«  الرجوع   طباعة  »

الرد على ادعاء أسبوع كفارة هرقل



Holy_bible_1

7 March 2020



اول أسبوع في الصيام الكبير تدور حوله عدة من الاعتراضات واحدهم بدأ ينتشر وهو ادعاء انه وضعته الكنيسة ككفارة لهرقل. وكرر هذا الكلام من يعترضوا ويريدوا ان يلغوا هذا الأسبوع.

فهل فعلا ادعائهم صحيح وهو فقط كفارة لهرقل؟

باختصار بعد دراسة هذا الامر تأكدت انه ادعاء غير دقيق من اخر القرن التاسع وليس له مصدر أقدم من هذا. وأول أسبوع في الصيام الكبير ليس له علاقة بهرقل ولا غيره ولكن هو هام لأنه وضع لتكميل 40 يم صيام انقطاعي.

وسأقدم باختصار في هذا الملف لماذا هو ادعاء غير دقيق.

القصة باختصار شديد صود القيامة او ما نسميه الصوم الكبير هو 55 يوم او تقريبا 8 أسابيع منهم 40 يوم الصوم المقدس وهو 5 أسابيع و5 ايام ثم اسبوع الالام ويتبقى أسبوع المشهور باسم أسبوع الاستعداد الذي هو في البداية. هذا الأسبوع كما قلت بدأت يتكرر ادعاءات خطأ ان هذا الأسبوع هو يسمى ليس أسبوع الاستعداد او السبوت ولكن اسمه أسبوع كفارة هرقل والقصة تقول كما في قطمارس الصوم الكبير طبعة 1922 تحت عنوان أسبوع هرقل ص 126

الاصوام الزائدة المستقرة في البيعة منها ما يجرى مجرى الصوم الكبير وهي جمعة هرقل التي صارت مقدمة للصوم الكبير وذلك انه لما رجع هرقل ملك الروم على بيت المقدس وجدها خرابا وقد هدم اليهود الكنئس والقبر المقدس فطلب منه اهل القدس ( يقصد المسيحيين ) قتل اليهود فاعتذر لهم انه اعطاهم الامان والقسم فقالوا له ان اليهود احتالوا عليك في هذا الامان واما اليمين فنحن وجميع النصارى بكل الاقاليم نصم عنك اسبوعا في كل سنة على مر الايام الي انقضاء الدهر فامر هرقل بقتل اليهود فقتل منهم ما لا يحصى لا يعد ولم يبقى منهم الا من اختفى وهرب وكتب البطاركة والاساقفة الي جميع البلاد بصوم الاسبوع الاول من الصوم وكان في ذلك الوقت البطريرك اندرانيفوا ال 37 فاستبقى هذا الحكم في الكنيسة....

في البداية وأول ملاحظة عدت الى نسخة القطمارس الصوم الكبير طبعة 1922

والذي فيه سبت الرفاع يبدأ صفحة 35 ولم أجد فيه هذا الادعاء على الاطلاق

وأيضا راجعت طبعة 1902 وطبعة 1930 وطبعة 1953 وطبعة 1957 وطبعة 1983 وطبعة 1986 ولم أجد هذا الكلام في أي منهم على الاطلاق فلا اعرف هل هذا عيب مني لأنه في نسخة معينة غير متوفرة ام ان هذا الكلام ليس له أصل

بل كيف يتكلم عن نصارى وصوم ليقتل اليهود وغيره وكلام في رأيي غير مقبول ولم يحدث مثله في تاريخ كنيستنا بل يخالف روح كنيستنا وحتى جدلا لو وجد فهو خطأ شخصي.

ولكن وجدت تعليقات على ما قيل انه في القطمارس نسخة 1922 ولهذا سأتماشى انه عيب منى لم اجده وانه فعلا قد يكون كتب هذا في أحد نسخ القطمارس سنة 1922. أي رغم إني لم أجد هذا سأتماشى مع قول انه كتب هذا

يقول المدعي

يعلق على هذا كتاب اصومنا بين الماضي والحاضر ص 126

هذا النص الذي اورده القطمارس يستند الي ما كتبه ابن بطريق 49 في كتاب نظم الجوهر ثم يذكر نفس القصة السابقة مع بعض الاضافات في القصة فيقول ان الرهبان واهل القدس قالوا له نحن نحتمل عنك هذا الذنب ونكر عنه ونسأل سيدنا يسوع المسيح الا يؤاخذك به ونجعل لك جمعة كاملة في بدء الصوم الكبير نصومها لك ونترك اكل اللحم ابدا ما دامت النصرانية ونجعل في هذا قانونا وحرما بالا يغير ويكتب به الي جميع الافاق غفرانا لجميع ما سألناك ان تفعل ففعل هرقل هذا فصيروا اول جمعه من الصوم الذي يترك فيه الملكية اكل اللحم فقط ليصوموا لهرقل غفرنا ونقضه العهد وقتله اليهود وكتبوا بذلك الي جميع الافاق. فاهل بيت المقدس ومصر يصومنها صوما تاما وهم جامعة القبط واهل الشام والروم فانهم يتركون اللحم فقط ويأكلون ما سواه مثل ابيض والجبن والسمك

ثم يكمل الكاتب ان القصة اوردها بعض الكتاب من الاقباط في القرون الوسطى والذين كتبوا بالعربية مثل انبا ساويرس بن المقفع القرن 10 وجرجس بن المكين القرن 13 وابن كبر القرن 14 والانبا بطرس اسقف مليج في القرن 14 والمقريزي من القرن 15 والانبا غريغوريوس في مقال في وطني 20 فبراير 1977.

الحقيقة أيضا بحثت في كل كتاب من هؤلاء ولم اجد هذا في اغلب هذه الكتابات ولكن لا استبعد ان يكون ذكر فيها فهو ذكر في كلام ابن كبر وغيره في القرن الوسطى فقط.

ولكن لم أجد هذا في كتابات الانبا اغريغوريوس وبخاصة موسوعته اللاهوتية وأيضا هو يقول عكس هذا الادعاء

فهو يؤكد انه أسبوع استعداد

أيضا ابن كبر في القرن 14 رغم انه ذكره باسم هرقل الا انه أيضا يؤكد انهم لتكميل الأيام 40 يوم

المهم سأكمل فيما قلت واتماشى مع انه كتب في هذه الكتب في العصور الوسطى

رغم ان هذا الكتاب اصومنا بين الماضي والحاضر الكتاب يحمل منهج تشكيكي غير متفق مع أسلوب كنيستنا بل ونجد ان هذا المنهج هو منهج كاتب الكتاب لذلك نجد هذا الاسلوب التشكيكي في كتاب اخر اسمه القداسات الثلاثة وقد راجعه له جورج بباوي في طبعته الاولى عام 1982 ويعترض على الكثير منها

بل حتى تعبيرات نصارى وقبط وغيرها هذه ليست تعبيرات مسيحية أصلا

ولا يوجد أي صوم في تاريخ كنيستنا حدث فيه هذه الادعاء (فانهم يتركون اللحم فقط ويأكلون ما سواه مثل البيض والجبن والسمك) فلهذا في الحقيقة زاد شكي جدا في المدعي وتعبيراته
ورغم هذا هو بنفسه رغم انه يدعي هذا ويقدم ادلة انه أسبوع هرقل الا انه بنفسه يقول أشياء لاي مدقق يجد انها تنفي ان الأسبوع الأول من الصيام هو صوم هيرقل فيقول

إذا هذا الصيام لم تصومه كنيستنا بسبب كفارة هيرقل أصلا وهذا حتى مما يقوله ولم تصومه في زمن هرقل واصلا لم يكن معروف ولا يمارس في الكنيسة حتى القرن 10 فليس له أي علاقة بهرقل في القرن السابع. فهو بهذا أصلا قضى على الشبهة.

أيضا يقول

فهو اضيف فيما بعد القرن العاشر وليس له أي علاقة بهرقل بل اول مؤرخ كتب هذا الادعاء هو في القرن العاشر. فادعاء أسبوع هرقل ليس له أي أصل.

ولكن أقدم ما هو أكثر دليل على انه ليس أسبوع هرقل أصلا واقتبس بعض النقاط من بحث أستاذ عصام نسيم مع تعليقات بسيطة من طرفي

اولا نلاحظ ان المصدر الاول للقصة التي رددها بعده بعض الكتاب بغير تدقيق هو سعيد بن بطريق 877 : 940 وهو البطرك الملكاني للمسيحيين الملكانيين في مصر اي انه غير قبطي وكان لا يجيد اليونانية واول من كتب بالعربية وينقل من السريانية وبعد تعينيه بطريرك للروم تم تسميته باسم اوتيخيوس وذكر هذه القصة في كتابه نظم الجواهر وهو المصدر الاول ولم يذكر احد من المؤرخين قبله امر اسبوع هرقل هذا وقد نقل عنه كما ذكرنا بعض الكتاب الاقباط الذين كتبوا باللغة العربية ايضا وواضح انهم نقلوا القصة عنه دون فحص او تأكد بل هو نفسه واضح انه اورد القصة من مصدر اخر غير دقيق فالقصة بتفاصيلها غير منطقية ولا تتوافق مع تعاليم المسيحية .

بالطبع اتفق تماما في هذه النقطة وكما وضحت انه أصلا غير موجود في اغلب الكتب التي تم الاستشهاد به والالفاظ التي ذكرت هي غير مسيحية أصلا. وواضح انه بدأ من كتابات في القرن العاشر من غير الاقباط والبعض نقل منهم خطأ ولهذا ليس له وجود في أي كتابات قبل هذا القرن

وهذه النقطة الفيصلية فمن يهاجم أسبوع تكميل الصوم او ما يسمى أسبوع الاستعداد ويدعي انه أسبوع هرقل يثبت انه بوضوح موجود ووضع قبل القرن 10 لاجل ادعاء هرقل

ثانيا – القصة كما وردت في القطمارس الذي طبع عام 1922 في عهد البابا كيرلس الخامس اي في عهد حديث تذكر ان القصة حدثت في عهد البطريرك اندرانيقو ال 37 وهو الذي استبقى هذا الحكم في الكنيسة القبطية !
وبالطبع هذا الكلام غير دقيق تاريخيا فالبابا اندرونيكوس البطرك 37 والذي استمر على كرسي مارمرقس من عام 616 الي 612 وحسب ما جاء في كتاب تاريخ البطاركة الذي دونه ساويرس بن المقفع هو من عاصر دخول الفرس الي مصر تقريبا عام 616 م في السنة السابعة لحكم هرقل وهرقل كان يضطهد الاقباط لانهم لا يتبعوا المجمع الخلقدوني وكان هناك شبه عداء بين الروم والاقباط وقد ذاق الاقباط اشد الضيق والاضطهاد من الخلقدونيين منذ مجمع خلقدونية في القرن الخامس والي عهد البابا بنيامين البطريرك 38 ودخول العرب مصر !
ويذكر كتاب تاريخ البطاركة عن هذا البطريرك ان الهراطقة ( يقصد الخلقدونيين ) لم يقدروا ان يخرجونه خارج الاسكندرية كما كان تقدم لمن قبله ( البابا ال 36 ) بل جلس في قلايته في بيعة الانجيليون ايمها كلها ,
وهذا النص يوضح لنا كيف كان يضطهد الملكيين بطاركة الاقباط ويطردونهم من كراسيهم !
وبعد ان عاش هذا البطريرك المعاناة والضيق من الاحتلال الفارسي تنيح بسلام عام 622 ويذكر كتاب تاريخ البطاركة ان هذا البطريرك تنيح قبل نهاية الاحتلال الفارسي بستة سنوات !
فكيف يكون هذا الاب البطريرك بصوم هرقل وقد تنيح قل ان يحرر هرقل اورشليم من الاحتلال الفارسي بستة سنوات ؟؟!

أي ان الكنيسة كانت تعاني من اتباع طائفة هرقل

وسبب الصوم انه حرر اورشليم هذا أصلا لم يكن حدث حتى نياحته فالقصة انتهت.

ثم نأتي للبابا بنيامين ال 38 والذي عاصر تحرير هرقل لمصر واورشليم من الاحتلال الفارسي كان عانى الاضطاد المرير من الخلقدونيين ومن هرقل نفسه كما جاء في كتاب تاريخ البطاركة ايضا ويكفي ان اخوه مينا قد اشعلوا المشاعل في جنبه حتى سال شحمه وقلع ضروسه واسنانه باللك لاعترافه بالايمان الارثوذكسي وفي النهاية وضعوه في شوال رملا والقوه في البحر فغرق !
وقد هرب البابا بنيامين من الاضطهاد الخلقدوني وظل هاربا الي ان دخل العرب الي مصر ثم اعطاه عمرو بن العاص الامان فرجع الي كرسيه مرة اخرى !
فهل ممكن للبابا بنيامين ان يأمر بصوم مخالف لوصايا السيد المسيح وأيضا تعاليم المسيحية وهو الراهب الناسك الزاهد والامين في ايمانه حسب ما ورد في سيرته ؟!
ثالثا لم يذكر لنا كتاب اصوامنا بين الماضي والحاضر ولا حتى اي من الكتاب الاقباط الذين اوردوا هذه القصة المزعومة في القرون الوسطى في اي عهد وضع هذا الاسبوع؟

واضيف عليها هل سيأمر بصوم لأجل كفارة عن هرقل وهو يضهدهم؟

بل هل هرقل سيسمع للأقباط ويخالف وعده لليهود وهو أصلا في خلاف مع الاقباط ويضهدهم؟
ففي كتاب اصومنا بين الماضي والحاضر في ص 131 يقول :
((
على الرغم من توجيه الرسائل الي الكنائس بامر الروم نجد ان الكنيسة القبطية لم تمارس صوم هذا الاسبوع حتى وهي تحت سلطان هرقل ولا بعد عهده ...اما من حيث ابراز القصة في الكتب الطقسية وفرض هذا الاسبوع في كتب الكنيسة فيرجع الي سلطة الحكام والاساقفة المكانيين الذين فرضتهم سلطات الحكم الروماني على الكنيسة القبطية وقاومهم الاقباط حتى الدم ! ))
وهنا نلاحظ كلام متناقض فكيف يقول الكاتب ان الصوم لم تمارسه كنيستنا القبطية في عهد هرقل ولا بعده ثم يعود ويقول ان ابراز القصة وفرض الاسبوع يرجع الي سطلة الحكام والاساقفة المكانيين ؟
لقد انتهت سلطة الحكام البيزنطيين على مصر بعد هرقل ودخول العرب مصر ولم يكن للخلقدونيين وبطاركتهم الملكنيين نفوذ قوي مثلما كان في عهد هرقل وما قبله فان لم يفرض الاسبوع على الاقباط في عهد هرقل فهل يعقل او يقبل ان يكون فرض بعد ان اصبحت مصر ليست تحت سطلانهم ؟
ايضا هل الاقباط الذي رفضوا الرضوخ الي الخلقدونيين في اي امر ايماني وسفكوا دمائهم من اجل هذا التمسك يرضخون لصوم يفرض عليهم وهو صوم مخالف لتعاليم المسيحية كما اوضحنا ؟؟!!

كما سبق وقلنا مستحيل ان تكون وضعت في عهد البابا بنيامين 38 وهو الذي عاصر الحدث وهو اخر بطريرك عاصر النفوذ الخلقدوني في مصر ففي عهده انتهى الاحتلال البيزنطي لمصر بعد دخول العرب الي مصر وطردهم منها ! وكما اشرنا لم تورد في سيرته ابدا اي اشارة الي هذا الامر بل ومستحيل ان يكون هذا البطريرك قد امر بهذا الامر المخالف !
فان لم يكن البابا بنيامين فمن يكون ؟ الكتاب فما الداعي والمبرر بعد ان انتهى ملك هرقل لمصر وانتهى الاضطهاد الخلقدوني والنفوذ البيزنطي لمصر ؟ ما المبرر الذي يجعل الاقباط يفرضون على انفسهم هذا الصوم ؟
ان كتاب تاريخ البطاركة وهو اهم وثيقة تذكر لنا تاريخ الاباء البطاركة لم يذكر لنا اي شيء عن قصة اسبوع هرقل المزعوم ! ولم تورد في سيرة البابا بنيامين او غيره !
ايضا لم يذكر لنا اي كتاب تاريخ حتى من الذين اوردوا القصة في اي عهد او سنة او بطريرك وضع هذا الصوم ؟
ايضا يوضح الكتاب ان الروم لا يأكلون اللحم في هذا الاسبوع ولكن الاقباط يصومون صوما تاما !
فكيف يكون الروم وهم الذين اعطوا الوعد لهرقل يصومون صوم بهذا الشكل ثم يصوم الاقباط هذا الاسبوع بطقس الاربعين المقدسة ؟!!!
رابعا – لو فرض وكان قصة هذا الاسبوع حقيقة وقد صام الروم هذا الاسبوع تكفيرا عن ما فعله هرقل لم تكن الكنيسة القبطية وقت تحرير هرقل لاورشليم تحت سلطان او حكم الكنيسة البيزنطية ولم يكن يعنيها ابدا حنث هرقل لقسمه كما سبق واوضحنا فالتالي لم يكن يعنيها باي شكل من الاشكال هذا الصوم ولكن لان الكنيسة القبطية تصوم منذ البدء هذا الاسبوع وهو امر خاص بها ككثير من الاصوام الموجودة في كنيستنا القبطية وغير موجودة في الكنائس الاخرى اختلط الامر عن بعض الكتاب الاقباط في القرون الوسطى واعتقدوا ان هذا الاسبوع هو اسبوع هرقل وطبعا نعرف ان في تلك الفترة كان هناك امور كثيرة تتردد غير دقيقة تاريخيا بل ان هناك بعض الامرالخاصة بالعقيدة او القوانين الكنسية كانت تكتب في هذه الكتب وهي غير سليمة لذلك نفهم لماذا اورد بعض الكتاب الاقباط هذه القصة نقلا عن سعيد بن بطريق الملكاني اول من ذكر هذه القصة !!

أي ان أسبوع المسمى بالاستعداد لتكميل الأربعين المقدسة كان موجود أصلا ولكن هناك أسبوع اخر بيزنطي اسمه قد يكون أسبوع هرقل فاختلط على البعض التسمية ولكن الأسبوع القبطي ليس له أي علاقة بهرقل
واخيرا اورد كتاب اصوامنا بين الماضي والحاضر في ص 135 ان هناك رحالة اسبانية تدعى ايثريا او ايجيرريا زارت مصر وفلطسين في الفترة ما بين 382 – 383 اي قبل هرقل بمائتين وخمسين سنه وكتبت عن طقس كنائس اورشليم وقالت يحفظون الصوم ثمانية اسابيع قبل الفصح والسبب في الاسابيع الثمانية واضح فهم لا يصومون يوم الرب ولا يوم السبت ومن اورشليم انتقلت هذه الممارسة الي بلاد العالم كله بما فيها مصر .
ورغم ان الكاتب يشكك كعادته في امر صوم السبوت ولكن يبقى ما ذكرته هذه المؤرخة دليل على ان هناك كنائس مدة الصوم الكبير فيها ثمانية اسابيع بعيد عن هرقل واسبوعه المزعوم !!!

ايضا القراءات الكنسية لاسبوع الاستعداد والتي تبدأ بأحد الرفاع بصلوات خاصة وقراءات لهذا الاسبوع وهي جزء لا يتجزء من قراءات وصلوات باقي اسابيع الصوم المقدس .

انتهى

فبهذا تأكدنا ان أسبوع هرقل ليس له أي علاقة بأسبوع المسمى بالاستعداد بكل تأكيد

وهذه القصة خرافة لا علاقة لها بكنيستنا.

إذا فلماذا تصوم الكنيسة أسبوع ثامن بالإضافة الى 40 مقدسة واسبوع الالام؟

الامر ليس استعداد فقط او غيره بل هو لتكميل الصوم الاربعيني الذي يجب ان يكون 40 يوم انقطاعي.

وهنا أقدم حسبة بسيطة تأكيد انه أسبوع الاستعداد ولماذا هم 8 أسابيع

الصوم الأساسي هو 40 يوم انقطاعي (وهو 5 أسابيع و5 أيام يبدأ يوم اثنين وينتهي يوم جمعة أي تنقص يومين سبت واحد) كما صام موسى النبي وايليا النبي واهم من كلهم الرب يسوع المسيح نفسه في التجربة في البرية 40 يوم ولكن كنيستنا من البداية وضحت انه مرفوض الصوم الانقطاعي يومي السبت والأحد فلهذا عندما نصوم 40 يوم خمس أسابيع وخمس أيام فيأتي فيها خمس سبوت وخمس احاد أي عشر أيام فنحن نصوم انقطاعي 30 يوم فقط وليس 40. ويوجد أسبوع سابع وهو أسبوع الالام المميز في النهاية وأيضا لا نصوم سبت واحد فهو يضيف بهذا 5 أيام انقطاعي فيكون 30 يوم في الأربعين المقدسة + 5 في أسبوع الالام = 35 يوم انقطاعي فلا يصلوا بعد الى 40 يوم انقطاعي فلهذا اضيف الأسبوع الأول او الثامن او أسبوع الاستعداد الذي هو سبع أيام بهما سبت واحد لا صوم انقطاعي وخمس أيام صوم انقطاعي فهو بهذا يضيف 5 أيام + 35 = 40 يوم انقطاعي فيصبح الصوم الكبير 55 يوم به 40 يوم صيام انقطاعي بمنتهي الدقة ليماثل صوم رب المجد نفسه في أيام جسده.

فمن يحسب سيجد في 55 يوم نصوم انقطاعي 40 يوم

ولهذا أيضا نقل من بحث الأستاذ عصام

وجدير بالذكر ان المجمع المقدس في جلسة 1./6/2006 قد اوصى بحذف عبارة ان الاسبوع الاول هو اسبوع هرقل لعدم صحته بالنسبة لتعاليم الكنيسة القبطية وذلك في مقدمة قطمارس الصوم الكبير
وفي النهاية يجب ان نثق في كنيستنا وما تسلمته ولا نصدق المشككين الذين يشككون في كل شيء اليوم فكنيستنا كنيسة قوية راسخة عاشت الفي عام بما تسلمته حافظت على وديعة الايمان وتحملت من اجل هذا الدم والاضطهاد لقرون طويلة ! ولا نسمح لاحد ان يشككنا في كنيستنا وعقيدتها وطقسها

بل أيضا اضيف على كل هذا ان من بداية الكنيسة تسميه الصوم الاربعيني وهو الصوم الانقطاعي 40 يوم ولا يناسب ان يكون اسمه اربعيني وهو 35 يوم انقطاعي بدون السبوت والاحاد

بل وفي القرن الرابع الميلادي يقول ابن سبا

وعلى ذلك رتب الإباء ان يصام في كل سنة أربعون يوما خمسة أيام في كل أسبوع.... لان سبت النور الذي كان فيه الرب مقبورا ولا يصام الأحد لأنه فرح روحاني منذر بالقيامة.

فهذا دليل ان هذا الأسلوب هو من قبل القرن الرابع

أيضا الكنيسة الغربية او التقليد البيزنطي تؤكد موضوع 40 يوم انقطاعي فهي تصوم ست أسابيع كاملين به 36 يوم انقطاعي فهم يصوموا السبت انقطاعي وفقط يوم الاحد هو الذي لا يصوموه انقطاعي وبهذا يصبح الصيام 36 يوم انقطاعي لمدة ست أسابيع

6*6=36 يوم

ولهذا من القديم ليجعلوهم 40 يوم انقطاعي فهم أيضا يضيفوا 4 أيام في البداية ليكملوا الى 40 يوم انقطاعي فلا يبدؤا مثلنا يوم الاثنين بل يبدؤا يوم الأربعاء ليضاف اربعاء خميس جمعة سبت أربع أيام (والأحد ليس انقطاعي) + 36 يوم فيكون 40 يوم انقطاعي في 47 يوم

ويوم الأربعاء الأول يسمى يوم الرماد وعندهم تقليد وضع الرماد على الرؤوس كدليل على بداية التوبة وأيضا يقولوا عنها أربع أيام الاستعداد

فالأسبوع الأول المسمى أسبوع الاستعداد اضيف لجعل 40 يوم انقطاعي أربعين مقدسة وهذا قديم فله أصول قديمة قبل هرقل وغيره من القرن الثالث والرابع فأكرر هو لم يضاف بسبب ادعاء هرقل ولكن اضيف ليكون أسبوع استعداد وليكمل أيام الصيام الانقطاعي لتكون 40 يوم.



والمجد لله دائما