«  الرجوع   طباعة  »

الرد على كيف يصف الكتاب المقدس كلام زانية للأغواء. الامثال 7

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

لإحياء في الكتاب المقدس: 

الامثال 7/15 فلذلك خرجت للقائك، لأطلب وجهك حتى أجدك 
16 بالديباج فرشت سريري، بموشى كتان من مصر 

17 عطرت فراشي بمر وعود وقرفة 

18 هلم نرتو ودا إلى الصباح. نتلذذ بالحب 

19 
لأن الرجل ليس في البيت. ذهب في طريق بعيدة 
20 أخذ صرة الفضة بيده. يوم الهلال يأتي إلى بيته 
21 أغوته بكثرة فنونها، بملث شفتيها طوحته

كيف يصف الكتاب كلام مثل هذا بدون حياء

 

الرد 

 

أولا لا يستخدم الكتاب أشياء غير لائقة الا لمن فكره غير طاهر. وهذا الاصحاح من سفر الامثال يحذر من الزنى لان نهايته هلاك وهذا ما لم يعرضه المشكك فالإصحاح به توبيخ ولكن لا توجد به كلمات فاحشه كما يدعي المشككين ولكن كلمات توبيخيه وتحذيرية. 

سبب استخدام هذا الاسلوب هو ان الله في الكتاب المقدس يستخدم أسلوب البشر في التعامل والكلام ليوضح خطورة خطايا البشر، 

وأتساءل نقطه مهمة وهي

 يقبل كلنا تشبيه البعد عن ربنا بالزني الجسدي وهذا من سفر الخروج وما بعده متكرر وبكثره هذا التشبيه فلماذا يرفض البعض ان الكتاب يحذر بشدة من الزنى الجسدي الحقيقي؟

 

هذا الاصحاح يتكلم الوحي على فم سليمان تحذيرا من خطية الزني فبعد أن تحدث في الأصحاح السابق عن السبع خطايا التي يبغضها الرب، ثم عاد ليتحدث عن خطية الزنا. وفي هذا الأصحاح يكمل حديثه عن هذه الخطية التي تنصب شباكها لتصطاد الشاب، تصوب سهمًا نحو كبده، وتخفي له فخًا لكي تصطاده لكي تهلكه. ويكشف في هذا الاصحاح بعض خطط وطرق الزانية وسلوكها مقدِمًا كشف لخداعها، حتى يمكن للشاب الذي بدون خبرة أن يعرف الصورة الحقيقية لخداعها وينتهبه أن يفلت من شباكهافإن اختار بمحض إرادته أن يتبعها ويستجيب لخداعها، يتحمل المسئولية كاملة أمام الله وأمام نفسه. لان سليمان وضح له كيف ستخدعه والنتيجة أيضا.

بل ختم الامر بان من يعتمد على قوته ضد الخطية سيسقط لان كل قتلاها أقوياء 

سفر الامثال 7

حفظ الحكمة لتحفظه من خطية الزنى المهلكة والزانية

7 :5 لتحفظك من المراة الاجنبية من الغريبة الملقة بكلامها 

هنا يوضح سليمان ان الزانية مهما أظهرت من تملق وتقارب هي امراة اجنبية وغريبة فلا يجب ان ينخدع بها أحد فمحبتها غير حقيقية وهي ستظل غريبة

7 :6 لأني من كوة بيتي من وراء شباكي تطلعت 

المتكلم سليمان وكأنه يشرح شيء راه لكي يوضح المنظر المأسوي للزانية 

مع ملاحظة ان هذا الوصف يبدأ ينبهنا انه رغم كلامه عن خطورة خطية الزنى الجسدي ولكن أيضا فيه إشارة الى الزنى الروحي لان المنظر يذكرنا بما جاء منحوتًا على قطعٍ من العاج في مناطق كثيرة بفينيقية، ألا وهو الإلهة عشتاروت تتطلع من الشباك. وقد ارتبطت عبادتها بالزنا، حيث كرست كاهنات أنفسهن لهذا العمل في المعابد الوثنية. فهو ليس فقط عن الزنى الجسدي ولكن أيضا عن الزنى وراء الإلهة التي تتطلع لتجد لذتها في فساد حياة الناس وهلاكهم الأبدي.

7 :7 فرايت بين الجهال لاحظت بين البنين غلاما عديم الفهم 

الزانية تسطات عديمي الفهم لان الحكيم يعرف ان اخرة هذه الخطية هو هلاك. 

يصفه بانه 

بين الجهال أي يحب صحبته مع الأشرار الجهلاء الذين يقنعوه ان هذا شطارة ولكن من يظن هذا هو جاهل.

غلام أي في سن الشهوة المتقدة، والشهوة هي طاقة حب لو استغلها الشباب في هذه السن لصاروا قديسين.

عديم الفهم لأنه لم يقراء وصايا الرب كما قال هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو6:4) فمن لا يعرف كيف يتعامل مع شهوته، فهو في خطر أن ينجذب للشر، ومن لا يعرف نتائج خطية الزنا وأنها خراب مؤكد، هو معرض أن ينخدع من شهوته. (يع14:1)

7 :8 عابرا في الشارع عند زاويتها وصاعدا في طريق بيتها 

هو عابر فهو ليس له هدف جاد في حياته، إنما يعبر في الطريق متجولًا في خمول، لا ينشغل بأمرٍ ما هام في حياته. لعل هذه السمة من أخطر السمات أن يكون الإنسان فارغ الفكر والقلب، وبلا عمل كمن يتسكع في الطرق بلا هدف. فهو ذهب للخطية بإرادته 

7 :9 في العشاء في مساء اليوم في حدقة الليل والظلام 

أي انه يفضل الظلام لأنه اختار أن يسلك في الظلمة وليس النور ولا يتمتع بأشعة شمس البرّ. ولهذا يسقط في قبضة رئيس الظلمة 

7 :10 و اذا بامراة استقبلته في زي زانية و خبيثة القلب 

هنا يصف سليمان وصف الزانية وكان في هذا الزمان الزانية تتغطى ببرقع وتلتف (منقبة) كما وصف 

سفر التكوين 38

14 فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً.
15 فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا.

فهي انتظرته في زي زانية وليس زوجة 

خبيثة القلب يقصد انها تفعل ذلك بشر وليس لحظة ضعف  

7 :11 صخابة هي و جامحة في بيتها لا تستقر قدماها 

صخابة= تصيح وتغني كأنها فرحة. جامحة= لا يمكن ضبطها كثورٍ جامح، بسبب الشر الذي في قلبها (هو16:4).

إذ تجد لذتها في الشوارع والميادين العامة لا في بيتها، إنها لا تلازم بيتها، بل تجري في الشوارع لتنصب شباكها وتصطاد البسطاء والجهال

فيقول 

7 :12 تارة في الخارج واخرى في الشوارع وعند كل زاوية تكمن 

كانت الزانيات تلتف وتتغطى ببرقع وتجلس في الزوايا منتظرة من يطلبها 

الخطية سهلة المنال جدًا، تُلقي بنفسها على كل إنسانٍ لكي تجتذبه. يصور الحكيم الزانية بأن لها منزل house وليس بيتًا home، لها مبنى لكن ليس لها أسرة تتمتع بدفئها، كما لا تشع عليها بحبها ورعايتها عليها. قد يكون لها زوج وأولاد، لكن ليس لهم موضع في قلبها، ولا في أفكارها. تجد لذتها في الخروج من منزلها لتنصب شباكها فتصطاد البسطاء.

7 :13 فأمسكته وقبلته اوقحت وجهها وقالت له 

التقبيل هو علامة محبة وهي هنا تدعى محبة زائفة وليست حقيقية. خطية وليس محبة. 

أوقحت وجهها= كان كلامها بوقاحة وقلة حياء.

7 :14 علي ذبائح السلامة اليوم اوفيت نذوري 

هنا امر خطيرة جدا فنلاحظ ان الخطية اتبعت كل الأساليب الممكنة لها حتى ادعاء التدين فهنا الزانية تدَّعي أنها متدينة تُقدم ذبائح سلامة، وهي ذبائح اختيارية (لا 7)، وتدعوه ليشترك معها في وجبة طعام دينية. بهذا يظن أنه لم يُخطئ فقد وجد من هي متدينة، وتُقدم له حبًا مع الطعام. تقتنصه بالخداع، وتسحبه خلال بطنه.

بل تدعى انها اوفيت نذورها فهي متدينة بالفعل. أي بتقديمها ذبيحة السلامة أوفت نذرًا كان عليها أن توفيه!! هل هناك شر ووقاحة أكثر من استعمال الدين في خداع البسطاء، فهي تستغل الدين لتدعوه ليأكل معها

7 :15 فلذلك خرجت للقائك لأطلب وجهك حتى اجدك 

لتدعوه ليأكل معها ذبيحة السلامة. أي ان ما تريده هو الشركة في ذبيحة السلامة وأيضا فيه اغواء بالأكل فهي تربط بين شهوة الزنا وشهوة الاكل والعبادة، الأمر الذي عُرف بين الفينيقيين في عبادتهم للإلهة عشتاروت، وقد حذرت الشريعة من ذلك.

تدعي أنها خرجت تطلب وجهه، ولم تكف عن البحث حتى وجدته! إنها كلمات خداع فهي لا تطلب شخصًا بعينه إنما تطلب ما لنفسها، لإشباع عواطفها أو غرائزها، وفي غباوة يظن من سقط ضحية بين يدها أنه الشخص المهم جدًا المنشود منها. إنها تشوش مفاهيمه فلا يميز بين الحب والشهوة.

7 :16 بالديباج فرشت سريري بموشى كتان من مصر 

وبعد هذا تكمل في خداعها له بانها توعده بفراش ناعم ومفارش غالية الثمن وأيضا مفارش مخططة غالية مصنوعة من الكتان الذي تشتهر به مصر.

7 :17 عطرت فراشي بمر وعود وقرفة 

تعده بعطور وروائح جيدة. فهي تخدعه بكل الحواس مثلما يفعل الشيطان 

7 :18 هلم نرتو ودا الى الصباح نتلذذ بالحب 

ثم تقول لفظيا هلم نرتو ودا نتلذذ بالحب. وفعلا فيه استمرار محاولات لإيقاعه ولكن من ناحية الألفاظ: ما هو المعيب في هذا ليرفض المشكك مثل هذه الألفاظ؟  

لا يوجد أي الفاظ مشينة لا كلمة نرتو نتلذذ ولا ودا ولا بالحب فاين هي الالفاظ المسيئة؟ 

ثم لتطمئنه ألا يخاف أن ينكشف تقول له

7 :19 لان الرجل ليس في البيت ذهب في طريق بعيدة 

تقول له لا يخاف لان الرجل غير موجود ولو كان مقصود بها زوجها هذا فيه عدم احترام فهي لا تقول زوجها. فهي قد تكون الزوجة او الاخت او الابنة المهم أن رجل البيت غير موجود. 

وهذا يغطي كل السيناريوهات التي قد تجذب شاب ليقع في خطية شريرة مثل هذه فكل هؤلاء سماع كلامهم خطية طالما ليست زوجته. 

وتاكد له انه لن يأتي قريبا فتقول 

7 :20 اخذ صرة الفضة بيده يوم الهلال ياتي الى بيته 

أي سيعود اخر الشهر. 

ولا تتركه يفكر بل تكمل بكلام كاذب معسول 

7 :21 اغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوحته 

كل ما فعلته سابقا وقالته هو اغواء بفنون الكذب وبوعود طعام وعطور وفراش 

ملث شفتيها= الكلام المعسول الناعم، المداهنة والكذب. طوحت به= جعلته يستسلم ويسقط أخيرًا

وهنا اكرر تساؤلي اين هي الالفاظ المسيئة التي يتسائل عنها المشكك؟ 

اين هو الكلام الذي بدون حياء؟ 

أطالب المشككين ان يخرجوا لفظ واحد غير لائق لا يمكن ان نتفوه به في المجتمع.

رغم ان المشكك خلفيته اسلامية ولكن لن انحدر للألفاظ القرآنية فهنا نتحدث عن الكتاب المقدس بألفاظه الراقية 

ولكن المشكك أخفى الجزء المهم جدا وهو الجزء الذي يوضح جزاء من ينجذب في الشهوة وينخدع ويسقط في الزنا. فيقول له سليمان هذه ستكون حالته ونهايته 

7 :22 ذهب وراءها لوقته كثور يذهب الى الذبح او كالغبي الى قيد القصاص 

7 :23 حتى يشق سهم كبده كطير يسرع الى الفخ ولا يدري انه لنفسه 

7 :24 والان ايها الابناء اسمعوا لي واصغوا لكلمات فمي 

7 :25 لا يمل قلبك الى طرقها ولا تشرد في مسالكها 

7 :26 لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها اقوياء 

7 :27 طرق الهاوية بيتها هابطة الى خدور الموت 

فسليمان بطريقة رائعة وضح خطورة الشهوة ونهايتها التي لا يدركها الانسان اثناء انجذابه في شهوة خطية ما. 

وأكرر اين هي الالفاظ التي بدون حياء هنا؟

أيضا الكلام يحمل معنى خطية عبادة الهة أخرى وبخاصة عشتاروث الذي كان منتشر في أيام سليمان 

وأيضا إن كان هذا الأصحاح بجانب أنه يمكن تفسيره حرفيًا بخصوص سقوط الشباب في خطية الزنا، فإنه يمكن أن ينطبق أيضًا على كثير من الخطايا التي تتقدم بشهوات لتخطف النفس من عريسها السماوي، وتفقد اتحادها مع الله. إن كان سليمان الحكيم يكشف هنا عن شِباك المرأة الزانية لاصطياد الجهال فهو يتكلم عن الخطية، فإن جميع الخطايا تنصب شباكها المتنوعة بصورة أو أخرى مثل خطية السرقة تفعل هذا وتخدع الشخص انه سيستمتع بالأشياء المسروقة متع مادية وحسية وأيضا لن يراه أحد لان الرجل غائب، أيضا خطية تكبر في فرض فكر هرطقة خاصة المعلمين المخادعين الذين يستخدمون كل وسيلة جذَّابة لإفساد إيمان البسطاء.

لا تسمح لشهوة أي نوع من الخطايا أن تثور، لأن موتها أبدي. أما بالنسبة لكلماتها وحوارها المعسول في الفكر، وجراحاتها، فإنها بخطاياها تقتل الذين يخضعون لها. لشرها أشكال كثيرة تقود إلى الانحدار إلى الجحيم. أما حجرات الموت فتعني إما الموت أو مخازنه. فكيف يمكن الهروب منه؟

 

والمجد لله دائما