الرد على شبهة هل من الرحمة ان كل من لا يطلب الرب يقتل؟ 2 أيام 15: 13



Holy_bible_1



الشبهة



أخبار الأيام الثاني 15
حتى ان كل من لا يطلب الرب إله اسرائيل يقتل من الصغير الى الكبير من الرجال والنساء

هل هناك ما هو اشد وأقسى من وصية كهذه؟



الرد



أولا هذه ليست وصية ولا حكم ولا امر من الرب ولا من أحد انبياؤه ولا غيره وللأسف هؤلاء المشككين يستشهدون بأعداد لا يفهمون معناها بل يقتطعونها من سياقها فتظهر بمعنى اخر.

ما يتكلم عنه العدد هو تصرف شخصي من الشعب في موقف معين وهم أتوا من مكان اخر بعد اتعاب كثيرة.

وتأكيد هذا نقرا الاعداد في سياقها

سفر اخبار الأيام 15

15 :1 وكان روح الله على عزريا بن عوديد

15 :2 فخرج للقاء اسا وقال له اسمعوا لي يا اسا وجميع يهوذا وبنيامين الرب معكم ما كنتم معه وان طلبتموه يوجد لكم وان تركتموه يترككم

هذا ما قاله الرب وهو ان طلبوا الرب يوجد لهم وان تركوه يتركهم. هذا حرية اختيار فالله لا يجبر أحد. ولا يوجد أي امر او وصية باي عقاب في كلام الرب.

ويكمل بتذكيرهم الماضي

15 :3 ولإسرائيل ايام كثيرة بلا إله حق وبلا كاهن معلم وبلا شريعة

في هذه الفترة التي اختار شعب إسرائيل ان يتركوا الرب ويتبعوا اوثان ورفضوا ان يسمعوا لأي تعاليم له. ولم يطبقوا شريعتهم. أي باختيارهم فعلوا هذا أيام كثيرة وطول هذه الأيام التي رفضوا فيها الرب باختيارهم لم يعاقبهم بل تركهم لحريتهم واختيارهم.

15 :4 ولكن لما رجعوا عندما تضايقوا الى الرب إله اسرائيل وطلبوه وجد لهم

ثم يكمل حال هذه الأيام من عدم وجود امان بسبب بعدهم عن الرب لأنهم عندما اختاروا رفض الرب فالرب تركهم لحرية اختيارهم ولم يجبرهم ولكن لأنه ابتعد عنهم لأنهم رفضوه، فبابتعاده عنهم لا يوجد حماية لهم فتضايقوا جدا من الاتعاب والاعداء

15 :5 وفي تلك الازمان لم يكن امان للخارج ولا للداخل لان اضطرابات كثيرة كانت على كل سكان الاراضي

أي عندما تركوا الرب فتركهم لحريتهم حدثت اضطرابات كثيرة كان يحميهم منها وازداد الإرهاب وأصبح لا يوجد امان لأنه هو الذي كان يعطيهم امان وحماية بل وازدادت اعتداءات أمم على أمم والاضطرابات الكثيرة.

15 :6 فأفنيت امة بأمة ومدينة بمدينة لان الله أزعجهم بكل ضيق

في ابتعاد الرب ورفع حمايته عنهم هذا ازعاج وينسب للرب لان في غياب حمايته أصيبوا بكل ضيق. مثل امر خالق النور والظلمة رغم ان الظلمة غير مخلوقة ولكن هي نتيجة سلبية لغياب نور الرب.

15 :7 فتشددوا أنتم ولا ترتخ ايديكم لان لعملكم اجرا

فعزريا بن عوبيد النبي يقول لهم طالما اخترتم ان ترجعوا للرب فتشددوا في هذا وأسرعوا به لتعود حمايته لهم ولا يتراخوا وسيحصلون على اجر رجوعهم وهو حمايته لهم.

اين الوصية او الامر هنا في كلام روح الرب على عزريا بعقاب أي أحد؟

لا يوجد أي وصية الا حرية اختيار الرب وتوضيح بركات الرجوع للرب فقط.

ولكن يبدأ الدور البشري

15 :8 فلما سمع اسا هذا الكلام ونبوة عوديد النبي تشدد ونزع الرجاسات من كل ارض يهوذا وبنيامين ومن المدن التي اخذها من جبل افرايم وجدد مذبح الرب الذي امام رواق الرب

اسا الصالح ملك يهوذا أي المملكة الجنوبية وهذا تقريبا بين 912 ق م الى 871 ق م أي في وجود المملكة الشمالية وبينهم عداء وبعد الانفصال بأكثر من 35 سنة أي جيل مر وهذا جيل جديد

ما قام به الملك كرد فعل هو نزع الرجسات أي ازالت الاوثان في مملكته التي له سلطان عليها وجدد مذبح الرب. وهذا تصرف رائع لا يوجد فيه اجبار ولا قتل ولا غيره ولكن توضيح ان هذه الأرض الصغيرة مخصصة للرب

15 :9 وجمع كل يهوذا وبنيامين والغرباء معهم من افرايم ومنسى ومن شمعون لأنهم سقطوا اليه من اسرائيل بكثرة حين راوا ان الرب إلهه معه

هنا نلتفت لشيء مهم جدا وهو ان الذين سيتكلم عنهم لاحقا هم يهوذا وبنيامين أي شعب مملكة يهوذا ولكن ليس هم فقط بل معهم الكثير جدا من سكان المملكة الشمالية العشر اسباط كأفرايم (الغالبية العظمى) ومنسى التي أصبحت تعبد عجلي يربعام الذهبيين. هنا يوضح ان هؤلاء بإرادتهم تركوا عبادة العجل الذهبي ومملكتهم واراضيهم وذهبوا مملكة تعتبر عدوة لهم فقط ليعبدوا الرب لأنهم رأوا بأعينهم بركات الرب مع أسا ولم يقبلوا خطايا ورجاسات عبادة الاوثان. أي تركوا باختيارهم وحريتهم دولتهم التي لا تزال تعبد العجل الذهبي والاوثان ومليئة بالرجاسات واتوا الى الرب.

15 :10 فاجتمعوا في اورشليم في الشهر الثالث في السنة الخامسة عشرة لملك اسا

15 :11 وذبحوا للرب في ذلك اليوم من الغنيمة التي جلبوا سبع مئة من البقر وسبعة الاف من الضان

15 :12 ودخلوا في عهد ان يطلبوا الرب إله ابائهم بكل قلوبهم وكل أنفسهم

أي قرروا ان يتوبوا وهذا قرارهم بدون اجبار من الرب وأكرر ان الكثير أتوا بإرادتهم من المملكة الشمالية ليعبدوا الرب. وتعاهدوا على هذا باراتهم

ولكن التالي هو تصرفهم الشخصي حتى لو رأى البعض انه مغالاة

15 :13 حتى ان كل من لا يطلب الرب إله اسرائيل يقتل من الصغير الى الكبير من الرجال والنساء

وهنا نصل للعدد المستشهد به وعرفنا ان قائله ليس نبي الرب عزريا ولا الملك أسا ولا كاهن ولا لاوي ولا أي شخص مسؤول او ذو سلطة من أي نوع بل الذي اقام هذا العهد هم الذين جاؤوا بإرادتهم من المملكة الشمالية لمملكة يهوذا لأنهم تعبوا من عبادة الاوثان ويريدوا ان يعبدوا الرب فقط.

الامر اللغوي تعبير صغير في العدد في العبري هو قطان קטן ويلقب بها الشباب فتعبير من الصغير يقصد منها هو من الشاب للعجوز ومن الرجال والنساء. أي أي شخص واعي بالغ له حق اتخاذ قرار.

فمن لا يريد ان يطلب الرب بل العجل الذهبي وغيره لما كان اتى أصلا ويستطيع بكل سهولة يرجع لوطنه المملكة الشمالية او غيرها ويعبد ما يريد بل لا يوجد أي شكل من الاجبار كل فرد فيهم جاء بإرادته ويستطيع ان يعود بأراداته لو لا يريد ان يطلب الرب. بل هؤلاء فقط يبحثون عن قبول الرب لهم وقبول توبتهم ويرفضوا من ينجس هذا الاجتماع المقدس والمحلة المقدسة ومن لا يقبل هذا له كل حرية في ان يغادر.

15 :14 وحلفوا للرب بصوت عظيم وهتاف وبابواق وقرون

بل حتى هذا الموقف لم يكن قانون بشري مستمر وضعوه بل هو فقط في وقت الحلف ووقت تقديم الذبيحة ووقت التوبة فقط. أي من لا يريد ان يتوب ويرفض الرب ولا يريده لا يحتاج ان يحضر معهم تقديم الذبيحة للرب وبحريته يستطيع ان لا يشترك ويستطيع ان يغادر

15 :15 وفرح كل يهوذا من اجل الحلف لأنهم حلفوا بكل قلوبهم وطلبوه بكل رضاهم فوجد لهم واراحهم الرب من كل جهة

العدد يوضح انهم فعلوا هذا بإرادتهم وبرضاهم والرب لم يطلب منهم هذا ولا الملك أيضا

بل لا نجد تنفيذ لهذا اطلاقا

بل يكمل موضحا ان المخالفين لم يقتلوا ويضرب مثال بمعكة

15 :16 حتى ان معكة ام اسا الملك خلعها من ان تكون ملكة لأنها عملت لسارية تمثالا وقطع اسا تمثالها ودقه واحرقه في وادي قدرون

أي حتى المصرين على رفض عبادة الرب لم يقتلوا ولكن الملك فقط خلع معكة الوثنية الشريرة من دورها في الملك فقط. العقاب كان للأصنام نفسها ولكن لم يعاقب بشر.

فالحقيقة كما قلت ان الشبهة تنتهي تماما عندما نرى العدد في سياقه ونفهم من قائله. ونتأكد أنه تعهد شخصي لم ينفذ أصلا وليس امر أو وصية من الرب على الاطلاق



والمجد لله دائما