«  الرجوع   طباعة  »

لماذا لم يضع فيلبس الايدي على اهل السامرة ليقبلوا الروح القدس؟ اعمال 8



Holy_bible_1



السؤال



في اعمال الرسل 8 نجد فيلبس ذهب الى السامرة وبشرهم وامنوا واعتمدوا ولكن لكي يقبلوا الروح القدس بوضع الايدي اتى بطرس ويوحنا ووضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس

فلماذا لم يضع فيلبس الايدي على اهل السامرة ليقبلوا الروح القدس؟



الإجابة



في البداية استفانوس هنا هو أحد السبع شمامسة وليس الرسول وهو الثاني بعد استفانوس. فهو يعمل تحت اشراف الرسل الذين رسموه فلهذا عندما ازدادت الخدمة والثمر طلب منهم ان يعينوه وبخاصه انهم اعلى مرتبة روحية منه

وندرس معا ما قالته الاعداد

سفر اعمال الرسل 8

8 :4 فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة

8 :5 فانحدر فيلبس الى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح

وهنا نرى الخدمة تمتد للسامرة تماماً كما أرادها الرب يسوع أن تمتد. ويقول انحدر لأن أورشليم أعلى فهي على جبل. ونلاحظ أنه كانت هناك عداوة شديدة بين اليهود والسامريين، فالسامريين هم خليط من اليهود والوثنيين وهنا نتكلم عن جمع كبير شيء يماثل اليهودية او اقل منها بقليل. وهم لا يعرفون سوى أسفار موسى الخمسة فقط. وكان اليهود لا يتعاملون مع السامريين أبداً. ولكن المحبة المسيحية لا تعرف أي عداوة ولهذا السبب ذهب المسيح للمرأة السامرية. ونفهم من المرأة السامرية أن السامريين كانوا ينتظرون المسيا، لذلك فهم يأتون في ترتيب الكرازة بعد اليهود وقبل الأمم يو 25:4، 26+ أع 8:1. وكما أوضح إسطفانوس نهاية اليهودية بدأ فيلبس هذه الكرازة خارج اليهودية وأورشليم. واليهودية في هذا الوقت كان يخدمها كل الرسل قبل ان يجولوا مبشرين بالكلمة فبالطبع فيلبس لما كان يستطيع ان يبشر ويخدم ويوعظ ويعمد كل هؤلاء

ولكن خدمته بتدعيم الروح القدس كانت مثمرة جدا جدا أكثر مما يستطيع ان يخدم

8 :6 و كان الجموع يصغون بنفس واحدة الى ما يقوله فيلبس عند استماعهم و نظرهم الايات التي صنعها

8 :7 لان كثيرين من الذين بهم ارواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم و كثيرون من المفلوجين و العرج شفوا

8 :8 فكان فرح عظيم في تلك المدينة

8 :9 و كان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر و يدهش شعب السامرة قائلا انه شيء عظيم

8 :10 و كان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيمة

8 :11 و كانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره

فيلبس قدم معجزات شفاء حقيقية ولهذا حدث فرح حقيقي عظيم في مدينة السامرة. فلو كان سيمون يشفي المرضي فلماذا فرحوا بما فعل فيلبس؟ لان سيمون لم يكن يشفي امراض ولم يكن يقوم بمعجزات بل كان يقوم بأعمال سحرية شيطانية فقط مثل أي عرض سحري نراه هذه الأيام.

فكان سيمون الساحر (ماجوس) شخصية شريرة استخدم وسائل شيطانية كثيرة، وحسبه الجميع قوة الله العظيمة كسحر وامور شيطانية ولكن ليس شفاء امراض وإخراج شياطين

8 :12 و لكن لما صدقوا فيلبس و هو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله و باسم يسوع المسيح اعتمدوا رجالا و نساء

فلهذا شعب السامرة الذين انبهروا بسحر سيمون عندما قارنوا بين الحق الذي شهد له فيلبس الرسول، والسحر والأعمال المبهرة التي مارسها سيمون، فأعطى الروح القدس قوة لكرازة فيلبس حطمت أباطيل إبليس وجنوده. ففي الظلام نور ضعيف مثل ضوء حشرة او المنعكس على اعين ذئب يخيف ولكن لما يقارن بنور الشمس يعرف انه نور خطأ.

8 :13 و سيمون ايضا نفسه امن و لما اعتمد كان يلازم فيلبس و اذ راى ايات و قوات عظيمة تجرى اندهش

فسيمون الذي كان يقوم بهذا السحر عندما رأى المعجزات الحقيقية امن بالمسيح. فسيمون مَّيز بين الزيف الذي يمارسه والقوة الحقيقية التي ينادى بها ويستعملها فيلبس. لكن للأسف هو أراد أن يستفيد بالمعمودية بطريقة خاطئة أي ليمارس سحره بطريقة مسيحية أكثر فاعلية، اعتقد هو أنها أقوى من طرقه. هو لم يتحرر تمامًا من عبوديته لإبليس. كان يلازم فيلبس = لا ليتعلم ويتوب بل ليتعلم منه كيف يعمل هذه المعجزات. هو لم يفتح قلبه لله وليؤمن بكل ما يقوله فيلبس عن الله، بل كل ما كان يبحث عنه مزيد من القوى السحرية التي تمجده وتزيد دخله.

8 :14 و لما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله ارسلوا اليهم بطرس و يوحنا

8 :15 اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس

8 :16 لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع

8 :17 حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس

وهنا نأتي للجزء المهم وهو لماذا اتى الرسل ليضعوا الايادي والاسبب الأول هو المساعدة وكما قال ابونا تادرس يعقوب

إذ قبل السامريون الكلمة بأعداد كبيرة صار العمل يحتاج إلى أيدٍ أخرى للعمل بجانب القديس فيلبس. إنها أول حركة كنسية جريئة من أورشليم، أن تبعث رسولين إلى خارج اليهودية لخدمة السامريين، لينضم سامريون إلى العضوية الكنسية.

إرسال بطرس ويوحنا إلى السامرة من قبل الكنيسة في أورشليم يؤكد العمل الكنسي الجماعي، ودور الكنيسة في أورشليم القيادي، وأنه لم يكن بين الرسل رئيس، بل كان الكل متساوين في السلطان الرسولي. لا يحمل القديس بطرس رئاسة ليرسل رسلًا، بل في تواضعٍ وحبٍ وشركةٍ أطاع صوت جماعة الرسل الذين أرسلوه مع القديس يوحنا للعمل بحكمة.

تم

الام الاخر وهو نجد ان الشمامسة كان لهم سلطان تبشير وصنع معجزات شفاء وغيرها وأيضا تعميد ولكن وضع اليد لحلول الروح القدس في هذا الموقف هو ليس بسهل لانه اول قبول لأشخاص غير يهود انقياء فموضوع قبول الأمم للإيمان ونوالهم سرّ العماد وحلول الروح القدس كان أمرًا غاية في الخطورة، لم يكن ممكنًا لليهود المتنصرين في البداية أن يقبلوه. فلو تم ذلك خلال فيلبس وحده المرسوم حديثا كشماس لأخذ اليهود المتنصرين منه موقفًا متشددًا، وربما حسبوا عمله باطلًا. لهذا قام بالكرازة والعماد، وجاءت كنيسة الختان ممثلة في شخصي بطرس ويوحنا تثبت صحة العمل بوضع الأيادي ليقبلوا الروح القدس. فما فعله الرسولان لا يقلل من شأن القديس فيلبس، ولا يضعه في موقف العجز عن وضع اليد لقبول الروح القدس، إنما كان بخطة إلهية لتأكيد وحدة العمل جميعًا في فتح باب الإيمان للأمم. وهذا أيضا ما قاله القديس كيرلوس الاورشليمي

الامر الاخر كان للرسل الذين هم اعلى مرتبة ومتقدمين في الايمان قدرة اعلى لذلك استلزم الأمر نزول بطرس ويوحنا

ووضع الأيادي هو ما يسمى الآن سر المسحة (الميرون) الذي يتم تسليمه جيل عن جيل ليسكن الروح القدس في الإنسان.

فلهذا إجابة السؤال لماذا لم يضع فيلبس يده عليهم ليقبلوا الروح القدس رغم انه عمدهم باسم المسيح والسبب هو

أولا كثرة العدد

وثانيا لخطورة الموقف انهم ليسوا يهود

ثالثا الاحتياج لمن له سلطان اعلى مثل الرسل

اما من يقول ان الإجابة فقط هو ان فيلبس كان ممنوع من وضع اليد لانه شماس فهذا غير دقيق لان في نفس الاصحاح في موضوع الخصي الحبشي بعد ان عمده فيلبس لم يقل انه ارسله للرسل ليضعوا الايادي عليه ولا نتوقع انه سيتركه بمعمودية الماء فقط بل تمم المعمودية بالكامل دون الرجوع للرسل



والمجد لله دائما