الرد على اعدائي اذبحوهم قدامي لوقا 19

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يدعي البعض أن هناك امر بذبح الأعداء والمرتدين، ويستشهدوا بلوقا 19

27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي

ويقولوا إن المسيحية بها قتل وعنف وحد الردة وغيره لا المسيح هو قائل هذا

 

الرد 

 

تم الرد على هذا العدد كثيرا ولكن لان المشككين مصرين على ادعاء انه دليل على العنف في المسيحية. وهذا دليل مهم أنهم لا يجدوا أي شيء اخر في العهد الجديد به عنف فمصرين رغم وضوح العدد ورغم كل الشروحات لهذا العدد الرائعة. فالحقيقة هذا لوحده كافي بتأكيد انه لا يوجد أي عنف في العهد الجديد بدليل انهم مضطرين الي الاستعانة بمثال في عدد تم شرحه جيدا ولكن يرفضوا هذه الشروحات ويدعوا المشككين تفسير حسب غرضهم

وفقط بعض التكرار واخذ بركة الاشتراك في الرد

وسأتكلم بمعونة الرب باختصار عن 

معني تاريخي 

سياق الكلام 

ملخص الرموز

 

المعني التاريخي 

الرب يسوع المسيح يكلم اليهود في هذا الوقت ويضرب مثل من البيئة التي هي من الفين سنة مضت كان فيها نظام الحياة مختلف تماما فكان السيد في هذا الزمان للأسف عنده عبيد ويتحكم في عبيده بدرجة قاسية وكان القانون ينظر إلى الرقيق كأنهم لا شيء، فهو ليس له أسرة، ولا شخصية، ولا يملك شيءً. والعبد وما ملكت يداه لسيده. ويتبع المولود أمه حين الوضع، فإذا كانت حرّة كان حرًّا، وإذا كانت جارية كان عبدا. وكان لمالك الرقيق الحرية المطلقة في التصرف مع عبده كما يتصرف في الحيوانات التي يملكها فإذا أخطأ العبد عاقبه سيده كيفما شاء، أو بأية وسيلة شيطانية تخطر له على بال فكان يقيده بالسلاسل ويكلفه مثلاً بحرث الأرض وهو مكبل بالحديد، أو يجلده بالسياط حتى الموت، أو يعلقه من يديه في مكان مرتفع عن الأرض بينما يربط أثقالاً برجليه حتى تتفسخ أعضاء جسمه أو يحكم عليه بمصارعة وحوش كاسرة كالأسود والنمور تم حبسها وتجويعها أيامًا طوال كى تكون أشد افتراسًا وفتكًا بالعبيد البائسين الذين قُدّر عليهم أن يلقوا حتفهم بهذا الأسلوب الذي يقشعر له بدن الشيطان

ولم تكن هناك أية عقوبة في القانون الرومانى تُطبق على السيد الذي يقتل عبده أبدًا، فالقانون الرومانى كان ينص على أن العبد هو أداة ناطقة وكانوا يعتبرون الرقيق مجرد "أشياء" وليسوا بشرًا ذوى أرواح وأنفس وكان منظرًا عاديًا لديهم أن يشاهدوا جثثًا مصلوبة على جذوع الأشجار لعبيد شاء سادتهم المجرمون شنقهم، أو تعليقهم هكذا بلا طعام ولا شراب حتى الموت، أو حرقهم أحياء، أو إجبارهم على العمل الشاق وأرجلهم مقيدة بالسلاسل عراة تحت أشعة الشمس الحارقة وهذا فيه عدم احترام للبشرية التي خلقها الله واهلاك لها ولكن الرب يسوع المسيح جاء ليدعوا للحرية وجاء ليخلص 

 إنجيل متى 18: 11

 

لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.

وهو وضح انه لم يأتي ليهلك أي احد بل ليخلص 

إنجيل لوقا 9: 56

 

لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ». فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.

بل في نفس الاصحاح الذي يستشهدوا بها يقول الرب يسوع نفسه 

إنجيل لوقا 19: 10

 

لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».

فالنظام البشري فسد بالخطية واصبح انسان يلقب بسيد يتحكم في بشر اخرين يلقبوا بعبيد له ويصل الى انه ممكن ان يذبحهم ولكن المسيح جاء ليصحح ويغير هذا المفهوم القاسي

انجيل يوحنا 13

13 أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ.
14 فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ،

 

بل المسيح وضح انه يلغي لقب العبيد في المسيحية

انجيل يوحنا 15

14 أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ.
15 لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.

 

هذا فقط خلفية تاريخية وموقف المسيح أيضا كان واضح 

الرب يسوع المسيح كان صاعداً إلى أورشليم الصعود الأخير وكان يمهد لاقتراب صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء، في حين كان تلاميذه يتوقعون ظهور ملكوتاً أرضياً يسود فيه على جميع الأمم من جبل صهيون في هذا التوقيت، وفي هذا المثل يوضح حقيقتين هما: الأولى أن الرب يسوع المسيح سيذهب ويتركهم ولن يقبل أن يكون ملكاً أرضياً، ثانيا أن اليهود سيرفضونه ويدانوا في يوم الدينونة اما تلاميذه يجب ان يتاجروا بالوزنات والمواهب التي سيعطيها لهم

الرب يسوع المسيح رفض أن يأخذ أي منصب ارضي ولهذا هو لن يقول ولن يامر بذبح احد لان هذا يعتبر مخالف للقانون اليهودي والروماني وهو لم يخالف القانون ولم يفعل خطية 

إنجيل يوحنا 8: 46

 

مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟

 

والمسيح جاء للمحبة ولن ادخل في الاعداد الكثيرة التي قالها المسيح عن المحبة يكفي 

إنجيل متى 5

43 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ.
44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،
45 لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.
46 لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
47 وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟
48 فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.

وأيضا بالنسبة للاعداء قال 

إنجيل متى 5:

38 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.
39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.

ولم يذكر الكتاب المقدس ان المسيح او التلاميذ والرسل قتلوا احد على الاطلاق بل عندما طلب ابني الرعد ان تنزل نار من السماء على السامرة بسبب رفضهم للمسيح وبخهما 

انجيل لوقا 9

54 فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالاَ: «يَا رَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا؟»
55 فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!
56 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ». فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.

وأيضا عندما استل بطرس سيفه ليدافع عن المسيح وقطع اذن العبد وبخه 

انجيل متى 26

51 وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ.
52 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!

فكيف بعد كل هذا يدعي البعض أن المسيح يامر بالذبح؟؟؟؟؟؟

 

سياق الكلام 

أنجيل لوقا 19

19 :11 واذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلا لانه كان قريبا من اورشليم وكانوا يظنون ان ملكوت الله عتيد ان يظهر في الحال 

العدد يقول إنه قال مثلا فالأمر المهم ان ما يقوله المسيح هو مثل فمن يترك مغزى المثل ويركز على حرفيته فهو تاه عن الهدف الاصلي وركز في فرعيات لن تقوده الي شيء

والمثل هو أحد أنواع الأسلوب الروائي Narrative type biography

والهدف شرح عمل الله واعطاء تدريج للفهم برموز وامثال 

مبادئ الاسلوب الروائي

1 لا يعلم عقيده ولكن يوضح نتائج موقف (قاين قتله اخيه لا يوجد فيها وصيه ولكن وصية القتل في جزء اخر لا تقتل) مجموعة خانوا ملك لا يوصي بان يقتلهم ولكن يوضح نتائج الموقف

2 يسجل الحدث ولكن لا يسجل ما كان يجب ان يحدث (قاين قتل اخيه ليس ما كان يجب ولكن ما حدث) 

3 تسجيل الحدث ليس معناه ان ننفزه 

4 توضيح ان الكل بعيدين عن الكمال (وليس اجابه للأسئلة اللاهوتية او وصية)

5 يعلم غير مباشر (امبلسيف) ولكنه لا يطبق

6 ما لم يزكر لا يجب ان نخمن فيه 

7 كل الاحداث تركز على نقطه خاصه وهو الاحتياج لبر الله 

الأمثال: يحدثنا الله بخبرة أناس في مواقف معينة كانوا ناجحين أو فاشلين ليوضح لنا امر ولكن ليس وصية للتطبيق. فهو لا يعلم عقيده ولكن يوضح نتيجة 

المشكلة هو تحويل الاسلوب الروائي لنصي لان الاسلوب الروائي لا يعلم مباشره ولكن يترك الي ضمير الانسان ان يتعلم من الحادثة بعد ان قدم له الوصية في البداية التي يستخدمها للحكم 

القصة كامله تعطي التعليم المطلوب وليس جزء منها

والمثل الذي ذكره هنا المسيح هو مثل حدث بالفعل واليهود يعرفونه جيدا

19 :12 فقال انسان شريف الجنس ذهب الى كورة بعيدة لياخذ لنفسه ملكا و يرجع 

الانسان شريف الجنس هو يشير الي سيد في بيته وملك على منطقته وعنده عبيد كثيرين 

فالقصة تدور حول ملك  

وهي حدثت مع ارخيلاوس الذي ذهب الى روما ليأخذ ملك من قيصر وهذا اخبر به يوسيفوس

Josephus, Ant., 14:14; 17:9

ارخيلاوس هذا ابن هيرودس الكبير وكان من حصته اليهودية والسامرة من 4 ق م الي 6 م وبعدها تم خلعه وتحولت اليهودية الي ولاية رومانية

والمسيح لم يأخذ ملك بل قال بوضوح في يو 18: 36 "أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ."

 

19 :13 فدعا عشرة عبيد له واعطاهم عشرة امناء وقال لهم تاجروا حتى اتي 

وبالفكر البيئي ما يتاجر به العبيد وما يربحوه هو من ملك للسيد. ولكن هذا لم يحدث مع المسيح فهو لم يعطي وزنات مادية لأي احد 

ولكن يشير بها الي المواهب الروحية.  

19 :14 واما اهل مدينته فكانوا يبغضونه فأرسلوا وراءه سفارة قائلين لا نريد ان هذا يملك علينا 

رغم انه سيد ولكن اهل مدينته الاحرار فهم يتجرؤون على ان يعترضوا على ان يحكم عليهم لأنهم احرار رغم انه لو ملك فسيكون له سلطان ان يحاكمهم. 

وهذا حدث بالفعل مع ارخيلاوس القاسي فهم أرسلوا مندوبين عن الشعب الي قيصر يشتكوا ارخيلاوس على اعماله الوحشية وقسوته ولهذا يرفضون ملكه

ولكن هذا لم يحدث مع المسيح فهو لم يذهب لاحد لكي يأخذ ملكا لنفسه بل رفض الملك الأرضي. ولكن يشير الي رفض اليهود لملك المسيح الروحي 

19 :15 ولما رجع بعدما اخذ الملك امر ان يدعى اليه اولئك العبيد الذين اعطاهم الفضة ليعرف بما تاجر كل واحد 

وكما قلت سابقا هو من حقه ان يحاسب هؤلاء لأنه اولا عبيده وثانيا هم يتاجرون بأمواله. 

والمسيح لم يحاسب أحد أي حسابات مادية ولكن هذا يشير الي يوم الدينونة عندما يحاسب المسيح كل انسان على مواهبه وكيف استخدمها وهل للخير أم للشر.   

19 :16 فجاء الاول قائلا يا سيد مناك ربح عشرة امناء 

بداية من هنا المتكلم هو الملك الشرير المذكور في المثل

19 :17 فقال له نعما ايها العبد الصالح لانك كنت امينا في القليل فليكن لك سلطان على عشر مدن 

19 :18 ثم جاء الثاني قائلا يا سيد مناك عمل خمسة امناء 

19 :19 فقال لهذا ايضا وكن انت على خمس مدن 

19 :20 ثم جاء اخر قائلا يا سيد هوذا مناك الذي كان عندي موضوعا في منديل 

19 :21 لأني كنت اخاف منك اذ انت انسان صارم تأخذ ما لم تضع وتحصد ما لم تزرع 

هذا بالطبع لم يحدث مع المسيح تاريخيا ولكنه يرمز الي موقف البعض من ربنا فالإنسان عندما تميل إرادته الشريرة لشيء شرير سيجد الأفكار التي تبرر له هذا الشيء، فهو فكر أن ما أعطاه له سيده هو فخ لا نعمة، وخاف (أو هو يبرر موقفه بهذا) من قسوة سيده، أو لماذا يتعب هو ويستفيد سيده. هو هنا اتهم سيده بالظلم ستراً لذنبه، بل اتهم سيده بأنه يطمع في أكثر ممّا له

19 :22 فقال له من فمك ادينك ايها العبد الشرير عرفت اني انسان صارم اخذ ما لم اضع و احصد ما لم ازرع 

إذا الشخصية المستخدمة في المثل الرمزي هو شخصية ملك قاسي وهو ارخيلاوس. وملك صارم عنيف في تنفيذ القوانين وليس ملك رحيم حنون على من معه وهذا بالفعل ينطبق على ارخيلاوس 

وهنا في هذه المحاكمة التي بالفكر البيئي هي محاكمة شرعية من حق الملك ان يحكم علي العبد من الاعتراف الذي خرج من فم العبد. فهنا الملك من الممكن ان يحكم علي العبد مباشره بدون ان يبدي اسباب ولكن هنا الملك يبدي الاسباب فيقول له 

لو كان سيدك ظالمًا فعلًا لكنت تخاف منه وتتاجر وتربح له حتى لو بدافع الخوف. فالعبد بالفعل حكم علي نفسه بان سيده صارم فسيتعامل معه بالصرامة التي وصفه بها. 

ولكن المسيح لم يفعل هذا ماديا فهو لا ينطبق بطريقة حرفية. ولكن هذا يشير روحيا ليوم الدينونة الروحية عندما يقدم كل واحد حساب عما فعل وكيف تاجر بمواهبه. 

19 :23 فلماذا لم تضع فضتي على مائدة الصيارفة فكنت متى جئت استوفيها مع ربا 

المسيح لم يفعل هذا بطريقة حرفية ولا حاسب احد على وزنه دفنها ولكن يتكلم بطريقة رمزية وعقاب الذين احتفظوا بمواهبهم دون أن يستخدموها، من خلال العبد الذي احتفظ بوزناته دون أن يتاجر بها

19 :24 ثم قال للحاضرين خذوا منه المنا واعطوه للذي عنده العشرة الامناء 

19 :25 فقالوا له يا سيد عنده عشرة امناء 

19 :26 لأني اقول لكم ان كل من له يعطى ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه 

اذا هذا عن يوم العقاب أي يوم الدينونة 

19 :27 اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فاتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي 

أولا كما عرفنا قائل هذا الكلام هو الملك الشرير في المثل وليس المسيح. والمسيح يذكره كمثل. وهذا حدث تاريخيا فارخيلاوس فعلا عندما اخذ الملك وعاد انتقم من كل الذين اعترضوا على ملكه والذين اشتكوه لقيصر بانه جمعهم وذبحهم قدامه. فارخيلاوس هذا قتل وذبح بشكل وحشي عندما اخذ الملك 3000 رجل يهودي من ذوي النفوذ من الذين اعترضوا على ملكه. 

وهذا لم يحدث مع المسيح ولم يوصي لا بقتل أحد ولا غيره 

والمسيح هذا يتكلم بهذا المثال المبني على قصة تاريخية حدثت بالفعل وهو يرمز به عن رمز لليهود انهم سيرفضوه ان يملك عليهم كملك سماوي روحي وسيعاقبهم روحيا في يوم الدينونة بالعذاب الابدي. فالمسيح لا يوصي أي أحد بذبح أحد ولكن يذكر مثل عن قصة تاريخية حدثت بالفعل وذبح فيها البعض ليبني عليها المعنى الروحي الذي يريده عن يوم الدينونة الذي سيقف فيه الناس امام الديان ويقدموا حساب عما فعلوا. والذين رفضوا المسيح ان يملك عليهم روحيا سيعاقبون بالدينونة الأبدية. 

تأكيد انه عن يوم الدينونة سنجده من كلام الرب يسوع نفسه وهذا في القصة الموازية في انجيل متى البشير 

انجيل متى 25
13 فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
14 «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ،
ويذكر نفس قصة تجارة العبيد بالوزنات وأيضا قصة العبد الذي اخفى الوزنة 

30 وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.

ثم يشرح المسيح نفسه مؤكد ان هذا قاله كمثال عن ملكوت السماوات فيقول 
31 «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.
32 وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ،
33 فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.

 

فهو يشرح للمؤمنين كيف يسلكوا كمسيحيين وكيف يعملوا بمواهبهم الروحية ومكافئتهم كل واحد بحسب عمله، يوم أن يجلس الملك على كرسي الدينونة ليدين الأبرار والأشرار من خلال مثال الذين تاجروا بالوزنات. 

ومع ملاحظة أن هذا العدد هو يحمل شق نبوي فبالفعل اليهود الذين رفضوا المسيح لم يسمعوا نبوات المسيح عن خراب اورشليم فعندما خربت اورشليم سنة 70 م لم يهربوا وبالفعل ذبحهم تيطس الروماني 

البعض سيتسائل بعد ان عرفنا انه مثل مبني على قصة تاريخية فلماذا ذكر المسيح مثل مبني على قصة تاريخية عنيفة؟

الإجابة في نفس الاصحاح في اول عدد بدأت به 

انجيل لوقا 19

19 :11 و اذ كانوا يسمعون هذا عاد فقال مثلا لانه كان قريبا من اورشليم و كانوا يظنون ان ملكوت الله عتيد ان يظهر في الحال

فالمسيح يوضح أن ملكوت الله ليس عتيد ان يظهر في الحال بل سيأخذ زمن طويل بعد رفض اليهود له ثم يتاجر المسيحيين زمان طويل بوزناتهم الروحية ثم يأتي وقت الدينونة والكل يقف امام كرسي المسيح في يوم الدينونة 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 10

 

لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.

هم ظنوا أنه متوجه لأورشليم ليبدأ الملكوت حالاً، ولكنه يشير إلى أنه ذاهب إلى كورة بعيدة (السماء). وبعد مدة سيأتي ليحكم ويدين. وبالتالي فالملكوت ليس وشيكاً.

ولكن بعد زمن طويل عندما يأتي في مجيؤه الثاني يبدا الدينونة ويحاسب الكل روحيا على ما فعلوا. 

إنجيل يوحنا 3: 18

 

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ.


إنجيل يوحنا 3: 36

 

الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».

فالمسيح بالفعل سيدين اعداؤه والذين رفضوه في يوم الدينونة وسيطرحهم في بحيرة النار والكبريت ويمكث عليهم غضب الله لشرورهم

 

وفي النهاية ملخص للرموز 

انسان شريف الجنس = هو إشارة لطبيعة المسيح اللاهوتية 

كورة بعيدة = هو إشارة بعد صعود المسيح وجلوسه عن يمين الاب

يأخذ لنفسه ملكا = هو إشارة لتاسيس ملكوت السماوات

يرجع وأيضا حتى اتي = هو إشارة ليوم المجيء الثاني الذي يرجع فيه المسيح للدينونة

عبيده = هو إشارة للمؤمنين بالرب يسوع 

وزنات = هو إشارة للمواهب الروحية

تاجروا = هو إشارة لاستخدام المواهب الروحية في صنع الخير 

ربح عشر أمناء = هو إشارة تنفيذ وصايا المسيح 

ربح خمس أمناء = هو إشارة الي ربح النفوس وتحريرها 

اهل مدينته فكانوا يبغضوه وأيضا اعدائي = كل من يرفض المسيح كملك سماوي

فرح سيدك = العرس السماوي في ملكوت السماوات 

منك في المنديل = هو إخفاء للمواهب مثل الذي يخاف على ماله او صحته فلا يخدم

اذبحوهم = هو إشارة للدينونة في النار الأبدية 

 

ولهذا كل المسيحيين من اول الإباء فهموا ان هذا مثال عن ملكوت السماوات وعندي كم ضخم من المفسرين قالوا هذا ولكن لا اريد ان أطيل ولهذا اضع فقط مثالين من اقوال الإباء 

Methodius Oration on the Psalms 

http://ccel.org/fathers2/ANF-06/anf06-126.htm

 

-Let no one amongst us be found to receive Him with a sad countenance, lest he be condemned with those wicked citizens-the citizens, I mean, who refused to receive the Lord as King over them.[6]

الأب ميثوديوس

ليته لا يهمل أحد في مقابلة الملك لئلا يُطرد من حجال العريس. ليته لا يوجد بيننا من يستقبله بكآبة، لئلا يُدان كمواطنٍ شرير يرفض استقباله كملكٍ عليه. لنأتِ إليه معًا ببهجة، ولنستقبله بفرح، ونتمسك بوليمتنا بكل أمانة.

Origen Commentary on Matthew Book XIV 

http://ccel.org/fathers2/ANF-10/anf10-50.htm#P8651_1909867

 

and to the same persons also might rather be said the things in the parable of the Ten Pounds thatthe Son of the good God said, "Howbeit these mine enemies which would not that I should reign overthem,"[106]

العلامة اوريجانوس 

ولنفس الأشخاص (ويتكلم عن الدينونة الأبدية) أيضا قد يقول لهم بمثل لعشر أمناء الذي قاله الرب الصالح اما اعدائي أولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم.

 

والمجد لله دائما