«  الرجوع   طباعة  »

عيد ميلاد الرب يسوع المسيح

 

Holy_bible_1

 

نحتفل بذكري ميلاد رب المجد المعجزة التي هي اعلى من أي معجزة أخرى وهي أن رب الكون يتجسد في الهيئة كانسان 

هذا الاله العلى الذي خلق العالم، هو قبل ان يخلى ذاته ويخضع لقوانين العالم

الرب يسوع المسيح تجسد وجاء الي العالم من باب مغلق كما قال في حزقيال 44: 2 ولكن بعد الفداء صعد تاركا وراؤه باب مفتوح كما قال في رؤيا 3: 8 باب الخلاص لا يستطيع أحد ان يغلقه فانتهز الفرصة قبل أن ينتهي الوقت

المسيح تجسد وبدا يأتي الينا عن طريق أن يكون ولد كما قال في إشعياء 9: 6 وأيضا وضح لنا ان المجيء اليه عن طريق أن نكون أولاد كما قال في متى 18: 3

 المسيح ولد لكي يموت كما قال في يوحنا 12: 27 ولكي نحن نولد ثانية لكي نحيا كما قال في يوحنا 3: 5 

المسيح دخل العالم عندما ولد وضع جسده في مذود حجري ولما ترك العالم وضع جسده في قبر حجري 

فلوحين حجريين يشبه عندما كتب بأصبعه وصاياه العشرة على لوحين حجريين أيضا كتب بجسده علامات محبته على لوحين حجريين

المسيح ولد من مريم العذراء التي كانت بعيد جدا عن بيتها غريبة أيضا نحن كمسيحيين أصبح تدريجيا لا يوجد لنا مكان في العالم وعندما يأتي سنكون بالفعل غرباء عن العالم 

المسيح نسب الي يوسف الذي حافظ على الكلمة المتجسد أيضا نحن ننسب للمسيح لأننا نحافظ على الكلمة في قلوبنا رغم ان العالم يريد ان يثبت خطأها سواء بالعلم الزائف أو بالتقاليد الجديدة والحريات وبغيره

المسيح ولد في الليل في ظلمة واطول ظلمة لأنه كان أطول ليل في السنة والمسيح أيضا سياتي عندما نكون في أطول ظلمة وهي الظلمة الاخيرة

العلم كل تركيزه ان يزعزع ايماننا وثقتنا في كلماته ووعوده ويسرق وقتنا وتفكيرنا وتركيزنا عن المسيح والابدية فانتبهوا لهذا وتيقظوا واسهروا على الكلمة. اهتموا أن يكون المسيح أولا. الذي جاء لأجلك وتجسد لأجلك ولأجل خلاصك 

اريد أن أوضح بمثال سمعت ما يشبهه عن امر اخر مختلف ولكن فكرت فيه ووجده مناسب لحياتنا الروحية 

تخيل لو عندك كوب كبير ويوجد رمال وحصى صغير ثم صخور او كرستلات متوسطة وواحدة كبيرة 

    

 

 

لو بدأت أولا بملي الكوب بالرمال   قد يمتلئ الكوب وقد تستطيع ان تضيف القليل من الحصى على السطح فقط والباقي يسقط ولا تجد مكان للكرستالات لا المتوسطة ولا الكبيرة 

ولكن لو بدأت أولا بوضع الكرستالة الكبيرة   ثم المتوسطين   ستظن أن الكاس امتلاء ولكن لو بدأت تضع الحصى الصغير ستجده يتسلل ويدخل الكوب ويكون له مكان وتظن انه امتلاء ولكن أيضا لو بدأت تضع بعض الرمل بعد هذا أيضا ستجده يتخلل الأشياء التي في الكوب ويدخل ويكون له مكان 

لو شبهنا الكوب هو قلبك وما يملأه

الكرستالة الكبيرة   بأهم شيء في حياتنا وهي علاقتنا مع ابينا السماوي وابديتنا 

والكرستالات المتوسطة   مثل أمور حياتنا الهامة واهداف هام جانبية في حياتنا العملية والاسرية مثل هدف هام أسري وعلاقات هامة اسرية او هدف هام من الشغل والدراسة 

والحصى الصغير   مثل بعض الأمور أو المشاكل التي تستحق الاهتمام بها الي حد ما مثل موقف أسري او شغل او امتحان او غيره 

اما الرمال   فهي مثل المضايقات اليومية من اخبار أو المشاكل الاسرية اليومية ومضايقات المواصلات ومضايقات العمل او الكلية اليومية التي لو قارناها بأهداف حياتنا هي لا تستحق ان نلتفت اليها فهي مضيعة وقت في اغلب الأحوال. 

 

ما اقصد أن أقول 

لو بدأت يومك بالمشغوليات اليومية او الرمال مثل المشاكل الاسرية اليومية ومضايقات المواصلات ومضايقات العمل اليومية والاخبار المزعجة وغيرها الكثير من أمور ومشاكل ومعاناة يومية ستجد أن قلبك قد قارب الامتلاء ولو جاءت بعض الأشياء الأخرى مثل موقف أسري او غيره سنجد قلبنا امتلاء ولا يوجد مكان اخر لا لأمور مهمة واهداف في حياتك المهنة والاسرية ولا أيضا يوجد مكان لاهم كرستال وهي حياتك الروحية والاستعداد للأبدية. لن تستطيع لأن قلبك له مقدار استيعاب لا تستطيع أن تتخطاه في البداية. 

اما لو بدأت يومك بأهم هدف وهو حياتك الأبدية ستجد بعده مكان في قلبك للأهداف الأخرى الهامة في حياتنا سواء اهداف أساسية اسرية أو مهنية مثل الكرستلات المتوسطة وبعد هذا أيضا ستجد مكان للأمور أو المشاكل التي تستحق الاهتمام بها الي حد ما مثل موقف أسري او شغل او امتحان او غيره

ولكن بعد هذا لن تجد مكان كافي الا لقلة من الرمال مثل المضايقات اليومية بل لن تهتم بأغلبيها لأنها مضيعة وقت ولن ينشغل قلبك بها لأنه مستقر فيه الكرستالة او الجوهرة الأساسية 

اهتم ان تبدأ يومك بالوقوف امام ربنا في بداية اليوم ونهايته وأيضا بكثير من الوقفات والصلوات السهمية هذا يفرحك بالرب ويفرح قلب الرب بك وأيضا هذا يعدك للأبدية وأيضا يجعلك تركز على اهداف حياتك الهامة وأيضا سيحميك حتى من أن المضايقات تملأ قلبك 

فلندرب أنفسنا بداية من الليلة ليلة عيد الميلاد ومن باكر وهو ذكري ميلاد الرب الذي احبنا وجاء لأجلنا ان نبدأ يومنا بالرب بالكلام معه وقراءة كلمته ثم عرض امام الرب اهدافك الأساسية من حياتك عامة ومن هذا اليوم خاصة. أطلب منه أن ينقي قلبك ويقودك وأن يعلن لك ما يريده منك في طريقك وفي جهادك. 

ولنقدس أنفسنا فكما كان في زمن ميلاد المسيح يقول عنهم جيل فاسق وشرير متى 12: 39 ولكن أيضا كان هناك قديسين قلة زكريا الكاهن وأليصابات والدا يوحنا المعمدان وسمعان الشيخ وحنة النبيه والرعاة والمجوس ويوسف النجار وبالطبع مريم العذراء. أي فساد السائد في ذلك الزمن لم يكن عقبة تمنع وجود أولئك الأبرار فيه. كما أن فساد سدوم من قبل. لم يمنع وجود رجل بار هو لوط. وفي كل جيل فاسد يستحق طوفانًا ليغرقه. لابد من وجود إنسان بار مثل نوح ليشهد للرب فيه. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد. هؤلاء الابرار رغم فساد جيلهم استحقوا أن يروا روعة عمل الله فرأوا ملائكة واستلموا بركات بل بعضهم رأى الله نفسه. وفرحوا جدا برؤيته. 

هؤلاء لو نلاحظ كانوا مختلفين سواء في السن من متقدم جدا في الأيام الي الشباب مثل العذراء الي الصغير مثل يوحنا المعمدان. كان عملهم متنوع من الكهنوت والنجارة وعلماء مثل سمعان والمجوس وأيضا الرعي. أيضا مختلفين في الوضع الاجتماعي من متزوجين الي بتوليين وأيضا كانوا مختلفين في الحالة من اغنياء وفقراء. 

ولكن كلهم كان يجمعهم البر والاشتياق الى الرب. أيضا كلهم يجمعهم الايمان بأشياء لم ترى بعد. فأليصابات وزكريا امنوا بصدق الوعد ومريم العذراء أمنت بصدق البشارة ويوسف النجار أمن بصدق الحلم وأمن أن مريم العذراء بأنها حبلى من الروح القدس والمجوس العلماء أمنوا ببساطة قلب وعلمهم لم يمنعهم ولم يجعلهم ينكروا المعجزة بل ساعدهم على الايمان والرعاء البسطاء الفقراء امنوا وصدقوا البشارة. 

ولهذا كلهم فرحوا جدا بميلاد الرب مريم العذراء ويوسف والرعاة والمجوس وكل من انتظره ببر بل كان لهم نصيب أن ينشدوا مع الملائكة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة لوقا 2: 14 ونالوا غاية ايمانهم خلاص النفوس. 

فلنجاهد لنكون قديسين هذا الجيل حتى لو كان هذا الجيل أصبح فاسق وشرير ولنحافظ على أنفسنا مهما كانت ظروفنا مختلفة ونجاهد في طريق البر والقداسة حتى لو طرقنا أصبحت تخالف عادات وتقاليد العالم الخاطئة وحتى لو كان مجدنا وبرنا هو عار في نظرهم ولنكمل زمان غربتنا بخوف ورعدة. ونفرح مع الرب وبالفعل نحب الرب من كل قلبنا ومن كل نفسنا ومن كل فكرنا ونحب قريبنا كنفسنا متى 22: 37 ونعيش بسلام المسيح الذي أعطاه لنا ولا نخاف من تقلبات العالم لان المسيح الصادق في وعوده اعطانا سلامه. 

إنجيل يوحنا 14: 27

 

«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْسَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.

سلام المسيح يكون معكم وعيد سعيد 

 

وكل عام وأنتم بخير.