الجزء الثامن والثلاثين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لما يأتي المسيا العالم كله سيعرف ان يهوه هو الاله وحده كما في ارميا 16: 19-21



Holy_bible_1

30/8/2018



الشبهة



يقول بعض اليهود لأن يسوع لم يجعل العالم كله يعرف ان يهوه هو الاله وحده كما قال ارميا 16 :19 يا رب عزي وحصني وملجاي في يوم الضيق اليك تأتي الامم من أطراف الارض ويقولون انما ورث اباؤنا كذبا واباطيل وما لا منفعة فيه 20 هل يصنع الانسان لنفسه الهة وهي ليست الهة 16 لذلك هانذا اعرفهم هذه المرة اعرفهم يدي وجبروتي فيعرفون ان اسمي يهوه

ويقولوا لان هذا لم يحدث في زمن يسوع فلم يعرف العالم ان يهوه هو الاله وحده فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح



الرد



هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح الملك الأرضي.

هذه النبوة هي نبوة عن زمن المسيا.

ولكن من قال ان هذه النبوة في ارميا 16: 19-21 هي لم تتحقق بمجيء المسيح أصلا؟

ارميا 16: 19-21 يتكلم عن كثيرين يأتون الى الرب من كل الأمم وهؤلاء يقروا ان ما عبده اباؤهم هم ليسوا الهة ويعرفوا ان يهوه هو الاله الحقيقي وتنتهي عند هؤلاء عبادة الاوثان وهذا ما حدث بدقة ولهذا الوثنية انتهت في اغلب العالم بما فيها روما التي كانت تؤمن بتعدد الالهة وأصبحت مسيحية وانتشر الايمان المسيحي في كل الأمم.

وندرس ما قاله ارميا النبي

سفر ارميا 16: 19-21

هذا الاصحاح هو نبوة يخبر الرب فيها ارميا بما سيحدث وبناء عليه يقدم له نصائح مثل ان لا يتزوج من بنات الأرض لما سيحدث من اتعاب كثيرة ولكن أيضا يختم الاصحاح بان هناك رجاء في المستقبل والتمتع بالخلاص بالمسيح.

وينقسم

1. نصيحة الرب لارميا بعدم الزواج لما سيحدث للشعب

 

[1-9].

2. اعتزال الحياة اليومية

 

[10-13].

3. خروج جديد

 

[14-15].

4. الفرح بالخلاص المسياني

 

[16-21].

قبل الاعداد التي يستشهد بها المشكك نجد ارميا يتكلم عن الرجوع من السبي واستمرار اليهود في خطاياهم وسماح الرب بعقاب لهم لانهم نجسوا الأرض بخطايا حتى بعد رجوعهم من السبي

16 :15 بل حي هو الرب الذي اصعد بني اسرائيل من ارض الشمال و من جميع الاراضي التي طردهم اليها فارجعهم الى ارضهم التي اعطيت اباءهم اياها

16 :16 هانذا ارسل الى جزافين كثيرين يقول الرب فيصطادونهم ثم بعد ذلك ارسل الى كثيرين من القانصين فيقتنصونهم عن كل جبل و عن كل اكمة و من شقوق الصخور

16 :17 لان عيني على كل طرقهم لم تستتر عن وجهي و لم يختف اثمهم من امام عيني

16 :18 و اعاقب اولا اثمهم و خطيتهم ضعفين لانهم دنسوا ارضي و بجثث مكرهاتهم و رجساتهم قد ملاوا ميراثي

والجزء الذي استشهد به المشكك هو التالي

16 :19 يا رب عزي وحصني وملجاي في يوم الضيق اليك تأتي الامم من أطراف الارض ويقولون انما ورث اباؤنا كذبا واباطيل وما لا منفعة فيه

بعد ان تكلم عن خطايا الشعب حتى بعد الرجوع من السبي وعقاب الرب لهم يبدأ يتكلم ان الرب في أيام ضيقهم سيفعل شيء يجعل ان تاتي أمم أي جموع كثيرة من أمم كثيرين ولم يقل كل لان الكلام عن كثيرين ولكن ليس الكل. الذي يقوم به الرب يجعل كل هؤلاء يعترفوا ان ما ورثوه اباؤهم عن جدودهم من عبادات وثنية هو كذب وبطل وليس له منفعة لأنها اوثان تماثيل لا تنفع.

وهذا ما حدث بدقة فبعد الرجوع من السبي على يد كورش للأسف اليهود عبرت عليهم ازمنة اخطؤا فيها وكثر اثمهم ودنسوا الأرض وسمح الرب بعقابهم مثلما حدث في أيام انطوخيوس ابيفانوس وأيضا أيام الرومان حتى جاء المسيح وصلب ودفع ثمن كل الخطايا وفتح باب الخلاص لكل الأمم من أطراف الأرض وبالفعل اتى كثيرين بداية من يوم الخمسين يوم حلول الروح القدس الذي اتى فيه من كل مكان

سفر اعمال الرسل 2

2 :7 فبهت الجميع و تعجبوا قائلين بعضهم لبعض اترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين

2 :8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها

2 :9 فرتيون و ماديون و عيلاميون و الساكنون ما بين النهرين و اليهودية و كبدوكية و بنتس و اسيا

2 :10 و فريجية و بمفيلية و مصر و نواحي ليبية التي نحو القيروان و الرومانيون المستوطنون يهود و دخلاء

2 :11 كريتيون و عرب نسمعهم يتكلمون بالسنتنا بعظائم الله

....

2 :40 و باقوال اخر كثيرة كان يشهد لهم و يعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي

2 :41 فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة الاف نفس

واستمر تحقيق النبوة والأمم عرفوا ضلال أوثان أبائهم وكذبها وأنهم هم صنعوها. هذا هو خلاص المسيح للعالم كله. لم يكن حلمًا لدى إرميا النبي أن تأتي الأمم من كل أطراف الأرض لتعترف ببطلان آلهتهم الوثنية، وتتعرف على الرب وعلى يده القوية وعلى اسمه، إنما كان ذلك نبوة عن الخلاص التي تتحقق بمجيء المسيا مخلص العالم كله.

وكما ذكر ابونا تادرس في تفسيره من اقوال الإباء انه يعلق القديس أغسطينوس على كلمات إرميا النبي: [هوذا الآن يحدث هذا؛ هوذا الأمم تأتي من أقاصي الأرض إلى المسيح تنطق بأمور كهذه نازعة عنها عبادة الأوثان

وبالفعل قال كمشي المفسر اليهودي ان هذا عن وقت المسيح

This belongs to the times of the Messiah

ويكمل ارميا في الجزء الشعري الذي يقوله من عدد 19 -21 فيقول

16 :20 هل يصنع الانسان لنفسه الهة وهي ليست الهة

وسيتعجب هؤلاء الأمميين كيف كان يعبدوا اصنام فكيف يصنع الانسان لنفسه إله فهو بالطبع ليس إله لان الشخص صنع هذا التمثال بنفسه. فالإنسان الضعيف الفاني كيف يصنع إله بيده؟ فيصلوا لاستنتاج واضح انهم ليسوا الهة.

16 :21 لذلك هانذا اعرفهم هذه المرة اعرفهم يدي وجبروتي فيعرفون ان اسمي يهوه

فلا يزال الكلام عن مجيء المسيح ولكن نجد ان المتكلم هو يهوه نفسه. أي الذي يأتي ويجعل الأمم تؤمن به وبخلاصه هو الرب يهوه. وهم يعرفوا قوة يد المسيح وجبروته عندما يروا الآيات والمعجزات التي يقوم بها وبالطبع حدث هذا والعالم كله يعرف اسم يهوه لان اسم يسوع أي يشوه هو يهوه شوع أي يهوه المخلص فكل العالم يعرف اسم يسوع.

مع ملاحظة شرحتها سابقا الاسم يعني قوة وكل من امن به من كل أمم العالم عرف قوة المسيح الخلاصي وجبروته في تقييد ابليس وابواب الجحيم التي لن تقوى على كنيسته.



فاعتقد عرفنا جيدا ان الكلام تحقق بمجيء المسيح بالفعل وهذا ليس فقط تنطبق عليه بل تعلن لاهوته بوضوح وانه هو يهوه



فاعتقد عرفنا ان هذه الشبهة لا أصل لها



والمجد لله دائما