هل نبوة ناحوم عن طوفان نينوى حدث؟ ناحوم 1: 8 و2: 6

 

Holy_bible_1

 

سؤال 

 

في سفر ناحوم 1: 8 ولكن بطوفان عابر يصنع هلاكا تاما لموضعها واعداؤه يتبعهم ظلام. فهل حدث هذا الطوفان المكتوب؟ لان نينوى خربت بحرب وليس بطوفان

 

الرد 

 

بالفعل خربت نينوى على يد الكلدانيون ولكن هذا الجيش استغل فيضان النهر في الهجوم عليها وحرقها فنبوة ناحوم على نينوى تحققت وبمنتهى الدقة 

ولكن لندرس هذا جيدا نرس 

مقدم عن تاريخ كتابة السفر 

نقاط نبوة ناحوم عن نينوى

تحقيق نبوة ناحوم 

 

مقدمة عن تاريخ كتابة السفر 

كاتب سفر ناحوم هو ناحوم النبي الذي كتب اسمه في اول السفر 

سفر ناحوم 1 

1: 1 وحي على نينوى سفر رؤيا ناحوم الالقوشي 

وهو يحدد مكانه وهي قرية قوش كما ذكر القديس جيروم في الجليل وهي اسمها 

Helcesai 

ويقال عنها : " إنها فى الواقع قرية صغيرة جداً وليس بها أي آثار أو أطلال قديمة ، ولكنها معروفة جيداً عند اليهود ، وقد أراني إياها الدليل الذي كان يرافقني . وتقع هذه القرية على بعد نحو 15 ميلاً إلى الشمال الغربي من بحر الجليل .

وهو غالبا هاجر الي اورشليم بعد سقوط السامرة في سنة 722 ق م او اسرته وعاش هناك ولهذا يقول 

1: 15 هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام عيدي يا يهوذا اعيادك اوفي نذورك فانه لا يعود يعبر فيك ايضا المهلك قد انقرض كله 

وهو كتب سفره تقريبا بعد حادثة سقوط نواّمون (الاقصر وهي طيبه عاصمة مصر قديما) وهذا حدث تقريبا 667 ق م 

سفر ناحوم 3

3: 8 هل انت افضل من نوامون الجالسة بين الانهار حولها المياه التي هي حصن البحر و من البحر سورها 

3: 9 كوش قوتها مع مصر وليست نهاية فوط ولوبيم كانوا معونتك 

3: 10 هي ايضا قد مضت الى المنفى بالسبي واطفالها حطمت في راس جميع الازقة وعلى اشرافها القوا قرعة وجميع عظمائها تقيدوا بالقيود 

وبالطبع قبل سقوط نينوي الذي حدث في سنة 612 ق م لان السفر هو نبوة عن خراب نينوي في المستقبل 

 كما يبدو من سطور النبوة، حيث توصف نينوى بأنها مدينة زاهرة قوية " مأوى الأسود " (2: 11)، وهو ما كان ينطبق عليها فى عهد أشور بانيبال الذي توفي فى626 ق.مفهو كتب قبل موته فيكون بعد سقوط طيبة بقليل أي بعد 667 بسنين قليلة وقبل 612 بكثير، ويرجعون بالنبوة إلى ما قبل 654 ق.م. إذ في ذلك التاريخ بدأت طيبة تقوم من عثرتها

 

الدليل الثاني الكاتب يشهد ان معاصر للاحداث فهو يصف بانه كان موجود في وقت سقوط نوامون وعارف بمواصفات نينوي واورشليم وجبالها 

وايضا هو حضر وقت قتل جيش سنحاريب فكتب هذا

سفر ناحوم 1 

1: 11 منك خرج المفتكر على الرب شرا المشير بالهلاك 

1: 12 هكذا قال الرب ان كانوا سالمين و كثيرين هكذا فهكذا يجزون فيعبر اذللتك لا اذلك ثانية 

1: 13 و الان اكسر نيره عنك و اقطع ربطك 

1: 14 و لكن قد اوصى عنك الرب لا يزرع من اسمك في ما بعد اني اقطع من بيت الهك التماثيل المنحوتة و المسبوكة اجعله قبرك لانك صرت حقيرا 

1: 15 هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام عيدي يا يهوذا اعيادك اوفي نذورك فانه لا يعود يعبر فيك ايضا المهلك قد انقرض كله

 

الخلفية: كانت أشور في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد، هي القوة العالمية السائدة، فكان لأشور بانيبال (669 -626 ق. م.) ابن آســــــرحدون (680 -669 ق. م). دوره الكبير فى الشئون العالمية. كان قد غزا مصر في أول سني حكمه ( 669 ق.م. ) ، ثم أعاد غزوها في 663 أو 661 ق.م. ويعزو بعض العلماء ما جاء بنبوة ناحوم ( 3 : 8 - 10 ) إلى هذه الفترة . ولا نعلم إلا القليل عن الفترة الأخيرة من حكم أشور بانيبال ، فقد كانت إمبراطوريته واسعة الأطراف ، محاطة بأعداء أقوياء ، فكان السكيثيون في الشمال ، والميديون في الشرق ، والكلدانيون فى الجنوب . كما أن مصر كانت قد استعادت استقلالها فى 645 ق.م. وكانت ساعة سقوط أشور تقترب ، ففي 612 ق.م. هاجمها الميديون والكلدانيون . وفى 609 ق.م . اختفت الإمبراطورية الأشورية العظيمة من خريطة العالم في هذا الزمان.

 

نقاط نبوة ناحوم عن نينوى

أولا يقول انها سيكون هناك طوفان يدمر الأبواب 

8:1     "ولكن بطوفان عابر يصنع هلاكاً تاماً لموضعها، وأعداؤه يتـبعهم ظلام.". 

 6:2     "أبواب الأنهار انفتحت، والقصر قد ذاب".

إذا هو طوفان نهر سيكون فيه احد الأعداء يفتح او يكسر سدود تحجز فيضان النهر فيكسر فيضان النهر بعد انهيار سده باب المدينة وأيضا يكسر القصر

بل تصبح كبركة 

2 :8 و نينوى كبركة ماء منذ كانت و لكنهم الان هاربون قفوا قفوا و لا ملتفت

 

ثانيا يقول ان جنودها سيكونوا مخمورين أي بالليل 

 10:1   "فإنهم وهم مشتبكون مثل الشوك، وسكرانون كَمِنْ خمرهم، يُؤكلون كالقشّ اليابس بالكمال".

مشتبكون أي يوجد اشتباك ولكن لاطمئنان جنود نينوى من قوة اسوارهم سيكونون مخمورين وقت اختراق المدينة 

 

ثالثا سقوطها سيكون سريع وفجأة وسيفتحون الباب فجأة ويحرقون المغاليق

3 :12   جميع قلاعك اشجار تين بالبواكير اذا انهزت تسقط في فم الاكل

 13:3   "هوذا شعبك نساء في وسطك. تنفتح لأعدائك أبواب أرضك. تأكل النار مغاليقَك".

 

تحقيق نبوة ناحوم 

سقطت نينوى بعد حصار قصير جداً استغرق ثلاثة شهور، و ولكي ندرك معنى النبوة عن الطوفان يجب أن نعرف أن أنهار نينوى لعبت جزءاً هاماً في تاريخها، فقد كانت تفيض على جانبيها باستمرار فتسقط القصور وتخرب المدينة. وقد عدَّل سنحاريب، جد أشور بانيبال، مجرى النهر حتى يضمن انسياب الماء بدون تعاريج، وقوَّى أساسات الهيكل حتى لا يضعف بتاثير الماء. 

        أما وسائل نينوى الدفاعية فكانت عظيمة، أعظم من كل المدن القديمة. فقد كان ارتفاع السور 33 متراً (نحو 10 طرابق) وسماكته 16 متراً (يكفي لمرور نحو 6 عربات متجاورة) وكان ارتفاع أبراج السور 66 متراً وكان لها 15 بوَّابة، والخندق المائي المحيط بها عرضه خمسون متراً، ومحيط دائرتها سبعة أميال. وكان على العدوّ الآتي على نينوى من الشرق (أضعف نقطة فيها) أن يهاجم سوراً تحصِّنه القلاع، ثم خندقين، ثم سورين آخرين في مثل حجم السور الأول - كل هذا قبل الوصول إلى المدينة نفسها. وكانت المسافة بين السور الداخلي والسور الخارجي حوالي 700 متراً. 

وتشهد البقايا الباقية اليوم من أسـوار نينـوى على صدق وصف ديودور الصقلي لعظمة وسائل الدفاع عن نينوى.

سقوط اسوار نينوى بهذه الصورة كان مفاجأة وهي في أوج قوتها. فلم يكن في قدرة أي قوة عسكرية أن تفعل بها ما تنبأ به ناحوم، مهما أتيح لهذه القوة من أسلحة وحنكة حربية، لـم يكن في مقدور أي قوة أن تخترق أسوار نينوى بسهولة، تلك الأسوار الشاهقة وما عليها من أبراج قوية يتحصن داخلها جيش قوي، علاوة على الخندق الذي بلغ اتساعه 150 قدماً. 

وقد أظهرت الحفريات أن هذا هو ما جرى لنينوى، فأثناء حصار بابل لنينوى حدث طوفان عظيم لنهر دجلة، واستولى البابليون على سدود الأنهار وحطموها فاندفعت المياه كالطوفان وأسقطت أسوار نينوى المنيعة. فقد أسقط فيضان النهر الأسوار، فاستطاع الماديون والكلدانيون ان يدخلوا المدينة بسرعة في الليل وأن يستولوا على المدينة بسهولة. وقد كتب ديودور الصقلي وصفاً لسقوط نينوى قال فيه إن الأعداء كانوا يحيطون بنينوى، ولكن الملك لـم يهتم لثقته بانتصاراته السابقة، فأقام الحفلات لجنوده وسكروا. وعرف أرباسس قائد العدو هذه الحقائق من الفارّين من المدينة، فهاجمها ليلاً بنجاح عظيم بعد ان كسر السد. وكانت خسائر الأشوريين هائلة بسبب السُّكْر وعدم النظام. والملك اسراحادون الثالث جمع ممتلكاته ونساءه داخل قصره وأغلقه ثم أحرقه. واقتحم الأعداء المدينة من الجزء الذي تحطّم من السور ودخلوها عنوة، وتُوِّجَ أرباسس - قائد الجيش المهاجِم - ملكاً عليها.

ولقد ظل مكان نينوى مجهولاً حتى اكتشفه السير أوستن لايارد في القرن التاسع عشر، وهو رحالة بريطاني وعالِم آثار. ولقد كان كل ما لدينا من معلومات عن نينوى قبل ذلك مستمداً من الكتاب المقدس، حتى قال الشكاكون إنه لـم يكن لأشور ولا نينوى ولا بابل وجود! ولكن الحفريات - التي وصلت إلى عمق 30-45 قدماً - كشفت موقع نينوى وأظهرت صحة التاريخ الكتابي، وفوق ذلك أظهرت صحة النبوة الكتابية!

 ويقدِّم العالِم ملاوان وصفاً لنينوى يقول فيه: "الحالة التي وجدنا فيها حجرة العرش في قلعة شلمنأصر تُظهِر الكارثة التي حلّت بها، فطلاء الجدران محترق ومسوّد بالهباب (الشحوار) الذي تخلل الطوب نفسه. وقد أدت الحرارة الشديدة إلى ميل الحائط الجنوبي للداخل في وضع خطير، ودُفنت الغرفة نفسها تحت أكوام الأنقاض التي ارتفعت متراً ونصف، مغطاة بالرماد والفحم والقطع الأثرية. ووُجدت مئات القطع العاجية محترقة، وفي القصر وجدنا الأنقاض مختلطة بأطعمة مصنوعة من الحبوب مثل الشعير والقمح. ولقد رأيت مدناً كثيرة محترقة، ولكني لـم أرَ مثل هذا الحريق الانتقامي الذي لا يزال رماده باقياً. ولقد ظلت أطلال القصر باقية كما هي تحت الأنقاض حتى كشفنا عنها سنة 1958"

ومن هذا نرى بوضوح : 

        1- ستُخرب نينوى وهي مخمورة، وربما كان سقوطها راجعاً لتفكير أهلها في أن بلدهم لا تُهزم، فسكروا. 

        2- أُخربت نينوى بطوفان ماء. 

        3- احترقت نينوى وصارت خربة تماماً، لـم تُبنَ. 

        4- صارت نينوى خافية.

 

والمجد لله دائما