الجزء السادس والثلاثين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لم يجمع شعبه من كل الأمم حزقيال 11: 17

Holy_bible_1

26/8/2018

الشبهة

يقول بعض اليهود لأن يسوع لم يجمع شعبه من كل الامم كما قال حزقيال 11: 17 لذلك قل هكذا قال السيد الرب إني اجمعكم من بين الشعوب واحشركم من الاراضي التي تبددتم فيها واعطيكم ارض اسرائيل ويقولوا لان هذا لم يحدث في زمن يسوع فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح

الرد

هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح الملك الأرضي

ولكن من قال ان هذه النبوة هي عن زمن المسيا أصلا؟

وأين في كلام حزقيال في هذا الاصحاح أي إشارة لفظية ان هذا سيتم في زمن المسيا؟

سفر 11 من حزقيال يتكلم لفظيا وبوضوح شديد عن الرجوع من السبي البابلي وهذا الذي حدث بعد سبعين سنة وحدث على يد كورش فلماذا يدعوا المشككين انه في زمن المسيح. فحزقيال من انبياء بداية السبي

وفي البداية تكلمت عن شبهات مشابهة جدا في ملف

الجزء الثامن والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يرجع المفديين إشعياء 35

وأيضا

الجزء الحادي والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع ويضم مشتتي يهوذا إشعياء 11

وأيضا

الجزء الثالث والثلاثين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يجمع شعبه ارميا 29

وأيضا

الجزء الخامس والثلاثين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لم يجمع شعبه من كل الأمم تثنية 30

وندرس ما قاله حزقيال النبي

سفر حزقيال 11

في الاصحاح 10 تلكم حزقيال النبي عن رؤيا الكاروبيم ومجد الرب ومفارقته للهيكل بسبب الرجاسات بعد ان ميز عبيده وختمهم بسمة مميزة. ويكمل في هذا الاصحاح انه سيفارق اورشليم وليس بدون سبب ولكن بسبب قادة يهوذا والاشرار الكثيرين

ويتكلم في الاصحاح عن

الرجال الأشرار قادة المدينة 1-3

نبوة ما سيحدث لهم بسبب شرهم 4-12

فساد المشورة الرديئة وامل التوبة 13-21

ونقراء ما يقوله في الجزء الذي اقتطع منه العدد

11 :14 وكان الي كلام الرب قائلا

11 :15 يا ابن ادم اخوتك اخوتك ذوو قرابتك وكل بيت اسرائيل بأجمعه هم الذين قال لهم سكان اورشليم ابتعدوا عن الرب لنا اعطيت هذه الارض ميراثا

اخوتك الذين يكلمهم حزقيال هنا هم اليهود الذين تم سبيهم بالفعل في بابل مع حزقيال وأيضا الذين تم سبيهم في سبي السامرة وهؤلاء افتخر عليهم اليهود الذين لم يتم سبيهم بعد من سكان اورشليم، فهؤلاء لم يعرفوا انه لا تزال مراحل من السبي اتية ولكنهم ظنوا انهم بهذا امتلكوا الأرض لوحدهم وتضاعفت املاكهم بعد سبي الاخرين وهذا يوضح الحالة السيئة التي وصل لها هذا الشعب، فمن أُبقِىَ في أورشليم لم يتعاطفوا مع إخوتهم المسبيين، بل فرحوا بابتعادهم ليرثوا أرضهم. وهم ظنوا أن الرب لا يوجد سوى في أورشليم، وطالما ذهب إخوتهم بعيدًا عن أورشليم الأرض المقدسة فهم ابتعدوا عن الرب. إذًا ليأخذوا هم نصيبهم.

11 :16 لذلك قل هكذا قال السيد الرب وان كنت قد ابعدتهم بين الامم وان كنت قد بددتهم في الاراضي فاني اكون لهم مقدسا صغيرا في الاراضي التي ياتون اليها

هنا الرب لا يزال يكلم الذين في السبي البابلي ويقول لهم انه سيعزيهم فالله غادر أورشليم وأصبح الهيكل بناء فقط دون مجد، وذهب وحلَّ في وسط شعبه المسبى خارج أورشليم. وحيث يوجد الله، فهذا المكان يكون مَقْدِسًا. فالله ليس محدودًا في داخل أورشليم. وسبق أرمياء وتنبأ عن أن الذين يذهبون للسبي هم التين الجيد أما التين الرديء فهو الجزء الباقي في أورشليم. مقدسًا صغيرًا = لأن اليهود الذين في السبي هم قلة ويجتمعوا في مجامع صغيرة. والمقدس هنا ليس هيكلًا من حجارة، بل الله في داخل كل منهم وهم يقدمون ذبائح تسبيح وصلاة، أي ذبائح غير دموية، فيكون الله مصدر تعزية لهم وهم في سبيهم.

ونصل للعدد المتكلم عنه

11 :17 لذلك قل هكذا قال السيد الرب إني اجمعكم من بين الشعوب واحشركم من الاراضي التي تبددتم فيها واعطيكم ارض اسرائيل

نبوخذنصر سباهم ونقلهم الى بلاد مختلفة وشعوب مختلفة ولكن الرب يوعد انهم سيعودون من السبي أي هذه نبوة برجوعهم على يد كورش. ولنلاحظ أن أحكام البشر القاسية (حرمان إخوتهم لهم من الأرض) لا تمنع مراحم الرب (وأجمعكم لأرضكم) وهم تفرقوا فيما وراء النهرين وبابل ومادي وفارس وغيرهم

وهذا ليس تفسير مسيحي فقط بل قاله راشي المفسر اليهودي

Your brethren, your brethren: The exile of Samaria and the exile of Jeconiah. and the entire house of Israel: who have gone into exile. to whom… said: About whom theythe dwellers of Jerusalem who have not been exiled with Jeconiah, over whom Nebuchadnezzar enthroned Zedekiahsaid. Now they ridicule their brethren who have been exiled, and say about them, “They have distanced themselves from the Lord.”

a minor sanctuary: Synagogues, which are in a position second to the Temple.

وبالفعل الذين رجعوا في زمن كورش ليس فقط يهوذا وبنيامين بل أيضا كثير من العشر اسباط وبعضهم كان مع حزقيال وبعضهم كان في بلاد أخرى وسمع عن الرجوع من السبي كما قال

سفر عزرا 1

1 :5 فقام رؤوس اباء يهوذا و بنيامين و الكهنة و اللاويون مع كل من نبه الله روحه ليصعدوا ليبنوا بيت الرب الذي في اورشليم

سفر عزرا 6: 17

وَقَرَّبُوا تَدْشِينًا لِبَيْتِ اللهِ هذَا: مِئَةَ ثَوْرٍ وَمِئَتَيْ كَبْشٍ وَأَرْبَعَ مِئَةِ خَرُوفٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ تَيْسَ مِعْزًى، ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ عَدَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ.

فالكلام بوضوح عن الرجوع من السبي البابلي ولا يشير لا من قريب ولا من بعيد على المسيح.

وبالرغم انه له بعد روحي عن الرجوع من سبي الخطية ولكن لن اتطرق لهذا الان

11 :18 فياتون الى هناك ويزيلون جميع مكرهاتها وجميع رجاساتها منها

بل أن هؤلاء الراجعين سيزيلون كافة الأصنام والرجاسات، أي أن تأديب الله وتطهيره للأرض أتى بثمر قداسة. وهذه النبوة حدثت على يد شلتائيل وزربابل وعزرا ونحميا.

11 :19 واعطيهم قلبا واحدا واجعل في داخلكم روحا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمهم واعطيهم قلب لحم

أي يطلب الله فقط ولا يطلب آلهة كثيرة. أي قلب قرر بثبات أن يختار الله. وأجعل في داخلكم روحًا جديدًا = أي يتصرفون بمبادئ روحية جديدة. وينزع منهم قلب الحجر = الذي تقسى بالخطية وغير قادر على حمل ثمار صالحة فهو أرض حجرية.

11 :20 لكي يسلكوا في فرائضي ويحفظوا احكامي ويعملوا بها ويكونوا لي شعبا فانا اكون لهم الها

أي ان السبي يجعلهم يتوبوا ويرجعوا من السبي متمسكين بالرب

11 :21 اما الذين قلبهم ذاهب وراء قلب مكرهاتهم ورجاساتهم فاني اجلب طريقهم على رؤوسهم يقول السيد الرب

وهذا يقوله عن الذين بقوا في اورشليم ولم يتوبوا

وهذا أيضا قاله راشي

But to the heart of their detestations, etc.: And as for those whose hearts go to every detestation and abomination, who remained in Jerusalem, who were not exiled, and who go astray after idolatry and detestations.

I have placed their way upon their heads: for I will draw the sword upon them, and [place them in] captivity, and they will go into exile.

فاعتقد عرفنا جيدا ان الكلام ليس عن زمن المسيح أصلا بل عن الرجوع من السبي البابلي وان الباقيين الذين لم يذهبوا في المرحلة الأولى من السبي البابلي التي تمت 605 ق م هم أيضا سيعاقبون

فأؤكد مرة ثانية الاعداد لا علاقة لها لا بمسيح ملك ارضي ولا غيره بل كما قلت العدد يتكلم بوضوح لفظيا عن وعد انهم سيرجعون من السبي وسياقه يؤكد انهم سيرجعون بعد سبعين سنة

بل راشي اليهودي في تفسيره لهذا الاصحاح لم يقل على الاطلاق ان هذا سيحدث في زمن المسيا

فاعتقد عرفنا ان هذه الشبهة لا أصل لها

والمجد لله دائما