سر الميرون المسحة المقدسة ووضع الايدي



Holy_bible_1

1/8/2017



سر الميرون وهي كلمة يوناني تعني دهن عطر ولكنه مصطلح مسيحي يعني به سر به يقبل المؤمن المعتمد قوة الروح القدس ومواهبه للثبات في الإيمان وللنمو في الحياة الروحية. وهو سر المسحة المقدسة Chrism وأيضا يلقب بسر التثبيت Confirmation ويجعل الانسان مسيح للرب ANOINTED هو سر حلول روح الله القدوس على الانسان ومعمودية الروح القدس بعد معمودية الماء مباشرة وأيضا يسمى كتابيا ختم الروح القدس بحيث الطفل المعمد يوضع عليه الايدي ويمسح ب 36 رشم او الكبير بوضع الايدي ويمسح بالزيت على راسه

وهذا الملف هو مكمل لملف

سر المعمودية

الذي عن معمودية الماء عندما يقول الكتاب معمودية الماء والروح، فهذا الجزء خاص بجزء سر معمودية الروح القدس

وتعبير سر

وهي تنطق يوناني مستريون

μυστήριον

وهذه الكلمة تعني عمل الله الخفي السري

G3466

μυστήριον

mustērion

Thayer Definition:

1) hidden thing, secret, mystery

1a) generally mysteries, religious secrets, confided only to the initiated and not to ordinary mortals

1b) a hidden or secret thing, not obvious to the understanding

1c) a hidden purpose or counsel

1c1) secret will

1c1a) of men

1c1b) of God: the secret counsels which govern God in dealing with the righteous, which are hidden from ungodly and wicked men but plain to the godly

2) in rabbinic writings, it denotes the mystic or hidden sense

2a) of an OT saying

2b) of an image or form seen in a vision

2c) of a dream

فهي تعني عمل الله السري في التحويل

والكلمة اتت 27 مره ودائما تشير للأمور المخفية الروحية

ويشار اليها بسر تحول الماء الي خمر في معجزة قانا الجليل

انجيل يوحنا 2

7 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ.
8
ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا.
9
فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ

فالمسيح قادر علي تحويل طبيعة الي اخري بطريقه خفيه تسمي سر. فالأسرار هو تحويل طبيعة الى طبيعة أخرى روحية بطريقة مخفية

وشرحت سابقا لفظ معمودية ولكن هنا فكرة عن سر الميرون وسر المسحة المقدسة أي ختم الروح القدس



العهد القديم

اول مرة يكتب عن مسحة الزيت كان في زمن يعقوب وفعل هذا للتخصيص أي خصص المكان ليكون بيت الرب

سفر التكوين 28

17 وَخَافَ وَقَالَ: «مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ».
18
وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ.
19
وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ.
20
وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ،
21
وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا،
22
وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».

وهنا يوضح ان المسح بالزيت هو رمز للمسحة والتخصيص أي تكريس شيء او شخص للرب وهذا ما قاله نصا أيضا

سفر التكوين 31: 13

أَنَا إِلهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُودًا، حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْرًا. الآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ وَارْجعْ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ»



بعد هذا موسى حدث معه موقف وضع من الرب لتخصيص السبعين شيخ

سفر العدد 11

16 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اجْمَعْ إِلَيَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ شُيُوخُ الشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ، وَأَقْبِلْ بِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فَيَقِفُوا هُنَاكَ مَعَكَ.
17
فَأَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ الشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ.

25
فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا.

فالرب اخذ من الروح الذي على موسى ووضعه على السبعين شيخ فأصبحوا مخصصين للرب مثل موسى

ولكن بعد هذا بدل من استخدام وضع اليد استخدم المسحة المقدسة بدهن المسحة

سفر الخروج 28

41 وَتُلْبِسُ هَارُونَ أَخَاكَ إِيَّاهَا وَبَنِيهِ مَعَهُ، وَتَمْسَحُهُمْ، وَتَمْلأُ أَيَادِيهِمْ، وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي.



سفر الخروج 29

7 وَتَأْخُذُ دُهْنَ الْمَسْحَةِ وَتَسْكُبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَمْسَحُهُ.

21
وَتَأْخُذُ مِنَ الدَّمِ الَّذِي عَلَى الْمَذْبَحِ وَمِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ، وَتَنْضِحُ عَلَى هَارُونَ وَثِيَابِهِ، وَعَلَى بَنِيهِ وَثِيَابِ بَنِيهِ مَعَهُ، فَيَتَقَدَّسُ هُوَ وَثِيَابُهُ وَبَنُوهُ وَثِيَابُ بَنِيهِ مَعَهُ.

ولكن يشوع تم تقديسه وحلول الروح القدس عليه بوضع اليد

سفر العدد 27

18 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ يَشُوعَ بْنَ نُونَ، رَجُلاً فِيهِ رُوحٌ، وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهِ،
19
وَأَوْقِفْهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَأَوْصِهِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ.
20
وَاجْعَلْ مِنْ هَيْبَتِكَ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ لَهُ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ،
21
فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ، هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، كُلُّ الْجَمَاعَةِ».
22
فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. أَخَذَ يَشُوعَ وَأَوْقَفَهُ قُدَّامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَقُدَّامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ،
23
وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَأَوْصَاهُ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى.



سفر التثنية 34: 9

وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ، إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ، فَسَمِعَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى.

فمسحة والتقديس والتخصيص يكون بصب زيت او بوضع اليد

والمسحة المقدسة هي للرب فقط ولا تقلد

سفر الخروج 30

22 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
23 «
وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ: مُرًّا قَاطِرًا خَمْسَ مِئَةِ شَاقِل، وَقِرْفَةً عَطِرَةً نِصْفَ ذلِكَ: مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ،
24
وَسَلِيخَةً خَمْسَ مِئَةٍ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ، وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ هِينًا.
25
وَتَصْنَعُهُ دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ. عِطْرَ عِطَارَةٍ صَنْعَةَ الْعَطَّارِ. دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ يَكُونُ.
26
وَتَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ،
27
وَالْمَائِدَةَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ،
28
وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ، وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا.
29
وَتُقَدِّسُهَا فَتَكُونُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. كُلُّ مَا مَسَّهَا يَكُونُ مُقَدَّسًا.
30
وَتَمْسَحُ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي.
31
وَتُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: يَكُونُ هذَا لِي دُهْنًا مُقَدَّسًا لِلْمَسْحَةِ فِي أَجْيَالِكُمْ.
32
عَلَى جَسَدِ إِنْسَانٍ لاَ يُسْكَبُ، وَعَلَى مَقَادِيرِهِ لاَ تَصْنَعُوا مِثْلَهُ. مُقَدَّسٌ هُوَ، وَيَكُونُ مُقَدَّسًا عِنْدَكُمْ.
33
كُلُّ مَنْ رَكَّبَ مِثْلَهُ وَمَنْ جَعَلَ مِنْهُ عَلَى أَجْنَبِيٍّ يُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهِ».

المر القاطر Myrrh

هو مادة صمغية تسيل من جذع الشجرة الخاصة بها

وهو حين يقطر من تلقاء ذاته يشير للمسيح لقبوله الآلام بإرادته حتى الموت وحين يقطر بجرح الشجرة يشير لطعن المسيح بواسطة البشر. وفي الحالتين يخرج رائحة طيبة. وطعم المر اللاذع يشير لآلام المسيح الرهيبة وكونها حقيقية (عب3:12). بل كون وجوده في عالم كله مضاد لله فهذا في حد ذاته مرارة له

قرفة عطرة Sweat cinnamon

ونحصل على القرفة بنزع قشور شجيراتها ومعنى قرفة بالعبرية مشتق من كلمتين Kinna & min وهي التي جاءت منها كلمة Cinna mon. وكلمة Kinna تعنى غيور وكلمة min تعني هيئة أو مظهر خارجي. بنزع قشور شجيراتها وبالتالي تموت الشجيرة وهنا مرة أخرى نرى صورة الموت بل والسلخ (سلخ الذبيحة يناظرها هنا سلخ الشجيرات) حتى تخرج الرائحة. والمسيح سفط دمه ليعطينا ان نكون ملوك وكهنة

قصب الذريرة Sweat calamus

هو نبات ينمو في الأرض الموحلة والمستنقعات. وهو نبات مشهور باستقامته وكلمة قصب تفيد الاستقامة. وبسحق النبات نحصل على المادة ذات الرائحة العطرية. ويسمى قصب الذريرة فمنه نحصل على الذرائر، وذرائر تعني أطياب. ينمو هذا النبات فى بلاد الهند وبعض البلاد العربية ماعدا سوريا وفلسطين ، حيث أن أرميا النبى يذكر فى سفره أنه يأتى من أرض بعيدة عن بلاده ( أر 6 : 20 ) ويذكر الكتاب المقدس أنه يأتى من دان وباوان ( خر 27 : 19 ) صورة المسيح الذي نما في وسط هذا العالم الموحل بالخطية لكنه نما مستقيمًا. وبسحقه وآلامه خرجت الرائحة الطيبة. وكلمة قصب وردت في كلمة قصبة القياس (خر3:40) + (أش3:42) وهذه تنطبق بكمال الرب يسوع واستقامته المطلقة وأنه يقيس أرواح البشر ويقيمهم بموازينه ولكنه قصبة مرضوضة لا يقصف بل هو يعالج ويشجع ويعطى من نعمته ويطيل أناته (يو11:8) "ولا أنا أدينك أيضًا".

السليخة : تُعتبر السليخة من أنواع القرفة ايض ويُستخرج زيتها بتقطير أوراق نبات (Cinnamomum aromaticum) لقد قال داود الأنطاكى أن عطر السليخة يؤخذ من أشجار القنة وله طعم لاذع وينبت فى سوريا وبلاد الفرس

وكل منها لها رموز للرب يسوع المسيح وفداؤه

وزيت الزيتون لأن شجر الزيتون فيه أشياء تشير للأبدية. شجرة الزيتون هي الشجرة الوحيدة التي لا يقع ورقها أبدًا طول السنة. لا تجف أبدًا تظل طول السنة خضراء. كل الشجر يأتي عليه وقت ويجف ويقع ورقه لكن زيت الزيتون يستخرج من شجر الزيتون الذي لا يجف ورقه ولا يقع أبدًا طول السنة تظل الشجرة خضراء. ولذلك فإن شجر الزيتون يشير للحياة الأبدية، وغصن الزيتون يشير إلى عطية السلام ويشير أيضًا إلى حياة النصرة. يقولون في موكب النصرة في الأبدية أن كل واحد سيكون ماسكًا سعف النخل وأغصان الزيتون.

وهي نفس مقادير الميرون حتى الان مع بعض المواد الاخرى

وهذا زيت المسحة المقدس هو الذي استخدم في مسح خيمة الاجتماع ومكوناتها وأيضا الكهنة بداية من هارون وابناؤه ومن بعدهم والملوك مثل شاول وداود ومن بعدهم

سفر صموئيل الأول 10: 1

فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقَبَّلَهُ وَقَالَ: «أَلَيْسَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَسَحَكَ عَلَى مِيرَاثِهِ رَئِيسًا؟



سفر صموئيل الأول 16: 13

فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا. ثُمَّ قَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى الرَّامَةِ.

فاعتقد بهذا تأكدنا ان حلول الروح القدس في العهد القديم حل بوضع اليد وبالمسحة المقدسة ولكن أصبح كتابيا بالمسحة المقدسة (زيت الميرون) ولكن أصبح وضع اليد أكثر للذبائح

وهي يتم بوضع يد المقدم الذبيحة يده على رأس الذبيحة ويضغط علامة على نقل الخطية من عليه الى الذبيحة. والزيت المقدس هو للتقديس ومسح الشخص للرب وبالمسحة المقدسة يحل روح الرب.



العهد الجديد

بالطبع معمودية الروح القدس بدأت عندما حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين. ولكن بعد هذا بدأت معمودية الروح القدس بوضع اليد

سفر اعمال الرسل 8

17 حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ.



سفر أعمال الرسل 19: 6

وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ، فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.



رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1: 6

فَلِهذَا السَّبَبِ أُذَكِّرُكَ أَنْ تُضْرِمَ أَيْضًا مَوْهِبَةَ اللهِ الَّتِي فِيكَ بِوَضْعِ يَدَيَّ،



رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6: 2

تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ،

فارتبط سر الميرون مع سر المعمودية لأننا بسر المعمودية نولد الولادة الثانية من فوق وهذه الولادة الجديدة تحتاج إلى تثبيت وحفظ للسر ولنموه في الحياة الروحية وسر الميرون له مسميات كثيرة في الكنيسة فيقال "سر المسحة المقدسة أو سر حلول الروح القدس أو سر التثبيت أو ختم الروح القدس.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 21-22

وَلكِنَّ الَّذِي يُثَبِّتُنَا مَعَكُمْ فِي الْمَسِيحِ، وَقَدْ مَسَحَنَا، هُوَ اللهُ الذي خُتمنا أيضا وأعطي عربون الروح في قلوبنا

فالمسحة المقدسة هي من الثالوث فهي عطية من الله ويثبتنا بها المسيح ويحل الروح القدس في قلوبنا

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 9

أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ».

ورغم ان كلام معلمنا بولس الرسول يقصد به معنى روحي لكن الاعداد التالية فيها إشارة الى ان المسحة المقدسة كانت بدأت بالفعل

رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 20

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ.



رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 27

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ.

وهذه المسحة تلقب بختم الروح القدس

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 22

الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا.



رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 1: 13

الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ،



رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 30

وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.

فواضح ان حلول الروح القدس يحل في الكنيسة الأولى بوضع يد الرسل ثم استعيض عنه بالمسحة المقدس. ومنذ عصور الكنيسة الأولى كان الميرون أو المسحة المقدسة ينال بعد المعمودية مباشرة.

والمؤمن بالمسحة المقدسة يحل فيه روح الله ويصبح هيكلًا للروح القدس. ومقدسًا بالزيت وبالروح القدس يحصن من أعمال الشياطين وحيلهم وسحرهم وأعمالهم الخبيثة. كما تتقدس الأواني بالميرون وتصبح مخصصة للرب ولا يصح استخدامها في شيء آخر. وهكذا تدشن الكنائس بمسحة الميرون وتصبح مكرسة للرب لا يصح استخدامها في شيء آخر. كذلك يتدشن جسد الإنسان نفسه بالميرون فيمسح الجسد بالزيت وتتقدس النفس بنعمة الروح القدس. ويصبح الإنسان مخصصًا للرب أو مفرزًا أو ملكًا للرب ولهذا سمى المؤمنين قديسين لأنهم تقدسوا بالروح القدس وأصبحوا خاصة الرب، له وحده. وبمقدار ما ينجح المؤمن في أن يتقدس للرب وحده بمقدار ما تزداد قداسته ويقال عنه قديس.

ولهذا كما كان في العهد القديم يمسحوا بالميرون المسحة المقدسة كل الملوك والكهنة أيضا كل مؤمنين العهد الجديد يمسحون بهذه المسحة المقدسة لأنهم ملوك وكهنة

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 6

وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 5: 10

وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ».

فالمسحة المقدسة من اول المسيحية مباشرة بعد وضع اليد مثلما حدث في العهد القديم في زمن موسى



تاريخ الكنيسة

كما يخبرنا التقليد ان اول مرة عمل فيها زيت الميرون كانت سنة 34م. ويقول لنا تقليد الكنيسة أن الآباء الرسل اجتمعوا وخلطوا الأطياب التي كانت على جسد السيد المسيح والتي تركت في الكفن بعد قيامته والتي عليها اثار دم الرب يسوع المسيح والأطياب التي جاءت بها المريمات وسكبوا عليها زيت الزيتون وصلوا في علية مارمرقس التي تم فيها العشاء الاخير. ثم أخذوا الميرون ووزعوه على الرسل ليأخذ كل منهم جزء عند ذهابه للتبشير لأي مدينة. حيث زاد عدد المسيحيين وأصبح من الصعب أن يقوم الرسل بوضع الأيدي على كل من يدخل الإيمان فكان يوضع اليد بطريقة عامة ولكن كل شخص يمسح بالميرون (الدهن بالميرون) بدل من وضع الأيدي وكما قال القديس يوحنا ان زيت الميرون هو من الرب يسوع المسيح نفسه القدوس

رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 20

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ.

ولهذا في زمن يوحنا الحبيب وقبل انتهاء القرن الأول الميلادي كان الميرون المسحة المقدس في كل مكان في الكنيسة



بل اخذ الميرون من حنوط جسد الرب يسوع يوجد رمز لها في

سفر المزامير 45

8 كُلُّ ثِيَابِكَ مُرٌّ وَعُودٌ وَسَلِيخَةٌ. مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ.

المر والسليخة هم مكونات المسحة المقدسة

سفر الخروج 30

30 :22 و كلم الرب موسى قائلا

30 :23 و انت تاخذ لك افخر الاطياب مرا قاطرا خمس مئة شاقل و قرفة عطرة نصف ذلك مئتين و خمسين و قصب الذريرة مئتين و خمسين

30 :24 و سليخة خمس مئة بشاقل القدس و من زيت الزيتون هينا

30 :25 و تصنعه دهنا مقدسا للمسحة عطر عطارة صنعة العطار دهنا مقدسا للمسحة يكون

30 :26 و تمسح به خيمة الاجتماع و تابوت الشهادة

30 :27 و المائدة و كل انيتها و المنارة و انيتها و مذبح البخور

30 :28 و مذبح المحرقة و كل انيته و المرحضة و قاعدتها

30 :29 و تقدسها فتكون قدس اقداس كل ما مسها يكون مقدسا

فخيمة الاجتماع التي هي مسكن الله على الأرض والحال بها لاهوت الله في داخلها تعتبر مثل ثياب الله هي التي تقدس بهذه الأشياء. وهو بالإضافة الى معناه الرمزي وإعلان عن لاهوت المسيح ولكن حرفيا هذا ما تم لف جسد المسيح به في القبر والحنوط التي كانت مئة منا

انجيل يوحنا 19

38 ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ.
39
وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا
.

مع ملاحظة ان هذه المسحة لا توضع على ملابس انسان

30 :32 على جسد انسان لا يسكب و على مقاديره لا تصنعوا مثله مقدس هو و يكون مقدسا عندكم

30 :33 كل من ركب مثله و من جعل منه على اجنبي يقطع من شعبه

والميعة هي من مكونات البخور المقدس

30 :34 و قال الرب لموسى خذ لك اعطارا ميعة و اظفارا و قنة عطرة و لبانا نقيا تكون اجزاء متساوية

30 :35 فتصنعها بخورا عطرا صنعة العطار مملحا نقيا مقدسا

30 :36 و تسحق منه ناعما و تجعل منه قدام الشهادة في خيمة الاجتماع حيث اجتمع بك قدس اقداس يكون عندكم

30 :37 و البخور الذي تصنعه على مقاديره لا تصنعوا لانفسكم يكون عندك مقدسا للرب

30 :38 كل من صنع مثله ليشمه يقطع من شعبه

وأيضا البخور المقدس لحضور الله هو في خيمة الاجتماع

فأدركنا انه للمسح المقدسة لمسكن الله وبالفعل مادة تستخدم للتقديس ويحل الله ويقدس

وفي المزمور يقول ان ثياب المسيح الذي هو الملك وهو الله هو المر والميعة والسليخة

إذا اللاهوت حال في جسد المسيح وهذا نبوة واضحة عن تجسد حضور الله الشكينة. ولكن أيضا بالفعل كان هذا في مكونات اطياب جسد المسيح الذي استخدم لصنع الميرون لأول مرة ولا يزال هو الخميرة التي يضاف عليها مكونات الميرون كل مرة مع صلوات القديسين

فالميرون الذي يصنع حاليا كما هو منذ الفين سنة فيه يوضح ما نسميه خميرة من الميرون السابق الذي كان به خميرة من السابق حتى نصل للميرون الذي صنع من حنوط جسد المسيح

وهذه الخميرة هي التي يضاف عليها مواد الحنوط العطرة وزيت الزيتون حسب خروج 30 بدقة



وهذا ما قاله الإباء من بداية تاريخ الكنيسة

فيقول ديونيسيوس الاريوباغي تلميذ القديس بولس في القرن الأول يشرح تركيب الميرون وتجهيزه وكيف يرشم به المعمدون ، ويصف كيف يسكب الأسقف الميرون ثلاثا في جرن المعمودية

ثاؤوفيلوس الانطاكي من اباء القرن الثاني يقول: اسم المسيح يدل على الممسوح وهو اسم لائق ، لهذا ندعي مسيحيين لأننا نُمسح بزيت إلهي

العلامة ترتليان من القرن الثاني يقول في فصل 7 من كتابه عن المعمودية: بعد خروجنا من المعمودية نُدهن بالكامل بالمسحة الغبوطة... تجري المسحة على الجسد لكنّها تفيدنا روحيًا. بنفس الطريقة كما أن العماد في ذاته عمل مادي حيث فيه نغطس في الماء، لكن فاعليّته روحيّة، إذ نتحرّر من الخطايا. بعد هذا توضع اليد للبركة مستدعيًا وداعيًا الروح القدس (ليحلّ) خلال البركة

وأيضا يقول: يُغسل الجسد لكي تتطهّر النفس من الدنس (بالمعموديّة)؛ ويُمسح الجسد لكي تتكرّس النفس؛ يُرسم الجسد (بعلامة الصليب) لكي ما تُحفظ النفس؛ يُظلّل الجسد بوضع اليد لكي ما تستنير الروح، يتغذّى الجسد بجسد المسيح ودمّه لكي ما تقتات النفس باللَّه. لا يمكن فصلهما (الجسد والنفس)... عندما يتّحدا معًا في أعمالهما

العلامة كبريانوس من القرن الثالث الميلاد ييقول: من اعتمد ينبغي أن يمسح أيضا لكي يصير بواسطة المسحة ممسوحا لله ويأخذ نعمه المسيح

العلامة اوريجانوس: أنّه لم يكن ممكنًا أن يوجد إنسان يحمل مجد الملوكيّة والكهنوت معًا. لأن الملوك يُقامون من سبط يهوذا والكهنة من سبط لاوي. أمّا وقد جاء يسوع المسيح ملك الملوك من سبط يهوذا فهو الوحيد الملك والكاهن (على طقس ملكي صادق). خلال مسحة الميرون ترجع إلينا كرامة الكهنوت مع الملوكيّة.

القديس كيرولس الاورشليمي من أوائل القرن الرابع له مقال كامل عن المسحة بزيت الميرون[ إن هذا السر يتم بعد العماد مباشرة كعمل سرى مقدس ] .+ ويقارن بين عماد المسيح + حلول الروح القدس وبين المعمودية والميرون .+ ويحذر من الظن بأنه زيت بسيط .. ويقارنه مع خبز الافخارستيا .. ويقول أن الرشومات هي ختم الروح القدس واهب الحياة .+ يقول أن موسى النبى بعد غسل هارون بالماء مسحه .. ولكن مسحة رمزيه وأما عليكم فليست رمزيه بل حقيقية لأنكم مُسحتم حقيقة من الروح القدس

القديس اغسطينوس: وبأكثر وضوح في أعمال الرسل قيل أنّه مسحه اللَّه بالروح القدس (أع 10: 38)، ليس بمسحة منظورةٍ وإنّما بعطيّة النعمة التي يعني "المسحة المنظورة التي تمسح بها الكنيسة المعمّدين... لقد قبل الروح القدس كإنسانٍ، وبكونه اللَّه سكب الروح القدس (أع 2: 32). ونحن تبعًا لذلك يمكننا أن نقبل هذه العطيّة حسب قياسنا، أمّا أن نسكبه على الآخرين فهذا خارج قوّتنا. لكي يتم ذلك نصلّي عليهم للَّه الذي يتمّم ذلك

وأيضا يقول: إن اسم المسيح من المسحة، فكل مسيحي يقبل المسحة، إنّما ذلك ليس للدلالة على انّه صار شريكًا في الملكوت فقط، بل صار من المحاربين للشيطان.

القديس مار افرام السرياني: كانت سفينة نوح تبشّر بمجيء المزمع أن يقود كنيسته في المياه، وأن يرتدّ أعضاؤها إلى الحرّيّة باسم الثالوث القدّوس (اليهوديّة في المعموديّة). وأما الحمامة فكانت ترمز إلى الروح القدس المزمع أن يصنع مسحة هي سرّ الخلاص

القديس اثناسيوس الرسولي من القرن الرابع يقول في رسالته إلى سيرابيون عن الروح القدس [ والروح القدس يدعي مسحة وهو الختم لأن يوحنا الرسول كتب قائلا وأما انتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ]

وأيضا يقول: هكذا أيضًا توضح عبارة داود في مز 44: 7- 8 أنه ما كان لنا أن نصير شركاء الروح القدس ولا أن نتقدس لو لم يكن اللوغوس المتجسد، الذي هو واهب الروح قد مسح نفسه بالروح لأجلنا، ولهذا فمن المؤكد أننا كنا نحن الذين قبلنا الروح القدس حينما قيل أنه مُسح بالجسد. لأن جسده الخاص هو الذي تقدس أولًا، وإذ قيل عنه كإنسان، إن جسده قد نال هذا (الروح)، فلأجل هذا ننال نحن نعمة الروح آخذين إياها "من ملئه"

القديس كيرلس الأورشليمي: بحق دُعيتم للمسيح، وعنكم قال اللَّه: "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز15:105).

جُعلتم مسحاء بقبولكم نموذج الروح القدس. وكل الأشياء عُملت فيكم امتثالًا (بالمسيح) لأنكم صورة المسيح. هو اغتسل في نهر الأردن ونشر معرفة ألوهيته في الماء. وصعد منها وأضاء عليه الروح القدس في تمام وجوده وحلّ كذلك عليه. ولكم أنتم فشبه ذلك بعد أن صعدتم من الينابيع المقدسة صار لكم دهن شبه الذي مُسح به المسيح. وهذا هو الروح القدس الذي قال عنه المطوّب إشعياء في نبوته عن شخص الرب: "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني" (إش 1:61).

لأنه لم يُمسح المسيح بأناسٍ بزيتٍ أو دهنٍ ماديٍ، لكن الآب عيّنه من قبل ليكون مخلصًا للعالم أجمع، كما قال بطرس: "يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه اللَّه من الروح القدس" (أع 38:10).

صرخ داود النبي أيضًا قائلًا: "كرسيك يا اللَّه إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البرّ وأبغضت الإثم لذلك مسحك اللَّه إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" (مز 6:45، 7).

وإذ صُلب المسيح ودفن وقام حقًا، أنتم في العماد حُسبتم جديرين أن تصلبوا وتدفنوا وتقوموا معه على مثاله: هكذا في الدهن أيضًا. وكما مسح بزيتٍ مثاليٍ، زيت الابتهاج، لأنه منشئ الفرح الروحي، هكذا أنتم مسحتم بدهن، إذ أصبحتم شركاء للمسيح وأتباعه.

لكن احذروا أيضًا لئلا تظنوه دهنًا بسيطًا، لأنه كما في خبز الإفخارستيا بعد حلول الروح القدس لا يصير خبزًا عاديًا بعد بل جسد المسيح، هكذا هذا الدهن لا يكون دهنًا بسيطًا أو عاديًا بعد الصلاة، لكن هي موهبة المسيح بالنعمة وبحلول الروح القدس أصبح لائقًا لعلم طبيعته الإلهية.

الدهن الذي يرمز بالرشم على جبهتك وحواسك الأخرى.

وإذ يُرشم جسدك بالدهن المنظور تطهر نفسك بالروح القدس واهب الحياة.

ورُشمت على الجبهة كأنك تتخلص من العار الذي حمله الإنسان الأول معه في كل مكان، وأنه بوجه مكشوف كما في مرآة ناظرين مجد الرب (2 كو 18:3). ثم على آذانك حتى تتقبل الآذان سريعًا سماع الأسرار الإلهية التي قال عنها إشعياء النبي: "أعطاني الرب أذنًا للسمع" (إش 4:1). وقال سيدنا الرب يسوع المسيح: "من له أذنان للسمع فليسمع" (مت 15:11، مت 9:13، 43، مر 9:4، 23، 16:17، لو 35:14). ثم على الأنف حيث تتقبل الدهن المقدس، فيمكنك أن تقول: "لأننا رائحة المسيح الذكية للَّه في الذين يخلصون" (2 كو 18:3). بعد ذلك على صدرك حيث "قد لبستم درع البرّ" (أف 14:6) ، حتى تقدروا "أن تثبتوا ضد مكايد إبليس" (أف 11:6).

لأن المسيح بعد عماده وحلول الروح القدس ذهب وغلب الشرير، هكذا أنتم أيضًا بعد العماد المقدس والمسحة السرية، إذ لبستم كل سلاح الروح القدس، لكي تقفوا ضد قوة الشرير وتقهروه قائلين: "أستطيع كل شي في المسيح الذي يقويني" (في 13:4)

القديس أمبروسيوس: كان سكب للروح علينا، أما للرب يسوع الذي كان في شكل إنسانٍ، فالروح استقر عليه... بخصوصنا فإن سخاء المُعطي يعين بفيضٍ، أما بالنسبة له فيسكن فيه كمال الروح أبديًا. يسكب إذن حسبما يكفينا، وما يسكبه لا ينفصل ولا ينقسم، أما ما هو له فهو وحدة الكمال الذي به ينير بصيرة قلوبنا حسب قدرتنا على الاحتمال. أخيرًا نحن نتقبل حسب ما يتطلبه تقدم ذهننا. من أجل كمال نعمة الروح غير منظور، ولكنه يساهم فينا حسب إمكانية طبيعتنا

وأيضا يقول: قد قبلت الختم الروحي... حافظ على ما اقتبلت... فقد وسمك اللَّه الآب بعلامة المسيح ربّنا وثبّتك وأعطاك الروح القدس

وأيضا يقول: يُمسح كل مؤمن كاهنًا وملكًا، غير أنّه لا يصير ملكًا حقيقيًا ولا كاهنًا حقيقيًا، بل ملكًا روحيًا وكاهنًا روحيًا، يقرّب للَّه ذبائح روحيّة وتقدمات الشكر والتسبيح

القديس يوحنا ذهبي الفم: الذين كانوا يُمسحون في العهد القديم هم إمّا كهنة أو أنبياء أو ملوك. أمّا نحن المسيحيّون، أصحاب العهد الجديد، فيلزم أن نُمسح لكي نصير ملوكًا متسلّطين على شهواتنا، وكهنة ذابحين أجسادنا، ومقدّمين إيّاها ذبيحة حيّة مقدَّسة مرضيّة عبادتنا العقليّة، وأنبياء لإطلاعنا على أسرارٍ عظيمةٍ جدًا وهامة للغاية.

القديس باسيليوس الكبير: كيف يدافع عنك الملاك الحارس، كيف يحفظك من العدو، إن لم يكن قادرًا على رؤية ختم المسحة؟ ألا تعلم أن المُهلك عبر على بيوت المختومين بالدم في الأيّام الأولى لموسى المنقذ، وقتل أبكار البيوت التي لغير المختومين؟ الكنز غير المختوم يسرقه اللصوص بسهولة، والقطيع الذي لا يحمل علامة يسرق بأمان.

فبعد شرح الكتاب المقدس وأيضا شروحات الإباء التي وضحت أهمية سر الميرون المسحة المقدس حلول الروح القدس وختم الروح القدس، ارجو ان لا يستهين احد بهذا السر الذي هو عربون الحياة الأبدية وأيضا لكي لا يخسر ملكه وكهنوته.

واخيرا قدمت فكري فقط حسب ما هو واضح لي من الكتاب المقدس واعتزر لو كنت اخطات او خانني التعبير فانا انسان ضعيف

وتقديم فكري هذا لا يعني اني ادين اي فكر اخر لان الديان هو رب المجد وهو وحده الذي يدين



والمجد لله دائما