«  الرجوع   طباعة  »

تاريخ ومخطوطات التوراة السامرية

 

Holy_bible_1

 

بأختصار في البداية التوراة السامرية هو نص عدله السامريين لاسفار موسى الخمسة بعد رجوعهم من السبي وبعد خلافهم الشديد مع اليهود فعدل السامريين ما يناسبهم في نسختهم حسب افكارهم المرفوضة ولهذا النص السامري لمعرفة تاريخه فهو لا يعتد به كدليل على الاختلاف ولكن فقط يستخدم كدليل على اصالة الاعداد التي يتفق فيها مع النص العبري لانه يمثل نص معزول من زمن ما بعد عزرا وما ما قبل الميلاد.

السامريون

لا تُذكر هذه الكلمة فى العهد القديم إلا مرة واحدة (2مل 17: 29) وصفاً لسكان مدينة السامرة أو إقليم السامرة. وقد ظهر نوع من الانفصال بين سكان وسط فلسطين وسكان الجنوب فى زمن القضاة، ولكن زاد هذا الانفصال بروزاً عندما انقسمت المملكة، وتكونت مملكة إسرائيل فى الشمال فى عهد يربعام الأول ( يرعان بن ناباط) . 

ولكن كان هناك نوع من الاختلاط العرقي والاجتماعي والديني بين الإسرائيليين والكناعنيين. وفى 732 ق.م. غزا الأشوريين فى عهد تغلث فلاسر الثالث الجزء الشمالي الشرقي من إسرائيل، ومارسوا سياستهم المرسومة فى إجلاء السكان المحليين وإحلال أسرى من بلاد أخرى مكانهم ( 2مل 15: 29). وقد كرر هذا الأمر سرجون الثاني فى 721 ق.م. فأجلى 27.290 من سكان السامرة ( حسبما ورد فى سجلات سرجون عن انتصاره) ، وجاء بأناس آخرين من " بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم وأسكنهم فى مدن السامرة عوضاً عن بني إسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا فى مدنها" ( 2مل 17: 24). 

وبمرور الوقت حدث تزاوج بينهم والباقين فى الأرض من بنى إسرائيل، وهاجمتهم السباع " لأنهم يعرفون قضاء إله الأرض " فأمر ملك أشور بارسال أحد الكهنة ( من المنفيين) إلى بيت إيل ليعلمهم كيف يتقون الرب" ( 2مل 17: 25-28) . وكان نجاحه محدودا، لأنهم "كانوا يتقون الرب ويعبدون آلهتهم" ( 2مل 17: 29-33 ). ونعلم من سفر عزرا أن سياسة مزج السكان من بلاد مختلفة ، قد اتبعها حفيد سرجون، آسرحدون وابنه أشور بانيبال المسمى " أسنفر العظيم الشريف" ( عز4 :2و10). 

وأراد البعض من هذا النسل المختلط أن يعاونوا زربابل فى بناء الهيكل بدعوى أنهم يعبدون نفس الإله، ولكن زربابل ومن معه رفضوا هذا العرض، فبدأوا فى مقاومته، مما عطل بناء هيكل بعض الوقت ( عز4: 2-5) . وعندما بدأ نحميا فى بناء أسوار أورشليم ( حوالى 444 ق.م. ) قاومه حلف ثلاثى مكون من سنبلط الحوروني وجشم العربي وطوبيا العموني (نح 2: 10و19، 4: 1 ، 6: 1 إلخ) . 

وجاء فى إحدى البرديات التى اكتشفت فى جزيرة فيله ( أرض سينيم – إش 49: 12 بالقرب من مدينة أسوان الحالية فى صعيد مصر ) أنه فى 408 ق. م. كان سنبلط حاكما على السامرة، وكان يعاونه فى ذلك ابناه دلايا وشليمايا. ومع أن " سنبلط "  اسم بابلي معناه: " (الإله) سين قد وهب حياة" ، إلا أن الأرجح أنه كان يعبد الرب " يهوه" ، فقد أطلق على ولديه اسمين ينتهيان بالمقطع " ياه" ( مختصر " يهوه" )  وقد ينطبق ذلك على " طوبيا " أيضاً فقد سمى ابنه" يهو حنان" ، وهم اسم يبدأ بلفظ " يهو" ( من " يهوه" ) . ولكن ذلك لم يكن ليرضى نحميا. وفى محاولته تطهير الشعب " من كل ( ما هو) غريب" ( نح 13: 30) ، طلب من الشعب التخلص من كل زواج مختلط. وكان يوياداع، أحد أحفاد ألياشيب الكاهن العظيم متزوجا من ابنة سنبلط، ويبدو أنه رفض الانفصال عنها، فطرده نحميا من أورشليم ( نح 13: 28). ويروى يوسيفوس كيف أن منسى- أخا يدوع رئيس الكهنة فى زمن الإسكندر الأكبر – تزوج " نيكاسو " ابنة " سنبلط" ( آخر ) وأسس العبادة فى الهيكل على جبل جرزيم. ومن هنا بدأ العداء بين اليهود والسامريين . ولكن يوسيفوس يخلط بين هذه القصة وأحداث عهد داريوس الثالث ( 335م-331 ق.م. ) والاسكندر الاكبر ( 336 – 323 ق. م. ) الذى قضى على الإمبراطورية الفارسية. ولكن روايته تختلط بالكثير من المبالغات التاريخية غير المحتملة ، مما يجعلنا نرجع بتاريخ انفصال السامريين إلى 445 ق.م. كما يبدو من سفر نحميا. 

ومن هنا أصبح اسم " السامريين" يشير إلى هذه الجماعة الدينية، وليس إلى عموم سكان مدينة السامرة أو إقليم السامرة. وهم لا يقبلون سوى أسفار التوراة الخمسة، ويرفضون باقي أسفار العهد القديم .ومن العسير الجزم بهل يرجع ذلك إلى قرار من منسى ( الكاهن الذى أرسله ملك أشور إليهم) ، أو بحكم الظروف لأنه لم يكن معه سوى نسخة من هذه الأسفار الخمسة فقط. على أي حال، فإن السامريين واليهود جميعا، يقدسون الشريعة ، ويؤمنون بالله ، ويحترمون موسى ، ويحفظون السبت والأعياد الكبرى والختان. 

أما الهرطقة السامرية التى لا تغتفر عند اليهود، فهى اعتبارهم أن مكان العبادة الحقيقي هو جبل جرزيم وليس جبل صهيون فى أورشليم. وقد جاءت فى سفر التثنية عدة إشارات إلى " المكان الذى يختاره الرب إلهكم ليحل اسمه فيه" ( انظر مثلاً تث 12: 11) دون أن يحدد اسم ذلك المكان . وقد أمرهم موسى أنه عند دخولهم إلى أرض كنعان، أن يجعلوا " البركة على جبل جرزيم واللعنة على جبل عيبال" ( تث 27: 12و13). كما أمرهم أن يبنوا مذبحاً كبيراً للرب فى جبل جرزيم ( كما جاء فى التوراة السامرية ) ، بينما التوراة العبرية تجعله فى جبل عيبال  ( تث 27: 4)، وهو فى الحالتين فى موقع قريب من شكيم ، المركز الديني القديم بين جبل عيبال للشمال وجبل جرزيم إلى الجنوب. كما كانت لشكيم مكانة خاصة، إذ كانت أول مكان فى أرض كنعان يأتي إليه إبراهيم ويقيم فيه مذبحاً للرب. كما اشترى يعقوب  قطعة من الأرض فى شكيم وبنى هناك مذبحاً للرب ( تك 3: 18-20). وبعد دخولهم إلى أرض كنعان، أصبحت شكيم مدينة الملجأ الرئيسية فى غربي الأردن ( يش 20: 7). وفى شكيم دفن بنو إسرائيل عظام يوسف ( يش 24: 32) ، وفيها جدد يشوع العهد مع الشعب. 

ويقول السامريون عن أنفسهم إنهم نسل يوسف ( إفرايم ومنسى) الأمناء الذين رفضوا إتباع عالي الكاهن عندما نقل التابوت من شكيم إلى شيلوه. 

وعندما غزا الإسكندر الأكبر فلسطين ( 332 ق.م. ) وجد عدداً كبيراً من السامريين فى مدينة السامرة ، فنقلهم إلى شكيم، وهكذا أصبحت شكيم مدينة سامرية أكثر مما كانت قبلاً. وفى 1952 وجدت مجموعة من الجزازات من ورق البردي فى كهف يبعد نحو تسعة أميال إلى الشمال من أريحا، وهى وثائق إدارية سامرية ترجع إلى نحو 375- 335 ق.م. وقد كتبت فى مدينة السامرة ذاتها أو فى إحدى مدن السامرة. وقد أودعت ذلك الكهف عندما هرب نحو مائتى سامري من وجه الإسكندر الأكبر ، ولكنهم قتلوا هناك. 

ويعبِّر يشوع بن سيراخ ( حوالي 180 ق.م. ) عن العداء المتزايد بين اليهود والسامريين قائلا: " أمتان مقتتهما نفسى والثالثة ليست بأمة : الساكنون فى جبل السامرة ، والفلسطينيون ، والشعب الأحمق الساكن فى شكيم " ( سراخ 50 : 25 و 26 ) ولعله يشير بذلك إلى قول الرب : " أغيرهم بما ليس شعباً . بأمة غبية أغيظهم " ( تث 32 : 21 ). 

ورغم العداء بين اليهود والسامريين ، فقد كانوا يتمسكون بالتوارة ، ويعارضون حركة أنطيوكس إبيفانوس فى تحويل الشعب إلى الثقافة اليونانية ، وعليه قام هذا الملك السلوقى بتدنيس الهيكلين ( 167 ق.م. ) ، فجعل الهيكل فى أورشليم على اسم زوس الأولمبي ( زفس ) ، والهيكل فى جرزيم على اسم " زوس مؤوى الغلرباء " ( 2مك 6: 2) . وقد أتاح النزاع داخل المملكة السلوقية ، الفرصة ليوحنا هيركانس الحاكم اليهودي ، أن يدمر هيكل جرزيم فى 128 ق. م. 

لقد ‘بنى الهيكل السامرى باذن من الإسكندر الأكبر كما يقول يوسيفوس، وتوجد أطلاله فى " تل الراس" على القمة الشمالية لجبل جرزيم. وقد عملت بها حفريات فى 1966، 1968، وظهر أنها تقع تحت أساسات معبد روماني بناه الإمبراطور هادريان، وتتكون من قاعدة مذبح ضخم، مربعة الشكل طول ضلعها نحو 65 قدماً، وارتفاعها نحو 26 قدماً، وترجع – كما تدل الأواني الفخارية – إلى العصر الهيلينى. ولم ‘يبن هذا الهيكل السامرى بعد ذلك أبدا، ولكن لم يكن فى ذلك نهاية السامريين، فقد انتقلت العبادة الجمهورية إلى المجمع، وظل المذهب السامري شوكة فى جنب اليهود، فكان الأتقياء منهم يتجنبون احتمال حدوث النجاسة الطقسية من السامريين الهراطقة ، بعدم المرور من اليهودية إلى الجليل عن طريق السامرة، بل يسلكون طريق شرقي الأردن، أو يسيرون بمحازاة الضفة الغربية للأردن. ولكن يوحنا المعمدان والرب يسوع لم يظهروا مثل هذه الروح العدائية للسامريين، فعندما " جاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية.. كان يوحنا أيضا يعمد فى عين نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة" ( يو 3: 23). ويذكر التقليد أن عين نون كانت فى أعالي الأردن فى اتجاه بحر الجليل، ولكن لو كانت منطقة الأردن هى المقصودة، فلماذا يردف ذلك بالقول: "لأنه كانت هناك مياه كثيرة؟ " فالأرجح أن " ساليم " كانت تقع على بعد بضعة أميال إلى الشرق من شكيم، وتوجد حالياً بالقرب من ذلك الموقع قرية " عينون" ، والأرجح أن هذا الاسم مشتق من الأرامية بمعنى " عين صغيرة"، ومن الواضح أن المنطقة الواقعة على رأس " وادى فارعة " بها الكثير من الينابيع ، مما يرجح معه أن جزءاً من خدمة يوحنا المعمدان وتلاميذه كانت فى منطقة السامرة قريباً من شكيم . 

ولا يذكر الكتاب المقدس أين قطعت رأس يوحنا المعمدان ولا أين دفنت جثته. وبينما يذكر يوسيفوس أنه قتل في " قلعة مكاروس" شرقي البحر الميت ، فهناك تقليد قوي بأن جسد يوحنا المعمدان دفن فى مدينة " سبسته" ( فى السامرة ) على بعد أميال قليلة إلى الشمال الغربي من شكيم. 

كما كان للرب يسوع علاقة بالسامريين، ففى بكور خدمته جاء إلى مدينة فى السامرة بالقرب من بئر يعقوب ، تذكر فى المخطوطات اليونانية بأنها " سوخار " ، ولكنها تذكر فى المخطوطات السينائية السريانية بأنها " شكيم" وهى الأرجح، لأن التنقيب الأثري فى قرية
"بلاطة" الحالية إلى الشمال الغربي من بئر يعقوب، أثبت أنها هي موقع شكيم فى العصر الروماني، فكانت ملاصقة لتل شكيم الذى دمره يوحنا هيركانس فى 107 ق. م. 

وقد جاءت المرأة السامرية إلى البئر العتيق طلباً للماء، فطلب منها يسوع أن تعطيه ليشرب، ولأنها كانت تعلم أن " اليهود لا يعاملون السامريين" ( يو 4: 9) اندهشت ، ولكنها واصلت الحوار معه. وعندما واجهها الرب يسوع بأحد أسرارها، حولت الحديث إلى النواحي الدينية قائلة : " أباؤنا سجدوا فى هذا الجبل ، وأنتم تقولون إن فى أورشليم الموضع الذى ينبغى أن يُسجد فيه" ( يو4: 20)، فأكد لها الرب يسوع أن العبادة الحقيقية ليست فى هذا الجبل ولا فى أورشليم، لأنه هو المسيا قد جاء. وبعد أن عاد التلاميذ وتعجبوا من أنه يتكلم مع امرأة ، تركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة، ونتيجة لشهادتها ليسوع، سأله السامريون أن يمكث عندهم ،  " فمكث هناك يومين " ( يو 4: 40) يكرز بينهم، فآمن به كثيرون. 

كما يظهر اهتمام الرب يسوع بالسامريين فى عدة مناسبات، وبخاصة فى مثل السامري الصالح ( لو 10: 30-37)، والأبرص السامري الذى رجع وحده إليه يمجد الله لشفائه (لو 17: 52-56) . كما قال للتلاميذ إنهم سيكونون له شهوداً فى أورشليم وفى كل اليهود والسامرة وإلى أقصى الأرض ( أع 1: 8). 

وكان فى الكنيسة الأولى فى أورشليم بعض المسيحيين من اليهود اليونانيين الذين كانت لهم نظرة أكثر اتساعاً فى الكرازة  للسامريين، فقام فيلبس أحد الشمامسة السبعة الذين وقع عليهم الاختيار عندما " حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين " ( أع 6: 1-5) .. بالكرازة بالمسيح فى مدينة من السامرة ( أع 8: 5). فعندما بدأ شاول اضطهاده العنيف للكنيسة، تشتت " الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل " ( أع 8: 1). وعندما سمع الرسل بنجاح فيلبس فى السامرة، ذهب بطرس ويوحنا إليها، " ووضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس" ( أع 8: 14- 17 )، وتم ما قاله الرب يسوع للتلاميذ عند بئر يعقوب: " آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم" ( يو 4: 38). وعند رجوع بطرس ويوحنا من السامرة " بشرا قرى كثيرة للسامريين " ( أع 8: 25). 

وكان السامريون – مثل اليهود – يريدون التخلص من نير الرومان ، فهبوا فى وجه جيش فسباسيان، وكانت النتيجة – كما يقول يوسيفوس – هى قتل 11.600 منهم. وقد اضطهد الإمبراطور هارديان ( 117 – 138م) والإمبراطور كومودوس ( 180 – 193م) السامريين ،  فهلك الكثير من كتاباتهم المقدسة . وعندما غزا العرب فلسطين ، تعرض السامريون لمتاعب كثيرة. وفى 1259م استولى المغول على تلك المناطق، ولكن كان عصر الأتراك العثمانيين أشد العصور قسوة عليهم. 

ويوجد الآن عدد قليل منهم ، يعيشون فى نابلس ويافا ، فى ضواحي تل أبيب . وحسب تعداد 1960، كان عددهم 214 فى نابلس 132 فى يافا ، وما زال جبل جرزيم هو جبلهم المقدس، ويحتفلون هناك بعيد الفصح، وأقدس ايام السنة عندهم هو يوم الكفارة . كما أنهم يتمسكون بحفظ السبت ، فهم جماعة من المتدينين المتزمتين. ويقوم رئيس الكهنة بتمثيلهم أمام الحكومة . 

ورغم ضياع الكثير من الكتابات السامرية القديمة ، إلا أنه ما زال هناك الكثير من التسابيح المستخدمة فى العبادة ، تسمى بعض هذه التسابيح " الدفتر " أو كتاب الصلوات المأخوذة عن " ماركا "  Marqa ) من القرن الرابع الميلادي، والذي يعتبره السامريون أعظم علماء اللاهوت عندهم. والعقيدة السامرية القديمة تؤكد الإيمان بإله واحد هو " يهوه" ، ومشرِّع واحد هو موسى، وكتاب مقدس واحد هو " التوراة " ، وموضع مقدس واحد هو جبل جرزيم ( فهو " بيت إيل" الحقيقي أي " بيت الله" ). كما يعتقدون فى الملائكة والخلود ( ولكن ليس بالقيامة )، وبيوم النقمة والدينونة ، وبالمسيا الذى سيأتى من سبط يوسف، وسيكون قائداً نبياً يرشده الله ، وسيعيد الوحدة لإسرائيل، ويُخضع " سبع أمم" ، أى سيعيد كل الشعوب إلى الديانة السامرية . 

ورغم أن التراث اليهودي يدين السامريين لأنهم ينطقون اسم " يهوه" ( بدلاً من الاستعاضة عنه باسم " السيد" ) فى أقاسمهم، إلا أنهم لم يعتبروهم مطلقاً من عبدة الأوثان، إذ إن السامريين فى الحقيقة يتمسكون بعبادة الله الواحد ، بل ويتجنبون اضفاء البشرية على الله، ويحفظون الأعياد الرئيسية الثلاثة المذكورة فى الأصحاح الثالث والعشرين من سفر اللاويين، وهى الفصح ويوم الكفارة وعيد المظال . 

وبعد تدمير الهيكل على جبل جرزيم، ولا يحتفل السامريون بعيد الفصح فى المجمع ، ولكنهم يحجون سنوياً  كما كان يفعل أسلافهم  إلى سفوح جبل جرزيم بالقرب من أطلال المعبد القديم، وهناك يذبحون سبعة حملان للفصح ويسلخونها وينظفون أحشاءها ويأكلونها. 

 

وقصة هذه النسخة باختصار من دائرة المعارف مع اضافات من الاكاديمية الوطنية الاسرائيلية للعبوم والأداب.

الكتاب المقدس عند السامريين، المحفوظ فى مجمع نابلس ، هو نسخة من التوراة (أسفار موسى الخمسة) تعرف " بدرج أبيشا" إذ ينسبونه إلى " أبيشا " أحد أحفاد موسى،ويقولون إنه كتبه فى السنة الثالثة عشرة بعد غزو كنعان، ولكن لا أساس لهذا الزعم. وهى مكتوبة بصورة معدلة من الخط العبري القديم أو الخط الكنعاني الشبيه بالكتابة على حجر موآب ، والنقش فى سلوام، وألواح لخيش، وعلى الأخص ببعض مخطوطات قمران. وبسبب بعض الكوارث أصاب التلف الجزء الأكبر من المخطوطة، ولم يبق من المخطوطة القديمة سوى الأصحاحات الثلاثة الأخيرة من سفر العدد مع كل سفر التثنية. وأقدم النسخ الموجودة من التوراة السامرية عليها ملحوظة بمبيعها فى 1150م، ولكن الأرجح أن المخطوطة نفسها أقدم من ذلك ببضعه قرون "هي كما حدد علماء المخطوطات من القرن العاشر الميلادي وتحتوى على اجزاء قليلة من سفر الخروج فقط". وتوجد مخطوطة مكتوبة فى 1204م وهى تعتبر اقدم مخطوطة شبه مكتملة  ويتخذ منها بعض الترجمات ويمز لها بالحرف اليف العبري  ، واكمل النقص الذي فيها من مخطوطات بعدها في القرن التاسع عشر فاضيف اليها من تكوين 1: 1 الي 12: 4 و النهاية من تثنية 14: 21 الي 34: 12

بينما توجد مخطوطة أخرى ترجع إلى 1211/1212م محفوظة فى مجموعة مكتبة إيلندز فى مانشستر، برقم Sam Ms No2

وأخرى ترجع إلى 1232م فى المكتبة العامة بنيويورك. 

واحدة في كامبردج برقم Add714  وايضا اضيف اليهما تكوين 1: 1 الي 11 و تثنية 30: 12 الي 34: 12

واحدة في مكتبة الفاتيكان Or1 وينقصها الكثير

وايضا النص السامري المنقح لابي سعيد الموجودة في المكتبة الوطنية بباريس ويرجع تاريخها الي 1514 م فيما عدا تثنية 26: 15 الي 34: 12 هي اضيفت بعدها

اذا المخطوطات المتوفرة لدينا هي احدث من نص الماسوريتك العبري التقليدي 

ويبدو أن التوراة السامرية كانت معروفة عند بعض آباء الكنيسة مثل أوريجانوس ويوسابيوس القيصري وجيروم، ولكنها لم تعرف عند علماء الغرب إلا بعد أن اكتشف " بيترو ديلافال" Pietro della Vale) مخطوطة فى دمشق فى 1616م ، وقد أحدثت ضجة ضخمة بين علماء الكتاب، ونشرت نصوصها فى نسخة الكتاب المقدس متعددة اللغات التى نشرت فى باريس فى 1632م، وكذلك فى النسخة متعددة اللغات التى نشرت فى لندن فى 1657م 

والنص فى التوراة السامرية ، يمثل نصاً منقحاً للتوراة العبرية، فهو أحياناً يختلف عن العبرية أو عن السبعينية، وأحياناً يختلف عن الاثنتين. ويوجد نحو 6.000 اختلاف بين النسخة السامرية والنسخة العبرية الماسورية، وأغلبها أخطاء فى النسخ ولا تمس حقيقة جوهرية. ويتفق النص السامري فى نحو 1900 موضع منها مع الترجمة السبعينية. وواضح أن بعض الاختلافات بين السامرية والعبرية الماسورية ترجع إلى تغييرات مقصودة لتأييد بعض عقائدهم مثل تغيير عيبال إلى جرزيم ( تث 27: 4) وغيرها من فكر السامريين الخطأ. 

ولهذا في النهاية النص السامري لمعرفة تاريخه واخطاؤه ولتاخر مخطوطاته وقلتها ووجود فاصل كبير بين تاريخ النص والمخطوطات فهو لا يعتد به كدليل على الاختلاف ولكن فقط يستخدم كدليل على اصالة الاعداد التي يتفق فيها مع النص العبري لانه يمثل نص معزول.

 

والمجد لله دائما