«  الرجوع   طباعة  »

هل يعترف سفر 2 مكابيين بانه مألف؟ 2 مك 15: 39



Holy_bible_1

16 September 2016



الشبهة



مكابيين الثاني 15 " فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض..."، هذا يدل على "تأليف" السفر.



الرد



الرد باختصار شديد في البداية هو لا يقول تأليف لغويا ولكن كتابة فهو يتكلم بتواضع عما كتبه ولا ينفي على الاطلاق وحيه

فلهذا اقسم الرد لغويا وسياق الكلام

لغويا

العدد في العربي يقول

سفر المكابيين الثاني 15

39 فَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْسَنْتُ التَّأْلِيفَ وَأَصَبْتُ الْغَرَضَ فَذلِكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى، وَإِنْ كَانَ قَدْ لَحِقَنِي الْوَهَنُ وَالتَّقْصِيرُ فَإِنِّي قَدْ بَذَلْتُ وُسْعِي.

التعبير الذي استخدم في اليوناني



συντξει سونتازي

هو يعني كتابة سواء كتابية تاريخية او عيرها وليس تأليف

ولهذا التراجم بوضوح كتبت تاريخ او قصة تاريخية ولم تقل تاليف

وأقدمهم الفلجاتا التي كتبت بوضوح تاريخ

(Vulgate)  et siquidem bene et ut historiae conpetit et ipse velim si autem minus digne concedendum est mihi

وبقية التراجم

2 Maccabees 15:39

(Bishops)  If I haue done well and as the storie required, it is the thing that I desired: but if I haue spoken sclenderly & barely, I haue done that I coulde.

(Brenton)  And if I have done well, and as is fitting the story, it is that which I desired: but if slenderly and meanly, it is that which I could attain unto.

(clVulgate)  Et si quidem bene, et ut historiو competit, hoc et ipse velim: sin autem minus digne, concedendum est mihi.

(DRB)  Which if I have done well, and as it becometh the history, it is what I desired: but if not so perfectly, it must be pardoned me.

(Geneva)  If I haue done wel, and as the storie required, it is the thing that I desired: but if I haue spoken slenderly and barely, it is that I could.

(Greek OT)  κα ε μν καλς εθκτως τ συντξει, τοτο κα ατς θελον· ε δ ετελς κα μετρως, τοτο φικτν ν μοι.

(KJV-1611)  And if I haue done well, and as is fitting the story, it is that which I desired: but if slenderly, and meanly, it is that which I could attaine vnto.

(Latin)  et siquidem bene et ut historiae conpetit et ipse velim si autem minus digne concedendum est mihi

(NAB-A)  If it is well written and to the point, that is what I wanted; if it is poorly done and mediocre, that is the best I could do.

(RSVA)  If it is well told and to the point, that is what I myself desired; if it is poorly done and mediocre, that was the best I could do.

(WEBA)  And if I have written well and to the point in my story, this is what I myself desired; but if meanly and indifferently, this is all I could attain to.

(Wycliffe)  And sotheli if wel and as it acordith to the stori, this thing and Y wolc; if ellis lesse worthili, it is to foryyue to me.

فلهذا لغوينا تنتهي الشبهة لانه لم يقل تاليف أصلا بل يقول تاريخ



ثانيا سياق الكلام

المقطع المتكلم عنه هو ختام السفر التاريخي عن تاريخ المكابيين فهو اخر عددين في سفر المكابيين الثاني. فهو فعلا يتكلم عن التاريخ الذي ذكره فهو سفر تاريخي

اما في الختام فهو يتكلم بتواضع فقط ولا ينكر على الاطلاق وحي السفر

وهذا تكرر في الكتاب المقدس كثير

فمثلا معلمنا بولس الرسول يقول متواضعا

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 12

وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا، لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ، وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا.

ولكن في نفس الاصحاح يؤكد الوحي

40 وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ.

أيضا كثيرا لم يكتبوا أسمائهم من التواضع

وهذا قاله مفسريين شرقيين وغربيين فمثلا

هيدوك

2 Maccabees 15:39

So. Greek, "if in a frugal and middling style, this is as well as I was able." (Haydock) --- Perfectly. This is not said with regard to the truth of the narration, but with regard to the style and manner of writing, which in the sacred penmen is not always the most accurate. See St. Paul, 2 Corinthians xi. 6. (Challoner) --- The style was frequently left to their choice. (Haydock) --- Inspiration did not exclude natural acquirements. (Calmet) --- The author is not afraid of having said any thing erroneous, though he might be less polished, like St. Paul: imperitus sermone sed non scientia. But we, having now come to the end of the Old Testament, must crave pardon for any mistakes into which we may have fallen, in the execution of this work, which is dedicated to the English (Worthington) and to all his majesty's Catholic subjects, for whose benefit chiefly and for the sake of religion it has been undertaken. The many things hard to understood, [2 Peter iii. 16.] which we did not wish to pass over, have swelled this work to a larger volume than was at first intended; larger, perhaps, than the purses of the poor and middle ranks, in the late hard times, could bear. But now the prospect is more cheering; and it is hoped that this profusion on a subject of such vast importance will be pardoned, particularly as we had also to comply with the desires of the more affluent, who repeatedly requested that the notes might be rather "more ample." As they that prepare a feast, and seek to satisfy the will of others, so we, for the sake of many, willingly undergo the labour, chap. ii. 28. The variety of matter and of style may well be compared to a mixture of wine and water, ver. 40. Yet our aim has not been merely to please, but rather to counteract the baneful influences of heresy and infidelity. T. Paine (Age of Reason, part 2nd) having touched upon a few difficulties in some of the books of Scripture, says exultingly: "I have gone through the Bible as a man would go through a wood, with an axe on his shoulders, and fell trees; here they lie, and the priests, if they can, may replant them. They may perhaps stick them in the ground, but they will never grow." Yes, they will grow, and brave the fury of tempests, because they have been planted not by priest, but by the hand of God. The Scriptures and the Church will stand and support each other till time shall be no more. The true faith has been preserved from Adam through all succeeding generations, and antichrist himself will not be able to destroy it. My WORD shall not pass away, [Mark xiii. 31.] says our divine Master. As we have repeatedly proved this assertion in the foregoing notes, which are already perhaps too copious, we shall refer the more inquisitive reader to the remarks of Dr. Worthington on the six ages, in the Douay Bible.

انطونيوس فكري

ولا معنى لأن يقال أن قول الكاتب عن الوهن والتقصير والتأليف ينفي موضع الوحي عن الكتاب:

1.    يقول بولس الرسول "أما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب.." (1كو12:7).

2.  "أيها الإخوة بحسب الإنسان أقول" (غل15:3) وكذلك (رو5:3) فهل أقوال بولس هذه تنفي أنه كان يتكلم بوحي من الروح القدس.

وراجع (1كو25:1) فنجد بولس يقول "ضعف الله أقوى من الناس" (1كو25:1) وعن نفسه ينسب الضعف (1كو3:2). فلماذا ننكر أن أقوال سفر المكابيين الثاني هي أسفار إلهية لأن كاتبها ينسب لنفسه الوهن والتقصير (39). لكنها كلمات اتضاع منه.

أيضا الأنبا مكاريوس الأسقف العام

"فإن كنت قد أحسنت التأليف ووفقت منه، فذلك ما كنت اتمنى.

وإن كان ضعيفا ودون الوسط، فإني قد بذلت وسعى"(آية 38):

اتخذ بعض النقاد من هذه الآية هدفًا للتشكيك في كون الكتاب سفرًا موحى به من الله، معتبرين أن النص هنا ما هو إلا جهد بشرى بحت! ولذلك فإننا سنلقى بعض الضوء عليها دفعا للشك وتأكيد لصحة الوحي. فالاية تأتى في الترجمة العبرية هكذا:

(وإم هايا دبورى يافهو عاروخ عل أفنايو، زه هايا حفتسى، وإم قل هو و رافه هلو عاسيتى إت أشر هايا بكوحى) ونرجميها كالآتي:



فإذا كان كلامي جميل ومرتب على شكله، هذه كانت رغبتي، وإذا كان بسيط (خفيف، سهل، صغير، قليل، سريع) هو وضعيف (واهن، ضئيل، مرتخ، كسول، خامل) ألم أعمل ما كان بقوتى؟!

وقد وردت "رافه" ومعناها "ضعف" في العهد القديم في مواضع كثيرة مثل: (أيوب 12: 21، 27: 6 ومزمور 37: 8 و 46: 10 و 138: 8 وأمثال 4: 13 و 18: 9 و 24:10 وإرميا 6: 24 و 38: 4 وحزقيال 1:24 وصفنيا 3:1).

وقد جاءت الكلمة اليونانية " اسثينيس" في العهد الجديد للتعبير عن الكلمة العبرية "رافه" وذلك في (متى 25: 39 و 26: 41 وأعمال 4: 9 ورومية 5: 6 وكورنثوس الأولى 1: 25، 27).

وبالرجوع إلى الآيات التي وردت فيها كلمة (ضعف) سنجد أن المقصود بها ضعف ألم بالشخص نتيجة مرض ما أصابه من عند الله، أو ضعف جسدي...

ثم هل لنا أن نرفض العديد من الآيات التي ورد فيها دور البشر في تدوين الوحي الإلهي بعوى إنها تشكك في صحة الوحي؟! ومن أمثال هذه الايات:

1 - "لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (كو 1: 25) فهل الله فعلا له ضعف أو هل عند الله جهالة؟ أم أن هذا أسلوب أدبي..؟!

2 - "وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة" (1كو 2:3) هل كان بولس رسول الأمم ضعيف وخائف ومرتعد كثيرا وهو يبشرهم؟؟

أين إذن قوة الله العاملة فيه؟، ولكنه كان يخاف كإنسان أنه ضعف الطبيعة البشرية.

3 - "إن كان يجب الأفتخار فسأفتخر بأمور ضعفى" (2 كو 11: 30). هنا يفتخر بولس الرسول بضعفاته. إنه يفتخر باتضاعه. ولم يقل أحد أن هذا الأسلوب ضد الوحي المقدس!

4 - اتهم بعض الكورنثوسيين بولس بالضعف قائلين: "الرسائل ثقيلة وقوية وأما حضور الجسد فضعيف والكلام حقير" (2 كو10: 10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). هل يليق بأن يوصف كلام الله بالحقارة؟ ومع هذا لم يرفض أحد هذه الرسالة طبعا.

5 - قيل عن الرب يسوع أنه صلب من ضعف؟ "لأنه وإن كان قد صلب من ضعف، لكنه حيّ بقوة الله، فنحن أيضًا ضعفاء فيه" (2 كو 13: 4) ومع هذا لم يعترض أحد أن الرب يسوع صلب من ضعف وهو القائل أنه له سلطان على روحه وله أن يضعها وله أن يأخذها.

هذا وقد ورد أيضًا في الكتاب المقدس بعض الآيات التي يظهر فيها الدور البشرى في تدوين الأسفار، ولم ينقص ذلك من قداسة السفر أو يشكك في الوحي المقدس. وإليك بعض الآيات التي يظهر فيها ذلك:

1 - "وأما الباقون فاقول لهم أنا لا الرب أن كان اخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضى أن تسكن معه فلا يتركها" (1 كو 7: 12).

2 - " أيها الأخوة بحسب الإنسان أقول ليس أحد يبطل عهدا قد تمكن ولو من إنسان او يزيد عليه" (غلاطية 3: 15). فهل نرفض رسالة غلاطية وهذه الآية بدعوى أن بولس الرسول كان يتكلم بالحكمة الإنسانية وليس بوحي الله؟!

3 - "ولكن أن كان اثمنا يبين بر الله فماذا نقول العل الله الذي يجلب الغضب ظالم اتكلم بحسب الإنسان" (رومية 3: 5) وهل نرفض رسالة رومية وهذه الأقوال التي يصرح بولس الرسول فيها بمنطق بشرى محض؟!

فبعد ان عرفنا ان اللفظ لا يوجد فيه تأليف بل كتبة تاريخ وعرفنا انه تعبير تواضع فقط ولكن لا ينكر الوحي. اكتفي بهذا القدر.



والمجد لله دائما