الجزء التاسع والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لم يرجع المفديين إشعياء 51: 11



Holy_bible_1



الشبهة



يقول بعض اليهود لأن يسوع لم يرجع مفديو الرب الى صهيون كما قال إشعياء 51 :11 ومفديو الرب يرجعون وياتون الى صهيون بالترنم وعلى رؤوسهم فرح أبدى ابتهاج وفرح يدركانهم يهرب الحزن والتنهد

ولان هذا لم يحدث في زمن يسوع فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح



الرد



هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح الملك الأرضي

ولكن من قال ان هذه النبوة لم تنطبق على الرب يسوع المسيح في مجيؤه الأول؟ فهي بالفعل انطبقت وبوضوح وسأشرح هذا

مع ملاحظة رغم انها انطبقت على المسيح في مجيؤه الأول لفظيا وأحيا المفديين وارجعهم لصهيون السماوية وأكده بإعلان وحدث ارضي ذكره متى البشير وسأشرح هذا. ولكن لها مستوى روحي في المجيء الثاني والأخير.

وفي البداية تكلمت عن شبهة مشابهة جدا في ملف

الجزء الثامن والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يرجع المفديين إشعياء 35

وأيضا نفس الفكرة في

الجزء الرابع والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لم يستدعي شعبه من القبور حزقيال 37: 12

وأيضا

الجزء السابع والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يقيم الجثث إشعياء 26

وندرس ما قاله إشعياء النبي

سفر إشعياء 51

الاصحاح السابق تكلم عن المسيح المخلص الذي فدانا والذي بذل نفسه للضاربين لكي يفدينا. وفي هذا الاصحاح يتكلم عن بركات الفداء الذي أعطاه لنا

وفي البداية اتفق مع اليهود ان الكلام عن المسيح بالطبع. ولكن هل يصل الوصف ان ينطبق على مسيح ملك ارضي محارب اقل من موسى ام عن المسيح وهو تجسد يهوه نفسه؟

نري سياق الكلام

51 :9 استيقظي استيقظي البسي قوة يا ذراع الرب استيقظي كما في ايام القدم كما في الادوار القديمة الست انت القاطعة رهب الطاعنة التنين

المخلص المسيا هو ذراع الرب نفسه وليس بشر مسيح ملك ارضي محارب اقل من موسى. فذراع يهوه نفسه يلبس صورة بشرية قوية فالمسيح قوة الله وحكمة الله

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 24

وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ.

وهو يرقد بالصلب والموت ولكن يستيقظ أي يقوم من الاموات وبصلبه وموته وقيامته يطعن التنين الحية القديمة ابليس والشيطان.

51 :10 الست انت هي المنشفة البحر مياه الغمر العظيم الجاعلة اعماق البحر طريقا لعبور المفديين

فالمسيح ليس انسان والوصف لا يصلح على بشر كمسيح ارضي ملك محارب اقل من موسى. ولكن الوصف هو ان المسيح هو قوة يهوه نفسه وذراع يهوه الذي شق البحر امام شعبه.

وهنا يتكلم على انه كما شق البحر ليعبر اليهود في خروجهم من شعب مصر أيضا بفداؤه يفتح طريقا لعبور كل الذين ينالوا فداؤه. وهذا بالفعل ما فعله الرب يسوع المسيح بفداؤه وهذا ما قاله اشعياء نفسه في

سفر إشعياء 9: 2

اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.

سفر إشعياء 42: 7

لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.

فطريق العبور بفداء المسيا هو ان يفتح باب المحبس لأسرى الرجاء ويفتح الطريق الى الفردوس وهذا ما فعله المسيح

رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 19

الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،

سفر زكريا 9: 12

ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ.

فالنبوة في سياقها بالفعل عن المسيح بوضوح ولا تصلح عن ملك ارضي

51 :11 و مفديو الرب يرجعون و يأتون الى صهيون بالترنم و على رؤوسهم فرح ابدي ابتهاج و فرح يدركانهم يهرب الحزن و التنهد

ونصل للعدد المستشهد به

أولا الكلام عن المفديين: والفداء يكون بالدم

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 22

وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ

فالفداء يكون بسفك دم المسيح كذبيحة فداء وكفارة عن كل المفديين.

ثانيا يرجعون وياتون الى صهيون = بوضوح في الاصحاح لا يصلح ان يكون الكلام عن صهيون واورشليم الأرضية لانه في نفس الاصحاح يقول

51 :17 انهضي انهضي قومي يا اورشليم التي شربت من يد الرب كاس غضبه ثفل كاس الترنح شربت مصصت

فلا يصلح ان اورشليم الخاطئة تكون مكان المفديين

ثالثا حالهم انهم في فرح أبدى. هذا لا يصلح لوصف مكان ارضي لانه لا يصلح ان يقول ان المفديين يستمروا الى الابد في فرح بدون أي حزن ولا تنهد. فموت شخص عزيز هو حزن. أي جرح او إصابة او حتى كلمة غير لائقة تسبب حزن بل في الحياة اليومية لكل انسان هناك حزن وتنهد. فهذا يؤكد انه ليس عن اورشليم الأرضية بل اورشليم السماوية

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 12

مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.

فهذا لا ينطبق لا عن مسيح ملك ارضي محارب اقل من موسى ولا يصلح عن صهيون الأرضية بل انطبق بوضوح شديد عن الرب يسوع المسيح الذي بالفعل بسفك دمه فدى المفديين وفتح باب المسبيين من أسري الرجاء وأدخلهم اورشليم الجديدة وهناك لا يوجد حزن ولا تنهد

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 4

وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».

فالعدد انطبق وبدقة على الرب يسوع المسيح الذي هو يهوه الظاهر في الجسد

ويؤكد هذا العدد التالي ايضا

51 :12 انا انا هو معزيكم من انت حتى تخافي من انسان يموت ومن ابن الانسان الذي يجعل كالعشب

وبالفعل أكد اليهود ان هذا عن المسيح

Isaiah 51:12.

Midrash Rabbah, Exodus XXIX, 9.

Had He spoken, they would have said: ‘Baal has answered us.’ How much more natural was it then that when God spoke on Mount Sinai, the whole world became silent, so that all creatures might know that there is none beside Him. Then He said: I AM THE LORD THY GOD. And of the Time to Come it says, I, even I, am He that comforteth you (Isa. LI, 12).

The Midrash has a footnote after this quote which reads: ‘Because they received the Commandments beginning with anochi, God will comfort them in the Messianic Age also with anochi. [anochi is the Hebrew for “I am” found in the first commandment].’



فنبوة إشعياء 51: 11 انطبقت بوضوح على الرب يسوع المسيح

وتطبيقها الحقيقي حدث في فداء كلمة الرب وهو الرب يسوع المسيح الذي اخرج الأرواح الذين في السجن كما قلت سابقا

إنجيل يوحنا 5:

24 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.
25
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ.

وكما شرح معلمنا بولس في

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2:

1 وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،
2
الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،
3
الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا،
4
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا،
5
وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­
6
وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ،
7
لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

والسبب انه كما قلت لا يصلح ان ينطبق حرفيا في زمن مسيح ارضي ملك محارب اقل من موسى.

والرب يسوع المسيح ليثبت وقت صلبه وموته انه حقق هذا حرفيا اعطى دليل ارضي وهو ما ذكره معلمنا متى البشير في

انجيل متى 27

51 وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ،
52
وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ
53
وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.

وردا عمن يتكلم عن هذه الحادثة انها لم تسجل في التاريخ فشرحتها في ملف

هل حادثة قيامة كثير من أجساد القديسين التي ذكرها متى البشير رمزية فقط متى 27

فهي حادثة حقيقية تممها المسيح اعلان لانطباق نبوة إشعياء 26: 19

فالمؤمن في العهد القديم او أسري الرجاء الأرواح الذين في السجن قام أولا عند فداء المسيح وادخله الى الفردوس وسيقوم مرة ثانية ليس بالروح فقط بل بأجساد نورانية ليرثوا الملكوت. وهذا من روعة النبوة وهذا ما لم يدركه الذي البرقع لا يزال على عيونهم من اليهود

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3:

13 وَلَيْسَ كَمَا كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ.
14
بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ.
15
لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ.
16
وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ.

الذين لم يعرفون زمن افتقادهم

إنجيل لوقا 19: 44

وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ».

فالكلام واضح جدا انه عن الرب يسوع المسيح الذي حقق هذا

فالحقيقة النبوة روحيا ولفظيا تحققت عن المسيح في مجيؤه الأول وقيامة ثانية في أواخر الأيام



فالنبوة صحيحة وتحققت ولكن العيب في بعض اليهود الذين لم يؤمنوا ولم يفهموا النبوة حينما تحققت امام الجميع. ورؤوا قيامة الأموات وتم الخلاص والفداء بالفعل



فلو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته.



والمجد لله دائما