لماذا لم يصلي الانسان يسوع لأقنوم الروح القدس مثلما كان يصلي لأقنوم الاب



Holy_bible_1

1/8/2019



السؤال



أستاذ غالي: ليه لم نرى الرب يسوع في العهد الجديد بيصلي للأقنوم الثاني الروح القدس مثل ما كان يصلى لاقنوم الاب؟



الرد



باختصار شديد في البداية الإجابة لأن الانسان يسوع يصلي لله بالروح القدس

وبالطبع في هذا الملف لا أتكلم عن لا هوت الرب يسوع المسيح بل الانسان يسوع الذي شابهنا في كل شيء بلا خطية والذي هو ادم الأخير الممثل للطبيعة البشرية

ولن أتكلم عن ان كيف ان الرب يسوع الله الظاهر في الجسد لان هذا شرحته في

الرد علي لماذا صلي يسوع المسيح للاّب ؟

وشرحت امر مهم سابقا في ملف

اسم ولقب الاب في العهد الجديد

ووضحت فيه ان أسم الاب هو يستخدم عدة استخدامات في العهد الجديد

أحدهم وهو المشهور وهو تمييز أقنومي لأقنوم الاب في الثالوث عندما تتكلم الاعداد عن تمايز الأقاليم في ذات الله الواحد

إنجيل متى 28: 19

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.

واعداد كثيرة كما شرحت في ملف

الثالوث في العهد الجديد

وأيضا في

هل أطلق على الابن والروح القدس الله الابن والله الروح القدس مثلما أطلق الله الاب

ولكن هناك استخدام اخر وهو لا يقصد به اقنوم الاب ولكن هو اسم لله فقط بدون تمييز لاقنوم فيه وهذا الاستخدام يقصد فيه اظهار علاقة بين الله كاَب للبشر خلائقه وابناؤه وفيه لا يلغي انه اقنوم الاب ولكن هو ليس اقنوم الاب فقط فهو الله الشامل الله الكلي العلي أي ايلوهيم ولكن في اظهار محبته الابوية

وفي هذا الاستخدام يلقب به الله ككل بأقانيمه (الاب والابن والروح القدس) أي الجوهر الإلهي الكامل باقانيمه باسم الاَب كالله الاب المحب للبشر

وارجوا الرجوع الي ملف

هل اضاع المسيحيين اسم الههم مثلما اضاعه اليهود ؟

فلقب الاب أحيانا يستخدم في العهد الجديد كمرادف للقب الله الشامل لاعلان المحبة الابوية وليس فقط بمعنى اقنوم الاب مثلما نجد لقب الرب يسوع المسيح يستخدم مرادفا للقب الله وهذ اشرت اليه في ملف

هل لقب يسوع المسيح بلقب الله ثيؤس الذي هو ايلوهيم ؟

قال المسيح من رأى فقد رآنى الآب

أنجيل يوحنا 14

8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا».
9
قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟
10
أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.
11
صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.

لو ندقق في هذا العدد نجد شيء هام وهو هنا لا يتكلم ان من رأي المسيح (تجسد لاقنوم الابن) فقد رأي اقنوم الاب ولكن هو رأى الله الاب بكامله بما فيه اقنوم الاب والابن والروح القدس فاقنوم الاب مشمل في تعبير الاَب ولكنه ليس اقنوم الاب فقط بل كل اللاهوت.

فالمسيح حين أقام موتى كان يعلن إرادة الله الآب المحب في أن يعطينا حياة لأنه ابونا وحين فتح أعين عميان كان يعلن إرادة الأب أن تكون لنا بصيرة روحية بها نراه وهكذا. وحين صُلبَ رأينا محبة الله الذي بذل ابنه الوحيد عنا وحين تجسد وقبل الإهانة رأينا تواضعه العجيب. إذاً جاء الإبن يحمل طبيعتنا لكى يدخل بنا إلى المعرفة الإلهية الابوية. حملنا فيه حتى نقدر أن نعاين ما لا يُرى ونُدرك ما لا يُدرك. وليس هناك سوى طريق واحد لندرك به الله الاب بمحبته الابوية ونتعرف عليه، وهذا الطريق هو الإتحاد بالإبن.

وعدد اخر يظهر فيه المسيح هذا المعنى جدا وهو

انجيل يوحنا 8

42 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.

الله اباكم لا يتكلم عن اقنوم الاب فقط ولكن يتكلم عن الله الاب الشامل بصفته الابوية فهو الاب والأب والروح القدس الله الواحد الاب بمحبته الابوية

وهذا نجده في بعض الاعداد كمترادفات فعلا

إنجيل يوحنا 16:

27 لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجْتُ.
28
خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ».



رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 1

اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.

فالابوة صفة لله وليس اقنوم الاب فقط بل لله بثالوثه بما فيه الاب بالطبع فالله هو ابونا السماوي ليس فقط اقنوم واحد ولكن بمعنى الله الذي يحبنا محبة ابوية مثلما قال

إنجيل متى 5: 16

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.



إنجيل متى 5: 48

فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.



إنجيل متى 6: 14

فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ.

وقدمت اعداد كثيرة مماثلة مع شرح في

اسم ولقب الاب في العهد الجديد

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.

مع ملاحظة ان لا افصل بين الأقاليم بالطبع وأيضا لا افصل بين لقب الاب كأقنوم يمثل الوجود وابونا السماوي كالله الشامل ولكن فقط أوضح ان لقب الاَب أحيانا وابانا وابيكم وابوكم هو يستخدم للتعبير على الله ككل كتوضيح لصفة المحبة الابوية في الله (بثالوثه الاب والابن والروح القدس)

وبسبب التبني نصرخ لله الابوي يا أبا الاب

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 15

إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ».

بل الروح القدس لقب أيضا بروح ابيكم

إنجيل متى 10: 20

لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.

ولهذا نحن عندما نصلي لا نصلي للاب فقط كأقنوم واحد ولكن نصلي لله الاب فهو الله الشامل بمحبته الابوية ولهذا نقول ابانا الذي في السماوات

إنجيل متى 6: 9

«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.

لهذا الانسان يسوع الذي يمثل الطبيعة البشرية أولا يصلي لابونا السماوي أي الهنا المحب وأيضا يصلي لله بالروح القدس وهذا ما علمه لنا فيقول الكتاب

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 3

لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.

وهذه قاله الرب يسوع بنفسه

انجيل يوحنا 4: 23

وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.

فحتى الانسان يسوع الممثل للبشرية في انسانيته يصلي للاب بالروح القدس

إنجيل يوحنا 14: 26

وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.

فهذا للتمييز الاقنومي ولكن ليس لا تدرج ولا تجزيء

ولهذا بصلاة المسيح علمنا اننا أيضا اما نصلي للاب والابن والروح القدس اله واحد او نصلي للاب بالابن في الروح القدس

رسالة يهوذا 1

: 20 و اما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس

: 21 و احفظوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية

وحتى داود قال بالروح وليس للروح

إنجيل مرقس 12: 36

لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ.

ونفس الامر اقنوم الابن نصلي للاب والابن والروح القدس او نصلي للاب باسم الابن

إنجيل يوحنا 15: 16

لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي.

فنحن نصلي للاب والأبن والروح القدس او نصلي للاب بالابن في الروح القدس ونصلي لابونا السماوي وهو الهنا كاب. وهذا ما علمه لنا الرب يسوع بان كان يقول ابانا

فالإنسان يسوع الذي كان يعلمنا كيف نصلي بالروح والحق وأيضا يمثل البشرية فيه لأنه ليس إله كامل فقط ولكن أيضا انسان كامل ولهذا يصلي للاب بالروح القدس ويصلي لأبونا السماوي الهنا الواحد بثالوثه.



والمجد لله دائما