«  الرجوع   طباعة  »

هل أخطأ متى البشير في لفظ ارميا بدل من زكريا؟ الجزء الأول وسفر الأنبياء يلقب بإرميا 

زكريا 11 ارميا 18 و19 و32 ومتى 27

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

ورد في متى [27: 9] قوله:"حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائلوأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي منوه من بني إسرائيل
من تأمل في استشهاد متى لهذه العبارة من سفر أرميا ، يرى أنها من الكذب العظيم لأن العبارة المستشهد بها موجودة في سفر زكريا وليس سفر إرميا كما ذكر متى !!! فيكون لفظ إرميا غلط، فاحش فليزم من هذا أن ما كتبه متى، لم يكن بطريق الإلهام
وبعض الشبهات الأخرى سأذكرها في سياق الكلام

 

الرد

 

رددت على هذه الشبهة باختصار الى حد ما سابقا في ملف 

الرد على شبهة اختلاف قصة موت يهوذا

ورغم أنى اعتقد انه كافي الا أنى هنا أقدم شيء من التفصيل على قدرة ضعفي. 

النبوة لفظيا ليست موجودة في زكريا فقط ولكن جزء منها لفظي في زكريا 11 ولكنه لم يذكر بني إسرائيل ولا حقل ولكن الذي ذكرهم ارميا بوضوح. 

الامر الثاني ان الأنبياء لهم مقولات كثيرة ونبوات كثيرة لم يكتب كلهم فمثلما لم يكتب كل شيء قاله او فعله المسيح (يوحنا 21: 25) ومثلما يوجد تقليد شفوي لموسى النبي، ومثلما اقتبس معلمنا يهوذا من التقليد الشفوي لأخنوخ، فلهذا طبيعي أن يكون هناك تقليد شفوي لأرميا النبي ذكر فيه موضوع 30 من الفضة وحقل الفخاري هذا يكون ليس ببعيد وبخاصة انه قال (مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا) ولم يقول كما هو مكتوب. 

ولكن لأني اعرف ان المشككين كعادتهم الحرفية سيقولون نريد هذا حرفيا. فهم يفترضوا ولكن لا يقبلوا ان نقدم فرض فلهذا لن أصر على هذا التفسير رغم انه كافي للرد. 

 

الموضوع به تفاصيل أكثر من هذا ندرسها معا 

وفي البداية كاتب هذا العدد الذي يتهموه بالخطأ هو متى البشير اليهودي أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر والعارف جيدا جدا للعهد القديم بنصه الأصلي العبري وترجمته اليوناني السبعينية وكتب انجيله بالعبري وترجمه لليوناني واقتبس من العهد القديم من الاثنين من النص العبري والسبعيني. بل هو اكثر واحد من تلاميذ ورسل المسيح اقتباسا من العهد القديم 

واقتباسات العهد الجديد شرحتها سابقا بالتفصيل وانواعها وأيضا حسب كتاب 

Old Testament Quotations in the New testament

وكما شرحت سابقا في ملف 

فكره مختصره عن اقتباسات العهد الجديد من العهد القديم

وباختصار الاقتباسات عدة انواع 

 اقتباسات نصية 

 اقتباسات ضمنية 

 اقتباسات بسيطة 

 اقتباسات مركبه

 اقتباسات جزئيه 

 واقتباسات كليه

وبالإضافة الي الستة انواع التي مضت هناك انواع مشتركه بمعني اقتباس لفظي مركب او ضمني كلي وغيره 

وايضا انواع معقده مثل ان يكون مركب من جزء لفظي وجزء ضمني وهكذا

فكون متى البشير يقتبس جزء لفظي وجزء ضمني هذا النوع تكرر كثيرا في العهد الجديد 

الاقتباسات عدة فئات 

فئة 1 هي ان النص العبري يتفق مع السبعينية ويتفق مع العهد الجديد لفظا 

فئة هي النص العهد الجديد تقرب الي العبري أكثر من السبعينية لو السبعينية لجات للتفسير

فئة 3 هي النص العهد الجديد يقترب من السبعينية أكثر من العبري لو السبعينية لجات للتفسير

فئة 4 هي النص العبري يتفق مع السبعينية والعهد الجديد يختلف عنهما في مقطع او كلمة مهمة او ترتيب مؤثر او عدة ضمائر او اختصار وبخاصة ان العهد القديم يتكلم كنبوة اما العهد الجديد يتكلم عن تحقيقها

فئة وهو العبري يختلف قليلا عن السبعينية والاثنين يختلفوا قليلا عن العهد الجديد ولكن نفس المعني  

فئة 6 لو العبري يتطابق مع السبعينية تقريبا ولكن العهد الجديد يأخذ المضمون وليس الحرف (ويشترط وضوح انه اقتباس)

 

انجيل متي البشير اقتباساته لنفهم اسلوبه

اجمالي اقتباسات متي البشير

88

فئة 1

40

فئة 2

27

فئة 3

3

فئة 4

6

فئة 5

7

فئة 6

5

 

[Warning: Linked object ignored]

فمتي البشير اقتباساته عاده من النص العبري ولكنه علي علم بالسبعينية ولكن نادرا ما يلجأ اليها الا للمضمون

وايضا اسلوبه يؤكد ان انجيله كتب بالعبري وهو ترجمه الي اليوناني لأنه لو كتبه باليوناني من الاصل لكان نسبة النص من السبعينية اعلي من هذه النسبة

 

فالذي اقتبس 88 مرة من العهد القديم منهم 67 لفظي من العبري والباقي من السبعينية او ضمني هذا كافي جدا لتأكيد انه يعرف العهد القديم جيدا. لهذا افتراض انه أخطأ لأنه قال لفظ ارميا بدل من حسب ما يدعوا زكريا هو نابع عن عدم فهم من المتكلمين لان متى في اقتباساته اثبت بوضوح انه يعرف النبوات جيدا ويعرف مكانها ويعرفها بالنصين العبري والسبعينية. 

فمتى البشير الذي يعرف جيدا العهد القديم ولم يخطئ في اللفظ. يصبح السؤال لماذا قال ارميا بدل من زكريا؟ 

هذا اقتباس جزء منه لفظي من العبري في زكريا وجزء منه ضمني من ارميا فهو قدم 5 اقتباسات من فئة 6 لو العبري يتطابق مع السبعينية تقريبا ولكن العهد الجديد يأخذ المضمون وليس الحرف وهذا تم 33 مرة في اقتباسات العهد الجديد فهذا نوع معروف تكرر 33 مرة في العهد الجديد (وأيضا في العهد القديم) فلو أحدهم يجهل هذا الأسلوب هذا خطأه وليس من حقه ان يهاجم متى البشير. إذا ما يقوله متى البشير هو أسلوب متبع 

بعد هذا يجب ان نقرا النبوات بعناية لنفهمها التي اقتبسها متى البشير

اولا ما قدمه العهد الجديد من تحقيقها 

انجيل متي 27
حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 
قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 
فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 
فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 
فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 
لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 
حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 
10 
وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».

متى البشير يقصد هنا ان هذا الموقف تم التنبؤ عنه وحدث وانطبق على المسيح 

والنبوات أولا لفظيا 

زكريا 11
12 
فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 
13 
فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.

ثانيا ضمنيا 

ارميا 18

الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ قَائِلاً:

«قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي». 
فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ، وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. 
فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ، فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. 
فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 
«أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هكَذَا بِيَدِي يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. 

 

ارميا 19

19: 1 هكذا قال الرب اذهب و اشتر ابريق فخاري من خزف و خذ من شيوخ الشعب و من شيوخ الكهنة 

19: 2 و اخرج الى وادي ابن هنوم الذي عند مدخل باب الفخار و ناد هناك بالكلمات التي اكلمك بها 

19: 3 و قل اسمعوا كلمة الرب يا ملوك يهوذا و سكان اورشليم هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هانذا جالب على هذا الموضع شرا كل من سمع به تطن اذناه 

 

ارميا 32 

32 :6 فقال ارميا كلمة الرب صارت الي قائلة 

32: 7 هوذا حنمئيل بن شلوم عمك ياتي اليك قائلا اشتر لنفسك حقلي الذي في عناثوث لان لك حق الفكاك للشراء 

32: 8 فجاء الي حنمئيل ابن عمي حسب كلمة الرب الى دار السجن و قال لي اشتر حقلي الذي في عناثوث الذي في ارض بنيامين لان لك حق الارث و لك الفكاك اشتره لنفسك فعرفت انها كلمة الرب 

32: 9 فاشتريت من حنمئيل ابن عمي الحقل الذي في عناثوث و وزنت له الفضة سبعة عشر شاقلا من الفضة 

فالنبوة موجود جزء لفظي فيها في سفر زكريا وأجزاء ضمنية ومفهومها في سفر ارميا 

وأحب ان اوضح ان المعترضين لم يكتشفوا شيء جديدا انما نقلوا من كتابات قديمة مثل

كتاب الاغلاط لمستر جوويل سنة 1822

 

وأول وأشهر اعتراض هنا وهو كيف يقول ان كان اقتبس لفظيا من زكريا فكيف يقول ارميا؟

رغم أنى وضحت انه ليس من سفر زكريا فقط ولكن جزء نصي من سفر زكريا ولكن جزء كبير ضمني وليس لفظي من سفر ارميا الا ان أطلق على الكل اسم ارميا لان سفر الأنبياء كان يلقب باسم ارميا

هل فعلا اسم كتاب الانبياء يطلق عليه ارمياء؟ 

الإجابة نعم والدليل 

الترتيبات اليهودية القديمة يأتي ارمياء اولا لأنه كاتب سفر الملوك فيأتي اول اسفار الانبياء ثم حزقيال ثم إشعياء ولهذا في الماضي كان كثيرا يسمى كتاب الأنبياء بكتاب ارميا كما ذكر الراباي كمشي اليهودي وايضا دكتور لايت فوت اليهودي الأصل وبخاصه في فترة تقسيم الاسفار كان ارميا أكثر عدد في الاقسام فيقول دكتور لايت فوت

I do confidently assert that Matthew wrote Jeremy;  as we read it,  and that it was very readily understood and received by his countrymen.  We will transcribe the following monument of antiquity out of the Talmudists,  and then let the reader judge:  "A tradition of the Rabbins.  This is the order of the prophets.  The Book of Joshua,  Judges,  Samuel,  Kings,  Jeremiah,  Ezekiel,  Isaiah,  and the twelve."  And a little after:  "But since Isaiah was before both Jeremiah and Ezekiel,  he ought to have been set before them:  but since the Book of Kings ends with destruction,  and all Jeremiah is about destruction;  and since Ezekiel begins with destruction and ends with comfort;  and all Isaiah is about comfort,  they joined destruction with destruction,  and comfort with comfort  ":  that is,  they placed these books together which treat of destruction,  and those together which treat of comfort.  

انا بكل ثقة أؤكد ان متى كتب ارميا كما نقراها وان هذا كان المفهوم بسهولة واستلمها من قبل رفقاؤه. وأننا سوف ننسخ النص التالي من العصور القديمة من التلمود وبعد هذا نترك للقارئ الحكم. "هناك تقليد ربوات هذا هو الترتيب من الأنبياء سفر يشوع والقضاة وصموئيل والملوك وارميا وحزقيال واشعياء والاثني عشر" وبعد هذا بقليل "ولكن منذ كان إشعياء قبل كل من ارميا وحزقيال وقال كان ينبغي ان يوضع قدامهم ولكن منذ كتاب الملوك ينتهي الدمار وارميا كله عن الدمار ولان حزقيال يبدا بالدمار وينتهي بالراحة واشعياء عن الراحة فيجمع الدمار مع الدمار والراحة مع الراحة" ولهذا وضعوا الكتب معا التي تعالج الدمار وهؤلاء معا الذين يعالجون الراحة 

     You have this tradition quoted by David Kimchi in his preface to Jeremiah.  Whence it is very plain that Jeremiah of old had the first place among the prophets:  and hereby he comes to be mentioned above all the rest,  Mat_16:14;  because he stood first in the volume of the prophets,  therefore he is first named.  When,  therefore,  Matthew produceth a text of Zechariah under the name of Jeremy;  he only cites the words of the volume of the prophets under his name who stood first in the volume of the prophets.  Of which sort is that also of our Saviour,  Luk_24:44;  "All things must be fulfilled,  which are written of me in the Law,  and the Prophets,  and the Psalms."  "In the Psalms";  that is,  in the Book of Hagiographa,  in which the Psalms were placed first.

وهذا التقليد اقتبسه ديفيد كيمشي في مرجعه لأرميا وان بوضوح شديد ارميا في القديم كان يوضع في اول مكان بين الأنبياء: ولهذا أشار له متى 16: 14 لأنه يقف اول في كتاب الأنبياء لأنه اول اسم ولهذا متى وضع اسم زكريا تحت اسم ارميا. فهو يقتبس كلمات الأنبياء تحت اسم اول اسم في كتاب الأنبياء وقام بهذا الامر مخلصنا في لوقا 24: 44 يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسي والانبياء والمزامير "في المزامير" وهو اول كتاب في هاجيوجراف وضع المزامير في اول مكان.  

 

وبالفعل ما يقوله دكتور لايت فوت صحيح فقد قال كمشي هذا الكلام في

الراباى ديفيد كيميشى “Radak,” Rabbi David Kimchi و هو احد كبار قادة اليهود و ذلك في مقدمة مدخله الى سفر ارميا (3) فيقول

"A tradition of the Rabbins. This is the order of the prophets. The Book of Joshua, Judges, Samuel, Kings, Jeremiah, Ezekiel, Isaiah, and the twelve." 

"تقليد المعلمين, هذا ترتيب الانبياء. كتاب يشوع، القضاة، صموئيل (4)، الملوك (5)، ارميا، حزقيال، إشعياء، والاثني عشر (6)"
ثم بعد ذلك بقليل يقول:

"But since Isaiah was before both Jeremiah and Ezekiel, he ought to have been set before them: but since the Book of Kings ends with destruction, and all Jeremiah is about destruction; and since Ezekiel begins with destruction and ends with comfort; and all Isaiah is about comfort, they joined destruction with destruction, and comfort with comfort "


"
و لكن لأن إشعياء كان قبل ارميا و حزقيال كان يجب ان يوضع قبلهم و لكن لأن كتاب الملوك ينتهى بالدمار و كل ارميا يتكلم عن الدمار و لأن حزقيال يبدأ بالدمار و ينتهى بالراحة, و كل إشعياء عن الراحة, هم ربطوا الدمار بالدمار و الراحة بالراحة"

فهم بهذا شرحوا لماذا ارميا وضع اول سفر في الأنبياء ولماذا يسمى كتاب الأنبياء بكتاب ارمياء لأنه اول سفر فيه. مثلما يلقبوا كتاب الكتابات بالمزامير لأنه اول سفر فيه. 

وايضا يؤيد الكلام الراباى ديفيد Baba Bathra (7)

واكد ذلك ايضا

تفسير ابونا انطونيوس فكري 

آية (9): "حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل."

ما قيل بإرمياء النبي= الذي تنبأ هذه النبوة هو زكريا. ولكن كان سفر إرميا في التلمود أول أسفار الأنبياء لذا كان إسم إرمياء يطلق على كل النبوات (زك12:11،13). فاليهود يقسمون العهد القديم ثلاثة أقسام الأول هو الشريعة والثاني يبدأ بالمزامير ويسمونه المزامير والثالث هو الأنبياء ويسمونه إرميا.

ابونا هنا يتكلم عن ترتيب التلمود والترتيب القديم الذي قدمت ادلة عليه

 

فالخطأ الذي وقع فيه المشككين انهم ذكروا ادلة ترتيب التوراة الحديث واستشهدوا بها دون ان يعرفون الترتيب القديم.

لكن عرفنا أنه يقسم اليهود كتاب العهد القديم الى : الناموس , ثم الآنبياء , ثم الكتب ...
ويقسمه اليهود في زمن المسيح الى قسمين : الناموس , والآنبياء مت 11 : 13 ..
او الى ثلاثة اقسام : موسى والانبياء والمزامير لو 24 : 44 ..
والانبياء يطلق عليه ارميا مثل الكتابات يطلق عليها المزامير 

وكتاب الانبياء أطلق عليه هذا الاسم (ارميا) في التلمود 

والتلمود يتبع تقسيم قديم جدا من قبل الميلاد وفي زمن المسيح للأسفار وهذا الذي يعرفه القديس متي في هذا الزمان 

فلهذا يكون القديس متي أطلق عليه من ارميا لأنه اسم كتاب الانبياء في التلمود الذي يعلمه شفهيا متي واليهود ايضا يعلمونه جيدا 

ولهذا لن نجد في الاناجيل أي اسم من أسماء الأنبياء الصغار عندما يقتبسون منهم (فيما عدا يونان) رغم انهم اقتبسوا منهم كثيرا لأنهم كانوا جزء من كتاب الأنبياء الذي يطلق عليه ارميا 

والرد على من يشكك في هذه النقطة ان التلمود كتب بعد الميلاد فأقول له انه كان ينقل بعض المتوارثات شفهيا وبخاصه الامور التاريخية. والتلمود بعد الميلاد قدم التقسيم الموجود من قبل الميلاد.

لن اكتفي بهذه الأدلة بل أقدم أكثر.

دليل اخر يهودي مهم على ما قدمت وهو 

الموسوعة اليهودية 

يؤكد انه كان يطلق احيانا اسم ارميا كأول سفر في الانبياء الكبار 

هذا في الموسوعة اليهودية نفسها تحت عنوان قانونية الكتاب 

§ 5. 

Sequence. 

The classical passage for the sequence of the books is the Baraita in B. B. 14b. With the exclusion of interjected remarks chronicled there, it runs as follows: 

الاعداد المعتادة في سياقها في كتاب بارايتا (او بريشا وهو مكان طباعة او نسخه للعهد القديم) (مع استثناء الاخبار) هي كالاتي 

"The sequence of the Prophets is Joshua, Judges, Samuel, Kings, Jeremiah, Ezekiel, Isaiah, the 12 [minor] prophets; that of the Hagiographa is Ruth, Psalms, Job, Proverbs, Ecclesiastes, Song of Solomon, Lamentations, Daniel, Esther, Ezra, Chronicles. 

ترتيب الانبياء هو يشوع قضاه صموئيل ملوك ارميا حزقيال إشعياء الاثني عشر نبي الصغار (منهم زكريا) وفي الهاجيوجرافيا (الكتابات) راعوث مزامير ايوب امثال جامعه نشيد سليمان مالمراثي دانيال استير عزرا الاخبار 

Who wrote the books? Moses wrote his book, the section of Balaam and Job; Joshua wrote his book, and the last eight verses of the Torah; Samuel wrote his book, Judges, and Ruth; David wrote the Psalms, by the hand of the ten Ancients; namely, through Adam (Psalm cxxxix. 16, perhaps also xcii.), through Melchizedek, Ps. cx.: through Abraham, Ps. lxxxix. (http://www.jewishencyclopedia.com/volume3/V03p143001.jpg explained to = Abraham); through Moses, Ps. xc.-c.; through Heman, Ps. lxxxviii.; through Jeduthun, Ps. lxii.; perhaps lxxvii.; through Asaph, Ps. l., lxxiii.-lxxxiii.; and through the three sons of Korah, Ps. xlii. xlix., lxxviii., lxxxiv., lxxxv., lxxxviii. [The question whether Solomon should be included among the Psalmists is discussed in Tosafot 15a.] Jeremiah wrote his book, the Book of Kings, and Lamentations; King Hezekiah, and his council that survived him, wrote Isaiah, Proverbs, Song of Solomon, and Ecclesiastes; the men of the Great Synagogues wrote Ezekiel, the Twelve Prophets, Daniel, and Esther Ezra wrote his book and the genealogy of Chronicles down to himself." 

من كتب الاسفار.... ..... 

ارميا كتب سفره وسفر الملوك والمراثي ...... 

From the fact that in this account of the authors Moses is mentioned as the author of the Torah, it may be inferred that in the collection from which the Baraita is cited the sequence also of the five books of the Torah was probably given. But it is also possible that the Pentateuch, from its liturgical use in the synagogue, was so familiar as to be regarded almost as a single book, of the separate parts of which no enumeration was necessary. 

Prophets. 

The most striking sequence in this passage is that of the Prophets, given as Jeremiah, Ezekiel, and Isaiah, a sequence commented on in the TalmudThere it is explained that this is because the Book of Kings ends with destruction, Jeremiah begins and closes with destruction, Ezekiel begins with destruction and ends with consolation, while all of Isaiah consists of consolation. Thus, destruction appropriately follows upon destruction, and consolation upon consolation. The artificiality of this interpretation needs no explanation; but it must be remarked that such sequence is not chronological.

الانبياء 

أكثر ترتيب واضح هو ترتيب الانبياء وهو ارميا حزقيال إشعياء. والترتيب موجود في التلمود.

وهذا يفسر لان سفر الملوك ينتهي بالخراب ارميا يبدا وينتهي بالخراب وحزقيال يبدا بالخراب وينتهي بالعزاء واشعياء كله عزاء. ولهذا خراب يتبعه خراب ثم تعزيه وبعدها تعزيه. وهذا الصنع لا يحتاج الي تفسير ويجب ان يلاحظ ان هذه الترتيبات ليست زمنيه  

 The clearest explanation is that of Strack, who claims that the Baraita evidently arranged the prophetical books according to their size, a principle apparently followed also in the arrangement of the Mishnah treatises. According to their length, Jeremiah, Ezekiel, Isaiah, and the twelve Prophets stand to one another in the ratio of 41, 36, 32, and 30. The same principle is apparent in the sequence of the older Hagiographa, where the insertion of Job between the Psalms and Proverbs (the works of father, David, and son, Solomon) is particularly noticeable.

واوضح تفسير من ستراك الذي وضح ان براتيا رتبت الانبياء تبعا لحجمهم وهو المتبع في المشنة 

وتبعا للطول ارميا حزقيال إشعياء والاثني عشر نبي وهو بنسبه 41 الي 36 الي 32 الي 30 وهو نفس الترتيب المتبع في الهاجيوجرافيا الذي ادخل ايوب بين المزامير والامثال رغم انه عمل الاب داود والابن سليمان وهو ملاحظ 

 Since the Baraita regarded Moses as the author of Job, this book might quite appropriately have been placed at the head of the Hagiographa, as was indeed recommended by the Talmud. Now, according to their lengths, the Psalms (with Ruth), Job, and Proverbs stand to one another in the ratio of 39, 15, and 13; and Job, therefore, follows Psalms. The sequence of the three Solomonic books, wherein the placing ofEcclesiastes before the Song of Solomon is especially remarkable, illustrates the same principle of arrangement, the largest being placed first.

ونجده يوضح ثلاث نقاط هامة

اولا بناء على ترتيب قديم الكتاب من سفر الملوك الذي اشترك فيه ارميا ثم ارميا ثم حزقيال ثم إشعياء والانبياء الصغار منهم زكريا ولهذا يطلق عليهم ارميا 

 

ثانيا بناء على ترتيب النبوات ارميا أولا 

قبل الخراب اثناء الخراب التعزية (وعد الرجوع من السبي)

ارمياء حزقيال إشعياء 

فيتقدم ارمياء اولا 

 

ثالثا بناء على الطول (قبل ان يقسم الي اصحاحات) في التقسيم القديم اليهودي وهو تقسيم المقاطع 

ارميا اولا ثم حزقيال ثم إشعياء بنسبة 

41- 36- 32 مقطع

واعتقد هذه ادلة كافية على كلامي 

وأيضا ما قدمته الأستاذة ماريا في موقع الكنيسة العربي


وفي هذا يقول بروفيسور حامي جافرياهو ( פרו"פ חמ"י גבריהו ) في كتابه : قصص سيرة أرميا وأصول سفر أرمياءسنه 1972 : 
"
ידועות לי שלש עדויות קדומותבלתי תלויות זו בזושספר ירמיהו נתקדש לפני ספר ישעיהוהמקור העקרי הוא הברייתא בבבא בתרא "
"
من ألمعروف أن هناك ثلاثة شواهد قديمه , وغير متعلقه ببعضها البعض , تثبت أن سفر أرمياهو كان يكتب قبل سفر يشعياهو " , وأهمها هو بريتا بابا بترا ( فصل في التوسافتا أو المشنيه الخارجي ) ".
אולם ניתן להסיק מברייתא זו על העובדא שספר ירמיהוכהמשכו ההיסטורי של סמלכיםהיה הראשון בקודקס של נביאים אחרונים.
نستطيع الاستنتاج من بريتا على حقيقه كون سفر ارمياهو , كتكمله تاريخيه لسفر الملوك , كان موجودا في أول مخطوطات الانبياء الاواخر .
בימי בית שני נהגו לשים את ספר ירמיהו כראשון לקודקס של נביאים
في زمن ألهيكل الثاني أعتادوا على وضع سفر أرمياء في أول مخطوطات أسفار الأنبياء 
http://mikranet.cet.ac.il/pages/item.asp?item=14281

قسم الانبياء كان يسمى أرميا لأنه كانت العادة بتسميه قسم الكتاب ألمقدس باسم أول سفر ما يورد ورد فيه

والدليل على هذا :
סברה היא וספרנים בימי קדם היו נוהגים לכרוך בקודקס אחד ספרים דומים זה לזהולקרוא לכולם לפי שם המגילה הראשונה שבתוך הכרךכך למשל נקראים ספרי תרי עשר – הושע והשנים-עשר
أن الكتبة في الزمن القديم أعتادو ا على ربط الأسفار المتشابهة في نفس القسم , وتسميتهم بحسب السفر الاول الموجود في المجلد . فعلى سبيل المثال أسفار الأنبياء الصغار (هوشع - يوئيل - عاموس - عوبديا - يونان - ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا - حجي - زكريا - ملاخي) سميت بأسفار هوشع .
ألمصدر :
كتاب قواعد الاحكام , للمؤلف أهارون بن آشر 
דקדוקי הטעמים , אהרון בן-אשר 
ولهذا فبما أن سفر أرميا كان يرد في أول أسفار الانبياء , وبما أن العادة كانت في القدم بتسميه القسم بحسب السفر الاول الموجود فيه . فلا يوجد خطأ من أن يرد في متى: حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل.
وذلك لأن سفر زكريا ورد في أسفار الانبياء التي كانت تسمى بأرميا .

فقط اردت ان اوضح ان موضوع اسم كتاب ارمياء للأنبياء كلهم صحيح 

وأيضا الدليل على هذا ان الرب يسوع المسيح نفسه عندما يقول 

إنجيل لوقا 24: 44

 

وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ».

فالمسيح يسمى المجموعة الأولى خمس اسفار موسي باسم موسي والمجموعة الثالثة التي تسمى الكوتوفيم وهي أيوب المزامير والامثال الجامعة نشيد الانشاد رعوث واستير ودانيال وعزرا ونحميا واخبار الأيام كلهم باسم المزامير رغم ان أيوب أقدم من المزامير والسبب ان اول سفر في التقسيم اليهودي القديم هو المزامير فيسمى الكتاب باسم اول وأكبر سفر وهو المزامير وبنفس الطريقة الأنبياء او نفييم في القديم في زمن المسيح كان يسمى ارميا لأنه اول وأكبر سفر فيهم. 

 

اما عن اقتباس النبوة ففي البداية ندرس مقوله مهمة للعلامة ترتليان

of the money, which on Judas’ remorse was recalled from its first purpose of a fee,50805080    Revocati. and appropriated to the purchase of a potter’s field, as narrated in the Gospel of Matthew, were clearly foretold by Jeremiah:50815081    This passage more nearly resembles Zech. xi. 12 and 13 than anything in Jeremiah, although the transaction in Jer. xxxii. 7–15 is noted by the commentators, as referred to. Tertullian had good reason for mentioning Jeremiah and not Zechariah, because the apostle whom he refers to (Matt. xxvii. 3–10) had distinctly attributed the prophecy to Jeremiah (“Jeremy the prophet,” ver. 9). This is not the place to do more than merely refer to the voluminous controversy which has arisen from the apostle’s mention of Jeremiah instead of Zechariah. It is enough to remark that Tertullian’s argument is unaffected by the discrepancy in the name of the particular prophet. On all hands the prophecy is admitted, and this at once satisfies our author’s argument.  For the ms. evidence in favour of the unquestionably correct reading, ττε πληρθη τ ηθν δι Ιερεμου το προφτουκ.τ.λ., the reader is referred to Dr. Tregelles’ Critical Greek Testament, in loc.; only to the convincing amount of evidence collected by the very learned editor must now be added the subsequently obtained authority of Tischendorf’s Codex Sinaiticus. “And they took the thirty pieces of silver, the price of Him who was valued50825082    Appretiati vel honorati. There is nothing in the original or the Septuagint to meet the second word honorati, which may refer to the “honorarium,” or “fee paid on admission to a post of honour,”—a term of Roman law, and referred to by Tertullian himself. and gave them for the potter’s field.”

 

وترجمة 

والنقود التي اخذها يهوذا كانت تستدعي من الغرض الاصلي وهو اجره ومخصصه لشراء حقل الفخاري وذكر في انجيل متي انها قيلت بوضوح بواسطة ارميا 

فهو يوضح رغم معرفته بالنبوات أكد انها قيلت بارميا وهذه المقولة هي بالحقيقة التي لفتت انتباهي 

وهذا سأقدمه في الجزء الثاني 

 

والمجد لله دائما