هل كان الرب يسوع غني وعنده بيت؟ مرقس 2 ومتى 9 ولوقا 5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول مرقس: (15وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ. 16وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» ....».) مرقس 2: 15-16

فما هو حجم بيت يسوع هذا الذى يستوعب يسوع وتلاميذه وكثيرين من العشارين والخطاة والكتبة والفريسيين؟ أليس هو القائل: (...وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ) متى 8: 20 ؟

 

الرد

 

كالعادة المشككين لأنهم لا يجدوا أي شبهة حقيقية فيلجؤون لتأليف الشبهات 

فالقصة في الثلاثة اناجيل وضحت ان الكلام عن بيت متى العشار أي لاوي. 

بل المشكك بوضوح اقتطع الاعداد فالعدد السابق مباشرة قبل الذي ذكره يتكلم عن هذا ويوضح ان الكلام عن متى بن حلفى وبيته 

ونقرا الاعداد معا 

انجيل مرقس 2

2 :13 ثم خرج ايضا الى البحر واتى اليه كل الجمع فعلمهم 

2 :14 وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني فقام وتبعه 

2 :15 وفيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكئون مع يسوع وتلاميذه لأنهم كانوا كثيرين وتبعوه 

أولا الكلام هنا عن شاطئ بحر الجليل بالقرب من كفر ناحوم وليس مدينة الناصرة. 

كفر ناحوم 

الناصرة 

فالكلام ليس أصل ليس عن مدينة الرب يسوع ولا بيته بل عن رحلاته التبشيرية في منطقة الجليل وكفر ناحوم 

ثانيا القصة عن متى العشار الذي اسمه لاوي بن حلفى كما قلت وقصة تعارفه على المسيح ودعوته لبيته 

فتعبير " وفيما هو متكئ في بيته الكلام عن بيت لاوي بن حلفى 

ثالثا بيت الرجال الأغنياء في هذا الزمان كان ليس بيت صغير فقط ولكن كان بيت كبير مكون من

البوابة : وهى باب كبير ذات مصراعين مصنوع من الخشب يقع في أول الدار الخارجية .

الدار الخارجية : وكانت تعرف باسم دار المسكن وهى عبارة عن مساحة خالية أو فناء مكشوف غير مسقوف ، قد يضم داخله مبنى أو أكثر . 

الدهليز :   هو مساحة الأرض الفارغة بين البوابة والدار  وكان يقع ضمن الدار الخارجية.

ساحة الدار : هو المكان الواسع الذي كان يجتمع فيه الناس وكان يقع في الطابق الأرضي من الدار الداخلية .

الدار الداخلية : وهى المبنى الذي يسكنه رئيس البيت

4

فالساحة كانت تتسع لكثير

5

 

أيضا ليس مرقس البشير فقط بل متى البشير ولوقا البشير أكدوا نفس الامر

انجيل متى 9

مت 9 :9 و فيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام و تبعه 

مت 9 :10 و بينما هو متكئ في البيت اذا عشارون و خطاة كثيرون قد جاءوا و اتكاوا مع يسوع و تلاميذه 

مت 9 :11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة 

مت 9 :12 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى 

 

ولوقا البشير يشرح بتفصيل أكثر

انجيل لوقا 5

5 :27 و بعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعني 

5 :28 فترك كل شيء و قام و تبعه 

5 :29 و صنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته و الذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين و اخرين 

5 :30 فتذمر كتبتهم و الفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تاكلون و تشربون مع عشارين و خطاة 

5 :31 فاجاب يسوع و قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى 

فذهاب المسيح لبيت متى العشار أي لاوي بن حلفى هو بسبب دعوة متى له وصنعه ضيافة للمسيح 

 

وأخيرا المعنى الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الإباء

دعوة لاوي العشّار

يقدِّم لنا الإنجيلي لوقا جانبًا حيًا من جوانب صداقة السيِّد المسيح للبشريّة، فإنَّه عند اختياره لخواصه اجتذبهم من أماكنٍ متعددةٍ، تارة من بين الصيَّادين البسطاء، وأخرى من بين العشّارين الذين يحتقرهم اليهود ويَّتهمونهم بالخيانة والعمل لحساب الدولة الرومانيّة.

دعا السيِّد المسيح لاوي العشّار الذي صار فيما بعد "الإنجيلي متى"، وكانت الدعوة مختصرة للغاية: "اتبعني" [27]، لكنها قويّة وفعّالة، إذ "ترك كل شيء وقام وتبعه" [28]، وأقام له وليمة ضيافة ليتذوق إخوته العشّارون اللقاء العذب مع السيِّد المسيح.

يقول القديس جيروم[201] أن بعض المقاومين للمسيحيّة استخفوا بأتباع المخلِّص إذ ساروا وراءه بمجرد دعوته لهم خلال النداء الأول لهم، فقبلوه في سذاجة دون تفكير (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). ويُرد على ذلك بأمرين، الأول أن هؤلاء قد سمعوا وربَّما شاهدوا العلامات والعجائب الكثيرة التي صنعها السيِّد قبل دعوته لهم، والثاني أن السيِّد يحمل جاذبيّة خاصة بكونه رب الخليقة يجتذب الكل حوله.

كما لاحظ القديس جيروم أيضًا أن متى البشير وحده هو الذي ذُكر اسمه "متى" عند دعوة الرب له (مت 9: 9) أما الإنجيليان الآخران فلم يذكرا اسمه، مكتفيِّين بذكر اسمه القديم "لاوي" احتشامًا من زميلهما الإنجيلي متى (مت 9: 9، مر 2: 13-14).

*     اتبع متى مبدأ سليمان: العادل يبدأ بمعاتبه نفسه، فدعا نفسه عشّارًا، ليظهر للقارئ أنه لا يجب أن ييأس أحد من خلاص نفسه مادام يرجع إلى حياة أفضَّل، فقد تغير هو من عشّار إلى رسول[202].

القديس جيروم

*     كان لاوي عشّارا يهيم وراء الكسب المرذول لا حّد لجشعه الممقوَّت، يزدري بقانون العدل والإنصاف، حبًا في تملك ما ليس له. فبهذه الخلق الذميمة اشتهر العشّارون، إلا أن المسيح اختطف أحدهم وهو غارق في بحر الإثم والرذيلة ودعاه إليه وأنقذه وخلصه، إذ ورد: "فقال له اتبعني فترك كل شيء وقام وتبعه" [27-28]. فما أصدق بولس المغبوط وهو يصف المسيح بأنه "جاء إلى العالم ليخلص الخطاة" (1 تي 1: 15). أفلا ترون كيف أن كلمة الله الابن الوحيد وقد أخذ لنفسه جسدًا يردّ إلى نفسه عبيد إبليس وممتلكاته؟!

القديس كيرلس الكبير

*     عندما اختار رسله الخواص ليكرزوا بإنجيله، اختارهم من بين الخطاة... ليظهر أنه جاء لا ليدعوا أبرارًا بل خطاة إلى التوبة[203].

الأب برناباس

لم يحتمل الكتبة والفرِّيسيون لقاء السيِّد المسيح مع العشّارين، فقالوا لتلاميذه:

"لماذا تأكلون وتشربون مع عشّارين وخطاة؟ 

فأجاب يسوع، وقال لهم: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى.

لم آت لأدعو أبرارًا، بل خطاة إلى التوبة[30-32].

*     لماذا يلوم الفرِّيسيون المخلِّص لتناوله الطعام مع الخطاة؟ لأن الناموس فرق بين المقدَّس والمحلل، وميّز بين النجس والطاهر (لا 10: 10). اِعتقد الفرِّيسيون أنه لا يصح الجمع بين المقدَّس والنجس، فقاموا يطالبون المسيح بحفظ شريعة موسى، ولكن لم يكن تهجمهم على السيِّد ناشئًا عن غيرة على الشريعة، بل عن حسدٍ وخبثٍ، فكثيرًا ما هبوا في وجه المسيح لإسقاطه في شركٍ منصوبٍ، إلا أن المسيح أفلت منهم رادًا السيئة بالحسنى، إذ أعلمهم أنه ما جاء الآن قاضيًا للحكم، بل طبيبًا للشفاء، ولذلك كان لزامًا عليه وهو طبيب أن يقرب المرضى لشفائهم من أسقامهم.

القديس كيرلس الكبير

وللعلامة ترتليان تعليق جميل على كلمات السيِّد المسيح: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" [21-22]. فإنَّه إذ ظهر في القرن الثاني بعض البدع تُدنِس الجسد وتحقر من شأنه وتحسبه عدوًا يلزم تحطيمه، يعلن العلامة ترتليان أن الجسد مع ما بلغه من فساد لكنه قريب لنا، يشارك النفس حياتها، يلزم أن نحبه كما نحب قريبنا، خاصة وأن السيِّد المسيح حمل جسدنا الذي في شبه الخطيّة فصار قريبًا له... بارك طبيعته فيه. هذا وإن كان جسدنا قد تلوث بمرض الخطيّة فإنَّ السيِّد المسيح جاء لا كديان بل كطبيب يشفي الجسد والنفس معًا.

نستطيع أن نتلمس قدسيّة نظرة الكنيسة الأولى للجسد، من كلمات العلامة ترتليان: [يطالبنا (المسيح) أن نحب قريبنا بعد حبنا له، وها هو يمارس ما يأمرنا به إذ يحب الجسد الذي هو ملاصق له جدًا وبطرقٍ كثيرةٍ، والذي هو قريبه، يحبه بالرغم من ضعفه، فإنَّ قوَّته تكمل في الضعف (2 كو 12: 9)، يحبه بالرغم من ارتباك جسدنا، إذ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، وبالرغم ممَّا يبدو أنه (جسدنا) غير مكرم، إذ تُعطي كرامة أفضَّل للأعضاء ناقصة الكرامة (1 كو 12: 23). يكرمه مع أنه محطَّم، إذ يقول: جئت لأخلص ما قد هلك (19: 10)؛ يكرمه مع أنه خاطئ، إذ يقول: أريد خلاص الخاطئ لا موته؛ وأيضًا بالرغم من كونه تحت الحكم فإنَّه يجرح ويعصب (تث 32: 39)[204].]

 

والمجد لله دائما