«  الرجوع   طباعة  »

هل هناك تناقض بين الثلاث اناجيل الذين قالوا ان يوحنا المعمدان هو إيليا وانجيل يوحنا الذي أنكر ذلك

متى 11 و17 ومرقس 9 ولوقا 1 ويوحنا 1 وملاخي 3 و4 واشعياء 40



Holy_bible_1

6\7\2018



الشبهة



هناك تناقض بين الثلاث اناجيل الذين قالوا ان يوحنا المعمدان هو إيليا المزمع ان يأتي

فمثلا انجيل متى

الفاندايك][متى 14:11][وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي.]

ولكن انجيل يوحنا ناقضهم بوضوح وقال ان يوحنا المعمدان ليس إيليا

الفاندايك][يوحنا 21:1][فسألوه اذا ماذا. ايليا انت. فقال لست انا. النبي انت. فاجاب لا.]



الرد



الحقيقة لا اعرف كيف أصف هؤلاء، فهل هم يتخيلوا ان الثلاث اناجيل تقول ان يوحنا المعمدان هو استنساخ إيليا النبي او تناسخ ارواح؟ ما هذه الشبهات

الامر الثاني يقول المشكك الثلاث اناجيل وهذا خطأ فأطالبه ان يذكر لي في انجيل لوقا اين قال ان المعمدان هو إيليا المزمع ان يأتي؟

فإنجيل لوقا 1 قال بروح إيليا وليس إيليا

والان ندرس باختصار ما قاله انجيل متى ومرقس البشيرين ونقارنه بالنبوات ثم ما يقوله لوقا ويوحنا البشيرين

أولا متى البشير

انجيل متي 11

7 وَبَيْنَمَا ذَهَبَ هذَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟
8
لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ.
9
لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.
10
فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ:
هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.
11
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
12
وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.
13
لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.
14
وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.
15
مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.

ان اردتم ان تقبلوا أي حسب مفهومكم. تعبير أيليا المزمع ان يأتي أي الذي ياتي بروح ايليا وهذا ليس المفهوم المسيحي فقط بل في المفهوم اليهودي في مراجع يهودية كثيرة لان كل من إيليا وفنيحاس متشابهين اي لهم نفس الروح الناري فيلقبوا فنيحاس باسم إيليا وايليا باسم فنيحاس بسبب الروح الناري الواحد أي المتشابه لهم هم الاثنين

Baal Hatturim in Num. xxv. 12.

Kimchi in 1 Chron. ix. 20.

Targum Jon. in Exod. vi. 18.

فالمسيح عندما يقول ان يوحنا المعمدان هو إيليا المزمع ان يأتي هو يقصد بروح إيليا الناري وقوته حسب المفهوم اليهودي. فالمسيح بالطبع لا يقول ان يوحنا المعمدان هو شخص إيليا نفسه بل يقصد بروح إيليا الناري واسلوبه.

ولكن كما سأوضح في نبوتي ميخا ونبوة إشعياء ان اليهود كان لهم مفهوم مختلف مفهوم غير دقيق عمن سياتي قبل المسيح بانه ايليا نفسه ولهذا في عشاء الفصح الذي يسمى Seder meal يضعوا كاس إيليا، فهم ما كانوا يدركون أن هناك مجيء أول ومجيء ثانٍ للمسيح بل وحتى من فهم من بعض النبوات ان للمسيح ظهورين لم يفهموها جيدا بمعنى مجيئين مستقلين بل ظنوا ميلاد في بيت لحم ثم اختفاء ثم مجيء اخر للحكم. لان النبوات قبل تحقيقها لم تكن واضحة لهم فخلطوا بين النبوتين في ملاخي 3 و4، وفهموا أن الملاك الذي يهيئ الطريق أمام المسيا والمذكور في (ملا 1:3) والصوت الصارخ في إشعياء 40 هو نفسه إيليا المذكور في (ملا 5:4) وبعض من التلاميذ كان لهم نفس الفكر لذلك فحين رأى التلاميذ المسيح في مجد عظيم على جبل التجلي آمنوا أنه المسيا المنتظر لكنهم لازال عندهم مشكله في هذا المفهوم الخاطئ، فسألوا السيد المسيح " فلماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً

انجيل متي 17

3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.

4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ».

5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».

6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا.

7 فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا».

8 فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ.

9 وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ».
10
وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «
فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟»
11
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.

أي في المستقبل
12
وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا
. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ».
13
حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.

انجيل مرقس 9

4 وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى، وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ.
5 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقولُ لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدِي، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً، وَلِمُوسَى وَاحِدَةً، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً».
6 لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ.
7 وَكَانَتْ سَحَابَةٌ تُظَلِّلُهُمْ. فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا».
8 فَنَظَرُوا حَوْلَهُمْ بَغْتَةً وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا غَيْرَ يَسُوعَ وَحْدَهُ مَعَهُمْ.
9 وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ، أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُحَدِّثُوا أَحَدًا بِمَا أَبْصَرُوا، إِلاَّ مَتَى قَامَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ.
10 فَحَفِظُوا الْكَلِمَةَ لأَنْفُسِهِمْ يَتَسَاءَلُونَ: «مَا هُوَ الْقِيَامُ مِنَ الأَمْوَاتِ؟»
11 فَسَأَلُوهُ قَائِليِنَ: «لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟»
12 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَيْفَ هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْذَلَ.
13 لكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا أَيْضًا قَدْ أَتَى، وَعَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ».

فهذا شرح واضح من المسيح ان يوحنا المعمدان هو الذي اتي بروح ايليا وقوته وهذا الذي قصده الوحي الالهي من بنوة ملاخي الاولي (3: 1) فأشار إشارة أن إيليا قد جاء وهم فهموا أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان. وهنا في هذه الآية يقول لهم السيد إن أردتم أن تقبلوا (تقبلونى على أننى المسيح المنتظر حسب مفهومكم وان حسب مفهومكم إيليا يأتي أولا فهو المعمدان). ولكن كل مشكلتكم أن إيليا لم يأتي بعد، فالمعمدان الذي نتحدث عنه هو السابق للمجيء الأول والذي أتى بروح إيليا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي. فالمعمدان له نفس قوة وشجاعة إيليا أمام الملوك فكما وقف إيليا امام اخاب وقف بنفس الروح النارية والشجاعة يوحنا المعمدان امام هيرودس، وله نفس زهد وتقشف إيليا وحياة البتولية في البرية. وكلاهما مملوء من الروح القدس ويرجعوا الشعب للرب.

ولهذا كان حادثة التجلي اعلان واضح للتلاميذ ليس فقط بالكلام بل بظهور واضح وظهور ايليا وموسى مع المسيح كان اعلان ان يسوع هو المسيح وبعدها شرح المسيح كما قلت ان النبوة المقصود منها ان الذي يأتي بروح ايليا وقوته هو يوحنا المعمدان

ندرس معا نبوتي ملاخي

تكلم ملاخي النبي مرتين عمن يسبق المسيح فقال

سفر ملاخي 3

انتهي الاصحاح الثاني بسؤال مهم لكل من تعب من الشرور فيقول “اين إله العدل " فالنبوة التي يبدا بها الاصحاح الثالث عن مجيء إله العدل

بعد ان تحدث ملاخي عن الخطية واتعابها وفساد قادة الشعب يتحدث الرب في هذا الاصحاح عن الحل في مجيؤه هو نفسه وتجسده وحلوله بين البشر وتقديم نفسه ذبيحه ايضا واقامة عهدا جديدا ويشرح ما سيفعل قبل مجيؤه واثناء مجيؤه وبعد ذلك ايضا وهو يجاوب اين إله العدل فاله العدل السيد بنفسه سياتي

3: 1 هانذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود

اولا كلمة ملاكي هي تحمل معني ملاك او حامل رسالة.

فالرب يخبرهم عن مجيء إله العدل قد اقترب ولكن قبل ظهوره يخبر بان حامل رسالة سياتي وهو يوحنا المعمدان الذي هيأ الطريق أمام المسيح بدعوة الناس للتوبة حتى يتقبلوا تعزيات المسيح عن طريق معمودية التوبة.

والكلام هنا عن للمجيء الاول للمسيح الذي مثل النار يطهر الخطية ويفحص القلوب ومثل اشنان القصار اي يغسل ويبيض قلوب الذين يؤمنوا به ومن يرفضه يحرق بنار

إذا اول لقب له في ملاخي هو حامل رسالة وليس ايليا بذاته فهو معد الطريق في مجيء السيد للمسرة (تسرون به وليس اليوم العظيم المخوف) فالحقيقة النبوة تعلن عن المجيء الأول ولكن لم يدركها اليهود. ولهذا لم تقول إيليا بل مهيئ للطريق

اما النبوة الثانية

سفر ملاخي 4

4: 5 هانذا أرسل اليكم ايليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف

في مجيء المسيح الاول هو جاء وديع ومتواضع القلب يحرق الخطية ويعزي النائحين في مجيء المسرة وليس الغضب ولكن في مجيء المسيح الثاني بالفعل يكون يوم عظيم مخوف

فكلام ملاخي النبي هنا أكثر عن المجيء الثاني أكثر ولهذا يتوقع الكثيرين من الاباء والمفسرين ان أحد الشاهدين الذين يتكلم عنهما رؤيا 11: 3 هو ايليا

فمعد الطريق في النبوة يأتي بروح ايليا يأتي قبل المجيء الاول وايليا يأتي قبل المجيء الثاني غالبا

ولكن لأن ملاخي قد أنهى نبوته بنبوتين، واحدة عن مجيء المعد للطريق وهو يوحنا المعمدان كسابق للمسيح في مجيئه الأول ونبوة عن مجيء إيليا قبل اليوم المخوف كسابق للمسيح في مجيئه الثاني (ملا1:3 + ملا5:4). وحيث أن اليهود لم يكن لهم علم بأن المسيح سيأتي مرتين بهذه الطريقة، مرة للفداء ومرة للدينونة ومن فهم من بعض النبوات قالوا مسيحين وان للمسيح ظهورين لم يكن بمعنى مجيئين بل ميلاد في بيت لحم ثم اختفاء ثم مجيء اخر لحكم المسيا، فقد التبس عليهم الأمر وظنوا أن (ملا1:3، ملا5:4) متطابقان، وأن المسيح سيأتي مرة واحدة يسبقه فيها ملاكه الذي يهيئ الطريق أمامه، وأن هذا الملاك المذكور في (1:3) هو نفسه إيليا المذكور في (5:4) ولكن فهمنا انهم مختلفين

4: 6 فيرد قلب الاباء على الابناء وقلب الابناء على ابائهم لئلا اتي واضرب الارض بلعن

وهذا لان في الزمان الاخير سيكون هناك تمرد شديد في الأسرة وعدم احترام الاب والام التي هي اول وصيه بوعد ونري ملامح ذلك بدأت تزيد فالحقوق المتاحة بقوانين تمنع هذه الايام حتى علي الاباء ان يربوا ابناؤهم تريبة صحيحه وبدأت انانية الابناء تزيد وأيضا بدأت الانانية وشهوات الإباء واهمال ابناؤهم تزيد وقريبا في زمن جيل او أكثر سنري كوارث في علاقة الابناء بالآباء. وهذا سيكون من عمل ايليا قبل المجيء الثاني، فلقد فسدت العلاقات الأسرية، علاقات الأباء بأبنائهم بسبب فساد الزواج، وطلاق الأباء للأمهات جرياً وراء شهواتهموإيليا سيأتي سيحاول ان ينادي بإعادة المحبة المفقودة، فبدونها سيحترق الناس عند مجيء المسيح. والمعنى الأشمل أنه سيقف في وجه تيار الخطية الذي تسبب في فساد العلاقات الأسرية. ويختلف هذا عن المعني في المجيء الاول وما فعله يوحنا المعمدان من اعداد الطريق ومعمودية التوبة

واضرب الارض بلعنه بقصد به للمجيء الثاني والضيقة العظيمة التي تسبقه وحريق النار للأشرار لان مجيء السيد المسيح الاول بركه وحتى في صعود المسيح بعد القيامة كان ختام كلماته بركه ولكن مجيؤه الثاني سيكون لعنة للأشرار. فمن هنا واضح ان من سياتي في المجيء الأول هو معد للطريق ويأتي بروح إيليا مشابه له

فبالطبع في المجيء الأول يوحنا المعمدان ليس هو ذات شخص إيليا فهو ليس تناسخ أرواح وطبعا هذا فكر خطأ لان تناسخ الارواح فكر وثني باختصار

Reincarnation

أى إعادة حلول روح شخص انتقل في جسد آخر

ومرة هذه الفكرة الخطأ بعدة تطورات ففي البداية امن الفراعنة ان الروح تعود الي نفس الجسد لهذا قاموا بتحنيط الاجساد انتظارا لعودة حلول الروح (كا) في جسدها مره ثانيه بعد مئات او الوف السنين ولا يتم مباشره

ثم تطور الفكر وإنتقل هذا المعتقد بين الشعوب فهناك من ظنوا أن الروح تنتقل من جسد إنسان يموت إلى جسد إنسان اخر جديد يولد

وكان من العلماء الذين نادوا بتقمص الأرواح العالم فيثاغورث عالم الرياضيات والفيلسوف اليونانى الشهير، إذ قال إن الروح تعود للأرض عدة مرات في عدة ولادات أخرى لتتقمص أجساد أشخاص آخرين، وبين ممات وميلاد فإن الروح يتم تطهيرها في العالم السفلى. ومن بعد موتات وميلادات تكون الروح قد تطهرت تماماً لتترك هذه الدائرة المغلقة من موت وتقمص لتسبح في السماء

وهذا الفكر يرفض ان التناسخ يتم مباشره بل بعد وقت التطهير

ولقد اتفق بالتو -فيلسوف يونانى آخر -مع فيثاغورث في عملية التقمص هذه ولكن بالتو قال إن الروح حينما تحل في الجسد وتحدث عملية التقمص فإنها تتدنس، ثم يموت الانسان لتتطهر روحه في العالم السفلى ثم تعود لتتقمص جسد ما، ثم يموت وهكذا. وفي النهاية إن كانت الصفة السائدة على الروح هي الطهر فمكانها في السماء، وإن كانت الصفة السائدة هي الدنس فإنها تذهب إلى العذاب الأبدي "tartarus"

او ثالثا هو المفهوم الصحيح هو ان يأتي شخص بقوة ايليا وبالروح النارية التي تشبه نارية ايليا وهذا الذي شرحه الملاك والمسيح ويوحنا المعمدان نفسه

كلام الملاك

انجيل لوقا 1

13 فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا.
14
وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،
15
لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
16
وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ.
17
وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا
».

إذا الملاك جبرائيل وضح ان المقصود هو مجيء يوحنا المعمدان بروح ايليا وقوته وليس ايليا نفسه

وكلام زكريا ابيه

انجيل لوقا 1

67 وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَنَبَّأَ قَائِلاً:
68 «
مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ،
69
وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ.
70
كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ،
71
خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا.
72
لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ،
73
الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا:
74
أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ، مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ
75
بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.
76
وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ
.

فزكريا بإرشاد الروح القدس فهم ان الصبي هو الذي قال عنه ملاخي النبي هو الملاك او الرسول اي نبي العلي وبالطبع ليس ايليا نفسه ولكن بروح ايليا أي قوته النارية

وندرس معا نبوة إشعياء

إشعياء 40

40 :3 صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب قوموا في القفر سبيلا لإلهنا

40 :4 كل وطاء يرتفع وكل جبل واكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيما والعراقيب سهلا

40 :5 فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعا لان فم الرب تكلم

في هذه النبوة لم يقل إشعياء النبي ان الذي سياتي ويعد الطريق هو إيليا بل صوت صارخ في البرية أي شخص يتكلم بطريقة معلنة في البرية مثل إيليا

وهي التي اقتبسها المعمدان ليوضح انطباق النبوة عندما سأله الفريسيين عمن هو

انجيل يوحنا 1

1: 19 وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت

1: 20 فاعترف ولم ينكر واقر أنى لست انا المسيح

اي ان نفيه كان قاطع وواضح تماما لليهود وتلاميذه انه ليس المسيح

1: 21 فسألوه إذا ماذا ايليا انت فقال لست انا النبي انت فأجاب لا

وهنا يوضح انه يسألوه بناء على مفهومهم الخطأ لنبوة ملاخي كما وضحت سابقا لأنهم يعتقدوا ان ايليا بذاته هو الذي سياتي قبل المسيح لأنهم لم يفرقوا بين المجيء الاول والثاني ولكن هذا مفهوم خطأ وبخاصه انهم يعلمون ان يوحنا المعمدان هو ابن زكريا واليصابات وولد ولكن لم ينزل من السماء

ولكن يوحنا المعمدان فاهم ان مفهومهم خطأ فيصحح فهو ليس ذات ايليا ولكنه الرسول الذي يأتي قبل المسيح بقوة روح ايليا

وهو لو كان اجاب انه ايليا يكون ذلك بمعنى أن المسيح قادم فعلاً في مجيئه الثاني للدينونة، وليس في مجيئه الأول للخلاص

اما عن سؤالهم النبي انت وهي شرحتها سابقا في تثنية 18: 15-18 وأيضا ابني الزيت في زكريا فباختصار فهم فهموا ايضا ان قبل المسيح سياتي نبي اخر واختلفوا فيه ما بين ارميا وغيره ولكن يوحنا المعمدان وضح ان هذا المفهوم ايضا خطأ فهذا في المجيء الثاني وهو الزيتونتان

1: 22 فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا ماذا تقول عن نفسك

1: 23 قال انا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي

وهي إشعياء 40: 3 وهنا ربط يوحنا المعمدان بين نبوة إشعياء مع المفهوم الصحيح بانه ليس ايليا ولكن الذي يأتي بقوة روح ايليا ولهذا لم يقتبس من ملاخي لأنهم لم يفرقوا بين المجيئين

1: 24 وكان المرسلون من الفريسيين

1: 25 فسألوه وقالوا له فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي

وهو سؤال فيه شقين الاول اصرار على مفهومهم الخطأ ان ايليا سياتي قبل المسيح والنبي سياتي قبل المسيح

والشق الثاني اعتراض على ما يفعله المعمدان لو لم يكن إيليا أي يعد لملك المسيح

ولكن المعمدان صحح مفهومه الخطأ

1: 26 اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه

اعمد بالماء لأنهم يقبلوا ان المسيح يعمد بالماء لأي انسان يدخل في ملك المسيح مثل المفهوم اليهودي

والمعمدان يعمد بالماء اعداد لمجيئ المسيح الذي جاء بالفعل ولم يستعلن بعد

ولكنهم يرفضون معمودية يوحنا فيقول لهم انه يعد طريق المسيح بالتعميد بالماء فهذا هو المفهوم ايضا الصحيح للذي يأتي قبل المسيح بقوة روح ايليا ولهذا فهو ليس ايليا ولكنه الذي يأتي قبل المسيح ويعد له بمعمودية التوبة

ثم يضيف ان المسيح قائم في وسطهم بالفعل هذه تساوي لهم عيون ولكنهم لا يبصرون.

1: 27 هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان أحل سيور حذائه

جاء في التلمود أن التلميذ يجب أن يقوم لمعلمه بكل الخدمات التي يقوم بها الخادم لسيده ما عدا حل سيور حذائه، ويوحنا بقوله هذا كأنه يقول أنا لست مستحقاً أن أكون تلميذاً للمسيح بل خادماً له. إذاً لا تنشغلوا بي ولا بمعموديتي بل بمن هو أعظم منى بما لا يقاس الذي هو قائم بينكم بالفعل وأنتم لا تعرفونه.

1: 28 هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد

فهو اولا صحح مفهومهم للنبوات ولكنهم رفضوا تصحيحه وايضا وضح اهمية معموديته ولكنهم ايضا رفضوا ذلك وأعلن لهم ان المسيح بالفعل قائم ولكنهم حتى هذه لم يقبلوها

إذا فهمنا ان ما قاله المشككين خطأ وظنوا الاناجيل بها تناقض رغم ان الحقيقة الاناجيل تكمل بعضها بطريقة رائعة وأيضا فيها امر مهم وهو تصحيح المفاهيم للمفهوم الصحيح كما فعل المسيح مع تلاميذه وصحح مفاهيمهم والمعمدان مع اليهود. فالمعمدان ليس إيليا لان هذا المجيء الأول ولكن بروح إيليا الناري صوت صارخ في البرية ليعد طريق الرب. فالأعداد تؤكد بعض وتكمل بعض ولا يوجد اي تناقض



والمجد لله دائما