لماذا الرب تكلم الرب عن عقاب الذي يسبب العثرات ويترك الذي حدثت له العثرة؟ مت 18 ولوقا 15



Holy_bible_1

5/8/2018



السؤال



تكلم انجيل متى بوضوح عن تحذير من العثرات وعقاب من يقوم بالعثرات ولكن لا نجد أي شيء في الكتاب عن الشخص الذي تم عثرته وسقط. فلماذا لم يقول الكتاب ماذا سيفعل الرب للذي سقط في العثرة؟



الرد



شكرا للسؤال ولكن الحقيقة في نفس الاصحاح الرب وضع ماذا سيفعل مع الشخص الذي سقط في العثرة بمثال الخروف الضال الذي ذكره مباشرة في انجيل متى 18 بعد موضوع العثرات

فلو قرأنا سياق الكلام سنجد ان الرب وضح انه لا يترك المعثر بل يبحث عنه حتى يرجعه

انجيل متى 18

مت 18 :6 و من اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى و يغرق في لجة البحر

وهنا يبدأ الرب يحذر من العثرات. وصغار النفوس يقصد بهم ضعيف وبسيط ويمكن إسقاطه في الخطية يرٌ لذلك الإنسان أن يُعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. وكانت هذه عقوبة رومانية ويونانية. وكان يعاقب بها الخونة. وهنا الرب يحذر المعتدي أن عذاب الدينونة أصعب من الموت غرقاً، وهذا ليكف المعتدي عن عمله العدواني.

مت 18 :7 ويل للعالم من العثرات فلا بد ان تاتي العثرات و لكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة

ونفهم من هذا أن العالم مملوء عثرات والكنيسة ستواجه ضيقات، آلام جسدية واضطهاد واستشهاد وستواجه حروبًا شيطانية وخداعات وتشكيك من هراطقة أو إثارة حب العالم وشهواته في قلوب أولاد الله (1يو19:5)، ولاحظ فالشيطان يعمل لحساب مملكته بأن يستخدم أولاده وأتباعه ليُعثِروا أولاد الله، إمّا بأن يوقعوا بهم في شباك الخطية أو يضطهدونهم جسديًا. وهذا الأسلوب استعمله إبليس مع يسوع نفسه فهو على الجبل حاول أن يعثر المسيح ويجعله يسجد لهُ ولما فشل دبر مؤامرة الصليب.

مت 18 :8 فان اعثرتك يدك او رجلك فاقطعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعرج او اقطع من ان تلقى في النار الابدية و لك يدان او رجلان

والكلام هنا رمزيا فيدي لا تعثرني بمعنى حرفي لأني يدي لا تصنع شيء مخالف عن ارادتي بل هي تعمل مشيئتي لان انا ويدي واحد. فالمعنى واضح انه يتكلم رمزيا وقطعا المسيح لا يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا. ولكن هو يتكلم عن منع الخطية. فكيف امنع يدي من صنع الخطية؟ هو ان لا امدها بارادتي لصنع الشر. وأيضا كيف امنع رجلي من صنع الخطية؟ هو لا بد ان امنعها من السير في طريق الشر

مت 18 :9 و ان اعثرتك عينك فاقلعها و القها عنك خير لك ان تدخل الحياة اعور من ان تلقى في جهنم النار و لك عينان

وأيضا عيني لا تعثرني لوحدها فالعين ليس لها مشيئة مستقلة بل تنظر حسب مشيئتي فالمعنى أيضا واضح انه يتكلم رمزيا عن منع الخطية. وكيف امنع عيني عن صنع الخطية والعثرة؟ هو ان امنعها من ان تنظر للشر ولا تنظر بشهوة

مت 18 :10 انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لاني اقول لكم ان ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه ابي الذي في السماوات

وهنا الرب يكمل تحذيره من اعثار الصغار والبسطاء لصغار هم الأطفال الأبرياء، أو هم الذين بتواضعهم وقداستهم دخلوا من أبواب الملكوت وصاروا أو رجعوا وصاروا مثل الأطفال، هم المؤمنين بالمسيح والمتواضعين الذين يبدو أنهم ضعفاء لا حيلة لهم. وهنا المسيح يحذر العالم أن هناك ملاك حارس معين لمرافقة وحراسة كل منهم وهو غير مرئى، ولكنه قادر أن ينصف هؤلاء الضعفاء، وأن هؤلاء الملائكة ينظرون وجه الآب أي قادرين على حمل البركات منه لهؤلاء الصغار.

والمسيح لم يتوقف عن هذا بل يوعد انه لن يتركهم فيقول

مت 18 :11 لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك

فهنا المسيح يوعد بانه يهتم بكل نفس من البسطاء ولا يسمح بهلاكها. فهو يبحث عنها شخصيًا. فالرب يسوع سيسعى وراء الشخص من الصغار الذي اعثر وضل ولن يتركه يهلك.

وليؤكد الرب يسوع هذا ذكر مثلا

مت 18 :12 ماذا تظنون ان كان لانسان مئة خروف و ضل واحد منها افلا يترك التسعة و التسعين على الجبال و يذهب يطلب الضال

فالرب يشبه نفسه بالراعي والمئة خروف هم البسطاء الودعاء مثل الخراف ولو واحد منهم اعثر وضل يظل الراعى الصالح وراء كل منهم حتى يعيدهم فلا يهلك منهم أحد. على أنه يعمل على أن يجذب كل واحد ليخلص، ويعطى كل واحد فرص كثيرة

مت 18 :13 و ان اتفق ان يجده فالحق اقول لكم انه يفرح به اكثر من التسعة و التسعين التي لم تضل

تعبير وان اتفق وهو جاء في نفس المثل في انجيل لوقا 15 وإذا وجده بمعنى انه يستمر في البحث عنه ومحاولة ارجاعه. وهنا يوضح الرب ان العثرة هي مثل التنقية فالذي انخدع بالعثرة وضل الرب سيبحث عنه حتى يرجعه وهو يفرح به ولكن لو هو رفض الرجوع هذا سيكون اختياره ولكن الرب سيكون أعطاه كل مبررات الرجوع فينطبق القول "تغلب إذا حوكمت". هكذا يكون الآخرون اولين والاولون آخرين.لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون" (مت20: 16).

مت 18 :14 هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار

في هذا المثل يكشف السيد عن نظرته للإنسان أنه ليس مجرد فرد في عدد لا يحصى، إنما الله يهتم بكل فرد شخصيًا وباسمه، كل نفس لها قيمة عظيمة عند المسيح. فهذه هي مشيئته ان لا يهلك أحد هؤلاء الصغار حتى لو تم اعثارهم فهو سيبحث عنهم ويستردهم

إنجيل لوقا 19: 10

لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».

سفر حزقيال 34: 12

كَمَا يَفْتَقِدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ يَوْمَ يَكُونُ فِي وَسْطِ غَنَمِهِ الْمُشَتَّتَةِ، هكَذَا أَفْتَقِدُ غَنَمِي وَأُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَيْمِ وَالضَّبَابِ.

بل يقول مكملا

سفر حزقيال 34

15 أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
16
وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْل.
17
وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، بَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ
.

فالله قد يسمح ببعض الآلام تقع على أولاده من الشرير إبليس أو من أتباعه الأشرار (كما حدث مع أيوب ومع بولس) ولكن يكون هذا بسماح منه لإعدادهم للملكوت ولتأديبهم (عب 5:12-11). ولكن منيعثر يذهب ويطلبه ويرده. ولهذا من اعثر أقول له انتظر الرب



والمجد لله دائما