«  الرجوع   طباعة  »

ان كان الله قادر على كل شيء فلماذا اختار الصلب المهين كوسيلة أي لماذا الصليب

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

من المعروف لدى المؤمنين أن الله على كل شيء قدير. ولا يشك في هذا إلا جاهل أو كافر، أو ضال لا يعرف لله قدرًا. ونصوص العهدين القديم والجديد يؤكدان ذلك

فلماذا لم يغفر لآدم وحواء ذنبيهما إلا بهذه الطريقة المهينة، التي نزل فيها إلى الأرض متجسدًا في صورة رجل، ويموت ملعونًا معلقًا على خشبة؟

الرد

 

في البداية ارجو الرجوع لملف 

كيف يصف بولس الرسول المسيح بانه خطية وملعون وكيف يعبده بعد هذا الوصف   

2كو 5: 21 و غلاطية 3: 13

وأكرر بعض النقاط واضيف أشياء أخرى بسيطة على قدر ضعفي 

ولكن اهم شيء اريد ان ابدأ به هو اظهار المحبة 

الصليب يتعلق بالمحبة وباظهار محبة الله للإنسان ولماذا خلق الانسان

فالقصة باختصار شديد الله يحب الانسان جدا وخلق الله الانسان لأجل هذه المحبة 

سفر إرميا 31: 3

 

تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.

مثل اب يحب الأبناء فلهذا ينجبهم. هو ليس عليهم شيء 

فالله لذته في الانسان

سفر الامثال 8
31 فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.

فالله كاب حنون محب أنجب لأجل محبته للأبناء رغم انه لا يريد منهم شيء الا ان يعطيهم محبته 

بل هو خلق الانسان ليدلله مثل اب لابنه 

سفر إشعياء 66: 12

 

لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُدِيرُ عَلَيْهَا سَلاَمًا كَنَهْرٍ، وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْل جَارِفٍ، فَتَرْضَعُونَ، وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ.

والله احبنا كمجبة العريس للعروس 

سفر إشعياء 62: 5

 

لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ.

 

سفر هوشع 2

19 وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ.
20 أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 9

 

ثُمَّ جَاءَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ الْمَمْلُوَّةِ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ».

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 2

 

فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ.

 

ولكن ربنا لا يجبر احد فرغم ان لذته مع بني ادم كمحبة الاب للابناء والعريس للعروس الا انه لا يجبرهم كابناء ان يحبوه كاب ضد ارادتهم ولكن يعطيهم ان يختاروه ويقبلوا ان يبادلوه المحبة

سفر الامثال 8

31 فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.
32 «فَالآنَ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْمَعُوا لِي. فَطُوبَى لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ طُرُقِي.
33 اسْمَعُوا التَّعْلِيمَ وَكُونُوا حُكَمَاءَ وَلاَ تَرْفُضُوهُ.
34 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي سَاهِرًا كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ مَصَارِيعِي، حَافِظًا قَوَائِمَ أَبْوَابِي.
35 لأَنَّهُ مَنْ يَجِدُنِي يَجِدُ الْحَيَاةَ، وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ،
36 وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ».

فالذي يكره ابوه رغم محبة ابيه له هو مثل من يكره الحياة ويحب الموت أكثر والله كاب لا يجبره وأيضا كعريس لا يجبر عروسه

بل الله خلق الملائكة هم خدام للبشر

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 7

 

وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ».

ويوكلهم ان يخدموا أبناؤه البشر.

والله خلق الانسان لكي يعيش معه في نعيم الي الابد 

سفر المزامير 37: 27

 

حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ.

 

إنجيل يوحنا 3: 16

 

لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

 

ولكن اعود مرة ثانية لنقطة الاختيار 

ربنا لا يريد ان يجبرنا على ان نحبه مثل اب لا يريد ان يجبر أولاده على محبته بل هو يريد ان نحبه بحريتنا وبإرادتنا ونختاره بحرية فالله المحب الذي يريد الانسان ان يختاره عن اقتناع وليس عن اجبار وتسيير وقسر. فالحرية اعطاها الله لنا لنختار ان نبادله المحبة فهو بحريته احبنا ويريد ان نحبه بحريتنا. كما قال  

 إنجيل مرقس 12: 30

 وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى

لان الحرية من طبيعة الله 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 17

وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

والحرية التي أعطاها لنا هدفها أن نعرف الله ونختاره بحريتنا

لأوضح هذا اضرب مثال 

ملك شاب به كل الصفات التي تتمناها أي شابة من اخلاق وجمال ومكانة وثقافة ومحبة وغيره الكثير جدا وهذا الملك أحب فتاه جدا رغم فقرها، وهو يعرف انه سيسعدها جدا وسيعطيها نوعية من الحياة لن تحصل عليها في أي مكان اخر، ولكن لكي يرتبط بها ويتزوجها لا بد أن يترك له الحق ان تقبل او ترفض. فتحيلوا لو انه اخذها زوجة دون موافقتها مع اعتبار انه يحبها بالفعل وسيوفر لها حياة سعيدة ولكن هذا يعتبر اجبار بل واغتصاب. فهو لا بد ان يطلب منها ان تختاره لو كانت تريد. ولو وافقت باختيارها سيوفر لها أجمل مجان يستطيع قصر جميل به كل وسائل الراحة. ولو رفضت رغم انه يعرف انها لن تعيش سعيدة مثلما يتمنى له وسيحزن لها ولكن يتركها كاختيارها حتى لو عاشت فقيرة تعيسة ولكن هذا اختيارها ويجب عليه ان يحترمه. وهي عليها أيضا ان تتحمل نتيجة اختيارها بحرية. ولكن عليه كعريس ان يظهر محبته الحقيقية لعروسه.

ونفس المقياس الاب الذي يحب أبناؤه جدا وعنده قصر ضخم جدا او مجمع ولكن لا يجبر أبناؤه ان يعيشوا معه الا باختيارهم فلو قبل ابن ان يبادل محبة ابوه ويعيش في مجمعه سيعطيه افضل ما يملك اما لو هذا الابن رفض الاب تماما واصر ان يعيش بعيد عن ابيه بل وتبرأ من ابيه الاب لن يجبره حتى لو عاش في مكان متعب فسيحزن من أجله ولكن لن يجبره. والابن عليه أيضا ان يتحمل نتيجة اختياره التي اختاره بحريته. ولكن على الاب ان يظهر محبته لابناؤه.

فالله الذي خلق الانسان لأجل انه أحب الانسان مثله مثل أي اب وأيضا يريد ان يخطب الانسان لنفسه مثل أي عريس, لكنه لا يجبرنا. والله مثل اب ومثل عريس اعد مكان لا يوصف من روعته 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 9

 

بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ».

وهو المكان الوحيد الذي أعده لأنه هو المكان الذي موجود فيه ولا يحتاج ان يعد مكان اخر. ولكن من يرفضه كاب وكعريس فهو يرفض ان يكون معه ويقيم معه والرب لن يجبره على هذا. 

لهذا من يقبل ان يكون ابنا للرب هو يرث

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 7

 

مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا.

ولكن يتبقى فقط ان ربنا يظهر محبته للبشر تدريجيا

لهذا وضع الانسان في جنة عدن وسمح للشيطان ان يسقطه وبالفعل الشيطان الشرير اغوي الانسان فسقط الانسان بغواية الحيه وظن الشيطان انه انتصر ولكن لم يعرف وقتها انه بذلك حمي الانسان من ان يسقط من الداخل وبسبب سقوطه من الخارج له فرصة التوبه من الخارج 

ثانيا طرد الرب الانسان من الجنه قبل ان ياكل من شجرة الحياه لكي لا يحيا بالجسد الي الابد في انفصال عن الله فبهذا سمح للانسان ذو الطبيعه الفاسده لانه يتالم ويموت بالجسد وينال الخلاص فيحيا بالجسد الروحي مع الله الي الابد 

ومن ينظر الي هذا يتخلي انها سلسلة الام واحزان للانسان من اول ادم واولاده ولكنه منتهي المحبه وحب ابدي 

سفر إرميا 31: 3

 

تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ

ويستمر الانسان بكامل ارادته وياتي ملئ الزمان ويقدم الرب للانسان الفداء والخلاص كعطيه مجانيه رغم انها لا تقدر بثمن فمن يقبلها ينال الحياه الابديه. مع ملاحظة ان المحبة درجات 

فيوجد انسان صديق او اخ يقول لصديقه انه يحبه كصديق ولكن الأهم الاثبات 

فقد يثبت احدهم المحبة الأخوية بالكلمات او المساعدة او الدفاع 

ولكن اعلى درجة اثبات للمحبة هو ان انسان يبذل نفسه لاجل احبائه

إنجيل يوحنا 15: 13

 

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.

وهذه اعلي درجه من درجات المحبه

فالرب الذي يريدنا ان نحبه بارادتنا لانه احبنا أولا 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 19

 

نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.

هو وضع في قلبه من البداية ان يكون هناك وسيلة لاظهار اعلى درجة للمحبة بالمقياس البشري وهو بذل جسده على الصليب

 وهو بدا اولا واظهر محبته وما علينا الا ان نبادله هذه المحبه 

وبهذا في الملكوت الانسان يكون اختار الله بارادته وعرف عمق محبته ويحيا بارادته في محبه ابديه مع الله 

فلهذا الرب اختار ان يظهر محبته باعلى درجة من درجات اظهار المحبة بان يضع نفسه لاجل احباؤه وبهذا يكون اظهر محبته بطريقة يعرفوها بمقايسهم البشرية مثل عريس اظهر محبته لعروسه وأيضا الرب يكون ترك للإنسان ان يجرب وان يختار الرب بحرية ارادته 

 

اذا الرب اختار طريق فيه بذل وإظهار محبة وليس فقط يقول كلمتين (غفرت لك) لان هذا ليس فيه اظهار محبة 

 

لماذا الصليب كوسيلة بذل نفسه ( لماذا اللعنه بالتعليق ) 

وليس الرجم او الشنق او الالقاء من علي الجبل او الغرق او الحرق او غيره

هذا له عدة اسباب وهو ان المسيح هو فصحنا والفصح لابد ان يسفك دمه تطهيرا 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 7

 

إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.

فلا تصلح بقية الوسائل التي لا يوجد فيها سفك دم والكفارة بسفك الدم 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 22

 

وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!

 

وايضا الفصح يجب ان يقدم علي مذبح خشبي لانه يمثل مذبح البخور ومذبح المحرقه والطبيعه البشرية 

سفر الخروج 37: 25

 

وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْبَخُورِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعٌ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ، مُرَبَّعًا. وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَانِ. مِنْهُ كَانَتْ قُرُونُهُ.

 

سفر الخروج 38: 1

 

وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، مُرَبَّعًا. وَارْتِفَاعُهُ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ.

 

 سفر حزقيال 41: 22

 

اَلْمَذْبَحُ مِنْ خَشَبٍ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ ارْتِفَاعًا، وَطُولُهُ ذِرَاعَانِ، وَزَوَايَاهُ وَطُولُهُ وَحِيطَانُهُ مِنْ خَشَبٍوَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمَائِدَةُ أَمَامَ الرَّبِّ».

مع ملاحظة ان مذبح حزقيال ارتفاع وطول اي بعدين فقط 

سفر الحكمة 10: 4

 

ولما غمر الطوفان الارض بسببه عادت الحكمة فخلصتها بهدايتها للصديق في آلة خشب حقيرة

 

ويجب ان يكون علي شكل صليب لان الرب قد ملك علي خشبه 

في مزمور 96 : 10 حسب السبعينية القديمة

وايضا لكي يكون دمه يسفك علي القائمه الطوليه والعرضيه 

سفر الخروج 12: 7

 

وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا.

 

سفر الخروج 12: 23

 

فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ.

 

وايضا يجب ان يموت ميته يعلق فيها بين السماء والارض ليتمم المصالحه بين السمائيين والارضيين 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 11

 

وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.

 

 رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 19

 

أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.

 

لان بعد الخطيه اصبح الارضيين مرفوضين من السماء ومن يعلق هو علامه علي انه مرفوض من الارضيين ايضا فيحمل اللعنه 

سفر التثنية 21: 23

 

فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.

 

ويصبح كل من ينظر اليه لاعلى ينال الشفاء

سفر العدد 21: 9

 

فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.

 فتكون ميته فيها رفع لاعلى

إنجيل يوحنا 3: 14

 

«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ،

 

ولهذا فهو كان يجب ان يسفك دمه لانه خروف الفصح علي مذبح خشبي قائم لاعلي ليمنع الملاك المهلك ويعطي شفاء لمن ينظر اليه ويحمل اللعنه ويتمم المصالحة

وبهذا يحمل اللعنه

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3

3: 9 اذا الذين هم من الايمان يتباركون مع ابراهيم المؤمن 

3: 10 لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة لانه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به 

الله وعد ابراهيم ان البشريه كلها تتبارك في نسله ( نسله بالمفرد كما يقول في عدد 16 ) ولكن هناك حائل بين البشر وتتميم وعد الله وهو وجود لعنة وهي مخالفة اي وصية ومن اخطلأ في واحدة صار متعديا للناموس ( يعقوب 2: 11 ) اذا هناك بركة من نسل ابراهيم ولعنة من مخالفة اي وصية وهنا يبرز سؤال  هل فيكم من استطاع أن يلتزم بكل بنود ووصايا الناموس، لذلك من يرجع للناموس يجد أن الناموس يحكم عليه باللعنة تثنية 27: 26. اذا هناك بركة ممنوحه ولكن هي معطلة باللعنه الموجوده علي كل من خالف اي وصية واحده فيكون الحل هو دفن هذه اللعنة 

3: 11 و لكن ان ليس احد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر لان البار بالايمان يحيا 

مع اضافة عامل اخر ان من يؤمن يتبرر والبار بالايمان يحيا نجد الرسول هنا يلتقط آية من سفر حبقوق هي أن " البار بالإيمان يحيا" ويستشهد بها بأن الإيمان هو طريق الحياة. وهذه الآية من (حب4:2)، وقالها حبقوق بقصد أن المؤمن بالله سينجو من الهلاك الآتى بيد بابل. قطعًا لو استطاع إنسان أن يلتزم بالناموس بالكامل سيحيا ولن يهلك ولأنه لا يوجد هذا الإنسان، دبر الله أن يكون الإيمان بالمسيح هو طريق التبرير وطريق الحياة. ولكن حتي هذا معطل بوجود اللعنة فالايمان لا يبرر في وجود لعنة مخالفة الناموس 

3: 12 و لكن الناموس ليس من الايمان بل الانسان الذي يفعلها سيحيا بها 

الناموس ليس شرير ولكنه مثل ماء اللعنه من يخالفه يصبح له لعنة الوحيد القادر علي ان لا يخالف اي وصية في الناموس ويكون بلا خطية هو الذي يحيا ولا تنطبق عليه اللعنة ويكون في هذه الحالة قادر علي دفن اللعنة وهذا ينطبق علي المسيح فقط لانه الوحيد الذي بلا خطية

ولكنه لكي يدفن اللعنه يجب ان يعلق ليكون ملعون فيحمل اللعنة فيدفنها فبهذا يفتح باب البركة في نسل ابراهيم وايضا يفتح باب البر بالايمان فمن يؤمن ايمان عامل بالمحبة بالذي دفن اللعنة يتبرر حتي ولو اخطأ في واحده او اكثر لان اللعنه لن تصيبه لانها دفنت بالذي هو لم يفعل خطية 

فيقول 

3: 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة 

فهو صار لعنة مثل ماء اللعنة رغم انه مقدس لانه دان اللعنة وحملها ودفنها لنتبرر فيه وعرفنا ان شرط لكي يحمل اللعنه لكي يفدنها يجب ان يعلق فهو علق ليصير حامل للعنتنا وليس لعنته 

فهو لعنه ليس بارتكابه خطية ما وليس بالطبيعة، وإنما بتعليقه على خشبة لكي يحمل اللعنة عنا ولهذا يقول صار لعنة وليس ملعون فهو حمل اللعنه ولكنه لم يلعن، فهو ملعون بحملها وليس ملعون لانه لعن.  

ونلاحظ دقة كلام معلمنا بولس الرسول انه لم يقتبس تعبير ملعون من الله لان المسيح ليس ملعون من الله ولكن هو اخذ تعبير ملعون فقط 

وهكذا احتضننا ونحن تحت اللعنة، وأنقذنا منها بنعمته. خلصنا المسيح المصلوب من اللعنة، إذ حقق في شخصه كل متطلبات الناموس بالكامل، وفي الوقت نفسه صنع كفارة كاملة وتامة عن كل تعديات اليهود (والبشرية بوجه عام) ضد الناموس. هكذا صار الناموس مرضيًا لا يطالب السيد المسيح ولا بقية الجنس البشري بشيء ماداموا متحدين معه بالمعمودية وهذا لان لعنة الناموس دفنت معه فلم تصبح الارض ملعونة بوجه عام

وكما شرح ابونا تادرس وابونا انطونيوس نقلا عن البابا اثاناسيوس 

ويقول البابا أثناسيوس الرسولى إن القول بأن المسيح صار لعنة وصار خطية يشير إلى أنه قَبِلَ اللعنة والخطية (صار المنظر على الصليب، والمسيح خاطئ مدان فهو حمل لعنتنا وحمل خطيتنا ليميتها بموته) وذلك كقولنا صار جسدًا (يو14:1) فهذا لا يشير لتحوله إلى جسد بل أنه لبس جسدًا (اتخذ له جسدًا) مع احتفاظه بلاهوته بلا تحول ولا تغيير. وهكذا هو صار له منظر الخطية واللعنة مع احتفاظه ببره وقداسته. وهو حمل خطيتنا لنأخذ نحن بره. إن كان مَنْ يُعلَّق على خشبة ومن يتعدّى الناموس كلاهما تحت اللعنة، وإنه كان من الضروري لذاك الذي يحرر من اللعنة أن يكون هو حرًا منها، إنما يتقبل لعنة أخرى (غير لعنة التعدي) فيعلق لكي يحملها، لذلك قُبِل المسيح هذه اللعنة الأخرى. (خلال التعليق على خشبة) لكي يحررنا من اللعنة بدفنها. لم يكن علي المسيح لعنة التعدي فهو بلا خطية، بل حمل اللعنة الأخرى، لكي يَنتزع اللعنة عن الآخرين. "على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" (إش 9:53). إذ بموته خلص الأموات من الموت، هكذا بحمله اللعنة في نفسه خلصهم منها

وبهذا نتاكد ان بولس الرسول لم يقل علي المسيح انه لعن وانه ملعون بل قوله صار لعنه اي حمل اللعنه ودفنها فانتهت وبهذا نلنا بركة ماء اللعنة ونلنا بركة تتميم الناموس فيه ومن خلاله ونلنا التبني ونلنا بركة وعدابراهيم 

3: 14 لتصير بركة ابراهيم للامم في المسيح يسوع لننال بالايمان موعد الروح 

وكأن لعنة الناموس ظلت حاجزة بين بركة إبراهيم والنسل الموعود له بالبركة (أى الأمم كلها). وكان لا يمكن للبركة أن تصل لنا إلا بعد أن حمل المسيح اللعنة وهو ذاته ليس فيه لعنة فدان اللعنه ودفنها وانتهت اللعنه بدفنها. وبعد ذلك حلت على المؤمنين (أولاد إبراهيم بالإيمان) أعظم بركة أي الروح القدس الذي نناله بالإيمان.

3: 15 ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهدا قد تمكن و لو من انسان او يزيد عليه 

3: 16 و اما المواعيد فقيلت في ابراهيم و في نسله لا يقول و في الانسال كانه عن كثيرين بل كانه عن واحد و في نسلك الذي هو المسيح 

 

 وهو الوحيد الذي يتمم المصالحه لانه الوحيد الذي يحمل اللعنه بدون خطيه في ذاته فهو الوحيد بدفن اللعنه يتمم المصالحة 

وبهذا تعبير صار لعنة هذا يؤكد قوة المسيح وانه بلا لعنة ليحملها فهو تعبير يوضح قوة المسيح علي احتواء اللعنه ودفنها وانهاءها فلا يستطيع ان يطهر ويحرق الخطية واللعنة الا الذي هو كلي الطهر وليس للخطية ولا اللعنة سلطان عليه بل هو له سلطان عليها فيبيدها 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 3

 

لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ،

 

 وهذه التعبيرات هي التي استخدمها اشعياء باسلوب اخر وبالفاظ اخري ولكن بنفس المعني 

سفر اشعياء 53

53: 4 لكن احزاننا حملها و اوجاعنا تحملها و نحن حسبناه مصابا مضروبا من الله و مذلولا 

53: 5 و هو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه و بحبره شفينا 

53: 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه و الرب وضع عليه اثم جميعنا 

فهو حمل اوجاعنا وايضا وضع عليه اثم جميعنا ولعنة هذا الاثم 

وهذا هو أهمية الصليب وليس وسيلة مغفرة أخرى للبشر وليس وسيلة فداء أخرى بالموت بطريقة أخرى

 

مع ملاحظة يوجد تأملات كثيرة في الموت على الصليب 

1 المسيح على عود الصليب هو وضع الموت الوحيد الذي يفدي البشر وهو فاتح ذراعيه ليقبل كل من يقبل فداؤه ويقول للجميع انه هذا الدم هو فداء لهم وهو يقدمه ويقبلهم ويغفر خطاياهم

انجيل متى 26:28  

لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4

 

الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.

والصليب هو الوضع الوحيد الذي يقدم فيه الفداء وسفك الدم بطريقة يدعوا فيها الكل ان يقبلون اليه

وبهذه الطريقة يوضح ان ذبيحته لننال نحن التبني 

غل 4: 5  ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.

 

2 المسيح على عود الصليب هو الوضع الوحيد الذي يكون فيه هو الكاهن والذبيحة :
لم يكن السيد المسيح هو مجرد ذبيحة قُدِّمت عن حياة العالم لكنه كان هو الكاهن وهو الذبيحة فى آنٍ واحد. فإذا كان قد تم ذبحه على الأرض مثلاً؛ سيكون فى هذا الوضع ذبيحة وليس كاهناً. ولكن على الصليب هو يرفع يديه ككاهن وهو فى نفس الوقت الذبيح المعلّق. فالناظر إليه يراه ككاهن يصلى وفى نفس الوقت يراه ذبيحاً ويقول "فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 7

 

إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.

هو يشفع فى البشرية أثناء تقديمه لذاته كذبيحة. لذلك رآه يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا مثل "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5: 6). 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 17

 

مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 7: 26

 

لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ

اف 5: 2  واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة للّه رائحة طيبة 

 

تي 2: 14  الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصّا غيورا في اعمال حسنة.

 

عب 9: 12  وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا.

كان لابد أن يكون السيد المسيح قائماً؛ فلا يمكنه أن يكون ملقى أثناء ممارسته لعمله كرئيس للكهنة.

 

3 المسيح على عود الصليب هو الوضع الوحيد يكون فيه هو الميت والقائم :
كان لابد أن يكون المسيح هو الذبيحة التى ذبحت وهى قائمة. فبعدما مات وسلّم الروح على الصليب كان المشهد فى غاية العجب : إنه ميت وقائم فى نفس الوقت. ذلك لأن المعلّق على الصليب تحمله رجلاه، لذلك عندما جاءوا ليكسروا ساقى السيد المسيح وجدوه قد أسلم الروح فلم يكسروهما فهو واقف على قدميه فعلاً، وقد سلم الروح وهو واقف، وهذه إشارة إلى أنه فى أثناء موته هو القائم الحى. ليس معنى هذا أنه لم يمت حقاً لكن هذا رمز إلى أن "فيه كانت الحياة" (يو1: 4). فهو قد أسلم الروح لكن قوة الحياة كائنة فيه. وحتى وهو قائم من بين الأموات كان محتفظاً بالجراحات لكى نراه مذبوحاً وهو قائم. أى أنه وهو مذبوح : هو قائم، وهو قائم : هو مذبوح. كما ورد أيضاً فى سفر الرؤيا أنه "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ5: 6). فلا يمكن إذاً أن يُحرق أو يموت غريقاً لأن هذه المعانى لن تتفق فى هذه الميتات.

رو 4: 25  الذي أسلم من اجل خطايانا وأقيم لاجل تبريرنا

 

1بط 3: 18  فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح

 

1بط 2: 24  الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم.


4 المسيح على عود الصليب هو الوضع الوحيد الذي يعلن بوضوح المصالحة بين السماويين والارضيين فيكون فيه معلق بين السماء والأرض 

فهو يريد أن يصالح الله مع البشر. فليس هناك شركة بين الله والإنسان إلا بيسوع المسيح وهو معلَّق على الصليب. فهو الله الظاهر فى الجسد، وهو باكورة البشرية فى حضرة الآب السماوى، والسلم الواصل بين السماء والأرض. هو إبن الله وهو إبن الإنسان فى نفس الوقت.
عندما ننظر إلى السيد المسيح على الصليب 
نري التعاقد والتصالح بين السماء والأرض ونقول هذا هو الطريق المؤدى إلى السماء وهو سلم يعقوب وهو نفسه يقول "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). كل إنسان ينظر إلى ناحية الصليب لابد أن ينظر ناحية السماء "وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يُرفع إبن الإنسان" (يو3: 14) فلابد أن الناظر إليه ينظر إلى أعلى. هو معلق بين السماء والأرض. فحينما نراه نرى فيه الله الظاهر فى الجسد ونرى حب الله المعلن للبشرية. وفى نفس الوقت حينما يراه الآب من السماء يرى فيه الطاعة الكاملة ورائحة الرضا والسرور التى إشتمّها وقت المساء على الجلجثة. إذاً هو نقطة لقاء بين نظرنا نحن ونظر الآب السماوى. فالآب ينظر إليه؛ فإذا نظر كل منا إلى السيد المسيح فسوف يلتقى بالآب . بتعبير آخر إذا كنت واقفاً بجوار الصليب والآب ينظر من السماء إلى الصليب فسيراك أنت تحته وإذا أنت نظرت إلى الرب يسوع سترى الآب الذى يتقبل الذبيحة.

وفي هذا الوضع المعلق بين السماء والأرض وأيضا فاتح ذراعيه هو المصالح الذي بيديه يصالح البشر مع الله وتمم استجابة للبشرية التي تبحث عن مصالح يضع يديه بين الله والبشرية 

سفر أيوب 9: 33

 

لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا.


5 المسيح على عود الصليب هو وضع الذي فيه التقاطع 

علامة الصليب تشير إلى تقاطع وشطب على شيء. فإذا أردنا شطب أو إلغاء أى خط نضع خطاً متعارضاً مع الخط المراد إلغاءه. وبهذا الوضع وضح المسيح انه يشطب على خطايانا وأيضا يدفع ثمن العدل الإلهي فلهذا نقول العدل والرحمة التقيا

سفر إرميا 9: 24

 

بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ.

 

6 المسيح على عود الصليب هو وضع فيه تقييد لتوضيح الخلاص باقماع الجسد

المسيح فى مظهره على الصليب كان واقفاً وأما فى الحقيقة فقد كان كل جزء فى جسده مقيداً لا يستطيع أن يتحرك. معنى هذا أن السيد المسيح يريد أن يقول لنا إنه لابد من 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 24

 

وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ.

ونقول 

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20

 

مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.

تسمّرت على الصليب كل أهواء البشرية وتم اقماع الجسد لتحيا الروح مع الله 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 27

 

بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا.

 

7 المسيح على عود الصليب هو الوضع الذي يتمم به النبوات 
كان الصليب ضرورة لأن فيه تمت النبوات. إذ يقول داود النبى فى المزمور "ثقبوا يدىّ ورجلىّ" (مز16:22) "ويقتسمون ثيابى بينهم وعلى لباسى يقترعون" (مز18:22) "وفى عطشى يسقوننى خلاً" (مز69 :21)... وكل هذه النبوات كيف تتم إلا إذا صلب؟... أو مثلاً عندما قال "كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يُرفع إبن الإنسان" (يو3: 14). فالمسيح حمل خطايانا التى ترمز إلى الشر (الحية) فصعد على الصليب وسمّر الخطية على الصليب ثم نزل هو وترك الخطية معلقة على الصليب. فلذلك نقول } مزِّق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا{ ويقول "إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب" (كو2: 14). فقد سمَّر الخطية على الصليب والحية المُعلقة ترمز إلى حمله خطايا العالم كله. فلابد أن تكون الذبيحة مرفوعة لأعلى لتتم النبوات.


8 المسيح على عود الصليب هو أكثر وضع فيه اعلان لموته بالحقيقة فداء عن البشر 

فهو أكثر وضع يراه الجميع من قريب وبعيد ويراه جموع كثيرة فلهذا هو صلب على ربوة مرتفعة الجلجثة وأيضا فوق صليب اعلى روبة يستطيع كن انسان ان يراه من بعد ويرى ويتأكد انه مات بالحقيقة وليس تظاهر او خدعة او غيره 

إنجيل متى 27: 55

 

وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ،


إنجيل مرقس 15: 40

 

وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ،

 

9 المسيح على الصليب هو اكثر وضع يوضح فيه انه ملك على خشبة:
قيل عن السيد المسيح المخلِّص "ملك الرب على خشبة" (مز95: 10) السبعينية فلابد أن تكون أداة موته التى يملك من خلالها على قلوب البشر هى خشبة. ولأنه قال أن مملكتى ليست من هذا العالم لذلك كان لابد أن تعلّق هذه الخشبة مرفوعة إلى فوق هذا العالم ويقول "جعلوا فوق رأسه علَّته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود" (مت27: 37). لذلك كان الصليب هو عرشه بإعتراف الوالى نفسه الذى كتب: "يسوع الناصرى ملك اليهود" (يو19:19) وقد كتبت بثلاث لغات اللاتينية واليونانية والعبرانية، بمعنى أن العالم كله قد إعترف رسمياً أن هذا هو ملك اليهود. ولكى تُعلّق علته فوق رأسه وهو جالس على عرشه كان لابد أن يموت مصلوباً لأن هذه الأمور لن تتوفر إذا مات مثلاً مذبوحاً أو محروقاً أو غريقاً أو غيرها.

 

10 المسيح على عود الصليب يموت بوسيلة هي أكثر الوسائل تستغرق وقتا للموت

الصليب أعطى فرصة اكثر من ثلاث ساعات لإتمام العمل :
لا تـوجد وسيـلة موت تستـغرق 
قرب الست سـاعات. فـإذا 
وضعوا شخصاً فى النار سيموت خلال خمس دقائق. وكذلك الموت بالغرق، وكذلك الشنق (فعند إزاحة الشئ الذى يقف عليه المحكوم عليه بالإعدام يصير معلقاً من رقبته فيحدث إنفصال للنخاع الشوكى فى ثانية واحدة وبعد دقيقتين يُسلم الروح). ولكن السيد المسيح كان يموت طوال الساعات وقد حدثت أمور هامة وضخمة جداً
 فى هذه الساعات الثلاث :
أولاً:
 ليوضح انه جاء لادم وبنيه وخطيته
صُلِبَ السيد المسيح فى اليوم السادس وفى الساعة السادسة ليذكّرنا بآدم الذى خلق فى اليوم السادس. 

ثانياً : أنه خروف الفصح
تمت عملية الصلب ما بين الساعة السادسة والساعة التاسعة وكان ميعاد ذبح خروف الفصح حسب ناموس موسى "بين العشائين" (عد9: 3).

ثالثا : 
توضيح أنه شمس البر الحقيقي 
"ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة" (مت45:27) لأن الشمس قد أخفت شعاعها. وعلى المستوى الروحى يقول "ولكم أيها المُتقون إسمى تُشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها"(مل4: 2). وبالطبع لا توجد شمس لها أجنحة لكن السيد المسيح وهو معلّق على الصليب كانت الأجنحة، هى الذراعين المبسوطتين، التى تقول "يا أبتاه إغفر لهم" (لو34:23) وهذا هو الشفاء الذى فى أجنحتها. الشمس أخفت شعاعها لتُعلن أن شمس البر هو المعلق على الصليب لأنه لا يصح وجود الشمس فى وجود شمس البر الحقيقى.

رابعاً : 
ليكون هناك وقت لكلمات السيد المسيح على الصليب الهامة جدا:
قول السيد المسيح للص "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو23: 43) وما وراء هذه العبارة من إعلان عن فتح الفردوس. وقوله "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو23: 34) وما وراء هذه العبارة من مشاعر الحب والغفران لمخلِّص العالم. وأيضاً "أنا عطشان" (يو19: 28) لكى يتم المكتوب. و"قد أُكمل" (يو19: 30) وما تحمله هذه العبارة من تأكيد على إتمام الفداء والنبوات المُختصة به. وقوله للعذراء أمه "يا إمرأة هوذا إبنك" (يو19: 26) ويُسلِّمها ليوحنا 

خامسا: فى خلال الساعات الثلاث كان هناك وقت لقصة اللص اليمين الذي يمثل كل الأمم الذين امنوا فالمسيح على الصليب قال للص اليمين "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو23: 43). فى بداية الأمر كان اللص اليمين غاضباً جداً ومتفقاً مع اللص الآخر فى تعيير السيد المسيح. ولكن بمرور الوقت بدأ يتحول من التذمر إلى التوبة. 

11 المسيح على عود الصليب هو يؤكد أنه شجرة الحياة :
عندما عُلِّق السيد المسيح على الصليب كان مثل الشجرة الحياة لكي يبيد الموت كما كتب بولس الرسول 

"لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس" (عب2 :14). 

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 26

 

آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 54

 

وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ».

لذلك كان موت السيد المسيح على الصليب هو أحد مراحل دينونة الشر والخطية. "لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه فى ما كان ضعيفاً بالجسد فالله إذ أرسل إبنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد" (رو 8 : 3). 

12 المسيح على عود الصليب يعلن عن بداية زمن اعلان وانتشار البشارة بالخلاص 

فهذا الوضع هو الوحيد الذي لا يستطيع الارضيين ان يغطوه ويكتموه فبهذا يعلن عن بشرة الخلاص ولكى ينتشر الإنجيل فى العالم كله فالذي كان المسيح يريد ان يكتمه حتى تتميم الفداء جاء الوقت ليعلن للعالم كله بعد اكتمال الفداء 

إنجيل متى 10: 27

 

اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ،

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25

 

وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ، حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ،

فيعلن عن بداية انتشار الانجيل للعالم كله 

 

والمجد لله دائما