«  الرجوع   طباعة  »

الرد على ادعاء ان الرب يقتل في بل بالسيف والجوع والوبأ انا افنيهم ارميا 14



Holy_bible_1



الشبهة



من اقوى نصوص القتل واوامر الإرهاب في الكتاب المقدس ما يقوله في

ارميا(14-12):" حين يصومون لا اسمع صراخهم وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا اقبلهم بل بالسيف والجوع والويا أنا أفنيهم"

اين إله الرحمة هذا



الرد



كالعادة المشككين يتكلموا بأعداد يقتطعونها من سياقها ويدعوا سواء بجهل او بتدليس انها أوامر بالقتل رغم ان هذا العدد على سبيل المثال مثل غيره الكثير من الاعداد هو نبوة وليس امر بالقتل على الاطلاق ولا الرب سيقتل أحد بل الرب فقط لان اليهود رفضوه فتركهم ورفع حمايته عنهم فصيبهم اوبئة كان يحميهم منها ويهجم عليهم أعداء كان يحميهم منهم. وندرس معا ما يقول ارميا النبي في هذا الجزء

سفر ارميا 14

وهنا يتكلم عن شعب إسرائيل وما يحل به

من مجاعة واتعابهم فيها ولماذا لم يستجيب الرب لصلواتهم في 1-12

مما يفعله الأنبياء الكذبة ومسؤليتهم عن الخراب في 13-16

ثم حوار بين الله وارميا 17-22

14 :1 كلمة الرب التي صارت الى ارميا من جهة القحط

فالجزء هذا بوضوح هو نبوة أعطاها الرب لارميا النبي وخاص بالمجاعة

14 :2 ناحت يهوذا و ابوابها ذبلت حزنت الى الارض و صعد عويل اورشليم

وبكل وضوح هي نبوة عن الام يهوذا في المجاعة واتعاب سكان اورشليم

14 :3 و اشرافهم ارسلوا اصاغرهم للماء اتوا الى الاجباب فلم يجدوا ماء رجعوا بانيتهم فارغة خزوا و خجلوا و غطوا رؤوسهم

14 :4 من اجل ان الارض قد تشققت لانه لم يكن مطر على الارض خزي الفلاحون غطوا رؤوسهم

14 :5 حتى ان الايلة ايضا في الحقل ولدت و تركت لانه لم يكن كلا

14 :6 الفراء وقفت على الهضاب تستنشق الريح مثل بنات اوى كلت عيونها لانه ليس عشب

14 :7 و ان تكن اثامنا تشهد علينا يا رب فاعمل لاجل اسمك لان معاصينا كثرت اليك اخطانا

14 :8 يا رجاء اسرائيل مخلصه في زمان الضيق لماذا تكون كغريب في الارض و كمسافر يميل ليبيت

إرميا وهو يقدم المرثاة يسأل الله مخلص شعبه قائلًا: أليس شعبك هذا هو نصيبك، وأرضك، وبيتك المقدس؟ فلماذا أصبحت كغريبٍ عنهم، ولماذا أصبح كمسافر ترك بيته ويتعامل مع بيت إسرائيل كبيت غريب عنه يميل له مؤقتا؟

14 :9 لماذا تكون كانسان قد تحير كجبار لا يستطيع ان يخلص و انت في وسطنا يا رب و قد دعينا باسمك لا تتركنا

يكمل ارميا في تساؤله لماذا يبدوا كمتحير لا يستطيع ان يخلص وبالطبع هو غير متحير ويقدر ان يخلص في لحظة فهو الرب الذي دعي اسمه عليهم.

وينتهي تساؤله بطلبة لا تتركنا أي يطلب من الرب ان يتدخل في هذه المجاعة ويخلص شعبه من هذه الاتعاب الكثيرة

فيجيبه الرب ويقول

14 :10 هكذا قال الرب لهذا الشعب هكذا احبوا ان يجولوا لم يمنعوا ارجلهم فالرب لم يقبلهم الان يذكر اثمهم و يعاقب خطاياهم

الرب يجيب ويوضح لماذا لا يتدخل وينهي اتعاب الشعب والسبب هو انهم أحبوا ان يجولوا بعيدا عن الرب أي انحرفوا عنه واختاروا طريق اخر. إذاً فإنحرافهم ناشىء عن ميلهم للخطية وسرورهم بها. هم لم يكونوا مضطرين بل هم أحبوا هذا. والخطية هي جولان الإنسان بعيداً عن الله وهذا يحرمه من إحسانات الله. وهم سمعوا بهذا وعرفوا عقوبة خطاياهم ولكنهم لم يمنعوا أرجلهم.

ولهذا كرد فعل الرب يرى آثامهم فيعاقبهم عن طريق غيابه عنهم. وينسف غياب الرب كمسبب مثل غياب النور مسبب للظلام رغم ان النور لا يخلق ظلام.

14 :11 و قال الرب لي لا تصل لاجل هذا الشعب للخير

ولذلك فالله لن يقبلهم ولن يقبل حتى صلوات النبي عنهم. فيقول له لا تصل لأجلهم لأنهم طالما لا يتوبوا فالرب لن يستجيب لأي شفاعة عنهم

14 :12 حين يصومون لا اسمع صراخهم و حين يصعدون محرقة و تقدمة لا اقبلهم بل بالسيف و الجوع و الوبا انا افنيهم

وطالما هم سيستمرون في خطاياهم حين يصومون لا أسمع = فهناك أصوام غير مقبولة، وهذه هي أصوام من لا يقدم مع صومه توبة، بل يصوم وهو مُصِّرْ على خطيته. ولن يقبل حتى محرقاتهم وتقدماتهم التي يقدموها بايدي دنسة مليئة بالخطايا بدون توبة.

ثم يكمل بعد هذا بالكلام عن الأنبياء الكذبة

ولان كما قالت الاعداد تتكلم عن الرب ابتعد عنهم هو يوضح لارميا ان الشعب في خطاياهم سيصيبهم أكثر من هذا بكثير فالرب لأنه ابتعد عنهم فسيهجم عليهم الأعداء والمجاعة ستزيد أكثر وتصيبهم اوبئة كما حذرهم في تثنية. فهي نبوات عما سيحدث بهم

وكما قلت رغم ان الرب لن يأمر أحد بان يحمل سيف ويهجم على اليهود ولكن لأجل ان الرب سيسمح بذلك بغياب حمايته عن اليهود فينسب هذا العمل كما لو كان مسبب الرب رغم انه نتيجة سلبية لغياب حماية الرب.

فكما قلت لا هو امر بقتل أحد ولا ان الرب سيجهز جيش ويأمر بالقتل ولا غيره ولكن بسبب خطايا شعب اليهود الرب ابتعد عنهم وصار غريب ولا يحميهم فأصابتهم مجاعة وسيصيبهم سيف الأعداء واوبئة



والمجد لله دائما