتها. [هذا] أيضاً هو الطريق […] [مُدَنَّس] جيل […] وصوفيا فاسدة […]اليد التي أوجدت أناساً هالكينُ، لكي ترتفع أرواحهم إلى عوالمِ الأبديّةِ فوق. [الحق] أقُولْ لك، […] ملاك […] قوَّة سَتَكُونُ قادرة على رُؤية ذلك […] هذا إلى من […] أجيال مقدسة […]. ”

After Jesus said this, he departed.

وبعدما قال يسوع هذا، غادر.

 

 

SCENE 3: Judas recounts a vision and Jesus responds

المشهد 3: يهوذا يُعيدُ رواية رؤيا ويسوع يَرْدّ

Judas said, “Master, as you have listened to all of them, now also listen to me. For I have seen a great vision.”

قال يهوذا  , “ سيدي، مثلما استمعتَ إليهم كلّهم، فالآن اَستمعُ لي أيضاً. من أجل أني رَأيت رؤيا عظيمة. ”

When Jesus heard this, he laughed and said to him, “You thirteenth spirit, why do you try so hard? But speak up, and I shall bear with you.”

عندما سَمعَ يسوع هذا، ضَحكَ وقالَ له , “ أنت الروح الثالثة عشرة، لماذا تحاول هكذا جاهداً ؟ لكن تكلّمُ، وأنا سَأَصْبرُ عليك. ”

Judas said to him, “In the vision I saw myself as the twelve disciples were stoning me and [45] persecuting [me severely]. And I also came to the place where […] after you. I saw [a house …], and my eyes could not [comprehend] its size. Great people were surrounding it, and that house <had> a roof of greenery, and in the middle of the house was [a crowd—two lines missing—], saying, ‘Master, take me in along with these people.’”

قالَ له يهوذا, “ رأيت نفسي في الرؤيا وكان التلاميذ الإثناعشرَ يَرْجمونَني و[45] ويضطهدونني [بشدَّة]. وجِئتُ أيضاً إلى المكانِ حيث […] بعدك. رأيت [ بيتاً …]، ولم تتمكن عيناي من [تقدير] حجمه. أناس عظماء كَانوا يُحيطُون به، وذلك البيتِ <كَانَ لهُ>  سطح مخضر، وفي منتصفِ البيتِ كَانَ [ هناك حشد — سطران مفقودان —]، قال، ' سيدي، خذني لأكون مع هؤلاء الناس. ' ”

[Jesus] answered and said, “Judas, your star has led you astray.” He continued, “No person of mortal birth is worthy to enter the house you have seen, for that place is reserved for the holy. Neither the sun nor the moon will rule there, nor the day, but the holy will abide there always, in the eternal realm with the holy angels. Look, I have explained to you the mysteries of the kingdom [46] and I have taught you about the error of the stars; and […] send it […] on the twelve aeons.”

أجابَ يسوع قائلاًَ , “ يهوذا، نجمكَ ضللك. ”و أكمل قائلاً , “ لا يوجد شخص فانٍ جديرُ بدُخُول البيتِ الذي رَأيتَه، لأن ذلك المكانِ مخصص للقدوس. لا الشمس ولا القمر سَيَحْكمُ هناك، ولا اليومُ، لكن القدوس سَيَبقى هناك دائماً، في العالمِ الأبديِ مع الملائكةِ المقدّسةِ. أنظر، لقد أوضّحتْ لك أسرار الملكوت [46] وعلّمتُك حول خطأِ النجومِ؛ و[…] يُرسلُه […] في الإثنى عشرَ دهرِ. ”

 

 

JUDAS ASKS ABOUT HIS OWN FATE

يهوذا يَسْألُ عن مصيرِه 

Judas said, “Master, could it be that my seed is under the control of the rulers?”

قال يهوذا  , “ سيدي، هَلْ يُمكنُ أَنْ تكُونَ بذرتِي  تحت سيطرةِ الحُكَّامِ؟ ”

Jesus answered and said to him, “Come, that I [—two lines missing—], but that you will grieve much when you see the kingdom and all its generation.”

 أجابَ يسوع قائلاً , “ يَجيءُ ، أنّني [— سطران مفقودان —]، لكنّك سَتحْزنُ كثيراً عندما تَرى الملكوتَ وأجياله. ”

When he heard this, Judas said to him, “What good is it that I have received it? For you have set me apart for that generation.”

عندما سَمعَ يهوذا ذلك ،  قالَ له , “ يا له من خير حصلت عليه ؟ بأن وَضعتَني بمعزل عن ذلك الجيلِ. ”

Jesus answered and said, “You will become the thirteenth, and you will be cursed by the other generations—and you will come to rule over them. In the last days they will curse your ascent [47] to the holy [generation].”

 أجابَ يسوع وقالَ , “ أنت سَتُصبحُ الثالث عشْر، و سَتَلْعنُ مِن قِبل الأجيال الأخرى — وأنت سَتَجيءُ للحُكْم فوقهم. و في الأيام الأخيرة هم سيلعنون إعتلاءكَ [47] إلى [الجيل] المقدّسِ. ”

 

 

JESUS TEACHES JUDAS ABOUT COSMOLOGY: THE SPIRIT AND THE SELF-GENERATED

يسوع يُعلّمُ يهوذا نظام الكون: الروح والتولد الذاتي

Jesus said, “[Come], that I may teach you about [secrets] no person [has] ever seen. For there exists a great and boundless realm, whose extent no generation of angels has seen, [in which] there is [a] great invisible [Spirit],

قالَ يسوع , “ [يَجيءُ]، بأنّني قَدْ أُخبرك عن [أسرار] لم يرها شخصَ من قبل. لأنه يوجد عالم عظيم وليس له حدود، ولم ير مداه أي جيل من الملائكةِ ، [وفيه]  [روح] خفية عظيمة ،

which no eye of an angel has ever seen,

no thought of the heart has ever comprehended,

and it was never called by any name.

 التي ما رأتها عينَ ملاكِ أبداً، ولا أدركها فكرَ قلبٍ أبداً، و لم تدع بأي اسم أبداً.

“And a luminous cloud appeared there. He said, ‘Let an angel come into being as my attendant.’

“ وغيمة مضيئة ظَهرتْ هناك. قالَ، ' دع ملاكاً يكون مرافقي. '

“A great angel, the enlightened divine Self-Generated, emerged from the cloud.

“ ملاك عظيم، مُطّلع متولد ذاتياً، ظَهرَ من الغيمةِ.

Because of him, four other angels came into being from another cloud, and they became attendants for the angelic Self-Generated. The Self-Generated said, [48] ‘Let […] come into being […],’ and it came into being […]. And he [created] the first luminary to reign over him.

بسببه، أربعة ملائكةِ أخرى جاءتْ إلى الوجود مِنْ غيمةِ أخرى، وأصبحوا مرافقين للملائكي المتولد ذاتياً. المتولد ذاتياً قالَ، [48] ' دع […] يَجيءُ إلى الوجود […], ' فجاءَ إلى الوجود […]. و هو [خْلُق] النوراني الأول ليسود فوقه.

He said, ‘Let angels come into being to serve [him],’ and myriads without number came into being.

قالَ، ' دع الملائكةَ تَجيءُ إلى الوجود لخِدْمَته، ' وجم غفير بدون عدد جاءَ إلى الوجود.

He said, ‘[Let] an enlightened aeon come into being,’ and he came into being. He created the second luminary [to] reign over him, together with myriads of angels without number, to offer service. That is how he created the rest of the enlightened aeons. He made them reign over them, and he created for them myriads of angels without number, to assist them.

قالَ، ' [ دع ] دهراً نورانياً يَجيءُ إلى الوجود، ' وهو جاءَ إلى الوجود. خَلقَ النوراني الثانيَ [ لكي] يَحْكمُه، سوية مَع جم غفير من الملائكةِ بدون عددِ، لتقديم الخدمةِ. تلك هي كيفية خَلقَ بقيّة الدهور النورانية. جَعلَهم يَسودون عليهم، و خَلقَ لهم جماً غفيراً من الملائكة بدون عددِ لمُسَاعَدَتهم

 

 

ADAMAS AND THE LUMINARIES

آداماس والنجوم

“Adamas was in the first luminous cloud that no angel has ever seen among all those called ‘God.’ He [49] […] that […] the image […] and after the likeness of [this] angel.

“ آداماس كَانَ في غيمةِ النجوم الأولى التي لم يرها ملاك أبداً بين كُلّ أولئك' الذين يدعون الله. ' هو [49] […] ذلك […] الصورة […] وبعد مشابهةِ [هذا] الملاك.

He made the incorruptible [generation] of Seth appear […] the twelve […] the twentyfour […]. He made seventy-two luminaries appear in the incorruptible generation, in accordance with the will of the Spirit. The seventy-two luminaries themselves made three hundred sixty luminaries appear in the incorruptible generation, in accordance with the will of the Spirit, that their number should be five for each

وهو جَعلَ [جيل] سيث الطاهر يظهرُ […] الإثنى عشرَ […] الأربع و العشرين […]. جَعلَ  إثنين وسبعين نجماً تَظْهرُ في الجيلِ الطاهر، وفقاً لإرادة الروحِ. الإثنان والسبعون نجماًًً أوجدوا بأنفسهم ثلاث مائة و ستين نجماً تظهر في الجيلِ الطاهر، بموجب إرادة الروحِ، بأنّ عددهم يَجِبُ أَنْ يَكُونَ خمسة لكُلّ منهم

“The twelve aeons of the twelve luminaries constitute their father, with six heavens for each aeon, so that there are seventy-two heavens for the seventy-two luminaries, and for each [50] [of them five] firmaments, [for a total of] three hundred sixty [firmaments …].

“ الإثنا عشرَ دهراًِ مِنْ النجومِ الإثنى عشرَ يُشكّلُون أبّاهم، بستّ سماواتِ لكُلّ دهر، لذلك هناك اثنان وسبعون سماء للنجومِ الإثنين والسبعين، ولكُلّ [50] [منهم خمسة] قباب، [بما مجموعه] ثلاثمائة و ستّون [قبة …].

They were given authority and a [great] host of angels [without number], for glory and adoration, [and after that also] virgin spirits, for glory and [adoration] of all the aeons and the heavens and their firmaments.

وقد منحوا سلطةَ و مجموعة [عظيمة] من الملائكة [بدون عددِ]، للمجدِ والمحبة ، [وبعد ذلك أيضاً] أرواح عذراء، للمجدِ و[المحبة] لكُلّ الدهور والسماوات وقبابها.

 

 

THE COSMOS, CHAOS, AND THE UNDERWORLD

الكون، فوضى قبل الكون، و عالم الأموات

“The multitude of those immortals is called the cosmos— that is, perdition—by the Father and the seventy-two luminaries who are with the Self-Generated and his seventytwo aeons. In him the first human appeared with his incorruptible powers. And the aeon that appeared with his generation, the aeon in whom are the cloud of knowledge and the angel, is called [51] El. […] aeon […] after that […] said, ‘Let twelve angels come into being [to] rule over chaos and the [underworld].’ And look, from the cloud there appeared an [angel] whose face flashed with fire and whose appearance was defiled with blood. His name was Nebro, which means ‘rebel’; others call him Yaldabaoth. Another angel, Saklas, also came from the cloud. So Nebro created six angels—as well as Saklas—to be assistants, and these produced twelve angels in the heavens, with each one receiving a portion in the heavens.

“ جملة هذه الخوالد يطلق عليها الكونَ —  وهو، الهلاك — من قبل الأبّ، والإثنان وسبعون نجماً الذين مع المتولد ذاتيِاً ودهوره الإثنان والسبعون. ظهر فيه الإنسان الأول بقواه العفيفةِ. والدهر الذي ظهر مع جيلِه، هو الدهر  الذي فيه غيمةَ المعرفةِ و الملاك يُدْعَى [51] الـ. […] دهر […] بعد ذلك […] قالَ، ' دع إثنى عشرَ ملاكَاً يوجدون [لـ] يسيطروا على الفوضى و[عالم الأموات]. ' وانظر مِنْ تلك الغيمةِ هناك ظَهرَ [ملاك] أومض وجهه بالنارِ و تدَنّسَ ظهوره  بالدمّ. كان اسمه نيبرو، ومعناه 'ثائر'؛ والآخرون يَدْعونَه يالداباوث . ملاك آخر ، ساكلاس، جاءَ أيضاً مِنْ الغيمةِ. لذا أوجد  نيبرو ستّة ملائكةِ — بالإضافة إلى ساكلاس — لِكي يَكُونَوا مُساعدين، وأولئك نتجَ عنهم إثنا عشرَ ملاكاًَ في السماواتِ، وكُلّ واحد تسلم جزءاً في السماواتِ.

 

 

THE RULERS AND ANGELS

الحكام والملائكة

“The twelve rulers spoke with the twelve angels: ‘Let each of you [52] […] and let them […] generation [—one line lost—] angels’:

“ الحُكَّام الإثنا عشرَ تَكلّموا مع الملائكةِ الإثنى عشرَ: 'دعواً كُلاً منكم [52] […] ودعوهم […]جيل [— سطر مفقود —] ملائكة ':

The first is [S]eth, who is called Christ.

الأول هو [سـ] يث، الذي يُدْعَى يسوع.

The [second] is Harmathoth, who is […].

الثاني] هو هارماثوث، الذي هو […]  

The [third] is Galila.

[الثالث]هو  غاليلا.

The fourth is Yobel.

الراُبعَ هو يوبيل.

The fifth [is] Adonaios.

الخُامسَ هو أدونايوس.

These are the five who ruled over the underworld, and first of all over chaos.

هؤلاء هم الخمسة الذين سيطروا على عالم الأموات، وقبل ذلك على الفوضى.

 

.

THE CREATION OF HUMANITY

خَلْق البشرية

“Then Saklas said to his angels, ‘Let us create a human being after the likeness and after the image.

“ ثمّ  قالَ ساكلاس لملائكتِه، ' دعونا نَخْلقُ إنساناً بعد الشبهِ وبعد الصورة.

’ They fashioned Adam and his wife Eve, who is called, in the cloud, Zoe. 

' صمّموا آدم وزوجته حواء، التي تُدْعَى، في الغيمةِ، زوي

For by this name all the generations seek the man, and each of them calls the woman by these names. Now, Sakla did not [53] com[mand …] except […] the gene[rations …] this […].

حيث بهذا الاسمِ كُلّ الأجيال يسمون الرجلَ، وكُلّ منهم يدْعوا المرأةَ بهذه الأسماء. الآن، ساكلا لَمْ [53] يأمر …] ماعدا […] الجيل [ …] هذا […].

And the [ruler] said to Adam, ‘You shall live long, with your children.’”

و[الحاكم] قالَ لآدم، ' سَتَعِيشُ طويلاً، مَع أولادك. ' ”

 

 

JUDAS ASKS ABOUT THE DESTINY OF ADAM AND HUMANITY

يهوذا يَسْألُ عن قدرِ آدم والبشرية

Judas said to Jesus, “[What] is the long duration of time that the human being will live?”

قالَ يهوذا ليسوع , “ [ ما] طول المدة التي سيعيشها الإنسانِ ؟ ”

Jesus said, “Why are you wondering about this, that Adam, with his generation, has lived his span of life in the place where he has received his kingdom, with longevity with his ruler?”

 قالَ يسوع , “ لماذا تَتعجب من هذا، كون آدم، وجيلِه، عاشَ مداه من الحياةِ في المكانِ حيث تسلمَ مملكتَه، مَع بقاء حاكمه؟ ”

Judas said to Jesus, “Does the human spirit die?”

قالَ يهوذا ليسوع , “ هَلْ تموت روح الإنسان؟ ”

Jesus said, “This is why God ordered Michael to give the spirits of people to them as a loan, so that they might offer service, but the Great One ordered Gabriel to grant spirits to the great generation with no ruler over it—that is, the spirit and the soul. Therefore, the [rest] of the souls [54] [—one line missing—].

 قالَ يسوع , “ لهذا أَمرَ الله مايكل بإعطاء الناس أرواحهم كالقرض ، كي يَقوموا بالخدمةَ، لكن العظيم أمر غابريل بمَنْح الأرواحِ إلى الجيلَ العظيمَ بدون حاكمِ فوقه — هذه هي، الروح والنفس. لذا، الباقي ] من الأرواحِ [54] [— سطر واحد مفقود —]

 

 

JESUS DISCUSSES THE DESTRUCTION OF THE WICKED WITH JUDAS AND OTHERS

. يسوع يُناقشُ دمار الأشرارِ مَع يهوذا والآخرون

“[…] light [—nearly two lines missing—] around […] let […] spirit [that is] within you dwell in this [flesh] among the generations of angels. But God caused knowledge to be [given] to Adam and those with him, so that the kings of chaos and the underworld might not lord it over them.”

“ […] ضوء [— تقريباً سطران مفقودان —] حول […] دع […] روح [التي] بداخلك تقيم في هذا [الجسد] بين أجيالِ الملائكةِ. لكن الله سبّبَ المعرفةً لِكي [تُعطى] إلى آدم وأولئك الذين مَعه، وذلك حتى لا يسود عليهم ملوك الفوضى وعالم الأموات ” 

Judas said to Jesus, “So what will those generations do?”

قالَ يهوذا ليسوع , “ فماذا ستفعل تلك الأجيالِ ؟ ”

Jesus said, “Truly I say to you, for all of them the stars bring matters to completion.

 قالَ يسوع , “ الحق أقول لك، النجومِ تجْلب الأمورَ إلى كمالها لهم جميعاً.

When Saklas completes the span of time assigned for him, their first star will appear with the generations, and they will finish what they said they would do. Then they will fornicate in my name and slay their children [55] and they will […] and [—about six and a half lines missing—] my name, and he will […] your star over the [thir]teenth aeon.” After that Jesus [laughed].

عندما يُكملُ ساكلاس مدى الوقتِ المخصّصَ لَهُ، سَيَظْهرُ نجمهم الأول  مَع الأجيال، وهم سَيَنهونَ ما قالوا بأنّهم سيَعملونَه. ثمّ هم سَيزنون باسمِي ويذبحْون أطفالَهم [55] وهم سَ[…] و[— حوالي ستّة ونِصْف سطرا مفقود —] اسمي، وهو سَ[…] نجمكَ على الدهر الثالث عشر. ” بعد ذلك [ضَحِك] يسوع.

[Judas said], “Master, [why are you laughing at us]?” [Jesus] answered [and said], “I am not laughing [at you] but at the error of the stars, because these six stars wander about with these five combatants, and they all will be destroyed along with their creatures.”

قال يهوذا ] , “ سيدي، [لماذا تَسْخرُ مِنا]؟ ” [أجاب يسوع] [قائلاًَ] , “ لا أَضْحكُ [ عليك ] لكن على خطأِ النجومِ، لأن هذه النجومِ الستّة تَطوف حول هؤلاء المقاتلين الخمسة، وهم جميعاً سَيَتحطمون سويّة مع مخلوقاتِهم. ”

 

 [

JESUS SPEAKS OF THOSE WHO ARE BAPTIZED, AND JUDAS’S BETRAYAL

يسوع يَتكلّمُ عن أولئك  المُعَمَّدين، وخيانة يهوذا

Judas said to Jesus, “Look, what will those who have been baptized in your name do?”

قالَ يهوذا ليسوع , “ انظر، ماذا يفعل  أولئك الذين عمّدُوا باسمِكَ ؟ ”

Jesus said, “Truly I say [to you], this baptism [56] […] my name [—about nine lines missing—] to me. Truly [I] say to you, Judas, [those who] offer sacrifices to Saklas […]

 قالَ يسوع, “ الحق أَقُولُ لك، هذه المعموديةِ [56] […] اسمي [— حوالي تسعة أسطر مفقودة —] لي. الحق أقول لك ، يا يهوذا، [أولئك الذين] يعرضون التضحية لساكلاس […]

God [—three lines missing—] everything that is evil.

الله [— ثلاثة أسطر مفقودة—] كل ما هو شرير.

“But you will exceed all of them. For you will sacrifice the man that clothes me.

“ لَكنَّك سَتَتجاوزُهم كلّهم. لَأنك سَتضحّي بالرجلِ الذي يَكْسوني.

Already your horn has been raised,

your wrath has been kindled,

your star has shown brightly,

and your heart has […]. [57]

نفيرك قد علا

وغضبكَ قد أُوقدَ،

ونجمك قد تلألأ ،

وقلبك َقدُ […]. [57]

“Truly […] your last […] become [—about two and a half lines missing—], grieve

“ الحق […] آخرتك […] أُصبحت [— حوالي إثنان ونِصْف سطر مفقودا —]،حُزن

[—about two lines missing—] the ruler, since he will be destroyed. And then the image of the great generation of Adam will be exalted, for prior to heaven, earth, and the angels, that generation, which is from the eternal realms, exists.

[— حوالي سطرين مفقودان —] الحاكم، لأنه سَيتم تحطيمه. وبعد ذلك فإن صورة الجيلِ العظيمِ لآدم ستمجد، قبل السماءِ، والأرض، والملائكة، فإن ذلك الجيلِ، الذي مِنْ العوالمِ الأبديّةِ، كان يَحيا.

Look, you have been told everything. Lift up your eyes and look at the cloud and the light within it and the stars surrounding it. The star that leads the way is your star.”

انظر، لقد أُخبرتَ بكُلّ شيء. إرفعْ عينيَكَ وانظرْ إلى الغيمةِ والضوءِ الذي بداخلها والنجومِ المحيطة بها. إنّ النجمَ الذي يدل على الطريق هو نجمُكَ. ”

Judas lifted up his eyes and saw the luminous cloud, and he entered it. Those standing on the ground heard a voice coming from the cloud, saying, [58] […] great generation […] … image […] [—about five lines missing—].

رَفعَ يهوذا عينيه ورَأى الغيمةَ المضيئةَ، و دَخلَها. أولئك الذين يَقِفونَ على الأرضِ سَمعوا صوتاً يَأتي مِنْ الغيمةِ، يقول، [58] […] جيل عظيم […] …  صورة […] [— حوالي خمسة أسطر مفقودة —].

 

 

CONCLUSION: JUDAS BETRAYS JESUS

الخاتمة: يهوذا يَخُونُ يسوع

[…] Their high priests murmured because [he] had gone into the guest room for his prayer. But some scribes were there watching carefully in order to arrest him during the prayer, for they were afraid of the people, since he was regarded by all as a prophet.

[…] كهنتهم الكبار تذمروا لأنـ [هُو] دَخلَ غرفةَ الضيوف للصلاة. لكن بَعْض الكتّابِ كَانوا يُراقبونَ هناك باهتمام لكي يَعتقلوه أثناء الصلاة، لأنهم كَانوا خائفين من الناسِ، حيث أنه إعتبرَ من الكل كنبي.

They approached Judas and said to him, “What are you doing here? You are Jesus’ disciple.”

إقتربوا مِنْ يهوذا وقالوا له , “ ماذا تَفعلُ هنا؟ أنت تلميذ يسوع ' ”

Judas answered them as they wished. And he received some money and handed him over to them.

يهوذا أجابَهم كما تَمنّوا. وإستلمَ بَعْض المالِ وسلّمَه إليهم.

 

 

THE GOSPEL OF JUDAS

إنجيل يهوذا

 

 

صور مخطوطات انجيل يهوذا

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_33_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_34_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_35_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_36_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_37_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_38_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_39_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_40_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_41_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_42_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_43_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_44_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_45_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_46_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_47_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_48_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_49_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_50_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_51_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_52_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_55_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_56_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_57_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_58_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_63_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_50-51_small.jpg

http://www.bibliotecapleyades.net/imagenes_mistic/Tchacos_52-49_small.jpg

 

والمجد لله دائما

 

بعض المراجع الاضافية 

الويكيبيديا 

دائرة المعارف الكاثوليكية

دائرة المعارف البريطانية

موسوعة اقوال الاباء 

ابوكريفا العهد الجديد لقدس ابونا عبد المسيح 

كتاب إنجيل يهوذا - هل يؤثر اكتشافه على المسيحية؟! - القمص عبد المسيح بسيط

قاموس الكتاب المقدس

موقع سانت تكلا 

وغيره من المراجع التي وضعتها في نص الكلام.