كيف لم يعترض التلاميذ عندما أخبرهم المسيح انه سيصلب؟ متى 16 و17 و20 و26 مرقس 8 و9 و10 لوقا 9 و18



Holy_bible_1



الشبهة



تكررت شبهة كيف لم يعترض التلاميذ عندما أخبرهم الرب يسوع انه سيصلب ويموت؟ فهل من المعقول انه يقول لهم انه سيصلب ولا حتى يتساءلوا كيف هو المسيح الذي يجب أن يبقى الى الابد وهو يقول سيصلب؟



الرد



من الواضح ان المشككين المسلمين أفلسوا بعد ان فشلوا في اثبات أي شبهة فبدأ يألفوا شبهات لا أصل لها ولا يقبلها حتى المنطق. وهذه الشبهة مثال على هذا لان أي انسان قرأ الكتاب الاناجيل سيعرف جيدا أنهم اعترضوا وبشدة مثل بطرس والمسيح وبخه بقوة على اعتراضه فخافوا بعد هذا ان يعترضوا او يتساءلوا في اعلاناته اللاحقة عن هذا الامر

فالنبوات أعلنت عن ان المسيح انه أبدى

سفر أشعياء 9: 7

لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.

ولكن لم تقول النبوات انه يملك كملك ارضي الى الابد. هذا كان سوء فهم من اليهود

لإنجيل بحسب البشير يوحنا 12: 34

فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»

واخطؤا بظنهم انه ملك ارضي أصلا فهو الى دهر الدهور في السماء

سفر المزامير 45: 6

كُرْسِيُّكَ يَا اَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.

فالنبوات اعلنت ان مملكته سماوية وتتعبد له جميع الشعوب

سفر دانيال 7: 14

فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.

وهذا صححه المسيح بوضوح عندما أعلن ان مملكته ليست من هذا العالم

الإنجيل بحسب البشير يوحنا 18: 36

أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».

إذا اول جزء هو انه يبقى على الارض الى الابد هذا المفهوم اليهودي لم يكن دقيق



النقطة الثانية هل تلاميذه لم يعترضوا ولا مرة عندما قال هذا؟

الحقيقة هذا غير صحيح لو تابعنا ترتيب الاحداث

فمقولة المسيح انه سيصلب ذكرت عشر مرات في الثلاث اناجيل بالإضافة الى الإشارات الاخرى. أربع مرات في انجيل متى 16 و17 و20 و26 وثلاث مرات في انجيل مرقس 8 و9 و10 وأربع مرات في انجيل لوقا 9 و18 و24 (الأخيرة قالها ملاك)

اول مرة ذكرت كانت في

انجيل متى 16

مت 16 :21 من ذلك الوقت ابتدا يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم و يتالم كثيرا من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم

هل تلاميذ المسيح لم يعترضوا؟

الحقيقة لا بل اعترضوا وبشدة ونجد هذا في العدد التالي

مت 16 :22 فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا

قاله نواحي قيصرية في الجليل وقاله بعد تطويب بطرس وقبل عتاب بطرس وحادثة التجلي

ورد الفعل واضح لان بطرس لم يفهم وقال خطأ حاشاك يا رب لانه لم يفهم كيف يكون المسيح وهو ملك الملوك ورب الارباب ولكنه يقتل ولهذا اعترض وقال تعبير حاشاك يا رب

فعنفه المسيح على كلامه

23 فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».

وهذا توبيخ قوي لعدم الفهم وجعل بطرس وغيره من التلاميذ ان يصمتوا ويخافوا من هذا التعبير

وهذا يفسر لماذا لم يجرؤ أي من التلاميذ ان يسأله في المرات التالية واكتفوا بالخوف والحزن

غالبا هو نفس الموقف الذي ذكره مرقس البشير في

مرقس البشير اول مرة يذكر هذا الموقف في

الإنجيل بحسب البشير مرقس 8

8 :31 و ابتدا يعلمهم ان ابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و بعد ثلاثة ايام يقوم

8 :32 و قال القول علانية فاخذه بطرس اليه و ابتدا ينتهره

8 :33 فالتفت و ابصر تلاميذه فانتهر بطرس قائلا اذهب عني يا شيطان لانك لا تهتم بما لله لكن بما للناس

فكما قلت هو نفس الموقف تقريبا وأيضا نفس رد الفعل وانتهار بطرس لأنه لم يفهم

وكما عرفنا رد فعل التلاميذ انهم لم يجرؤا ان يسألوه فيما بعد عندما كرر هذه المقولة واكتفوا بالخوف والحزن

انجيل لوقا البشير فايضا يذكرها أيضا بعد مدح بطرس ولكن يذكرها باختصار

انجيل لوقا 9

9 :22 قائلا انه ينبغي ان ابن الانسان يتالم كثيرا و يرفض من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة و يقتل و في اليوم الثالث يقوم



المرة الثانية او الثالثة التي يذكرها متى البشير

الإنجيل بحسب البشير متى 17: 22

22 وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ

23 فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا.

هذه المقولة قاله الرب يسوع المسيح بعد موضوع اخراج الروح الشرير الذي فشل فيه التلاميذ. وقاله وهو يتردد في الجليل قبل ان يذهب الى كفرناحوم وموضوع الدرهمين

اما عن فهمهم لمقولة المسيح واضح انهم لم يفهموها جيدا والسبب. هم حزنوا رغم ان المسيح أنهى مقولته بانه في اليوم الثالث يقوم فلو كانوا فهموا جيدا ان هذا للخلاص وان هذا سينتهي بفرح بقيامته لما كانوا حزنوا جدا

وبمعرفتنا بالموقف السابق الذي فيه انتهار لبطرس هذا يوضح لنا لماذا لم يسألوه ولم يجرؤا ان يقولوا له كيف انت المسيح وتموت لان عندما قال بطرس حشاك يا رب انتهره المسيح

مع ملاحظة ان قبل هذا في نفس الاصحاح يشير متى البشير الى مقولة اخرى موقف اخر

:9 و فيما هم نازلون من الجبل اوصاهم يسوع قائلا لا تعلموا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات

:10 و ساله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة ان ايليا ينبغي ان ياتي اولا

أي انه كان يكرر موضوع انه يقتل ويقوم من الأموات وهنا يوضح انهم لم يفهموا

مرقس البشير يذكر هذا الموقف غالبا في

الإنجيل بحسب البشير مرقس 9: 32

31 لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ: «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ».

32 وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا الْقَوْلَ، وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ.

ايضا يقول مرقس البشير ان هذا حدث وهم يجتازوا في الجليل وقبل ذهابهم لكفر ناحوم فهو اما نفس الموقف او تكرار لمقولة الرب في توقيت قريب. وغالبا هو تكرار والسبب ان مرقس البشير يقول كان يعلم تلاميذه ويقول لهم اي أكثر من مرة شرح لهم هذا الامر

إذا الامر المهم هو انه اثناء تنقله في الجليل تكلم عن هذا الامر عدة مرات ليعلمهم هذا الامر. وهو بالطبع كان يقول هذا وهو حزين لأنه كما شرح انجيل يوحنا عالم بكل ما سياتي عليه فهم لا يفهموا جيدا ما يقول وهذا محزن وايضا مخيف.

اما سبب انهم خافوا ان يسألوه فكما عرفنا لأنه في المرة الاولى وبخ بطرس ووصفه بالشيطان والمعثرة فلم يجرء أحد فيهم ان يسأله ثانية كيف انه المسيح ويموت

ثم تكرر بعد هذا عدة مرات ولم يجرؤا ان يسألوه بعد توبيخ بطرس

فلو كان المشكك قرأ الكتاب المقدس بترتيب وليس اصتياد اعداد لادرك سبب عدم سؤال التلاميذ له بعد انتهاره لبطرس في المرة الاولى

واكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما