«  الرجوع   طباعة  »

هل الرب يسوع لم يتكلم عن الخطية الاصلية؟

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

وكيف يكون عيسى هو المبشر به فى (التثنية 18: 15-18) والذى تعتبرونه موسى الثانى، ويكون أقل منه، فلا يكون صاحب شريعة وليس عنده كتاب؟

وكيف تكون رسالة يسوع البشارة السارة بموته وصلبه عن خطيئة آدم وهو لم يذكر آدم مطلقًا فى الأناجيل المنسوبة إليه؟

 

الرد

 

أولا من قال إن المسيح لم تكن له شريعة؟ 

المسيح جاء بعد أن قال شريعته لموسى سواء الوصايا العشرة التي كتبها المسيح في ظهوراته في العهد القديم مثل عندما ظهر لموسى وكتب له الوصايا العشرة وأيضا عندما ابلغه الناموس الطقسي. 

ولهذا هو جاء ما لينقض ما قاله بل ليكمل 

وهذا شرحته بشيء من التفصيل في ملف 

شبهات الموعظة على الجبل

1- أولاً المسيح يعلن أنه ليس ضد الناموس كما أشاعوا عنهوكيف ينقضه وهو واضعه فهو الله الذى تجسد ليكمله.

2- هو يكمل عجز وصايا الناموس، هو يرفع المستوى لمستوى النعمة التى للعهد الجديد، ومع زيادة الإمكانيات أى مع وجود النعمة زاد المطلوب (فطالب سنة أولى إبتدائى إذا حفظ جدول الضرب صار هذا معجزة ولكنه إذا أتم دراسته الجامعية سيطالب بأكثر من هذا كثيراً ففى العهد القديم لم يطلب الله سوى الإمتناع عن الزنا، أما فى العهد الجديد صارت النظرة والشهوة ممنوعةوبهذا فالسيد المسيح لم ينقض الناموس، إذ أن نقض الناموس يعنى مثلاً السماح بالزنافى العهد القديم منع الناموس القتل، أما فى العهد الجديد يمنع الغضب باطلاًإذاً التكميل يعنى هنا الوصول لأعماق الخطية داخل النفس ونزع جذورها

3- تكميل الناموس أيضاً يعنى أن فى المسيح تحققت كل النبوات، وظهر معنى الطقوس والفرائض، ففرائض الذبائح والختان كانت رمزاً لشئ سيحدث وبحدوثه إنتهت هذه الفرائض.

4- السيد المسيح أكمل الناموس بخضوعه لوصاياه دون أن يكسر وصية واحدة لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر مت 15:3+ غل4:4) ولذلك قال السيد من منكم يبكتنى على خطية يو 46:8 + يو 3:14).

5- السيد المسيح لم يكمل الناموس فى نفسه فحسب وإنما هو يكمله أيضاً فينا رو 4:10+ رو 3:8،4). فالناموس كان مساعداً للإنسان لكى يسلك فى البر، لكن الناموس عجز عن هذافأتى المسيح ليدخل بالإنسان لطريق البر مثبتاً غاية الناموس.

6- أكمل المسيح الناموس بموته، إذ بموته إستنفذ عقوبة الناموس على البشر.

7- أكمل المسيح الناموس أنه كشف روح الحب فى الوصية من يحبنى يحفظ وصاياى، فهو أعطانا أن نتجاوب مع وصايا الناموس ونتممها عن حب، وهذا كان بسكب روح المحبة فى قلوبنا بالروح القدس (رو5:5)، أى جعلنا نطيع الناموس ليس خوفاً من عقاب بل حباً فيهاكتبها فى قلوبهم (عب 10:8).

آية (17) :-

لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل.

إنى جئتهذا يعنى أنه جاء من نفسه وليس كالأنبياء أرسلهم الله.فهو بهذا القول يظهر نفسه أعظم من الأنبياء.

والموعظة على الجبل في انجيل متى 5 و 6 و 7 هو شريعة المسيح التكميلية وتصلح ان تنطبق بعد تحرير البشر من عبودية الخطية بفداء المسيح 

 

لا اعرف من اين اتى المشكك بهذا الفكر المخطئ. وفي البداية ارجوا الرجوع الى ملف 

الخطية الأصلية 

وشرحت فيها ان دخول الخطية كان بآدم ولكننا لا نعاقب على خطايا ادم الشخصية 

لقب الخطية الأصلية هو قد يكون غير دقيق لأنه قد يساء فهمه من البعض ولهذا هو غير مكتوب في الانجيل ولكن التعبير الكتابي دقيق جدا عندما قال في

 رومية 5: 12 

كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية الي العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الي جميع الناس وإذا أخطأ الجميع  

فيتكلم الكتاب عن دخول الخطية الي العالم وبالخطية الموت وأخطأ الجميع إذا المقصود بالخطية الأصلية ليس الاكل من الشجرة فقط ولكن دخول طبيعة الخطية في البشرية نتيجة خطية ادم وأقدر ان أطلق عليها دخول طبيعة الخطية 

فنحن لم نرث خطية الاكل من الشجرة في حد ذاتها ولكن ورثنا نتائجها واول نتيجة للخطية هو الموت وأصبح الكل يموت كما نري امام اعيينا وهو بسبب فساد الطبيعة البشرية.

  ولكن هل نحن لم نرث خطية ادم تماما؟

في الحقيقة الإجابة اننا ورثنا عصيان ادم ولهذا من يقول اننا ورثنا خطية ادم هو صحيح ان قصد بها الخطية وعصيان الوصية ونتائجها والموت وليس موضوع الاكل ولهذا فنحن ورثنا خطيته من عصيان ونتائجها من فساد الطبيعة فنحن لم نأكل لذلك لا نعاقب على الاكل ولكن بأكلهم فسدت البشرية في جسدهم الذي هو أصل كل البشرية 

فالله خلق ادم وحواء نفسا طاهره لا تشتهي الشر وطبيعة نقيه تعاين الله وشهوته الوحيدة ان يكون مع الله ولا يوجد شهوة للجسد بل يفعل كل شيء بالطبيعة الخيرة النقية وكان متوسط في افعاله بمعني انه لم تكن الروح تشتهي ضد الجسد ولا الجسد يشتهي ضد الروح فلهذا لم يكن يميل الي الجسديات اي الحيوانيات او الطبيعة الشهوانية الحيوانية ولم يكن منطلقا في الروحانيات فقط وهو كان حر تماما في ان يتبع الله وله الحق ان يختار ولكنه لطبيعته الخيرة يختار الله 

ولكن بخطية ادم دخل شيء جديد هو معرفة الشر واشتهاؤه فاختل هذا الميزان فأصبح يشتهي الطبيعة الحيوانية وبدا عذابه في محاربة الروح ضد الجسد ونحن ورثنا من ادم ان طبيعتنا روح ونفس وجسد والعلاقة بينهما ومن هذا ورثنا ايضا الصراع بين الروح والجسد الذي نشا من خطية ادم ودخول طبيعة الخطية والفساد والشهوة الشريرة 

اما العقوبة فانا لا اعاقب على الاكل ولكن اعاقب على خطاياي الشخصية التي نتجت عن حملي لطبيعة الفساد من ادم والصراع الداخلي بين الروح والجسد فان اشتهيت الشر اعاقب عليه ولهذا فنحن نقدم توبة عن خطايانا وليس عن خطية ادم ولا نري اي انسان في صلاته يقول يا رب اغفر لي اكلي من شجره معرفة الخير والشر ولكن يتوب عن خطيته ويطلب المغفرة عن خطيته الشخصية 

والفرق بين وراثة الخطية والعقوبة هو الفرق بين علاج المريض وعقاب المجرم وقد يبدي هذا الكلام بعيد بعض الشيء ولكن المريض الذي يحمل مرض وراثي مثل الضغط او السكر وغيره يعالج فهو حمل هذا المرض من ابويه ولكن هو الذي يسعي الي العلاج فان أهمل جسده يكون مسؤول عن النتائج ولكن ان اتبع اساليب العلاج يكون امينا من ناحية جسده 

اما المجرم فلا يعاقب على خطية ابوه مثل السرقة ولكنه يعاقب لو سرق شخصيا. قد يتأثر بانه افتقر بسبب سرقة ابوه وعقاب ابوه فأصبحت الأسرة فقيره بسبب خطية الاب فهو ورث نتائج ولم يرث السرقة. ولكن هذا الابن قد يكون صالح ويكون مرضي او بسبب فقر الأسرة يسرق هو ايضا فيعاقب على سرقته رغم ان ظروف الأسرة دفعته الي حد ما الي السرقة.

فنحن كنا في صلب ادم حينما أخطأ وهذا التعبير الذي استخدمه الانجيل في وصف افضلية كهنوت ملكي صادق عن كهنوت المسيح بان هارون كان في صلب ابراهيم (عبرانيين 7) 

وملخص ما قدمت في هذه النقطة اننا ورثنا من ادم طبيعة الفساد والخطية والشهوة والموت ونتائج معصيته ولم نرث الاكل من الشجرة في حد ذاته فادم يعاقب على خطيته الشخصية واما نحن فنعاقب على نتائجها ولذلك تعبير اننا ورثنا خطية ادم صحيح ولكن غير دقيق وتعبير الخطية الأصلية قد يكون غير دقيق ولكن التعبير الكتابي وهو دخول الخطية ادق 

ولولا نعمة المسيح لما كان من العدل ان نرث هذه الطبيعة ولا كان من العدل ان يخلق ادم في الجنة ونولد نحن في الارض ولكن من عدل الله ورحمته ايضا ان سمح بذلك وهو اعد لنا نعمه أعظم بكير في تعويضها عن خسارتنا بسبب طبيعة الخطية فالخطية طردتنا من الجنة الارضية الي ارض الاتعاب ونعمة المسيح رفعتنا من ارض الاتعاب الي ملكوت المسيح الذي بمقارنته الجنة الأرضية لا تساوي شيئا 

فنعم هو من العدل والرحمة أنى ورثت طبيعة خطية ادم ليحق لي ان انال نعمة المسيح  

فالرب يسوع كلمنا عن الخطية والخطاة ومغفرة الخطايا 

إنجيل متى 1: 21

 

فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».

 

إنجيل متى 9: 13

 

فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».

 

إنجيل متى 26: 28

 

لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.

 

إنجيل مرقس 2: 17

 

فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».

 

إنجيل لوقا 1: 77

 

لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،

 

إنجيل لوقا 5: 20

 

فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».

 

إنجيل لوقا 5: 24

 

وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!».

 

إنجيل لوقا 5: 32

 

لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».

 

إنجيل لوقا 7: 48

 

ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ».


إنجيل لوقا 7: 49

 

فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضًا؟».

 

إنجيل لوقا 24: 47

 

وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.

 

إنجيل يوحنا 8: 34

 

أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ.


إنجيل يوحنا 8: 24

 

فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».

وشهد الاخرين بالطبع 

إنجيل يوحنا 1: 29

 

وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!

 

فلهذا الشبهات التي قالها المشكك لا أصل لها كما قدمت 

 

والمجد لله دائما