هل الروح القدس لا يعرف الساعة؟

متى 24: 36 ومرقس 13: 32



Holy_bible_1

1 Sep 2019







الشبهة

هل الروح القدس يعرف موعد القيامة؟ وفقا للنص الكتابي التالي لا يعرف. مرقس 13\32 وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ. فهذا ينكر الوهية الروح القدس.

الرد

مقدمة

أين في النص إن الروح القدس لا يعرف؟ الإجابة باختصار العدد لا يتكلم عن هذا. ففي البداية هذا العدد فقط يتكلم عن تمييز أقنومي للآب وبدليل كتابي "فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ،" (سفر أعمال الرسل 1: 7). فهو ليس من يعرف ومن لا يعرف ولكن تمييز أقنومي. فالهنا جوهر واحد ولكن كل اقنوم مميز في الجوهر الإلهي الواحد. وهذا أساس الموضوع وهذه هي الإجابة باختصار وسآتي اليه في الجزء الثاني.

الموضوع

ولكن أولا في بداية الرد العدد لا يتكلم على الاطلاق عن الروح القدس فالعدد يقول «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ." (إنجيل مرقس 13: 32). وأيضًا في «وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ." (إنجيل متى 24: 36). فاين في الأعداد أن الروح القدس لا يعرف؟

فأسلوب الاسئلة التي تعتمد على ما لم يذكر إنه قيل أو ما لم يذكر إنه حدث هو قاعدة منطقية خطأ، حتى في علم النقد الكلاسيكي. لأننا لا نعرف إن كان قيل أم لا. هو فقط لم يذكر لأن المكتوب هو ما يجب ان نكتفي به. فالاستشهاد بأنه لم يقال إن الروح القدس يعرف أم لا، ثم بناء ادعاء وفرض إذًا الروح لا يعرف. ثم الجزم بهذا الفرض. ثم استخدام الجزم في نقد عدم معرفة الروح القدس لنقد لاهوت الروح القدس ونقد الثالوث هذا مخالف للمنطق. العدد لم يذكر ولم يتكلم عن موقف الروح القدس.

ثانيًا هذا مخالف لواحدة من القواعد الأساسية لعلم التفسير الكتابي (الهرمنيوتكس) وهذه القاعدة هي ما لم يقال لا يجب ان نفترضه. والقاعدة هذه لكيلا يفتح باب السفسطة الذي يستخدموه المهاجمين. ولكن للأسف لا يكتفوا بالسفسطة ولكن التدليس.

وقد يجادل بعضهم في تعبير إلا الآب أو الا أبي وحده ولهذا ابدأ في التفصيل وبخاصة لغويًا. شرحت هذا سابقا في "معرفة الساعة. كيف لا يعرف الاله الساعة" ووضحت البعد اللغوي وماذا يقصد من العدد. بل في موضوع أخر وضحت بعد مهم جدا وهو في "مقارنة بين مراسم الزواج اليهودي وبين ما قاله المسيح عن علاقته بكنيسته ورد بعض الشبهات مثل معرفة الساعة" الذي يوضح ليس ان البعد اللغوي كافي ولكن أيضًا الخلفية البيئية اليهودية من العرس اليهودي وعلاقة ميعاد أخذ العروس. أيضًا لا أكتفي بما قدمت بل أؤكده من تفسير القمص تادرس يعقوب يقول القديس أوغسطينوس تعبير مهم نركز فيه "إذ لا يعرفه معرفة من يبيح بالأمر". السبب ان القديس أوغسطينوس لغته اليونانية ويعرف عما يتكلم عنه العدد جيدا في لغته الاصلية اليونانية ولهذا نبدأ في:

الجزء اللغوي

معني كلمة يعلم في اليوناني المستخدمة هنا هي من كلمة ايدو وهي من المراجع لها عدة معاني منها فعلا معرفة ومنها المعنى هنا هو "اعلام واخبار" وليس علم شخصي. ونفيها كتمان ولا يبيح بالأمر أي نفي كلمة أيدو تعني عدم الإخبار وليس يجهل. فقاموس سترونج تحت رقم G1492 لشرح كلمة εἴδω ( eidō) يقول التالي

A primary verb; used only in certain past tenses, the others being borrowed from the equivalent, G3700 and G3708; properly to see (literally or figuratively); by implication (in the perfect only) to know: - be aware, behold, X can (+ not tell), consider, (have) known (-ledge), look (on), perceive, see, be sure, tell, understand, wist, wot. Compare G3700.

.... هي مساوية لرؤية العين يري بالعيان لفظيا ومجازيا وبتطبيق مكتمل فقط يعرف يدرك ولا يقدر أن يخبر يضع في الحسبان، يعرف ينظر يدرك يرى يتاكد يخبر يفهم....

فالكلمة من معانيها أخبار ليدرك الشخص بالعيان ونفيها يعني عدم اخبار can not tell. وقاموس ثيور يؤكد هذا أسفل نفس الرقم ويقول

Thayer Definition:

1) to see

1a) to perceive with the eyes

1b) to perceive by any of the senses

1c) to perceive, notice, discern, discover

1d) to see

1d1) i.e. to turn the eyes, the mind, the attention to anything

1d2) to pay attention, observe

1d3) to see about something

1d3a) i.e. to ascertain what must be done about it

1d4) to inspect, examine

1d5) to look at, behold

1e) to experience any state or condition

1f) to see, i.e. have an interview with, to visit

2) to know

2a) to know of anything

2b) to know, i.e. get knowledge of, understand, perceive

2b1) of any fact

2b2) the force and meaning of something which has definite meaning

2b3) to know how, to be skilled in

2c) to have regard for one, cherish, pay attention to (1Th_5:12)

يري (وهذا معناها الأساسي) أي يري بالعين او باي حاسة من الحواس الخمس يكتشف بالنظر يحرك العين ويري ينتبه للرؤية والملاحظة يري شيء مادي يختبر بالعين يري بالنظر يختبر الحالة يزور

يعرف معرفه تفهم حقيقة يعرف معني يكتسب مهاره ينتبه.

أي أيضا معناها الأساسي يرى او يختبر وهذا ما يخبرنا به قاموس كلمات الكتاب المقدس أسفل نفس الرقم

eídō. To see. This verb is obsolete in the pres. act. for which horáō (G3708), to see with perception, is used. The tenses derived from the meaning of eídō form two families, one of which has exclusively the meaning of to see, the other that of to know.

لترى. هذا الفعل محدد في الاستقبال فعل يرى مع إدراك وهذا استخدامه ....

فهذا الفعل من معانيه الواضحة في القواميس هي رؤية او معرفة عينية واخبار. فمن معاني الكلمة في اليوناني (لا يعلم) ليست جهل ولكن لا يخبر او عدم القدر على اخبار وبخاصة شيء لإدراكه بالحواس الخمسة واختباره بطريقه ملموسه مرئية او شرح لمعرفه حقيقيه. ولتأكيد هذا أكثر هي اتت 669 مره في العهد الجديد: 188 بمعني رأى بالعين (بالماضي) و78 مره يري بالعين (الحاضر) 34 يري باستمرار 15 رأى وانتبه 5 ينتبه. 178 بمعني يعرف كل المعرفة بطريقه شرحيه ملموسه 38 + 22 يعلم باستمرار (بتصريفين) 27+15 علم في الماضي. 9 أخبر وقال. 7 يقول. 3 يبصر. 3 مبصر. وبعض المعاني الأخرى. فهل يستطيع أحد ان يجاوبني ويقول لي كيف يشرح المسيح لتلاميذه لكي يدركوا بالنظر وبالاختبار يوم الدينونة؟

اما كلمة معرفه التي تعني معرفه عقلية فقط والتي لا تعني معرفة شيء حسي يري بالعين او اخبار فهي كلمه مختلفة تماما في اليوناني وهي كلمة غنوسيس. وهي في قاموس سترونج أسفل رقم G1108 (γνῶσις) gnōsis يشرح التالي:

From G1097; knowing (the act), that is, (by implication) knowledge: - knowledge, science.

يعرف معرفه علم. . . وهذه الكلمة أتت 29 مرة بمعنى معرفة ذهنية والتي عكسها يعني الجهل. والكلمة لها مشتقات مثل G1110 (γνωστός) gnōstos وتعني

From G1097; well known: - acquaintance, (which may be) known, notable.

بمعني معرفة عامة (واتت 15 مره في العهد الجديد). وهذه الكلمة التي لم يستخدمها الرب يسوع المسيح هي التي عكسها او نفيها يعني الجهل اما الكلمة التي استخدمها فنفيها يعني عدم الاخبار او عدم الادراك بالبصر. فالرب يسوع المسيح قال لا يعلم الساعة الا الاب بتعبير (ايدو) بمعني لا يعلن ولا يخبر الا الاب ولكنه لم يقل انه لا يعلم (جنوسيس او جنوستوس) اي يجهل لأنه بالطبع لا يجهل. ولهذا لغويا لم يتطرق للروح القدس لأن الكلام عن تخصص اخبار. وهو من تمييز للآب كما أعلن في "فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ،" (سفر أعمال الرسل 1: 7).

معرفة الروح القدس

رغم ان ما قدمته لغويا كافي تماما للرد على الشبهة؛ الا لاني اعرف ان المشككين سيجادلون ويقولوا أيضا من معانيها المعرفة وليس الاخبار فساترك المعنى اللغوي الذي شرحته القواميس وشرحه القديس أوغسطينوس وأوضح ان الامر هو تمييز اقنوني. فالعدد لا يقول ان اقنوم الاب فقط يعلم الساعة اما اقنوم الابن والروح القدس يجهلها لان الهنا واحد له العلم المطلق. ولا يصلح أن يقول العدد هذا لأن الكتاب المقدس أعلن بوضوح أن اقنوم الروح القدس هو كلي العلم وهذا نصا من الكتاب المقدس "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ." (إنجيل يوحنا 14: 26) "لأَنَّ رُوحَ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكُونَةَ، وَوَاسِعَ الْكُلِّ عِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّ كَلِمَةٍ." (سفر: 7). بل أصلا اسمه روح المعرفة: "وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ." (سفر إشعياء 11: 2). فكيف يدعي أحد ان الروح القدس الذي يعلم كل شيء وروح كل المعرفة لا يعرف؟ بل الروح القدس يعرف كل أمور اللاهوت بالكامل "10 فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. 11 لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 10-11). فالكتاب أكد ان اقنوم الروح القدس كلي المعرفة ويعلم كل شيء في الذات الإلهي بالكامل وأيضا مثله اقنوم الابن.

بل في نفس سياق الكلام في متى 24 ومرقس 13 ولوقا 21 الرب يسوع المسيح يتكلم بدقة عن علامات الساعة وما يسبقها من احداث، بل يضع خريطة زمنية دقيقة حتى مجيؤه الثاني والأخير فكيف يقول أحد أنه يجهل؟ ويخبر بعد هذا أن الروح القدس سيخبرنا بكل شيء فأيضًا كيف يقال انه يجهل؟

ولكن القصة باختصار شديد السيد المسيح سؤال من التلاميذ سؤال مركب من ثلاث مقاطع "وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟»" (إنجيل متى 24: 3)، وهم سألوه بدون فهم وهو:

1 (مَتَى يَكُونُ هذَا؟) عن دمار اورشليم: واجاب عنه رب المجد وحددها زمنيا بتعبير جيل فهو يعلم كل العلم.

2 (وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ) علامات مجيء المسيح الثاني: واجاب عنه رب المجد تفصيليا فهو يعلم كل العلم.

وهو اجاب عن هذين النقطتين بالتفصيل لأنهم امور مستقبليه زمنيه يستطيع ان يخبر بها وهم يدركونها بعض الادراك لأنها امور ارضيه تفهم ولكنه لم يحدد تاريخ لأنه لا يريد ذكر تواريخ لكيلا يهمل أحد.

3 (وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ) في مجيء المسيح الثاني وبداية الحياة الأبدية: وهذه الجزئية لم يجاوب عنها وأعلن انه لا يقدر ان يخبر لأنها فوق إدراك البشر. لأنها امور اعلى من ادراكهم فقال بلفظ يوناني معبر انه لا يعلم أي لا يخبر لشيء لا يمكن التلاميذ ادراكه بالنظر لأنهم لا يستطيعوا فهم او إدراك بالعيان هذا الامر لأنه فوق الادراك البشري.

والاخبار يحتاج الي شيئين:

اولا المخبر يكون لديه المعرفة وهذه وضحها السيد المسيح كما ذكرت. لأنه هو في الاب والاب فيه "أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ." (إنجيل يوحنا 14: 10). واحد مع الآب " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» (إنجيل يوحنا 10: 30). وهذا العدد يؤكد ان الاب والابن والروح القدس كيان واحد وكلي المعرفة " الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 3). بل كل ما للاب هو للابن والروح القدس بما فيه العلم والمعرفة وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. (إنجيل يوحنا 17: 10). فلا المسيح يقول انه يجهل ولا يقول ان اقنوم الروح القدس يجهل على الاطلاق. فالعدد لا يتكلم عن هذا.

ثانيا الكلام عن الاخبار الذي يحتاج ان يكون المستمع له القابلية للسماع "إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟" (إنجيل يوحنا 3: 12). لهذا في العدد التالي مباشرة في انجيل مرقس بعد المستشهد به يقول لهم 33 اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ. (إنجيل مرقس 13: 33). وهذا العدد مهم هو يكلمهم (لأنكم) ولا يجمع نفسه معهم ولا اقنوم الروح القدس إذا فهو وضح لهم انهم لا يقدرون ان يروا ولا يفهموا ولا يدركوا لأنهم تحت رباط الجسد.

ولكن اكرر الموضوع ليس عمن يعلم، فالمسيح لا يتكلم عن اقنومه او اقنوم الروح القدس وموقفه ولكن حتى مع تعبير الاب وحده هو يتكلم عن تمييز في وظائف كل اقنوم فلهذا العدد الذي يشرح هذا بوضوح كما قلت "فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ،" (سفر أعمال الرسل 1: 7). فالأمر ليس من يعلم من الأقانيم ومن لا يعلم ولكن تمييز اقنومي فمن له السلطان ان بخبر بالزمن هو الآب. مع ملاحظة شيء مهم وهو ليس فقط ان الآب والأبن والروح القدس إله واحد كيان واحد جوهر واحد؛ ولكن أيضا ان الأب يخبر بالابن في الروح القدس والأب يخبر بالأبدية بالابن الذي يخبر بما يسمع من الاب وهذا نصا من الكتاب "لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي." (إنجيل يوحنا 15: 15). والروح القدس أيضا يخبر من الاب بالأمور الاتية "وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ." (إنجيل يوحنا 16: 13). فالموضوع هو توضيح ان الاب يخبر بالابن في الروح القدس وليس من يعرف او من لا يعرف ولكن الامر يبدأ من الاب. فان لم يعلن الاب لا الابن ولا الروح القدس يخبر.

الامر الثالث وما هو اهم من هذا ان المسيح كما قلت لم يتكلم عن اقنوم الروح القدس أصلا في العدد ولكن يتكلم بتعبير يهودي يفهمه اليهود وشرحته في "مقارنة بين مراسم الزواج اليهودي وبين ما قاله المسيح عن علاقته بكنيسته ورد بعض الشبهات مثل معرفة الساعة" في الزواج اليهودي العريس رغم معرفته بيوم اخذ عروسته بدقة فهو الذي يأتي فيه ليأخذ عروسه وهو وأبو العريس يعرفون الميعاد المتفق عليه، ولكن لا يستطيع ان يخبر عروسته لو سألته، لان الاب (اب العريس) هو الوحيد حسب التقليد اليهودي الذي يعلن اليوم والساعة التي سيعود فيها ابنه العريس ليأخذ عروسه. لان الاب هو الذي له السلطان ان يقول ان بيت العروس مقبول بعد الانتهاء من تأسيسه. فالعريس الذي يعرف جيدا بل وأثناء تجهيز منزل العرس يعرف الميعاد الذي يجب أن ينهي الإعداد قبله؛ ولكن ليس من سلطانه أن يخبر حتى عروسه بهذا حتى لو سألته لأنه لا بد ان ينتظر كلمة الاب أن المنزل تم اعداده ولكن يطلب من عروسه ان تنتظره.

هذا يطابق تماما بل يشرح بوضوح لماذا قال المسيح ان اليوم والساعة لا يعرفها (يعلنها) أحد ولا الملائكة (خدام العريس الذين أيضًا ليس من سلطانهم أن يعلنوا) ولا الابن (العريس نفسه) يستطيع أن يخبر لأنه في سلطان الآب. وفي الملف السابق سنفهم تعبيرات كثيرة قالها المسيح بناء على الخلفية اليهودية.

فرغم ان الابن العريس يعرف الميعاد بدقة ولكنه يجب ان ينتظر كلمة الاب له أن المنزل أصبح مناسب للعروس. ولهذا التلاميذ فهموا ما يقول لأنهم يهود من خلفية يهودية فيعرفون جيدا معنى كلامه ولم يشك فيهم أحد في معرفته ولم يتساءل أحد كيف يكون هو المسيا الله الظاهر في الجسد الميتاترون ظهور يهوه ولا يعرف الساعة لان هذا مفهوم يهودي عن الزيجة. وأيضا لهذا لم يسأله ان كان سيخبرهم الروح القدس.

خاتمة

فالموضوع ليس جهل او غيره كما ظن المشككين خطأ عن دون فهم لكلام الكتاب ولا الخلفية اليهودية. ولكن الموضوع هو الاخبار وكما الابن يخلص والروح القدس يعزي فالآب يحدد الأوقات لأن الآب يخبر بالابن في الروح القدس. فكما قلت تمييز اقنومي.



والمجد لله دائما