«  الرجوع   طباعة  »

كيف يتوعد المسيح للفريسيين ثم يغفر لهم متى 23 ولوقا 23

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

توعد يسوع الفريسيين بالويل والثبور لأنهم مراؤون ويفعلون أفعال أبيهم، وهذا وارد فى الإصحاح الثالث عشر لمتى: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! .. .. 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ .. .. .. 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! .. .. .. 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. .. .. .. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33
تُرى هل بإعدام يسوع على الصليب قد غفر 
لهم؟ فإن كان قد غفر لهم، فتوعده للفريسيين كان تمثيلية كاذبة، ليخيفهم بها وهو يعلم أنه سيموت ويحرر البشرية كلها، فيتساوى بموته المنافق المرائى بالبار، وأصبح الكل من أهل الجنة.
وإن لم يُغفر لهم 
بصلبه، فقد مات إذاً دون مبرر، ولم يتم ما نزل من أجله. لأن بولس يقرر أن الخطيئة الأزلية حلت على الناس أجمعين، وبموت يسوع تمت المصالحة مع الرب: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
(18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.) رومية 5: 18

 

الرد

 

الحقيقة هذه الشبهة لا أصل لها لان المسيح قال هذه الويلات وهذه حدثت بالفعل ارضيا لهم سنة 70 م لمن أصر على الرفض والعناد وأخطر منها اللعنات الأبدية. ولكن من قبل المسيح وكفارته وفداؤه وصار مسيحيا هذا لم ينل الويلات بل البركات 

ففداء المسيح عام للكل وفدى كل البشرية ولكن لا يجبر احد على قبوله فمن لا يقبل لا يفوز ببركات الفداء 

والله خلق الانسان لكي يعيش معه في نعيم الي الابد 

سفر المزامير 37: 27

 

حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ.

 

إنجيل يوحنا 3: 16

 

لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.

 

ولكن اعود مرة ثانية لنقطة الاختيار 

ربنا لا يريد ان يجبرنا على ان نحبه ونقبل فداؤه 

الله بعد ان سقط الانسان هو الذي بادر بالمصالحة ففدي البشرية كلها ويمد يده بالمصالحه للجميع ولكن الله لن يجبر احد فمن يقبل هو الذي يفوز والذي يرفض ويحب الظلمة اكثر من النور يخسر 

رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 1

1: 20 و ان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات

الرب يسوع المسيح أكمل المصالحة ولا ينقص فيها شيء فهو بدم صليبه تتم الصلح وكان صلحاً بين الله والإنسان

المصالحه هي عطية مجانية للجميع ولكن مشروطه بقبول ومشروطة بالسلوك بقداسة ومشروطة بعدم وجود شكوي في سريتنا 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 7: 1

 

فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 3

 

وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ،

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 7

 

لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ.

 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 15

 

وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 14

 

اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 15

 

بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ.

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 16

 

لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ».

 

الخلاص للجميع ولكن يفوز به من يقبل شروطه وهو ان يعيش حياة التوبة والقداسة 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 14

 

أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 7: 1

 

فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 27

 

لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ.

 

رسالة يعقوب 1: 27

 

اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.

 

رؤيا يوحنا اللاهوتي 20

20: 12 و رايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله و انفتحت اسفار و انفتح سفر اخر هو سفر الحياة و دين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم 

20: 13 و سلم البحر الاموات الذي فيه و سلم الموت و الهاوية الاموات الذين فيهما و دينوا كل واحد بحسب اعماله 

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 7

 

مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 27

 

وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.

 

الخلاص متاح للجميع ولكن يخلص من يقبل ومن يؤمن ايمان عامل بمحبة في مخافة الله حتى ينهي طريق خلاصه بخوف ورعدة

 

لهذا المسيح على عود الصليب غفر للكل بالفعل وقدم الفداء للكل كما وضحت 

إنجيل لوقا 23: 34

 

فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.

ولكن وضح أيضا ان من يرفض فداؤه ينال الدينونة واللعنات الأبدية.

إنجيل مرقس 16: 16

 

مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.

 

يو 3 :18  الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.

 

يو 3: 36  الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية.والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله

 

يو 8: 24  فقلت لكم انكم تموتون في خطاياكم.لانكم ان لم تؤمنوا اني انا هو تموتون في خطاياكم.

 

يو 12: 48  من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه. الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير.

 

ولهذا الدينونة او الويل لمن لم يؤمن بالمسيح رغم ان المسيح قدم الفداء مجانا للجميع لمن يقبل 

ولهذا ما استشهد به المشكك هي الويلات لمن يقبل ويستمر في طريق الخطية 

انجيل متى 23

مت 23 :12 فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع 

مت 23 :13 لكن ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون 

فالمسيح بدأ بطلب التواضع فمن يتضع ويتوب من الكتبة والفريسيون كان له ملكوت السماوات ولكن من أصر على الشر والعثرة فينطبق عليهم هذه اللعنات لانهم أغلقوا الباب أمام الناس بكبريائهم وبعدم تنفيذ الوصايا التي يعلمونها لهم، أي بسلوكهم الخاطئ. وكانوا يقدمون مفتاح للكتبة عند قبولهم وظيفتهم. والسيد يقصد أن يقول أنه عوضًا عن أن تفتحوا للناس باب ملكوت السموات بأن تفتحوا عقولهم وقلوبهم فيقبلون الله، فأنتم أغلقتم هذا الباب (لو52:11). ولو كنتم متضعين ومساكين بالروح لكان الروح القدس ملأكم وكان تعليمكم قد فتح لهم ملكوت السموات، ولكم أيضًا.

مت 23 :14 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الارامل ولعلة تطيلون صلواتكم لذلك تأخذون دينونة أعظم 

هم أصبحوا لا يبحثون سوى عن أنفسهم ويجرون وراء الماديات ليس من الأغنياء فقط، بل من بيوت الأرامل

مت 23 :15 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم أكثر منكم مضاعفا 

الدخيل حينما يدخل ويرى ريائهم، يتعلم هذا الرياء، وهو إذ لم يرى نموذج طيب يحتذى به يرتد لوثنيته ويصبح أسوأ حالًا فهو تعلم ريائهم وصار مرتدًا عن الإيمان وقد عاد لقيئه ووثنيته، وهذا حتى إن جاءه رجل فاضل مبارك يدعوه للإيمان بعد ذلك فمن المؤكد أنه سيرفض إذ صار يشك في الجميع وبهذا يصير حاله أردأ ويصير ابنًا لجهنم أكثر. وبهذا يستحقوا لو لم يتوبوا ان يكونوا أبناء جهنم اكثر. 

مت 23 :16 ويل لكم ايها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم 

مت 23 :17 ايها الجهال و العميان ايما اعظم الذهب ام الهيكل الذي يقدس الذهب 

مت 23 :18 و من حلف بالمذبح فليس بشيء و لكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم 

مت 23 :19 ايها الجهال و العميان ايما اعظم القربان ام المذبح الذي يقدس القربان 

مت 23 :20 فان من حلف بالمذبح فقد حلف به و بكل ما عليه 

مت 23 :21 من حلف بالهيكل فقد حلف به و بالساكن فيه 

مت 23 :22 و من حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله و بالجالس عليه 

يفسد الرياء بصيرة المعلمين فعوض أن يحكموا روحيًا في أمور الماديات إذ بهم يحكمون بمنظار مادي حتى في الروحيات. فيرون في ذهب الهيكل أنه أفضل من الهيكل، والقربان أثمن من المذبح. فالذي يحلف بالذهب يلتزم بدفع ذهبًا لو حنث في قسمه. هذا ليشجعوا الشعب أن يأتوا للهيكل بذهب يستفيدوا هم به. والهيكل مدشن بالزيت المقدس وهو لله لذلك فهو الذي يقدس الذهب. والمذبح كل ما يمسه يكون مقدسًا (خر37:29). ومن أقسم بالقربان يلتزم بدفع قرابين. أمّا من يحلف بالمذبح ويحنث في قسمه فلا يشغل قلبهم في شيء. هؤلاء لا يهتمون بمجد الله بل بشبع بطونهم وامتلاء خزائنهم. والمفهوم طبعًا ما يقدمه السيد هنا أن من يحلف بالمذبح فهو يحلف بكل ما عليه من قرابين وذبائح ونار مقدسة، وفوق الكل بالله. فالمذبح يخص الله نفسه والمفهوم أن كل الأقسام ملزمة ولا معنى لوضع هذه الفروق، وأن كل قسم من أي شخص هو التجاء إلى الله. وفي مقابل هؤلاء الجوعى للأمور المادية من ذهب وأموال وكل ما يشبع بطونهم يقدم المسيح التطويب الرابع "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون". هذا في مقابل الويل الرابع للجياع للمادة والعالم والغنى والطمع. ولاجل كل هذا يستحقون الهاوية. 

مت 23 :23 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق و الرحمة و الايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه و لا تتركوا تلك 

مت 23 :24 ايها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل 

الويل الخامس لهم إذ هم يظهرون كمدققين للغاية فيعشرون النعناع والشبث والكمون وهي نباتات تزرع بكميات صغيرة في حدائق البيوت. وتدقيقهم هذا هو لصالحهم، فهم يركزون في تعاليمهم على دفع العشور مهما كانت قليلة كالنعنع والشبث والكمون، والمعنى الاهتمام بالعشور كلها لأن هذا سيعود عليهم بالفائدة، فالتدقيق هنا في وصية العشور ليس هدفه مجد الله بل مصالحهم الشخصية. وبينما يفعلون هذا أهملوا أهم وصايا الناموس "الحق والرحمة والإيمان". لم يوصوا الشعب بالرحمة تجاه الأرامل والأيتام والفقراء فهذا لن يعود عليهم بمنفعة لأنهم تركوا الرحمة فلا يستحقوا الرحمة ولأنهم لا يؤمنون فلا ينالوا الملكوت بل الويلات في الجحيم.

مت 23 :25 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس و الصحفة و هما من داخل مملوان اختطافا و دعارة 

مت 23 :26 ايها الفريسي الاعمى نق اولا داخل الكاس و الصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا 

هنا يلومهم السيد أنهم يتمسكون بمظهر التقوى مثل كأس أو صحفة ينظفانها من الخارج دون الداخل، والمقصود الممارسات الطقسية التي بلا روح وبلا توبة وبلا محاولة لتطهير القلب. هؤلاء يطهرون الجسد ولا يهتمون بقلوبهم. ومن الخطر أن يهتم أحد بشكليات العبادة الخارجية دون أن يلتقي بالسيد المسيح نفسه جوهر عبادتنا وهو الذي يطهرنا حقيقة.

مت 23 :27 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة و هي من داخل مملوءة عظام اموات و كل نجاسة 

مت 23 :28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا و لكنكم من داخل مشحونون رياء و اثما 

مت 23 :29 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء و تزينون مدافن الصديقين 

مت 23 :30 و تقولون لو كنا في ايام ابائنا لما شاركناهم في دم الانبياء 

مت 23 :31 فانتم تشهدون على انفسكم انكم ابناء قتلة الانبياء 

مت 23 :32 فاملاوا انتم مكيال ابائكم 

كان لليهود عادة أن يغسلوا القبور قبل الفصح أولًا للزينة وثانيًا حتى لا يحتك بها المارة فيتنجسون، وكانوا يدهنوها باللون الأبيض لتصير واضحة (راجع عد16:19). هنا يشرح السيد أن هؤلاء المظهريين صاروا أمواتًا. فكل من لا يتطهر من خطاياه تقتله الخطية "لك اسم إنك حي وأنت ميت" (رؤ1:3) والعكس فمن يقدم توبة كالابن الضال يحيا "إبني هذا كان ميتًا فعاش". من يهتم بالظاهر، والداخل ميت يكون كالقبر المبيض من الخارج له اسم أنه حي، والناس يمدحونه. بينما داخله ميتًا والله هو الذي يري الداخل (رؤ18:2، 23).

ببنائهم لقبور الأنبياء فهم يشهدون أن أباءهم قتلة الأنبياء، وها هم يكملون مكيال أبائهم بتدبيرهم المؤامرات لقتل المسيح. وكان الأهم من بناء قبور للأنبياء أنهم يحفظون أقوالهم ويفهمونها، ولو كانوا قد فعلوا لعرفوا المسيح إذ هو هدف النبوات (رؤ10:19) "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة". ونلاحظ تصاعد الخطايا فأولًا هم تكبروا وتعظموا (الويل الأول) ثم صاروا جشعين يأكلون أموال الأرامل (الويل الثاني) ثم صاروا سبب عثرة بريائهم للدخلاء (الويل الثالث) ثم اهتمامهم الكامل بالماديات حتى أنهم شوهوا التعاليم الروحية (الويل الرابع) ثم في سبيل امتلاء بطونهم اهتموا بوصية العشور لأنهم يكسبون منها وسكتوا عن الخطايا الكبيرة التي كالجمل (الويل الخامس) ثم ريائهم (الويل السادس) وأخيرًا وصلوا لحالة الموت الداخلي (الويل السابع) وماذا بعد ذلك إلاّ أنهم يقاومون الحق ويهدرون ويسفكون دماء الأبرياء وعلى رأسهم السيد المسيح (الويل الثامن)

لهذا يقول لهم المسيح انهم بهذا وبرفض التوبة نصيبهم هو جهنم 

مت 23 :33 ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم 

 

ولكن من منهم تاب فعلا وقبل المسيح ربا ومخلصا وفاديا هذا هرب من الويلات في الجحيم وفاز بالملكوت 

وهذا حدث 

سفر اعمال الرسل 6

6 :7 وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الايمان

 

لهذا كما قلت بالفعل المسيح شرح الويلات لشرور الكتبة والفريسيين ولكن أيضا شرح البركة في التطويبات وقدم فداء للكل مجاني رغم انه لا يقدر بثمن ولكن لم يجبر أحد على قبوله فمن امن نال البركات في الملكوت ومن رفض واستمر في شره نال اللعنات في الجحيم 

 

والمجد لله دائما