«  الرجوع   طباعة  »

الجزء الخامس من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح الذي ينتظروه لان بعض النبوات لم تنطبق عليه مثل عاموس 9: 13-15



Holy_bible_1



أعرض شبهة من عدة أجزاء يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح

فيقولوا

الشبهة الخامسة



يقولوا لأنه المسيح لم يأتي في زمن سلام عالمي ومعرفة الرب ويستشهدوا بأعداد مثل عاموس 9: 13-15

فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح



الرد



سفر عاموس 9:

9 :13 ها ايام تاتي يقول الرب يدرك الحارث الحاصد و دائس العنب باذر الزرع و تقطر الجبال عصيرا و تسيل جميع التلال

9 :14 و ارد سبي شعبي اسرائيل فيبنون مدنا خربة و يسكنون و يغرسون كروما و يشربون خمرها و يصنعون جنات و ياكلون اثمارها

9 :15 و اغرسهم في ارضهم و لن يقلعوا بعد من ارضهم التي اعطيتهم قال الرب الهك

بالفعل هذه النبوة تتكلم عن العصر المسياني فبالفعل عاموس كسائر الأنبياء في العهد القديم يشرقون على الشعب بالبهجة الروحيِّة ويفتحون أمامهم باب الرجاء خلال المسيّا بن داود القادم ليقيم مملكته الروحيِّة، التي تضم إسرائيل الجديد من كل الأمم والألسنة والشعوب، كل نبي يكشف عن جوانب معيَّنة من هذا العصر المبارك.

الآن ما هي سمات العصر المسياني كما قدَّمه لنا عاموس النبي؟

نبدأ من عدد

9 :8 هوذا عينا السيد الرب على المملكة الخاطئة و ابيدها عن وجه الارض غير اني لا ابيد بيت يعقوب تماما يقول الرب

9 :9 لانه هانذا امر فاغربل بيت اسرائيل بين جميع الامم كما يغربل في الغربال و حبة لا تقع الى الارض

9 :10 بالسيف يموت كل خاطئي شعبي القائلين لا يقترب الشر و لا ياتي بيننا

هنا نبوة عن السبي وما سيحدث فيه من الام وقتل بسبب كثرة خطاياهم

يغربلهم وسط الشعوب. وهذا ما حدث بعد سبي أشور وبعد سبي بابل وعاد وجمعهم،

وهنا عاموس يتكلم قبل سبي اشور بعشرين سنة وقبل سبي بابل بمئة وخمسين سنة تقريبا



9 :11 في ذلك اليوم اقيم مظلة داود الساقطة و احصن شقوقها و اقيم ردمها و ابنيها كايام الدهر

ويتكلم عن زمن ما بعد الرجوع من السبي هنا فإذ اتَّسم السِفر بهدم قصور إسرائيل ويهوذا وقصور الأمم المحيطة بإشعال النار فيها، عِوض هذه القصور يقدِّم لنا السيِّد المسيح مظلَّة داود وقد أقامها بعد السقوط، إنه يقيمها بنفسه فهو لا يتكلم عن إعادة بناء الهيكل الحجري ولكن يتكلم عن ابن داود بالجسد الذي يأتي من نسل داود ويبني لنفسه خيمة أرضية أي جسد وهذا الجسد يقيمه إذ قام من الأموات ليقيمنا معه، ويُحصِّن شقوقها ويُقيم ردمها، ويبنيها بروحه القدُّوس كأيام الدهر لا يقدر الموت أن يهزمها.

سمة عصر المسيّا الذي ننعم به هو سمة القيامة، إذ صارت لنا الحياة الداخليَّة المُقامة فيه، نعيشها حتى متى جاء الرب في مجده تقوم أيضًا أجسادنا فتنعم النفس مع الجسد بالقيامة الأبديَّة.

وخيمة الاجتماع مكان محضر وحلول يهوه كانت خيمة وليست مبنى حجري فلهذا يشبه جسده بخيمة ستهدم ويقيمها وبهذا يؤسس مملكة روحية وعوض هذه يقيم الله مظلة داود الساقطة بقيامته وقيامتنا معهُ. فبيت أو قصر داود انتهى بسبي وهلاك وخراب صدقيا آخر ملوك يهوذا.

والسفر يتحدث عن الخراب والموت ثم أخيرًا في صورة مبهجة عن القيامة، من خلال جسد المسيح (وبالمعمودية نموت ونقوم معهُ) فالمسيح أقام جسده أي بيته الجديد فينا بروحه القدوس

وهو يحصن شقوقها ويقيم ردمها فبعد أن فقدنا مجدنا الملوكي بالخطية وفقدنا جمال قصورنا وصرنا كمظلة منهدمة خربة مثل بيت داود. أعاد المسيح بناؤنا. وجاءت الآية (11) بمعني أرمم ثغراتها وأقيم خربها.

وهذا حدث بالفعل وبدقة مع الرب يسوع المسيح فلقد أعاد المسيح للكنيسة المجد الروحي وحصلت على عهد جديد. ومهما كان بيت داود فهو بالمقارنة مع كنيسة المسيح كالخيمة.



9 :12 لكي يرثوا بقية ادوم و جميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا

هذا العدد يؤكد ان الكلام ليس عن اليهودية كمملكة فقط والا اصبح إشكالية في تعبير جميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم، ولكن هذا يتفق تماما كنبوة واضحة عن كنيسة المسيح اليهودية الأممية ولك من دعي عليه اسم المسيح وقبل المسيح ربا ومخلصا. ففي هذا العدد فتح الباب لجميع الأمم لتدخل تحت هذه المظلة. ويتحول فيها أدوم الدموي لوداعة المسيح. والأمم عباد الأوثان لشعب المسيح.

إن هذه العبارة تؤكِّد فتح الباب للأمم حيث يُدعى اسم الرب عليهم].

إن كانت "أدوم" تعني "من التراب" أو "من الدم"، فإن مظلَّة داود المُقامة، أي كنيسة العهد الجديد، ترث أدوم لتحوِّله من التراب إلى السماء، ومن حب سفك الدم إلى وداعة المسيح، لقد قبلت الكنيسة في أحضانها الوثنيِّين فغسلتهم وقدَّستهم للرب آنية روحيِّة سماويَّة ملائكيَّة!

وهذا حدث بالفعل مع كنيسة المسيح وأصبح من كل الأمم من يدعى اسم المسيح عليهم



9 :13 ها ايام تاتي يقول الرب يدرك الحارث الحاصد و دائس العنب باذر الزرع و تقطر الجبال عصيرا و تسيل جميع التلال

فيض النعمة في كنيسة المسيح بلغة الزراعة فالأرض خصبة والحصاد وفير أي المؤمنين سيكونون كثيرين. يدرك الحارث الحاصد = فالمبشرين كل من يذهب لمكان يأتي اليه مؤمنين والذي يأتي بعده يجد الذين يقبلون الايمان يتزايدون فيعد الأرض للغلة التالية.

وبالفعل هذا حدث في كنيسة المسيح وبعد قيامته وصعوده كان جموع غفيرة تدخل الايمان وحتى الان العابرين بأعداد ضخمة يدخلون الايمان كل يوم

والمؤمنين راسخين سماويين كالجبال يقطرون عصيرًا = فرحًا وبركة فعلامة البركة أن المؤمنين وقد صاروا جبالًا راسخة وتلالًا يقطرون عصيرًا ويسيلون بركة [13]، كما سبق فرأينا ذات التعبير في سفر يوئيل (3: 18).



9 :14 و ارد سبي شعبي اسرائيل فيبنون مدنا خربة و يسكنون و يغرسون كروما و يشربون خمرها و يصنعون جنات و ياكلون اثمارها

عصر الحرية من إبليس، فبعد أن حولنا إبليس لخرب أعاد الروح القدس بناءنا وملأنا فرحًا = خمرها. وكما شرح معلمنا بولس الرسول ليس اليهود بالختان هو يهودي

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2:

28 لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا،
29
بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.

وبالفعل المسيحيين عمروا أماكن كثيرة بالايمان وغرسوا كروم أي كنائس كثيرة فاض فيها روح الله القدوس واقاموا جنات سماوية على الأرض من قلوب مليئة قداسة واكل الكثيرين من ثمار الروح القدس



9 :15 و اغرسهم في ارضهم و لن يقلعوا بعد من ارضهم التي اعطيتهم قال الرب الهك

ثبات هذه الكنيسة لن يقلعوا بعد من أرضهم = هي كنيسة تشبع وتفرح بالروح القدس وابواب الجحيم لن تقوى عليها

إنجيل متى 16: 18


وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.

لن يقلعوا أي يكتب اسمهم في سفر الحياة

إنجيل لوقا 10: 20


وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ».



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 5


مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.

فالنبوة بالفعل عن العصر المسياني عصر المسيح وتحققت النبوة وقام جسد المسيح من الموت وتحقق كل ما قاله عن كنيسته

وكما اكرر كل مرة لو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته.



والمجد لله دائما