كيف يصف بولس الرسول المسيح بانه ملعون وكيف يعبده بعد هذا الوصف؟ غلاطية 3: 13 وتثنية 21: 23



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في غلاطية 3 :13 »13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». «. وبولس هنا يلعن المسيح، فكيف يكون ربَّه؟.



الرد



الحقيقة ما يقول المشكك نتيجة عدم فهم منه لان هذه الآيات من اروع الآيات التي توضح كم نحن مديونين للمسيح الذي دقع ثمن خطايانا وتبريرنا بمحبته

فالمسيح في ذاته بار بلا خطية ولا لعنة ولكن وضع عليه خطايانا فصار هو خطية ليس لأنها فعل خطية ولكن لأنه حمل عنا الخطية لنتبرر فيه ليصالحنا لنفسه بدون ان يخالف نفسه (العدل الالهي)

وايضا هو حمل عنا لعنة الناموس وصار اللعنة ليس لأنه ملعون بالطبع لا ولكنه لأنه أصبح حامل عنا اللعنة ليفدينا وعومل مثل اللعنة

وشرحت امر مشابه سابقا في ملف

كيف يصف بولس الرسول المسيح بانه خطية وكيف يعبده بعد هذا الوصف

وسبب رفض المشكك لهذا الفكر لأنه يقيس بمنظار ليس مسيحي فهو يعرف الاله الجبار المتكبر المتعالي ... ولكن الهنا قريب وحنون ووديع ومتواضع القلب ويحمل عنا الامنا واتعابنا وخطايانا وهمومنا ويشاركنا في كل شيء لأنه إله شركة وليس إله استعباد

وقبل ان اشرح الذي يقوله معلمنا بولس الرسول في الشاهد اشرح مفهوم العهد القديم الذي يقصده في مفهوم لعنة

اولا معني كلمة اللعنة

الكثير يتخيل ان كلمة اللعنة شيء بشع جدا واهانة ما بعدها إهانة ولكن لا يعرف معناها اللغوي الحقيقي فندرس هذا

لعن (لسان العرب)

واللَّعْنُ الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير، وقيل: الطَّرْد والإِبعادُ من الله.
ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً: طَرَدَه وأَبعده.

وكلُّ من لعنه الله فقد أَبعده عن رحمته واستحق العذابَ فصار هالكاً.
واللَّعْنُ التعذيب، ومن أَبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلِّدَ في العذاب.

قال الليث: المُلَعَّنُ المُعَذَّبُ؛

واللَّعْنَة في القرآن: العذابُ.
ولَعَنه الله يَلْعَنه لَعْناً: عذبه.

لعن (الصّحّاح في اللغة)
اللَعْنُ: الطردُ والإبعادُ من الخير.

لعن (مقاييس اللغة)
اللام والعين والنون أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إبعادٍ وإطرادٍ.

إذا اللعن هو الطرد والابعاد والعذاب فالملعون هو المطرود والمبعد والمعذب هذا في اللغة العربية

في العبري اللعنة عكس البركة

H7045

קללה

qelâlâh

BDB Definition:

1) curse, vilification, execration

Part of Speech: noun feminine

لعنة تشويه فصل

فمعناها اقل من المعنى العربي فتعني تشويه او فصل

في اليوناني

G2671

κατάρα

katara

Thayer Definition:

1) an execration, imprecation, curse

Part of Speech: noun feminine

فصل عدم الدقة لعنة

فاللعنة ليس بالشرط المعنى العربي ولكن تعني باختصار تشويه او فصل



اللعنة انواع ولا اشرح جميع الانواع الان ولكن أركز على نوعين النوع الاول الذي يلعن بسبب خطية عظيمه يرتكبها والنوع الثاني الذي يلعن بدون ان يرتكب خطية

اول من لعن بدون ذنب هي الارض لان الحية اخطأت فلعنت وقايين أخطأ فلعن ولكن الارض صارت لعنة بدون ان تفعل خطية فهي فتحت فاها وبلعت دم هابيل ووعد الرب انه يعوض عن لعنة الارض مع ملاحظة ان ادم وحواء لم يلعنا

سفر التكوين 5: 29

وَدَعَا اسْمَهُ نُوحًا، قَائِلاً: «هذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ».

سفر التكوين 8: 21

فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.

فالرب وعد انه في يوم من الايام لا تعود الارض لعنة لأنها لعنت بشرب دم فسيسفك عليها دم يحمل اللعنة وتصير مقدسه بدمه

وثاني شيء أصبح لعنه رغم انه مقدس ويقدس وهو ماء اللعنة وهذا يجب ان نركز في معناه لأنه سيوضح لنا الامر من أصله ومفهومه اليهودي والكتابي.

ماء اللعنة

هو مكون من ماء مقدس وغبار مقدس

سفر العدد 5

17 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ،
18
وَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ الْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللَّعْنَةِ الْمُرُّ.

فالماء المقدس هو يقدس وغبار المسكن هو مقدس لأنه من ارض المسكن

في اناء خزف اشارة الي جسد المسيح وهذا الماء المقدس المخلوط برماد مقدس في اناء مقدس ورغم هذا هو يصبح ماء لعنه ليس في ذاته ولكنه في اظهار الخطية لان من يأخذه لو يريد ان يتبرر فهو يتقدس ومن يرفض التبرير وهو شرير يتحول في داخله مرارة وعقوبة للخطية

رغم انه ماء مقدس بلا خطية ولكنه ماء يدخل في جوف المرأة يدين الخطية في الجسد فيسمى ماء اللعنة لأنه اظهر الخطية ودانها

فهو لعنه لأنه يدين النفس إن كانت متعجرفة ودنسة تدخل تحت الموت واللعنة والمرّ، وإن كانت طاهرة كعروس للمسيح مقدَّسة فيه فتحمل مجدًا وتلد ثمار الروح ويكون لها فضائل كثيرة.

فماء اللعنة رغم انه مقدس ولكنه يفصل بين المقدس والشرير فسمي لعنة رغم انه مقدس

سفر التثنية 11: 26

«اُنْظُرْ. أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً وَلَعْنَةً:

فمن يأخذه ويتمسك بالتقديس يصير له بركة ومن يأخذه برفض يصير له لعنة لأنه يظهر خطية ويفرزها ويدينها

سفر التثنية 29: 21

وَيُفْرِزُهُ الرَّبُّ لِلشَّرِّ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ جَمِيعِ لَعَنَاتِ الْعَهْدِ الْمَكْتُوبَةِ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هذَا.

أيضا الكاهن المقدس الذي يفصل الخطية مثل تيس عزازيل يعتبر تنجس



الامر الثالث والاهم وهو المعلق

سفر التثنية 21

في نفس الاصحاح يتكلم عن العجلة التي تكسر رقبتها بدل القاتل الذي قتل في الخفاء ولم يعرف ولا يوجد شاهد عليه وهي تحمل ذنبه وخطيته رغم انها بدون ذنب

ثم يتكلم عن المجرم الخاطئ الذي عليه حكم موت فيقول

22 «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ،
23
فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ
. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.

الكلام عمن قتل او قام بخطية حقها الموت في هذه الحالة يكون ملعون من الله أي مفصول لأجل الخطية التي فعلها وعلق بسببها

رغم ان الحية النحاسية المعلقة هي تسبب شفاء وحياة

سفر العدد 21: 9

فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.

ومعني المعلق ملعون هو علامة علي الرفض بمعني ان بعد الخطية أصبح هناك انفصال بين السمائيين والارضيين والذي يعلق فهو معلق بين السماء والارض. لا يصل الي السماء ولا يصل الي الارض ومرفوض من الاثنين من السماء والارض. والرفض هو علامة لعنة فلهذا المعلق ملعون من الله واي انسان مرفوض هو يمثل اللعنة

هذا يجب ان يدفن لكي يدفن اللعنة معه فهو حملها وانهاها في القبر فلا تتنجس الارض ببقاء اللعنة عليها إذا المعلق يأخذ اللعنة وينقذ منها الارض فهو يحمل اللعنة عن الارض ويدفنها معه فلا تظهر ثانية. إذا المعلق ملعون لأنه يحمل اللعنة والتي هي تمثل الانفصال والخطية لكي يدفنها هذا بالإضافة الي خطاياه الشخصية فهو لا يبرر تبريرا ولكن المسيح هو الوحيد الذي علق بدون خطيه فهو حمل اللعنة ودفنها فانتهت اللعنة

ولكن مرة ثانية تثنية 23 الكلام عمن قتل او قام بخطية حقها الموت في هذه الحالة يكون ملعون من الله لأجل الخطية وعرفنا هنا هناك أشياء مقدسة لانها تدين الخطية فهي لعنة رغم انها مقدسة ولم تخطئ.

ولكن المسيح علق على عود الصليب رغم انه لم يفعل أي خطية أي بدون ذنب فهو عومل مثل الملعون (المفصول) وصار مثل الملعون (صار لعنة لأجلنا أي مفصول) رغم انه غير ملعون ولكن هو قبل هذا ليحمل خطيتنا ويفتدينا من لعنة الناموس

3: 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة

وفي نفس العدد يقول لعنة الناموس رغم ان الناموس ليس لعنة ولكن ليوضح الخطية بل معلمنا بولس الرسول نفسه أكد ان الناموس مقدس

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7: 12

إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.

فالناموس المقدس لأنه يكشف الخطية هو لعنة وبهذا المسيح الذي عومل معاملة الملعون وهو قدوس ولكن دان الخطية ولهذا لقب لعنه

وندرس الاعداد في سياقها

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3

3: 9 إذا الذين هم من الايمان يتباركون مع ابراهيم المؤمن

3: 10 لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به

الله وعد ابراهيم ان البشرية كلها تتبارك في نسله (نسله بالمفرد كما يقول في عدد 16) ولكن هناك حائل بين البشر وتتميم وعد الله وهو وجود لعنة وهي مخالفة اي وصية الذي الناموس المقدس صار لعنة لأنه يظهر الخطية ومن أخطأ في واحدة صار متعديا للناموس (يعقوب 2: 11) إذا هناك بركة من نسل ابراهيم ولعنة من مخالفة اي وصية وهنا يبرز سؤال هل فيكم من استطاع أن يلتزم بكل بنود ووصايا الناموس، لذلك من يرجع للناموس يجد أن الناموس يحكم عليه باللعنة تثنية 27: 26 فرغم ان الناموس مقدس ولكن لأنه يدين الخطية فهو يلقب لعنة الناموس فالناموس لعنة. إذا هناك بركة ممنوحه ولكن هي معطلة باللعنة الموجودة على كل من خالف اي وصية واحده فيكون الحل هو دفن هذه اللعنة

3: 11 ولكن ان ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر لان البار بالأيمان يحيا

مع اضافة عامل اخر ان من يؤمن يتبرر والبار بالأيمان يحيا نجد الرسول هنا يلتقط آية من سفر حبقوق هي أن " البار بالإيمان يحيا" ويستشهد بها بأن الإيمان هو طريق الحياة. وهذه الآية من (حب4:2)، وقالها حبقوق بقصد أن المؤمن بالله سينجو من الهلاك الآتي بيد بابل. قطعًا لو استطاع إنسان أن يلتزم بالناموس بالكامل سيحيا ولن يهلك ولأنه لا يوجد هذا الإنسان، دبر الله أن يكون الإيمان بالمسيح هو طريق التبرير وطريق الحياة. ولكن حتى هذا معطل بوجود اللعنة فالإيمان لا يبرر في وجود لعنة مخالفة الناموس

3: 12 ولكن الناموس ليس من الايمان بل الانسان الذي يفعلها سيحيا بها

الناموس ليس شرير بل مقدس ولكنه مثل ماء اللعنة كما شرحت من يخالفه يصبح الناموس له لعنة لأنه اظهر الخطية الوحيد القادر على ان لا يخالف اي وصية في الناموس ويكون بلا خطية هو الذي يحيا ولا تنطبق عليه اللعنة ويكون في هذه الحالة قادر علي دفن اللعنة وهذا ينطبق على المسيح فقط لأنه الوحيد الذي بلا خطية

ولكنه لكي يدفن اللعنة يجب ان يعلق ويعامل مثل الملعون فيحمل اللعنة فيدفنها فبهذا يفتح باب البركة في نسل ابراهيم وايضا يفتح باب البر بالإيمان فمن يؤمن ايمان عامل بالمحبة بالذي دفن اللعنة يتبرر حتى ولو أخطأ في واحده او أكثر لان اللعنة لن تصيبه لأنها دفنت بالذي هو لم يفعل خطية

فيقول

3: 13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة

فهو صار لعنة

أولا لأنه مثل ماء اللعنة رغم انه مقدس بلا خطية ولكن لأنه دان الخطية واللعنة وحملها ودفنها لنتبرر فيه

ثانيا رغم انه بلا خطية ولكنه عومل مثل الملعون الذي فعل خطية عليها حكم موت وهو بلا خطية ولهذا يوصف بأنه صار لعنة

ثالثا عرفنا ان شرط لكي يحمل اللعنة لكي يفدنها أي يفصلها يجب ان يعلق فهو علق ليصير حامل للعنتنا وليس لعنته

فهو دان الخطية (اللعنة في جسده)

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 3

لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ،

فهو لعنه أي انفصال ليس بارتكابه خطية ما وليس بالطبيعة فهو في طبيعته قدوس، وإنما بتعليقه على خشبة لكي يحمل اللعنة عنا أي الانفصال ويظهر الخطية ويدينها ولهذا يقول صار لعنة وليس ملعون فهو حمل اللعنة ولكنه لم يلعن، فهو ملعون بحملها وليس ملعون لأنه لعن لأنه في ذاته قدوس. ومعلمنا بولس الرسول أكد ان المسيح قدوس بلا خطية

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 7: 26

لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ

ونلاحظ دقة كلام معلمنا بولس الرسول انه لم يقتبس تعبير ملعون من الله لان المسيح ليس ملعون من الله ولكن هو اخذ تعبير ملعون فقط لأنه عومل مثل الملعون رغم انه غير ملعون

وهكذا احتضننا ونحن تحت اللعنة، وأنقذنا منها بنعمته. خلصنا المسيح المصلوب من اللعنة، إذ حقق في شخصه كل متطلبات الناموس بالكامل، وفي الوقت نفسه صنع كفارة كاملة وتامة عن كل تعديات اليهود (والبشرية بوجه عام) ضد الناموس. هكذا صار الناموس مرضيًا لا يطالب السيد المسيح ولا بقية الجنس البشري بشيء ما داموا متحدين معه بالمعمودية وهذا لان لعنة الناموس دفنت معه فلم تصبح المؤمنين ملعونين بوجه عام

وكما شرح ابونا تادرس وابونا انطونيوس نقلا عن البابا أثناسيوس

ويقول البابا أثناسيوس الرسولي إن القول بأن المسيح صار لعنة وصار خطية يشير إلى أنه قَبِلَ اللعنة والخطية (صار المنظر على الصليب، والمسيح خاطئ مدان فهو حمل لعنتنا وحمل خطيتنا ليميتها بموته) وذلك كقولنا صار جسدًا (يو14:1) فهذا لا يشير لتحوله إلى جسد بل أنه لبس جسدًا (اتخذ له جسدًا) مع احتفاظه بلاهوته بلا تحول ولا تغيير. وهكذا هو صار له منظر الخطية واللعنة مع احتفاظه ببره وقداسته. وهو حمل خطيتنا لنأخذ نحن بره. إن كان مَنْ يُعلَّق على خشبة ومن يتعدّى الناموس كلاهما تحت اللعنة، وإنه كان من الضروري لذاك الذي يحرر من اللعنة أن يكون هو حرًا منها، إنما يتقبل لعنة أخرى (غير لعنة التعدي) فيعلق لكي يحملها، لذلك قُبِل المسيح هذه اللعنة الأخرى. (خلال التعليق على خشبة) لكي يحررنا من اللعنة بدفنها. لم يكن علي المسيح لعنة التعدي فهو بلا خطية، بل حمل اللعنة الأخرى، لكي يَنتزع اللعنة عن الآخرين. "على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" (إش 9:53). إذ بموته خلص الأموات من الموت، هكذا بحمله اللعنة في نفسه خلصهم منها

وبهذا نتأكد ان بولس الرسول لم يقل على المسيح انه لعن وانه ملعون بل قوله صار لعنه اي انفصال أي حمل اللعنة عنا ودانها ودفنها فانتهت وبهذا نلنا بركة ماء اللعنة ونلنا بركة تتميم الناموس فيه ومن خلاله ونلنا التبني ونلنا بركة وعد ابراهيم

3: 14 لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح

وكأن لعنة الناموس ظلت حاجزة بين بركة إبراهيم والنسل الموعود له بالبركة (أى الأمم كلها). وكان لا يمكن للبركة أن تصل لنا إلا بعد أن حمل المسيح اللعنة وهو ذاته ليس فيه لعنة فدان اللعنة ودفنها وانتهت اللعنة بدفنها. وبعد ذلك حلت على المؤمنين (أولاد إبراهيم بالإيمان) أعظم بركة أي الروح القدس الذي نناله بالإيمان.

3: 15 ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس أحد يبطل عهدا قد تمكن ولو من انسان او يزيد عليه

3: 16 واما المواعيد فقيلت في ابراهيم وفي نسله لا يقول وفي الانسال كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحد وفي نسلك الذي هو المسيح

وهو الوحيد الذي يتمم المصالحة لأنه الوحيد الذي يحمل اللعنة بدون خطيه في ذاته فهو الوحيد بدفن اللعنة يتمم المصالحة

وبهذا تعبير صار لعنة هذا يؤكد قوة المسيح وانه بلا لعنة لهذا يقدر أن يحملها فهو تعبير يوضح قوة المسيح على احتواء اللعنة ودفنها وانهاءها فلا يستطيع ان يطهر ويحرق الخطية واللعنة الا الذي هو كلي الطهر وليس للخطية ولا اللعنة سلطان عليه بل هو له سلطان عليها فيبيدها

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 3

لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ،

وهذه التعبيرات هي التي استخدمها إشعياء بأسلوب اخر وبألفاظ اخري ولكن بنفس المعني

سفر إشعياء 53

53: 4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا

53: 5 وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا

53: 6 كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا

فهو حمل اوجاعنا وايضا وضع عليه اثم جميعنا ولعنة هذا الاثم

وايضا اعداد اخري توضح نفس المعني

غل 4: 5 ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.



دا 9: 24 سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الاثم وليؤتى بالبر الابدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين.



مت 26:28 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا.



رو 3: 24 متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح

رو 3: 25 الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله

رو 3: 26 لاظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرر من هو من الايمان بيسوع.

رو 4: 25 الذي أسلم من اجل خطايانا وأقيم لاجل تبريرنا



اف 5: 2 واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة للّه رائحة طيبة



تي 2: 14 الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصّا غيورا في اعمال حسنة.



عب 7: 26 لانه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار اعلى من السموات

عب 7: 27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة ان يقدم ذبائح اولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لانه فعل هذا مرة واحدة اذ قدم نفسه.



عب 9: 12 وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا.



عب 9: 15 ولاجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون اذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاول ينالون وعد الميراث الابدي.

عب 9: 26 فاذ ذاك كان يجب ان يتألم مرارا كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه.

عب 9: 28 هكذا المسيح ايضا بعدما قدّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه

عب 10: 4 لانه لا يمكن ان دم ثيران وتيوس يرفع خطايا.

عب 10: 5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن هيأت لي جسدا.

عب 10: 6 بمحرقات وذبائح للخطية لم تسرّ.

عب 10: 7 ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله.

عب 10: 8 اذ يقول آنفا انك ذبيحة وقربانا ومحرقات وذبائح للخطية لم ترد ولا سررت بها.التي تقدّم حسب الناموس.

عب 10: 9 ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله.ينزع الاول لكي يثبت الثاني.

عب 10: 10 فبهذه المشيئة نحن مقدّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة



1بط 1: 18 عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء

1بط 1: 19 بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح

1بط 1: 20 معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم.

1بط 1: 21 انتم الذين به تؤمنون بالله الذي اقامه من الاموات واعطاه مجدا حتى ان ايمانكم ورجاءكم هما في الله.

1بط 2: 24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم.

1بط 3: 18 فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح



1يو 4: 10 في هذه هي المحبة ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا

رؤ 1: 5 ومن يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات ورئيس ملوك الارض.الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه

رؤ 5: 9 وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تأخذ السفر وتفتح ختومه لانك ذبحت واشتريتنا للّه بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامّة

رؤ 13: 8 فسيسجد له جميع الساكنين على الارض الذين ليست اسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح.



وهنا يرمز هذا للمسيح ولكن يبرز سؤال مهم جدا وهو

لماذا الصليب الذي كان رمز اللعنة (لماذا اللعنة بالتعليق) وليس الرجم او الشنق او الالقاء من على الجبل

وشرحتها سابقا في

هل كان يخاف يسوع الموت رغم انه طلب من تلاميذه ان لا يخافوا الموت ولماذا الصليب ؟ يوحنا 7: 1 ومتي 10: 28 و لوقا 12: 4

هذا له عدة اسباب وهو ان المسيح هو فصحنا والفصح لابد ان يسفك دمه تطهيرا

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 7

إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.

فلا تصلح بقية الوسائل التي لا يوجد فيها سفك دم

وايضا الفصح يجب ان يقدم على مذبح خشبي لأنه يمثل مذبح البخور ومذبح المحرقة والطبيعة البشرية

سفر الخروج 37: 25

وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْبَخُورِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعٌ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ، مُرَبَّعًا. وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَانِ. مِنْهُ كَانَتْ قُرُونُهُ.

سفر الخروج 38: 1

وَصَنَعَ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، مُرَبَّعًا. وَارْتِفَاعُهُ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ.

سفر حزقيال 41: 22

اَلْمَذْبَحُ مِنْ خَشَبٍ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ ارْتِفَاعًا، وَطُولُهُ ذِرَاعَانِ، وَزَوَايَاهُ وَطُولُهُ وَحِيطَانُهُ مِنْ خَشَبٍ. وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمَائِدَةُ أَمَامَ الرَّبِّ».

مع ملاحظة ان مذبح حزقيال ارتفاع وطول اي بعدين فقط

سفر الحكمة 10: 4

ولما غمر الطوفان الارض بسببه عادت الحكمة فخلصتها بهدايتها للصديق في آلة خشب حقيرة

ويجب ان يكون على شكل صليب لان الرب قد ملك علي خشبه

في مزمور 96: 10 حسب السبعينية القديمة

وايضا لكي يكون دمه يسفك على القائمة الطولية والعرضية

سفر الخروج 12: 7

وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا.

سفر الخروج 12: 23

فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ.

وايضا يجب ان يموت ميته يعلق فيها بين السماء والارض ليتمم المصالحة

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 11

وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 19

أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.

لان بعد الخطية أصبح الارضيين مرفوضين من السماء ومن يعلق هو علامة علي انه مرفوض من الارضيين ايضا فيحمل اللعنة

سفر التثنية 21: 23

فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.

ويصبح كل من ينظر اليه ينال الشفاء

سفر العدد 21: 9

فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.

إنجيل يوحنا 3: 14

«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ،

ولهذا فهو كان يجب ان يسفك دمه لأنه خروف الفصح على مذبح خشبي قائم لأعلى ليمنع الملاك المهلك ويعطي شفاء لمن ينظر اليه ويحمل اللعنة ويتمم المصالحة



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء

*     عند سماعنا "المسيح قد صار لعنة لأجلنا" [13]، و"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا" (2 كو 5: 21)، لا نفهم من هذا ببساطة أن المسيح بكُليته صار خطية أو لعنة، إنما حَمل اللعنة التي علينا (إش 53: 4؛1 بط 2: 24).

*     كما أن المسيح بذاته لم يصر لعنة، إنما قيل هذا لأنه أخذ على عاتقه اللعنة لحسابنا، هكذا صار جسدًا لا بتحوله إلى جسد، إنما اتخذ جسدًا من أجلنا وصار إنسانًا.

*     إنه يُرشد اليهود وأهل غلاطية أن يضعوا رجاءهم لا في الناموس بل في الرب مُعطى الناموس[66].

 البابا أثناسيوس الرسولي

*     صار خطية ولعنة لا لحسابه بل لحسابنا... صار لعنة لأنه حمل لعناتنا[67].

 القديس أمبروسيوس

*     كيف يمكن أن يكون خطية ذاك الذي يحررنا من الخطية؟ وكيف يمكنه أن يكون لعنة ذاك الذي يفدينا من لعنة الناموس؟ حدث هذا ليمارس تواضعه إلى هذه الدرجة، ولكي يُشكِلنا نحن بالتواضع الذي يجلب مجدًا.

*     دُعي لعنة من أجلي، هذا الذي حطم لعنتي... صار آدم الجديد ليحتل مكان آدم الأول، وبهذا فقط يجعل عصياني عصيانه هو بكونه رأس الجسد كله[68].

القديس غريغوريوس النزينزي

*     صار مطيعًا ذاك الذي "أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا" (راجع مت 8: 17)، فشفي عصياننا؛ إذ بجلداته شَفي جراحاتنا وبموته طرد الموت العام الذي سيطر على كل البشرية. من أجلنا أطاع حتى صار "خطية" و"لعنة" بتدبيره لحسابنا؛ لم يكن هكذا بالطبيعة، إنما صار كذلك من أجل حبه للإنسان[69].

 القديس غريغوريوس النيسي

*     بالناموس صرنا تحت اللعنة، بينما بنعمة المسيح خلصنا منها.

*     النعمة عادةً تُعلِن عما يفعله الله لأجلنا (1 كو 15: 3- 4)؛ أما الناموس فيُعلن عما يطلبه الله منا (خر 20: 1- 7).

*     النعمة تهبنا حياة وقوة لكي نطيع الوصية ( يو 14: 23 ) ونتقدس ( رو 6: 14-22 )، أما الناموس فيأمر بالطاعة والقداسة الكاملة (تث 6: 24- 25) وإلا سقطنا تحت الموت (يع 2: 10).

*     النعمة غالبًا ما تكشف عن حب الله لنا ( يو 3: 16)، أما الناموس فغالبًا ما يأمرنا بحب الله (مت22 : 37).

*     بالنعمة أُعلِن لنا عن البركات الإلهية (غل 4:3)، بينما أُعلِنت اللعنة ونحن تحت الناموس (غل 3: 10).

*     النعمة تهبنا الحرية في المسيح (غل 5: 1)، أما تحت الناموس فكنا عبيدً للخطية (غل 4: 1-3).

*     النعمة هي قوة الله (رو 1: 16)، أما الناموس فقوة الخطية (1 كو 15: 56).

*     بالنعمة نلنا البنوة للآب (غل 4)، أما الناموس فيحرم الإنسان من الحضرة الإلهية (خر 18: 12-24).

*     تُعِلن النعمة عن صورة الصالحات عينه، أما الناموس فله ظل الخيرات العتيدة (عب 10: 1).

*     بنسل إبراهيم (يسوع المسيح) تصير البركة للأمم (14) (تك22: 18؛ 26: 4).



والمجد لله دائما